recent
جديدنا

رواية قرة عيني الفصل الثالث عشر

رواية قرة عيني 

بقلم أمل محمد الكاشف 

مزجت بين السرد الفصحى والحوار بالعامية

قصة رومانسية اجتماعية دينية كوميدية

تدور احداثها بين حلمية الزيتون والصعيد اسوان بالتحديد



 طال حسام من نظراته عليها مما جعلها تخجل أكثر حتى  اصبح وجهها يتنافس مع الطماطم من شدة حمرته


كان يعتقد ان اسمه الذي يتكرر أكثر من مرة يأتيه من جهتها فقط ليعيده لوعيه صوت طرق زجاج باب سيارته نظر نحو الطارق مسرعا بفتح الامان ومن بعده الباب لينزل ويسلم على عمرو الذي تفاجأ بوجوده بالقاهرة ، نزلت أميرة بخجل من السيارة  لتقترب زهرة منها وهي تحاول إخفاء ضحكتها قائلة بصوت منخفض 

 " خير يا اميرة ليه وجهك احمر كده يا بنتي ، هو انتي سخنة و له تعبانة " 


نظر عمرو وحسام المبتسم نحوهم ، ارتبكت أميرة  وهي تضع يديها على وجهها قائلة بخجل " لا مفيش حاجة ، استاذن منكم انا هطلع بسرعة عشان متأخرش عليهم" 

وبسرعة ابتعدت بخطواتها المتسارعة التي تحولت للركض على الدرج دون ان تنتبه لصوت اقدامها وهو يصل لمسامع من طار قلبه خلفها ، راقبت زهرة نظرات حسام وفرحته وهو مستمتع بركضها 


تحدث عمرو و هو يقترب من حسام 

 " حمدلله على سلامتك خلينا نشوفك ونقعد معاك ، هستناك تمر علينا بالبيت عشان نقعد مع بعض" 


ابتسم حسام قائلا 

" اكيد ان شاء الله ، بس اخلص مشوار مهم عشان العمال  يبدأوا شغل من يوم السبت ان شاء الله " 


رد عمرو وقال 

" كويس قدامنا اربع ايام اكون خلصت تسليم الشغل اللي في ايدي وانزل معاك اساعدك " 


فرح حسام ورد عليه " ياريت والله عشان نخلص بسرعة أحسن دول تأخروا  قوي " 


استغرب عمرو وسأله 

" أي تأخير اللي بتتكلم عنه دول رفعوا دورين كبار ماشاءالله في وقت قياسي ، ومع ذلك انت عندك حق اكيد عايز تبدأ شغلك ومضيعش وقت"


تدخلت زهرة بحديثهم  وقالت 

 " بصوا مش هينفع وقفتنا كدة بنص الطريق كل واحد مننا يروح مشواره و بكرا ننتظرك ياحسام تتغدى معانا بس هيكون متأخر شوية عشان مواعيد رجعتنا من الشغل  و كده "


رد حسام بسرعة معتذرا 

" شكرا ليكي متتعبيش نفسك انا هاجي متأخر اقعد معاكم من غير اكل "


رفض عمرو وقال له " مفيش اعتراض هننتظرك مش هنتغدى بكرا غير وانت معانا مش هقبل اي كلام تاني "


وافق حسام على طلبهم قائلا بوجهه البشوش

 " ان شاء الله اتفقنا " ثم نظر لزهرة وأكمل قائلا " أتمنى متغلبيش نفسك انا مش غريب  "


عرض عليهم  ان يوصلهم و لكنهم رفضوا لقرب المكان ، صعد  حسام سيارته و تحرك بها و هو طائر من الفرح  ، شبكت زهرة يديها في يد زوجها وهي تنظر على السيارة من الخلف قائلة  

" طب والله الواد حسام ده خسارة يترفض ، هو انتوا هتلاقوا في ادبه و ذوقه فين وكمان عارفينه يعني احسن من الغريب "


رد عليها عمرو بضيق وقال

" عندك حق والله يا زهورة ، يلاه نصيب ربنا يرزقه ببنت الحلال اللي تناسبه وتسعده " 


و بعقل غير قابل للكلام الذي سمعه ردت عليه و قالت " طب ايه رأيك نديله فرصة تانية  الواد صعبان عليا وبصراحة وخسارة عريس زي ده يترفض بذنب اهله "


وبحركة خفيفة حرك رأسه تعبيرا عن رفضه لما سمعه قائلا " انا بعد اللي سمعته من ماما مستحيل اوافق ، ايه هو انا لاقي اختي بالشارع عشان ارميها الرمية ديه "


تضايقت زهرة و ردت " والله انتوا مكبرين الموضوع وأقمتوا الحد على الواد قبل ما تسمعوا دفاعه ، وبعدين تعالى هنا مش هو بيبني شقته بالتجمع فوق شغله يعني هي هتبقى منعزلة عن حياة البلد " لم يقتنع عمرو بكلامها فكان خوفه على اخته يسيطر عليه أكثر من أي شيء آخر 


وبدلع تحدثت  زهرة مرة أخرى وقالت

 " وحياة زهورة عندك سيبنا نجرب بكرا ، الواد صعبان عليا و واضح جدا انه شاري بنتنا ومش هنلاقي حد يصونها زيه ، وكمان هنخسر ايه انا مش بقولك جوزهم  احنا نقعد و نفهم عقله فيه ايه و بيفكر ازاي وبعدها نقرر حتى يبقى في عدالة بقرارنا و حكمنا " 


رد عليها وقال لها " يعني عايزاني بعد ما رفضنا الراجل ارجع اقول له تعالى قولي بتفكر في ايه و بعد الجواز اختي هتعيش فين و ازاي "


وبثقة وعيون لئيمة ردت عليه زهرة

 " لا طبعا مينفعش نقول كده هو انا هبلة عشان اقلل منك او من اختك ، متخفش سيبها عليا  هنلاقي ليها حل اصبر لبكرا وانا هبهرك " 


نظر لها متغزلا بوجهها الفرح 

 " وايه الجديد ما انتى بقالك اسبوعين بتبهريني كل يوم "


ردت عليه بدلع و خفة 

" اخص عليك ياعمرو اسبوعين بس " 


رفع يديها المتشابكة بذراعه و قبلها في وسط الطريق ، خجلت و سحبتها للاسفل وهي تقول

 " عيب الناس بتبص علينا وبعدين انت مستكفيتش وله ايه "


رد وهو سعيد 

" يكفيني ايه ! ده العمر كله جنبك ما يكفيني ولا يشبعني "

………


استغربت سمية من فرحة ابنتها رغم عودتها متألمة من يدها المحروقة  ، ظلت تراقب ضحكها مع ندى على اقل كلمة و فعل لا يستحق  الضحك  لهذا الحد.


اتصلت سمية بأم سعاد لتطمئن عليها وتشكرها على الفطير وهي تحاول سحبها في الكلام لتفهم سبب سعادة ابنتها وحالتها المشرقة  وخاصة عندما دخلت المطبخ و وجدتها تبتسم وحدها  


وكعادتها تحدثت ام سعاد بكل ما تحمله بقلبها حتى وصل الحديث عن حزن حسام على يد اميرة  قائلة بصوت تغير نبرته قائلة 

" يا حبة عيني لو تشوفي قد ايه زعل و أتأثر و قعد ساكت ولا عارف يأكل ولا يشرب ،  ده يا حبة عيني قعد يبص على ايديها بزعل ويتحايل عليها ياخدها المستشفى بس هي رفضت تروح معاه وقعدت ساكته هي كمان وتقوله شكرا متغلبش نفسك انا كويسة " 


( هتروحي النار يا حجه 🤣🤣 امال اللي كان بينهم ده ايه  بيجربوا أصواتهم مثلا 🤣🤣 ) 


ردت ام عمرو وقالت 

" فيه الخير يسلم ، هي كويسة مش محتاجة مستشفى يومين وهتخف ان شاء الله " 


تحدثت ام سعاد مرة أخرى  وهي تقول

 " والله يا سمية انا حاسة اننا ظلمنا الواد ، هتلاقي فين واد جدع وبيخاف على بنتك كدة "


حاولت سمية التهرب من التطرق للموضوع قائلة " هنقول ايه كله نصيب ، معلش يا بهية استأذن منك دلوقتي عشان اشوف جمال كان عايز مني شوية حاجات وهبقى اكلمك بوقت تاني "


دخل الحج جمال الغرفة عليها وهو يقول

 " وايه ذنب الحج جمال تتحججي بيه كل ما تتزنقي "


اغلقت الهاتف بسرعة  وهي تحمد الله ان ام سعاد لم تسمعه ، ضحك جمال و قال 

 " هربتي من مين المرة دي يا سمية  " 


ردت بضيق 

 " من اختك يا جمال ارتحت دلوقتي ، سبني بقى اقوم اشوف اللي ورايا عشان انا لو فتحت هزعل الكل مني خليني ساكتة احسن "


استغرب من ضيقها ونبرة صوتها وهي ترد عليه ، تحدث ليقول   " انتي بتتكلمي معايا كدة ليه ، وبعدين اي اخت فيهم يكونش ام حسام فتحت معاكي الموضوع تاني" 


اغلقت سمية باب غرفتهم عليهم و عادت بجانبه و هي تحدثه بعصبية قائلة 

" بص يا جمال انا مش هجوز بنتي لحسام ومش عايزه كلام في الموضوع ده تاني " 


ضحك جمال على طريقتها وغضبها لتغضب عليه اكثر قائلة "  فيه ايه مالكم النهاردة كلكم بتضحكوا ، هو انت كمان حنيت لابن اختك ولا ايه "


تنهد بحسره وهو يجلس على فراشه  قائلا 

 " والله يا سمية لو اختي مكنتش قالت الكلام بتاعها ده كان زماني فرحان بحسام هو احنا فين هنلاقي شاب بتربيته واخلاقه وطيبة قلبه "


اقتربت منه أكثر قائلة بصوت منخفض

 " وانا بقول ايه من الصبح ، ما انت عارف اني رافضة الموضوع بسبب امه، بس مش عارفه ليه حاسة ان أم سعاد فيها حاجة غريبة قلبي مش مطمن ليها ميكنش اخدت البنت عندها عشان تجمعهم مع بعض وتعصيها علينا " 


ضحك جمال وهو يرد عليها 

" هي كمان اتحطت في الليسته ؟ ، ربنا يكون في عونها "


غضبت سمية عليه 

 " ليه هو انا قلبي اسود للدرجة ديه ، وبعدين الايام هتثبت ليك بس انا اكدت عليك موقفي عشان مترجعش تزعل مني "

……….


و بعد أن أنهى عمله عاد لمنزل عمته ليجد الإضاءة مغلقة بأكملها ماعدا إضاءة صغيرة  


بدل ملابسه و دخل المطبخ على الفور ليبحث على الفطير الخاص بمن امتلكت عقله وقلبه أخرجه من البراد و فتح العسل ليبدأ بتناوله وهو مستمتع بطعمه من يراه يعتقد انها بجانبه وتطعمه بيدها .

……….

في منزل عمرو اقترحت زهرة بدعوة والدي زوجها مع حسام في الغد مبررة له بقولها 

" هتبقى فرصة حلوة اننا نتجمع خصوصا أنهم مجوش عندنا من زمان " 


رد عمرو عليها وقال

 " بس بابا ملهوش في الأكل التقيل بليل انتي عارفة عشان معدته ، و لو مصره يبقى نأجل حسام للجمعة وتكوني انتي كمان اجازة و نتجمع كلنا وتتغدى بعد صلاة الجمعة " 


فكرت زهرة قليلا لترد على زوجها قائلة 

" لا مش هينفع نرجع بكلامنا ، احنا نعزم حسام بكرا على العشى زي ما اتفقنا ، و نأجل عزومة أهلك للجمعة ايه رأيك" 


وافق عمرو على اقتراحها 

 

" معنديش مشكلة بس مش عايز اضغط عليكي "

 

وبلؤم طلبت منه ان يدعو اميرة  كي تساعدها في إعداد الاكل ضحك وقال غامزا

 " تساعدك برضوا يا زهرة "

 ضحكت بجوابها

 " اعزمها انت بس و سيب الباقي عليا ، بس اوعى تقول لعمي ان حسام هيجي احسن وقتها يرفض يبعتها "


رد عمرو وقال " سبيها عليا ان هعرف اخلص الموضوع من غير كلام كتير ، اصلا هو مش هيمانع انها تيجي عندي " 


في اليوم التالي اكمل حسام عمله  مبكرا وذهب  ليحضر فاكهة  و حلويات لندى كالتي اشتراها لاميرة بآخر مرة ، وتحرك ليذهب  لمنزل عمرو وهو سعيد بقراره الذي اتخذه بفتح موضوع طلبه لاميرة من جديد حتى انه سيطلب منه أن يتوسط له عند أبيه .


وصل لمنزل عمرو الذي رحب به واصطحبه ليجلسا بالصالون وهو يسأله عن العمل  لم يتوقع للحظة انه سيسمع صوتها وهي تحدث ندى

 " اصبري شوية ونغرف وناكل كلنا "

 سعد قلبه و اضاء وجهه بالبهجة ، ليس هو فقط من تفاجأ بوجودها فهاهي تخرج من المطبخ راكضة خلف ندى منصدمة بوجوده أمامها ، خجلت و اعتذرت واضعة اللوم على أخيها وزوجته لعدم اعلامها بوجود ضيوف بالمنزل تحدثت زهرة قائلة  

" مش ذنبي انك تفاجأتي بحسام انتي مش صغيرة عشان تجري وراها بالشكل ده " 

ابتسم حسام و دافع عنها

  " رغم تحفظي على كلمة ضيوف إلا أن الجري واللعب ملهوش علاقة بالعمر ، وكمان لو مجريتش بشبابها هتجري وتلعب امتى " 


التفتت زهرة لعمرو و غمزت له دون أن يلاحظ احد قائلة بوجه مبتسم 

" صح معاك حق وأميرة طول عمرها روحها جميلة زي قلبها انا بس عشان متزعلش إني مقولتش ليها ان انت  عندنا " 


نظرت عليه بصعوبة ملقية السلام  

" انا فعلا مكنتش اعرف بوجودك ، اهلا بيك " 

كانت عينيه هي من ترد عليها وتحدثها طوال الوقت ، مر وقت العشاء بهدوء وسعادة كبيرة تخللها هروبها وابتعاد نظرها عن عينيه التي لم تبتعد عنها  


و بعد انتهائهم من شرب الشاي و بسرعة لم  يتوقعوها تفاجأ عمرو  بابن عمته يفتح معه موضوع خطبة اخته من جديد مع توضيح و شرح سوء الفهم الذي حدث بالبلد وهو يقول

 " انا عارف ان رفضكم مكنش لشخصي عشان كده حبيت انتهز الفرصة دي و افتح الموضوع مرة تانية ، بصراحة انا زعلت منك اكتر منهم كلهم  ازاي يا عمرو تفكر اني ممكن اقبل الكلام اللي ماما قالته واتعامل مع زوجتي بالرجعية دي ، يعني بصراحة انا مزعلتش من خالي اكتر من اني زعلت منك انت ، ده احنا اتعلمنا سوا و قضينا وقت كافي يخليك تعرف كويس انا بفكر ازاي "

رد عمرو وهو محرج منه 

 " بعتذر منك زعلك على راسي يا ابن عمتي  والله و انا استغربت وقولت لماما انك مستحيل تكون بتفكر زيهم ، ولكن هي كان عندها حق لما قالت مش عايزين بنتنا تدخل بصراع بين جوزها وامه وكمان احنا قرايب ومش عايزين علاقتنا تتأثر بعمتي ، بصراحة احنا فكرنا بكل حاجة وكان الرفض للحفاظ على العلاقة بينا " 


اسرع حسام برده و شرحه أنه لا يمكن ان يعادي امه او يحزنها او حتى يضعهم بموقف كهذا و اكد له انها ستعيش في القاهرة كما اعتادت دون أن يفرض عليها ما لا ترغب به  

رد عليه عمرو وهو يعتذر مجددا 

" احنا مش عايزين اختنا تبقى سبب بمشاكل بينك وبين عمتي وكمان ليه انت تدخل بصراع زي ده مع انك ممكن تخطب شخص مناسب من بلدكم يحبك و يقدرك و عارف عواديكم و يرضي مامتك ويرضيك بنفس الوقت ، بجد يا حسام اميرة رغم تحملها مسؤولية ماما و بابا إلا أنها اتربت على الدلع والراحة و حاجات كتير مختلفة عن عادتكم بالبلد والاختلاف ده ممكن يسبب مشاكل على المدى البعيد انتوا  في غنى عنها "


من جديد تحدث  حسام وهو يدافع عن أفكاره و أحلامه ببناء حياة مستقلة لنفسه وأوضح لعمرو ان هذه العادات أصبحت غير موجودة ببلدهم الا باماكن قليلة وأنه يأسف لانتماء امه  لهذه القلة ، ودافع عن امه قائلا

 " ولكنها مش ظالمة ولا شديدة للدرجة اللي تخوفكم منها بالعكس هي حنونه و بتحب اميرة و خالي جمال و لا  ممكن تكسر حد فيكم " 


احتار عمرو امام كلام حسام و شرحه و وعوده الصادقة له ، رد عليه وقال

 "  بصراحة انا مش هوعدك بحاجة هرجع لأهلي و هبلغك باللي هيحصل " 


رد عليه حسام بثقة وقال

 " لا هتوعدني انت مجبر على مساعدتي الا اذا كنت انت كمان مش مقتنع اني اكون زوج لأختك واصون امانتكم ، عشان خاطري يا عمرو صدقني واقف جنبي انا اول مرة اطلب منك طلب " 


وبسرعة قال له عمرو

" لا انت فهمتني غلط ، انا قولت كده عشان ماما شديدة قوي بموضوع العرسان انت شوفت ايام احمد عملت ايه "


رد حسام بعتاب وقال 

" منا عشان شوفت ايام احمد زعلت و اخدت على خاطري فالغريب اخد اكتر من  حقه  ولكن الموضوع اما جه عندي انا محدش رجع ليا و لا قال نجرب عشان خاطر حسام الي عارفينه وقعد وسطنا و في بيتنا سنين " 


تنهد عمرو وقال له " ميبقاش قلبك اسود كده ، في ايه يا حسام قاعد اعتذر منك واشرح ليك موقفي وانت مصر تاخد موقف منا و تقلبها بزعل ،  ما تتلم بقى احسن اشيل ايدي من الموضوع و اخليك تندم دلوقتي  ". 


رد حسام وقال " كان نفسي افضل زعلان لحد متقف جنبي وتساعدني بإقناع خالي ومرات خالي ، بس شكلك عايز تاخدها حجة و تسحب من الموضوع بس انا مش هنولها لك و هسمحك لو وعدتني انك هتساعدني "


و باستغراب سأله عمرو

" واميرة ؟ انا مش شايف انك مهتم برايها يعني افرض انها هي اللي رافضة هنعمل ايه معتقدش انك هتفرض نفسك عليها او هتزعل منها "


ارتبك حسام و لم يستطع الرد عليه ومصارحته بثقته في قلبها و عينيها  وبعد صمت طال قليلا اجابه قائلا " انا عايز اخد فرصتي زي ما اديتوا احمد فرصته و قعد معاها و اتلكموا و اتعرفوا على بعض مرتين او اكتر " 

في نفس الوقت اتصل الحاج جمال ليقطع حديثهم نظر عمرو لهاتفه وقال

 " بابا بيتصل  لازم افتح ، بلاش تتكلم عشان ميقولش اننا بنتفق عليه اصلا محدش يعرف انك معزوم عندنا  " 

فتح عمرو هاتفه وأجاب على والده قائلا

 " اوعى تقولي انها اتاخرت و يادوب ترجع "


انصدم بفرحة ابيه وصوته العالي الذي كان يخرج من الهاتف ليسمع بالمكان كله وهو  يقول له  " اه طبعا لازم ترجع عشان ترحب بهويدا بنت عمتها لسة واصلة من البلد دلوقتي  " 


فتح حسام فمه وقال بنبرته الصعيدية

 " واااه هويدا مين الي ايجت من البلد " 

(😂😂من صدمته اتكلم صعيدي اصيل )


رد الحج جمال وسأل ابنه باستغراب 

" هو ايه الصوت اللي جنبك ده؟ هو حسام عندكم وله ايه ؟" 


تذكر حسام كلام عمرو وتحذيره من التحدث رفع يديه وحاجبيه معتذرا منه دون صوت  ، رد عمرو قائلا لوالده

 " اه حسام لسة جاي من شوية يشكر كان اشترى حلويات لندى وجه عشان يقعد معانا "  

فرح جمال وقال

 " طب كويس خليه يوصلكم عشان تيجوا بسرعة " 

تحرك حسام بسرعة واخد مفاتيح السيارة من على الطاولة و همَ ليخرج من المنزل  وهو يقول " خير اللهم اجعله خير، ايه اللي حصل خلاها تيجي من البلد انا كنت لسة من يومين معاهم و مقلتش ليا ليكون حد من الولاد تعبان وله جوزها استر يارب " 

اوقفه عمرو  وهو يقول

 " اصبر احنا كمان هنيجي معاك " ونادى على اخته اميرة كي تجهز نفسها بسرعة ،  خرج حسام من المنزل يرد على عمرو 

" هدور العربية لحد ما تنزلوا " 

وبالفعل وصلوا لمنزل الحاج جمال ليتفاجأ حسام بأيمن وحسن ابن سهام يركضون نحوه ليحتضنوه من أرجله  ، نظر  لأخته ليجدها  ترفع يدها ملوحة له من بعيد متحدثه بنبرة خالط الفرح الخوف بها

 " اهلا يا حسام ازيك يا حبيبي ، اتوحشتك كتير وجيت اشوفك " 


رد حسام وقال لها بخوف

" خير يا هويدا امك و اختك بخير؟ جوزك كويس؟ "  و نظر حوله  وهو يقول

 " انتي جيتي مع مين اوعي تقولي جيتي مواصلات لوحدك " 


ردت بسرعة وقالت 

" لا  مواصلات ايه انا جيت مع سيد ولد عمي عنده مأمورية هنا ليومين جيت اغير هوى واتفرج على الاهرامات و اعاود معاه " 


تضايق و حاول التحكم  بأعصابه و هو يرد  عليها " اهرامات ايه يا هويدا الي جاية تشوفيها ، ازاي تسافري من غير ما تقوليلي و فين حسنين عنك اوعي تقولي انه هو كمان معندهوش خبر "

رد خالها وقال له 

" استهدى يا ابني وخد نفسك ، وبعدين ايه شغل المحققين ده هي جاية بيت غريب دنا خالها "


ردت هويدا على اخوها بسرعه وقالت

 " لا ازاي انت عايز امي تموتني ، ده حتى هو اللي اقنع امي اسافر و طبعا هي مش بتكسر كلامهم "

تحدث سمية وقالت 

" بصراحة واكني اول مرة اتعامل معاكم ، البنت طالعة برضا جوزها معقول حتى سفر البنت محرم عندكم وكأنها فجرت لما جت عند خالها "


شعر حسام بالخطأ الذي ارتكبه أمامهم وهو يتحدث  بهذه الطريقة  مع اخته ، ردت هويدا على ام عمرو وقالت

 " لا يا مرات خالي طبعا مش ده قصده ولكنه خايف عليا عشان الطريق مش مضمون و المواصلات متعبة وكان زمان في قطع طرق وحاجات من دي عشان كده اتعودنا منخرجش ولا نسافر غير مع حد مضمون "


ردت سمية وقالت

 " وكأنك جاية لوحدك او عند حد غريب ، برحتكم انتوا حرين بعادتكم المهم اننا فرحنا بوصولك حمدلله على السلامة يا بنتي نورتينا "


اقتربت اميرة من هويدا وحضنتها بسعادة ، جلس الجميع بالصالون ليعتذر حسام مرة أخرى  من خاله ، لم تقتنع سمية بكلامه و صدته بردودها مرة اخرى  لكي لا تترك  له مجال او امل بالتفكير في ابنتها.

وبحزن من شدة نبرة زوجة خاله بالرد عليه تحرك حسام وهو يقول لهويدا 

" يلا بينا اتأخر الوقت " 

ردت على أخيها بوجه منصدم  

" هنرجع البلد !"

تضايق حسام منها ليأتيها رده وهو ضاغط على اسنانه قائلا

 " هنروح  عند خالتي ام سعاد تنامي وترتاحي انتي والاولاد و بكرا ارجعي  لو حبيتي" 


ردت هويدا وقالت 

" بس انا عايزة اقعد عند خالي مع اميرة اصلي اتعودت عليها واتوحشتها باليومين دول " 


حضنتها اميرة وهي جالسة  بجانبها وقالت

 " حبيبتي وانتي كمان وحشتيني والله  " 


وبعد أن  كان يتعجل بذهابه جلس وصمت دون ان ينطق بأي حرف ، فقط يراقب اخته وهو قلق مما ستسقطه به  ، قامت اميرة لتحضر للأولاد سندويتشات بعد ان رفضت هويدا تناول الطعام مستكفية بشرب الشاي لأنها لم تكف عن تناوله طوال  الطريق وكأنها ذاهبة لنزهة.

بهذا الوقت سحب حسام نفسه و طلب أن يدخل الحمام و كحجة  لغرض آخر وضح  بعد تجاوزه للستار الفاصل بين  الصالون و الحمام والمطبخ بالداخل ليتحرك بحذر داخلا المطبخ عليها وهو يضع اصبعه على  فمه كي  يحذر اولاد اخته  ان لا يتحدثوا 

اقتربت اميرة منه وهي تقول 

" خير يا حسام عايز حاجة  " 

حدثها بصوت منخفض وقال 

" مينفعش هويدا تفضل عندكم ، هيسوء الامر اكتر وانا مصدقت اتكلم مع عمرو واقنعه يقف معايا بجد انا اتصدمت بوجودها ، حاسس انها هتهد كل حاجة بزيارتها دي ،  يعني لو قالت ليا على الاقل كنت اخرتها اسبوعين ثلاثة " 

ردت عليه بنفس نبرة صوته المنخفض وقالت 

" هو عشان كده  اتعصبت زيادة ، بصراحة انت بتبقى شخص تاني وانت متعصب  ايه ممنوع تسافر من غير ما تقولك مش هي متجوزة و مسؤولة من جوزها  "


تضايق مبررًا موقفه

 " مش قصدي والله بس انتوا بتعصبوني ، وبلاقي نفسي غصبن عني مش قادر اتمالك نفسي "


ردت بنفس ضيقه وقالت 

" بس انا مش بحب الشخصيات الي بتتعصب بسرعة وترجع ترمي غضبها و غلطها على غيرها  "

نظر على اولاد اخوته وهم يخرجون من باب المطبخ عائدا للنظر لها وهو يقول 

" قدري وضعي الكل واقف ضدي ، الكل بيعند معايا حتى انتي مستكتره عليا اني اتعصب عليها وهي جاية تهدم الي بحاول اصلحه ، هو انتي نسيتي ان اهلك رفضوني عشان وضع اخواتي وامي "

نظرت هي ايضا  على الباب وقالت بصوت منخفض أكثر

 " محدش بيعند معاك ده مجرد شعور خاطئ عندك ، تمام عارفة انك مضايق بس لازم تتحكم بأعصابك معقول هويدا تزعلك او يكون نيتها تضرك "


وبنفس ضيقها ابتعدت عنه و اقتربت من الرخامة لتغلق علبة الجبنة وادخلتها  الثلاجة ، و بخوف من ان يراهم احد اقترب منها قائلا 

 " الدنيا كلها عليا بلاش انتي كمان تقفي معاهم ضدي " 

ردت عليه بصوت أشبه بالغضب لتقول 

" قولتلك ده شعور خاطئ محدش واقف ضدك ولا حاجه انت بس الي عايز اي حاجة ترمي غلطك عليها "


تفاجأت بضحكه وهو يقول

 " يعني حلال ليكي دلوقتي وحرام عليا من شوية ، وبعدين مينفعش نقطع على بعض مش كل ما اتعصب تتعصبي انتي كمان ، ده ظلم لازم تديني فرصتي " 


ابتسمت بجوابها

 " اطلع قبل ما حد ياخد باله من وجودك هنا و وقتها هتشوف إزاي الدنيا كلها هتكون ضدك " 

التفت للباب وقال

 " تمام بس اوعديني تاخدي بالك منها ومتدهاش فرصة انها تعك وتلخبط بالكلام ، اه صح و ناموا بدري وانا هجيب خالتي الصبح بدري مش بس الصبح ده انا هخليها تصلي الفجر عندكم" ضحكت مرة أخرى  ، بهذا الوقت سمعوا صوت اقترب من المطبخ تحرك حسام  ليخرج بسرعة  ليجد أمامه اخته هويدا ترفع صوتها و هي تقول له " كويس أنك خرجت من الحمام يا اخويا تعالى معايا عايزاك بكلمة في المطبخ "


اقترب منها وقال لها باستغراب

 " بتعملي ايه؟ ليه بتتكلمي بصوت عالي ؟ " 

اخفضت صوتها 

" كان عمرو هيقوم يشوف مالك طولت ، الحق عليا حبيت اداري عليك " 

خرجت اميرة من المطبخ قائله لهم

 " اسيبكم تتكلموا براحتكم " 

أقترب حسام من اخته اكتر بعد خروج اميرة وقال لها " انتي ايه الي جابك بالوقت ده؟ ، وليه مقولتيش كنتي جيتي معايا "


ردت عليه مبررة

 " طبعا كنت هترفض وبعدين انت مضايق كل ده ليه انا جاية في خير ما هو مش معقول اقعد من غير ما اعرف سبب رفضهم لينا "  


اتنهد وقال لها " لو سألتيني قبل ما تيجي كنت هوفر عليكي كل ده واقولك ان السبب امك و احلامها بعروستي الي  تخوف اي حد ببلادنا مش القاهرة بس "


 

حدقت بعينه وقالت

" يعني هي رفضها كان عشان كلام امي  ، وليه ياحسام مقولتش ليهم ان ماما حنينة هي بق بس وبيضحك عليها بأقل حاجة "


اخفض صوته أكثر وقال 

" هو انتي ادتيني فرصة اقول   انا لسه كنت بكلم اخوها وبشرح الوضع له لاقيتك وصلتي لتهدي كل اللي بعمله " 


امسكته من قميصه بعصبية تحدثت بها

 " بص يا ابني انا سيبتك تزعق قدامهم وتعمل فيها راجل عليا ، ومثلت  دور القطة اللي خايفة منك عشان اعملك برستيج  ولكن و ربنا لو زدت فيها اقطعك "  

وقبل دخوله للحمام نظر جمال داخل المطبخ  ضاحكا على حالتهم حركت هويدا يدها بسرعة وهي تعدل من قميص أخيها قائلة لخالها

 " اصله متعود عليا  اظبتله هدومه " 

رد خالها وقال

 " واخد بالي يا بنتي ، بس براحة المرة الجايه وانتي بتظبتيه اقصد طبعا القميص لانه مش حملك "

و اكمل ضحكته و دخل الحمام ، نظر حسام  لها قائلا " عجبك كده محدش هيفهم هزارك التقيل ده " 


تضايقت منه وقالت

 " مش للدرجة ده خالك مش غريب ياما شافنا بالشكل ده وبعدين انت خايف من جيتي ليه فاكرني سهام عشان اخرب الدنيا اصلا لو عرفت انك هتضايق للدرجة دي مكنتش جيت وتعبت نفسي عشان سعادتك ، بس متزعلش هحجز بالقطار الصبح واعود و اسيبك برحتك " 


كان حسام مرتبك وخائف من أي عمل أو قول صغير يمكن ان يخسره حلمه ،هدأته خالته ام سعاد و وعدته أن تذهب غدا  لمنزل اخيها و تحاول فتح الموضوع مع جمال مرة اخرى ، استغرب حسام من هدوء خالته نظر لها نظرة طويلة سألها بعدها وهو يغمز بعينه 

" ليه حاسس انك كنتي عارفة بزيارة هويدا " 


شهقت خالته وقالت

 " اعدم المعاديم كلهم لو كنت اعرف " 

ضحك وهو يحرك راسه وقال

 " اه عارفهم المعاديم دول امي كل ما تبقى عايزة تتهرب من حاجة تدعي عليهم ، وكمان مش من عوايدك الهدوء ده انا قولت هتقلبي الدنيا عشان تيجي عندك " 

وبحب ردت خالته عليه 

" بص يا ابني ما انت متنتظرش مني اشوفك هتموت عليها و مضايق واسكت ، وكمان البنت رايداك و قلبها ميال لك " 


زادت فرحته من كلام خالته له متسائل  

" وايه الي عرفك انها رايداني و قلبها ميال هي قالتلك حاجة عني "


ضحكت خالته و قالت له 

" هو انت قولت ليا عشان  استنى تقولي هي ، وبعدين اصبح اللي الأعمى شايف  نظراتكم و فرحتكم ، دي لو العيون بتتكلم كانت اتكلمت وقالت كل اللي بقلبكم ، بس قولي يا واد هو انت ادهولت كدة من  امتى "

خجل حسام امام خالته وقال لها

 " انا مش حابب الوضع ده ومش عايز الكلام يكتر عشان كده انا طلبتها بالحلال ونفسي يحصل ده بأقرب وقت " 


وضعت ام سعاد يدها على ارجله وقالت

  " امال هويدا بتعمل ايه هناك ، متقلقش هنفضل فوق راس سمية و جمال لحد ما يوافقوا بس لأجل نروح بيوتنا و نسيبهم في حالهم  " 


ضحك وقال لها " يا خوفي لتقلب فوق راسي "


اتصل بأخته قبل أن ينام  ليطمئن و يوصيها ان تنام  هي ايضا  ، مثلت  هويدا أنها مشغولة بترتيب الشنط  وقالت لها

 " ردي انتي يا اميرة وقوليله هخلص اللي في ايدي واصلي و اكلمه " 


ردت اميرة عليه بخجل  لتصدمه بصوتها نهض من مكانه بسرعه قائلا 

" كنت بطمن على هويدا"


أوصلت له رسالة اخته وانها ستتوضأ لتصلي ومن بعدها ستتصل به ، فرح بحديثه معها قائلا لها  " بلاش تتصل كفايه انها تنام وتعدي الليلة على خير احسن وربنا ارجع انام عندكم "

ضحكت بخجل اكبر 

 " حاضر هقولها بس لازم اقفل دلوقتي عشان احضر النسكافية "

 استغرب وسألها

 " نسكافيه ايه دلوقتي والله انا مجنون واعملها واجي انام عندكم واخرب عليكم السهرة " 


ابتسمت بخجل تحدثت به " انا لازم اقفل "


لم يرد عليها كان يعتقد أنها ستكرر كلامها ولكن اتفاجأ انها اغلقت هاتفها ، اتصل مرة أخرى  بسرعة وهو يقول

 " كده قفلتي الباب على صباع رجلي الصغير" 


ردت عليه اخته بصوت غريب وقالت له

 " مالك يا حسام يا اخويا  مين قفل على صوابعك الباب ؟"


😂😂😂😂😂😂😂😂😂

الواد بقى مسخرة هههههههه

google-playkhamsatmostaqltradent