recent
جديدنا

الليالي المظلمة الفصل الحادي والثلاثين

Wisso

 

      رواية الليالي المظلمة  

                             بقلم أمل محمد الكاشف



"لا تخبروا الناس كذبًا عن سُهولة التَخليِ و أن في البعدِ راحةٌ و في التخلِي سعادةٌ.

قولوا لهم قولًا حقًا و أخبروهم أن يتجاوزوا و أن يتمسكوا ببعضهم قدر ما يستطيعونَ .. فبعضُ الفراق لا يُحتمل و إن الأرواح بعد الفراق ... تَشيخ.


عاد يوسف الى منزله ليجد هوليا به تتحرك خلف ابنتها تحايلها لتكمل طعامها 


ركضت لي لي نحو أبيها بسعادة فور سمعها لصوته باحثه خلفه عن لين 

ازداد حزنًا لوضع ابنته التي وقفت تنظر خلفه مرددة " لين" بعيونها المتسائلة عن غيابها 


أغلق الباب ثم انحنى ليحملها قائلا 

"ستتأخر بالشركة" 


اقتربت هوليا منهم لتبارك له نجاح قضية زوجته وانتصارهم على هذا المجرم 


شكرها وهو يتحرك نحو الأريكة القريبة ليجلس عليها بعد أن أنهكه حزنه، أسندت الصغيرة رأسها على صدر والدها بصمت قلبها الذي شعر بحالة والدها.

اقتربت هوليا وجلست بجانبه بحجة أخذ لي لي والعب ولكن الوضع لم يساعدها حين رفضت الصغيرة الاستجابة لها، نظرت لوجه يوسف الذي خيم عليه القنوط والهدوء و الحزن الكبير باستغراب، حاولت ان تحدثه لتخرجه من حالته دون نجاح بهذا لذلك قررت الانسحاب و غادرت المنزل.

 بقي وحيدًا في المنزل نظر لابنته ليجدها قد نامت على حالتها تحرك بها ليصعد الدرج يتقلب وسط ذكرياته التي أصبحت تمر  أمام عينيه وكأنها تحدث للتو

هنا ضحكا وهنا نامت صغيرتها بحضنها وهنا شاهدوا افلام الكارتون. و هنا نزلت بفستانها الجميل وشعرها الذي اسره اول مرة حين أتت خالته للمنزل. و هنا تناولوا طعامهم وهي مرتدية الاحمر.


وبمجرد صعوده للأعلى رأى خيالهم وهم يرقصون اجمل رقصاتهم الهادئة الساحرة. تحرك نحو غرفته وهو أشد اختناقا ليتذكر بمجرد وقوع نظره على الفراش تلك اللحظات الجميلة التي كان يستيقظ بها ليجدها بحضنه غارقة بأحلامها 


وضع ابنته على الفراش ثم رفع عليها الغطاء وهو لا زال يتذكر تقاربهم وفرحتهم حتى وصل ليوم تركها واعطائها وعد ان لا يقترب منها مرة مجددًا، اغمض عينيه بغضب وكأنه تركها للتو. ضغط على أسنانه بقوة تذكرة  حديثه عن علاجها وشفائها بهذا اليوم،

خاطب قلبه المجروح بصوته المتألم

"يجب ان افعل شيئا. نعم علي أن أفعل أي شيء لأجل عودتها إلينا.  لا يمكننا  العيش بدونها عليٌ أن أحارب لأعيدكِ. لن أتحمل فقدها بعد ان وجدتها" 

نظر لأبنته مكملًا 

"لا يمكننا العيش بدونها"


فكر بالاتصال بها و لكنه تراجع و اختار ان ينتظر ليوم غد حتى تهدأ من أجواء المحكمة 


ظل مستيقظًا طوال الليل وهو يرتب افكاره وما سيقوله و يفعله و بالأخير قرر عدم الاستسلام بحاربه حتى تعود اميرته الى منزلهم و عائلتهم.


بدأ يوم جديد مليء بالنشاط في مكتب أورهان بيه، اجتمع المحامين ليخبروهم مستجدات تطور قضية اتهام سرحات وفايزة بالقتل العمد، ازدادت سيلين من قوتها وحدتها وصلابتها التي اكتسبتها من قسوة الجرائم التي علمت بها متأخرا فكيف قضت عمرها مع مجرمة على هيئة ام.


اخبروهم المحامين بموعد الجلسة المقبلة بعد ثلاث ايام فقط 

احضر يوسف ابنته للشركة كي تكون أداة ضغط على سيلين يقترب بها منها، لم يتوقع للحظة أن تغرق بعملها تاركه مسؤولية الصغيرة للموظفة الخاصة التي عينت لرعايتها.


تحدث معها ليهدئ من توترها مؤكدًا على انتصارها بهذه القضية أيضا، شكرته وتمنت أن يحدث ما قاله وهنا تجرأ يوسف ليطلب منها ان تحضر له القهوة لعلها تتذكر وتحن لايامهم السابقة قائلا 

"إن لم يشغلك طلبي عن عملك هل يمكنكِ تحضير فنجان قهوة لي،  أشعر بطعمها في حلقي" 

اعتذرت له لكثرة انشغالها وخرجت من المكتب على وعد تحضيرها له بعد انتهائها من بعض الأعمال 


صمت منتظر على امل تلك اللحظة التي ستعود بها إلى  مكتبه كي تعد له قهوته، وبينما هو ينتظر تفاجأ بخروجها من الشركة مع اورهان وشاهين.


ورغم حزنه الكبير وهو شاهد على خروجهم الا انه اعطاها الحق فكيف ستنشغل به بعد كل هذه الصدمات التي تلقتها بوجهها في وقت قصير، لتصبح من بعدها لا تفكر ولا تهتم سوى بالوصول لأي أقارب من جهة أهل أمها الحقيقية، تألمت كثيرا كلما تذكرت سبب وفاة جدها والد أمها بارتفاع ضغط الدم المفاجئ فور سماعه خبر وفاة وحيدته ومن بعدها لحقت بهِ جدتها التي لم تتحمل هي ايضا فقدانها لاحبتها. 


مر يومين ليأتي بعدهم اليوم الأخير قبل موعد المحاكمة، اجتماع شاهين و اورهان و سيلين بالمكتب يتناولون طعام فطورهم وسط الأحاديث المهمة والجادة


دخل يوسف غرفة المكتب ليتفاجأ بوضعهم أشار له اورهان قائلا 

"اين كنت اتصلت عليك كي تشاركنا طعامنا ولكنك تركت هاتفك بالمكتب واختفيت" 


تحدث وهو بمكانه جوار الباب 

"شكرا لك انا لا اشتهي الان سأعود بعد انتهاء طعامكم"


رفض اورهان وأصر عليه أن ينضم لهم، لم يستجيب لطلبه إلا بعد تحرك سيلين على مقعدها لتنظر نحوه وهي تقول بتلقائية

" نسيت امر القهوة اعتذر منك فلم يعد لدي عقل أتذكر به أي شيء وسط المفاجآت والأحداث السريعة، ولكن ان شاركتنا طعامنا حتما سأعدها لك بعده" 


ابتسم لوجهها وتحرك ليجلس بجوارها 

 وهو يقول

 " بالطبع لا يمكنني الرفض وخاصة ان كانت الجائزة الفوز بقهوتي المحببة" 

قرب مقعده من مقعدها ليزيد هذا من ضيق وغضب شاهين 

وبدون تفكير او سؤال اخذت سيلين طبق فارغ و وضعت به الطعام لأجل يوسف الذي اقترب قفزه على المقعد من شدة فرحته وكأنه طفل صغير ينتظر بحماس مكافأة امه له.


رفع شاهين طبقه و مده نحو سيلين قائلا 

"وانا ايضا اريد تجربة الملفوف. هل وضعتي لي القليل منه" 


نظرت لطبق الملفوف الذي أمامها وحملته لتضعه أمام شاهين وهي تقول 

"لقد أخذنا ما يكفينا. تسطيع وضع الكمية التي تكفيك منه فإنا لا اعلم قدر طعامك" 


زاد هذا من ابتهاج الدب حتى ظهر على وجهه علامات الفرح والسرور،  غضب  شاهين حيال شعوره بالرابط القوي بينهم فحتى بوقت انفصالهم يتصرفون بود وقرب وانسجام غريب وكأنهم روحين بقلب واحد.

 

تساءل شاهين بلحظة صدق مع نفسه 

"كيف ستنفصل أرواحهم المتلاصقة ببعض لهذه الدرجة"


مد يوسف يده وأخذ قطعة من الدجاج المشوي و وضعها امام سيلين وهو يقول 

"كما تحبيه تمامًا. اعلم أن ما تحضريه بيدك أجمل بكثير ولكن علينا الاكتفاء بهذا الان" 


لم يكتفي بوضعها بطبقها فقط بل بدأ بتقطيعها لها كالسابق، كادت أن تدمع عينيها وهي تتذكر كيف كان يهتم بتقطيع الطعام لها كي تستطيع تناوله وصغيرتها بحضنها، تسارعت انفاسها الحزينة حين تذكرت اطعامه لها بيده وغيرة لي لي التي تسرع بإطعام والدها كما يطعم هو سيلين ليصبح الطعام اكثر متعة وفرح وسعادة. 


شرد الاثنان بذكرياتهم الجميلة لينتهي طعامهم بوصول أحد المحامين بأخبار صادمة جعلت من سيلين شخص اخر 


فلقد صرحت زوجة ابيها ان اونور تهشماي ليس بأبيها وأنه كان من المفترض أن تُكتب سيلين باسم والدها الحقيقي، بناءً على رغبة وطلب أمها قبل الولادة ولكن بعد الوفاة حدث العكس عندما أخذوا الطفلة وسجلوها على نفوسهم بالدولة كي يهتموا بها كي لا تبقى  بلا أحد، فإن عادوا ليثبتوا عدم وفاتها كانت ستعود لأبيها الشرعي  وهذا ما رفضه أونور وجعله يسجلها على نفوسه كي لا تظلم حياة الصغيرة واكرامًا لحبه لزوجته نيفين.


انهارت بالبكاء نافيه ما يقولوه مؤكده أن اونور والدها الحبيب.

أتى يوم جديد وقفت سيلين بقاعة المحكمة بعد أن نوديَ على أسمها، تحولت لشخص شديد الصلابة شديد القوة والثبات من يراها يعتقد أنها تهيئ نفسها لقتل أحدهم بقاعة المحكمة.


لم تصرخ ولم تبكي ظلت صامته منتظرة عقابهم المرضي لسنوات عذابها 


حاولت فايزة ان تنجي نفسها دون ان تعلم انها بأحاديثها واعترافاتها اغرقت نفسها اكثر و اكثر، سأل القاضي عن أبيها الحقيقي الذي يتحدثون عنه وهل هو على قيد الحياة أم لا. 


ليجيبوه أنه توفي بعد مولد سيلين بستة سنوات، لم يكن يعلم بوجود طفله له خبئت الام نيفين خبر حملها خوفًا منه فرغم زوجها به لعدة أسابيع فقط إلا أنها رأت بهذا الوقت القصير ما لم يراه أحد من ظلم وضرب واهانه لذلك تنازلت عن كل شيء مقابل الطلاق والعودة لقرية والديها، وعندها علمت بخبر حملها، تعرفت على اونور واتفقا على الزواج بعد الولادة ولكن كان للقدر قول آخر حين فارقت الحياة.


ساءت حالة سيلين لشعورها بالوحدة الكبيرة فحتى والدها الذي اذرفت عيونها دمًا على فقدانه لم يكن والدها. 


جاءت اللحظة المنتظرة التي أصدر القاضي قرارا بأخراج جثمان اونور ليتم فحص تطابق الانسجة (dna) ليتأكدوا من صحة اعترافات فايزة الاخيرة.


كما أصدرت المحكمة حكمًا بالحبس خمسة وعشرون عامًا لكلًا من سرحات وزوجته للقتل العمد و تسترهم على الحقائق. وتم تحديد موعد قضية الأطفال المباعة بعد ثلاثون يومًا حتى يتم جمع الدلائل الكافية بقضية كبيرة كهذه. 


رفضت سيلين أي دعم من يوسف و شاهين طالبة من اورهان ان يذهبا لمنزلهم فهي لا تريد لاحد ان يرى ضعفها وبكائها وقهرها.

 لا تريد لنفسها أن تشعر بضعفها خبئت بكائها عن نفسها ساخطة على كل شيء حولها.


ورغم روحها المبعثرة وقلبها المكلوم خرجت من قاعة المحكمة بقوة كبيرة، اقترب يوسف ليتحدث معها ولكنها استمرت بسيرها دون رد أو حتى النظر له.


اكملت خطواتها الثابتة دون روح ولا عقل ولا شعور، اشتدت عيونها بقوتها الغاضبة على كل شيء بحياتها فما اصعب ان تجد نفسك وسط خدعة أكبر مما توقعت. 


تحركت سيارة اورهان من أمام المحكمة لتتحرك خلفها سيارة شاهين بيه 


طأطأ يوسف رأسه وتحرك بحزن متجهًا نحو سيارته وهو يحدث نفسه 

"كان من المفترض ان تبكي، كان عليها ان تلقي بحزنها في قلبي"

اختنق بضيقه الذي ظهر بغرغرة عينيه الحمراء وهو يستمع لصوتها

"لا تتركني، لا تبتعد، احضني، بابا لا تتركنا وحدنا"

ابتلع ريقه بصعوبه منفصلًا عن من حوله حتى اصبح لا يدرك قطعه للطريق بحزنه وشروده ليحدث ما لم يخطر على عقل احد.


علا صوت اصطدام قوي لسيارة انحرفت عن طريقها مصطدمة بمبنى المحكمة بقوة.


نتج عن هذا الانحراف والاصطدام إصابة عدة أشخاص شاء القدر أن يكون صاحب القلب الحزين من بينهم ملقى أرضا نازفًا.


فإن كان بوعيه منتبهًا على تلك السيارة الطائشة لكان أسرع في تفاديها.


تم نقل المصابين للمستشفى باقصى سرعة لإنقاذهم وبعد الكشف على هوياتهم تم إبلاغ ذويهم بالحادث.


بحثوا بهاتف يوسف عن اب او ام او زوجة ليكن الخبر من حظ سيلين التي ترددت كثيرًا بالإجابة على هاتفها .


فبرغم قوتها أمامه إلا أنها بالحقيقة أضعف بكثير مما يظهر له فهي تحارب نفسها وقلبها ومشاعرها كي لا تلجأ له.


وبعد تكرار الاتصال على غير عادته واستغرابها الأمر ليبدأ الخوف والشك يتسلل لقلبها، فتحت الهاتف لتجد من يتحدث اليها سريعا 

قائلا "هل أتحدث مع زوجة يوسف بيرقدار" 


ردت بخوف مؤكدة

 "نعم أنا هي من معي. اين هو"


ليرد عليها المتصل قائلا 

"معكِ الطبيب عيسى علام من مستشفى العاصمة الخاصة. تم اصابة السيد يوسف نتيجة حادث سير" 

سقطت سيلين على المقعد الجانبي بعيونها المتسعة و وجهها الذي لا يريد تصديق ما سمع للحظات سريعة تذكرت عيونه الحزينة و كلماته الاخيرة لها وهي تهز رأسها بالرفض

وبعد وقت قصير تم وصول أورهان وسيلين أمام المشفى، ركضت زوجته مسرعة للداخل متجه نحو الاستعلامات تسأل عنه.


اخبروها أنه يتم تحضيره الان استعدادًا لدخوله غرفة العملية فلقد استعاد وعيه واعطاهم الموافقة بنفسه على العملية.


وصل اورهان بجانبها وسمع آخر ما قالته الموظفة ليسألها عن رقم الغرفه و أسرعا فور علمهم بالرقم وهو يهدأ ويطمئن ابنته انه سيكون بخير.

 لم تهدأ ولم تكف عن بكائها حتى رأته أمامها بالممر يُسحب على الفراش الطبي بواسطة الممرضات باتجاه غرفة العمليات 


اسرعت واقتربت منه وهي تنظر لجميع أجزاء جسده لتطمئن عليه

 تحدث بصعوبة ألمه 

 "لا تبكي أنا بخير" 

لم تصدقه ظلت تبكي بدموعها بنظراتها التي تنقلت عليه. 


توقف الفراش الطبي أمام غرفة العمليات لتعتذر الممرضة "لا يمكنكم الدخول معه" 


سأل اورهان على وضعه الصحي واي عملية سيتم إجراؤها له لترد عليه الممرضة قائلة

 " لا استطيع افادتكم بأي معلومات تستطيعون التواصل مع الطبيب الذي سيجري العملية" 

ازداد تألم يوسف ليزداد أنينه الذي لا يتوقف 


أغلق باب غرفة العمليات ليزداد بكاءها وندائها عليه حتى خرجت الممرضة سريعًا من الداخل تحثهم على الهدوء فالمريض زادت حالته استياءً.


ثم نظرت لأورهان لتحذره ان استمر الأمر فسيلجئون لإخراجهم حفاظا على المرضى.


سيطرت سيلين على خوفها وبكائها وخاصة عندما طمأنهم الطبيب أن وضعه ليس بخطير فقط عليهم أن يتدخلوا لتركيب بعض الشرائح البلاتينية باليد اليمنى لحدوث كسر مركب في عظام الذراع مما جعل امكانية الشفاء بالتجبير فقط مستحيلا، بجانب بعض الرضوض بالأرجل ولكن لن يتم أي تدخل جراحي بها فقط ستحتاج لعلاجات موضعية و رعاية خاصة وعلاج طبيعي. 


مر وقت العملية على خير لينتقل بعدها يوسف لغرفته وهو تحت تأثير المخدر 

سمح الطبيب بدخول كل من اورهان وسيلين بشرط الالتزام بالهدوء ليستعيد المريض وعيه بمفرده 


وبعد وقت قصير خرج اورهان من الغرفة كي يرد على فضيلة القلقة على ابن اختها 


بدأ يستعيد وعيه وهو يحرك رأسه بهدوء لتسرع سيلين مقتربة منه منادية 

"يوسف هل تسمعني. هل انت بخير" 


فتح اعينه وهو يحاول استعادة وعيه بالكامل 


نظر نحوها ليجدها بجانبه تبتسم له وتمسح دموعها " هل انت بخير" 


اغمض  عينيه وفتحها وهو يقول بصوت منخفض " بخير لا تقلقي "


دخل أورهان الغرفة ليفرح باستعادته لوعيه اقترب منه 

" حمدلله على السلامة يا أسدي"

 ابتسم يوسف ورد قائلا 

" سلمت ابي العزيز" 


حاول يوسف الحركة قليلا للأعلى ولكنه تألم

" آآآآآه" 


لتسرع بسؤالها 

" ما بك هل تتألم؟"

ورغم ما هو به إلا أنه فرح برؤية مشاعرها التي كان يبحث عنها لشهور.


قاطع هذه النظرات دخول غمزة وشاهين الغرفة اقتربت غمزة من يوسف  متحدثة بقلق "حمدالله على السلامه " 


نظر شاهين لقرب سيلين من زوجها بصمت وترقب كبير، اقترب منها وهو يحدث يوسف قائلا " لم اصدق الخبر بأول سماعي فكيف حدث بهذه السرعة" 


نظر أورهان لشاهين مجيبًا عليه

 " وقع الحادث أمام قاعة المحكمة اعتقد بعد ذهابنا بدقائق. مع الاسف سائق السيارة تعرض لإغماء مفاجئ ادى لانحرافه عن الطريق نتج عنه اصابة ثلاثة اشخاص الشكر لله يوسف أقل اصابة من بينهم"


نظر يوسف لأورهان قائلا له

 "عند سماعي لصوت غريب تحركت عدة  خطوات للوراء اعتقد هذا ما نجاني من الموت المحتم"


تفاجأ الجميع بسرعة رد سيلين بخوف

"حفظك الله.. لا تقل هذا مرة اخرى "


ابتلع شاهين ريقه ما زالت اعينه تراقب النظرات المتبادلة بين الزوجين اما غمزة فلقد وصلت غيرتها لأنفها فلم تتوقع تعلق شاهين بها لهذه الدرجة.


جاء الطبيب ليطمئن على يوسف قائلا

" حمدا لله على السلامة. كانت عملية سريعة وناجحة ولكن عليك أن تحافظ على نفسك الشهور المقبلة وأن لا تهمل العلاج الطبيعي. فهذه المرحلة أهم بكثير من العملية "


كانت الممرضة بجانب الطبيب تطمئن على العلامات الحيوية ليجدوا أن جميعها بخير ليخرج الطبيب ومن خلفه الممرضة متمنين تمام الشفاء والعافية.


تحركت غمزة من بعدهم متحدثه بغيرتها الكبيرة 

" زيارة المريض يجب أن تكون قصيرة " ثم نظرت لشاهين وهي تكمل

" أليس كذلك "


خجل شاهين وقال 

" نعم انتِ محقة".


ابتسمت غمزة لشاهين مكملة

 " وايضا انا لم اتناول طعامي منذ الصباح"


أومأ شاهين برأسه وهو يفكر ثم نظر لسيلين قائلا 

" اذا لنذهب جميعنا لنتناول طعام العشاء " ثم نظر لأورهان ويوسف قائلا

" من بعد اذنكم طبعا"


تحدث أورهان وقال

" اؤيدك الرأي فهي حتى فطورها لم تتناوله"


ثم نظر لأبنته مكمل

" هيا يا ابنتي اذهبي معهم تناولوا عشاءكم ومن ثم اذهبي للمنزل كي ترتاحي لقد كان اليوم ثقيلًا عليكِ "


نظرت لزوجها لتجده هو أيضا يقول 

"أورهان بيه محق اذهبي لتتناولي طعامكِ وترتاحي بعدها لا يمكنكِ الاستمرار بهذا الشكل " قالها بصوت هزيل متعب. 


رفضت الذهاب ليقترب شاهين منها وهو يقول " لا حجه لكِ لوجود غمزة معنا هذه المرة"


ابتعدت عنه وهي تقترب من فراش زوجها قائلة

" لن اذهب لأي مكان سأبقى هنا حتى تستقر حالته ومن ثم سأذهب لمنزلي كي ارتاح "


( كفوا سيلين ✋ جدعة يا بنت أيا كانت المشاكل فهي زوجته ولا يمكنها تركه بوقت كهذا💪 كما لا يمكنها الخروج مع أي رجل تحت أي مسمى أو إطار حتى وإن كان أحد أقارب الأم أو الأب) 


همَ شاهين ليعارضها لولا  تدخل أورهان


"اتركوها على راحتها لا يجدي كلامنا نفعا معها اذهبوا انتم و نحن سنبقى "


تحركت غمزة واقتربت من شاهين لتضع يدها بذراعه قائلة

 " إذا نحن سنهرب.  سأتي غدا للاطمئنان على سلامة مريضنا".

سحبته وخرجت به  ليفرح يوسف لتخلصه منهم وعدم ترك زوجته له.


رفضت الممرضة بقاء أكثر من شخص مرافق للمريض 

نظرت سيلين لوالدها الروحي قائلة

"وانت ايضا عليك ان ترتاح. انا هنا لا تقلق سأتصل بك إن حدث أي أمر لا قدر الله "


وافق أورهان رأسه مجيبًا عليهم

" لم نعد كسابق عهدنا انتِ محقة سأذهب انا وانتم حافظوا على انفسكم"


نظر يوسف لها قائلا  

 " اذهبي انتِ ايضا انا بخير لا تقلقي "


صُدمت من طلبه نظرت له مطولا وكأنها تعاتبه على حديثه 


ليتدخل أورهان قائلا

 " لا، عليها أن تبقى ليطمئن قلبي"


خرج أورهان لتتحدث سيلين فور خروجه قائلة

 " لا تؤاخذني ستضطر على تحملي هذه الليلة"

 ( رجعنا لوضع الرفس 🤦‍♀️) 


وتحركت بنفس غضبها لتجلس على المقعد الجانبي


نظر نحوها قائلا بسرعة تعبه

" قلتها لأجل راحتك. كان اليوم ثقيل عليكِ "


يتبع....


الليالي المظلمة الفصل الحادي والثلاثين
Wisso

تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق
  • غير معرف8 فبراير 2025 في 5:38 م

    تسلم ايدك حبيبتي

    حذف التعليق
    • Amany Ahmed photo
      Amany Ahmed13 فبراير 2025 في 10:27 م

      هى البرنسيسة غمزة هتغير على مين ولااا مينانا خوفت على اورهان بيك لتحطة فى القايمة بتاعتها

      حذف التعليق
      • Amany Ahmed photo
        Amany Ahmed13 فبراير 2025 في 10:28 م

        هولازم تحصل مصيبة علشان القلوب تليييين

        حذف التعليق
        • Amany Ahmed photo
          Amany Ahmed13 فبراير 2025 في 10:33 م

          لولو حبيبتى @Amal mohamed Elkashef بتعطى دروس تربوية للبنات من خلال الرواية ماشاء الله

          حذف التعليق
          google-playkhamsatmostaqltradent