recent
جديدنا

قرة عيني الفصل الرابع عشر


 "قُرةُ عَيني "

بقلم أمل محمد الكاشف 

مزجت بين السرد الفصحى والحوار بالعامية

قصة رومانسية اجتماعية دينية كوميدية

تدور احداثها بين حلمية الزيتون والصعيد اسوان بالتحديد



فَرْقٌ كبير بين أن تحبها لأنها جميلة ، وأن تكون جميلة لأنك تحبها  ، فرق كبير بين نظرة الناس بأنك مجرد فرد واحد بينما تكون بنظر من تحب العالم كله ، عليك أن تبحث عن الحبّ الحقيقي الذي يتمثل في روح واحدة تسكن جسدَيْن ، قلبا واحدا ينبض بإسمك، انصحك ان لا تحب أحد لأجل مظهره ، أو ملابسه الأنيقة و سيارته الفاخرة ، وإنَّما ابحث عن من يعزف قلبه لحنا لا يسمعه أحد سواك  ، احبتي أعلموا ان هذا الحب الذي نبحث عنه لا يكتمل ولا يمدك بالسعادة الحقيقية إلا ان كان حلالا كما اوصانا الله وتوجه بميثاقه الغليظ وهو الزواج  ، عليك أن تبدأ بداية صحيحة حتى تنعم برضا الله و بالمودة والرحمة وتأكدوا إن كانت البداية عكس ذلك فلا تنتظر  السعادة او الحب الصادق ، نصيحتي لكل بنت تطوق نفسها تُحِب و تُحب ، الحياة الحقيقية  ليست أشعار ولا دروس بالمثالية ولكنها تجارب مثبتة شئت أم أبيت وافقتني الرأي أم لم توافقني ، نحن نسمع عن الكثير من  القصص التي تبدأ بوعود و احلام و سعادة ابدية تنتهي بحزن وكسر لا يداوى بسهولة  اكرمنا الله وحفظنا وجعلنا معززين مكرمين منعمين فلا تعطي احدًا الحق بهدمك واحزانك ، لا يستحق احد طرف نظرتك و ضحكتك البريئة  وقلبك الكبير  إلا بحلال الله الحلال يا فتاة فإن لم يأتي بالحلال فتبا للحب والمحب 

" ولا تنسوا ان الله توجنا بالحياء والأخلاق وعلينا ان نحافظ عليهم و ان لا نخدشهم لأجل من لا يستحق "

ولا تنسوا ايضا يا جميلات انكم وصية رسول اللهﷺ لأصحابه حين قال لهم " استوصوا بالنساء خيرا " وقال أيضا " رفقاً بالقوارير " فيا قوارير الحب و يا وروود الحياة حافظوا على أنفسكم لمن يستحقكم ولا تبيعوا النفيس بالبخث  .


……..   


في حلمية الزيتون  كان الحاج جمال ينادي على الأولاد ويقول

 " انتوا بتصرخوا كده ليه اهدوا شوية اكلتوا راسي من الصبح "

ضحكت هويدا وهي تدخل الغرفة بصينية الشاي  " سيبهم يا خال الولاد فرحانين ببعض " 

رد عليها وقالها

 " انا لو عليا هسيبهم يا بنتي بس خايف للجيران يقوموا بثورة علينا ونقعد كلنا بالشارع حاكم الأيام دية كل واحد ماشي بدماغه "

ردت سمية بضيق 

 " اه والله صدقت يا حاج كل واحد عايز يعمل فيها بطل قومي "

تحدثت هويدا بدون رضا

 " بطل ايه يا مرات خالي ده احنا حدانا  بالبلد أصبح الاخوات مش بيكلموا بعض بسبب اختلاف ارائهم السياسية ، ناس شايلة هم الكل و ناس ضرباها طبنجة،  صور على الفاضي يقولوا احنا معاكم وبنعمل لمصلحتكم و بالحقيقة بيدوس برجله على الكل اول ما يتمكن " 


تحدث جمال من جديد وقال

 " صدقتي يا بنتي وبين دول و دول ناس بتهيص في الهيصة يعني على حسب الهوى ما يرميهم ، الواحد بقى يتحسر على الزمن الجميل ايام ما كان الكل بيحب بعض و يخاف على بعض لا يأثر علينا سياسة و لا مصالح "

تنهدت سمية وهي ترد على زوجها 

" لا بس يا حج البلد لسة فيها خير كتير و اولادها غلبانين والله و الدنيا جاية عليهم قوي "

اتي  لمسامعهم صوت ام سعاد وهي تقول لأميرة في المطبخ 

" طلعيلي من الفطير اللي جالكم من البلد عشان ادوقه "

ضحكت سمية وقالت لزوجها 

" والنبي لألف  بقيته وابعته معاها "

ضحكت هويدا بردها

 " والله عندك حق يا مرات خالي اخاف عليكوا لو اكلتوه يحصلكم حاجة  ، و ليكي عليا اعملك احلى منه قبل ما اسافر "

ردت سمية بسرعة وقالت 

" تعملي ايه لا انتي هنا ضيفة عندنا تتفسحي وترتاحي بس مفيش ولا عجن ولا شغل بالبيت " 

ضحكت هويدا وقالت

 " لا يا مرات خالي انتي فهمتيني غلط ، انا اعجن ايه هو انا بعرف اعجن  ربنا يخليلنا العجان بتاع خالتي هو الي هيعمل "

دخلت ام سعاد الغرفة عليهم وهي ترد على هويدا " خير جايبين سيرة عجاني ليه  ناويين تحلوا ريقنا بأيه "


ضحك جمال وقال لهم " والله انتوا القاعدة معاكم خطر على الصحة والبشرية كمان ، ده انتوا لو بتزغطوا بط كان فطس وراح منكم " 

غمزت هويدا لخالتها ام سعاد وقالت " إلا  قوليلي يا خالتي عجبك نوع العجان " 

ردت ام سعادة " اه والله يا بنتي الله يرضى عنك فعلا سريع وسهل ، طلع الواد حسام شاطر بالأجهزة "


كانوا يحاولون فتح سيرة الاجهزة ليخبروا سمية انهم يستخدمونها بالبلد معتقدين أنها ستفرح بهذا ولكنه ظهر العكس حين ردت على هويدا وقالت " لازم تصارحي مامتك و لازم تفهم انها غلطانة بمفاهيمها القديمة دي هو احنا في أي زمن عايشين " 

وافقتها ام سعاد الرأي وقالت لهويدا " شوفتي  زي منا قولتلك ، ولازم كمان تعرف ان في ست بتيجي تمسح وتوضب وتلمع اما هي بتخرج يعني هتفضلوا لامتى بالحالة دي " 

تنهدت هويدا وقالت "  احنا بس مش عايزين نزعلها وبنفرح قوي اما ترجع وتشوف شغل البيت كله خلصان وتقعد تدعيلنا "

رد جمال لينصح بنت اخته  " انا حاسس بيكي يا بنتي و عارف ان ثنية اختي قلبها طيب واقل حاجة بتفرحها ، بس برضوا مينفعش تخدعوها بحجة رضاها عليكم ، يعني يرضيكم عيالكم يخدعوكم بالشكل ده علماً على زمنهم هيكون الخداع الله وحده اعلم بيه "


دخلت اميرة الغرفة  وبيدها صينية فيها فطير وعسل و بسبوسة  ، قامت هويدا لتقرب طاولة صغيرة و وضعتها بالقرب من خالتها وخالها لتضع اميرة عليها الصينية وهي تشكرها نظرت أم سعاد على الصينية وقالت " اوعي تكوني  معملتيش حسابي بالبسبوسة "

ابتسمت اميرة و ردت على عمتها " لا ازاي هو انا اقدر " واشارت على احدى الاطباق مكملة حديثها " اهو الكبير ده مخصوص ليكي "

اخذ الحاج جمال من إبنته الطبق وهو يضحك على اخته 

 " هطتخني يا بهية و مش هتعرفي تدخلي من الباب"  رفضت سمية ان تأكل معهم تخوفا من ارتفاع سكرها  المضطرب 

ردت هويدا على خالها وقالت

 " متخفش يا خال ديما امي تقولي انتي طالعة لخالتك ام سعاد تاكلي وتنسي وسهام طلعالك تاكل وتربي " 

ضحكت سمية على كلامها وقالت

 " يادي الفضايح يا حج سمعتك بقت مسمعة بالصعيد " 

ضحك الجميع على جمال وهو يعاتب هويدا بضحك قائلا " هي امك يا بت معلمتكيش ان نقل الكلام بيودي النار ، بس اقول ايه بقى منك لله يا ثنية جايبة ليا الكلام حتى وانتي بعيدة  بس اصبروا عليا وربنا لاتصل افضحها " 

مر الوقت بضحك و فرح وبهجة كبيرة بوجود هويدا و ام سعاد التي ظلت تلح على حسام طول اليوم ليأتي لتناول طعامه معهم متحررا من قلقه الذي سيطر عليه هذه الفترة  ولكنه رفض بحجة  انشغاله مع العمال  طول اليوم ، كان يحاول أن لا يصطدم برفضه مجددا لهذا اصبح يعمل ساعات أطول ويساعد بيده حتى يتخلص من تفكيره وخوفه فكلما تذكر ضحكتها و براءتها وكلامها ينتابه شعور بالخوف من أن  يخسرها ويعيش بدون سعادته التي  يحلم بها  ، وبعد يوم طويل اضطر للعودة للمنزل وهو معتقد ان يجد خالته و أخته كما اتفقا ولكنه تفاجأ بعدم وجودهم

إبتسم بوجهه المتعب المرهق وقال لنفسه 

" دول ناوين يخربوا الجوازة مش يتمموها ، يلا اللي فيه الخير يقدمه ربنا " 

بهذا الوقت كان جمال جالسا مع سميه بالغرفه يحدثها عن ما دار  بين عمرو وحسام  قائلا 

" الواد فتح الموضوع تاني وعايز فرصة ليثبت حسن نيته " 

ردت سمية وقالت له " شوفت ده اللي قولتلك عليه ومصدقتش ، وهويدا هي كمان جاية عشان كدة بس انا قولت كلمتي الجوازة دي مستحيل اوافق عليها ده نار احمد و لا نار اختك و بهدلة بنتي " 

صعد على فراشه ورفع الغطاء عليه وهو يعطيها ظهره قائلا " طيب نامي دلوقتي واللي فيه الخير يقدمه ربنا "

ردت بسرعة عليه " لا يا جمال انت عارف انه مفيش خير هيجي من وره الجوازه دي ومش بعيد نخسر اختك كمان "

وبضيق اجابها " قولتلك خلاص يا سمية الصباح رباح ، ياريتني فضلت نايم خليتيني  اندم اني قمت للحمام " 


تنهدت الام سميه بضيق  وقالت " نام يا حج نام ما هو الي يقول الحق بالزمن ده مبيتسمعش " 

……. 

و في يوم جديد بالجامعة ومع بدء امتحانات اخر العام الدراسي كانت زينة تتحدث مع ادم و تتشكي له من كريم و تغيره معها و انه أصبح لا يحبها كما كان بالاول، تهرب منها آدم و قال

 " انا مليش دخل بالي بينكم من الاول وانا بعيد و حذرتكم ان اللي بتعملوه غلط وزيادة بس انتوا مسمعتوش ليا وقضتوها خروج وسهر و احضان و إهمال للجامعة "

اختنقت زينة من كلامه ردت عليه بإستخفاف و ندم قالت " اووووف ، زهقت من محاضراتك دي وكأنك من البيت للجامع ومن الجامع للبيت و كأن أماني بتخرج و تتكلم مع حد تاني "

رمقها من فوق لتحت و قال 

" خروج عن خروج يفرق"

بهذا الوقت دخلت سيارة كريم الجامعة  انصدمت زينه لرؤيتها فتاة جميلة تجلس بجانبه ، نظرت لآدم وسألته عن الفتاة التي بالسيارة  ، رد عليها و قال " مش هيفرق الإسم ، موديل جديد لحقبة جديدة ، ده كل اللي في الصورة "  

ردت عليه بضيق 

 " بس انا مش زي غيري وما سمحش يعمل فيا كده"  وتحركت لتقف أمام السيارة قبل وقوفها  ، نظر كريم لفتاته الجميلة وهو يقول 

" خلينا نروح دلوقتي مكان اروق وابقى افرجك على الجامعة بوقت تاني  ، وكمان انتي مستعجلة عليها ليه ، قدامنا سنتين لحد ما نلتقي فيها وبعدين انا وعدتك استناكي "

 نظرت هذه الفتاة على زينة وهي تسأله 

" أكيد ديه زينة الي حكيتلي عنها "

 نظر هو أيضا نحو زينة التي كانت تشير له أن يوقف السيارة وينزل ليحدثها قائلا

 " مع الاسف هي دي مش قولتلك ان ذوقي قبلك كان ضايع "

وبحركة سريعة أدار كريم واجهة سيارته وخرج من الجامعة بدون أي اعتبار لا لها ولا للامتحانات  

فقط كان ينظر للموديل الجديد وهو يرد عليها

 " مش قولتلك قبلك كله عذاب وقرف " 

…..     


في الحلمية كان عمرو و زوجته  قد وصلوا لمنزل الحاج جمال باكرا كي لا تضيع عليهم  لمة فطار الجمعة  ، بالمطبخ سألت زهرة أميرة عن حسام بنبرة منخفضة

" أمال فين حسام يا أميرة " 

 ارتبكت اميرة من سؤالها بلعت ريقها وهي ترد " معرفش عنه حاجة من يوم العزومة عندكم وانا مشفتهوش" 

اقتربت زهرة منها  اكثر وهي تلتفت للباب و سألتها   " يعني ايه متعرفيش حاجة عنه ، هو انتوا مش بتتكلموا في التليفون " 

ظهر على وجه اميرة تعابير الاستنكار الذي ظهر بنبرة صوتها وهي ترد وتنفي وجود  إتصال بينهم او اي شيء من هذا القبيل.

تحدثت زهرة مرة أخرى وهي تبتسم بتخفي

 " مش قصدي اصل الي يشوف عريسك وهو غرقان لشوشته كده يقول ان بينكم قصة كبيرة وكلام و دواوين شعر  "

 

خجلت اميرة من كلامها أكملت صب الشاي بسرعة و تحركت وهي تقول

 " اتأخرنا عليهم يلاه عشان يفطروا " وخرجت  بدون تعليق او اجابة تريح قلب زهرة 


اجتمعوا على طاولة الفطور بغرفة المعيشة وهم يتحدثون ويضحكون ويتناولون الفول و الطعمية و المخللات الجميلة التي صنعتها  سمية بنفسها .


استغربت سمية من خجل وارتباك ابنتها فور تحدث أبيها عن حسام  ، حزنت لأجلها ظلت صامتة تراقب ضحكتها وفرحتها وهي ترد على هويدا وتخبرها ان لديها سوداني وحلويات ستأتي بهم ليحلون بعد الفطار ، نظرت لام سعاد وهي تحتضن ابنتها وتدعو لها بالسعادة التي تستحقها وان يرزقها برجل يصونها ويحافظ عليها.  

وبعد مرور بعض الوقت تفاجأت أم سعاد  بحديث سمية لها 

 " إلا قوليلي يا بهيه هو حسام مش بيجي عندنا زي الاول ليه ؟ ، وكمان انتي مش في البيت يا ترى بياكل وبيشرب فين ؟" 

ردت بهية لتثير شفقتها عليه قائلة 

" والله ما اعرف يا سميه  تصدقي  اتلهيت مع البت هويدا الرغاية و نسيت اسأله كل ما اقوله تعالى يقولي عندي شغل و اما ارجع هكلمك ولا بيرجع يتكلم ولا حاجة " 

فكرت سمية قليلاً وقالت

 " بس النهاردة اجازة ومفيش شغل  اتصلي بيه وقوليله يجي يتغدى معانا، المفروض يعرف ان  رفضنا ليه مش معناه اننا هنقاطع بعض بالاخير احنا اهل " 

ردت بهية بسرعة وقالت

 " مقاطعة إيه اللي بتقولي عليها يا سمية حسام عقله اكبر من كدة ، هو أكيد عشان الشغل  ولكني هتصل بيه واقوله مرات خالك بتشدد عليك تيجي على الغدا "

فرحت اميرة كثيراً عندما  سمعت عمتها و هي تحدث حسام وتشدد عليه  ان يأتي كي لا تحزن زوجة خاله منه   ، فرح قلب حسام الذي كان ينتظر هذه اللحظة ليذهب لهم بسرعة البرق  حتى أنهم تفاجأوا به أمامهم بعد مكالمة خالته بدقائق قليلة وكأنه اسفل منزلهم منتظر الاشارة كي يصعد لهم بوجهه السعيد و ضحكته التي لم تفارق وجهه طوال جلسته 


طلبت هويدا من أخيها أن يأخذها وهي والأولاد ليتجولا بالقاهرة ، دخلت اميرة الغرفة لتسلب عقله وتلفت انتباهه نحوها كررت  هويدا طلبها بصوت أعلى " هااااااا نحن هنا بقولك عايزه اتفسح شوية والف اجيب شوية طلبات لامك و سهام قبل ما ارجع البلد " 

نظر لها متسائلا  " هو سيد راجع امتى؟" 

ردت وقالت " ما تقلقش  خالص ، انا لسة قاعدة على قلبك و مش هتخلص مني بسهولة "

 ضحك الكل على هويدا و طريقتها الجميلة وهي تشاكس أخيها وتضغط عليه امامهم 

نظر جمال لحسام طالبا منه 

 " ده حقها علينا يا ابني لاما تاخدها انت لاما هخلي عمرو وزهرة ياخدوها يفسحوها ". 

رد حسام على خاله بسرعة  

 " انا مش معارض بس النهاردة الجمعة واكيد الكل قافل " 

ردت زهرة عليه

 " لا ده كان زمان دلوقتي بيفتحوا كل الايام بدون إجازات " 

تحدث جمال مرة اخرى وقال 

" حتى ولو في محلات قفله خليها تنزل تلف وتغير جو النهاردة وبكرا او بعده تروح تشتري طلباتها " 

هز راسه وهو يرد 

 " اللي تؤمر بيه يا خالي " 

وبص لأخته وقالها 

" حضري نفسك يلا عشان نخرج "


رد جمال على ابن اخته و قال 

 " تسلم يا ابني ، وانت يا عمرو خد مراتك و روح معاهم عشان نضمن ان الواد ده هيفسح اخته مش هيضحك عليها و يقضوها مناقره "


ضحكت زهرة و اعتذرت  متحججة بٱنها وعدت امها ان تمر عليها هي وعمرو  ثم نظرت لاميرة وقالت " خلي اميرة تروح معاها اهي فرصة تغير جو هي كمان  و لو تحب تاخد ندى مع الاولاد انا معنديش مانع " 

استغرب عمرو من كلام زهرة قاطعها بنظراته القوية ، صمت الجميع لدقائق تحدثت بعدها ام سعاد وقالت

 "  وانا كمان هروح معاهم خلونا نلف بالعربية ونغير جو" 

وافق الحاج جمال ان تذهب أميرة معهم  وبهذه الموافقة ولدت اجمل فسحة واجمل فرحة واجمل خروجة للمحبوبين ، كانت عينيه تغلق من شدة الفرح حتى أصبح يقلل من ضحكه ليستطيع ان يرى بهما .

تحدثت ام سعاد وقالت

 " اشتري لينا درة مشوي يا حسام " 

زادت هويدا على كلام خالتها 

 " وانا  عايزه ادوق الحلبسه يا حسام " 

جاء صوت ام سعاد مرة اخرى 

"  نزلنا نتصور هنا يا حسام  "  ، طلبت هويدا ان يذهبوا الى  النافورة الراقصة في  كايرو فيستيفال ، انصدم حسام من طلبها وقال 

 " استهدي يا هويدا احنا فين و فيستيفال فين" 


ردت اميرة و قالت " لو قولتي من بدري كنا روحنا دي جميلة قوي ، اخدنا عمرو ورحنا لهناك اول ما تعملت وانبسطنا جدا وقعدنا نتصور جمبها لغاية ما ملينا موبيلاتنا فيديوهات يومها " 

اعجبت ام سعاد بالفكرة وطلبت من حسام أن يأخذها لترى  النافورة على الطبيعة ضحك وهو ينظر  لأميرة  قائلا 

 " كدة دبستيني معاهم ، كان لازم تحكيلهم "

خجلت وقالت " بصراحة أنا نفسي هويدا تتفسح وتنبسط عندنا زي ما احنا انبسطنا عندكم "

أكدت بهية على كلام أميرة وقالت 

"  ايوة لازم نبسطها وننبسط "

 وغمزت لهويدا مكملة 

" بس الواد حسام عنده حق مش هنلحق نروح وننبسط خلينا مكملين بوسط البلد نجيب طلباتنا و بكرا اتفق مع عمرو ونخرج كلنا مع بعض من بدري " 

وبسرعة رد حسام على خالته 

" عمرو وراه شغل ربنا يعينه ، تمام انا هظبتها و ارجع بدري من الشغل و نروح سوا " 

نظرت هويدا له محركة رأسها بانتصار لترد اميرة بوجه مبتسم 

" براحه احسن يغير رأيه "

ضحكت هويدا مجيبة بثقة 

" يغير رأيه ايه وانتي معانا ده احنا وقعنا على المصباح السحري "️ 

خجلت اميرة  ولم ترد عليها اخفضت عينيها بصمت كبير ، من خجلها كانت تتعمد الابتعاد عنه واحباط اي فرصة للتقرب والتحدث معها ️ولكنها فشلت بالاخير أمام  محاولات عمتها وهويدا اللتي تعمدوا تركهم بالسيارة  مع الاولاد  النائمين ونزلوا  لشراء الطلبات المتبقية من المحلات و المولات التجارية المجاورة  .

 وهنا وجد حسام الفرصة ليدير ظهره و يكلمها بكل صراحة قائلا 

" كفياكي هروب بقى️ يعني مش كفاية اني بتلخبط ومش بعرف اتكلم وانتي قصادي️ لا وكمان بتهربي عشان تاخدي الكلام كله معاكي️" 


خجلت منه ونظرت  على الاولاد لتتأكد أنهم نائمين ، أكمل كلامه  

 " هو انا اتجننت عشان اتكلم وهما صاحين ده كان الواد ايمن نزلها بنشرة أخبار البلد " تبتسمت بخجلها ، ليكمل هو

 " أنا متأمل خير اول مرة اكون مطمن بالشكل ده حاسس ان مرات خالي كانت راضية عني النهاردة "

ردت على استحياء " ما بلاش الثقة الزايدة دي احسن تزعل بعدين " 

قلق وسألها بسرعة عن رأي والدتها  هل لا زال كما هو ام تغير قليلا  ، رفعت كتفها بنفس خجلها قائلة

 " مااعرفش بس لحد دلوقتي محدش سألني عن رأيي ، عشان كدة بقولك متثقش للدرجة دي "


تحرك على مقعده عدة مرات حتى كاد أن يجلس  فوقه وهو يتطلع عليها بالخلف  

" مش فاهم ، اااقصد اني مش فاهم ، طب و ربنا مافهمت "

كاد ان تضحك على وضعه لولا تحفظها الكبير وخوفها من تعدي الحدود ، حدثها بنبرته الصعيدي  قائلا " انتي صدجتي وله اييه ، لا احنا جامدين جوي جوي وبنفهم على فكره " 


وهنا لم تستطيع منع نفسها من الضحك الصامت واضعه يدها على فمها ناظرة للاولاد بجانبها وهي تستمع  لصوت ضحكه عائدا ليتحدث بلهجته القاهروية

 " بصي بقى ما هي ضاعت الهيبة خلاص ولازم تفهميني " 

بهذا الوقت عادت هويدا هي وخالتها مقتربين من السيارة وعيونهم تراقب حالة حسام الذي كان يجلس  فوق مقعده الامامي  ، تحركوا ببطئ ليكملوا تسوقهم بمحل اخر خارج المول كي يتركوا المجال لهم ، نظرت أميرة للخارج قائلة على استحياء  

" أقعد كويس الناس بتبص عليك ولو جت عمتي و هويدا مش هنخلص من كلامهم " 

تكلم من جديد 

" مش راجع قبل ما تقولي  ايه قصدك انك مقولتيش رايك لحد دلوقتي ، بصي أحب اطمنك انا بعرف اغسل و انضف و اكوي و اعمل اكل حلو أوي  حتى تقدري تختبريني ، صح وكمان اعجبك جدا بموضوع غسل السجاد كانوا اخواتي ربنا يسامحهم بيستغلوني في ده " 

ابتسم وجهها وهي ترد بخجل

 " منا عارفة وخصوصا في المطبخ منا شفت بعيني محدش قالي "

رد عليها بضحك يشبه فرحته وجمال حديثهم قائلا " لعلمك اليوتيوب مسبش حاجة للغلابة اللي زيي غير لما شرحها ،  مش العرايس  بيتجوزوا وهما مش متعلمين حاجة وبعد كام شهر بيبقوا اساتذه، وانا هعمل كدة " 


وضعت يدها على فمها لتخفي ضحكتها من جديد قائلة  " والله عمتي ثنية لو سمعت كلامك ده هتضربك بالنار "

رد بسرعة بعد ما رنت ضحكته العالية ارجاء سيارته " وقتها هكون مبسوط لأني  مش هكون لوحدي اصلك هينوبك من الحب طلقة أصل مش معقول بعد الكلام ده تسيب حد فينا عايش "  

زاد ضحكهم ليتحدث هو قائلا 

" حتى ولو مقولتيهاش بلسانك قلبك  قالها لي اكتر من مرة ، وانا عشانه هعمل المستحيل  عشان تكوني من حظي ونصيبي " 

خجلت منه ليكمل متحفظة بصمتها وهروب عينيها منه ليكمل هو 

 " انا صبرت خمس سنين وانا بحلم باليوم اللي اقف قدام خالي واكون بالقدر الي يستاهلك بصراحة توقعت اني باللحظة دي هكون اكتر صبر ولكني بجد صبري نفذ و بقيت بحلم باليوم اللي يجمعنا سوا بحلمنا الجميل "

ردت بقلق وجدية وقالت

 " بص يا حسام انا مش عايزاك تزعل السبب الاول انا خايفة وضعننا دا يكون بيغضب ربنا اقصد الضحك والكلام عارفه والله انك ابن عمتي ودا بيحصل قدام اهلي بس برضو انا مش حابه دا ، وتاني حاجه مش عايزاك تزعل لو مفيش نصيب  محدش يعرف النصيب فين افرض اني مش من نصيبك هتعمل ايه وقتها عشان كده بلاش نتكلم بالشكل دا تاني لحد ما نشوف ربنا كاتب لينا ايه " 

قاطع كلامها  وقال لها

 " ارجوكي متكمليش  ️سبيني بحلمي الجميل وانا واثق ان ربنا مش هيظلمني ولا خالي كمان هيظلمني ، دنا بدعي كل يوم بصلاة الفجر ان ربنا يكرمني وتكوني من نصيبي بأقرب وقت  "


ردت بدون ما تاخد بالها وقالت " امين "

ليرد قلبه عليها 

 " انا فرحان ، بجد انا فرحان لدرجة اني عايز اصرخ واقول انا فرحان "

حذرته بسرعة وقالت 

" اوعى يا حسام تعملها والله ازعل منك   "


تحرك ليخرج رأسه من النافذة معلنا عن فرحته 

أمام العالم كله حذرته بنبرة صوتها العالية قائلة " لا يا حسام اوعى ، والله لو عملتها مش هكلمك وهزعل منك بجد  "

اغلق زجاج سيارته وعاد لينظر لها قائلا

 " و حسام ميهنش عليه زعلك ، تعرفي يا أميرة اني بقيت احب اسمي قوي  حتى قررت اسمي ابني على نفس اسمي عشان اقعد اسمعه منك اكتر من مرة بس وقتها مش هقبل ابني يتشتم يعني مش كل ما تضايقي مني تخرجيه على الغلبان " 

ردت بتحفظها موضحة له طبعها قائلة

 " لا انا مش بحب الشتايم والكلام اللي بيكسر الأطفال و يأثر على سلوكهم وتربيتهم ، وبعدين لازم تراجع نفسك بقرارك  حرام عليك الولد يتلخبط انادي عليك يرد  هو و انادي عليه ترد️ انت ، مش بس هيتلخبط دنا كده هتجنن وسطكم ، بس تصدق لو جينا للحق عجبتني فكرة اني اطلع اللي نفسي  فيه وقت منا عايزة بدون قلق وخصوصا وقت عصبيتنا " 


لمعت عيونه وهو طاير من فرحته مصرح لها عن ما في قلبه " اللهم صل على النبي ﷺ ، افهم من كده اننا اتفقنا على الخناق قبل الاتفاق على الخطوبة جميل أعجبني  طلعي اللي انتي عايزاه على حسام و ابن حسام و عيلة حسام كلها ، ياللهوي دنا وربنا حاسس إني في حلم من احلامي ، لو مت دلوقتي هكون راضي ومرتاح"


ردت بسرها " بعد الشر عليك " 

لم تستطع النظر له او التحدث معه بعد ما قالته فهي لم تعطيه ردها وحسب بل ونسجت معه الاحلام أيضا .

مسح وجهه المتعرق و قال

 " لا كده كتير عليا وربنا كتير انا لو ما صرختش من فرحتي هفرقع ، يرضيكي افرقع واموت ضحية كتمة فرحتي "

 نظرت من  السيارة على  المحلات لتتفاجأ وتتسع عيونها فُزع من نظرتها التفت لينظر لما نظرت إليه ليجد خالته و اخته جالسين على درج احدى المتاجر وهم محتضنين حقائبهم منتظرين إنهاء حديثهم  بعد ان اغلقت المتاجر و الأنوار من حولهم . 

رفع يده مناديا على أخته وهو يقول لروح قلبه و فرحته وحياته

 " مش لو كنتي سبتيني اصرخ من قبل كان وضعنا هيكون احسن دلوقتي على الاقل كنا انتبهنا ان المحلات قفلت " 

بلعت ريقها بوجهها الخجل قائلة

 " ياللهوي انا حاسة انه هيغمى عليا  ازاي مخدتش بالي " 

نظر لخالته و هويدا وهم يقتربا  منهم قائلا 

" يغمى عليكي ايه ، متفقناش على كده مينفعش تسبيني انا ادبس لوحدي مستحيل اقبل بكده لاما يغمى علينا سوى لاما نتحمل اللي هيحصل فينا سوا  "

( لا اثبت يا وحش امال فين اللي كان هياخد طلقه وهو مبسوط ) 😂😂😂😂

يتبع ..

إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا. 

منها "رواية حياتي" 

رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..

google-playkhamsatmostaqltradent