رواية الليالي المظلمة
صعدت سيلين لمنزلها وهي لا تصدق ما سمعته "اسمه يوسف؟ هل هارب من السجن؟ ماذا يعني بقوله ابنتي؟ أكان متزوج؟"
تحركت نحو غرفتها بخطوات ثقيلة بأنفاس متقطعة متذكرة حديثهم عن تلك السيدة المسنة التي قامت برعايتها عدة شهور وهي لا تعلم انها مسجلة مع تعداد الأموات بالدولة.
جلست على فراشها وهي تمسح جبهتها المتعرقة
"بأي عصابة وقعت انا. كيف لم ألاحظ هذا الأمر. كيف وثقت بهذه السهولة؟"
فكرت قليلا مكملة
"علمت الآن لغز اختلافه. نعم لهذا السبب كان مظهره مختلفًا تماما عن شخصيته"
ظلت تبكي طوال الليل وهي تعاتب نفسها على ثقتها به
"غبية. مغفلة. ساذجة. كيف تثقين بهذه السهولة كيف تخدعين طوال هذا الوقت"
لم يغلق لها جفن من شدة خوفها وانكسار حيز الأمن الذي كان يحيطها.
ساءت حالة امينة بهذه الليلة بشكل غير مسبوق تحدث باريش مع عدد كبير من الشخصيات المسؤولة بعمله وشرح لهم خطورة وحساسية الوضع.
تم تدارك الامر بسرعة ليتم الاتفاق على خطة آمنة لنقل السيدة امينة لمستشفى بأطراف المدينة تحت اسم مستعار.
لم ينتظروا للصباح فالحالة لا تتحمل ذلك فتم اختيار الظلام لنقلها كأسلم حل أمني على صحتها والوضع الراهن لابنها. ليحدث ذلك بالخفاء دون اخبار احد من الجيران.
ارتاح داخل يوسف واطمئن على أمه. طلب من باريش أن يعود للمنزل في الصباح كي يتحدث مع سيلين ويخبرها بانها محقة في حديثها عن أهمية نقل امه للمستشفى كي يهتموا بها أكثر. ورغم قلق باريش ورفضه الا انه استجاب على ان يكون آخر خروج له من محبسه تم الاتفاق على كل شيء. عاد يوسف لمنزل أمه وهو يدور بارجائه بقلب قلق على امه متشوق لرؤيتها والاطمئنان عليها وعقل يفكر فيما سيقوله لسيلين.
المفاجأة انه كان يريد اخبارها همه واعطائها وعد كبير بعودته والوقوف بجانبها.
تأخرت كثيراً بالنزول في هذا اليوم. كرر النظر للساعة باستغراب فهي غير معتادة على هذا التأخير وخاصة معرفتها بوضع امينة الخاص.
صعد لمنزلها كي يطمئن عليها. طرق باب المنزل دون إجابة وقف يفكر قليلاً قائلا لنفسه "هل ذهبت لمقابلة عمل وأنا لا علم لي"
تراجع سريعاً مفسرا لنفسه
"لا أعتقد حدوث ذلك. لم تعد للبحث عن عمل وايضا لم تترك أي ملاحظة"
نزل مرة أخرى وهو يفكر أين هي ولماذا لم تظهر حتى الان.
حل المساء ليزداد يوسف قلقا. اتصل باريش بها أكثر من مرة دون إجابة حتى تفاجأ بإغلاق هاتفها لتأتيه رسالة صوتية
"الرقم المطلوب غير متاح بالخدمة"
قررا الصعود للمنزل مرة أخرى. طرقا الباب دون اجابة أخرج باريش المفتاح وفتح الباب بحذر آملين أن يجدا اي شيء يطمئنهم عليها.
تحرك يوسف مسرعاً نحو غرفتها ينظر بداخلها. كان لديه أمل ان يجدها بها ولكن المفاجأة أنها غير موجودة بالمنزل كله.
حتى اغراضها غير موجودة والمنزل بوضع غريب وكأنها انتقلت منه.
توجه باريش لخزانتها وفتحها بسرعة ليتأكد من شكوكه بعد ان وجدوها فارغة ليتأكد أنها غادرت المنزل فعليًا
لم يصدق يوسف حقيقة انتقالها بدون علمهم. كيف تركته هو وامه بهذه الظروف. فهو لم يَعْتَد على هذا منها.
غادرت سيلين المنزل بهدوء وحذر شديد. لاحظ باريش وجود ظرف ابيض جانبا لم يكن واضحاً بالأول. ولكنه رآه بنظراته القوية التي كانت تبحث كالصقر بكل مكان.
تحرك مسرعا لاخذه وفتحه منصدما بتركها مبلغ من المال لصاحب المنزل لأجل دفع الايجار الشهري. ومبلغاً آخر لباريش وهو حصتها الشهرية التي كانت تشارك بها في مصاريف الطعام.
فتح سريعًا الورقة قارئًا
"لم اكن اتخيل يوما انني ضمن لعبة كبيرة. لم اكن اعلم انني وسط خدعة لمصالح كبيرة. كيف لم ألاحظ ما انا به. كيف خدعت بهذا الشكل الكبير. كيف وثقت بكم لا اعرف؟ ولكنِّ أنسحب بهدوء من حياتكم. اتركوني كما تركتكم. انا لا افعل لكم شيئًا. وانتم ايضًا لا تبحثوا عني وكأننا لم نلتقي يومًا. بالأخير لا اعرف هل اشكركم على حسن تعاملكم واخلاقكم ….سيلين"
جلسا على مقاعد الصالون وهما لا يصدقان ما كتبته نظرا لبعضهما وهم صامتان تحت تأثير الصدمة. تحرك باريش قائلا بقلق
"علينا ان نسرع بخروجنا وعودتك للمحبس" تحرك نحو باب المنزل للخروج وهو ما زال يتحدث
"سآخذ عائلتي واذهب لأضعهم بمكان أمن. اي تصرف طائش منها سيكلفنا حياتنا"
لا زال يوسف جالساً بمكانه ينظر للأمام وهو يستمع لكلماتها المكتوبة بأذنه لا يصدق انها علمت بأمره بهذا الشكل السيء. أراد أن يخبرها بأمره ولكنه لم يستطع.
تحدث لباريش بثقه كبيرة
"لن تفعل شيء يؤذينا"
عاد باريش إليه مسرعًا غاضبًا
"بماذا تثق انت؟ ماذا تعرف عنها لتثق كل هذه الثقة ؟ لقد اويناها وتعاملنا معها بالحسنى وما النتيجة انظر إلى حالتنا. سيأتي الأمر على رؤوسنا"
رد يوسف عليه
"ولكنها ليست سيئة. نحن من فعلنا بها هذا. نحن من خدعناها. أي احد مكانها كان فعل ما فعلته. وخاصة أن وضعها خاص وخوفها الكبير"
قاطعه باريش بصوته القوي
"ولأنها شخص جبان وضعيف اقول لك علينا الخروج بسرعة من المنطقة"
لم يتحمل يوسف ما سمعه لينفعل وهو يرد عليه
"لا ليست ضعيفة ولا جبانة. ظروفها حكمت عليها بهذا. وايضا كيف تتحدث عنها هكذا. كيف بلحظة تغير رأيك بها"
تحرك باريش بمكانه ليهدأ من غضبه وتوتره مقتربًا من صديقه
"أمامك ضابط شرطة لا مكان للعواطف بهذه الاوقات. في حين يفكر الجميع بمشاعره عليّ ان افكر بعقلي فقط. هيا اسرع علينا ان ننقذ ما يمكن انقاذه ومن بعدها نجلس ونتحاور".
خرجا من المنزل وعقل يوسف شارد بها... "أين ذهبت؟ كيف ستتعامل بمفردها؟ ماذا إن حدث لها امر معاكس؟ ماذا إن أصيبت بحالة ذعر مرة اخرى؟ من سيكون بجانبها؟"
ترك يوسف المنطقة بقلب حزين يشعر بذنب ما فعلوه بتلك المسكينة التي وثقت بهم ومدت يد المساعدة لهم دون مقابل.
بدأت أمينة هانم بتلقي العلاج في احدى المستشفيات الخاصة الكبيرة
استاءت حالة يوسف حين منع من الخروج لرؤية والدته حتى يتاكدوا انه لا خطر عليهم من جهة سيلين.
الغريب بالأمر هو امتناع باريش عن البحث عنها وكأنها شيئا لم يكن، طلب يوسف منه ان يستنفر القوى الأمنية كي يجدوها بأقرب وقت.
صدمه باريش بقوله
"تم إبلاغ جميع الأقسام بالوضع ان ذهبت لتقديم بلاغ في إحداهما. سيبلغونا على الفور"
استرسل بحديثه كي يقنع يوسف كي يتركوها تخوض حربها بعيدا عنهم. حتى انها ستكون بمأمن أكثر فلن يستطيع زوج خالتها التواصل معها ولا حتى زوج امها. فهذا أفضل بالنسبة لها ولهم.
صمت باريش لثواني مكمل استرساله
"اتمنى ان ترحل من هذه المدينة لتذهب لمكان هادئ تعيش به وحدها دون ضغوط"
رد يوسف بعيون لا تصدق الوجه الذي يرى صديقه يتحدث به
"لا اصدق ما اسمعه منك. حقا لا أصدق ما تقوله. حتى أنني اشعر وكأن شخصاً اخر يتحدث امامي. دعك من كل شيء. لن اشرح ولن ابرر لك دواعي وأهمية بحثنا عنها. ولكن برأيك هل جزاء الإحسان إلا الإحسان. هل سنتركها وحيدة مكسورة متألمة لا نعرف عنها شيء. هل تقول لي دعنا ننسى ما عايشناه بعد معرفتنا ألمها وكأنه شيئا لم يكن"
جاءه رد باريش اقوى مما سبقه ليزيد من صدمة يوسف حين سمعه
"هل تحبها. دق قلبك لها ولم تستطع تركها لين وما شابه. انا معك لقد شعرت كما تشعر به من قبل. يعني براءتها ووجهها الطفولي الجميل و هدوءها يشد إليها كل من يقترب منها. ولكن كيف حدث معك وانت تعلم مشكلتها يعني أي شخص تعرض لما تعرضت هي له لا يمكنه إكمال حياته بشكل طبيعي"
بخيبة واسف تحدث يوسف
"استحي من الرد عليك. لا اعرف كيف طاوعك لسانك على قول ذلك. وكأنك شخص آخر يتحدث امامي. ولكنِ اقول لك من الان سأخرج وسأبحث عنها وأحافظ عليها ليس لغرض ما بداخلي. وليس لأجل حب وما شابه. ولكنِ سأبحث عنها لأنها انسان يستحق التقدير. ولأجل انني اشعر انها مسؤولة مني. سأحقق لها حلمها الوظيفي. وسأجعلها تتعالج مما هي فيه. ستكون حرة في قرارها ورأيها ممن ترتبط به. سأساعدها كأخ وسند لها. فهناك رابط انساني اسمه الاخوة والشعور بالمسؤولية اعتقد انك نسيته بقولك انا شرطي وانا استخدم عقلي لا قلبي"
( لم اتوقع هذا التصرف من شخص كباريش ساعدها و حماها وحافظ عليها وأواها لشهور. بل أعجب بها وتقرب منها. توقعت منه موقفا معاكس تماما. توقعت ان يخاف عليها وان لا يتركها بهذه الحياة وحيدة. و خاصة بعد ما علم مشكلتها. وايضا بعد وصول زوج امها لإسطنبول و بحثه عنها. صدمني حقاً فكنت اتوقع ان يتخلى الجميع عنها إلا هو . ولكن اتضح ان معرفته سرها سبب ابتعاده عنها ورجوعه لزوجته. يرى ما حدث معها خزي يلتصق بصاحبه وكأنه له يد به. لا اعرف تفسير موقف باريش الصادم ولكن هذه هي الحياة فلا تهب الرياح كما تشتهي السفن)
مرت ايام عصيبة بل واشد مكثت سيلين بفندق صغير لعدة أيام حتى بحثت عن منزل صغير يناسبها. بصمت وحزن شديد تخرج من الصباح وتعود قبل حلول الظلام لتعيش ظلامها وحدها كأنها لم يكفيها ما تعيشه بلياليها المظلمة حتى يزيد عليها كسرة قلبها وقلة حيلتها وشعورها بأنها شخص تم اللعب به واستغلاله.
كانت تتذكر ضحكه معها. وكلامه وخوفه عليها ومحاولته دائما لجعلها قوية بوجه الحياة.
ما زال صوته بإذنها وهو يقول لها..
"لا يمكنك أن تضعفي بسرعة. لا تجعلي أي شخص يهزمك. كوني قوية حتى أمام نفسك. ستحاربين نفسك لأجل نفسك"
ضحكت بحزن كبير متذكرة قوله..
"سأعينك بشركتي الخاصة وسأكون مديرك كما حلمتي"
تبتسمت وهي تتذكره بعيون باكية تحدثه بوحدتها قائلة
"كيف فعلت هذا بي؟ كيف استطعت خداعي وانت تضحك بوجهي؟"
تدمرت سيلين بشكل كبير لدرجة أنها لم تستطع هضم فكرة انه اصبح ماضي او انها حقاً خدعت. لم تستطع مجابهة قلبها وعقلها وتعلقها اللاإرادي به. ليحدث ما لا يخطر بعقل احد ،احتفظت سيلين بحبها في قلبها
وجعلت منه فارس أحلامها. تبكي وتضحك معه طوال الليل. كان ضيف خفيف جميل يهون عليها لياليها و وحدتها المظلمة
سبحت بأحلامها وكأن طرقهم تقاطعت بظروف أجمل وافضل مما حدث معهم.
جعلته بأحلامها كل ليلة بشكل مختلف. في ليلة كان صديق الطفولة و حبها الأبدي. وبليلة اخرى كان حب من اول نظرة لمديرها بالشركة. وليلة ابن الجيران. وليالي اخرى كثيرة من الاحلام والاماني كان هو بطلها و فارسها وحاميها.
فعقلها الباطن يريده سندا وحاميا وأبا وعائلة كاملة لها.لم تستوعب انه حلم وانتهى. هل حدث هذا لأنه حبها الاول ام لأنها وجدته بوقت كانت بأشد الحاجة إليه.
ام انه امتلك قلبها وعقلها وأصبحت لا تصدق أنه بقي في الماضي.
ومع مرور الايام واطمئنان باريش من استقرار الوضع بدأ يوسف بالخروج من المحبس كل عدة أيام لساعات قليلة يزور لامه المريضة ويعود مضطراً على تركها وحيدة بالمستشفى بكل اسى.
اصبحت ليالي يوسف اشد ظلمة من ليالي سيلين حزين و مكلوم على امه و ابنته و وضعه. كلما تذكر خوفها وذعرها وانها اصبحت وحيدة في غابة البشر.
حضيت هوليا بحظ وفير في هذه الليالي بعد ان حصلت على تكريم كبير من أجل معرضها وتألقها تحت أضواء الطبقة المخملية.
تلوح وتلوح بيدها شاكرة الجميع وسط فرحة من والديها. وبكاء ابنتها التي تركت لتكبر على يد المربيات اللواتي لا يفهمن إلا بالمواعيد والمفروضات. و ان ارادت الطعام فلا يُسمح لها فهو بمواعيد ونظام ومقدار.
كانت هوليا تُكرم وابنتها تصرخ باكية بوجه احمر ساخن بعد ارتفاع حرارتها بسبب خروج أسنانها دون أن يشعر أحد بها.
عاد جديها ليذهبا لغرفتهما كي يرتاحا بعد ليلة حماسية مرهقة دون التفكير بالذهاب إليها ورؤيتها.
عادت هوليا للمنزل وقد اقترب الصبح ان يفصح عن انواره .ابدلت ملابسها وتوجهت نحو فراشها لتأتي اعينها على صور ابنتها بالإطار على الحائط
ابتسمت قائلة
"حبيبة امها لقد اشتقت إليكِ كيف نسيت امرك بوسط كل ذلك"
حزنت هوليا من نفسها فلقد مرّ اكثر من يومين على عدم رؤيتها لابنتها التي تمكث معها بنفس المنزل، تحدثت لتبرر لنفسها انشغالها من أجل مستقبلها.
نامت هوليا دون أن ترهق نفسها وتذهب للاطمئنان على طفلتها الصغيرة التي تحترق من نار ألمها وحدها حتى أصبحت دون بكاء فلقد ارهقها بكائها لدرجة انها أصبحت تئن فقط بألمها وهي تقول "بابابابابا".
مرت ايام اخر حتى جاء اليوم الموعود واخيراً انتصر الحق وزهق الباطل بالوقت الذي أحكم الظلم حلقته وظن يوسف انه لا مفر من محبسه و ضياعه.
تبرأ يوسف أمام الجميع بعد ان تم القبض على أكبر عصابة مافيا رجال الأعمال بتركيا. واخيراً تحرر من محبسه والظلم الذي وقع عليه. كان حدث جلل بكل الدول. فلم تتركه صحيفة أو قناة إعلامية داخلية او خارجية إلا وقد اعلنت عن خبر سقوط هذه الشبكة شارحة تفاصيل ملاحقتهم للجناة خلال أكثر من سنة كاملة.
فرح يوسف بخروجه وانتصاره على من عادوه ورجوع حقوقه واملاكه له
و وسط هذه الفرحة قلق يوسف حيال ردة فعل خالته فضيلة بيرقدار. عادت من فرنسا بعد معرفتها بأمر بقاء اختها على قيد الحياة متخفية بحالة مرضية سيئة.
بالأصل كانت فضيلة هانم تأتي لزيارة يوسف بمعاد ثابت كل شهر بمحبسه تحت إجراءات امْنية مشددة حتى لا يحدث أي أمر معاكس. تأثرت كثيراً بوفاة اختها الوحيدة التي تمثل لها كل شيء بالحياة حتى انها اعتزلت الجميع من بعد خبر الوفاة.
كانت معرفتها بحقيقة وضع اختها امينه وانها ظلت تحارب مرضها وحدها أمر صعب جدا على شخص كفضيلة. فبالرغم من انها علمت بتفاصيل الأحداث وخطَورة الوضع إلا أنها لم تغفر ليوسف ما فعله وتخبئته لأمه وعدم إخبارها بالأمر.
كان موقف فضيلة قوي وحازم حين قررت اخذ امينة معها للعلاج بفرنسا.
لم تنتظر الموافقة من يوسف الذي كان بوضع صعب امام غضبها وحزنها وخيبة املها به.
حجزت فضيلة طائرة خاصة لانتقال اختها بأمان لأحدى اكبر المستشفيات الخاصة بفرنسا تحت رعاية زوجها الطبيب المتخصص بأمراض القلب.
مكث يوسف بفرنسا عدة أسابيع حتى اطمئن على وضع امه واكتسب رضى خالته من جديد فهو ذو مكانة كبيرة لديها مما جعلها تغفر له فعلته وخاصة أنه كان مجبرا على هذا. قرر أن يذهب لأمريكا لرؤية ابنته وزوجته محاول إصلاح الوضع لأجل ابنتهم وحبهم الكبير
ومع معارضة فضيلة قرار يوسف بمسامحة هوليا وعودتهم لحياتهم وكأن شيء لم يكن
امامها الا ان تصمت من اجل ابنته والشوق الذي يلمع بعيونه كلما تذكرها
سافر بقلب فرح حالم بكل ما هو جميل ومفرح حتى ضاعت تلك الاحلام فور تفاجئه بزوجته مع عشيقها الجديد.
لم يصدق الحالة التي كانت تعيش بها كالسهر والحفلات والمعارض تاركة ابنتها دون اهتمام.
حاول كثيرا ان يأخذ ابنته ويعود بها لتركيا. عرض على هوليا أكثر من عرض و دفع اموال. واراضي. ولكنها رفضت كل العروض لم يجد يوسف قانون يقف بجانبه في أمريكا حتى ابنته لم تتعرف عليه وهربت منه لحضن امها ناظرة له وكأنه غريب.
صرخ يوسف وهدد وتواعد دون ان ينجح بفعل شيء أمام نفوذ ابيها ومعارفها وعشيقها الذي لا يقل نفوذا عن أبيها ليصبحوا كحائط صلب كبير امامه.
عاد لبلده حامل بقلبه خيبة أمل كبيرة. لا زال يتواعد بفعل كل ما يستطيع فعله لاكتساب حضانة ابنته وأخذها منها.
لم تكتفي هوليا بظلمه وحرمانه من ابنته لترفع بعد لقائهم الاخير قضية طلاق كما كانت تهدد دائما. كما كتبت على صفحات التواصل الاجتماعي كلمات تسيء ليوسف وعائلته التي ظلمتها وسرقت اجمل سنوات حياتها منها. وعدم مسامحتهم على ظلمها وظلم ابنتها الجميلة.
لا يمر يوم الا وكتبت ما يسيء بهم ملحقة الكلام بصور لها وهي حزينة كي تظهر مظهر البريئة المظلومة أمام الجميع. ظلت تكرر الأمر حتى نجحت باكتساب تعاطف كبير على مواقع التواصل.
لم تستطع فضيلة بيرقدار تحمل هذا الوضع الرخيص. نشرت عدة تصريحات في المجلات الفرنسية التابعة لزوجها…
"الجميع يعلم من نحن. نحن لسنا بحاجة للدفاع عن انفسنا".
لم تكتفي بذلك عقدت فضيلة مؤتمر صحفي توضح به الواقعة والظالم والمظلوم.
تمّ سؤالها ما هي خططهم المستقبلية لترد فضيلة بحديثها المليء بالثقة الكبيرة كعادتها فهي قوية ولها وضعها المميز بالمجتمع..
قائلة "لا خطط ولا مستقبل قبل إنهاء وضع كان علينا انهائه قبل بدايته. لم يسعنا الا ان نقبل بالقسمة والنصيب وأقدار الله شرها قبل خيرها. سننهي قضية الطلاق الخاصة بابننا يوسف بيرقدار وسنعطي الطرف الآخر كل ما يريد ويحلم يكفي أن ينتهي لأنه طال زيادة عن قدره. ومن ثمّ ارجاع صغيرتنا للمكان الذي تنتمي له. و بعد هذا سنصرح عن خططنا ومفاجأتنا التي لا تنتهي"
يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.