recent
جديدنا

انها غيوم الحياة الفصل الحادي والعشرين

Wisso

                            "إنها غيوم الحياة"

                           بقلم أمل محمد الكاشف



لم تكف حياة عن تقبيل ابنتها واحتضانها  بقوة

"ابنتي، روحي، يا عمري أنتِ"

فرح أركان برؤيته ولمسه لحبها الكبير واشتياقها لآيلا الى الحد دون معرفتها للحقيقة، جلست أرضا بجانب مقعده المتحرك بعد أن عجزت قدميها على حملها أكثر من ذلك، تحدث بصوته الفرح و وجهه المشرق بسعادته

"أنتِ لا تعلمين كم اشتاقت صغيرتي لكِ وطلبت مني أن نذهب إليكِ، كم اتعجب من قربكما وتعلقكما ببعضكما وكأنكما قلب وروح واحدة"

لم تجب عليه بقيت مستمرة ببكائها و تقبيلها لابنتها وهي تزيد  من احتضانها داخلها مستنشقة أكبر قدر من عبير عطرها لعلها تشفي جروح الماضي. 

أكمل أركان حديثه لها

"أعلم حزنك مني بعد الذي فعلته بآخر مرة،  لا انتظر منكِ عكس ذلك، ولكنِ سأعدكِ أن تري وجه آخر غير الذي رأيتيه من قبل، حتى أنني سأبدأ من الغد بالبحث عن ابنتك وإعادتها لقلبك بأقرب وقت فقط لترضي عني وتسامحيني بحق ما فعلته بكِ"

رفعت عينيها عليه كي تتأكد مما هي به متسائلة 

" أين وجدتها وكيف أنت... ألم تمت بالحادث "

ابتسم وهو يرفع يديه بصعوبة

" أعتقد أن وجودي خير جواب على سؤالك الأخير"، ثم نظر لابنته مكملا 

" جميع ما حل بنا كان من وراء طمع جدها هاشم، لا أعرف هل اشكره على انقاذي ام اعتب عليه احتجازي وخطف ابنتي، اشكر الله كل ليلة على سماح هاشم لي كي ارعى ابنتي بهذه الايام الثقيلة وإلا كان سيسوء الوضع أكثر ، سامحيني بحقك فأنا لم اتعمد احزانك او اهانتك لقد حدث كل ذلك بعد ان اقسم هاشم على هدمي وتحطيمي اعتقادا منه أنني سبب لجوء ابنته للانتحار، ساق عليّ موظفة قريبة من الإدارة  لتغويني وتفسد حالي وحياتي تلك التي رأيتي صورها على هاتفي، اقسم لكِ أنني كنت مغيبا لم أعلم بذلك الوقت انني اتعاطى هذا السم حتى بعد الحادث عندما وقف أمامي واخبرني بانتهائي، لكِ أن تتخيلي ما كنت به ايام صعبةو مظلمة مليئة بالالم والحزن والخوف عليكم، اصبر على كلامه وسعادته بتحقيق انتقامه وانا لا حول لي ولا قوة، فإن رأيتيني بأول ايام كم كنت عاجز حتى عن الكلام كنتِ شفعتي لي عن كل شيء.... "

وصل سراج للمنزل وهو يتحدث بالهاتف، شعر بوجود أمر غريب أمام البوابة الداخلية اقترب بحذر ناظرا للرجال الذين اقتربوا منه 

" سراج بيه اهلا وسهلا بك" تذكرهم فهم ليسوا باغراب عن تأمين أخيه وأمه من قبل، فتحوا أذرعهم ليشيروا له نحو باب المنزل ليجد أمامه ظهر رجل جالس على مقعد متحرك لم يتعرف عليه، استدار أركان بكرسيه لينظر لأخيه بعد سماعه لأصوات رجاله. 

ثبتت عينيه على أخيه دون أن يستوعب ما يراه أمامه، وبصعوبة أدار رأسه لينظر نحو من اغرقت ابنتها بدموعها وقبلاتها الحارة، فتح أركان يديه أمام أخيه كي يدنو منه ليحتضنه، لم يستجب سراج لأخيه فلا زال تحت تأثير الصدمة ينظر إليه وبداخله الكثير من العتاب واللوم بجانب علامات الاستفهام التي تتنافس مع بعضها فيمن سيخرج من فمه أولا.

تحدث أركان بحب كبير 

"ألم تشتاق إلي" 

وبخطواته المتثاقلة تقدم سراج وهو لا زال يحدق بعينيه نحو  أخيه ومن تجلس بجانبه أرضا، تحدث أركان من جديد قائلا

"حسنا اعلم ان المفاجأة صعبة عليك سأشرح لك ما شرحته لها قبل قليل" 

عاد ليشرح  ما فعله هاشم به حتى وصل لكيفية انقاذه 

"الشكر لله استطاع هؤلاء الرجال تخليصي من يد رجال هاشم قبل أن ينهوا أمري أنا وابنتي" نظر لرجاله من الخلف طالبا منهم ان يروّوا لاخيه ما حدث، ليبدأوا كلامهم بمعرفتهم من رجال هاشم المشتركين معهم بالأعمال ان مديرهم أركان بيه محتجز لديهم في مكان بعيد، وهنا تجمعوا هم واثنين آخرين وذهبوا  لانقاذه، ولحسن حظهم توافق ذهابهم مع خبر وفاة هاشم وراجح وخوف رجاله من مداهمة الشرطة لكل الأماكن  التابعة لكبيرهم، وهنا استطاعوا الدخول وانقاذه بسهولة، اقترب سراج ليطمئن على أخيه جاثيا على ركبتيه أمامه متحدثا أخيراً بصوت مهتز  من هول ما عاشه

"هل ما أراه صحيح أم أنني أحلم؟"

تركت وردته أمها لتذهب لعمها بعد سماعها لصوته بالقرب منها.

فتح يده ليضمها بقوة أراد بها أن ينسى ما مر به أثناء غيابها، قبلها عدة قبلات متتالية ليزيل شوقه لها، 

 تحدث رجال أركان من الخلف

"هل تأمرنا بشيء" 

تحدث سيدهم 

 "أمنوا البوابات الخارجية واطلبوا مدد إضافي لتأمين المكان بشكل جيد فطاقتنا لم تعد تحتمل مفاجأت جديدة"

ذهب الرجال ملبيين الأوامر ، عاد لينظر نحو أخيه وزوجته وهو يحدث نفسه 

"ما بهما صامتين لا يجيبان او حتى يبكيان وكأنهما على علم بوجودي"

اقتربت بجلستها منه لتسحب ابنتها وتضمها لصدرها محاولة الوقوف بمكانها وهي تحملها، وقبل أن يمد أركان يد المساعدة لها وجد أخيه يهتم ويقترب ليساعدها بالوقوف قائلا بخوف

"بهدوء كي لا تأذي نفسك"

تمكنت من الوقوف ثم تحركت وهي تجر بقدمها اليسرى متجهة نحو الممر، حدثها سراج بقلق

"فليأتوا لكِ باغراضها وفراشها في غرفة المعيشة ان اردتي هذا"

نظرت حياة لسراج ثم نظرت لأركان نظرة طويلة قائلة

"لا داعي لذلك فليعود كل منا لمكانه الطبيعي من بعد الان"

صُدم بحديثها ناظرا لابتسامة أخيه التي رسمت على وجهه بصمت، تحرك أركان بكرسيه المتحرك ليقترب من أخيه قائلا 

"أعلم أنك غاضب علي ولكنِ سأشرح لك كل شيء وأنا متأكد بأنك ستسامحني بقلبك الكبير"

لم يجيبه ظل يستمع لحديثه عن تأمله بشفاء أمه وعودتها إليهم مؤكدا براءتها مما نسب إليها وهذا ما عاد ليثبته أمام الجميع، واسترسل أكثر ليشرح له الشباك التي نصبها هاشم  لينهي حياتهم.

حك أركان لحيته وهو ينظر نحو أخيه الذي تركه ذاهبا لغرفة المعيشة جالسا بها رافضا للاستماع له أكثر من ذلك.

تحرك ليذهب خلفه قائلا

"توقعت ان تفرح وتأخذني بحضنك مهللا سعيدا بعودتي" 

ظل سراج ينظر نحوه بضيق وحزن كبير من يراه يعتقد انه انفصل عن دنياه واصبح عاجز عن ابداء اي تعابير اذا كانت حزن او فرح  ينظر للفراغ امامه فقط. 

انسحب من أمامه بحزن عشش في قلبه قائلا

"لن اضغط عليك أكثر من ذلك ساعطيك وقتك حتى تستوعب فكرة عودتي"

تحرك أركان لجناحه الخاص مقتربا من غرفة ابنته فاتحا بابها ليرى حياة تمشط شعرها الصغير بعد أن ابدلت لها ملابسها.

اقترب من الفراش بوجه مبتسم

"هل قبلتي اعتذاري، اعلم ان تأملي بسماع ذلك طمع كبير ولكني اثق بقلبك الكبير وصدقك وطيبتك، لذلك ساظل اطلب منكِ المسامحة حتى احصل عليها بالفعل وليس بالقول فقط، سأثبت عودتي وبراءة أمي من الأعمال القذرة التي نسبت لها وبعدها سأنفذ وأفي بما وعدتك به، سأعيد ابنتك لحضنك قريبا ليبدأ حلمنا الجميل، كم تمنيت العودة لكي احققه، كم رأيتك بأحلامي وانتِ تركضين بفرح وسط ابنائنا، اعدكِ بمستقبل لا حزن او ظلم به، سأجعلك سلطانة إسطنبول"

تنهدت بتعبها مقبلة راس ابنتها لتضعها بعدها في فراشها لترفع عليها الغطاء ولكنها رفضت ان تنام بهذا الوقت، اخذتها بحضنها مرة أخرى وهي تسألها

"هل أنتِ جائعة" اومأت الطفلة رأسها بالموافقة ، لتسألها حياة" ما رأيك بأن أحضر لكِ شطيرة البيض بالطماطم والزيتون والجبن أيضا كما تحبين"

اومات الصغيرة برأسها مرة أخرى  وتحركت لتنزل عن الفراش ممسكة بيد أمها ليخرجا سويا جنبا إلى جنب، تحدث أركان بعد خروجهم من الغرفة 

"معهم حق ما مر على رؤوسهم ليس بهين" فتح هاتفه ليجري عدة اتصالات مهمة

نظرت حياة نحو غرفة المعيشة لتجد سراج جالسا شاردا بالفضاء امامه، اكملت سيرها للمطبخ وهي تحدث ابنتها عن اشتياقها الكبير لها، ان كان بيدها ما كانت انزلتها من حضنها، اغمض عينيه بحزن وهو يستمع لصوتها دون النظر نحوها، أنهت حياة تحضير الشطيرة لابنتها بمساعدة من عادوا ليتولوا مهامهم في المطبخ ثم عادت لغرفة المعيشة لتجلس بجانب سراج ممسكة بابنتها لتضعها بمنتصفهم قائلة بصوت لا يسمعه غيرهم

"هل تصدق أنه وعدني أن يعود كل شيء افضل من قبل، كما سيعوضني عن كل شيء شرط مسامحته"

ضحكت ضحكة بطعم ثقل ما هي به مكملة 

"وعدني بإعادة ابنتي لحضني في أقرب وقت"

رفع نظره لها متحدثا بحالته المختلطة 

"جميل لعله صادق بوعده هذه المرة، انتظري حتى يفي لكِ به ويخبرك بنفسه عن سره الكبير، هكذا أفضل لكما هيا اذهبي لمكانك وسامحيه بحقك لتبدأوا حياة جديدة"

عادت لتحدثه بسخرية ما هم به

"نعم لأسامحه على أمل انتظار الوفاء بوعده والتفضل علي بابنتي لانكب على يديه شاكرة فضله راكعة أمامه... "

رفع نظره عليها متسائلا 

"لماذا صمتي ولم تخبريه بمعرفتك بالحقيقة؟"

ردت عليه وهي تنظر لحزنه وحالته قائلة

"صمت كما صمت أنت وتمنعت عن احتضانه، أليس من باب أولى بعد حزنك الكبير على فقدانه ان تصرخ بفرحتك وتأخذه لحضنك حامدا ساجدا لله شكرا على عودته، أم أنك تنتظر مني ما لم تستطع أنت فعله"

اقتربت وردته منه لتجلس بحضنه وهي تحن على ظهره وتقبل وجنته مما أثار مشاعره وجرت الدموع بعينيه، أغلق جناحيه عليها وهو يضمها داخله ويقبل رأسها، نظرت حياة لدموعه التي اغرقت مقلتيه بسماء عيونه قائلة بصوت يملئه الشجن 

"لا تحزن ألم يكفيك عودتها إلينا"

دخل أركان عليهم الغرفة بوجهه المبتسم قائلا

"هل تركتموني وحدي وآتيتم لتجلسوا معا، أم أنكم اعتدتم على عدم وجودنا" 

تقدم بكرسيه أكثر مكملا

"تواصلت مع الطبيب المتابع لحالة أمي الشكر لله اقترب وقت عودتها هي أيضا لنا"

نامت الصغيرة بحضن عمها الذي تحرك بها قائلا 

"سأضعها بفراشها ومن ثم اذهب لغرفتي، ليلة سعيدة لكما"

طلب أركان منه البقاء قليلا معه حتى يشبع منه، بنفس الوقت وقفت حياة لتذهب هي أيضا لغرفة آيلا ، وأمام صمت سراج وعدم الرد تحدث أركان لزوجته قائلا 

"فلتبقي أنتِ على الاقل، لدي الكثير من الأحاديث اريد مشاركتها معكِ"

من الغريب خروج حياة خلف سراج وكأنها لم تستمع لزوجها الذي غضب على حالتهما وتجاهلهما له.

تفاجأ أكثر بنومها في غرفة ابنتها مغلقة الباب عليها بالمفتاح، حاول ان يتحلى بالصبر حتى يستعيد كل شيء من جديد، فتح هاتفه ليتحدث مع رجاله حول المخازن وأعمالهم الخفية.


كان مستلقيا بشكل عشوائي أعلا فراشه دون أن يبدل ملابسه او حتى يخلع نعليه ، لم يأتيها نومها ارسلت له رسالة مفادها

"لا استطيع التحمل أكثر من ذلك،  جاء وقت القصاص سامحني بحقك"

اخرج هاتفه من جيبه وفتحه ليقرأ ويجيب كاتبا بدون روح 

"ماذا ستفعلين؟"

تحركت لترفع ظهرها على وسادتها كاتبة الإجابة بقوة ما تحملت لسنوات

"سأذهب غدا لقسم الشرطة  لاخبرهم بكل شيء"

ابتسم بسخرية تأخرها بردة فعلها كاتبا  ليفاجأها

"لا داعي لذهابك بكل الاحوال سيأتون إلينا وحينها اخبريهم بما تريدين"

استقامت بجلستها على الفراش وهي تكتب

"ولماذا سيأتون هل حدث شيء جديد؟"

اغمض عينه وفتحها كاتبا

"وماذا تنتظرين ليحدث أكثر مما حدث، هل تعتقدين الأمر بسيطا لهذه الدرجة"

ردت عليه برسالة 

"تحقق حلمي بعودة ابنتي لحضني فليحدث ما يحدث من بعد الآن لا يهمني ولا يخيفني أي شيء"

كتب لها بحزنه الكبير

"تنبع كل بداية جديدة من نهاية بداية أخرى، تحرر الطائر ولن يستطيع أحد حبسه أو احزانه، من بعد الآن سيحلق في الفضاء الواسع، حاملا صغيره على جناحيه  ليطوف به على البحار والأنهارِ والصحاري، يلتقي بمن يحب، ولا يجبر على رؤية من لا يحب"

حزنت هي أيضا أرادت أن تكتب حاجتها لمساندته وبقائه بجانبها، نظر لطفلتها بحضنها وهي تحدثه عن مدى تعلق وردته به وعدم استطاعتها التحليق بعيدا عنه، دمعت عينيها وهي تفكر بكتابة كلمة شكر عجز قلبها ان يوفيه حقه بكلماتها البسيطة التي تفوهت بها وكأنه أمامها يحدثها وتحدثه، شردت لتتذكر وقوفه أمام أخيه رافضا لظلمها وقهرها، اضطربت دقات قلبها وهي تتذكر احتمائها خلفه وتمسكها به بعد أن أصبح عائلتها و مأواها الوحيد بهذه الحياة، حزنت من جديد حين رأت صدمته بحقيقة عدم نسبه لأمه، ابتلعت ريقها وهي تحنو على ظهر ابنتها وكأنها تحنو على ظهره وهي تتذكر بكائه جراء كل صدمة تضرب جدرانه التي هزلت من شدة العصف و الهدم والكسر، اغمضت عينيها لتتذكر ضحكه بالسابق وصوته الذي كان ينير ظلمتها في غياهب الجب لسنوات وسنوات، مسحت دمعتها التي سقطت من عينيها المغمضة وهي تتذكر حين حدثهم عن جمال البدايات وأثرها الفرح على النفس وصدمته يومها بآراء المتابعين ليحدثهم بضحك

"كم انا محظوظ بكم، من الجميل أن يرزق الشخص بأشخاص مثلكم، ستجعلوني اهرب دون رجعة" 

نامت حياة من شدة تعبها وثقل ما مرت به، ليظل هو ناظرا لهاتفه منتظرا اجابتها التي لم تصل له ليترجم صمتها بتحررها وتتوقها لانطلاقها نحو الفضاء دون النظر خلفها. 

اغمض عينه هو أيضا متذكرا لقائهم الأول حين رآها تحلق لأعلى كي تمسك بالبلون وتعطيه للصغيرة، همهم بكلماته "سبحان من ساقها إليها" 

تذكر عيونها وهدوئها وفرحته الكبيرة التي كان يشعر بها بمجرد رؤيته لها كل صباح، حزن وهو يتذكر أحاديثه أمام أخيه وأمه عن إعجابه الكبير بمعلمة وردته. 

بدأت الذكريات الحزينة تخالط فرحة البدايات حتى أظلمت سماء ذكرياته لتصبح بلون الخذلان والغدر والكذب والآلام. 

غرق بنومه الذي داهمه ليهون عليه ذكرياته وحقيقة عائلته، ليأتي صباح جديد اكتشف فيه أركان خلو خزانة والدته مما كان بها، ذعر واتسعت عينيه وهو يقول 

"هل هو من فتحها، نعم ومن غيره يستطيع فتحها" 

عاد ليكذب ما قاله 

"مستحيل ان يكون هو ويصمت من بعد ما رآه داخلها" 

جاهد أركان عجزه وتمسك بالرف بقوة جعلته يصعد أعلاه ليفتح الخزانة من جديد طارقا على ظهرها محاولا فتح القسم الداخلي منها منصدما بحقيقة فراغه من كل شيء، حاول إقناع نفسه بعدم معرفة أخيه أي شيء وأن أمه من افرغتها حين علمت باقتراب الخطر منهم كما تفعل كل مرة، ابتسم وجهه وملأ الرضا والراحة صدره وهو يلهث أنفاسه المتسارعة من شدة تعبه وجهده الكبير الذي بذله للصعود على الرف  بهذه الحالة، اغلقها وجاء ليعود لكرسيه متأملا بنجاح سقوطه عليه ولكن هيهات فليس كل شيء بالتمني، سقط أرضا ليسقط الهاتف بعيدا عنه، ورغم تألمه من يديه أثر ما حملهما قبل قليل إلا أنه استند عليهما مجددا محاولا الوصول للهاتف كي يطلب المساعدة من رجاله. 

فتح سراج باب الغرفة لينظر نحوه بحزن كبير، طلب أركان منه المساعدة

" ساعدني يا اخي" 

تنحى سراج ليخرج من خلفه رجال الشرطة الذين اقتربوا ليرفعوا أركان ويجلسوه على المقعد المتحرك مكبلين يديه باساور حديدية، تحدث بسرعة مدافعا عن نفسه رافضا ما يحدث معه "هل ستتركون الظالم وتحاكمون المظلوم، عليكم أن تستمعوا لي أولا، هاشم هو من احتجزني و اختطف ابنتي" 

تحدث الضابط سيد معه قائلا 

"لدينا أمر ضبط وإحضار بحقك أركان اوزدمير" 

تسائل عن سبب هذا القرار وبأي ذنب سيحاكم، صدم ناظرا لاخيه وزوجته التي كانت تنظر من بعيد وهو يستمع للضابط

"بالسابق اعترف كل من سراج اوزدمير وحياة داود  باطلاقك النار على المدعى عليها نازلي اوزدمير، كما تم اتهامك من قبل زوجتك بحادثة نصب وتزوير وحرمانها من ابنتها لسنوات طويلة، طبعا لم نمرر الاحتيال الذي حدث بحقها وجميع من ساعدكم بذلك" 

رفض أركان و انكر جميع التهم الموجهة له متهما حياة ببيعها ابنتها وتخليها عنها بمحض إرادتها لعدم قدرتها المالية على تحمل مسؤوليتها ليجبر على أخذها وتسجيلها باسم زوجته السابقة كي يضمن حياة كريمة لطفلته، حزن سراج على ما وصل إليه أخوه من كذب وتضليل، تحدث الضابط مرة أخرى ليقول

"أتانا سراج بيه قبل ظهورك بفرق ساعات قليلة كي يسلمنا أوراق ومستندات تثبت توريطك باعمال غير قانونية، طبعا يشكر لقيامه بهذه الخطوة كي ينقذ أرواح المظلومين وكل من سقط بشباككم، من حسن حظنا انه سلم لنا هذه الملفات قبل ظهورك من يدري ما الذي سيفعله ان علم انك على قيد الحياة وأن يسلم أخيه للعدالة بيده"

نظر أركان نحو الخزانة ثم نظر لسراج بأعين معاتبة متفاجأة، ليكمل الضابط 

" ألم أقل لك انه من حسن حظنا، أراد أن ينقذ ما تبقى ويقضي على فساد باقي رجال الأعمال معتقدا انك بموتك قد نجوت من المحاسبة، ولكنه كان مخطأ حمدالله على السلامة أركان بيه وأخيرا وقعت بأيدينا وعلمنا السبب والوجه الحقيقي الذي نبحث عنه لسنوات دون أن نعثر عليه"

انكر أركان جميع ما قيل في حقه طالبا حضور المحامي الخاص به، تحرك رجال الشرطة بكرسيه للخارج وهو يصرخ بتوعده أن يجعلهم يندمون على ما فعلوه به، خرج من المنزل بواسطة الشرطة ومن خلفهم جميع المسؤولين عن إدارة المنزل وهن  ثلاث فتيات تم إلقاء القبض عليهن  لشكهن بمساعدته في الخطف ونقل الاخبار للطرف الآخر. 

تحرك سراج خلفهم بخطواته التي كانت ترغب في التراجع عن رؤيته لاخيه وهو لا يزال يدافع عن نفسه ويتوعد للجميع، ادخلوه السيارة بصعوبة ليقترب الضابط سيد بهذا الوقت من سراج شاكرا له مساعدته للعدالة. 

تحدث سراج بصوته الذي تغيرت نبرته بعد أن أصبح الحزن والألم رفيقا له

"اريد ان اعلم السر وراء انتسابي للعائلة، انا مستعد لمعرفة الحقيقة ايا كان ثقلها، هل انا فقط من لا ينتمي للعائلة أم أخي أيضا، كما اريد طلب فتح تحقيق للوصول لعائلتي الحقيقية" 

وعده الضابط سيد بتوليه هذا الأمر بنفسه قائلا

"لا تقلق انا لم انسى طلبك، حتى انني قدمت طلب اذن بفتح قبر والدك كي نقوم بإجراء تحاليل توضح انتمائك للعائلة أم لا ومن ثم سنعرف كيف نكمل إجراءات البحث والتقصي"

وقبل أن يبتعد سيد تحدث سراج من جديد

"كيف أصبحت الآن، هل استعادت وعيها" 

رد الضابط بحزن

"لا لم تستعده ولكن الأطباء يترقبون حدوث ذلك بالايام المقبلة"


استدار سراج بعد انصراف الجميع ليجدها تقف بمكانها تنظر إليه لتسأله

"لماذا لم تخبرني بأبلاغك عنه؟"

أجابها 

"وهل يُسأل باحقاق الحق"

سألته بقلق

"هل أنت متأكد مما فعلته؟"

لم يتردد لحظة للإجابة عليها

" يجب أن ينال المذنب عقابه ليسود العدل، إن صمت عن قول الحق واعادة الحقوق لأصحابها وتسليم المذنب لأخذ عقاب ما اقترفه ساصبح شريكا معهم في ضرر الشباب والمجتمع بخلاف ظلم الناس واخذ املاكهم عنوة"

نظرت للفراغ حولها ليكمل هو قوله

"هيا أجمعي اغراضك وانا سأجمع أغراض وردتي، حان وقت انتقالنا من المنزل"

سألته "إلى أين سنذهب"

تنهد مجيبا عليها بعدها 

"سنذهب لنقيم بفندقي الخاص، حجزت لكِ غرفة بجانب غرفتي الخاصة، لتبقي بها حتى تستجمعي قواكي وتفكرين فيما تريدين فعله دون ضغوط أو مفروضات"

تحرك قبلها نحو غرفة وردته وهو يستمع 

"أشكرك على كل شيء، لا أعرف ما كان سيحدث لنا ان لم تكن بحياتنا"

استمر بسيره مجيبا عليها

"اتركي ما تقوليه واذهبي لتجمعي اغراضك قبل أن تأتي هيئة الرقابة الأمنية لتستلم المنزل"

استدار لينظر لها قائلا 

"لا تتركي لا مال او مجوهرات جميعها حق لكِ تحدثت مع الضابط واخبرني انه يحق لنا أخذ ممتلكاتنا الخاصة بنا"

فاجأته بقولها

"ليس لدي مال او مجوهرات"

استغرب مما قالته 

"كيف ألم يهاديكي بأشياء كهذه؟"

خفضت رأسها نافية ما يقوله 

"لم يكن زواجا متكامل، طلبني لأجل ابنته ومساعدتي لعودة ابنتي اتفقنا وتزوجنا بعدها بعدة أيام هذا كل شيء"


زهقت حمدية أنفاسها الاخيرة وهي توصي ابنها على أن يطلب من حياة مسامحتها، بكى مصطفى حزنا على أمه صارخا بأعلى صوت يقرع الباب بقوة 

"ماتت أمي، أنتم سبب موتها، سأحاسبكم جميعا على موتها"

لم يكترث الرجال لما قاله فهم في هم ومشكلة أكبر منه بعد أن جاءهم خبر القبض على رئيسهم أركان، خشوا أن يقحموا أنفسهم بمشاكل أكبر من حجمهم فهذا ما يحدث حين يقع المدراء، قرروا ترك مواقعهم والهروب قبل أن تصل إليهم الشرطة،  تركوا المكان هم ومن كانوا يحمون الأماكن السرية الأخرى، لتعثر الشرطة على مصطفى بجانب أمه وصادق وابيه وغيرهم من المحتجزين قسرا لسنوات دون رحمة او شفقة، انكر مصطفى معرفته بسبب احتجازه عكس سالم الذي بكى متحدثا

"كان خطئي منذ البداية، أنا من أواها وتأمل بها الخير، انا من غرق بالظلام هاربا من حياته مؤمنا من لا يؤتمن على ابنائه واهله"

حكى سالم للشرطة من بداية دفاعه عن زينب وتبنيه مسؤوليتها ورعايتها بكنف أبيه داود حتى وصل لعودته وتفاجئه بما فعلته بابنته من سوء.

كما تحدث صادق بكل ما يعلمه كي يبرأ نفسه وذمته وضميره مما فعله بأخته.

مرت عدة أيام جرت الأمور بها عكس المتوقع لها ليجد أركان نفسه ساقطا بكم كبير من القضايا والاتهامات.

ذهب سراج لزيارة أخيه ليطمئنه على ابنته ويسانده بمحنته فرغم كل شيء لم يستطع تخطي الرابط والمحبة التي بينهما بل ولم يستطع تخطي مشاعره الفياضة اتجاهه، ذهب إليه أخذا وردته معه طالبا من المأمور أن تكون الزيارة خارج غرفة الحجز كي لا تتأثر الطفلة برؤية ابيها خلف القضبان، ولأنه لم يصدر بحقه أي أحكام بعد وافق المأمور بطلب سراج.

وقفت سيارة سراج أمام قسم الشرطة نظر لحياة من المرآة الأمامية قائلا

"ان غيرتي رأيك يمكنني ان…"

ردت عليه بقوة واصرار

"لا، لا اريد رؤيتهم لقد ظلموني واظلموا حياتي فليذهبوا للجحيم"

حزن عليها نظر للخلف محدثا آيلا 

"هيا لندخل ونرى والدك"

فرحت آيلا انها سترى والدها فتحت بابها متوقفة عن النزول بعد ان سمعت صوت امها وهي تحذرها من النزول قبل مجيء عمها لها، امسكها سراج وتحرك بها نحو قسم الشرطة وهو يحدثها عن طبيعة العمل الجديد لأبيها داخل مركز الشرطة التي من واجبها حماية المواطنين.

تفاجأ فور وصوله رفض أركان رؤيتهم حتى بعد إعلامه بقدوم ابنته إليه، حزن كثيرا على حالة أخيه ورفضه التحدث معه.

عاد ليصعد سيارته بصمت كبير، احتضنت حياة ابنتها مقبلة رأسها قائلة 

"هل اعطيتي والدك الرسمة"

مدت فمها بحزن

"لم يأتي، لديه عمل"

نظرت لسراج في الإمام مترقبة حالته وحزنه الكبير، عادا للفندق ليذهب كلا منهما لغرفته لم يطل فراقهم حتى ذهبت حياة لغرفته طارقة بابها لتطمئن عليه وعينيها على باب غرفتها.

فتح سراج ليجدها أمامه تسأله عن حاله، أجابها بحزنه

"لم يرد رؤيتي أعلم أنه حزين من أجل ما فعلته ولكني.."

قاطعته حياة قائلة

"يكفيك حزنا ولوما على نفسك، أنت غير مذنب، هو من اقترف الذنوب والأخطاء وجاء وقت دفع ثمن ما فعله"

ازداد حزنه لتحدثه بضيقها مما وصل له

"أعلم محبتك له ولامك التي ربتك وكبرتك ولكنهم مذنبون، نحن نعلم مدى خطورة وجرم ما فعلوه، من حقك مساندتهم ومساعدتهم ودعمهم ولكن ليس من حقك أن تلوم نفسك وتغرقها بجحيم إلقاء الذنب عليها"

 ذهب سالم لزيارة نازلي بالمشفى المحتجزة بها بعد أن تم إخلاء سبيله صباح اليوم لعدم وجود قضايا او ادلة تدينه بالوقت الحالي، رفض الأمن إدخاله رغم رجائه وتوسله إليهم، جاء الطبيب إليهم متسائلا 

"ماذا يحدث هنا، من هذا الرجل؟"

تحدث احد حراس الأمن ليخبروه بأمره، فكر الطبيب قليلا قائلا 

"نحن بحاجة لشخص مثلك لنتأكد من عودة وعيها أم لا زالت بدنيا خلاف الدنيا"

دخل الطبيب ملقيا السلام والصباح على نازلي ككل يوم دون أن تبدي اي ردة فعل، حدثها قائلا 

"لديكِ ضيف يريد رؤيتك"

أشار الطبيب للامن أن يسمحوا لسالم بالدخول، اقترب بخطواته الحزينة من الفراش ملقيا السلام عليها ليحدث ما توقعه الطبيب حين تغيرت ملامح وجهها واتسعت عينيها.

تأكد الطبيب من عودة وعيها كتب بالتقرير ما حدث قائلا 

"كنت اتوقع عودتك لوعيك قبل أيام حين دخلت وغيرتي اتجاه نظرك بسرعة، اعلم ان عودتك للنطق تحتاج لوقت أكثر"

أغلق الملف وتحرك ليخرج من الغرفة متمنيا المزيد من التحسن والشفاء.

فتح هاتفه ليخبر المأمور بمستجدات الحالة "تم التأكد مما أخبرتك به"

سأله المأمور عن النطق ليرد الطبيب

" بهذه الحالات يتأخر النطق ومن الممكن عدم عودته فلا تنسى انها مريضة شلل كلي، يستعيد المريض وعيه وببعض الحالات النطق ولكن الحركة تصبح مستحيلة"

بكت نازلي وهي تستمع للوم وعتاب سالم لها ومعرفتها بحالة أركان واحتجاز أولاده وما وصلت له ابنته.

شاركها بالبكاء قائلا

"لم تقبل مسامحتي رفضتني كما رفضت اخوتها، هي محقة فما رأته منكم ومني قبلكم ليس بهين على قلبها الصغير، الشكر لله عادت الروح لوجهها بعد ان عادت ابنتها لحضنها، يسلم سراج لم يتركها اهنئك على تربيتك له فرغم انه ليس من صلبك الا انكِ لم تقصري بحقه وهذا ما جعله بجانبك حتى الان"

وقف سالم ليذهب قائلا

"لا فائدة من الكلام والعتاب الآن، سأعود إليك مجددا إن سمحوا لي بذلك"

تحرك مبتعدا عن الفراش ماسحا عينيه من الدموع، وقف واستدار لينظر لها من جديد قائلا

"لعل الله امهلك لتستغفري وتتوبي عن ذنوبك"

خرج مغلقا الباب ليمر على هذه الزيارة سنة مليئة بالأحداث والأحزان والنجاحات والأمل.

عاد سراج من زيارته للمقابر مصطحبا وردته لمنزل أمها، ضحك وجه حياة فور رؤيتها لسيارته تحركت لتفتح الباب محتضنة ابنتها داخلها.

رفعت نظرها نحوه "هل أنت بخير"

رد عليها وهو ينظر لوردته

"نعم بخير ذهبنا لزيارتهم و وضعنا الورود والهدايا على قبورهم ليفرحوا بها"

تحدثت آيلا قائلة لأمها

"هل سيفرح أبي برسمتي الجديدة؟"

قبلتها متأثرة بحديثها

"نعم سيفرح وهل له ان لايفرح بعد أن شعر بقربك وسمع صوتك"

ردت آيلا قائلة 

"أخبرني عمي أنه يراني"

نظرت حياة لتأثره قائلة

"نعم يراكِ ويشعر بكِ ويسمع صوتك أيضا أنت تعلمين كم يحبك أليس كذلك"

اومأت آيلا برأسها 

"نعم وعمي سراج يحبني ايضا"

تحركت لتحتضن عمها من ارجله، ابتسمت حياة رغم تأثرها وقرب بكائها 

"وانا هل تحبين أمك أيضا"

اومأت آيلا برأسها من جديد قائلة بنبرة فكاهية 

"أنتِ ربع، عمي ربع، بابا حبيبي ربع، ناني ربع" وفتحت كف يدها "كله ربع ربع" امسك سراج كف يدها الصغير وقبله ثم نظر لحياة قائلا 

"سأذهب انا قبل أن اتأخر"

ابتسمت بوجهه 

"اشتقت كثيرا لهذا اليوم"

فرح لرؤيته وجهها  السعيد قائلا

"اذا عليكِ أن تنتظريني أمام التلفاز بعد ساعتين من الان"

وضعت يدها على رأس ابنتها

"نعم سننتظر سمضي الساعتين بشوق كبير انت لا تعلم كم اشتقت لهذا اليوم، حفظت جميع حلقاتك السابقة من كثرة اعادتي لها"

نظر لها مطولًا قائلا "شكرا على وجودكم بحياتي"

خجلت من نظراته ونبرة صوته، ودعها ملوحا بيده لوردته 

"لا تنسي ما وعدتني به، سأنتظر رسمتي من يدك الجميلة"

وبلياقته اقترب من سيارته صاعدا بها ليقودها نحو قبلته الجديدة بأول حلقات برنامجه الذي استعد وحضر نفسه له قائلا بدايته

"مرحبا بكم بأولى حلقات برنامج "انسان"، اشتقت لكم كثيرا، أعتذر لانقطاعي الذي لم يكن برغبة مني حين ارغمتني عليه الأقدار التي تسطر اللقاء والوداع وما تنقش بينهما من قصص مؤلمة ومفرحة، لا أخفيكم سراً لقد اجبرني قدري ان أعيش ليالي كنت أشهق فيها من كثرة البكاء، كم كنت ضعيف وتائه لدرجة راودتني أفكار مُفزعة ومريبة، تملكني حزني حتى أكل قلبي بصمته المميت، كدت أن أؤمن بانتهائي ورحيلي من شدة ثقل ما مر بي، ورغم كل ذلك الا انني تعلمت من محنتي واقداري الثقيلة انه مهما طال الليل واشتدت ظلمته لابد من انتهائه وانقشاعه لتشرق شمس تنبئنا ببداية جديدة، بهذا الوقت كنت بحاجة لمن ليساندني ويساعدني باعثا بروحي السلام، من يرسم لي الحياة بألوان هادئة تبشرني به أن القدر ليس بكل هذه القسوة والعنفوان، يسمعني بقلبه لأستمد منه الأمان الذي كنت أحتاج إليه 

آلاف المرات بالدقيقة والثانية الواحدة، مر الوقت الذي ظننت أنه لن يمر حتى تفاجأت بالذكريات الأليمة وهي تُقدم علّي مرتدية الألبسة البيضاء، انقشعت الغيوم وبدأ هطول المطر من جديد ليرتوي قلبي المتيبس و يزُهر من جديد معطرا برائحة الفل والياسمين، انشرح صدري مبتهجا بالبدايات الجديدة، نعم البدايات الجديدة التي نحتاج إليها لتحيينا وتنير الحياة بعيوننا"

صمت سراج لثواني قليلة استجمع نفسه بها مكملا حديثه

"اخواتي واحبتي ومتابعيني الكرام أنتم تعلمون مدى حبي واحترامي وتقديري لكم، ولاجل هذه المشاعر اسمحوا لي ان اشارككم هذه اللحظات المفصلية بحياتي وانا اطلب منها ان تسمح لي بالتنفس بجوارها، احلم ان امتلك العالم وأنا بقربها، أُصبح على وجهها المشرق وأغلق عيناي على وجهها الذي يشبه البدر ليلة التمام،  سأكون أسعد رجل بهذه الحياة ان قبلت و وافقت على احياء الروح بقلبي من جديد"

• ───━━━━─ ● ─━━━━─── •

يا ترى بماذا ستجيب حياة على طلبه.... ؟

ماذا حدث في غضون أثنى عشر شهرا مليئة بالأحداث و الفرح والحزن و النجاحات و.... ؟

ما مصير سالم ونازلي.... ؟

أركان... مصطفى... صادق.... ؟


يتبع ..

 ‎إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.


انها غيوم الحياة الفصل الحادي  والعشرين
Wisso

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • غير معرف24 ديسمبر 2024 في 9:39 م

    روعه تسلم ايدك حبيبتي

    حذف التعليق
    • Rim kalfaoui photo
      Rim kalfaoui25 ديسمبر 2024 في 1:44 ص

      حلقة رائعة وأخير كل واحد تلقى نسيبه
      اتمني توافق حياة على عرضه وتستجيب لقدرها الجديد الذي فيه احتواء وحب ومساندة من سراج والطمأنينة بجانبه

      حذف التعليق
      google-playkhamsatmostaqltradent