recent
جديدنا

احكي يا شهرزاد الفصل الثالث

 

‏احكي يا شهرزاد قلبي 

بقلم أمل محمد الكاشف

الرواية قريبة من مجتمعنا العربي معيد بالجامعة رومانسي يعيش بعالم الأحلام متمني ان يحالفه نصيبه ويجد شهرزاد حياته التي ستدخله جنة الأحلام والرومانسية والسعادة التي لا مثيل لها، وجد شهريار زمانه شهرزاد العصر والاوان🤣طالبة مجتهدة بنفس الفرقة المسؤول عنها 🤣ومنا هنا بدأت معاناته اقصد حكايته 

 رواية تخالط بين الواقع وعالم الف ليلة وليلة بازدواجية جميلة  بجانب قصص لأبطال اخرين سينالون  اعجابكم


"هل هو قدر أم صدفة عابرة ؟ 
إن كان قدرا لا مفر منه فلندعو الله ان يكون جميلًا بكل أحواله و إن كانت صدفة عابرة فلتذهب كما ذهبت غيرها".

مرة أخرى أصبحت غير قادرة على الرد أمام ما قاله ، فتح شهريار زمانه كتابها ليقرأ بعض سطوره بل بعض كلماته فقط حين أتت نسمة وانقذت صديقتها التي تحدثت فور رؤيتها لها
 " هل أتممتِ الأمر "
و بنظرات استفهام اجابتها نسمة
" اعتقد انه تم "
ابتسم شريف مرحبًا بوصول نسمة دون كلام، مد يده نحو من وجدت بصديقتها طوق نجاتها منه  ليعطيها الكتاب قائلا 
" أتمنى لكما يومًا موفقًا " 
تركهم شريف ذاهبًا إلى مقر هيئة الأساتذة.
نظرت نسمة لصديقتها التي لم تزح اعينها عن استاذها  ثم استدارت لتنظر نحو ابتعده عنهم قائلة " هل لا زلتي تقولين انه لا يوجد شيء"

خطت شهرزاد أولى خطواتها بشرود كبير متمتمة بصوت منخفض
 " هيا كي لا نتأخر على محاضرة أستاذ نديم. من العيب دخولنا القاعة بعده "
و باستغراب يعلوه الدهشة تحدثت نسمة
 " عيب بحق استاذ نديم وليس عيب بحق الباقين؟ "
_ " ليس بيدي هذا ما يفعله القدر معي ، أتمنى أن انتظم مع الجميع ولكني افشل بفعلها وخاصة بأولى المحاضرات، مهما فعلت لا استطيع اللحاق بها وكأن عليّ ان أبيت بالجامعة كي اصل بالموعد المحدد"

ردت نسمة لتؤكد ما قالته
 " انتِ محقة فبرغم قربك للمكان إلا ان الازدحام الكبير بمنطقتك الحيوية يجعل من المستحيل ان تلحقي بنا وهذا ما يجعلهم متساهلون معكِ"
_" نعم يتساهلون ، من كثرة تساهلهم أصبح فرض علي انتظاركم بباحة الجامعة حتى تنتهون"

‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●

طرق باب منزل مدحت بضكل متتالي وقوي مما أفزعه وجعله يهرول ليرى من الطارق.
 
اتسعت عينيه من المفاجأة حين نظر من خلف الباب ليجد أمه و أخواته قد أتين دون سابق إنذار، نظر لزوجته واضعًا سبابته على فمه كي لا تصدر صوت مصطحبها للداخل وهو يحدثها بصوت منخفض " أمي واخواتي" 

و بمجرد سماع توته لما قاله زوجها أسرعت قبله لتجمع ما على فراشها وتضعه أسفله مسدلة الغطاء على جانبيه كي لا يظهر شيء. 

خرج مدحت من الحمام بعد أن غسل وجهه بقوة وسرعة فائقة حامدًا الله على عدم وضعه من الزيوت العطرية مكمل ارتداء العباءة وهو في طريقه للباب قائلا لزوجته
" سأفتح بسرعة كي لا يكون عيبًا علينا، لا تتأخري"

اخرجت توتة فستان طويل لترتديه فوق فستانها واضعة على رأسها الحجاب تحسبًا من وجود رجال معهم  ثم خرجت على الفور ترحب بهم. 

وبطريقها للصالون تذكرت امر ملابسها التي علقتها خلف باب الحمام ، عادت مسرعة *لتخفي *أمرهم داخل الصندوق الخاص بالملابس المتسخة، و بمجرد خروجها للصالون  سمعت أم مدحت تسأل عن الأولاد، انحنت لتقبل يدها وتحتضنها بعدها هي تقول
 " زادت بركة منزلنا بقدومكم يا أمي" 

شكرتها أم مدحت و هي تعيد سؤالها عن الأولاد ليرد ابنها عليها 
" أرادوا ان يقضوا ليلتهم بجانب جدتهم. ونحن لم نرد احزانهم، ولكني سأرسل عمرو بسيارته ليأتي بهم على الفور" 
ردت امه باستفسار " عمرو؟" 
ـ" جارنا هنا بالمبنى شاب أمين صاحب سيارة أجرة يعرف المكان" 
أنهت توته سلامها على اخوات مدحت متحدثه لهن " لماذا لم تخبرونا بمجيئكم كنا ذهبنا لاستقبالكم "
ردت ناهدة على زوجة أخيها
" لم ترد أمي اخباركم كي تكون مفاجأة للأطفال و لكنها أكلت الهوى" 
وضحكت لتضحك معها ميادة، نظرت لهما أمهما نظرة قوية أصمتتهما بها.
نظرت توته لزوجها وهو يتحدث مع السائق ثم نظر لوالدته قائلة 
 " سأحضر عصير الليمون مع النعناع الأخضر  ليرفع ويهون عليكم عناء الطريق"
ردت أم مدحت 
 " لا داعي للعصير. حضري لي شاي ثقيل بسكر زيادة "
تدخلت ميادة الأخت الصغرى 
 " أنا أحب العصير لا ارغب بشرب الشاي" ردت ناهدة هي أيضا 
" وانا ايضا احب العصير، يكفي ما نشربه من الشاي بالبلد " 
و بوجه جميل ردت توته عليهما
" دقائق قليلة احضر لكم الشاي و العصير "

 تحركت للمطبخ لتتحرك ناهدة قائلة 
" سأدخل الحمام اغسل وجهي ويدي "
ردت عليها أمها " لن يجدي نفعًا عليكِ ان تتحممي كي يزول عبق الطريق "
وقفت ميادة لتدخل الغرفة كي تبدل ملابسها قائلة لأختها بصوت خشن 
 " و انا سأدخل لأبدل ملابسي حتى تنهي أنتِ حمامك. عليكِ ان تسرعي كي ادخل بعدك أنتِ تعلمين لا احب الانتظار " 
نظرت الأم لبناتها بأعين غاضبة وصوت محذر
" هل ستتشاجران في منزل اخيكم، اذهبا و انهيا  أمر حمامكم سريعا وإلا أقسم أن تظلوا طيلة الأسبوع دون حمام "

( وحدي الله يا حاجة 😂😂و بعدين اسبوع ايه اللي ناويه تقعديه خفي تعومي 😂😂)

نظر مدحت لامه متسائلًا
" أسبوع! افهم من هذا انكِ ستباركين منزلنا أسبوعًا كاملًا دون حجج فارغة للعودة للبلد". 

تحركت ميادة و ناهدة للداخل وهما *يتشاجران*بصوت منخفض متواعدين لبعضهما، ابتسمت فهمية بجوابها على ابنها
" نعم سأبقى اسبوعًا كامل، لا تخف اتفقت مع ابيك وجهزت له كل شيء قبل مجيئي. كما تعلم علينا ان نكمل جهاز ناهدة لنخلص منها بشهر يونيو كما طلب عريسها"
ضحك وجه مدحت و هو يرد على أمه
 " و الله يا أمي أنا أاسف لحال الرجل ، لا أعرف أي ذنب اقترفه ليكون نصيبه ناهدة " 

أرجعت فهمية رأسها للخلف قائلة بدهشة
" لماذا يا ولدي و ما بها ناهدة!، هل يعيبها نقص عن بقية البنات! نعم عقلها صلب ولكنها تحمل قلب كالقشطة"

علا صوت قهقهات ضحك مدحت وهو يرد على أمه " هل رأيتي  حتى أنتِ أعترفتي بهذا. ولكنها حقًا ذات قلب كبير اسعدها الله وكتب لها الرفاه والبنين" 

صغرت أمه عينها و هي تسأله 
" اتركنا من حديثك الماسخ و أخبرني  ما بك يا بني  ما حالة وجهك هذه ؟، هل أنت مريض ؟" 
ابتسم مدحت و هو يمسح وجهه ليطمئن على  خلاصه من القناع الطيني قائلا
 " لا لستُ مريضًا انا بخير الحمدلله " 

سألته أمه مرة أخرى قائلة 
" وجهك لم يرضيني وايضا غيابك عن عملك أنت لا تفعلها بسهولة ما بك "

رد بصوت مرتبك
" لا شيء يا أمي ارهاق وضغط عمل بالأسابيع الماضية فقط ، أردت أن آخذ اجازة لأريح بدني" 

و برضا ردت أمه عليه
" حسن ما فعلت يا وحيدي ارتاح وأرح بدنك،  سينتظرك عملك لا مفر لك  منه "

عادت توتة وهي تخفض قامتها القصيرة للأمام  كي تقدم لأم زوجها السيدة فهمية الشاي قائلة بوجهها المبتسم " عافية على قلبك "
ردت فهمية بعيونها التي أجرت مسح شامل على زوجة ابنها قائلة "سلمت يداكِ يا بنيتي"

تحركت توته و وضعت الصينية على الطاولة التي تنتصف الصالون ومن ثم سحبت طاولة صغيرة متحركة لتضعها أمام أم مدحت واضعة أعلاها طبق مملوء بالمقرمشات والمخبوزات الجاهزة  و هي تقول
" تفضلي. أنا واثقة انك ستعجبين بهم" 

مدت فهميه يدها وأخذت واحدة من المخبوزات لتذوقها و هي تستمع لما تقوله زوجة أبنها 
"أمي هي من حضرتهم لنا بعد ان أعجب ميتو بطعمهم في آخر مرة " 

وقفت اللقمة بحلق فهمية واصبحت تسعل محاولة اخراجها من حلقها، اتسعت اعين مدحت و هو يحذر زوجته التي أسرعت بإحضار كأس الماء لها و هي تقول بصوت مرتبك
" لأجل مدحت. لأن مدحت يحب أن يتناول أشياء  خفيفة قبل نزوله الى العمل " 

مد مدحت يده وأخذ كأس عصير مبتلع به صدمته مما حدث، اكملت توته حديثها
 " حتى من شدة اعجابه بطعمها قال من المستحيل ان يحضر احد هذه المعجنات مثلما حضرتها حماتي وكأنها شيف محترف "
وقف العصير بحلق مدحت ناظرا لامه بترقب، كما أعادت فهميه قطعة المعجنات بالطبق مرة أخرى و هي تقول بغير رضا 
"نعم جميلة سلمت يداها" 
نظرت توته للطبق ثم نظرت لأم زوجها لتسألها " لما لم تكمليها؟ " 
ابتسمت فهميه ابتسامة ناقصة تحدثت بها 
"اعتذر منك يا بنيتي فرغم جملها إلا أنها ثقيلة على القلب واضح ان والدتك بذلت مجهود كبير بها  ولكنها دسمة بشكل كبير لقد بقي سمنها ملتصق بأصابعي وأنا لا أكل الدسم النباتي. لا داعي لأن أرهق قلوبي بلا فائدة " 

نظرت توتة ليد الحجه فهمية ثم عادت لتنظر للطبق قائلة " نعم لا داعي، حتى انا سأمتنع عنها كي لا يزيد وزني دون فائدة "
 ارتسم على وجه فهمية بشائر الرضا والفرح داعيه لزوجة ابنها ان تظل بصحة وعقل وحلاوة طيلة العمر لترضي عين زوجها وقلبه. 

ضحك مدحت متحدثًا بصوت منخفض
 " الحمدلله انها بقيت لي وحدي. احتفظوا انتم برشاقتكم وصحتكم واتركوها لي سأتصرف انا مع رشاقتي وصحتي "

سمعته أمه ناظرة له بعين قوية قائلة
 " ستتعب قلبك وترهقه دون فائدة، ان اردتها بشدة لتكن بالزبد البلدي الخاص بي حتى يورد وجهك بدلاً من حالته الهزيلة هذه"

أومأ رأسه وهو يقول بداخله 
" الطف بنا يا رب " 

عادت ناهدة للصالون قائلة بوجه مبتسم
 " استعدت وعيي " 
اعطتها توتة عصيرها فور جلوسها مقربة منها طبق المعجنات لتتناول ناهدة منه واحدة شاكرة بعدها زوجة اخيها وهي تستمع لامها قائلة  
" أمسكي يا فاطمة هذا ايضا وضعيه أمامها لتأكل وتشبع بطنها فهناك أماكن فارغة عليها ملئها لأجل عيون سيد " 

ضحكت ناهدة وقالت
 "تتنمري على وزني يا أمي! لا تشغلي بالك سيد خطيبي سعيد بحالتي ووزني حتى اخبرني أنه يتمنى ان اكسب بعض الكيلوغرامات قبل زواجنا لأصبح جميلة وحلوة" 

نظر لها اخوها وهو لا يزال يضحك
" هل انتِ متأكدة مما تقولينه ، لعله كان يقصد العكس و أنتِ لا تدرين "

و بصوتها القوي ردت ناهدة على أخيها
 " هل تقصد أن أنقص وزني، ابدا مستحيل هل فقدت عقلي لأفعل هذا، الواحدة منا عليها ان تكون صاحبة بنية قوية و جسم ملفوف ممشوق"

هز رأسه معقبًا بسخرية 
" نعم ممشوق يا ناهدة ممشوق، من الواضح يا اختي انكِ  تفهمين المعنى الحقيقي  للجسم الممشوق بشكل معاكس " 

ضحكت فهمية قائلة لابنها
 "أضحكتني من قلبي يا مدحت يا والدي،  الظاهر ان عيني سيد ركبت له بالمقلوب"
التزمت توته الصمت و هي تراقب حديثهم الذي ما لبث الا وقلب لمشادات وكلمات جارحة بين مدحت و ناهدة لتتدخل أمهم وتصرخ بهم لتصمتهم . 

و بنفس صوتها العالي الصارخ نظرت لتوتة لتقول " بنت يا فاطمة "
فزعت توته واهتزت بمكانها مجيبة 
" لا دخل لي بهم ،  أنا لم انطق حرف " 
ردت فهمي وهي تومئ برأسها 
" اعلم. اعلم تحركي وانظري لميادة تأخرت بالحمام و كأنها نامت بالداخل  " 

وقفت توته بسرعة تحركت بها 
" تمام سأذهب لأطمئن عليها رغم أنها لم تتأخر كثيرا " 

‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●

 افترقت شهرزاد عن صديقتها بعد خروجهم من باب الجامعة كعادتهما فكلاهما يسلكان طرق مختلفة للعودة لمنزلهما، لمحت شهرزاد استاذها الشاه شهريار يخرج  وبجانبه الطالبة  يمنى  التي بدت وكأنها تشكره محاولة التحدث معه بأكبر قدر.
تحركت وقطعت الطريق لتصبح بالجهة المقابلة لبوابة الجامعة داعية الله أن يأتي الاتوبيس بسرعة كي تصعد به وتهرب من المكان ولكنه تأخر عن الوقت المفترض له. 

و برغم تعمدها في عدم النظر نحوهم إلا ان فضولها جعلها تدير رأسها لتنظر نظرة لم تكن خاطفة كما ارادت بل طالت قليلا حين تفاجأت باستاذ شريف ينظر اتجاهها مشيرًا بيده إليها  وكأنه يخبرهم انه ذاهب ليتحدث معها . 

( اجري يا مجدي😂😂😂) 

توترت وارتبكت صادفت اللحظة وقوف اتوبيسين كبيرين للنقل العام امامها ، فكرت بسرعة ان تغتنم الفرصة لتهرب منه قبل ان تتحرك الاتوبيسات و تجده امامها .
 كان عليها ان تختار التحرك لجهة اليمين  ولكنها اختارت السير بالجهة المعاكسة متحركة بخطوات سريعة شبه مهرولة محاولة الابتعاد عنه وعن الطلبة  حتى استقلت اول طريق فرعي لتدخله مستندة على سيارة فضية اللون كانت تصطف على جانبيه ملتقطة انفاسها بوجهها المنتصر وحال لسانها 
 "تم الأمر الأن. لقد نجونا بروحنا . بل نجوت بما تبقى لي من عقل"
 اغمضت اعينها وهي تتنفس بصوت مسموع مكملة حديثها 
" آآآه ما هذه الحالة اشعر وكأنني كنت بسباق سيتوقف قلبي " 
رفعت يدها لتضعها على صدرها و 
هي تلتقط نفسًا عميق تهدئ به تسارع دقات قلبها التي رافقتها من سرعة حركتها و توترها، وبينما هي بهذه الحالة  أتاها صوته الفرح من خلفها قائلا لها  " هل حان موعد اكتمال القصة " 

( بسم الله الرحمن الرحيم 😂 بيطلعوا امتى دول هههههههه 😂😂) 

 نظرت شهرزاد خلفها متفاجئة بوجوده نعم هو من توقعته. نعم هو ومن سيكون غيره. 

اخرجت أنفاسها المتقطعة مبتلعو ريقها وهي تقول بداخلها
 " ضاع الحلم، ضاع جهد كل السنوات السابقة" 

تحدث شريف من جديد متسائلا عن حالتها وصمتها  
" ما بكِ؟ هل لديكِ مشكلة؟ ،أيمكنني مساعدتكِ؟" 

هزت رأسها بالنفي مجيبة بصوت بالكاد خرج منها بعد ان حاولت ضبطه واخفاضه 
" لا يوجد مشكلة ولا شيء ، شكرا لك الموضوع وما فيه أنني ، أنني اتيت لشيء" 
و نظرت حولها لا تعرف بماذا ستجيبه وبعد لحظات بل ثواني قليلة رفعت يدها لتشير نحو دكان صغير يضع أمامه آلة تصوير المستندات قائلة " جئت لأطبع بعض الأوراق التي تلزمني قبل ذهابي لمنزلي ، لهذا جئت إلى هنا اعلم انه غريب بالنسبة لك فهو ليس بطريقي ولكني سأطبع الأوراق واذهب على الفور. شكرا لك " 
ابتسم شريف باستنكار
 " و من أين لي معرفة هل هو طريقك ام لا  " 

( *قصف *جبهة😂*صاروخ *أرض *جو بصراحه😂😂) 

نظرت شهرزاد حولها ثم نظرت له بوجه اختلط عليه ملامح *الغضب *والتحلي بالصبر لتتحدث متسائلة 
" كيف يعني؟، ما دمت لا تعلم  لما سألتني إذا؟"

رفع يده ليحك طرف أنفه بأصبع السبابة ناظرًا حوله وهو يرد بثقة كبيرة 
" لم أتذكر أنني سألتك عن سبب وجودك هنا، الامر وما فيه انني تفاجأت بوجودك بجانب سيارتي حتى أنكِ تستندين عليها كما أنكِ تتنفسين بشكل غير منتظم، توقعت انخفاض ضغطك او حدوث امر ما معك  لهذا اردت مساعدتك  "

( 😂😂ربنا ما يوقع حد مكانها😂😂) 

ابتعدت شهرزاد عن السيارة متسائلة باندهاش   " اهذه سيارتك؟ " 

اجابها بإيماء رأسه و عينه الباسمة ، لترد شهرزاد بصوتها الخجل المرتبك 
" اعتذر منك لم افهم عليك بأول الامر، نعم كنت اسرع بسيري كي اطبع الاوراق قبل ان افوت الأتوبيس. لهذا تسارعت انفاسي قليلا ولكن لا شيء كبير حتى أصبحت بخير الان  شكرا لك" 

رفع الشاه شهريار يده مشيراً لسيارته  قائلا
 " اذا سأذهب انا، ان اردتي تستطيعي ان تتفضلي " 
اتسعت اعينها و تحولت ملامح وجهها فجأة، أسرع بتحدثه موضح ما قاله
 " اعتقد انكِ فهمتي بشكل خاطئ. خرجت مني من باب الاحترام لا أكثر. وإلا انا اعلم جيدا انه لا يصح ان تطمعي بإيصال استاذك لكِ" 

أراد ان يثير غضبها ليستمتع بحالتها القوية التي جذبته منتظر ردها الذي لم يأتيه عندما اشتدت الحرب بداخلها 
 " نعم هل تريد مني ان اصعد سيارتك؟ ، هل فقدت عقلك؟ ، هل تعلم مع من تتحدث؟ ، هل قامت القيامة وأنا لا علم لي "

استغرب شريف من صمتها الذي طال  ونظراتها الغاضبة التي علقت عليه ، تحدث من جديد ليقول 
 " خاف قلبي الان، ما بكِ وكأنكِ ستنفجرين بي  بعد قليل " وضحك ساخرًا من حالتها واحمرار وجهها *الغاضب مكملًا
 " لهذا علي أن أسرع *بانسحابي "

وتحرك فعليًا ليفتح باب سيارته الخلفية ليضع حقيبة يده ومن ثم اغلقه مقتربا من الباب الأمامي ليفتحه صاعدًا سيارته وبدأ بتشغيلها  استعداداً لقيادتها. 

اما هي فكانت كما هي على وضعها الصامت تنظر فقط وداخلها يتحدث بغضب كبير.

رفع كف يده مصدرًا صوت صغيرا من مقود سيارته قبل بدأ قيادته وتركه المكان بعينيه المعلقتين على مرآته الجانبية مراقبًا حالتها ووضعها الغريب. 

وفور اختفاء سيارته من المكان اغلقت هي قبضة يدها ووضعتها على فمها لتصرخ بغضب وغيظ  " اعاااااااا" 
من جديد جاء لاذنها صوت " شهرزاد ؟  "

استدارت بغضب كي تجيب هذه المرة مستغنية عن تقديراتها وما سمته جهد السنين متفاجأه بأستاذ نديم أمامها يسألها 
 " ما بكِ هل لديكِ *مشكلة ؟ "
 صُدمت من تكراره نفس ما قاله استاذها قبل قليل ، رفعت يدها لتضعها على رأسها مجيبة 
 " لا. لا يوجد شيء جئت لأطبع بعض الأوراق و نسيت امر مهم. لهذا كنت اقف بالمنتصف افكر"
تحرك استاذ نديم مقتربًا من سيارته 
" بالتوفيق ان شاء الله"
لم تستطع منع نفسها من أن تسأله
 " غريبة لما تصفون سيارتكم خارج باحة الجامعة "

ضحك نديم مجيبًا عليها
" كي لا نختنق من الزحام ، وايضا كي نهرب وقتما شئنا " 
واكمل ضحكه لتضحك هي ايضا بخجل منه قدره الكبير لديها . 

اشار لها برأسه
 " تفضلي معي  لأوصلك بطريقي "

وبابتسامة جميلة شكرته متمنية له يوم جميل، ثم تحركت مقتربة من دكان التصوير، ليتحرك استاذ نديم و يصعد سيارته ليشغلها وعيونه على شهرزاد التي وقفت لتنظر لصاحب الدكان 
 " تفضلي بماذا اساعدك "
أجابته بسرعة غاضبة
 " لا اريد مساعدة من احد ، اعطني زجاجة عصير بارد و اكبر قالب شوكولاتة لديك "

أجابها الرجل " تحت أمرك يا انسة  "
 تحرك وجلب لها علبة عصير صغيرة وقالب شوكولاتة لم يتعدى طوله وعرضه الاصبعين ليعطيهم لها قائلا
 " المعذرة يا انسة البضاعة الجديدة لا زالت  بالطريق، المرة المقبلة ستجدين كل ما ترغبين به "
نظرت شهرزاد لحالة الرجل الذي كهل وهو لا يتعدى من عمره الخمسة والاربعون ثم نظرت لدكانه الصغير الذي يحكي معاناته *وخوفه *من *خسارة *زبون جديد مخرجة من حقيبة يدها عشرون جنية واعطتها له قائلة 
" ان شاء الله تصل بضاعتك بسلام " 
وتحركت لتذهب 
ناداها " انتظري باقي … 
وقبل ان يكمل ردت شهرزاد 
" سأتي لأشتري بهم حين تصل باقي البضاعة "

وبفرحة  أجابها
 " رضي الله عنكِ وفتح طريقك بوجهك فتح كبير، الله يحقق لك كل ما تتمنين و ترضين به " 

فرحت شهرزاد بدعائه الذي أراح قلبها تحركت لتخرج من هذا الشارع تاركة خلفها مغامراتها *القاطعة *للأنفاس. 
اقتربت من الطريق العمومي و وقفت لتنتظر اتوبيس النقل العام لتبدأ رحلة العودة بسلام ، فتحت حقيبتها لتحضر ثمن أجرة الاتوبيس لتتسع اعينها لعدم وجود محفظة النقود بالداخل. بحثت داخل حقيبتها  بوجه كاد أن يبكي قائلة 
" كيف حدث هذا؟ ، صبرني يا رب سأفقد *عقلي  ماذا سأفعل الان ؟ " 
اغمضت عيونها بحسرة وضيق متخيلة نفسها وهي تسير على أقدامها كل هذه المسافة  قائلة 
" والله سأسقط قبل وصولي، النوم في باحة الجامعة أهون علي مما أفكر به" 
تحركت و هي تتنهد بحزن مكملة 
" ما هذا اليوم ياربي، وكأن الجميع اتفق على سرقة فرحتي " 
 فتحت هاتفها لتحدث امها وتخبرها الوضع قائلة
" نعم هذا ما حدث أبدلت حقيبتي دون ان اخذ محفظتي " 

ردت امها بهدوء 
" و طما الجديد يا شوشو. عند وصولك اجعلي السائق ينتظرك حتى تأخذي الأجرة من العمة فاطمة وتعودي لتعطيها لها  " 
_ " لا يا أمي رجاءً العمة فاطمة لا، ستخبر منطقتنا كلها بما حدث. سأتصل بكِ عندما اقترب من البناية وأنتِ ألقي لي النقود من الشرفة بشكل بسيط لا تعب ولا أحاديث مطولة "

وافقت أمها على الإقتراح لترد شهرزاد بفرحة كبيرة 
 "حبيبتي ياأمي فليحفظك الله لي يا غالية، ادعي لي أن أعود بسرعة لأني متعبة بشكل كبير"
 _" كفي عن الكلام هيا اذهبي و استقلي سيارة  واتركيني لأحمر البطة "

و بصوت صدم مما سمعه
 " بطة؟، هل ما سمعته حقيقي؟، و أخيرًا تحقق حلمي "

( هههههه البت غرقت بمجرد ما سمعت سيرة البط 😂😂) 

ضحكت أمها قائلة
 " هيا يا شهرزاد. تعالي بسرعة كي لا احرمك *من نصيبك " ●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●  أخرجت توته اللحم البلدي والبامية الخضراء من البراد كي تعد الطعام لأهل زوجها ، دخلت والدة مدحت عليها المطبخ قائلة
 " لا ترهقي نفسك بالطهي  نحن لم نأتي لنثقل عليكِ "

ردت توته بحب قائلة
 " عن أي ارهاق تتحدثين! لقد انرتي منزلنا بقدومك أنتِ والبنات حتى أنني اقول لنفسي يا ليت العم عرابي أتى معكم كي تكمل فرحتنا "
_ " عن أي فرحة تتحدثين ، معاذ الله لو جاء لكان أفسد راحتنا بغضبه وعصبيته. كما تعلمين هو لا يحب الزحام والمنازل المغلقة، وايضا نريد ان ننزل لشراء ما ينقص ناهدة ونعود للبلد بأسرع وقت هناك الكثير علينا انهائه قبل موعد الزفاف "

ردت توته بثقة 
" لا تقلقي سننزل و نشتري كل ما تريده وأكثر، هناك عدة أماكن جامعة وشاملة لتحضيرات جهاز العروس حتى يمكنكم انهاء كل ما تحتاجون إليه في نفس اليوم والمكان "

دخلت ميادة عليهم المطبخ وبيدها سلة الغسيل قائلة لأمها
" جمعت الغسيل النظيف وطويته كما اردتي " ثم نظرت لزوجة اخيها مكملة 
"  اين اضعه لكِ "

و بوجهها الجميل ردت توتة عليها
" لماذا اتعبتي نفسك  كنت سأجمعه بعد أن اضع اللحم على الموقد"
 ردت فهمية 
" واين التعب يا بنيتي بهذا!، هل ستحضرين الطعام و تنشغلين بجمع الغسيل والتنظيف"

وصلت ناهدة هي ايضا للمطبخ قائلة
 " نظفت الحمام خلفنا ورتبت غرفة الاولاد و مسحت أرضيتها بالماء و المطهر" 
_" عافية عليكم يا بنات  " 
وبحزن ردت توتة من جديد 
" لقد اخجلتموني، غرفة الأولاد لا تحتاج لهذا اهتموا انتم براحتكم "

ضحكت ناهدة وقالت 
" وهل تسمين هذا عمل! منزلك كله لا يساوي شيء بجانب ما نقوم به  كل يوم "
 ثم نظرت لأمها مكملة 
" تعلمين الحاجة فهمية كم هي محبة للنظافة  وضيافة الأهل والأحباب "

نظرت فهمية لميادة قائلة
" اذهبي وضعيه بالصالون حتى ارتب ما بداخله ونظرت لابنتها الاخرى مكملة
" و أنتِ يا ناهدة لا تكثري من الكلام. حضري لي فنجان قهوة "

ردت توته بامتنان
" شكرا لكم. لا اريد ان اثقل عليكم ومع ذلك سأترككم براحتكم فهذا أيضا منزلكم " 

خرجت ميادة لتخرج امها خلفها ، اقتربت ناهدة و هي تضع عيونها داخل قدر اللحم الموضوع أعلى الموقد قائلة
 " يكفيها بهذا القدر " 
ردت توتة
" كلما تم تشويحها بالزبدة والبهارات الصحيحة كلما اعطت طعم أحلى بالشوربة  والطبخ "

تحركت توتة لتغسل البامية الخضراء وهي تكمل " هيا أخبريني بما ينقصك كي نرتب من اين سنبدأ. هناك بعض الأماكن المميزة بالعطور والاكسسوارات والزينة  وما شابه، سيعجبك كثيرا انا اثق بهذا حتى سيطير عقلك هناك دون أن تستطيعي الإختيار من كثرة جمال ما به "

ردت ناهدة وهي غارقة بالتفكير
 " أول شيء اريد ان انهي شراء الملابس القطنية لسيد اقصد السراويل البيضاء.  وبعدها سأشتري لي ايضا السراويل القطنية اريدها بيضاء منورة سأشتريها جميعها باللون الابيض"

ردت توتة
 " جميل اللون الأبيض حين يسود الغرفة الغطاء والكسوة وجميع ما بالغرفة بلون ملابسك البيضاء، ولكن الغير جميل هو اختيارك لشكل الملابس عن أي سراويل تتحدثين أخشى أن *تصدميني وتخبريني بأنك سترتدين البنطلون الواسع الذي يرتديه رجالكم اسفل الجلاليب "

ردت ناهدة و هي تضحك
" لا كيف ارتديه  امزح معكِ و لكني حقًا اريد ان اشتري بيجامات قطنية بيضاء وفساتين قطنية قصيرة أيضا باللون الأبيض، اريد ملابس نومي جميعها بالأبيض شاهدتها بمسلسل مكسيكي كانت البطلة عند نومها تبدل ملابسها وترتدي فستانًا قطني الملمس ابيض اللون قصير مغلق الصدر وله اكمام لقد خطفت عقلي يومها باللون الابيض الذي كسى غرفتها و كأنها دميه خيالية"

ردت توتة و هي شاردة بخيالها الرومانسي
" جميل شعرت وكأنك طفلة صغيرة بأيامها الأولى كم هو رومانسي و جميل "

وبفرحة ردت ناهدة 
" حتى طلبت من سيد أن نشتري الغرفة باللون الأبيض لتصبح شبيهة بغرفة البطلة بالمسلسل "

_" احسنتي يا ناهدة استمري بهذا الشكل يجب ان يكون لكِ بصمة بكل قطعة بمملكتك ، حتى انه سيعتاد على مشاركتك بقراراته وكل شيء  يخص حياتكم. لا تجعليه يعتقد أنكِ لا تفهمين بشيء او أنكِ وُجدتي للطبخ والتنظيف " أخفضت توتة صوتها مقتربة من ناهدة لتكمل
 " يجب عليكِ ان تشعريه بقيمتك وتجعليه يستشيرك بأصغر عمل دون ان يشعر أنكِ تتحكمين به او تسيريه على رغباتك "

نظرت ناهدة لباب المطبخ بترقب  ثم نظرت لتوته قائلة
 "لا اريد اخافتك ولكن أن سمعت أمي ما تقولينه ستكون العواقب شديدة" 

اتسعت اعين توتة وهي ترد 
" هل ستوشين علي!"
_" أخرب عقلك! حزنت منك الان هل تظنين بي هذا ! هل فعلتها من قبل لكي افعلها اليوم؟ "

سحبت توتة ما قالته بسرعة 
" لا انا لم اقصد ما فهمتيه،  قلتها بلحظة *خوف لا اكثر، لا احد منا يحب ان يصل مثل هذا الكلام لا لزوجها أو أمه بكلتا الحالتين العواقب ستكون عاصفة"

اومأت ناهدة رأسها وهي تراقب الباب قائلة بصوت منخفض 
" ان أخبرتني كيف افعلها ولن يسمع احد شيئا" 

صرخت توتة " اللحم " اعطيني الماء سريعا، هرولت ناهدة مسرعة نحو إبريق الماء لتأخذه وتعطيه لتوتة قائلة " هل احترقت؟ "

‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●

جلس الشاه شهريار هو وأقاربه بشرفة منزلهم التي تطل على نهر النيل، تحدث والده أمين الحلو و هو يضحك
"  لقد عدتم بي للزمن الجميل الضحكة الحلوة والاكل الصحي والهواء النقي. كان الله بعونكم حقا أنتم المظلومون الخاسرون بهذه الحداثة" 

ردت زوجته زيزي بعدم رضا 
" طبعا انت تعلم جيدًا رأيي الذي يتعارض مع رأيك" 

و بنفس نبرته الضاحكة
 " و هل لي ان لا اعلم! حتى يمكنني أن أقوله بالنيابة عنك يا ليتنا عايشنا شبابنا بهذه الحداثة كل ما تحلم به يتحقق لك بضغطة زر ، الأذواق والأفكار و الآراء كله متاح ومتنوع حتى انها اضافت طفرة للتعليم والتعلم "

ردت زيزي على زوجها بضيق
" أمين هل تستهزئ بأحاديثي "
تدخل سيف بسرعة 
 " لا احد يمكنه ان يستهزئ بما تقوله عمتي الجميلة.  ولكن خالي معه حق  فعندما اسمع عن الحياة قبل خمسة عشر عام . اشعر وكأن أحد جاء وسلب مني متعتي و شبابي.  لا اعرف هل هذا الشعور يخصني انا فقط أم لا. ولكني أميل للبساطة والجد والجهد للوصول للهدف والغاية.  لا احب ان ننقاد كما نحن الان للأنترنت هذا العالم الوهمي الموازي لنا"

تدخل شريف بالحديث قائلا 
"انا معك بهذه النقطة اصبح الانترنت عالم موازي لحياتنا بشكل مخيف حتى تجد الكثيرين اصبحوا يعيشون بشخصيتين احدهم حقيقية دون متعة و دون هدف و الاخرى وهمية متخيلاً نفسه بإحدى الشخصيات التي يشاهدها ويتابعها. اذا كان مدير شركة او فنان ناجح مشهور او عارض ازياء عالمي  "

عاد سيف ليحدث ابن خاله 
" هذا ما اردت قوله الشاب بهذه الايام لا يدرس و لا يعمل ولا لديه اي هدف الا ان ينظر للهاتف حالمًا ان يصبح مهندساً او اديباً أو حتى دكتوراً، صاحب شركة وأموال وسيارات وفيلا كبيرة و عروسة خلقت بأكمل اوجه الجمال  " 

رد أمين " مع الاسف اصبح هذا واقع الكثير من شبابنا، وهذا ما جعلنا نرى كثرة البطالة  وعدم الرضا الذي أصاب الجميع المنعمين منهم قبل المحرومين، بجانب حوادث النصب  والسرقة  كوسيلة سهلة لتحقيق ما يروه بجانب ما نراه من عري تحت مسمى الحرية و آخر موضة رغم ان ما يفعلوه ليس له علاقة لا بالحرية ولا بالموضة "

ضحك والد سيف وهو يوجه الحديث لأخته زيزي 
" أعتقد أنهم خالطوا الأمور ببعضها وظلموا جمال الحداثة و ما نستفيده من ورائها، فلكل شيء حولنا سلبيات وايجابيات و على كل فرد منا استخدامها بالشكل الذي يساعده على النجاح و التقدم نحو هدفه  "

ردت والدة سيف وهي تُعدل كاب رأسها 
" و الله أنكم ظالمون، كيف تريدون ان نعود للوراء و نترك هواتفنا و ما تقدمنا  به ، انا لا استطيع تخيل يومي دون ان اطمئن على أحبائي صناع المحتوى  والمؤثرين  كلهم  "

ضحكوا وهم يسمعون صوت شريف وهو يقول
" نعم بهذا الشكل تأكد لي أنها مفيدة و مهمة جدا بحياتنا " 

‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●
علا صوت أمال و هي تنادي على ابنتها من المطبخ " شهرزاد ، يا شهرزاد ،  ساعديني يا ابنتي. يساعدك  الله" 
لم تأتيها أي اجابة لتنادي من جديد بصوت أعلى ، تبعها صوت بغدادي  من الصالون و هو ايضا ينادي "  يا شوشو  ، أمك تنادي عليكِ ، شهرزاد "
  لم يتلقى بغدادي إجابته حيث كانت  نائماً غارقاً بالأحلام. وهي جالسه على مكتبها  تحلم بإلقائها قصتها على الشاه شهريار في منتصف القاعة 
 " بلغني ايها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد و العقل الحكيم أن الفتاتين كانتا بوضع *سيء *للغاية .. كانت تستمع لصوت أمها ياتيها في حلمها الملكي مختلط بصوت الاميرة وهي تقول بصوت منخفض "ماذا تفعل هنا؟، هل تنتحل شخصية الأمير؟ "
جاءت لترد عليه و لكنها سمعت صوت يعلو من بعيد ينادي" شهرزاد، شهرزاد ، أمك تنادي عليكِ، شهرزاد أين ذهبت اذنيكِ" 
 و بوسط الأحلام  الجميلة  و المثيرة كانت أعين شهرزاد عالقة على ذلك الرجل الذي تستر بثوب الأمير  ، جاءها بحلمها صوت ينادي : "   شهرزاد  ، أين أنتِ يا ابنتي  "  ، لم ترد شهرزاد الخروج من حلمها قبل معرفة من ذلك الرجل وكيف ستتصرف معه " 

دخلت أمال غرفة الجلوس و بيدها صينية الشاي و هي تتحدث لبغدادي بغضب قائلة   
" انادي عليها منذ الصباح دون اجابة منها ، من المؤكد أنها وضعت السماعات بإذنها مجدداً دون الاهتمام بمساعدتي  "

رد بغدادي باستغراب ليقول " هي لا تضعها إلا بوجود الأطفال او الدراسة لا اعتقد انها ستدرس بعد الأكل  مباشرةً  " 
جلست آمال و هي تتألم من ظهرها قائلة
 "الألم زاد من الواضح أنني أحتاج لحقن الفولتارين ليهدئ من ألمي "
رد بغدادي و هو يضع معلقتين من السكر بكوب الشاي الخاص به
 "  حذرتك قائلا لا داعي للوقوف بالمطبخ و اجهاد نفسك و أنتِ مريضة و لكنكِ لا تستمعين للكلام  " 
تحدثت بصوتها المتألم 
" انت محق و لكني فعلتها لأجل شهرزاد شعرت أنها اشتهت البط  والاولاد آآه لا تذكرني بالاولاد اردت ان يأكلوا معنا ولكن النصيب لم يرد لهم هذا " 
ابتسم بغدادي و قال 
" ألم تتصلي بوالدتهم وتؤكدي عليها أن تهتم باطعامهم "
_" نعم فعلت و ايضا جدتهم فهمية معهم ستتولى هي إطعامهم مثلي واكثر "
 ازداد ألمها  وآهاتها ليتحرك الحاج بغدادي و هو ينادي على شهرزاد بغضب 
" شهرزاد  أين اختفيتي يا بنتي!"
دخل غرفتها ليجدها غارقة في نومها  و هي جالسة على مقعد مكتبها بعد أن استخدمت ذراعيها بديلا للوسادة . 
اقترب منها و هو يوقظها 
" هل ينام المرء بهذا الشكل ، كم مرة أنبه عليكِ أن لا تسهري وتقطعي نومك. ستخسرين صحتك و تضعف مناعتك بحالك هذا "
و بصعوبة فتحت شهرزاد عيونها لتنظر لأبيها قائلة 
 " كنت أُدون خاطرة مهمة خوفاً من نسيانها  وخلال تدويني لها لا اعرف كيف غفوت بهذه السرعة " 
_" ليوفقكِ الله يا ابنتي و لكني لن اسمح  لكِ بالسهر مجددا،  انبه عليكِ ان رأيتك تسهرين  مجددا ستكون العواقب غير مرضية لكِ  "
نظر بغدادي  لحالة غرفتها المبعثر بضيق ليكمل حديثه لها
 " أمك مريضة   زاد ألم ظهرها تحركي لتعطيها حقنة المسكن و من ثَم  تعودين لترتيب غرفتك . لا اريد ان أراها بهذه الحالة مرة أخرى و كأنها ليست بغرفة ، الاوراق  و الملابس بكل مكان كيف ستتزوجين و تتحملين مسؤولية بيت وزوج وأنتِ لا تستطيعين تحمل مسؤولية دراسة وغرفة لا تتعدى مساحتها ثلاثة  في اربعة "
وضعت شهرزاد يدها على جبهتها دون رضا متحدثة بفم تحرك قليلا للجهة اليسرى
 " سأذهب لأغسل وجهي و آتي بعدها  على الفور كي أعطي أمي الحقنة "

رد عليها و هو ينظر حوله مصدرا أوامره المشددة " وتعودين لترتيب الغرفة والمطبخ وغرفة الجلوس"
ردت شهرزاد بصوتها المختنق 
" عُلم وسينفذ  سأرتبهم جميعا، اعطي امي الحقن و من بعدها احضر لنفسي دلو قهوة و ابدأ بترتيب وتنظيف المكان  ولكني أقسم أن أتوا  القرود قبل عطلة نهاية الاسبوع وأفسدوا ما رتبته لن اساعد ولن افعل شيء بعدها  لتأتي أمهم و ترتب من خلفهم "
تحرك بغدادي لخارج الغرفة قائلا
 " لا تطيلي الكلام انجزي ما وراءكِ،  و ايضا والدة مدحت ستبقى لديهم لعدة ايام كوني مطمئنة حتى باحلامك لن تريهم  "
تحركت خلف أبيها وهي ترد بصوت فرح 
" الحمد و الشكر لله واخيرا  سينتهي  عذابي  "

استدار أباها لينظر لها بقوة  جعلتها تغير كلامها قائلة " سأشتاق إليهم  أقسم أنني سأشتاق إليهم ، ولكني حقا متعبة لا استطيع تنظيم وقتي بين الدراسة والانتظام  بالمحاضرات المكثفة وايضا  تريدون مني  انظف وارتب ويأتون هم ليقلبوا حال المنزل كله رأساً على عقب بلحظات " 
رد  بغدادي وهو يكمل سيره للصالون
 " لا تفهمين بشيء. فالمنزل دونهم بلا طعم "
_ " نعم ودليل ذلك هروبك وتأخرك  بالعودة  كي لا تألم رأسك بطلباتهم  التي لا تنتهي "

و بنفس غضبه عليها تحدث بغدادي
 "  ظهر أنكِ محبة للكلام كأختك، اذهبي من امامي لا اريد ان اغضب أكثر، ما كل هذا التذمر ماذا تفعلون انتم  لتتذمروا ، غسيل  والغسالات الكهربائية هي من تغسل، كنس والمكانس الكهربائية هي من تعمل، حتى مسح الأرضيات أصبحت بعصاة دوارة ، أقسم أن أتوا لكم برجل آلي  يقوم بأعمالكم ستتذمرون  وتتدللون عليه "

لم تصمت كانت ترد و تدافع عن نفسها أنها  تقوم بأعمال البيت دون تذمر ولكنهم هم الغير طبيعيون  ووالدتهم التي تتركهم دون ضبط أكثر منهم . 
حضرت شهرزاد  الحقنة و اقتربت من امها لتعطيها إياها قائلة
 " ما دمتِ متعبة لماذا وقفتي واجهدتِ  نفسك بالطبخ. نبهت عليكِ اكثر من مرة صحتك اهم  شيء " 

دعت لها أمها قائلة 
" أعلم يا بنتي أنكم لا تنتظرون مني شيء وأنا متعبة  فاليرضا الله عنكم  "  
صمتت آمال قليلا لتعود لتتحدث مكملة
  " قبل أن أنسى أسفل حوض الأطباق ستجدين طناجر بحاجة للتنظيف لا تنسيهم بعد ان تنهي تنظيف المطبخ ابدئي  بهم  وانهيهم هم أيضا، ولا تنسي وضع الأطعمة بالثلاجة حرام على النعمة  أن تفسد سيحاسبنا الله عليها"

و قبل ان ترد شهرزاد رد بغدادي قائلا 
" لا تقلقي انا وراءها  لن انام حتى تنهيهم جميعاً وتنام بعدها لا سهر لها اليوم ولا اي يوم انتهى هذا الأمر" 

اخذت شهرزاد نفساً طويلاً من اعماق غضبها قائلة " كما تؤمران، سأفعل كل ما بوسعي حتى أرضيكما على الرغم انني اعلم جيدا لن أناله، فدائما انا من يعمل وهي تأخذ الرضا "

‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●

انفرد شريف بسيف ابن خاله في غرفته وهما يشربان القهوة 
ابتسم سيف قائلا "  شهرزاد إذًا" 
بادله شريف الابتسامه 
 " لا ليس كما فهمت.  شرحت لك كل ما حدث  ولكني حتى الآن لا أستطيع فهم مشاعري، يعني هل ارتبط  تعلقي بالاسم وبما ترويه  يا ترى ؟ ، أم ارتبط بشخصيتها القوية التي كنت أحلم دوما بها " 

و بصوته الضاحك رد عليه سيف غامزاً 
" أم الاثنان معا !" 
_ " ما تقوله أنت عن الحب والمشاعر المتبادلة ليس لها أساس من الصحة على الأقل بالوقت الحالي، نعم أُسعد حين أراها يتولد  لدي شعور ورغبة كبيرة بالتحدث لها لمدة اطول، كما  أعترف أنني احب السماع لها و هي تروي قصتها بكل جوارحها، اتمنى يا سيف لو ترى كيف تتحرك وتبدل نغمات صوتها عند تغير الابطال بالقصة وكيف تتفاعل مع الأحداث المتصاعدة  حينها  ستشعر وكأنك داخل عمل سينمائي وليس فقط  روائي"

ضحك شريف ضحكة لا يضحكها شخص فارغ من المشاعر كما يعتقد هو متحدثاً  بصوت شرد بجمال إلقائها ليقول 
" عندما  تبدأ بالإلقاء ادعو الله ان لا تنتهي  وحين تنتهي يغضب و يثور داخلي، اضبط  نفسي بصعوبة كي لا اُظهر هذا أمام الطلاب ولكني حقا اتحول لشهريار القوي الذي يمكنه إصدار حكم أما أن تكمل أو تُعدم" 

ضحك سيف على وضعه و عيونه و صوته قائلا " يا إلهي ماهذا!  تُعدم ؟ هل وصلت للإعدام يا شهريار صدقت الآن أنك محق فيما قلته لا توجد مشاعر ولا أي شيء من هذه الأحاديث المنعشة للقلب الغارق بالغرام دون أن يشعر"

ابتسم شهريار زمانه قائلا
 "هل تستهزأ بي هل أخطأت حين فضفضت معك "
 " لا أخطأت ماذا؟ بل اتيت للمكان الصحيح  فلا يمكن لأحد ان يساعدك وينجيك من بحور الغرام غيري أنا "

نظر له شريف بعمق  تحدث به
" لا افهم كيف ستساعدني وماذا تقصد بنجاتي "
رد سيف بعد ان استقام بجلسته قائلا
 " أمامك خيار من خيارين  
 الاول ان اساعدك كي تتمتع بحصص زيادة من القاءها المميز وأنت تتنعم بالسعادة والفرحة التي رأيتها بعينك " 
 وبنبرة استهزاء رد شريف 
 " لا تهذي وكأني أخبرتك أنني غرقت بحبها"
تحدث سيف من جديد
 " بما انك لا تريد أن تعترف لنفسك بحبها، اذا عليك ان تنجوا بنفسك بعيدًا عن هذه البحور الخطرة التي اقتربت منك بشكل أنت لا تشعر به حتى الآن "

شرد شريف لثواني قليلة تحرك بعدها وهو يحاول ان يغير مجرى الحديث قائلاً  
"هل ألقي عليك كتابا مميزا"

ضحك سيف و قال " فهمت عليك ما دُمت تريد تغيير الحديث فلنغير دون قراءة يعني لا داعي لفلسفتك بهذا الوقت "

‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●

مر ساعتين أو أكثر من الزمن كانت شهرزاد قد أنهت ترتيب حالة المنزل والمطبخ  وادخلت الأطعمة بالثلاجة ومن ثم حضرت لها فنجان قهوة لتستوعب به الأحداث المختلطة التي مرت بها اليوم . 
رآها والدها بغدادي وهي تخرج من المطبخ و بيدها قهوتها قائلا 
" ألم أقل أنه لا يوجد سهر من بعد اليوم " 

نظرت له بأعين راجية و هي تقول بصوت يثير شفقته 
" اقسم لك انني افقد جزء كبير من تركيزي مع طلوع النهار،  بالاصل تبقى أقل من ثلاث شهور لإنهاء معاناتي وتحقيق حلمي " 

تململ بالرد عليها ، لتسرع هي بضحكتها التي أكلت عقله بها مقتربة منه لتقبل وجهة  بفرح  تحدثت به 
" شكرا يا اطيب واحن  واجمل اب بالدنيا كلها " 

هز رأسه مبتسماً " هذا ما نأخذه منكِ كلام فقط  دون فعل حتى أنكِ حضرتي قهوتك دون أن  تسألي نفسك هل احضر لأبي ام اتركه هكذا بلا اهتمام" 

وبفرح ردت شهرزاد
 " نعم فعلتها لي وحدي. فلقد استحقيتها بعد العقوبات التي صدرت عليّ "

رد اباها و هو يحنوا على كتفها و يصغر عينه 
" نعم يا ابنتي استحقيتيه عافية لكِ، ولكن عليكِ ان تنهيها سريعا كي تنامي باكرًا لا يوجد لكِ  سهر بعد اليوم"
ردت  بروح المشاغبة التي بداخلها
  " هل احضرها لك سادة ام وسط ، كما  يمكنني تحضير نسكافيه  برغوة كثيفة  أو شاي  نعم شاي احضره لك  ثقيل بنعناع كثير "

ضحك بغدادي مجيبا عليها
 " هل كان عليكِ ان تري العين الحمراء كي تسمعي الكلام "

و بشقاوة طفلة كبيرة محبة لأبيها ردت شهرزاد " انت اطيب اب بالدنيا ،  ليقدرني الله وأحقق حلمي وأنا وأنت نصبح أصحاب دار نشر كبيرة جدا "
هز رأسه بوجهه الذي رسم عليه سعادته قائلا
 ؤ ليس بيدي سوى الدعاء لكِ أن يحقق الله كل أحلامك واراكِ كاتبة مميزة أولا و بعدها  صاحبة أكبر دار نشر بالجمهورية  ، حتى سأجد حينها مكانا مختلفا اهرب من القرود إليه  " 
ضحكا سويًا بقلوب محبة .
لم تنتهي الليلة  بعد  فهناك من كان  شاردًا  سابحًا في لقاءاتهم  وحواراتهم وحالتها القوية والمرتبكة بغرابة  كآخر لقاء لهم بنهاية الدوام الجامعي اليوم . 
تذكر ما قاله سيف له بل و تذكر حالته أمامها وقوله لها " وما يدريكِ لعل شهريار يأتيه يوم يستمع لشهرزاد بجوف الليل " 
……
ياللهوي أنت قولت تستمع لها في جوف الليل
ولسه عايش يا قلب أمك 😂😂😂😂😂
يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد لا تنسى قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا .
منها رواية حياتي 
رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..
وقت النشر الثلاثاء الساعة العاشرة مساءً
author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • غير معرف16 أكتوبر 2024 في 9:21 م

    روعاتك يالولو البارت تحفة تسلم ايدك رجعتينىولاجنل ايام وانا بانتظار شهرزاد وتعليقاتك جميله حبيبتي

    حذف التعليق
    • غير معرف17 أكتوبر 2024 في 1:40 م

      اودرك شهرزاد الصبح 😂😂

      حذف التعليق
      google-playkhamsatmostaqltradent