recent
جديدنا

‏احكي يا شهرزاد الفصل الثاني

 ‏احكي يا شهرزاد قلبي 

بقلم أمل محمد الكاشف

الرواية قريبة من مجتمعنا العربي معيد بالجامعة رومانسي يعيش بعالم الأحلام متمني ان يحالفه نصيبه ويجد شهرزاد حياته التي ستدخله جنة الأحلام والرومانسية والسعادة التي لا مثيل لها، وجد شهريار زمانه شهرزاد العصر والاوان🤣طالبة مجتهدة بنفس الفرقة المسؤول عنها 🤣ومنا هنا بدأت معاناته اقصد حكايته 

 رواية تخالط بين الواقع وعالم الف ليلة وليلة بازدواجية جميلة  بجانب قصص لأبطال اخرين سينالون  اعجابكم


الحب ضيف فضولي لا يطرق الأبواب كي يستأذنها للدخول، يفرض حضوره عليك لتجد نفسك غارقاً ببحوره حتى وان لم ترد الإبحار، فلتفعل ما تريد بالنهاية سيجرك قلبك نحوه بشهوة فضولية لمعرفة ما وراءه. 
‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●

صُدمت شهرزاد  من كلماته ونظراته الباسمة والأكثر تركه لها مكملًا سيره بعيدًا عنها. 

جاءت إليها صديقتها لتطمئن قائلة 
 " ماذا فعلتِ هل استطعتِ معرفة نتيجة اختبارك، رفض الإفصاح عنها أمام الطلاب كي لا يشعروا بالغيرة منكِ! امتياز أليس كذلك؟،  نعم امتياز كما توقعت والله حلال عليكِ ابدعتي" 

استغربت نسمة من حالتها الساكنة الشاردة، هزتها بيدها لتحرك جسدها قائلة 
" شهرزاد ما بكِ"
نظرت نسمة نحو بوابة الجامعة ثم عادت لتنظر لصديقتها "احدث؟ هل تحقق ما حلمتُ بهِ وعلقت السمكة بشباك صيادها، أخيرًا سأراكِ غارقة ببحور الغرام تتحدثين كالعاشقين الولهانين بلهيب الحب الناري"
بدأت شهرزاد بسيرها مخرجه أولى انفاسها الغاضبة لتتحدث بنبرة ساخرة  
" هل سيكون آخر صبري أستاذ شريف عفوا  الشاه شهريار. أعوذ بالله"
ضحكت نسمة مسرعة خلفها وهي تتغزل بأخلاق استاذهم وذوقه الرفيع باختياره ملابس بسيطة مميزة بجانب روح الفكاهة التي يتمتع بها وجهه الوسيم، اطالت نسمة بحديثها ووصفها لمميزاته حتى صمتت للحظات قالت بعدها 
 " هل بالغت بوسامته؟" 
ابتسمت شهرزاد 
" نعم بالغتي وعليّ تحملكِ أنتِ واستاذ شريف بيوم واحد أرأيتي كم أنا مبتلاة"
ضمت نسمة يديها لصدرها قائلة بفرح 
 " بدأت الاثارة والاستمتاع، اشتم رائحة الورود والعطور، تتطاير الفراشات المتراقصة ببساتين ربيع قلوبكم " 
أومأت شهرزاد رأسها  بغيظ 
" نعم متراقصة على قبره إن شاء الله. ماذا سيخسر إن أعطاني تقديري على القدر الذي كتبته، ولكنه أرادها حربًا حسنًا فلتكن حربًا والبقاء للأقوى سأريه مع من يلعب" 

وبقلق أجابت نسمة به
 " أحرب ؟،  نحن بالسنة الأخيرة من المفترض أننا نسعى للتقديرات والامتيازات ركزي بهذا و اياكِ ان تنهي مجهود سنين سبقت لأجل تهور غير مدروس. نحن لا نصدق كيف مرت السنوات حتى وصلنا لشهور التخرج" 
صغرت شهرزاد عينيها وهي تأكل طرف شفتيها قائلة " سأحصل على علاماتي كاملة انتظري لتري، لن أكون شهرزاد البغدادي ان لم أخذها غصبًا و عنوةٍ " 
وبصوت يمثل الخوف ردت نسمه 
" أم أنكِ تخططين  لخطفه و تعذيبه حتى يعطيكِ ما تريدين"

رمقتها شهرزاد بنظراتها الغاضبة
 " هل تسخرين مني؟ خطف  وتهديد  ما بكِ هل أثرت المسلسلات الهندية على عقلك بالسلب "

ضحكت نسمة بجوابها 
"احلم بهذا اليوم الذي أراكِ تجلسين بجانبي أنا وتوته تتابعين معنا أحداث المسلسلات الهندية بشغف، حينها استطيع ان اقسم إنكِ ستغيرين  نظرتك لهذا العالم الكبير "
 اقتربت نسمة لتشبك يدها بذراع صديقتها لتبدأ سيرهم وهي تكمل
 " لو ترين كيف كان لقاءهم الساحر بحلقة نهاية الأسبوع، توقف العالم بأكمله ليشهد على لحظة التقاء سحر أعينهم، حتى المارة بالشوارع الجانبية وسائقي السيارات والنساء بمنازلهم الجميع تأثر ووقف لثواني واضعين أيديهم على قلوبهم متأثرين بهذا المشهد الاسطوري" 

ابتسمت شهرزاد وقالت بسخرية  
" و كيف لهم أن يروهم جميعًا بنفس الوقت، هل عُرض لقائهم على شاشات بالطرق العامة "

ردت عليها نسمة بإنسجام وصفها لجمال المشهد 
"كانوا يرونهُ بقلوبهم بعدما تطايرت فراشات الحب  وفاح عطر زهرة الياسمين بكل ارجاء المدينة "

ضحكت شهرزاد  بنبرتها الساخرة  
 "  نعم تذكرت مشاهدتي مع توته شيء كهذا فجأة يقف الجميع كالأصنام وهم يحدقون  بأعينهم  التي صوبت على البطلين، حالة من الصمت والسكون الرهيب تعم المكان حتى تعتقدين للحظة أن هناك خلل في البث" 

_" تذكرت أنكِ عديمة المشاعر، لا تفهمين بهذه  الأحاسيس  واللحظات الرومانسية التي يتوقف القلب اجلالاً لها"

ردت شهرزاد باستنكار
" لا اله الا الله. أصبحت معايير الرومانسية وضع ريشة فوق الرأس والجلوس أمام التلفزيون ساعتين كاملتين لا يحدثُ بهم سوى ان  البطل يفكر هل يذهب لينقذ البطلة الواقفة منذ أربع ساعات على طرف حافة الهاوية راغبة بالانتحار، والمثير للسخف أن جميع  من يقفون أسفل المبنى الكبير ينظرون وهم رافعين رؤوسهم نحوها بأفواه مفتوحة واعين بارزة دون حركة أو تفكير، وبعد تفكير دام لساعتين وهم بالطبع وقت الحلقة  يخرج البطل من منزله مسرعًا يقود سيارته وسط ازدحام كبير ليأتيه حدسه أنها ستسقط الان وبهذه اللحظة يتفاجأ السائقين والمارة بوقوف سيارته في منتصف الطريق المزدحم ونزوله منها كي يركض بسرعة البرق نحو البطلة التي تبعد مئات الاميال، ويصل لها قبل من شاهدوا الواقعة ليكون من حظه ونصيبه إنقاذها حين طار بالهواء ليحملها بين ذراعيه ويهبط بها واقفًا على قدميه دون أن يتأذى أحدهما"
 _" جعلتيني أندم على تحدثي معكِ. أنتِ حقًا ثقيلة الظل " 
ضحكت شهرزاد وهي تكمل حديثها 
" هل تعلمين كيف طار البطل  بالهواء العليل؟"
ردت نسمة بسخرية " احكي يا شهرزاد "
وضعت يدها على فمها تحاول اخفاض نغمة ضحكتها العالية مكملة
 " صوبت الانظار على البطل الخارق الذي أتى مسرعًا من أقصى الشمال وبلحظة سريعة تحرك الرجال الذين كانوا بوضع الأموات بالأسفل  ليتكاتفوا ويبنوا  له جسرًا من أجسادهم ليصعد البطل عليه وينقذ حبيبته التي زلت قدميها فور وصوله، ولأنه  سريع البديهة  فبلحظة خوفه عليها  قفز بالهواء لينقذها مرفرفاً بها لبر الأمان"
ردت نسمه بانسجام
 " أ كملي وماذا حدث بعدها "
 ضحكت شهرزاد لتكمل باستهزاء قائلة
 " نظر لها نظرة طالت لساعات، حتى أشفقت على من تسمروا في أماكنهم منتظرين انتهاء المشهد واسدال الستار بلا هدف و بلا معنى و بلا روح  يا منعدمين الروح"

( طب والله البنت المره دي عندها حق😂 دنا قربت أشيل المراره من مشهد واحد هههههعه)  

_ " هل نحن منعدمين الروح  يا عدوة الرومانسية، اتعلمين! أشفقت على استاذ شريف من الان بل وسأدعو أن ينقذه  الله منك "
ضحكت شهرزاد بقولها 
" أمين يارب العالمين اللهم أمين. كان يكفيني  أنتِ و توته ليأتي شهريار لينهي يومي وحياتي الدراسية معًا هل رأيتي معاناة كمعاناتي "

_" معاناة؟ ، وبماذا تسمين إذا من يقضون عطلاتهم  بالسهر طوال الليل للقراءة والمطالعة على أعمال الأدباء والشعراء والمجلات الثقافية"
أجابت شهرزاد بثقة 
"اثقف نفسي كي أكون بقدر حلمي المستقبلي.  تخيلي معي ان تصادفت في المستقبل مع أحد الأدباء والشعراء الكبار كيف سأتحدث معهم وانا اجهل بهم وبكتابتهم "
ردت نسمة بضيق خالطة غيّرة مخفية
"ادباء وشعراء! ادعوا الله ان يحقق لكِ ما تحلمين به،  لأنه إن حدث عكس ذلك سأشفق على وقتك الذي أهدر بلا متعة"
صمتت لتنظر لساعة يدها قائلة
" تأخر الوقت علي أن أعود للمنزل قبل أن تنهال أمي علي بكثرة اتصالاتها" 
تفرقا ليستقل كل منهم ا مركبته التي ستصله باخر المطاف لمنزله ، وصلت شهرزاد أولاً لقرب منزلها من الجامعة عكس نسمة تماما، نزلت من أتوبيس النقل العام و توجهت نحو منزلهم الذي يقع بآخر الطريق الجانبي جهة اليمين.
 رفعت يدها لتلقي السلام على احدى الجارات التي تعمل بدكان صغير أسفل بنايتهم   
"السلام عليكم  يا حاجة فاطمة، سهل الله عملك"

_" جئتي بوقتك يا بنتي، جهزت الفلافل التي طلبتها الوالدة انتظري لتأخذيها معكِ، وبالمناسبة الدواء الجديد أراح ألم رأسي. أراح الله قلبك وعقلك يا دكتورة "
ضحكت شهرزاد بجوابها
 " اتعلمين من الواضح أنني سأصدق لقب دكتورة من كثرة نعتك لي به " 
مدت العمة فاطمة يدها لتعطي شهرزاد الفلافل قائلة "دكتورة وسيدة الدكاترة. رزقك الله بابن الحلال الذي يرضيكِ ويغنيكِ ويعززكِ يا عزيزة"
وبسخرية فكاهية ردت شهرزاد
"وكأن الدعاء ناقص هذه المرة!، أين ذهب صالح  "
ضحكت العمة فاطمة بردها
 "طبعا صالح ومحترم مثلكِ انتِ واهلك اولاد الاصول، و لكني غيرت صالح بصراحة خفت ان يحدث ما قالته أمك ويأتي اسمه صالح على غير مسمى ويربح الدعاء والبيع ونخسر نحن بيعتنا"
ضحكت شهرزاد وقالت
" بيعتنا! اعجبتني الكلمة فهي أكثر تعبير لائق على  الموضوع. فحين تكون نظرة المجتمع للمرأة على أنها سلعة تعد وتجهز للحصول على مشتري جيد يدفع ويحافظ عليها بشكل جيد. يكون معنى البيع مناسب جدا عن مصطلح الزواج والإنس والسكون"
شددت فاطمة ربطة رأسها لتتلحف بوشاحها بعدها وهي محدقة بشهرزاد لا تفهم ما يقال لها.
أخفت شهرزاد ضحكتها و هي تكمل
" لا عليكِ بما قلته ركزي أنتِ بعمل اكلاتك الجميلة الشهية" 
  اخذت منها  كيس الفلافل  وهي تنظر داخله  قائلة  لنفسها بغير رضا  
" فلافل استعنا بالله "
مدت يدها داخل الكيس لتخرج  واحدة لتأكلها دفعة واحدة قائلة " سلمت يداكِ "
انتبهت لما فعلته بحرج. وضعت يدها على فمها المنفوخ المكور جهة اليمين بخجل ونظرات تعلقت على شرفات المنازل المجاورة كي تطمئن ان لم يراها أحد وهي تأكل بهذا الشكل.

ابتلعت ما بفمها لتقول بابتسامة خجلة
 " لا تواخذيني ياعمة لم استطع الفطور بالصباح وفرغت معدتي بشكل كامل، بجانب أنني لم أستطع مقاومة رائحتها التي تكفي لانهائي لها قبل وصولها ليد أمي"  
 استأذنت بعد انهائها للكلام كي تصعد لمنزلها. 

 وبصوت مرتفع ردت فاطمة
" عافية على قلوبكم يا بنت الاصول يا اخلاق يا قيمة وتعليم وجمال"

ابتسمت لها ابتسامة غير مكتملة هربت بعدها وهي تحدث نفسها
 " تبقى القليل ليدللوا عليّ بالميكروفونات. ما دخلهم بي أن كان صالح او طالح ما به منزل والدي اجلس به ملكة زماني كافية خيري شري لا ينقصني شيء، لا اريد نحنحة وضيق خلق"
و بمجرد فتحها لباب منزلهم  قفز عليها باهي وهادي وهما فرحين يأخذان من يدها الفلافل ليأكلا منها بضحك معلنين لجدتهم وصول خالتهم شوشو.
 سحبت من ايدهم الكيس و هي تقول 
 "عيب انتظر يا باهي لا تأكل،  اصبر يا هادي" 

لم يستمعا لها أخذا الفلافل من يدها واسرعا نحو جدتهم  بالمطبخ ، نظرت شهرزاد خلفهم  تارة وتجولت بنظرها باحثة عن أختها تارة أخرى.

سمعت أمها تحدثها من الداخل
 " لقد أتيتي بوقتك. هيا ساعديني بتحضير الطعام أولاد أختك جائعين تبقى القليل ليلتهموني"

وضعت شهرزاد يدها على جبهتها  مقتربة من باب المطبخ مجيبة على أمها 
 " ما هذه الحالة ؟ كيف أصبح كل شيء مبعثر لهذه الدرجة "
 ثم نظرت لأولاد أختها مكملة 
" خير يا أولاد ما كل هذه الفوضى؟، هل كنتم في مباراة مصارعة أم كرة قدم " 

ضحكت آمال مجيبة على ابنتها
 " اتركيهم على راحتهم ،  هما وعداني سيرتبان المكان ويعيدان كل شيء بمكانه بعد أن يملآ بطونهم الصغيرة"

و بطرف يدها حكت شهرزاد جانب عينها من شدة ارهاقها قائلة
 " كيف تركتيهم يا أمي ليفعلوا كل هذا "

ضحكت أمها
" كي يستمتعوا بيومهم لا زالوا اطفال صغار "

تحدث باهي " جدتي أيمكنني شرب حليب بالشوكولا مع الأكل"
 رد  هادي 
" أنا لا أحب الشوكولا على الحليب أريده سادة"

ردت آمال عليهم 
" من عيوني.  سأحضر لكما ما تريدان باهي  حبيبي بالشوكولاته و هادي بدون شوكولاته  "

فرح الطفلين وأسرعا لخارج المطبخ كي يذهبا ليغسلا أيديهم قبل البدء بتناول طعامهم كما أمرتهم جدتهم.

وبصوتها المتعب من اليوم الثقيل سألت شهرزاد أمها " أين توته أنا لا أراها، إياكِ أن تدافعي عنها امامي و تقولين نائمة والاجهاد والمسؤولية، لن اسامح هذه المرة وخاصة ما فعلوه أولادها بالمكان "

ضحكت أمها وأخبرتها بعيون غامزة خجلة  
 " لا ليست نائمة هذه المرة عادت لمنزلها، اليوم يصادف عيد زواجها العاقبة لكِ يا قلب أمك"

امسكت شهرزاد حبة فلافل من الطبق ووضعتها كاملة بفمها وهي تقول
 " هي تحتفل ونحن نغرق بالتنظيف خلف أولادها! "
و بفخر ردت أمها عليها
 " فلتحتفل حبيبة قلب أمها مستحيل أن تفوت يوم كهذا بدون احتفال مناسب يليق به "

و بغير رضا ردت شهرزاد
 " تحتفل طبعا. واجب عليها. و لماذا لا تحتفل"

صدمتها أمها بيده على كتفها وقالت
 " كفي عن الكلام و اذهبي لغسل يداكِ اولا ثم عودي لنبدأ سويا بالاكل جائعون "
نظرت ليديها قائلة
" لن اغسلها لقد بُريت من كثرة المعقمات والكحوليات حتى يمكنني أن أجري عملية دون تعقيمها " 
ردت امها بحزم
" كم مرة سأعيد ما اقوله، لا يمكننا الاكتفاء بالمعقمات لقد سمعتي بأذنك التعليمات من كبار المسؤولين. علينا ان نهتم بغسيل الأيدي كلما اتاحت لنا الفرصة الماء افضل معقم لليدين، طبعا لا اريد ان اذكركِ بالحمام الكامل لأجل إتمام النظافة"
تنهدت شهرزاد بضيق
" وكأني لم اتحمم من يومين، لا أحد يشعر بي أخرج من الصباح وأعود لابدأ دراستي وتدويني للواجبات و المحاضرات و المعلومات الهامة"
_" سئمت من دراستك طلاب الطب لم يفعلوا ما تفعليه أنتِ سيذهب ضي عيونك بالكتب والدراسة  "
تحركت شهرزاد لتغسل يدها بصنبور المياه الذي يعتلي حوض الأطباق بالمطبخ قائلة 
" كان من المفروض أن تفرحي و ليس العكس"
صمتت للحظات تساءلت بعدها عن أبيها لترد  آمال " لا بغدادي مجتمع مع أصحابه في منزل أبو عصام. حضر لهم عشاء فاخر بمناسبة رجوع ابنه عصام من الكويت ودعاهم جميعا"
ردت متفاجئة 
" وكأني غريبة بالمكان متى عاد عصام من السفر أنا لم اسمع بعودته " 
 أتاهم صوت عالي من الخارج 
" جدتي انا جائع "
ردت آمال " حسنا سآتي يا عيون جدتك "
رفعوا الاطباق وتحركوا بها خارج المطبخ، نظرت شهرزاد للطعام بيدها قائلة 
" أبي عند والد عصام ، وأختي غارقة بالحمام المحشي الشوكولاتة بالنوتيلا ، وانا  طالع عيني منذ الصباح مع شهريار وأعود لآكل فلافل. حرام هذا الظلم الكبير بحقي "
استغربت أمها مما سمعت متسائلة
 " هل توته غيرت رأيها وطبخت حمام بدل البط؟، كانت مشغولة في تنظيفة الى أن شارفت على نزع كل الجلد "

جلست شهرزاد على الطاولة الصغيرة وهي تقطع لقمة كبيرة من الخبز غمستها بطبق الفول ووضعتها بفمها بدون رضا قائلة 
"وما الفرق بينهم؟ السنة الماضية كان حمام وهذه السنة  بط  وانا المظلومة الوحيدة بهذه الحكاية"
و بصوته الصغير تحدث باهي " شوشه اعطيني بيضة كرة " واشار للبيضة التي امامها. 
 ردت جدته 
" حبيبي هل أكلت بيضتك "
ضم حاجبيه الصغيرين راسمًا على وجهه حزنه على انتهاء بيضته الصغيرة بسرعة دون أن يشعر بها قائلا " كانت صغيرة   "
 وأشار من جديد على التي أمام شهرزاد 
" أنا أحب البيض الكبير "
ضحكت شهرزاد على حالة وجهه و قالت 
 " ذهبت البيضة هي أيضا في مهب الريح، صحة وعافية يا حبيبي " 
ومدت يدها لتعطيها له 
وقفت آمال من على مقعدها قائلة
 " سأضع لكِ واحدة أخرى على النار، البيض المسلوق ينضج بسرعة كما أنكِ تفضليه نصف ناضج"
رفضت شهرزاد  " انا الحمدلله شبعت بالأصل لم انتظر وصولي للمنزل حتى أنهي نصيبي من الفلافل، أحتاج الان لحمام دافئ لأخلد بعده  بفراشي كي أنام باسترخاء وهدوء"
ردت امها عليها "
 أعانك الله يا قلبي ، اذهبي انتِ و اتركيني مع عصافير الجنة "
نظرت شهرزاد لتشاجر الصغار متسائلة 
" هل انتِ متأكدة من هذا؟ فكري جيدا يمكنني البقاء بجانبك حتى ينام أحدهم"
ضحكت أمها وقالت 
" كان هناك فيلم كارتون لم اتذكر اسمه سنكمل مشاهدته بعد الاكل "
و قفت شهرزاد وبدأت برفع الاطباق الفارغة لتحملهم للمطبخ رغم معارضة أمها لها واصرارها أن تذهب لأخذ حمامها الدافئ لترفع عن اكتافها عناء النهار وتنام لتستعد ليومها الجديد الذي وصفته بالحرب الطاحنة.

كان عليها أن تنهي حمامها وتستعيد قوتها وطاقتها مع اول فنجان قهوة تشربه لتبدأ به تكملة كتابة قصتها التي ستلقيها غداً بقاعة المحكمة ليحكم السلطان شهريار حكمه الأخير عليها، و لكنها من شدة ارهاقها وسهرها ليلة أمس لنفس الهدف توجهت لفراشها لتنام فور ارتدائها بيجامتها التي لا يتشابه سروالها الوردي المزخرف مع ما يعلوه بلون قهوتها .‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●
تزينت توته لتشبه الأميرات بجمالها  وهي ترتدي فستان من يرى مقاسه قبل ارتدائها له يعتقد أنه يخص طفلة بعمر الرابعة عشر.
 
اخفضت اعينها الفرحة وهي تنظر لفستانها الذي انفرد بلون قلب فاكهة التنين، بتصميمه المغلق للأكمام. مفتوح الظهر. منفوخ من اسفل الخصر الى ما قبل الركبتين، تحركت لتسير بدلال وتمايل  بخطواتها الجميلة لتنشر عطرها بسماء عشها الدافئ.
حضرت وأتقنت ما عليها دون نقص. الورود والشموع بكل مكان. روائح الحب تتمايل على أنغام الموسيقى الهادئة لتتمايل هي بسيرها  حتى وصلت لمرادها وقلب أميرها الذي انبهر بجمالها من جديد. هذا الانبهار الذي لم يمنعه من انهاء طعامه حتى كاد أن ينهي اطراف اصابعه من مذاقه الشهي.
( عيب يا ميتو مش هتبقى أنت و شهرزاد على البنت😅🤣🤣🤣). 
وبعد ان أشبعت معدة زوجها وسلبته عقله وروحه ذهبت لتنهي اخر أعمالها في مطبخ قصر احلامها وهي حالمة بليلة من ليالي ألف ليلة وليلة، لم تكف عن تمايلها مع الموسيقى وهي تنظم وتنظف المكان.
 تنتظر أن يأتيها فجأة من الخلف ليحاوطها بذراعيها ليعزفا سوياً سيمفونية انشودة الحياة، انتظرته وانتظرته ولكنه تأخر بمجيئه أنهت عملها بسرعة عائدة له بقلب يطير من فرحته. التي ما لبثت كثيرا حتى دمعت عينيها عند رؤيتها لمدحت غارقًا بنومه وسط فراشه وهو يجاهد سمن البط الذي طغى على معدته   ليسقطه بنومه كالمغشي عليه.

تذمرت توته كالأطفال حتى أصبحت تدبدب بأقدامها الناعمة أرضًا ليصدر خلخالها ناقوس الخطر معلنة مقاطعتها لزوجها وتركها له لينعم بفراشه وحده هذه الليلة.

( طب و الله البنت صعبت علي 🤣 المفروض تكب عليه جردل مية باردة و له  سخنه عشان تسيح صفايح السمن البلدي🤣) 
‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●
و عند أول اشراقة لأشعة الشمس الذهبية علا رنين هاتف شهرزاد ليذكرها بيومها المعهود وحربها المنشودة ، تحركت جالسة على فراشها تحك اعينها قائلة
 " كل نجاح يبدأ بتضحية، إلا نجاحي بدأ بمختل عقلي"
تثاوبت بشكل متتالي محاولة إيقاظ عقلها وفتح عينيها بصعوبة كبيرة وهي تسحب دفترها من جوارها لتبدأ الكتابة واضعة عنوان اعلى صفحته البيضاء  " إن كيدهن عظيم"

(ياللهوي البنت ناوية على جريمة 🤣🤣يا خسارتك يا شهريار) 
و بدأت بكتابة القصة بوجه لا يبشر بخير على الاطلاق 
‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●
بهذا الوقت تقلب مدحت على فراشه ليجد نفسه  وحيدًا عليه دون غطاء بعد أن نام  أعلاه  بهذه الحالة، نظر لساعة المنبه جانبه ليتفاجأ أكثر بعدم وجودها بجواره، تذكر تركه لها ونومه  بهذه الطريقة المخزية 
قام مسرعًا يبحث عنها ليجدها أعلى مقاعد الصالون متقوقعة ببعضها تضم حاجبيها وشفتيها من شدة حزنها و تذمرها.
اقترب لينحني بقامته الطويلة وحجمه الكبير ليرفعها لحضنه، تعززت برفضها  وإصرارها على إكمال نومها بمكانها دون أن تفتح اعينها، بدأ اعتذاره متحججاً بهدوء المنزل المعطر والمفعم بأنغام الموسيقى الهادئة الموحية للراحة و الاسترخاء بجانب طعامها الدسم الذي اغلق عينه قبل استمتاعه بجنته .
قبل رأسها و وجنتها وهو يكرر اعتذاره لها، كانت هذه الكلمات الجميلة من قلب محب كفيلة ان تكون ورقة اعتذار قوية تغفر له عند أميرة الرومانسية والحب.
سار بها نحو غرفتهم وهو يتغزل بها، من يراه يعتقد أن أباها هو من يحملها وليس زوجها  وهذا ما يراه الجميع دائمًا، فمدحت ليس من أصحاب القامة الممشوقة والعضلات المفتولة ولا من اصحاب الجمال و الوسامة.
بل كان رجل صعيدي بسيط بجماله السمح و وزنه الزائد و لون بشرته القمحي، بجانب طوله وعرضه اللافتين للأنظار، عكسها تمامًا فهي كما يقول والدها الحج بغدادي لامها عنها 
" هل سرقتيها من جزيرة الأميرات  أم أتيتِ بها من عالم الخيال، فهي ليست شبيهة اختها ولا ابيها فقط تشبه أمها قليلاً بلون البشرة البيضاء الوردية، ذات شعر ناعم كجدتها من جهة أمها، أما قامتها فهي صغيرة الحجم والطول والعرض يخاف المرء عليها من السقوط كي لا تنكسر. 
تعجب الكثير حين تمت موافقتها على زوجها رغم الاختلاف الكبير بينهما، فجميع من بعائلتها كان يتوقع ان يرتفع سقف احلامها وطلبات والدها بوجه كل من سيحلم بالفوز بهذه الجميلة، انبهر أباها بها حين أخبرته أنها تبحث عن قلب يشاركها حياتها وليس خزنة او موديل تعرضه للناس. وعندما لمست في مدحت الطيبة والحنان والعقل الذي كانت تبحث عنه وافقت عليه دون شروط، رفضت أمها أن تعطي جميلتها لنقيضها بالشكل رغم انها كانت تشكر بأخلاقه وعائلته، ليحكم القدر و القسمة و تم إقناع أمها بأهمية الأخلاق وما بالقلوب فجميع المظاهر فانية إلا ما رسخ وحفر بالقلوب من محاسن الأخلاق .  كان مدحت كل يوم يثبت للجميع انه كان الاختيار الأمثل لابنتهم فهو مثال للرحمة والمودة والانس والمحبة لهذا اصبحت ابنته وليست زوجته يخاف عليها من نسمات الهواء لا يردها أو يكسرها.

‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●
مرت الساعات الاولى من الصباح حتى أتى الوقت المعلوم و المنتظر. تجمع الطلاب مرة أخرى بالقاعة الكبيرة و هم ينتظرون استاذ شريف ليكملوا ما لم ينهوه  بالأمس ، دخل استاذ شريف القاعة و بجانبه الطالبة يمنى أسعد التي كانت تخبره بكتابتها ابيات شعر جديدة تريد ان تقصها عليه اليوم إن تبقى وقت بآخر المحاضرة.

( حد يقتل البنت ديه😂😂) 

ابتسم لها وحياها على حبها للشعر واستمتاعها بكتابته كما وعدها أن يستمع لها، فكيف يهدر حقها بعد ان سهرت وعملت لكتابة أفضل ما لديها كما قالت له. 
فرحت و هي تشكره ذاهبة لمكانها معلنة لزملائها أنها ستمتعهم اليوم بشعرها الجديد، تغيرت ملامح شهرزاد قائلة لصديقتها بصوت منخفض " هذا ما كان ينقصنا، وكأن الجميع اجتمع لإفقادي عقلي "
 خلعت حقيبتها من على أكتافها ووضعتها بجانبها جالسة بعدها. 
نظرت نسمه لها متسائلة 
" ما بكِ منذ قدومك وأنتِ تتأففين"
ردت شهرزاد بتذمر
" اتركيني بحالي لا احد يعلم كم حاربت اليوم كي انهي الجزء الجديد من قصتي، هل يرضي الله أن أستيقظ مع أول شعاع للشمس كي أجدهم فوق رأسي، والله كنت سأبكي حين رايتهم يلونون بدفاتري، تخيلي معي تستيقظين رغم عنكِ تحاربين نعاسك لتفتحين عينك بصعوبة منصدمة بمهرجان تلوين قد فتح ادراجه بأرضية غرفتك و بدفاترك وكتبك ، للحظة ظننت أنني سأموت  شهيدة اللحظة "
صُدمت نسمة متسائلة 
" هل كانت دفاتر مهمة؟ ، انظري هذه المرة ليسوا مذنبين، ألم أنصحك أن تغلقي باب غرفتك عليكِ قبل نومك "
و بضيق و عصبية ردت شهرزاد 
" غضبت أمي من إغلاقها عليّ وظلت تردد ماذا إن حدث مكروه ولم نستطع الوصول إليكِ، ماذا ان أُغشي عليكِ بنومك، وإن انصهر شاحن الهاتف و اردنا نجدتك "
و بسرعة و خوف قاطعتها نسمة
" أعوذ بالله. تلوين الدفاتر أهون بكثير مما ذكرته أمك "
هزت شهرزاد رأسها بحزن
 " نعم و لكني اشعر برغبة كبيرة بالبكاء ، نسمة اتحدث بجدية كبيرة اريد أن ابكي "
 شردا بحديثهم دون أن ينتبها لمن وقف بجانبهم ينتظر انتهائهم قائلا 
" هل تسمحان لنا أن نبدأ، بالطبع أن انتهيتم من أحاديثكم "
انصدما بوجوده بررت نسمة عدم رؤيتها لدخوله المحاضرة.  عكس شهرزاد التي صمتت دون أن ترمقه بنظرة فهي حقاً غاضبة متعبة لديها شعور و رغبة كبيرة بالبكاء . 
تحرك لينزل الدرج الذي يتوسط المدرجين دون ان يرد على ما بررته نسمة  قائلا للجميع 
 " لنبدأ اذا لا اريد إهدار الوقت حتى ينتهي الجميع من القاءه. ولكي نبدأ غداً بشرح مواضيع مهمة ستحسن من ابداعكم و اختياركم للموضوعات و التعبيرات و توافقهم و تناسقهم مع بعضهم البعض، علينا أن نقوى و نرتقي بأنفسنا ليس لأجل التقديرات النهائية فقط لا بل لأجل أن تحققوا أحلامكم ، اردت أن اتحدث أمس بهذا لولا أن سرقنا الوقت ،  حتى أنني سأؤجله للغد ليكون الحديث بأريحية أكثر "

توسط رأس القاعة و هو ينظر للجميع مكملا بوجه ضاحك " هل من متحمس يفتتح الجلسة " 
من ضيقها رفعت يدها لتنهي إلقاء ما كتبته  وتأخذ تقديرها وتستأذن لتهرب من الأجواء، تعمد تجاهلها وعدم الالتفات نحوها مما جعلها تلاحظ هذا الأمر وتخوض بتفكيرها العميق محدثة نفسها 
" لماذا تعمد تجاهلي، في الوقت الذي ظننت به انه سيفرح ويتحمس لرؤيتي وانا اطلب البدأ يقابلني هو بالتجاهل. أين ذهب حماسه و شغفه لإكمال القصة بالأمس ؟" .

أشار أستاذ شريف للفتاة الجميلة المحبة للشعر الرومانسي قائلا
 " لنبدأ بالقسم الهادئ وبعدها تتوالى البقية ولكن اياكم ان تنهوا طاقتي كما حدث بالأمس،. فلم أكن أتصور أبدا أن القسم جميعه يحب الاحزان و الاكشن والالغاز " 
ضحك الجميع منهم من دافع عن جمال الشعر القوي و منهم من اخبره بان النثر لم يكن نثر إلا بقوته و صلابة كلماته الموزونة. ومنهم من دافع عن روايته القصيرة بأنها كانت رومانسية وخيالية. إلا هي بقيت صامتة تراقب ردة فعل الجميع و تعبيراتهم .
ورغم حرصه على عدم النظر نحوها إلا أنها بحالتها الغريبة الخاملة اجبرته على الالتفات لها و الشرود بحالتها وشخصيتها القوية المميزة

لم يلبث بنظره ثواني معدودة اعلن بعدها بدأ الجد والإنصات لصديقتهم يمنى أسعد  التي وقفت بشكل جميل مفعم بالأنوثة والرقة  والفرح رافعة يدها لترجع خصلات شعرها للخلف لتبدأ حديثها بالإطراء على استاذها و شكره لأنه منحها الفرصة لإلقاء شعرها بالافتتاحية عكس ما كانت تتوقع. 
نظرت نسمة لوجه شهرزاد كي تواسيها وتهدئها طالبة منها ان تتحملها فهي تعلم انها لا تحب هذه الحركات، ولكنها وجدتها على غير العادة  صامتة تراقب فقط دون أي اعتراض يطفو على وجهها  كالسابق.
 سألتها بصوت منخفض " هل أنتِ بخير " 
أومأت شهرزاد برأسها وهي تنظر نحو يمنى التي بدأت شعرها بأبيات غثى قلبها من كم الحب والعشق بهم
( البنت يمنى كتبت شعر أرادت تثبيت استاذها بيه هههه من الواضح انها شغاله شغل جامد 🤣🤣) 
انتهت يمنى دون سماع صوت من أحد فكان الجميع قد انسجم معها لدرجة الشرود، عادت نسمة لتتغامز بالأحاديث المخفية مع صديقتها قائلة 
"ما هذا وكأنها تعترف بحبها له لقد أسقطته بشباك عيونها التي لم تسقط عنه طوال الالقاء  بالرفاه و البنين ، خيبة عليّ كيف لم يخطر لعقلي ان اغير نشاطي الفكري واكتب شيء رومانسي يجذب انتباهه إلي؟" 
ردت شهرزاد بنفس هدوئها
 " نجحت هذه المرة في أحكام كلماتها وشباكها مبارك عليها صيدها " 
ردت نسمة بصوت متخفي وعيون تتلفت حولها خوفا ان يُمسك بهما 
" نعم مبارك علينا خسارتنا بأول جولة بدون منافسة، أصابت الهدف وحظيت به المحظوظة " 

ردت شهرزاد مستهزئة بما يقال
 "ماذا تقولين  أنتِ؟، هل كنتي تريدين  أن نتنافس معها على أستاذنا؟ . تمزحين من المؤكد أنكِ تمزحين، لا أخلاقنا ولا مبادئنا تسمح لنا بفعل هذا"  
جاءت نسمة لترد عليها لولا سماعها لاسمها الذي نودي عليه " نسمة مالك  " 
نظرت نحو استاذها وهي تقف تستمع لما أكمله " من الواضح انكِ وصديقتك من محبي الأحاديث الجانبية وسترهقونني معكم، ولكني أحذركم لا تختبروا حظكم معي" 
ونظر لشهرزاد معتقدا انها ستبرر له كصديقتها التي لم تكف عن التبرير والاعتذار ولكنها ادهشته أكثر بصمتها واكتفائها بالنظر لصديقتها وهي تدافع عنهما.
تحدث استاذ شريف وقال لنسمة
 " سأعطيكِ فرصة أخيرة، ستلقين ما بجعبتكِ علينا إن كان قوياً سأسامحكما و لكن ان كان عكس هذا سارى بماذا اعاقبكم"
 
أومأت نسمة رأسها بقلق ذهب القليل منه بتشجيع صديقتها لها حين قالت بصوت مسموع
 " لا تخافي لقد ضمنتي خلاصك انا واثقة بكِ " 
لم يستطع منع عيونه من النظر لها وهي تشجع صديقتها و تبث بها الثقة بالنفس ، لتبدأ نسمة أولى كلماتها
 " أنا الحرة الأبية عزيزة أبيها، ان سألتني اين جمالي سأخبرك أنه ليس بأحمر خدودي ولا اخضر جفوني..  فأنا الحرة الأبية عزيزة أبيها   جمالي بأخلاقي والنور النابع من قلبي لينير وجهي، جمالي رباني  يحافظ عليه الاميرات ويفرط به  الخاسرات، جمالها ملموسا بكلماتها الثاقبة وخطواتها الثابتة  وليس برائحة عطرها وصوت كعب حذائها،  تميزني وتخرجني من بين الجموع ليس بلون مقلة عيني ولا بياض كفي ستعرفني و تميزني  كوردة الربيع التي ازدهرت بفصل الخريف " 
انسجمت شهرزاد مع صديقتها حتى خرجت منها صفقات حارة بوجه فخور بصديقتها قائلة بصوت سمع لدى من حولها 
" ألم أقل لكِ ستنجحين احسنتي حبيبتي " 
ابتسم شريف و هو يؤكد ما قالته  شهرزاد 
" نعم  احسنتي في تميزك بانتقاء الكلمات وتجميعها "
 ونظر لدفتره ليعطيها علاماتها برضا، جلست نسمة بجانب صديقتها التي تحدثت فور جلوسها " إن لم أقرأه قبل دخولنا القاعة كنت شككت بأمرك وكأنكِ تنافسينها عليه والله اشفقت عليها فلقد سحقتيها بكلماتكِ، حتى أقول لكِ أرى إنكِ ستفوزين به دون منازع حلال عليكِ ، دعينا نخلص منكِ فالزواج افضل وسيلة للحفاظ على عقول من يشبهك أنتِ وتوته أختي"
نظر شريف تجاه شهرزاد ناسيًا أمر تجاهله لها وعدم اظهار اهتمامه بها امام الطلاب قائلا
  " وجهك الفرح يبشرنا و يخبرنا بأحداث مبهجة وسعيدة تنتظرنا أليس كذلك "

وقفت وهي تخفي ضحكتها التي كانت على وجهها قائلة 
" عليكم أن تستمعوا لتحكموا بأنفسكم، فأنا لست متأكدة إذا كان ما كتبته سيحظى بإعجابكم أم لا"

اجابها بوجه مبتسم 
" ان كان كسابقه فمن المؤكد أنه سيعجبنا"
وبوجه يثير الشفقة ردت شهرزاد بصوت مرتبك و منخفض
 " ولكنني قلقة أخشى أن لا انجح به واخسر كما خسرت بالأمس "

نظرت نسمة لصديقتها باندهاش وكأنها تراها لأول مرة، رد شريف بسرعة  وهو يستغرب حالتها الغير معتاد عليها قائلا 
" ومن قال لكِ انكِ خسرتي!، لقد تألقتي وتميزتي  و لهذا انتِ تكملين اليوم بناء على رغبة أستاذك واصدقائك بالدفعة "
ردت شهرزاد و هي محتفظة بنفس حالتها
 " هذا يعني أنني سأحصل على دراجاتي كاملة حتى وإن لم ألقى اعجابكم اليوم"

و بثقة و قوة رد عليها 
" نعم ستحصلين على درجاتك كاملة هذا وعد مني، حتى أن اردتي أكملي وإن لم تريدي يمكنكِ الاكتفاء بإلقاء الامس "
كانت نظرات نسمة تتنقل بين استاذها وصديقتها التي بدت بوجه و حالة غريبة عنها.

( تعرفوا اللمبي بقاعة المحكمة اما كان بيبص للست و يقولها مين ديه😂😂البنت مش مصدقة ان صديقتها تحولت لقطة سيامي هادية وحزينة )

ردت شهرزاد بصوت مهزوز
" سأكمل من اجل ارضائكم  "

أومأ رأسه بابتسامة جميلة
"  هيا نستمع لكِ أحكي يا شهرزاد  "

ابتسمت بتخفي و فرح لتبدأ هي حكايتها قائلة
" بلغني أيها الملك السعيد ذو العقل الرشيد ان في ليلة جديدة مضيئة بضوء القمر المتسلل…
سبح الطلاب وشريف بجمال القصة  يبحرون معاها في العالم الملكي حيث المؤامرات والحروب والسيوف يستمتعون بقصص الحب الرومانسية التي جمعت الأمير بفتاة بسيطة بمملكته دون ان تعرف انه الامير خاضت شهرزاد بسرد الأحداث مبحرة بقوة حبكتها للأحداث متوقفة عند لحظة وضع الرجل الشرير الفتاة تحت ذراعه والفتاة الاخرى امتلكها بقبضته ضاغطاً على أعناقهم حتى توقفت أنفاسهم واحمرت وجوههم. مشخصين الأعين محاولين التنفس دون استطاعة. و بهذه الاثناء سكتت شهرزاد عن الكلام المباح حين صاح ديك الصباح معلناً عن اشراقة شمس يوم جديد  "

لم يتفوه أحد بأي حرف للحظات من شدة اعجابهم  وانسجامهم بالقصة ، فرحت شهرزاد وهي تشكر أصدقائها على استمتاعهم، ثم نظرت لمن طال صمته وشروده قائلة
" هل تم هذه المرة، تذكر أنت وعدتني سآخذ درجاتي كاملة "
 تنهد بضيق عندما فهم وعلم الفخ الذي نصب له واسقطه دون رجعة، أومأ رأسه التي حركها بصعوبة لينظر الى ورقتها في يده قائلا
 " أحييكِ.  نجحتي وبقوة في المحتوى و السرد والحبكة بجانب اختياراتك القوية بالنهايات حتى أنني أشعر وكأن أحدهم أغلق الباب بوجهي دون سابق إنذار  لن أتحدث عن ألقاءك فكان هذا واضح بهدوء القاعة وانسجام الجميع معكِ وكأننا نشاهد عملاً تصويري و ليس رواية تروى أمامنا". 

نظر للطلاب وأكمل بعد ان تنهد بقوة أكبر من التي سبقتها 
"  هيا من منكم مستعد ليكمل علينا "
جلست شهرزاد و هي فرحة، نظرت صديقتها لها قائلة " حقاً إن كيدهن عظيم ، اردتي ان تأخذي حقك منه ونجحتي ما شاء الله ، و لكن ما ذنبنا نحن بهذه الحرب "

و بنفس فرحتها تساءلت شهرزاد
 " حرب ؟ لم أفهم عليكِ و اين الحرب بهذا؟ "
_" اياكِ ان تتوقعي تصديقي لذلك الفيلم العربي و الضعف والخوف والارتباك الذي ظهر عليكِ قبل ألقاءك. فأنا أكثر من يعرفكِ جيداً، شهرزاد بغدادي التي نعرفها لا تظهر ضعفها وخوفها وان تملكها" 
ضحكت و هي تغمز قائلة
" وما رأيكِ؟ هل يحق لي أن أفكر بمجال التمثيل  حتى لا نجلس بلا عمل بعد التخرج "
و بتلقائية و فضول أكل عقلها ردت نسمة على صديقتها متسائلة باعين خائفة 
" بماذا تفكرين؟ هل تنوين قتلهم؟ "
نظرت شهرزاد نحو استاذها الذي كان يستمع لإلقاء إحدى الطلاب قائلة
 " عيب لا يصح ان نفتح أحاديث جانبية وسط المحاضرة ، ان أمسك بنا هذه المرة لا استطيع استنتاج العواقب" 
وبينما كانت شهرزاد تعيش نشوة الفوز والانتصار، كان مدحت يندب حاله قائلا
"  أين كان عقلي حين قررت التغيب عن عملي، كيف لي أن انسى ما يحدث بكل إجازة"
عادت توته إلى غرفتها بفرح حامله بيدها صينية داخلها طبق صغير به ماء ورد و طبق آخر به زيوت عطرية طبيعية قائلة " جاء وقتهما "

فتح عينيه وحرك وجهه الذي كان يعلوه القناع الطيني و هو يرد عليها " من هم !"

اقتربت توته لتصعد فراشها واضعة الصينية بجانبها، ليتحرك هو ويعتدل بجلسته، رفضت واعادته للوراء لتسندهُ بظهره على وسادته الخلفية قائلة
 " ماذا تفعل استرخي و اغلق عينيك، عليكِ ان تصفي ذهنك و تفكر بأحلام ورديه كي يهدئ قلبك و تستعيد طاقتك الروحية"  

رد مدحت عليها 
" اتركي ما تفعليه أنا اعلم جيداً كيف اصفي ذهني وأستعيد طاقتي بجمال الأزرق الذي امامي"
_" لا يوجد لك لا ازرق ولا أصفر انا ممتعضة منك لم انسى تركك لي حتى الان"
تحرك بحب ليجيب عليها 
" ألم تسامحيني  كم مرة سأقسم لكِ انه حدث من إرهاقي و جمال طعامك" 
 اقتربت وهي تحدثه
 " ليس بعد. سنزيل ارهاقك للتأكد من عدم تكرارك لها "
نظر مدحت للزيوت العطرية قائلا
" أوافق على ماء الورد يا وردتي ، و لكن دعينا نلغي قسم الزيوت فأنا لا احبها تصاحبني على جسدي لعدة ايام دون تركي، استحم عدة مرات كي أتخلص منها دون فائدة " 

ابتسمت توته وهي تقول 
" لا تتذمر كأطفالك لا مهرب لك منها " 

و بوجه كاد أن يبكي
" إشتقت إلى اطفاليّ ما رأيك أن نذهب لاحضارهم، حتى يمكننا قضاء يوم عائلي جميل بالخارج " 

فكرت توته بذلك العرض المغري قائلة
 " لا ليس اليوم لا زال طعام العشاء كما هو لنأكله اليوم وغدا في اجازتك الرسمية سنذهب جميعنا للتنزه ، لا مهرب لك اليوم من زيوتي وعطوري "
رفع يده ليضعها على وجهه المغطى بالطين المغربي قائلا
" يكفي لقد جف واصبح كالصحراء القاحلة " 

اقتربت ووضعت يدها على وجهه مجيبة
" حسنًا اذهب لغسله كي ننظفه بماء الورد ومن بعده التونر "
_" بماذا؟، هل ستضعين تنر على وجههي "

ضحكت على تعابير وجهه قائلة
"لا تخف.  تونر لأجل اغلاق المسام كي لا تدخل الشوائب والمكروبات وتؤذي بشرتك "

تحرك و هو يضحك ساخرًا من حالته
" أنتِ متأكدة مما تقولينه، هل تعلمين ان علمت أمي ما تفعليه بكبير عائلتها. اقسم ستسقط دون نفس "

و بخوف ردت توته عليه
 " لا تكمل. حفظها الله لنا ، لن يحدث لا تقلق وهل يضع الرجل الصعيدي أقنعة و كريمات ترطيب وزيوت عطرية، لا تقلق سرك ببئر عميق مظلم  " 
ضحك و قال " و قتها سأصبح شبيه الـ..." 
_" عيب يا ميتو ، اعدك أنه سرنا الكبير "
دخل الحمام ناظرًا لوجهه بالمرآة قائلا
" حسبي الله. ستجعلينني أفكر أكثر من مرة قبل احزانك أقسم أن علم أهل الصعيد سيجتمعون ويأتون ليأخذوا بثأر هيبتهم التي سقطت بهذه الحالة "

( و صعيدي كمان يا ميتو 😂😂ده انا اللي هطخك ههههه) 

شردت توته وهي على فراشها  تفكر بعمق كبير  متسائلة
" هل اضع لشعره قناع الخضار ام  الزيوت "

‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●

و بعد مرور بعض الوقت بجامعة القاهرة  كانت شهرزاد جالسة بزاوية جانبية تقرأ بكتاب يظهر عليه أنه قديم الطباعة، ابتسم وجه شريف عندما رآها وحدها بمكان منعزل عن العيون .
تحرك مقتربًا منها وهو يتلفت حوله حرصًا على أن لا يكون ظاهرًا لباقي الطلاب.

لم تنتبه لاقترابه منها  وهذا ما لفت انتباهه وجعله يخفض رأسه ليقرأ اسم الكتاب الذي أسرها لهذه الدرجة  قائلا بصوت مسموع 
" الأدب الروسي اذاً" 

شهقت بصوت شبه صارخ مفلتة من يدها الكتاب، انحنت لترفعه متفاجئة بانحناءة وقربه منها حين أراد أن يرفعه من الأرض قبلها. 

لم يتوقعا تركهم للكتاب بنفس الوقت وابتعادهم عن بعضهم، وقفت شهرزاد وهي تحسن من حجابها بحركة تحاول ان تهدئ من توترها وخجلها، لينحني هو مرة اخرى ممسكا بالكتاب ليرفعه ويزيل ما اعتراه من اثار سقوطه قائلا 
" اعتذر منكِ أنا لم أتوقع هذا " 

اخذت نفسًا عميقًا هدئت به نفسها و هي تجيب استاذها  " العفو منك لا داعي للاعتذار. حدث بسببي فأنا التي لم تنتبه لوجود حضرتك، هذا ما يحدث لي حين اندمج بالقراءة " 

شرد قليلا بها ليتأخر رده الذي جاءه أخيرًا 
" نعم هذا ما يحدث لنا حين نندمج مع محتوى ما نقرأه وخاصة أن كان خاص و مميز" 

ابتسمت بخجل وعيون تبحث عن صديقتها نسمة متمنية عودتها السريعة  لتخلصها مما لا تحسد عليه. 

أكمل شريف حديثه قائلا
" لقد أخذتي علاماتك بذكاء ودهاء لم اتوقعه منكِ، حتى اعتقد أنكِ كنتِ تخططين لهذه القفلة بحنكة ودهاء كبيرين "

ابتسمت و هي تجيبه بتلقائية
" ولما الكذب فعلتها لاخذ حقي كاملاً" 

خرجت منه قهقهات فرحته وسعادته بقربها مجيب " أنتِ تستحقين علاماتك، و لكن علي أن أكمل من مكان انتهائك ما رأيك!"

و باستغراب سألته " كيف؟ "
ضحك مرة أخرى ليزيدها تعجبًا واستغرابًا من حالته قائلا 
"أمسكهما بقبضته القوية حتى احمر وجهها واختنقا ليأتي باللحظة الاخيرة قائد الجيش الذي كان يقف متخفيا بالظلام ينظر لها وهي تركض نحو جارتها التي كانت تطلب النجدة " 
فرحت شهرزاد بتعلق استاذها بالقصة قائلة
"لقد سعدت بحفظك وتذكرك ما كتبت شكرًا لك"

رد ليكمل دون الاعتناء بشكرها قائلا
 " كان واضحا  ان قائد الجيش هو من سينقذهم ويعلم بحب الفتاة و يعيشا بتبات ونبات وينجبان صبيان وبنات "

ضحكت شهرزاد قائلة
 " لقد حزنت الان، افكاري سطحية لهذا الحد الذي أظهر أنني فقيرة الفكر والابداع "

رد عليها بفضول قائلا
 " ان لم يكن هو فمن اذا ، اياكِ أن تقولي أنهما ستموتان"  
_ " عليك أن تنتظر للأسبوع القادم كي تستمع بنفسك وتقرر". 
 رد عليها بفرحه كبيرة 
" وهل يُترك شهريار اسبوعًا كاملا دون إكمال قصته،  ألم تخشى شهرزاد  من غضبه وحزنه إذ لم تكمل  ما أراد "
……… 
😳😳😳😳😳😳😳😳
الراجل عقله طار 😂😂 
لو صفعته كف على وجهه أنا مش مسؤولة 🏃‍♂️🏃‍♂️🏃‍♂️🏃‍♂️🏃‍♂️🏃‍♂️🏃‍♂️

أتمنى أن تشاركوني برأيكم في الحلقة في التعليقات  

يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا. 
منها "رواية حياتي" 
رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..
author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق
  • فاطمه السعيد15 أكتوبر 2024 في 6:57 م

    تسلم ايدك يالولو

    حذف التعليق
    • غير معرف15 أكتوبر 2024 في 10:37 م

      روعه تسلم ايدك حبيبتي

      حذف التعليق
      • Rim kalfaoui photo
        Rim kalfaoui16 أكتوبر 2024 في 1:53 ص

        شهريار عقله ضاع وابحر بس حلووووو وشهرزاد بنت ذكية عرفت كيف تاخذ علاماتها هههه
        نروح لميتو والزيوت ورجعنا لالدلال امتاع توته هههههههه يا ابن المحظوظة

        حذف التعليق
        • غير معرف17 أكتوبر 2024 في 8:49 ص

          ميتو بيعمل ماسك وتونر
          البندجة يااااولد 😂

          حذف التعليق
          google-playkhamsatmostaqltradent