رواية حــيـاتــي
بقلم أمل محمد الكاشف
دراما اجتماعية رومانسية
تقع الاحداث في دولة تركيا حيث مكان وجنسية ابطالها الاتراك
وقف عارف ينظر خلفه ثم يعود وينظر نحو من تركوه وهو لا يفهم شيء.
اقترب الأمن متحدثين بغضب
" كم مرة سنخبركم بخطورة ما تفعلون. أم أنكم تنتظرون تحرير محضر توقيف بخصوصكم"
اعتذر عارف منهم موضحًا زيارته الاولى للمدينة ، اجابوه بنفس الغضب
" ولكننا حذرنا صاحب السيارة لأكثر من مرة وهو لا يفهم بالكلام "
وعدهم أن لا يسمح لهم في المرات القادمة كان يتحدث بذوق وأخلاق عالية مما أثر على الأمن متقبلين عذره وهم يحذروه ان تكون الاخيرة.
شكرهم وتحرك نحو السيارة وهو غاضب عليهم، انطلق سفر بقيادته فور صعود عارف بها قبل أن يغلق الباب مبتعدا عن المكان.
ضحك الجميع فور ابتعادهم وكأنهم لم يقوموا بخرق القانون وتعرضهم للخطر.
استدار لينظر نحوهم باندهاش. متمعنًا بوجه زوجته التي تساقطت دموعها من شدة الضحك وهي تتمايل على ياسمين على المقعد الخلفي.
ود أن يحذرهم ويشدد عليهم خطورة ما فعلوه ولكنه لم يستطع أمام ضحكاتها العالية الساحرة.
ظل ينظر لها بعيون باسمة حتى تحدث سفر قائلا " وإن كانت خطيرة كما تقول. وحتى ان كنا سنذهب لنقضي ليلتنا بمكان وراء القضبان، تكفينا سعادتهم لإعادة التجربة"
نظر عارف نحو سفر بعيون قوية ليصمت سفر قائلا " ولكنهما لم يفعلانها منذ سنوات. أخر مرة قبل زواجي أنا وياسمين بعدة أشهر، حينها كانت أوزجي تتجهز كي تسافر لتستلم تعيينها بشركتكم. لهذا تركتهم لراحتهم ".
رد عليه عارف بصوت ما زال غاضبا
" من يرى معرفة الامن لسيارتك يعلم كم من الوقت مر على عدم قدومك إلى هنا "
ردت ياسمين من الخلف مدافعة عن نفسها
" نحن لم نأتي ولكن هذا لا يمنع قدوم سفر واصدقاءه بالعطل".
زادت ضحكة أوزجي وهي تقول
" فعلا مر وقت طويل على هروبنا بهذا الشكل وكأني عدت لشبابي من جديد"
ردت ياسمين لتعيدها عن حديثها الأخير
" لا زلنا شباب. جعلتيني أشعر بالكبر فجأة "
ضحك سفر "من يرى المسكنات وجهاز الضغط وهو يزين غرفتنا يعلم مدى صدق حديث زوجتي العزيزة "
دافعت ياسمين عن نفسها مجيبة بنبرة حادة قوية
" هذا ما تطلب لأجل تحملك أنت وأولادك "
رفع عارف حاجبية متفاجئ بالرد محرك رأسه بانبهار حين رأى سفر صامتا ينظر للطريق دون رد خوفا من زوجته .
مضى اليوم بشكل جميل حيث كان منظر الغروب بجانب القلعة خلابا يمثل خير خاتمة ليوم مثل هذا. تجاهلت أوزجي زوجها بقدر المستطاع تبتعد عنه منشغلة بحديثها مع ياسمين وسفر الذين لاحظا ما تفعله بدون تعليق .
كان اهتمام وانشغال عارف بزوجته غير مفهوم هل يفعلها لأجل شعوره بحبها اتجاهه واصابتها بخيبة أمل جراء حديثه الثقيل في الليلة الماضية، أم لأنه هو أيضا يشعر بنفس مشاعرها و يريدها زوجة بكل ما تعني الكلمة ولكنه لم يستطع بعد أن أخذ على نفسه عهدًا أن لا يكون نسخة مكررة من أمه وأبيه .
جاء وقت العشاء دعاهم سفر لمطعم مميز على مرتفع جميل، جلسا بمكان مميز يظهر جمال المنطقة من حولهم.
شكره عارف على هذا اليوم الجميل. كما تساءلت أوزجي عن أطفالهم ، لترد عليها ياسمين قائلة
" لا تقلقي انهم بخير. ناموا قبل قليل".
نظر عارف لاوزجي الجالسة مقابلة طوال العشاء بوجه مبتسم يرغب بكسب رضاها ، ولكنها تعمدت النظر لطعامها متجاهلة نظراته .
ساد الصمت المكان وهم يتناولون الطعام حتى جاء صوت سفر ليقطع هذا الصمت يصدمهم بسؤاله قائلا
" اخبروني كيف حدث زواجكم بهذه السرعة"
ونظر لهما وهو يكمل
" لا تؤاخذوني ولكن جميعنا تفاجأنا بزواجكم، نحن نعلم ابنتنا لا يمكنها الخروج من اسفل امر كهذا بسهوله وايضا ارتباطها بابن عم هذا ال…"
سب سفر فاتح معتذرا من ابن عمه قائلا
" اعتذر منك ولكننا لم ننسى ما فعل بابنتنا، لذلك ينتابني الفضول كيف اقتربتما فجأة و قررتما الزواج بهذه السرعة أم أنه كان بغرض الانتقام وتحول مع الأيام إلى حب "
ارتبكت أوزجي نافية ما قيل
" لا ليس كذلك. لقد أخبرتكم قبل ذلك يعني... يعني "
وصمتت وهي تنظر لعارف
ليكمل سفر قائلا
" نعم انتِ أخبرتنا انه لديه قلب جيد. يهتم بكِ دومًا. كما نشأت مشاعر بينكما بوقت قصير. ولكن هذا الكلام لا يدخل لعقلي اعتذر منكما"
نظرت ياسمين لسفر بقوة وهي تقول بنبرة تحذيرية
" ما بك هل خربت اعداداتك مرة أخرى. دعنا نكمل يومنا بسعادة لا نريد اسئلة وأجوبة نحن هكذا مستمتعين".
ابتلعت أوزجي ريقها وظلت صامته ليبدأ عارف حديثه وهو ينظر لسفر بجانبه قائلا
" أنت محق زواج سريع بعد ما حدث لا يظهر لأحد انه طبيعي. لذلك اعطيك الحق بهذا التفكير. حتى لست وحدك من فكر هكذا اعتقد لم يظل أحد إلا وفكر مثلكم تماما "
راقبت أوزجي حديثه بخوف فهي لا تعرف ماذا سيقول وهل سيكون مشابها بما قالته من قبل أم مختلف.
أكمل عارف حديثه قائلا
" سأحكي لك. سيكون غريبا بعض الشيء ولكن ما دمت تريد المعرفة فلتسمع مني القصة "
أدار رأسه لينظر لزوجته وهو يتحدث بصوت هادئ وعيون تلمع قائلا
" بدأت القصة بمجيء أوزجي كموظفة جديدة بشركتنا، كانت رسوماتها جميلة ومتميزة والأكثر تميزًا كان هي، لفتت انتباهي من أول حضور باحترامها الزائد لنفسها وخجلها وهدوئها وايضا وايضا لا اعرف. ولكن كان هناك سمة خاصة بها تجعل الشخص يصيبه حب الفضول حيال شخصيتها، وبعد وقت قصير اخترت انا هذه الفتاة الطموحة المميزة لتشاركني بالمجموعة الخاصة بي. كان هذا غريب للجميع فأنا لم أشارك رسوماتي مع أي أحد بهذه السهولة من قبل. هناك من عارض لأجل الشركات الأخرى والحروب ببيع الرسومات قبل إخراجها للنور ولكني رفضت أن أعود عن قراري وأصبحت أوزجي من المساعدين المقربين لأعمالي، كنت أشعر باستمتاع وانسجام وهي بجانبي بل وكانت ملهمتي ببعض الاحيان يبدو أن أحدهم لاحظ هذا، وسعى … "
صمت عارف مخفضًا نظره لثواني عائدًا لحديثه وهو ينظر لسفر " لا اعرف متى وكيف حدث ولكني تفاجأت بتقاربهم وقرارهم السريع بالزواج. وقتها تراجعت تاركا مساحة كافية بيننا حين تحولت من موظفة مميزة لدينا إلى أخت لي فكنت دائما انعتها بزوجة أخي. كنا دائما متقاربين بالآراء والقرارات المعارضة للعائلة. ودائما كانت لا تخيب نظرتي بها. بصراحه لم يكن التقارب جديد علينا او دعني اخص نفسي بالحديث. فأنا دائما كنت استشيرها بعدة أمور مختلفة طبعا بحدود واحترام كونها زوجة أخي المميزة العاقلة فانا كما وضحت وضعت مسافة بيننا فور زواجها من ابن عمي محتفظ بعلاقتنا كالاخوات فقط"
ضاق صدره ليصمت ثواني تنهد بعدها مكملا
" بعد ما فعلوه بنا. ودخول أوزجي في أزمة قوية. نوبات بكاء. انهيارات نفسية ثقيلة. قررت ان اكون بجانبها اقويها واشجعها. تقاربنا حتى وجدت نفسي لا استطيع الابتعاد عنها. كنت اريد مساعدتها فوجدت نفسي أنا من يحتاج لمساعدتها، وكأنه دواء وعلاج متبادل، تصاعدت الأمور بعد الزواج شيئا فشيئا حتى وصل الحال أنني تركت اعمالي وشركتي وأتيت خلفها فقط لأنني لم استطع الابتعاد عنها "
قال عارف اخر كلماته وهو ينظر لعينيها التي خجلت من صدق عينيه . مما جعلها تحزن وتدخل بحيرة أكبر فلم تعد تميز بين الحقيقة والتمثيل .
انتهى اليوم الجميل ليعودا لمنزل العم صالح وقد أصبحت أوزجي بحال أسوأ مما خرجت به.
حاول التحدث معها قبل دخولهما للمنزل ولكنها لم تستجيب له، اوقفها قبل دخولها قائلا
" لا يمكنكِ فعل هذا بي ، عليكِ ان تخبريني ما بكِ؟ ما هذه الحالة المتقلبة ؟ "
_ " لا شيء أنا بخير "
قالتها عازمه على طرق الباب لولا ان امسك ذراعها وتحرك بها متجها للجانب الأيسر من المنزل بعد أن فاض به طوال اليوم قائلا
" لن اتركك قبل ان تخبريني ما بكِ . لا استطيع تحمل عبوس وجهك أكثر من هذا"
نظرت إليه بغضب قائلة
" كان يكفيك ان تقول كلمتين وينتهي الأمر. أنت غير مجبر على شرح وتمثيل الحب عليهم. كانت مميزتي وأصبحنا متقاربين وما شابه"
تحركت لتعود للمنزل فور إغماض عارف لعينيه بحزن مد يده ليمسكها من ذراعها مرة ليدخلها خطوات جهة الحديقة الخلفية دون دخولها حيث أصبحا غير مرئيين للمارة، اوقفها بظهرها على حائط المنزل ناظرا لوجهها الحاد بحديثه وهي تحدثه
" ماذا تفعل لا يمكنك سحبي بهذه الطريقة. وايضا مما انزعجت؟ قلتها لك كي لا تتعب نفسك بالشرح الزائد في المرة القادمة"
رد بحزن خيم عليه
" هل شعرتي انني امثل أو أكذب عليهم؟ أليس هذا ما حدث؟"
صمتت أوزجي أمام حزنه واقترابه منها وهو يتحدث " نعم كان زواج متفق عليه. ولكني لم اقل لكِ انكِ غير مميزه وانكِ غير مقربة وانكِ…
وبلحظة غير منتظرة وجدت أوزجي نفسها بحضن عارف وهو يقبلها، كانت المفاجأة غريبة على الطرفين بالنسبة لعارف فهي معركة بين عقله الرافض للضعف أمام هذه الرغبات وقلبه المتعب من مقاومة سحرها
فاز قلبه بالصراع هذه المرة تاركًا نفسه لمشاعره، تألمت اوزجي من شدة قبضة يديه الممسكة بذراعيها وهو يصارع عقله كأنه يعصرها داخله.
كان هذا أول تقارب حقيقي لأجلهم فقط ، فعلها من قبل لأجل الناس متفننا في غيظهم وتمثيل الحب والسعادة أمامهم. ولكنه لا يعلم بتلك اللحظات كانت نبتت وتنبض بداخله مشاعر جديد عزم دومًا على محاربتها، تعذب بطفولته وشبابه من وراء هذه العلاقة المقربة بين الرجل والمرأة مقسمًا أن لا يجعل هذه العلاقة تفسد روحه ودنياه ومستقبل نجاحه، كرهها كما كره الكأس وذهاب العقل كي لا يكرر ماضي ومستقبل ابيه عازما على فعل عكس ما توقعه جميع من حوله في أن يخرج نسخة من أبيه، ولكنه بالاخير سقط بحبها والمشاعر التي نبتت من تحت أنقاض الماضي وهو يسعى للانتقام والقنص مما خذلوه.
وها هو يعيش هذه اللحظات بالحلال والستر ونقاء ليعلمه الله درسا جديدا
' المشكلة ليست في العلاقة التي أوجدها الله بين الرجل والمرأة كما جاء في الآية القرآنية '
"وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ "
إنما المشكلة في استخدامها بالحرام والجهر بها'
حرك عارف رأسه ليقبل رأسها وجبهتها ثم احتضنها بداخله وهو يتنفس بقوة وكأنه بحرب داخلية قوية قائلا
" تحمليني رجاءً. تحمليني فأنا ليس لدي احد سوكِ"
ضمها بقوة أكبر مكملا
" رجاءً لا تتركيني. رجاءً لا تبتعدي عني فأنا لا أصدق حتى الان أنني وجدتكِ "
ومع أن الكلمات والاعتراف كان جميلًا صريحًا إلا أنه يحمل في طياته ألم وحزن وخوف من الماضي يصطحبه دموعًا اختلطت ببداية سقوط المطر عليهما في مشهد أقل ما يقال عليه
'جبر الله قلوب المظلومين ونصرهم على أنفسهم قبل من ظلمهم '
علقت عيونهما ببعضهما دون التفوه بالكلام و كأن الوقت قد توقف عن الحركة وكل شيء سكن حولهم بهذه اللحظات ..
نظر عارف للسماء حيث الأمطار المتساقطة عليهم واقفًا بمكانه وهو يمد يده نحوها كي يساعدها بالوقوف قائلا
" هيا لندخل حتى لا تمرضي. وايضا حتى لا نتأخر عليهم فهم يعلمون اننا بالطريق "
مدت أوزجي يدها لتضعها بيده سامحة له برفعها لتقف بجانبه على استحياء وخجل مخفضة العيون دون كلام.
تهاطلت الأمطار مانعة أي أحاديث من الممكن أن تبدأ بهذه اللحظات الرومانسية ، تحرك ليقف قائلا "هيا اسرعي قبل ان تتبللي أكثر"
دخلا المنزل على عجل تهربت أوزجي بحجة تبديل ملابسها، أوقفتها امها وهي تقترب منها قائلة "ما حالة وجهكِ هل لديك حرارة مرتفعة وكأن وجهك متورم من حرارتك"
ووضعت نعمة يدها على جبهة ابنتها بقلق زاد من خجل أوزجي اكثر وزاد احمرار وجهها ، رفعت يدها ووضعتها على وجنتها و شفتيها متحدثه بصوت منخفض "لا يوجد بي شيء"
انزلت الأم يدها من على وجه ابنتها وهي تشكر الله " لا يوجد حرارة لقد خفت عليكِ "
ابتسم عارف ناظرًا لزوجته قائلا بخبث
" وانا ايضا لاحظت هذا التغير هل من الممكن ان تكون حرارة داخلية"
( اقفلوا الباب وهاتوا الفلوكة وربطوه 😂 دا لازم يتربى ههههههه)
قاطعتهم أوزجي وهي تتحرك جهة غرفتها
" انا بخير لا يوجد شيء كان اليوم مزدحمًا مليئًا بالحركة. لأجل هذا ولكني سأنام وأكون بخير "
اوقفها عارف معرقلاً هروبها قائلا
"هل أنتِ متأكدة أنكِ بخير ولا يوجد بكِ شيء"
(😂😂يادي الفضايح اتلم يا واد خلي الليلة تعدي احسن وربنا أخلي البنات تقفل الباب وتاخد نصيبك ههههههه )
صُدمت اوزجي من حديثه أمام والديها بالإضافة لحالة وجهه المبتسم مما زاد من خجلها لتهز رأسها دون رد مكملة هروبها نحو غرفتها .
بقي عارف مع العم صالح والام نعمة يحدثهم عن جمال الرحلة ويشكرهم عليها ، تحدث صالح ليستأذن منه لوجوب نومه كي يستيقظ قبل الشروق للذهاب للعمل.
_" يا لجمال هذا العمل في وسط البحر حيث الهواء النقي و الأسماك الطازجة والسماء المشرقة "
قاطعه العم صالح ليفاجئه باقتراحه
" فلتأتي أنت أيضا معنا. ما دام لديك شغف لرؤية هذا الجمال ما رأيك ستكون تجربة جيدة بالنسبة لك "
هز عارف رأسه وهو يفكر قائلا
" لا اعرف سأرى رأي أوزجي إذا رغبت برحلة الصيد ام لا. فهي ترغب بقضاء الغد مع ياسمين "
ابتسم صالح بسخرية متحدثًا بصوت منخفض
" على أساس أننا نأخذ نسائنا للصيد "
انهى حديثه المسموع مع نفسه فاتحًا هاتفه متصلا بياسمين ليقول لها
" ابنتي اسمعي ما سأقوله ستأتين فجرا مع زوجك لقضاء اليوم مع أوزجي و خالتك ننتظرك" واغلق الهاتف
ابتسم عارف معقبًا على المكالمة السريعة
" لم تجب عليك السلام حتى"
نظرت نعمة نحو عارف بقوة كي يصمت عن مزاحه ، رد عارف على نظرات الأم قائلا
" اذا كانت هي لم تستطع رد السلام عليه، فكيف لي ان ارفض عرضًا كهذا، اعتقد انه سيكون خطرًا عليّ ان رفضت أليس كذلك؟ "
ناظرته الأم بقوة مرة أخرى كي تصمته ولكنه اكمل قائلا
" وصلتني الإجابة ليس خطرا فقط ولكنه سيكون مأساوي و مؤسف على شبابي"
(تسكتي مين ده محتاج معجزه ههههه😂 أو فلوكة سيبوني اربيه ههههههههه )
وقف صالح قائلا بحزم وحدة
" دعك من هذا المزاح و اذهب لتنام جيدا ينتظرك غدا يوم طويل "
……
لا زالت أوزجي تصارع انفاسها الغير منتظمة تحاول السيطرة على قلبها المتسارع نبضه كي تهدأ وتنام قبل مجيئه للغرفة .
دخل عارف الغرفة ناظرا لنومها على الفراش هو يحدثها بما اتفقا عليه في الخارج
" سأذهب في الغد مع ابيكِ"
لم ترد عليه مثلت عليه نومها من شدة خجلها ، بدل عارف ملابسه بالغرفة وهو ينظر نحوها مقتربًا منها كي ينام بجانبها وهو مبتسم محتضن خصرها ليضمها إليه بنومه.
كان الشعور مختلفًا هذه المرة حين بدأ عارف حديثه بجانب أذنها من الخلف قائلا
" من وراء كل الحدود احببتكِ . تخطيت كل العقبات والقوانين لأتي أليكِ، واجهت الحياة وحدي منذ صغري ، تعلمت ان لا أثق بأحد غيري ، حتى أتيتِ أنتِ لدنياي لتصبحي الحقيقة الوحيدة التي أثقُ بها "
حاولت أوزجي الاستمرار بثباتها و عدم تحركها من شدة خجلها ، استند برأسه على ذراعه المتكئه على وسادته محرك يده الأخرى ليداعب شعرها مكمل كلماته المعسولة بوجهه المبتسم
" أتيتُ إليكِ مُتخليًا عن وعود طفولتي و شبابي. أتيتُ إليكِ لأشيخ معكِ "
تحركت أوزجي بهدوء لتنام على ظهرها وهي تنظر لوجهه المبتسم بعيونه الضاحكة و شعره المتراقص على انغام كلماته المعسولة من فرحته.
زادت فرحة عارف عندما رأى عيونها الطفولية البريئة تنظر إليه. حرك يده ليلامس وجهها بحنان قائلا
" هل الصمت يعني قبولك تحملي"
لم تجيب عليه وكأنها نائمة بعيون مفتوحة.
ابتسم مكمل كلامه
" ذكرتيني بحالتي قبل قليل عندما اصدر اباك فرمانا ملكي بذهابي معه للصيد غدًا وايضا بمفردي يعني رفض ذهابك مع الاسف "
تفاجأت أوزجي حتى ظهر على عينيها ومعالم وجهها الاستغراب والتوتر .
تحدث عارف بسرعة
" ما بكِ هل هو سيء لهذه الدرجة أم انه مخيف"
تبسمت بصمتها مما جعله يقول
" الآن اطمئن قلبي. سيطعمني للسمك دون أن يشفق عليّ"
😂😂😂
زادت ضحكتها لتزيد من احمرار وجهها المبتهج لم يستطيع السيطرة على نفسه امام هذا الجمال الطبيعي النقي مال عليها ليقبل وجنتها قائلا بصوت حنون
" كنت انتظر رؤية هذه الضحكة حتى استطيع النوم براحة تامة ".
خجلت أوزجي مغمضة عينيها كي تخبئها منه
امسكها ليديرها كي يصبح وجهها للحائط وظهرها له كما كانت عند دخوله للغرفة محتضنها من خصرها مقتربا برأسه ليخبئها في منتصف شعرها قائلا
" هيا لننام ان علم والدك أنني ما زالت مستيقظاً حتما سيقطعني ويقدمني وجبة شهية للأسماك غداً "
وضحك مكملا
" أعلم أنني سأكون وجبة دسمة تكفيهم ليومين"
استنشق عارف عطر شعرها مغمض عينيه غارقًا بنومه وهو يهمهم
" ليس لدي وطن ألجأ إليه إلا انتِ "
امتلأت عيون أوزجي بالدموع تأثراً بكلماته النابعة من قلبه المهشم بأعاصير الماضي.
طرق باب غرفتهم مع طلوع الفجر ليصل صوت الطرق اذنيهما وهما يحلمان ، استيقظا بتثاقل من نومهما العميق فتح عارف عينيه اولا ليجدها نائمة بحضنه مستنده برأسها على صدره، تحركت أوزجي بهذه اللحظة لتفتح عينيها المملوءة بالنعاس و هي تنظر له برؤية مشوشه.
تكرر طرق الباب ليرافقه هذه المرة صوت ياسمين وهي تقول
" هيا استيقظوا ما كل هذا النوم . إن تأخرت أكثر سيغادر عمي بدونك"
تراجعت أوزجي إلى الخلف منتبهه إلى وضعهما، نظرت لوجه عارف كمن يريد التأكد من حقيقة وجودها بهذا الوضع.
بدء بالتحرك بوجه مبتسم لتعتلي الحمرة خديها خجلا منه ، قام مسرعًا وفتح الباب وهو يفرك عينيه.
تحدثت ياسمين فور فتح الباب قائلة
" أعتذر منك ولكن تجهز عمي و سفر و هم ينتظرونك الآن"
قالت هذا وهي تنظر لداخل الغرفة اتجاه أوزجي ، وفجأة تحولت ملامحها الضاحكة الى استغراب .
استأذن عارف قائلا
" سأجهز على الفور "
واخذ ملابسه وتوجه نحو الحمام
تحدثت ياسمين مرة اخرى وهي مستمرة بدخول الغرفة قائلة
" هل ما زلتي ترتدين هذه البيجامة ، هل ترتدي هذا عند النوم مع زوجكِ. ما هذا البيجامة القطنية وكأنكِ ما زلتي بالإعدادية، لم يتبقى سوى حجابك ليتم الامر" وضحكت
سمع عارف حديثها وهو عائد للغرفة كي يأخذ منشفته الخاصة وفرشاة أسنانه.
اعتذر منهم ودخل ليأخذ أغراضه وهو ينظر لبيجامة أوزجي قائلا لياسمين
" ولكنكِ تظلميها كثيرا. فهي لا تقصر بارتداء الحجاب أثناء نومها "
علت ضحكة ياسمين التي لم تتوقع رد عارف عليها ، تحركت أوزجي وقامت من على فراشها واقفة بجانب ابنة خالتها قائلة
" أ تسخرون مني ! "
جاءهم صوت غاضب من الخارج منادياً "عـــارف "
( كنت اتمنى تشوفوا عارف وهو طاير للحمام هههههههه الادب حلو مفيش كلام 😂😂)
اسرع عارف عائدا للحمام ، علا صوت أوزجي " بالحمام يتجهز . تبقى القليل يأبي "
ضحكت ياسمين بصوت عالي وهي تتحرك لتجلس على الفراش قائلة
" هل اخبركِ شئياً دون ان تغضبي عليّ، من الجيد ما حدث. فهو مختلف كثيراً عمن سبقه حتى انا للان لم اصدق كيف تألفنا عليه واحببناه لهذه الدرجة. في حين بقينا لسنوات ونحن نتعامل مع الآخر بتحفظ شديد"
رفعت ياسمين رأسها تقلد فاتح وهو يتحدث معهم بغرور وتباهي.
عاد عارف باحثًا عن فرشاة الشعر التي كانت امامه ولكن لم يراها من توالي مناداة والد أوزجي وغضبه انهم تأخروا.
راقبت ياسمين الوضع بين أوزجي وعارف متحفظين بتعاملهما مع بعضهما بصمت دون تعقيب.
خرج عارف مسرعًا ومن خلفه أوزجي وياسمين، تحدثت الأم بارتباك وخوف فور رؤية عارف " اسرع اسرع انهم بالخارج"
استدار طابعًا قبلة على وجنتها قائلا بحب
" سأشتاق لكِ "
امسكته نعمة من ذراعه لتخرجه وهي تقول
" لا تجعله يثور علينا جميعا . اكسر الشر واسرع بخروجك إليه "
فتح الباب ليخرج عائدًا ليقبل يد نعمة قائلا بضحك
" تذكريني بالخير "
ضحكت نعمة " أخرج كي نستطيع تذكرك وإلا سنذهب جميعا دون ان يتذكرنا أحد"
دفعته للخارج ليعود برأسه قائلا
"أضع زوجتي وأولادي أمانه لديكِ "
..........
هههههههههه المشكلة انه بيضحك وهو عارف مصيره
انتظرونا في اجمل فصول القصة
يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.
منها "مقرينوس"
رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة سميحة ايوب ..