recent
جديدنا

رواية حــيـاتــي الفصل الخامس

رواية حــيـاتــي

بقلم أمل محمد الكاشف 

دراما اجتماعية رومانسية 

تقع الاحداث في دولة تركيا حيث مكان وجنسية ابطالها الاتراك 


قبل البدأ اوصيكم بتفعيل الاشعارات كي يصل لكم كل جديد اول باول.... 

 سقطت الواقعة على كل الأطراف بشكل كارثي، غلي وفار الدم بعروق عارف الذي تحرك مسرعًا نحو باب الخروج يتبع خطوات زوجته بهرولتها تجاه سيارته صاعدة بها على الفور مخفضة رأسها للأسفل وكأنها ستتناول شيء سقط بجانب قدميها كي لا يتم تصويرها من الكاميرات التي كانت بانتظار خروجهم.


تصاعد غضب عارف ليأكل قلبه الهشيم كلما سمع شهقات بكائها وهي بجانبه. صمت  طوال الطريق حتى وصلا للمنزل متقدمًا في خطواته كي يفتح لها بحزن كبير على حالتها.


صعدت أوزجي إلى غرفتها ركضًا على الدرج هاربة من كل شيء . عجزت أقدامه على الصعود خلفها حين تمكن منه غضبه وفوران الدم الساخن بعروقه حتى استصعب الوصول الى المقعد المجاور له.


تحسس بسيره خيفة سقوطه مرتطمًا على مقعده وهو يفتح أساور و أزرار قميصه أكثر مما هي عليه  كي  يتنفس. فُتح صندوقه الاسود للذكريات المؤلمة ليعود شريط أحداثه تمر أمام عينيه. أصوات نساء تضحكن. كؤوس تكسر. رجال تقهر. اضواء ملهى ليلي غير ثابته تضيء وتغلق أمام عينيه حتى اسودت الرؤية تماماً لديه فأصبح لا يرى شيءً .

عجز عن التقاط أنفاسه حاول أخذ شهيق كافٍ ولكنه يشعر بضغط شديد في الصدر يتعذر عليه أخذه . حالة من الخوف والقلق والغضب والترقب سرعت انفاسه وجعلتها أكثر صعوبة.

ضم شفتيه التي تحول لونها للأزرق محاولا التنفس بشكل سطحي، كان يستوجب تدخل طبي عاجل لمساعدته في استعادة تنفسه للوضع  الطبيعي وتخفيف شعوره بالاختناق ولكنه وحيد يصارع نوبته دون أحد ككل مرة.


 ساءت حالته اكثر حتى كادَ يفقد الوعي وقف بصعوبة كي يخرج للحديقة متخذًا من المقاعد والاريكة مستند له ولكنه عجز عن استقامة طوله وليس السير فقط . عاد ليجلس بأعين متسعة عندما أوشك سقوطه ان يتحقق فعليًا . لا زال يراوده صوت أنفاس .عشيق. أمه و صورتها بين احضانه . لحقت بها صورة أبيه وهو بين عدة. فتيات بملحق القصر فكان ساهر لا يكتفي بواحدة او اثنان فقط بل من .فجوره. يجمع بين أكثر من. فتاة .بالليلة. واحدة.


مع الاسف كان عارف بسنه الصغير شاهدًا على فساد أبيه الفـ.ـاجر وسقوط  امه في .حضن. .عشيقها. من كان مغـ.ـتصبها. بفخ العائلة.

وبينما كان عارف المشهور بنجاحه وقوته يصارع ماضيه كانت دفنه غاضبة على تصرف فاتح و تقربه من أوزجي معاتبه عليه تتبعها وخروجه خلفها.

بعد ان انتبهت لما يفعله في أكثر من مناسبة دون معاتبته كي لا تعطي الامر اهمية اكبر منه ، 

 نفى فاتح اتهاماتها له مدعي على زوجته السابقة بكل وقاحة ملاحظته نظرات أوزجي المطولة تجاهه وكأنها تريد منه شيءً ما ، وهو لأجل سنوات العشرة بينهم ولأنه اعتاد على مساعدة الغير بقلبه الصافي أراد ان يرى ما بها.

أكمل فاتح وقاحته وافتراءه قائلًا

" لم أكن أعلم بالفخ الذي دبروه لأجل إسقاطي و اظهاري بوضع غير لائق ، حتى تفاجأت من تصرفها الغاضب بعد ان أشارت لي للدخول خلفها ، انتقمت مني لتركها واختيار قلبي لكِ "


ظل يتحدث ويشرح لها كي يكسب رضاها و مسامحتها له ، ولكنها لم تقتنع ولم تهدأ بسهولة مصرة على معاقبته بنومه في الصالون وحده 

" احتاج ان اكون بمفردي هذه الليلة" 


غضب فاتح وتوعد ان يجعلهم يدفعون ثمن ما فعلوه به قريبا جدا.


(في عندنا مثالين واحد بيقول اللي اختشوا ماتوا. والتاني ضربني وبكى سبقني واشتكى 😔) 


استيقظت أوزجي في منتصف الليل لتكتشف عدم وجود عارف بجانبها. نظرت لفستان الحفل و حجابها الذي لم ترفعه بحزن تذكرها لما حدث.

 تحركت ببطء تحاول افاقة نفسها متوجهه نحو غرفة تبديل الملابس كي ترتدي ملابس النوم خاصتها. وبعد انتهائها السريع من الارتداء توجهت نحو فراشها مرة أخرى .

 نظرت بعيونها المنتفخة من كثرة البكاء نحو مكان نومه على الفراش لعدة ثواني. خرجت بعدها لتبحث عنه في الخارج معتقدة انه يعمل بغرفة عزلته.

نظرت نحو الصالون العلوي والغرفة المفتوح بابها علامة على فراغها منه ، نزلت الدرج بخطوات بطيئة وعينيها تبحث عنه منصدمة بوضع جلوسه ويديه الملقاة بجانبه وقميصه المفتوح .

كان يظهر على عارف وضعه المحتقن في طريقة نومه بجلوسه وحالة قميصه الذي استطاع فتح اسوارة يد دون الاخرى واخر طرف القميص عاجزا عن اخراج الطرف الاخر او نزعه عنه بشكل كامل .

حزنت أوزجي على حزنه الشديد مندهشة من مبالغته بالأمر قائلة 

" هل حزن لأجل تقرب فاتح مني ام لأنه تذكر خيانتهم له" 

اقتربت منه وهي لا تعرف ماذا تفعل كيف  توقظه وتنقله للأعلى؟ .

استصعب عليها ايقاظه مقررة تركه على حالته ،  حرك رأسه المستندة على الأريكة خلفه عندما شعر بوجودها نظر لها بعيون مغمضة ورؤية غير واضحه دون كلام.

تحدثت له بصوتها الحزين

 "  تفاجأت بنومك على المقعد أردت إيقاظك ولكني … " صمتت أمام استقامته بجلسته واضعًا يده على رأسه مجيبًا بصوت نائم

 "  غلبني نومي وانا جالس " 

وقف وهو يترنح من ألم رأسه الذي ظهر واضحا على وجهه وحاجبيه المضمومين.


اقتربت أوزجي منه ممسكة ذراعة كي تساعده في صعود الدرج لم يرفض مساعدتها لعجزه الكبير عن تدبر أمره ، علقَ يديه على كتفيها واضعًا رأسه في منتصف ظهرها مما جعلها تتحرك للإمام وهي متعجبة من حالته .

صعدت للاعلى بقلب يخشى سقوطه على الدرج رفعت يدها لتمسك يديه على كتفيها كي لا يحدث ما تشعر به من خطواته الثقيلة في اتباعها

دخلَا الغرفة بصعوبة وبطء سيرهما  توقفَ بجانب الفراش ، استدارت اوزجي دون ترك يديه قائلة له " هيا اصعد واستلقي حتى احضر لك مسكن لالم رأسك"

فاجأها بنزع قميصه ملقي به ارضاً.

خفضت أوزجي نظرها بسرعة خجلها قائلة 

" سأحضر لك شاي الزهورات ليهدأ منك ما رأيك"

 تفاجأت بفتحه حزام البنطلون ثم فتح زر البنطلون تهيئًا لخلعه هو أيضا ، أسرعت بخروجها من الغرفة " سأحضره لك "


شعر جوتشي بهروبها السريع من الغرفة عاد إليه وعيه جزئيًا مما جعله يتوقف عن خلعه للبنطلون ملقي بنفسه على فراشه سابحًا باحزانه دون ان يشعر بأحد حوله.

سمعت صوت قويًا قبل نزول أول درجات الدرج ، اسرعت بعودتها للغرفة دون تفكير كي تطمئن عليه .

لتجده ملقى على الفراش بشكل يوضح مدى بعثرة قلبه وحاله، اقتربت مجددًا ملتقطة الهاتف من الأرض لتضعه على المنظم المجاور للفراش ناظره لارجله المعلقة بالهواء وهي تستغرب حالته فلقد اعتادت عليه قويًا شديد التحمل بوجه ضحوك يقف بجانبها كالأسد دائما يساندها ويقويها. 

اقتربت منه بعدما تأكدت من نومه رافعه أقدامه أعلى الفراش واضعه عليه الغطاء بهدوء كي لا توقظه ثم اغلقت الاضاءه و تحركت نحو الجهة الاخرى كي تنام مبتعدة عنه من خجلها فهي غير معتادة على نومه بجانبها بهذا الشكل.

…….

لم يلبث عارف في نومه ساعتين على الأكثر عادت الذكريات لتضغط عليه بنومه ، فتح عينيه المتسعة ناظرًا للأعلى تسارعت أنفاسه لتزيد من ارتفاع وانخفاض صدره .

ظل يجاهد نوبته حتى بدى عليه التحسن قليلًا ، تحرك ليدخل الحمام مرتديا بعدها ملابس رياضية عازمًا على الخروج للمشي للانتصار على ضعفه وهزيمته أمام نفسه .

خرج من الحمام قاصدًا باب المنزل منطلقًا بعده في طريقه دون وجهه يسير بخطوات قوية واسعة كأنه ذاهب ليصارع أحدهم ، وفي مشهد مهيب يبرز قوة عضلاته ورشاقته تحول سير جوتشي إلى ركض منطلق بأقصى سرعة في خطوات غير مدروسة ولا ثابتة متجهًا نحو اللاشيء .

لم يستطع الاستمرار في ركضة أكثر من ساعة كاملة انهك بعدها تماما ، كان وجهه مزدحم بقطرات العرق من شدة الركض عاكسًا تعبه وجهده . اتسم وجهه بملامح مشدودة وعيون متسعة من الاجهاد والارهاق ، يتنفس بسرعة نشاط قلبه وأعضاءه حتى اصبح يلهث بانفاسه. اخفض قامته مستندًا بيديه على ركبتيه بوجه جسد روح المعاناة و المثابرة في تحدي الصعاب بقوة وتصميم عالي.

تمالك نفسه رافعا قامته ليستقيم ناظرًا حوله متعجبًا من المكان . أين وصل؟ وكيف سيعود؟

بحث في جيوبه متذكر خروجه من المنزل بدون أي شيء.

تحرك ليدخل حديقة عامة قريبة منه ، يفترض بهذه الحالة اختياره لمقعد بعيد عن الجالسين داخلها ولكنه اختار اقرب مقعد بجانبهم لينظر للأب وابنه نظرات حسرة .

تحسس بأذنيه حديثهما الذي مزق قلبه وادمع عينه حتى تملكته رغبة كبيرة بالذهاب إليهما كي ينصح الشاب بسماع صوت والده ونصحه له.


وقف الشاب ملوح بيده في وجه أبيه "سئمت من تكرار نصائحك نم مبكرًا لأجل صحتك. لا تشرب كي لا تمرض . احذر من اصحاب السوء . التدخين ضار . الفتيات يسحبونك للضياع .  أدرس كي تنجح . لا تذهب للحفلات كي لا يغضب الله عليك . لا تتحدث بصوت عال لا تسهر لا. لا. لا . لا يوجد غيرها على لسانك. سئمت أشعر وكأنني تائه بدنياي . اختنق بكل شيء حولي . اختنق من ضغطكم علي . اتركوني وشأني "

حزن الأب من صريخ ابنه بوجهه وخارجه علبة السجائر من جيبه ملحق بها الولعة الخاصة كي يشعلها بوجهه وهو يقول " ها انا أفعلها ولم امت انظر اشرب منذ شهور ولم امرض ، حتى انظر ….

اخرج الشاب من جيبه الاخر مادة مخدرة اسرع بوضعها في فمه ثم اقتراب أبيه الباكي منه قائلا 

" ها أنا بخير دقائق معدودة ساسبح بعدها في عالمي الخاص مسترخيا بسعادتي "

تعكز الاب بخطواته الثقيلة رافعًا صوته 

"عد يا فراس عد يا ابني . لا تخيب رجاءنا بك. هذا الطريق لا خير فيه . ستندم أقسم لك …

اختفى الشاب دون ان يهتم لأبيه الذي استاء وضعه واهتزاز جسده بعيون متسعة ، اسرع جوتشي ممسكًا بيده ليعيده للمقعد مرة اخرى

ظل الأب ييكي وهو يقول " ستظل تائه حتى تصل لربك . ستظل تبحث عن السعادة ولن تجده إلا بقربك من ربك . ستظل تائه بدنياك المؤذية حتى يستقر قلبك في صلاتك بين يدي الله "

تحدث جوتشي وقد استعاد وعيه وتركيزه بشكل كامل " لا تضغط عليه . هو حر في علاقته بالله . اتركه لعدة أيام وسيعود لك وحده . سيعلم ان ما يفعله يضر بالصحة ويعود عن طريقه"

نظر الأب لوجه عارف المختلف عن صوته فمن يرى وجهه المشدود لا يعتقد أنه صاحب هذا الهادئ الغير مبالي للحياة مجيبًا عليه

" من يعرض عن ذكر الله و طاعته، ولم يؤد حق الله في عبادته ، تكون معشيته ضنكا وإن كان لديه المال الكثير. يجعل الله في عيشته ضنكًا وضيق ومشقة يسعى للسعادة دون ان يجدها  فما بالك بالذي لا يصلي حفظنا الله وإياكم لن ينجح بحياته ولن يستقيم له شأن ان لم يصلي ، وايضا كيف تريد مني ان ارى فلذة كبدي يحرق روحه بين الإدمان والفتيات واظل ثابتا منتظر عودته . هل يترك الإدمان لصاحبه طريق للعودة . سيخسر روحه من وراء هذا. وان لم يخسر روحه سيخسر مستقبله . كيف ساخبر أمه بتعاطي وحيدها للمواد المخدرة . ستموت اقسم انها ستموت . المرأة تصلي ليل نهار داعية الله ان يهديه ويصلح حاله ان ينير بصيرته . تحلم باليوم الذي يعود لعقله "

تساءل عارف بفضول

 " كيف وصل لهذا الحال؟ لماذا تركتموه …

قاطعة الرجل وهو يقف قائلا " صحبة السوء وما ادراك ما صحبة السوء "

ابتعد الرجل حاملا حزنه بقلبه ينظر خلف ابنه بعيون حزينة تتمنى رؤيته في الطريق.


ضغط المشهد على قلب عارف الذي لم يشعر بهذه المشاعر قط ، عاد من حيث اتي سيرا على الأقدام شاردا بذهنه يستعيد ذكرى كفاحه ونجاحه ومثابرته في وجه عائلته رافضا الانكسار والهزيمة والسحق تحت ارجل من لا يرحم.

………..

مر يومين على الحادثة قضاهما عارف و أوزجي بأجواء غريبة لم يعتادوا عليها حيث كان عارف على غير عادته هادئًا و صامتًا أغلب الأوقات يجيب عليها اجابات مقتضبة دون النظر لها.

اصبح ألم راسه رفيقا له بتلك الفترة مما  زاد هذا من حزنها و شعورها بالذنب حيال ما حدث بالحفل .

 حزنت على حالته الغير معتادة عليها عكس ما اعتادت عليه من قوته و ضحكاته بالكلام واهتمامه بها ومساندته لها في هذه المواقف وهذا ما جعلها تحمل نفسها ذنب ما حدث بالحفل .


حضرت الفطور بصبيحة يوم الثلاثاء  كي يشاركها طعامها قبل خروجه ، شعرت بتحسن طفيف في حالته الاقل توترًا وهروبًا منها ، اكتفى بشرب الشاي متحججًا بألم رأسه الذي أثر على شهيته و معدته.

التزمت الصمت كما فعلت باخر عدة أيام تلت الحفل، و بعد تفكير طويل نظرت نحوه  قائلة "لن اذهب اليوم للشركة" 

تعجب مما سمع نظر لعيونها بعد غياب طويل قائلا بتساؤل

" هل أنتِ مريضة؟ تتألمين من شيء ما ؟" 

ردت عليه دون النظر له كناية بما فعله بها 

 " لا  انا بخير .  كل ما في الأمر أردت الذهاب لصالون التجميل خاصتي " 

أومأ برأسه قائلا دون اهتمام

" كما تريدين ان كنتِ ترغبين بهذا فلا اعتراض لدي" 


اكملت حديثها بغضب وضيق حبسته بداخلها وهي تتناول فطورها بدون شهيه قائلة

 " سأقلل من طول شعري "

واشارت لفوق اكتافها مرجعة شعرها خلف اذنها اليمنى مكملة

" وسأغير لونه. ليكن تغييرًا كاملًا ". 

استغرب عارف متسائلا 

" افعلتيها من قبل!. تقصير الشعر وتغيير اللون"


شربت القليل من عصيرها مجيبة عليه

 " لا. ستكون أول مرة أقوم بشيء كهذا اتردد قليلا ولكني متأكدة أنه سيكون تجديد واختلاف جذري بشكله " 


هز عارف رأسه وقد بدى الضيق على ملامح وجهه لتغيره . ترك فنجان الشاي وهو يقول 

" تأخرت على عملي... إلى اللقاء بالمساء " 


قام من مكانه ممسكًا جاكيت الطقم الرسمي كي يرتديه.

نظرت له اوزجي بقوة تحدثت بها

 " أرى بوجهك عكس ما تتلفظ به. تحاول إظهار رضاك وأنه لا يوجد مشكلة بيننا بصعوبة . ولكني سأخبرك انك لم تنجح هذه المرة بعد ان فضحتك ملامح وجهك "

 

(استهدي يا أم سوسو ☺️ لمي الدور وسبيه يطلع ينوبك فيه وفينا ثواب الراجل متمرمط ومسحول وراء عيلته اللي ما شافت بربع جنيه مخروم تربيه 😭😭) 

 

تحدثت بطريقة مختلفة عما أعتاد عليها وكأنها أرادت اشتعال حريق الشجار والعراك بينهم قائلة " ألست محقة؟"


 تحرك صامتًا واضعًا الأوراق و اللوح الإلكتروني بحقيبة العمل يظهر عليه الحيرة والغضب من نبرة صوتها المستفزة، ظل يفكر ويفكر بصمت حتى وقف تاركًا الحقيبة على الطاولة الجانبية ناظرًا لها بقوة تحدث بها 


" نعم انتِ محقة. فعندما يشعر المرء ان كلامه ونصائحه لا فائدة منها يحدث هذا بل أكثر منه. تحدثت معك كثيرًا كي تصبحي امرأة قوية مستقلة بفكرك و افعالك الخاصة بكِ. ولكن انظري إلى النتيجة. تريدين الذهاب لتغير لون شعرك كي تتشبهي بها!  وايضا تظلمين شعرك وتتخلصي منه لمجرد أن جرح الماضي قد لمسه واقترب منه!؟"


 تفاجأت مما خرج منه بعد صمت طويل ،  لأول مرة بشكل صريح وقاسي مستخدمًا صوته المرتفع مشيرًا إلى دفنة وفاتح في حديثه .


تملكها شيطانها لتخرج عن هدوئها وصمتها مرة أخرى  قائلة

" اصبحت انا الان المخطئة! انا الان التي لا اتحلى بالقوة والشجاعة. حسنًا بما انك اردت هذا فعلي ان ابلغك بشيء مهم ، نعم اريد تغيير لونه لأنني غرت منها. ليس لأجلها او كي اشبهها  ولكن لأجل نفسي بعدما شعرت بتقصيري في الاهتمام بهذه الأمور المعتاد عليها بوسطكم ، حتى انني سأوافقك الرأي واخبرك بكل صراحة عن نيتي في التخلص مما لمستهُ يده الملوثة بالخديعة والخسة. نعم أنت محق اريد ان اتخلص مما جاء نظره عليه. لم اتحمل نظرات ويد الدنيء الرخيص بالقرب مني بعد ان كبرت ونشأت في عائلة متحابة لا مشادات ولا انتقام ولا مؤامرات والأهم لا خيانات ، و تأتي أنت بعد كل هذا وتطلب مني تحمل ما تتحملوه أنتم "


صمتت أوزجي أمام نظراته القوية لها و جوابه عليها دون الدخول بتفاصيل حديثها قائلا

" الخيانات! ….

صمت وهو يهز راسه بعض عدة ثواني زفر بعدهم بحديثه 

 "كان عليكِ ان تفكري جيدًا قبل قبول عرضي والدخول بهذه العائلة مرة اخرى ، فأنتِ لسيتِ غريبة عنها لأخدعك بالمثالية التي تعم أفرادها"

تحرك ليخرج بلحظة بكائها الذي أتاها لشعورها بالإهانة والتقليل منها  مجيبة عليه 

" من الممكن ان أكون قد أخطأت بقبول هذا الوضع ولكنـ.. "

اختنقت ببكائها صمتت لمحاولة التماسك وعدم الانهيار امامه مكملة بصوتها الممزوج بالبكاء وكلماتها التي سقطت على عارف لتوقفه بمكانه متصلبًا لا يستطيع السير. استدار لينظر لها بعيون متسعة وهو يستمع لقولها 

 " كان أبي محق في معارضته لزواجنا. نعم هم جميعًا محقين. ما كان علي أن اعارضهم واوافق على عرضكِ. ولكني رغم كل شيء وافقت متمنية ومتأملة عيش حياة هادئة معك" 


ابتلع ريقه محاولا التماسك امامها ، اختار الصمت  كي لا يزيد الأمر سوءًا بردوده ويتفاقم.


تحرك حاملًا حقيبته مقتربًا من الباب قائلا

" لنكمل حديثنا عند عودتي تأخرت على الشركة تعلمين الوضع كان علي ان اكون داخل الاجتماع الان "


تلقى عارف صدمته الاخيرة عندما اسرعت اوزجي بردها عليه  قائلة

" لن تجدني بالمنزل عند عودتك "

استدار بسرعة مرة أخرى ناظرًا لها وهو لا يصدق ما سمعه تملكته الصدمة والاستغراب  

لتكمل هي  كلامها قائلة

 " اشتقت لوالدي. مر وقت كبير على اخر لقاء بيننا. سأذهب لأمكث عدة أيام بجانبهم لنزيل الشوق وتهدئ النفوس.  وايضا حتى استطيع التفكير بشكل صحيح لا اريد اتخاذ أي قرارات  بلحظة غضب "

رد عليها بحزن قائلا

 " لا استطيع منعكِ برفض ذهابكِ إليهم. سأحجز لكِ موعد قريب كي تذهبي وتزيلي الشوق لعدة ايام معهم ثم تعودي عندما تجدين نفسك بحال افضل "


قاطعته بقوة 

"شكرًا لك  بحثت بنفسي عن اقرب موعد وتم الحجز اليوم على تمام الساعة الرابعة عصرًا "


هز رأسه قائلا

 " حجزتي طائرتك! هذا يعني انكِ اتخذتي قراركِ منذ وقت وكان كلامك لي مجرد اعلام فقط" 


أومأت برأسها مجيبة عليه دون النظر إليه ، خرج مغلقًا الباب خلفه صاعدًا بعدها سيارته ليقودها مبتعدا عن المنزل.


انهارت باكية بصوت عالي محاولة إقناع نفسها أنها على حق  " هذا أفضل لنا ، سأموت ان استمريت هنا ، لا اتحمل رؤيتهم.  لماذا لم تفهمني ، كيف لك ان تكون حجرا صخريا أمامهم ، أموت كل لحظة اراهم سعداء بجانب بعضهم ، وكأنهم يخونوني من جديد في كل مرة"

صعدت للأعلى مخرجه حقائب السفر لتضعهم على فراشها وهي تحدثه في غيابه

 " لماذا لم تفهمني "

بدأت تأخذ الملابس وتخرج لتضعهم بالحقائب وهي تتذكر كل مناسبة وكل لحظة ارتدتهم بها بل وكل نظرة اعجاب كانت تزيد من حرقة قلبها وحيرتها تجاه مشاعره .


انهارت بشكل كامل حتى امسكت مقص واقتربت من المرآة ممسكة شعرها كي تتخلص منه بشكل عشوائي ملقية عليه اللوم وكأنه سبب ما هي به .

سقطت أرضا باكيه حالها فهي حقًا مبعثرة مشتتة بين لهيب الخيانة ومشاعرها الجديدة المتخبطة

يتبع ..

إلى حين نشر فصل جديد من رواية حياتي يوم الثلاثاء الساعة العاشرة مساءً ، لا تنسى قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا .

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

27 تعليقًا
إرسال تعليق
  • غير معرف6 أكتوبر 2024 في 10:37 م

    برافو مبدعتي بالتوفيق

    حذف التعليق
    • منال محمد photo
      منال محمد6 أكتوبر 2024 في 10:45 م

      ابدعتي حبيبتي حلقه روعه وجميل مثل ضربني وبكى وسبقني واشتكي ههههههه

      حذف التعليق
      • غير معرف6 أكتوبر 2024 في 10:48 م

        جميل جدا تسلم ايدك حبيبتي

        حذف التعليق
        • غير معرف6 أكتوبر 2024 في 10:50 م

          روعة يا أمولة سلمت يداكي ولو ان الفصل صغير 😢حزينة على ما آلت إليه الأمور بين أبطالنا

          حذف التعليق
          • غير معرف6 أكتوبر 2024 في 10:55 م

            روعة جدا تسلم ايدك حبيبتي

            حذف التعليق
            • غير معرف6 أكتوبر 2024 في 11:00 م

              روووووووعه
              تسلم الأيادي

              حذف التعليق
              • غير معرف6 أكتوبر 2024 في 11:01 م

                ابدااااااااع

                حذف التعليق
                • غير معرف6 أكتوبر 2024 في 11:10 م

                  جميلة جدا يا لولو 👏

                  حذف التعليق
                  • غير معرف6 أكتوبر 2024 في 11:11 م

                    برافووو على الحبكة الحلوة يا لولوو

                    حذف التعليق
                    • غير معرف6 أكتوبر 2024 في 11:12 م

                      روووووووووعة الحلقة قصيررررة كثير انا مش رايده انها تنتهي يا لولو بجد حزنت اوي نزلي كل يوم فصل جديد

                      حذف التعليق
                      • غير معرف6 أكتوبر 2024 في 11:46 م

                        روعه تسلم ايدك حبيبتي ابدعتي

                        حذف التعليق
                        • Amany Ahmed photo
                          Amany Ahmed7 أكتوبر 2024 في 12:10 ص

                          اه يانى منك بالولو مش تسيها لك حرمتينى من حبايبى الغلابة دول نش نسيهاااا خاااالص

                          حذف التعليق
                          • Amany Ahmed photo
                            Amany Ahmed7 أكتوبر 2024 في 12:12 ص

                            عارف مقفول على حزن ووجع وهم تقبل على قلبة واعصابة واوزجى مش عارفة حاجة وعمالة تجرح غيه

                            حذف التعليق
                            • غير معرف7 أكتوبر 2024 في 12:48 ص

                              جميله جدااااا شكرا أنك نزلتي الفصل

                              حذف التعليق
                              • غير معرف7 أكتوبر 2024 في 6:56 ص

                                روعه احسنتي حبيبتي تسلم ايديكي في الانتظار إن شاء الله حبيبتي

                                حذف التعليق
                                • غير معرف7 أكتوبر 2024 في 7:10 ص

                                  تسلم ايدك يالولو

                                  حذف التعليق
                                  • فاطمه السعيد7 أكتوبر 2024 في 7:13 ص

                                    تسلم ايدك يالولو

                                    حذف التعليق
                                    • غير معرف7 أكتوبر 2024 في 10:51 ص

                                      شعور الخيانه صعب جدا
                                      اوزجي تعبانه بتحب ومش قادره تتكلم
                                      هناء رحال

                                      حذف التعليق
                                      • غير معرف7 أكتوبر 2024 في 12:04 م

                                        الحلقه تحفه ابداع

                                        حذف التعليق
                                        • غير معرف7 أكتوبر 2024 في 12:33 م

                                          رووووعه جداااا ابدعتي واحسنتي تسلم أناملك ♥️♥️♥️

                                          حذف التعليق
                                          • Rim kalfaoui photo
                                            Rim kalfaoui7 أكتوبر 2024 في 8:07 م

                                            حلقة مؤلمة من ناحية عارف بأنه لم ينسي الماضي ومافعله به من تشتت وكسر قلب امانه يتعذب يوميا بافكاره ومشاعره المرتجفه كنت اتمني من اوزجي تكون أقل حدة مع العلم انها محطمة اكثر منه مع وجود المشاعر الجديده لديها

                                            حذف التعليق
                                            • غير معرف8 أكتوبر 2024 في 12:00 ص

                                              روووووووعه

                                              حذف التعليق
                                              • غير معرف8 أكتوبر 2024 في 8:32 ص

                                                روعه أحسنتي

                                                حذف التعليق
                                                • Saga Emam✨ photo
                                                  Saga Emam✨9 أكتوبر 2024 في 10:06 م

                                                  🩷🌸

                                                  حذف التعليق
                                                  • Saga Emam✨ photo
                                                    Saga Emam✨9 أكتوبر 2024 في 10:28 م

                                                    💔💔💔💔🥺

                                                    حذف التعليق
                                                    • Saga Emam✨ photo
                                                      Saga Emam✨9 أكتوبر 2024 في 10:29 م

                                                      حلقة رائعه و مؤلمة على قلوب أبطالنا

                                                      حذف التعليق
                                                      • Saga Emam✨ photo
                                                        Saga Emam✨9 أكتوبر 2024 في 10:30 م

                                                        زعلت على عارف و ما مر به بطفولته إلى الان مؤثر عليه

                                                        حذف التعليق
                                                        google-playkhamsatmostaqltradent