recent
جديدنا

الليالي المظلمة الفصل الثاني والثلاثين

Wisso

 

      رواية الليالي المظلمة  

                             بقلم أمل محمد الكاشف



لم ترد عليه اخرجت هاتفها من الحقيبة وبدأت تقلب به وهي صامتة.


حزن يوسف من جديد تحرك ليعتدل كي يحدثها مرة أخرى ولكن هذه المرة تألم بشكل اكبر ليغمض عينيه متأثرا وهو يقول

" اوووووه ه ه "

 اسرعت نحوه بغضب قائلة

 " لماذا تحركت "


نظر لها وما زال الالم مرسوم على وجهه ليقول " حقا أردت راحتكِ "


هدأت من غضبها لترد بصوت منخفض

 " حسنًا ومع ذلك لا يمكنك التحرك كي لا تؤذي نفسك"


علقت عيونهم المشتاقه لاحاديثهم ببعضها فلم يستطع كلاهما منع أعينهم من الغرق ببحور أحاديثهم الصامتة


خجلت سيلين امام تلك النظرات الباسمة الغارقة بالعشق تحركت للخلف خطوات وهي مخفضة الأعين ليتحدث زوجها قائلا 

" عليكِ ان تأكلي شيئا لا يمكنكِ البقاء بهذا الشكل للغد "


ردت سيلين عليه وهي تتهرب بعيونها قائلة

 " لست جائعة" 


رفض واصر ان يطلب لها طعاما خاصا لتعترض هي أيضا قائلة 

" لقد تأخر الوقت على الطعام الخاص "


جاء  ليتحدث ولكن سبقه صوت رنين هاتفه حركت سيلين رأسها لتنظر لمصدر الصوت من الواضح أنه بخزانة الغرفة أخرجته وهي تقول " توقعت انها هي" 


ثم نظرت ليوسف وهي تهز رأسها بدلع قائلة " من المؤكد انها لا تريد النوم بدوننا" 


قالتها لتصمت بعدها ناظره له ولعيونه التي تؤكد صحة ما قالته 


اقتربت و وجهت الهاتف نحوه فمن خجلها نسيت أمر يديه، وبعد ثواني  تذكرت لترفع الهاتف نحوها لتجيب على الاتصال ليسمعا صوت بكاء صغيرتهم وبجانبها صوت أنيسة وهي تهدئها وتقول لها "انه لا يجيب انتظري" 


اسرعت سيلين بالرد منادية على الصغيرة لتحدثها وتهدئها، ظلت لي لي تبكي حتى بعد حديث والدها معها 

( صغيرتنا غيورة مش عارفة طالعة لمين ماشاءالله)


حولت سيلين الاتصال لفيديو وقربته من يوسف ليحدث ابنته صوت وصورة لربما تهدئ، تدخلت سيلين بحديثهم طالبة منها ان تقوم بتنويم عرائسها فلقد تأخر الوقت و الجميع نام وسكن


انحنت سيلين و اقتربت من يوسف حتى تظهر بمكالمة الفيديو وبرغم جهده وتعبه إلا أنه كان فرح بقربها منه.

استغرق تهدئة لي لي و تنويمها مجهود ووقت كبير حيث انهوا المكالمة واعادوها لأكثر من مرة، فعندما تهدئ يغلقون ويقولون نجح الأمر تعود انيسة بالاتصال بهم فهي لا تتحمل بكاء الصغيرة عليهم.


نامت الصغيرة وهي تلعب وتغني معهم على الهاتف حتى كانت آخر كلمات سيلين لها

"حلق بالسماء كي يعلن عن فرحه وسعادته بإشراقة شمس يوم جديد" 


تحركت سيلين بعدها متألمة من ظهرها وهي تستقيم بعد طول انحناء 


تحدث يوسف 

 " كان عليكِ ان تذهبي لترتاحي وتأتي بالصباح. كيف ستنامين على المقعد وانتِ متعبة " 


شعرت بالنعاس والاجهاد وضعت يدها على وجهها لتمسح إجهاد يومها الثقيل قائلة

 " لا عليك ولكنِ سأذهب لأغسل وجهي واحضر القهوة والبسكوت ان وجد وأعود إليك" 


اخذت هاتفها معها وهي تكمل

" إن حدث أمر معاكس اتصل بي سريعا " من جديد نسيت وضع يداه


ابتسم يوسف وهو يقول

" لا يحدث شيء إن لم تتأخري علي" 

خجلت من نظراته مما جعلها تخرج سريعا من الغرفة دون كلام

تحركت لتسير بالممر بوجه مبتسم فرح

" فهل عاد قلبها لينبض من جديد"

في مطعم جميل انتهى عشاء جميل وخفيف استمتعوا به، اوصل شاهين غمزه لمنزلها وهي شبه واعية من شربها ضحك عليها وقال

" ألم احذركِ من الأثقال بالشرب" 


ضحكت بصوت عالي داخل السيارة انزلها شاهين وهو مبتسم من السيارة و ساندها لإدخالها بوابة منزلها 

في مشفى العاصمة 


احضرت سيلين شطيرة جبن و اختارت الشاي بديلا للقهوة وتحركت بهم وهي تتناولهم نحو غرفة يوسف 


لم تستطع انتظار عودتها للغرفة كي تأكل فلقد كانت جائعة كثيرا دون شعورها بهذا عندما انشغلت  بالأحداث المتتالية.

ذعرت وانتفضت لصوت صراخ قوي يأتي من خلفها، استدارت بخوف لتنظر نحو مصدر الصوت لتجدها سيدة في منتصف العمر فقدت زوجها للتو، حزنت عليها ثم حركت نظرها بضيق نحو ملابسها وخاصة حجابها الذي غرق بقطرات الشاي المنسكبة اثر الذعر والصراخ المفاجئ.


للحظة تذكرت امر زوجها لتسرع نحوه وهي خائفة عليه لا احد يعلم من اين جاءها هذا الشعور وكأنها هي ايضا ستفقده.


دخلت الغرفة وهي تنظر له بخوف. اقتربت من فراشه متسائلة

 " هل أنت بخير؟ هل تشعر بألم؟"

 مدت يدها و وضعتها على جبهته لتطمئن على حرارته 

رد عليها ليطمئنها باستغراب فحالتها لا تدل على خير حتى ملابسها الملطخة بالشاي 


هدأت من خوفها وهي تقول 

 " لقد حزنت المرأة كثيرا لو رأيتها لبكيت معها" 


تمالكت نفسها وبدأت تزيل قطرات الشاي من على حجابها بالماء 


حتى انها وضعت القليل من الماء على وجهها ليطلب منها بهذه اللحظة ان تضع لها الماء على وجهه فلقد شعر بالضيق حيال ما سمع منها.


لتقترب منه مرة اخرى وتضع يدها على جبهته و وجهه وحتى انزلتها على عنقه باهتمام كي تتأكد من عدم وجود حرارة.


اغمض  عينه مستمتعا بقربها واهتمامها وقطرات الماء التي تدور بيدها على وجهه الفرح، كانت يدها تدور ولكن بالحقيقة قلبها من كان يدور ويدق ويتحرك من جديد.


زاد الامر اطالة عندما شردت سيلين وهي تمسح الماء على وجهه وترفع شعره للخلف لتحسن منه.

 فتح  عيونه ليستمتع بتلك اللحظات القصيرة التي نبعت من صدق مشاعرها.


لاحظت نظرته الثابتة عليها لتتحرك بخجل بعد أن اكتشفت شرودها بجانبه.


اتجهت نحو شطيرتها وبدأت بتناولها حتى اكمالها وهي جالسة على المقعد الجانبي دون كلام ولا حتى النظر لوجهه المبتسم.


نامت على وضعها قبل انتهاء آخر لقمة بشطيرتها وكأن صغيرته لي لي امامه.


ابتسم قلبه فرحًا وهو ينظر لها بأعينه التي تغمض وحدها من كثرة الإرهاق والمسكنات القوية التي تعينه على آلام العظام.


مر الليل بمتابعة الممرضات لحالة يوسف وقياساته وتبديل السيروم الخاص به 


لتشرق شمس يوم جديد كان الطبيب الذي أجرى العملية بغرفة يوسف يطمئن عليه ويطمئنهم باستقرار الحالة.


خرج الطبيب لتنظر سيلين للساعة بشرود ، لاحظ تكرار نظراتها نحو ساعتها منذ استيقاظها ليقول لها

 "يمكنكِ الذهاب أنا بخير. وأيضا سأنام قليلا. يكفيكِ بهذا القدر" 


فكرت وهي تنظر لحالة ملابسها قائلة

 " نعم عليٌ ان اذهب لا يمكنني الاستمرار بهذه الملابس"


تحركت واخذت حقيبتها و سألته هل انت بحاجة لشيء اجابها بالشكر اومأت رأسها ثم تحركت لتخرج دون كلام و لا وعود بالعودة.


حزن يوسف فور خروجها قائلا لنفسه

"كيف تركتني بهذه السهولة وكأنها بمأمورية رسمية ذهبت فور انتهائها".


لا يعلم أنها ذهبت لصغيرتها كي تكون بجانبها فور استيقاظها وايضا لتعود بها للمشفى بعد بكائها الكثير قبل نومها أمس.


 وهذا ما احزنها وجعلها تقرر ان تحضرها بجانبهم، استيقظت لي لي لتجد سيلين امامها ضحكت بوجهها وحملتها بحضنها وهي تقول 

" ما رأيك بالمفاجأة" اكتفت لي لي بالابتسامة والفرح كرد جميل منها.


نظرت سيلين نحو دفتر التلوين الخاص بلي لي 

" ما رأيك ان نلون سويا "


فرحت الصغيرة لتكمل سيلين حديثها 

 " ولكن ليس هنا" 


تساءلت  انيسة  وقالت " أين ستلونون" 


اخبرتها انها في عجلة من أمرها ستبدل ملابسها و تأخذها ليعودا بجانب يوسف.


سعدت انيسة بوجودها واهتمامها بعائلتها من جديد، وبعد وقت قصير دخلت سيلين غرفة زوجها  وهي تقول

 " مفاجأة. لقد أتت اميرتنا "


فرح يوسف و أبتسم وجههُ الذي ظل حزينًا من بعد ذهابها، صفقت لي لي بمجرد رؤية أبيها أرادت أن تحتضنه.

انحنت لتحملها ومن ثم اقتربت من يوسف لتجعلها تقبله فقط. من يرى يوسف يتعجب هل كان يقبل ابنته أم كان يستمتع بقرب زوجته منه 


اضافت لي لي الفرحة على الأجواء فبرغم تألم يوسف  بالإضافة الي الاجهاد الذي اصاب سيلين برعاية الصغيرة وأبيها الذي تدلل كثيرا وتذمره بنومته فهو يطلب الجلوس تارة وعندما تجلسه يعود ويطلب أن ينام تارة اخرى..


فهل أراد الشعور بأيديها التي تحتضنه كي تجلسه وتنومه أم هو حقا يتألم و لا يعلم ماذا يريد. ام اجتمع دلاله مع تألمه ليقسموا على ارهاقها. 


مرت ايام الرعاية بالمشفى على هذا المنوال حتى  ظن الجميع انهم عادوا ليصبحوا عائلة من جديد. 


ولكن بالأخير جاء هذا الترك بمجرد خروجه من المشفى صباح اليوم واطمئنانها عليه وهو بسيارة مراد صديقه.


لتعود هي لمنزلها بجانب أورهان مرة اخرى 


توجهت للحمام بمجرد وصولها لتأخذ حمامًا دافئا اعتقدت انها ستتخلص بهِ من حزنها الذي عاد إليها بمجرد تركه.


( دعونا لا نقول حنين بل نقول وحدة وضياع فهي بجانبهم تشعر انها تمتلك كل شيء وبمجرد ابتعادها عنهم تعود لوحدتها وضياعها حتى وإن كان الجميع بجانبها) 


وبعد مرور ساعتين فقط قررت أن تطمئن على التزامه بمواعيد الدواء وايضا عدم إجهاده والسير على أرجله 


اتصلت بالسيدة أنيسة لتطمئن منها ولكن انيسة رفضت ان تجيبها حتى اغلقت الهاتف تماما وهي تقول لنفسها

 " لنرى ماذا ستفعلين الآن"


اتصلت سيلين مرة اخرى بأنيسة لتجد هاتفها خارج التغطية صمتت قليلا وهي تفكر محدثه نفسها " هل نفذ شحن هاتفها " 


ترددت بالاتصال على هاتفه لتمر ساعة اخرى وهي في صراع مع نفسها تريد ان تطمئن وبنفس الوقت لا تريد ان تتصل به ليأتي عليها وقت تقول لنفسها 

"وما المشكلة باتصالي فهو لأجل مرضه. لا يمكن أن يفهم هذا خطأ"

 و وقت آخر تقول 

" لقد انتهى كل شيء لم أفرض نفسي على حياته فليكمل كلا منا طريقه" 


انتهى هذا الصراع باتصال  يوسف الذي كان يصارع نفسه كي يسمع صوتها ولكنه خاف وتردد من ردة فعلها.


فتحت الهاتف سريعا عند رؤيتها الاسم قبل اكمال أول رنة، لم يندهش من فتحها للهاتف سريعا ولكنه اندهش من سؤالها السريع على جرعات الدواء وخاصة الكريم الذي يوضع بعد كمادات دافئة ومساج خفيف للعضلات 


صمت يوسف ولم يجب عليها لتقول هي 

" اعتذر تحدثت سريعاً. تفضل اسمعك هل كنت تريد شيءً" 


تحدث بصوت يملأه الألم الشديد فكأنه لم يكفيه ألم قلبه ليأتي ألم مرضه ليزيد منه 

قائلا 

" شكراً لكِ اردت فقط ان اطمئن عليكِ واشكركِ على تواجدكِ بجانبي في المشفى" 


اغمض  عينيه حزنا وهو يقول

 " اعلم انكِ اخرجتني من قلبكِ وحياتكِ حتى انكِ مزقتي كل شيء يجمعكِ بي. لن ادخل بالتفاصيل فانتِ بالنسبة لي محقة وان كان لي اسبابي فستظلين محقة أمامي. ولكنِ اتصلت لأطلب منكِ ان نعود كسابق عهدنا فان لم استطع النجاح بكوني زوج وحبيب. فعلى الأقل لنحتفظ بصداقتنا كالسابق "


كانت تستمع له وهي غاضبة تكز بأسنانها على شفتها السفلى دون رد.


انتظر ردها الذي لم يأتيه واشعره برفضها حتى بقائهم اصدقاء بهذه اللحظة أتت لي لي بأقصى سرعتها حاملة لعبة منزل العرائس وألقت به على ارجل ابيها ضاحكة.


لم تظن أنه سيتألم حتى علا صوت اهااات تألمه وكأنه تعرض لصاعق كهربائي


بكت الصغيرة خوفا من صوت ابيها اسرعت انيسة كي ترى ما به، اما سيلين فظلت تسأله " ما بك؟ ماذا حدث؟" دون رده عليها فهو ما زال متألما بعد ان اختارت لي لي المكان الصحيح لإلقاء اللعبة عليه.


اخذت انيسة الهاتف وهي ترد على سيلين قائلة " لا يستطيع الرد عليكِ فهو يتألم. لقد اصابته لي لي بمكان الحادث" 


ردت عليها بحزن

 " يوجد بشنطة الأدوية مسكن باللون الاحمر نسيت اسمه ولكنه الوحيد باللون الاحمر اعطيه منه وسيكون بخير" 


صدمتها السيدة أنيسة وهي تقول 

"لا يمكنني اعطائه الان فهو لم يأكل شيء منذ وصوله وايضا لم يتناول أدويته" 


غضبت سيلين  مما سمعته، غضب يوسف هو ايضا بعد سماعه لما قالته انيسه  واشار بيده بصعوبة لتعطيه الهاتف. 


اعتذر منها فور حديثه المتعب

 "سأكون بخير شكرا لكِ. ولكني مضطر ان اغلق الان "


رفضت إنهاء المكالمة وسألته قائلة

" لماذا لم تتناول طعامك و أدويتك حتى الان . هل ترى أن الوقت مناسب لدلالك" 


تحدث  وهو يحاول ان لا يظهر تألمه قائلا

 " ليس دلالا ولكننا ننتظر الممرضة الخاصة. اخبرونا انها ستأتي ولكنها تأخرت. انتِ تعلمين طبيعة ادويتي. أما الطعام فسأتناول الآن لا تقلقي"


صدمت من حديثه عن الممرضة الخاصة و صوته الذي ملئ بآلامه حتى وإن أراد اخفاءها عنها


اغلقت الهاتف وهي أشد اختناقًا وضيقًا تحركت بعصبية في المنزل تحدث نفسها قائلة

"عليك أن تعتاد. بل علينا ان نعتاد على العيش بمفردنا. بما انك اردت العيش كسابق عهدنا فلتجرب من الان" 


رن هاتفها لتنظر إليه سريعا ثم تغلق اعينها بعد رؤية اسم شاهين وتلقي بهِ على الاريكة المقابلة دون فتحه قائلة لنفسها 

 " ممرضة خاصة إذًا. حسنًا هذا جيد لنرى هل سينفعك اهتمامها ورعايتها ام ستتدلل عليها هي ايضا. لا اريد، لا أحب، يدي تؤلمني. ان كنت سأعلم أنني سأتدلل بهذا الشكل كنت فعلتها عن قصد" 


كررت كلماته التي ظل يرددها لها بالمشفى

لتصمت بعدها متذكرة كيف كان لا يستطيع تناول طعامه بمفرده وكيف كانت تتدلل عيونه عليها وهي تطعمه.


ابتسمت وهي تتذكر ضحكه و سخريته من نفسه وكأنه اصبح طفل صغير تحت رحمتها زادت ابتسامتها عندما تذكرت كيف كانت تتعامل معه كأنها تروض لي لي وتسايرها لتأخذ علاجها


ما زال هاتفها يرن بجوارها لتأخذه وتجيب عليه قائلة " الووو" ليرد عليها شاهين بيه قائلا " لماذا لم تجيبي لقد قلقت عليكِ" 

اجابته بحده وضيق ما هي به

" تفضل اسمعك هل طرأ امر عاجل جعلك تكرر الاتصال بهذا الشكل" 


ضحك شاهين وقال

" أصبحت أغلق واخاف ان لم تجيبي وايضا اصبحت كالوحيد عند عدم رؤيتي لكِ" 


ارتبكت مما سمعته لا تعرف بماذا تجيب. فكان هذه المرة شاهين واضح وصريح بشكل صادم


لم ينتظر شاهين إجابة عندما استأذن منها كي يدخل اجتماع هام وبعدها سيتواصل معها مرة اخرى فهناك أمر هام عليهم التحدث به.. 


تحدثت سيلين بفضول شديد قائلة 

" وما هو هذا الأمر" 


ليضحك شاهين وهو يرد عليها قائلا 

"لم أكن أعلم انكِ فضولية لهذا الحد. ولكنِ سأستمتع بفضولك هذا حتى انهي اجتماعي ومن بعدها نتحدث او نتقابل ان ناسبكِ هذا" 


اغلق هاتفه ليتركها خلفه مصدومة من حديثه ليأتي بهذا الوقت لخاطرها سؤال واحد 

"هل كان زائد لهذا الحد. هل هو محق من غضبه وغيرته"

( جونايدين سيلين هانم.... انا حاسة انهم فاهمين وبيعملوا مش فاهمين ليغيظونا ههههه) 


رن هاتف سيلين مرة اخرى ولكن هذه المرة كان المنبه يذكرها بموعد دواء زوجها لتعود لتتذكر قلة حيلته بالحركة و لزوم تلقيه مساج خاص للعضلات قبل الكريمات المعالجة.


اتسعت عينيها لتتذكر كيف كانت ترفعه بين يديها بهدوء حتى تعطيه دوائه، ورغم تحسن وضعه ليصبح يستطيع تحريك جسده و يده بحذر إلا انها كانت خائفة عليه ليس خوف فقط بل غيره أيضا.


هزت راسها بضيق زافره بغيرها

"أأمل ان تجد راحتك مع ممرضتك الجديدة لا اعرف ما الحاجة لها يمكنك استبدالها بأحدهم ليأتوا طائرين إليك حتى سيناسب هذا أكثر" 


تذكرت غمزة  لتشتعل بنار غيرتها قائلة

 " ما دمتِ لا تستطيعين إنهاء عملكِ بمفردك فلما العمل من الأساس" 

وصلت الممرضة الجديدة لمنزل يوسف، استقبلتها السيدة انيسة واجلستها بالصالون وهي تدقق في جمالها ووجهها البشوش، سألتها عن المريض لترد انيسة قائلة 

"ابني  نائم بالاعلى علينا انتظاره ليستيقظ وحده"

وقفت الممرضة وقالت

 "لا يمكن الانتظار حتى استيقاظه. اعلم ان إجراءات خروجي من المشفى استغرقت وقتا كبيرًا أدى إلى تأخيره بتلقي العلاج. لهذا توجب علي  إيقاظه واعطائه دوائه كما ان هناك علاج طبيعي مهم من الخطر التأخر عنه. لا تقلقي سأتركه لينام براحته بعدها"


نظرت لها انيسة لحماسها الشبابي وطاقتها الإيجابية قائلة

 " ولكنه أوصاني أن لا يزعجه أحد وخاصة إن كان لأجل العلاج "

رفضت الممرضة وقالت

"لا يمكن حدوث هذا علي ان اذهب له ويرفض بنفسه لأدون هذا بسجل التقرير اليومي كي لا احاسب من قبل المشفى لاحقًا"


صمتت انيسه عاجزة عن التصرف امام اصرارها وحقها بضرورة إعطائه الدواء.


سألتها بشكل عفوي ويد تتحرك على شفتيها

"هل أنتِ جديدة بعملك، عندما رأيت حماسك وشغفك ببدأ عملك شعرت وكأنك جديدة بوظيفتك"

ردت هيان بابتسامة صغيرة رسمت على وجهها "نعم لم اكمل الثمان سنوات بعملي"

وباندهاش وعفويه ردت انيسه 

"ثمان سنوات! وكم عمرك على حساب هذا"

رفعت هيان يدها للأعلى قائلة 

"ساصعد لابدأ بمهمتي واعود لنتحدث على مهل، ام انكِ لا تردين مضايفتي بالشاي والحلويات"

صمتت انسية أمام تحرك هيان وصعودها الدراج اشارت لها نحو غرفته بالأعلى لتشكرها الممرضة وأكملت سيرها نحو غرفته. 

طرقت هيان الباب ودخلت الغرفه وهي  تقترب من الفراش لتوقظه

"يوسف بيه. يوسف بيه. عليك أن تأخذ دوائك كي نبدأ بالعلاج الطبيعي لقد تأخرت كثيرا على أخذه" 

فتح عينيه ليجدها تتحدث امامه لم يستوعب الأمر بالأول فلولا زيها الطبي لكان استغرب وجودها بغرفته.


رفض العلاج متحججا بعدم استعداده واحتياجه للنوم والراحة أكثر ومن ثم يبدأوا 

رفضت هيان و اخبرته انها مجبرة على البدأ بالعلاج، تحركت و رفعت الغطاء و هي تقول

 "من فضلك لا يمكنك الاعتراض" 

ليعلو صوت يوسف بالرفض مرة اخرى. 


تغيرت ملامح وجهها وهي تصر على القيام بعملها ليحدث ما توقعته انيسة حين علت الاصوات وانقلب الوسط لحرب متأججة


حاولت انيسة تهدئة يوسف واخراج الممرضة من الغرفة ولكنها رفضت الخروج قبل الاتصال بالمشفى لتخبرهم بما حدث معها 


نظر يوسف لأنيسة قائلا بغضب 

"اخرجيها من الغرفة قبل ان افقد اعصابي"


تحركت الممرضة لتخرج قائلة 

"أثبت الحالة والان سأهرج دون عودة"

تحدث يوسف وهو ينظر لخروجها قائلا بصوت يعلو ليصل لها بالخارج

"ساقدم شكوى واجعلهم يعاقبونك على صوتك العالي وغضبك على المرضى بهذا الشكل وكأنك لم تدرسي في الطب سوى كيفية إطلاق اللسان"

عادت هيان لترد عليه بعصبيه اكبر لولا وقوف انسية امامها ممسكه بالباب محكمة غلقه وهي تقول "عيب عليكِ هل هذا ما تعلمتيه بدراستك، تبقى القليل على ضربه"


نزلت هيان الدرج وهي تحدث مسؤول بالمشفى طلب منه إرسال طبيب نفسي للحالة وليس ممرض، كادت انيسة ان تفقد اعصابها وتصدمها على رأسها وهي تنزل خلفها على الدرج.


فتحت الممرضة باب المنزل وهي لا زالت تتحدث بغضب نظرت سيلين لحالة تلك المرأة وصوتها العالي باستغراب

اقتربت منها انسية قائلة  

"اخ ياربي من الجيد أنكِ أتيتي ارتفع ضغطي وانا بينهما لا اعرف ماذا سأفعل" 

نظرت سيلين نحو الممرضة التي بدأت قيادة سيارتها وهي تستمع لحديث انيسة الشارح لتفاصيل ما حدث صوت وصورة.

" يوسف بيه رفض العلاج وهذه التي سقطت من جهنم على رؤوسنا اصبحت تغصبه على قيامها بعملها غضب خاصتنا بشدة و السيدة مصرة على البدأ بالعلاج. لقد قامت الحرب بينهم بشكل غريب وسريع واصبحت بينهما لا اعرف ما علي فعله"

تساءلت سيلين

"غريبة ما الذي أوصله لهذه الدرجة اخبرني بقدوم الممرضة وانه ينتظرها للبدأ بعلاجه"

 ردت انيسة بحزن "لا احد يعلم ولكنِ سمعتها تتحدث مع المشفى قالوا انه سيأتي الطبيب النفسي بعد قليل كي يرى ما به" 


نظرت سيلين نحو الدرج لتكمل  انيسة حديثها بصوت منخفض

"انه غاضب بالأعلى بعد ما حدث مع الممرضة، اتسائل ماذا سيفعل أن علم بأمر الطبيب النفسي" 

ردت عليها لتطمئنها "لا تقلقي انا سأصعد لرؤيته واتحدث معه"

ردت انيسة بابتسامه مبطنه بالخبث

"نعم اصعدي وتحدثي معه عليه تناول ادويته أخشى أن يسوء وضعه الصحي"

قاطعتها سيلين بنبرة استفهامية

"اين لي لي هل هي معه بالغرفه "

 ردت انيسة سريعًا

"نامت قبل مجيء الممرضة بدقائق قليلة لا اعرف كيف لم تستيقظ على كل هذه الأصوات"

قاطعتها سيلين مجددا 

"من الجيد حدوث ذلك سأصعد انا له"


تركتها وتوجهت نحو الدرج وهي تعبئ صدرها بانفاسها الغاضبة مستنكرة ما فعله، تحدث نفسها قائلة

"ما هذه التصرفات لقد غلب الاطفال بعناده ودلالة الزائد"

تفاجأ يوسف بفتح الباب الغرفه دون طرق وهذا ما جعله يتحدث بسرعة 

 "لا اريد ان ارى احدا الان "

دخلت واغلقت الباب خلفها بقوة تحدثت بها

 "هكذا إذا! مخطئ بصوت عالي" 

استغرب من وجودها استوعب الامر مغير حديثه " أنا لم اقصدكِ ولكنكِ لا علم لكِ" صمت لوهله اكمل بعدها 

"ماذا تقصدين بمخطئ"

اومأت رأسها بغضب زافره باجابتها في وجهه "نعم أعلم ما حدث اما أخطأت به"


تحركت مقتربة من منظم ادرج صغير بجانب الفراش لتعطيه ادويته بعصبية دون اذن منه سكبت الماء في الكأس بعيون قويه لتضع بعدها الابريق على المنظم  بقوة أكبر ليخرج صوت من اصطدامه.


نظر لها بعيون واسعة ليجدها تقترب منه دون كلام ممسكة بالوسادات كي تضعها خلفه.

 وبصمته وحالة استغرابه مما تفعله تحرك قليلا بنومته ليساعدها بوضع الوسائد، اخذت الماء والدواء واقتربت لتعطيه له بنفس القوة والصمت

(هههههه لسان حال يوسف بيقول انا اول مرة حد يثبتني التثبيت ده ههههههه) 


رفض يوسف فتح فمه بأول الأمر مما جعلها تتحدث بنبرة غاضبة

"لا تعتقد لأننا خرجنا من المشفى لا يمكنني تغييره للحقن سأتصل واطلب تغيير الإقراض لأبر حقن وحينها لم انتظر منك فتح فمك وابتلاعها"

( ضاعت الهيبة يا جودعااان ديه بتهدده بالحقن 😂😂😂) 

تحدث يوسف بصوت طفولي

 "ولكنِ لا احبه يترك مرارة بحلقي لا اتخلص منها  لعدة ساعات".

ردت عليه وهي تبتسم بخبث قائلة 

"عليك ان تترك شيئًا لصغيرتك وان لا تجعلها تراك بهذا الوضع. وايضا عليك اخذه سريعاً لننهي أمر الطبيب النفسي الذي طلبته لك الممرضة قبل ذهابها او دعنا نقول طردها من المنزل"

لم تعطيه الفرصه بالتحدث ففور تحريك شفتيه وجدها تقترب منه لتلجم لسانه بنسيم سحرها الذي امتلك قلبه من اول لقاء.

 فتح فمه وأخذ جميع أدويته وهو ينظر لها بصمت، تحركت للخلف تاركه علب الأدوية بمكانها  وهي تقول

"هذا جيد سأتصل بالمشفى لأخبارهم بتناولك للأدوية واعود لنضع الأدوية الموضعية ونبدأ بالمساج المناسب"


ظل صامتًا تحت تأثير صدمة رؤيته لها في منزلها وعرفتها مجددًا.

اقتربت من خزانة الملابس الكبيرة فتحتها لتخرج منها فستان زفافها ثم وضعته على ذراعها لتزيد من دهشته واستغرابه.

ظل يراقبها ليفهم سبب اخراجها له دون ان يصل لشيء، تفاجأ بتوجهها نحو الباب لتخرج وهي تحمله على ذراعها. 


اعتدل بصعوبة متسائل بنبرة سريعه

" إلى أين ستأخذينه "

نظرت للفستان ثم نظرت له قائلة 

" لأجربه مرة اخرى.... " 

استغرب اكثر حتى كاد ان يهيء له انه داخل حلم كبير، اوقفها من جديد بسؤاله 

"وما الداعي لهذا الان" 

نظرت له بمكر اجابت به

 "فكرت قليلا و وجدت انهُ يمكنني استخدامه بالمرة المقبلة بدلا من انتظار الجديد منك" 



الليالي المظلمة الفصل الثاني والثلاثين
Wisso

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  • غير معرف11 فبراير 2025 في 11:56 م

    روعه تسلم ايدك حبيبتي

    حذف التعليق
    • غير معرف13 فبراير 2025 في 1:02 ص

      حلقة جميلة بدا الجفاف العاطفي يزول هههههه

      حذف التعليق
      • Amany Ahmed photo
        Amany Ahmed13 فبراير 2025 في 11:44 م

        النهاية تحفة اخذت الفستان من الدولاب وقفلت على قلب يوسف هاهاهاهاها قال هتجربة علشان المرة الثانية بدل مااا تتعبة وتخليه يشترى لها فستان جديد بتريحة قوى قوى هاهاهاها
        ياسيلين يا سوسو خدى بالك يوسف لسة طالع من العمليات وانت لسة مشرباه الدواء يوسف ده هيشفى ازاى دلوقتى هاهاها

        حذف التعليق
        google-playkhamsatmostaqltradent