recent
جديدنا

‏احكي يا شهرزاد الفصل الرابع

 ‏احكي يا شهرزاد 

بقلم أمل محمد الكاشف

الرواية قريبة من مجتمعنا العربي معيد بالجامعة رومانسي يعيش بعالم الأحلام متمني ان يحالفه نصيبه ويجد شهرزاد حياته التي ستدخله جنة الأحلام والرومانسية والسعادة التي لا مثيل لها، وجد شهريار زمانه شهرزاد العصر والاوان🤣طالبة مجتهدة بنفس الفرقة المسؤول عنها 🤣ومنا هنا بدأت معاناته اقصد حكايته 


 رواية تخالط بين الواقع وعالم الف ليلة وليلة بازدواجية جميلة  بجانب قصص لأبطال اخرين سينالون  اعجابكم

حضرت فهمية الفطور متجهة لغرفة ابنها لتوقظه هو وجميع من في المنزل بساعة مبكرة من الصباح.

و رغم تذمر الاولاد إلا أنهم اعتادوا على عدم عصيان ما تأمرهم به جدتهم ، تناول مدحت فطوره بشكل أكثر من الكامل ، و قام ليغسل يده قبل ذهابه للعمل ، نظرت فهمية لتوتة  قائلة 

" أرأيتي يا بنيتي  كيف أكل و أشبع بطنه، من الآن فصاعدا ستستيقظي كل صباح لتحضري  له افطارًا صحياً كاملاً، كي لا يلجأ لعاداته *السيئة " 


ردت توته مدافعة عن نفسها  

" أنتِ *تظلمينني يا أمي بهذا الكلام،  كنت احضر له وكان يأكل ولكنه تأثر وأصبح يشعر بخمول في بداية  يومه كما أن  وزنه زاد وتأثرت ركبتيه وحين ذهب للطبيب اوصاه ان يقلل ما يتناوله بالوجبات كي لا يزيد الأمر سوءً و يتحول لخشونة مبكرة لذلك أصبح يعتمد على البسكوت والأكلات الخفيفة في الصباح" 


  ردت أم مدحت بخوف

" حفظه الله ، أي خشونة بهذا العمر من المؤكد أن الطبيب الذي ذهبتم له لا يفهم بالطب ولا العلم الذي تعلمه ، ها انا بالسبعين من عمري و اتحرك و اكل دون خوف"


ردت توتة و هي تحنو على  كتف أم زوجها طامعة في رضاها 

 " حفظك الله لنا يا أمي  "

عاد مدحت ليودعهم و يؤكد لتوته أنه سيرسل لها طلباتها بشكل كامل . 

تحدثت فهمية لابنها 

" كما اتفقنا لن اذهب لمكان حتى عودتك  "


أومأ مدحت برأسه وهو يحسن من ملابسه قائلا  " ان شاء الله يا أمي  سأحاول الحصول على إذن مبكر من مديري بالعمل" 

_ " رضي الله عنك و فتح طرق الخير و الرزق الحلال بوجهك " 


أمن الجميع  على الدعاء بنفس واحد  


تحرك مدحت نحو الباب لتسرع توتة خلفه لتودعه بصوتها الحنون الساحر لقلب زوجها 

" حافظ على نفسك يا حبيبي، إياك أن تنسى موعد دوائك الساعة التاسعة.. سأتصل بك لأذكرك، سأشتاق إليك "


غمزت فهمية لابنتها ناهدة بعينها كي تنظر لهم و تتعلم منها، علقت أعين ناهدة وامها على توتة التي لم يظهر منها غير ظهرها وهي واقفة بجانب الباب تودع زوجها. 


تحدثت ناهدة بصوت منخفض

 " لم يصلني صوتها، هل تسمعين ما تقول يا امي ؟ "


و بفم تحرك لجهة الشمال واليمين بغير رضا ردت فهمية 

  " كيف لي ان اسمع اذا كان  وهي  بجانبي استمع لصوتها المسلسع  الصغير بصعوبة فما بالكِ وهي بهذا البعد، ولكني كما أخبرتك عليكِ ان تتعلمي منها وتراقبي حركاتها ولبسها حتى تسبيل عينيها وهي تأكل عقل زوجها بهما " 


وبصوت منخفض وعيون متعلقة على توتة تحدثت ناهدة من جديد 

" انظري يا أمي كيف تتمايل  يه يه يه يه "


وبغيرة كبيرة  وغيظ ردت فهيمة عليها 

" تعلمي يا خائبة الرجا تعلمي منها، ألم أقل لكِ أنها بهذه الحركات أكلت عقل و قلب أخيكِ  "


نظرت ناهدة لقبضة يد أمها و هي تسألها 

"ما بكِ يا أمي، ستقطعين الجلابية بهذا الشكل" 


عادت توتة بوجهها المبتسم لتجمع الطاولة وهي تسأل أم زوجها

 " هل احضر لكِ شيء لتشربيه ؟"


اخذت فهمية نفس عميق قبل ان ترد عليها قائلة " تسلمي يا فاطمة لا اريد شيء الآن. سأشرب ادويتي فقط أشعر وكأن رأسي تغلي من فورانها" 


و بصوتها الهادئ الصغير بنغمته ردت أم زوجها  " ميتو اشترى ليمون اخضر جميل جدا،  هل أحضر لكِ عصير ليمون بالنعناع يهدئ آلام رأسك "


نظرت فهمية لها بقوة لتغير توتة كلامها قائلة 

" مدحت. أعني  مدحت اشتراه لنا " 


علا صوت أولادها لتتحرك متحججة للذهاب إليهم مسرعة، نظرت فهمية لابنتها قائلة بحزم وقوة " لا دخل لكِ بميتو و هذا الكلام الماسخ، الرجل بهيبته عليكِ ان تنادي عليه بإسمه كي يحترمه باطنك قبل ظاهرك، كيف سيحترم الاولاد اباهم بعدما سمعوا اسمه بهذا الشكل الطفولي والله حتى الاطفال لم يُنعتوا بميتو" 


اومأت ناهدة رأسها قائلة 

" معك حق يا أمي. لا تقلقي عليّ"


تحركت أمها و هي تتأوه من ألم رأسها بعد ارتفاع ضغطها قائلة

 " سأنام قليلا كي اتحمل خروجنا ، نبهي على ميادة  تخفض صوتها وهي تلعب مع اولاد اخيها كي لا اقوم واكسر لها عقلها الصغير هذا "


انتظرت ناهدة دخول امها الغرفة وبقائها وحدها لتخرج هاتفها متصلة بخطيبها كي تحدثه بصوت حاول ان يصبح كزوجة أخيها قائلة

  " صباح الخير يا دودو "


( 😂😂😂كده انا اطمنت على الحاجة فهميه) 


مر اليوم الجامعي بين المحاضرات والأوراق  وطبع البحوث حتى وصلوا لمنتصف اليوم تحركت شهرزاد و صديقتها ليذهبا إلى المحاضرة ما قبل الأخيرة، ما لبثوا أن يصلا حتى أتاهم خبر الغاء المحاضرة و تأجيلها للغد لحدوث ظروف طارئة للأستاذ سُهيل ، نظرت شهرزاد لساعة يدها قائلة لصديقتها

" هذا يعني أننا سنبقى بالهواء الطلق لمدة ساعتين"  

_" يناسبني كثيرا، حتى بإمكاني ان أبقى اليوم كله دون أن اشتكي " 


تحركت شهرزاد واقتربت من باب قاعة المحاضرة حيث تجمع اكبر عدد من أصدقاء قسمها قائلة لهم 

" ما رأيكم بأن نستاذن أستاذ نديم أن يقدم موعد محاضرته فيصبح موعدها الأن عوضا عن موعدها الأصلي  فساعتين وقت  كبير سنهلك ونحن ننتظر، أرى أن نأخذ المحاضرة الان  ونعود لمنازلنا بوقت باكر " 


رد جمال قائلا 

"يا لها من فكرة صائبة، ولكني أتيت للتو من مكتب استاذ نديم. ولا اريد ان اصدمك واخبركم انه غير متواجد وسيأتي بعد ساعة من الان "

 

تحدث ياسر أسعد قائلا للجموع

 " هيا لنذهب لنجلس بشكل جماعي في الكافتيريا، اتتذكرون السنة الماضية حين تجمعنا بها وألقينا على بعضنا ما نكتبه، لقد استمتعت كثيرا بهذا اليوم "

 ايده عدد كبير من الطلبة  إلا شهرزاد التي رفضت و قالت لصديقتها

 " رأسي لا تحتمل متعة كبيرة بهذا الحجم لنذهب لمكتبة الجامعة لندرس ما علينا بهدوء "


قاطعها صوت جمال الذي أتاهم من الخلف مقتحمًا حديثهما قائلا لنسمة 

" إنها فكرة رائعة كي استمع لمزيد من القاءك المتميز فأنا انتظر هذه الفرصة منذ اخر محاضرة استمتعنا بها بإلقائك  "

ردت نسمة عليه بثقة وقليل من الغرور 

 "اشكرك على ما قلته. نعم اعلم هذا فالجميع انبهر بما قدمته" 


نظرت شهرزاد لصديقتها بذهول لتكمل نسمة 

" و لكن مع الاسف لن تنالوا اليوم هذا الشرف فأنا لم أحضر أي جديد.. كما تعلم لا زال أمامنا أسبوع كامل يفصلنا عن محاضرة استاذ شريف بجانب المحاضرات الاخرى "

رد جمال بصوت مفعم بالمشاعر

 " أنا لا اطمع بالجديد يمكننا ان نستمع لأى من كتاباتك السابقة وخاصة التي كتبت بلحظات شرودك.. ولكن ان لم يكن يستحضركِ أي شيء يمكنني سماع اخر إلقاء قمتي به  أمس" 

 ابتلعت شهرزاد ريقها لتبدأ كلامها 

"نعتذر منك و لكننا سنذهب للمكتبة. لنؤجلها ليوم آخر "

صُدمت باتفاق الزملاء على التجمع بالمكتبة والأكثر من هذا رؤيتها لاستاذ شريف عندما صعدوا إليها وكأن القدر جمعهم دون سابق موعد. فرح الطلاب بوجود استاذهم المقرب منهم واخبروه عن ما اتفقوا عليه طالبين منه الانضمام إليهم. 

وبضحكته المستترة وعيونه التي تعمدت عدم النظر لها وهو  يجيب على تلاميذه

 "على الرحب والسعة. ولكن بشرط لا تقولوا لأنه لا يوجد درجات وتقييم فلنلقي أي شيء دون اهتمام" 

 

ضحكوا وهم  يعدوه أن يجيدوا ما سيلقونهُ  تحرك شهريار بجانب الشباب حتى شاء القدر بأن لا ترى عيونه سوى المقعد المقابل تماما لها، مما زاد من توترها وارتباكها حيال نظرته  وصوته الضاحك مع اصدقائها

 "هذا يعني أنكم لم تتحملوا صبر اسبوع كامل  للمحاضرة القادمة "

وأمام هذه الثقة العارمة ردت هي بضيق قائلة 

 "ليس اسبوع تبقى خمسة أيام فقط " 

ضحك وهو يجيبها بعيون لامعة من فرحتها 

" وتحسبون الأيام بشكل دقيق أيضا،  احسنتم أن قال أحدكم كم ساعة تبقى لن اندهش " 

 دافعت عن ما قالته بضيق وبنبرة اقوى قائلة

 " نعم علينا أن نحسب المدة كي لا يسرقنا الوقت. حتى أنني خصصت وقتا خاصا كل يوم لأكتب قصتي على مراحل دون ضغط أو سرعة تؤثر على سياق الأحداث "

استغل حديثها ليرد  بسعادة و لئم 

 " ممتاز بما أنكِ تقولين  أحسب الايام كي لا انضغط  واضطر بكتابة ما لا ارضى عنه "

تدخلت بحديثه وهي تقاطعه 

 "نعم افعل هذا وايضا انا لا اكتب ما لا يرضيني حتى وانا مضغوطة" 

و بنفس نبرة لئمه وخبثه رد استاذ شريف  

" هذا يعني انكِ كتبتي بقدر يومين وأيضا  برضا كبير "

فتحت دفترها مشيرة لما كتبته مجيبه بثقتها الزائدة دون تفكير بالفخ الذي ستسقط به قائلة 

" نعم كتبت وهذا ما يثبت صحة ما قلته "

ابتسم ابتسامة كبيرة بنكهة النصر ناظرًا للطلاب قائلا " بما انها حسبت الايام  وكتبت بدقة  ورضا فعلينا أن نكافأها و نبدأ بها "

ثم نظر لها مشيرًا بيده وعيونه الغارقة بها قائلا

" احكي يا شهرزاد " 


( يا ابن اللاعيبه😂😂😂لا جووووون هههههه *صاروخ *ارض جوا ههههههه) 


وقفت شهرزاد بعد أن اجمع الجميع على ان تبدأ هي القاءها  قائلة بنبرة تحدي وتوعد 

" كما تأمرون على الرحب والسعة "

ابتسم  شريف حين أعادت كلماته التي قالها هو  للطلاب قبل قليل ولكن سرعان ما تغيرت هذه الابتسامة لترقب حين رأى بعيونها روح التوعد بالرد على ما فعله بها . 

نظرت شهرزاد للشاه شهريار و هي تبدأ أولى كلماتها " بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد و العقل الحكيم ان ضي القمر وليونه كانتا بوضع لا يحسدان عليه فكلتاهما بقبضة يد ذلك الظالم دون رحمة ، وبهذه اللحظة دخل رجل قوي البنيان صدم هذا الظالم على رأسه من الخلف ليسقط مغشيًا عليه…


اندمج الطلاب ومن قبلهم أستاذهم مع ما ترويه  وتسحرهم به شهرزاد في قصتها 


بهذه الآونة خرجت ام مدحت من الغرفة وهي غاضبة على ابنتها ميادة وأحفادها الذين لم يصمتوا طوال نومها.

 نظرت لها ميادة بخوف قائلة

 " قلت لهما وهما لا يسمعان الكلام" 

_" اذهبي ونادي عليهم أنا سأعرف كيف اصمتهم " 

و قبل ان تتحرك فهمية سألت ابنتها عن فاطمة و ناهدة لتخبرها " أنهما في المطبخ يحضرون كيك الأناناس، هل انادي على ناهدة لتأتي هي أيضا " 

فكرت فهمية قليلا لتقول بعدها

 " لا اتركيها لتتعلم شيء ينفعها غير صلابة العقل " 

دخلت ميادة غرفة توته وهي تنادي على الصغار قائلة "يا باهي  يا هادي  جدتكم تريدكم، لقد حدث ما حذرتكم منه ستأكل عيونكم وتشوي جلودكم وترمي عظامكم لكلاب الشوارع "

هرب باهي ونزل اسفل الفراش الكبير وهو يقول بخوف  "  لا لن أخرج "

 اسرع هادي بذعر وإختبأ داخل خزانة والديه ، تحدثت عمتهم ميادة مجددًا

 " اتعبتموني من كثرة الصراخ وانا احذركم انتم، لقد استحقيتم هذا والله ستأكلكم وتقطع لحمكم وتعذبكم على عدم سماعكم للكلام " 


وبأعين متسعة  دخلت الحجة فهمية الغرفة وهي تهرول قائلة

" ماذا تقولين للأولاد من الذي سيقطعهم ويشويهم افقدتي عقلك؟ هل يقال هذا أمام الأطفال" 

ردت ميادة بتذمر

" ألم تقولي لي أحضريهم لي أتيت لأخذ باهي ولكنه اختبأ  مني أسفل الفراش و الآخر دخل الخزانة"


غضبت فهمية على ابنتها قائلة باستنكار

" سيهربون. بالطبع سيهربون بعد ما ارعبتيهم بكلامك المخيف"  

تذمرت ميادة على أمها 

" ماذا أفعل بكل الاحوال لا يستمعون للكلام. فكرت أن أقول لهم ما قلته ليستجيبوا لي " 

ضربتها امها على كتفها بقوة وهي تقول 

 " متى ستسخدمين عقلك من بسنك تزوج وتولى مسؤولية عائلة بأكملها. وأنتِ تلعبين مع الأولاد وتركضين خلفهم من الطبيعي عدم سماعهم لما ستقوليه" 

نادت فهمية على احفادها بحب ليخرج هادي من الخزانة و هو يقول " أنا لم أفعل شيء " 

ردت عليه 

" لا تخف يا مقلة عيني تعال لحضن جدتك" 

مالت ونظرت فهمية أسفل الفراش وهي تنادي على الاخر " هيا يا باهي أخرج انت ايضا  "


خرج باهي من تحت الفراش وهو يحمل صينية بها طبق صغير معبأ بالزيوت العطرية . 

نظرت جدته لما يمسكه بيده متسائلة

 " ما الذي بيدك ؟" .

جاءت ناهدة للغرفة على صوتهم وهي تراقب ما بداخل الصينية التي بيد الصغير لتأتي توتة هي ايضا للغرفة محاولة فهم ما يحدث بداخلها، اتسعت اعينها فور وقوع نظرها على ما بيد ابنها .


نظرت فهمية لتوته متسائلة

 " ما الذي بداخل الصينية يا بنتي، ولماذا تضعينها أسفل الفراش" 

اقتربت ناهدة بفضول كبير غامسة إصبعها داخل الطبق الصغير قائلة

 "  أنه شبيه الزيت برائحه جميلة "

ابتلعت توتة ريقها الذي تجمد بحلقها مجيبة بعدها " نعم إنه زيت. اقصد زيوت عطرية  " 


تحدثت ناهدة وهي تنظر لتوته متسائلة 

 " هل تفعليها لتفوح رائحتها بالغرفة طوال اليوم" 


أومأت توته رأسها لتوافقها ما قالته دون رد، وتحركت مقتربة من ابنها بضيق لتأخذ منه الصينية و تقول له  " ما الذي أدخلك هناك  " 


سحبته جدته من يد أمه لتحتضنه وهي تجيب بدلا عنه  "  لا شيء كانا يلعبان" 


اخذته بحضنها وهي تخرج من الغرفة وعينها على الصينية،  سألتهم مياده  

  " هل جهز الكيك " 

أخبرتها  توته انه جهز ولكنهم تركوه ليبرد قليلا، طلبت والدة زوجها أن تحضر لها قهوة من يدها  لترد توتة و هي تتحرك للمطبخ 

 " عيوني ساحضرها على الفور " 


جلست فهمية و بناتها بجانب بعضهم. تحدثت ناهدة وهي تنظر للساعة قائلة 

" سينتهي النهار  ومدحت لم يعد بعد" 

تحدثت امها لتطمئنها 

" لا تقلقي تبقى القليل ليعود ونذهب لنشتري لكِ ما ينقصكِ وخاصة هذه العطور التي توضع أسفل الفراش " 

ردت ميادة و قالت 

"البنت فاطمة لها حركات غريبة ما دخل العطور والزيوت بالفراش "


تحدثت ناهدة بصوت مفعم بالأفكار المشعوذة

"هل تسحر له كي يركض خلفها وهو معمي العينين " 

شردت أمهم بحديثهم تفكر بالسر في وضع الزيوت العطرية أسفل الفراش و هل لهذا السبب ابنها لا يرى سواها .

‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●

 شرد الطلاب بانسجامهم واستماعهم لشهرزاد بعيون ثابتة وخيال منطلق في دنيا الاميرات، ظلوا على هذه الحالة حتى ختمت شهرزاد حديثها  بقولها  

" ماذا فعلت للسلطان ؟ أين هو. أم أنك . . . . "  اصمتها الرجل  و هو ينظر نحو باب الغرفة قائلا " اخفضي صوتك ، لم أفعل له شيء ان لم يكن يعلم بأمري فكيف كان لي أن اصل لهذه النقطة التي انا بها  ، انظري الي أنني بغرفته ارتدي ملابسه الملكية " 

نظرت خلفها نحو الباب بتخفي ثم عادت لتنظر له وهي تقترب منه أكثر مخفضة صوتها 

 " هل أنت بمهمة خاصة " 

شرد بعيونها القريبة و بفطرتها التي تحاول أن تخفيها عن الجميع وهي متظاهرة بقوتها وصلابتها  ليقول لها " هل ستكتمين سري؟" 

ابتعلت ريقها و هي تستمع لنبرة صوته التي تغيرت و عيونه التي غرقت بعيونها  دون رد ليعيد سؤاله عليها من جديد و هو يقترب منها أكثر حتى كاد أن  يدعس قدمها من قربه قائلا 

"  لا أعتقد أن هذه العيون و هذا القلب الكبير الذي كان خائفاً علينا بجوف الليل بإمكانه أن يكشف سري ويعرضني  للخطر الكبير… "

 وفجأة ودون سابق إنذار صمتت شهرزاد عن الكلام المباح ، حين صاح الديك معلنا أن الصباح قد لاح ، والليل يشد الرحال ، مفسحا للنور المكان، وقلبي المعلق قنديلا ينتظر حكايات العاشقين ، تذوي ذبالته بالحنين ، لتلك الاميرة القادمة من كتب الأساطير ، تاركة أميرها شهريار سابحاً بالاحلام . "


أخذ استاذ شريف نفسا عميقا وهو يحاول استيعاب انتهائها من الإلقاء ، سعد الطلاب بالقسم الجديد من القصة لتنظر لاستاذها بتلك السعادة منتظرة تعليقه على ما ألقته.

استقام بجلسته ليهذب ملابسه بعدها سعالا في قبضة يده قائلا  

 "كان كل شيء على ما يرام قبل اغلاقك الباب بوجهنا، ستجعليني افكر بالمرات المقبلة  أكثر من مرة قبل  أن استمع لكِ " 

اهتزت شهرزاد من فرحة نجاحها و اطراء اصدقائها عليها، نظر استاذ شريف للساعة وهو يقول لهم  

" مر الوقت بسرعة كبيرة ، سنستأنف مهامنا الآن لنتوقف عند هذا الحد على أن أعدكم بتكرار التجربة.  لقد استمتعت كثيرا بجلوسنا بهذا الشكل الودي الجميل " 

رد طالب من الخلف ليقول 

" لا زال أمامنا أكثر من نصف ساعة " 

استدار لينظر له مجيبا عليه وعلى جميع الطلاب  ملوحاً بكتابه الذي بيده قائلا 

" علي أن أنهي قسم مهم بعملي به قبل انتهاء اليوم " 

لم يترك الطلاب المكان حتى أخذوا وعد مؤكد بتكرار جلستهم ، أومأ رأسه استجابة لمطلبهم وعيونه ترقب حديثها بهاتفها بأقصى غرفة المكتبة.

 خرجوا على التوالي من المكتبة كي يذهبوا  و يستعدوا لمحاضرتهم المقبلة مع استاذ نديم ، لوحت نسمة لشهرزاد من الخلف لتعلمها بخروجها مع رشا أحمد ولكنها لم ترها لوقوفها بشكل معاكس بعيدا عن الجميع، بل ولاندماجها مع امها بالحديث ورفضها الخروج مع عائلة  زوج اختها كما كانت تعلمها وترغمها ، وبدون ان تشعر علا صوتها و هي تقول 

" جعلتموني اندم على معرفتي باطقم الاستنلس  والاركوبال، أن كلفوا أنفسهم و بحثوا على الانترنت سيعلمون كيف يختارون الأفضل بدوني " 

ردت امها بغضب 

"  تحدثت مع المرأة  واخبرتها كم أنتِ ماهرة بشراء الطناجر واطقم تقديم الطعام بل و وعدتها ان تذهبي معهم لا فرار لكِ " 

وبغضب اكبر كملت امها 

"هل علي ان أقسم بعدم حضورك اخر محاضرة وان تعودي على الفور لتذهبي معهم " 

اسرعت شهرزاد بردها

  " امي ماذا تقولين! لا يمكنني التغيب عن هذه المحاضرة "  

_ " اذا أنهي محاضرتك ثم اذهبي بعدها بكرامتك ورغبتك  لمنزل اختك" 

أنهت شهرزاد مكالمتها مع امها  وهي غاضبة تخرج أنفاس غليان بركانها من اذنيها وعيونها ، استدارت لتنظر لاصدقائها لتجد انها فقط من تبقت منهم، نظرت لمن  كان ينظر لها متقدمة خطوات وهي تقول 

" الواضح أنني انقطعت عن عالمي بهذه المكالمة " 

رد شريف دون تفكير  

 " هل شعرتي بنا الان.  نحن أيضا ننقطع عن عالمنا ونبحر معكِ باحلامنا دون أن نفكر بأي فخ سنسقط هذه المرة " 

ردت استغراب متسائلة

 " أي فخ ؟  " 

_" فخ سحر مايخطه  قلمك ويسحرنا بهِ القاءك. و يؤثرنا به جمال كلماتك " 

……..

(  لا اثبت يؤثرنا  به جمال ايه …؟  يا عمو شهريار 🤣🤣 احذر السيارة تتجه نحو الطريق الخطر 😂😂 حد يطلب الإسعاف  الحب ولع في الذرة 🚨 🚑 🚑 🚑 

,,,,,,,,,,,

يتبع ..

إلى حين نشر فصل جديد لا تنسى قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا .

منها رواية حياتي 

رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..

وقت النشر الثلاثاء الساعة العاشرة مساءً

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  • فاطمه السعيد17 أكتوبر 2024 في 4:46 م

    شريف وشهرزاد رجعتنا للجمال كله تسلم ايدك يالولو

    حذف التعليق
    • غير معرف18 أكتوبر 2024 في 2:43 م

      ناهدة وفهمية وميادة نماذج الحقيقة صعب التعامل معاها

      حذف التعليق
      • Rim kalfaoui photo
        Rim kalfaoui19 أكتوبر 2024 في 12:32 ص

        ابن اللاعيبة عرف يلعب عليها شهريار عصر زمانه هههههه أحدث جميلة والا عيلة ميتو ههههههه عيلة رهيبة هههههه

        حذف التعليق
        google-playkhamsatmostaqltradent