recent
جديدنا

رواية حــيـاتــي الفصل الثامن

رواية حــيـاتــي

بقلم أمل محمد الكاشف 

دراما اجتماعية رومانسية 

تقع الاحداث في دولة تركيا حيث مكان وجنسية ابطالها الاتراك



راقب عارف عينيها منتظر ردها ، تحركت بصمت و مشاعر مختلطة بين خيبة الامل والحزن و كسر كبير بقلبها رافضه تلقيها  عرض لشيء كهذا ، فقبولها بالزواج المشترط بأضعف واصعب لحظات حياتها حينها لا يجعلها تتنازل عن كرامتها وكبريائها وتوافق على عرض علاقة بينهم بشروط  وكأنهم يتفقون على صفقة عمل ستنتهي عند حصولهم على مرادهم وهو الحمل.  

ادرك عارف صعوبة وثقل ما قاله نظر لها من الخلف وكأنهُ يرى عيونها المملؤة بالدموع بل كأنه يرى قلبها المكلوم.

فلولا وجوده بالغرفة لكانت ألقت بنفسها على فراشها تبكي و تصرخ من ألم الحب و غدر الزمان .

اخذت بيجامتها البيضاء ذاهبة بها إلى الحمام وهي تتجنب  لمسه بالخطأ .

 

 كان الصمت هو السمة السائدة  بهذا الوقت،

 جلس عارف على الفراش ناظرًا أمامه بحزن كبير ، تذكر رد زوجته  الأولى عليه

" هناك أمور لا تطلب. هناك احاسيس لا تشترى"

 قام عارف ليبدل ملابسه قبل قدومها مرتدي  الشورت القصير والتيشيرت النصف كم الواسع كعادته. 

انتظر عودتها ولكنها تأخرت تحرك ليخرج من الغرفة و من ثم المنزل ليجلس بالحديقة كي يستنشق الهواء بعد ان ضاق صدره بما حمل.


يستنشق الهواء داخله ليزفره بقوة تنين يخرج ناراً من صدره.

امتلأت عينيه بالدموع وهو يتذكر ماضيه السيئ الذي لا ذنب له فيه. اخر مكالمة له مع امه وهو يترجاها ان تترك ذلك الرجل وتعود للعيش معه مجيبة عليه 

 "  لا استطيع العيش بدونه فلتأتي انت ضيفا مكرما وقت العطل "

 مازال يزفر النيران من صدره وهو يتذكر انفصالها من ذلك الجبان راغبًا في التحدث معها طالبا منها العودة إليه ، منعته أسماء حينها ولكنه لم يستمع إليها مصرا على إعادتها بجانبه كي يحافظ عليها ، ذهب إليها وهو يستجمع قوته كي يقف أمامها ويخبرها انه سامحها، ذهب إليها كي يقول لها "انا بجانبك دائما ولن اتخلى عنكِ".

و قبل نزوله من السيارة وجدها تخرج من منزلها بملابس أقل ما يقال عنها انها بذيئة ليس هذا وحسب بل كانت هناك سيارة تنتظرها وكأنها إحدى فتيات الليل اقتربت وصعدت بها وقبلت ذلك الرجل منطلقين بعدها.

لاحقهم بسيارته عقله لا يريد تصديق ما رآه حتى شهد على دخول امه منزل ذلك الرجل ، ظل ماكثا  اسفل هذا المنزل يتمنى خروجها طوال الليل وعلى مدار اليومين التاليين دون فائدة، تذكر عودته إلى حضن اسماء زوجة عمه وهو يبكي "  اكرههم  اكرههم جميعا ، كلاهما تخليا عني لأجل شهواتهم لأجل رغباتهم انا اكرههم" 



تقلبت أوزجي على فراشها بحزن كبير مما سمعته  فكيف يعرض عليها عرض كهذا؟ 

 فحين كانت تنتظر منه كلام ونظرات و شعور اخر انصدمت بواقع حزين.

 نامت  وهي تنظر للحائط ملتصقة به لا تريد الاقتراب منه حتى ولو بنومها.

عاد إلى الغرفة كطفل مكسور كل أمله بالحياة الشعور بحنان الام والاب ، حضن أم يضمه واب يدافع عنه ويخاف عليه ويفكر بمستقبله.


 دخل الغرفة وهو يجر أقدامه بأكتاف هزيلة ورأس تكاد ان تسقط على صدره من حزنه.

نظر لها على الفراش ليجدها ملتصقة بالحائط... 

لو بيدها لكانت ربطت نفسها كي لا تتحرك. 


نام على فراشه ناظرا اتجاهها. حرك يديه بحزن ولامس اطراف شعرها ، كادت دموعه أن تسقط من عينيه من شدة اختناقه.


تذكر عيونها الجميلة البريئة وهي تنظر له صباح اليوم بالمطبخ  تخبره عن سرها بدلع وخجل. اقترب منها وهو يتنفس بصعوبة بدأت دموعه تتساقط فعلياً من عيونه وكأنه يريد ان يقول " احتضنيني  لا تتخلي عني "

وكأنه يشكو لها همه وحزنه  يحدثها بداخله  

" لا تتركيني وحيدا" 

اقترب اكثر و احتضنها من خصرها ليقربها له ضاممها بحضنه ليشعر بها  داخله 

وضع رأسه داخل شعرها كي يستمد منه الراحة والسكينة ليبحر في نومه وهو على هذا الحال المفتك للقلب والروح.


بكت اوزجي بصمت كي لا يشعر بها و داخلها يتقطع ألما وحزنا.

 اصبحت بحيرة من أمرها ومشاعرها وحياتها فأي حياة هذه التي سقطت بها دون إدراك.


 كانت مغمضة الاعين تتذكر اهتمامه بها قبل زواجهم ، كيف كان لا يتركها وخاصة بعد خروجها من المشفى  يهتم بطعامها ، يأتي الى مكتبها بشكل مستمر كي يتأكد انها بخير حتى أصبحوا بالفترة الاخيرة لا يأكلا سوى مع بعض يأخذها من الشركة ويذهبان لمطعم جميل يأكلون طعامهم ويوصلها لمنزلها ليطمئن عليها ثم يذهب هو لمنزله.

 تذكرت  اوقات انهيارها وعدم تحملها رؤية فاتح ودفنه معاً بالشركة. وكيف كان عارف يقويها ويحثها على الصمود امامهم. 

حتى تذكرت ذلك اليوم الموعود تبكي وهي تشتكي له الم قلبها وحزنها فهي ما زلت لا تصدق ما حدث.


انتهت الليلة بكل ما تحمل من أوجاع وذكريات ودموع والام من الماضي ليأتي الصباح كي يعلن عن بدء يوم جديد ما زال عارف محتضنا لها من الخلف بقوة وكأنها ستهرب منه . 

حضرت ام اوزجي الفطور وظلت تنتظرهم متعجبة من تأخرهم بنومهم قررت ان تذهب إليهم لترى ما بهم... 

وقفت خلف باب غرفتهم لتطرق الباب منادية عليهم،  حركا رأسيهما وهما يستمعان لصوت طرق الباب يأتيهما في احلامهم.

فتحا عيونهم رويدا رويدا منصدمين  بقرب وجوههم وهما محتضنين .

 عادت أوزجي لرشدها منسحبة بسرعة إلى الخلف جالسة مكانها على الفور تجمع شعرها على جهة الشمال وهي تحسن من حالة ملابسها.


عاد صوت طرق الباب مصطحب هذه المرة بصوت نعمة الله وهي تقول

" اوزجي ابنتي هل انتم بخير "

عاد عارف لوعيه ثبت عينيه على زوجته سامعًا صوتها باجابتها على أمها 

  " بخير يا أمي العزيزة لا تقلقي " 

تحركت لتفتح لامها الباب ونزلت من فوقه دون لمسه ، بقي على وضعه مصدومًا من حالتهم فور استيقاظهم وكيف كان محتضنها داخله بقوة. 

لم يتحرك فقط استدار لينام علي ظهره وهو ينظر لسقف الغرفة بصمت ، خرجت واغلقت الباب خلفها لتحدث امها بصوت منخفض.


اغلق عارف عينيه مرة اخرى ليكمل نومه بغرابة فأي هدوء واي صمت هذا الذي هو عليه ، عادت أوزجي للغرفة لتجده قد عاد لنومه اخذت ملابسها وخرجت متوجهة للحمام .


استيقظ بعد مرور ساعتين خارجًا من الغرفة وهو ممسك برأسه متألمًا ، رأته نعمة قائلة

 " واخيرا استيقظت يا بني من الواضح ان هدوء المدينة أعجبك" 

ابتسم بجوابه عليها

  "صباح الخير اعتذر عن تأخيري بالاستيقاظ اليوم" 

 ردت بسرعة

 "اي اعتذار.. نحن فقط اعتدنا عليك " 

بحثت عينيه عن زوجته دون ان يراها 

أكملت الأم حديثها قائلة

" وأيضا نحن من علينا الاعتذار فلقد سبقناك بالفطور ولكني سأحضره لك على الفور" 

رفض عرضها قائلا

 " لا اشتهي الان يمكنني تناول الشاي فقط. وان سمحتي اريد مسكن لآلام الرأس إن وجد "

حزنت على حالته وقالت

 " مؤسف عليك. لا تحزن سأجلب لك المسكن والشاي" 

شكرها متوجه للحديقة كي يستنشق الهواء سار 

 بخطوات حزينة جلس بجانب الطاولة وهو يرفع رأسه للسماء يحاول استنشاق الهواء على امل منه ان هذا الهواء سيهدأ منه.

سمع صوت يصدر من جانبه نظر حوله بكل مكان فلم يجد شيءً.

تكرر الصوت مرة اخرى اعتدل ناظرًا اعلى شجرة التوت ليجد زوجته متعلقة بالاعلى ، ضحك وهو يقف متوجهاً نحوها  .

 انتبهت أوزجي عليه فور اقترابه من السلم الخشبي حين أراد التأكد من قوة تحمله قبل صعوده عليه وهو يقول 

" كنت اعتقد انه خاص بالعصافير فقط ولكن اتضح انه جيد ايضا للأسود" 

لم تستطع إخفاء ابتسامتها الجميلة

 رغم حزنها الذي خيم عليها منذ استيقاظها بجانب غضبها عليه بعد حديثهم بالأمس.

استند على فرع الشجرة ناظرًا لها بوجهه المبتسم على حالتها فكانت تقطف التوت وتأكله تقطف وتأكله وهي جالسه على جذع  الشجرة  بمستوى اعلى قليلاً من عارف. 

نظر للجذع  العريض المبطن بأقمشة كثيرة فوق بعضها قائلا لها

 " يكفي الى هذا الحد سيؤلمك بطنكِ وايضا عليك تنظيفه بالماء اولا"

 لم ترد عليه تأكل باستمتاع فقط مما أثار فضوله  ان يجرب طعمه ، مد يده متذوقا طعم التوت دون غسله بقلب غير مرتاح. اكل واحده فقط قائلا لها  " انتِ محقة بجمال طعمه ولكن لا يمكنكِ هكذا. وانا ايضا اريد ان اشبع منه " 

تحركت قليلا لتأخذ من داخل الأقمشة التي تجلس عليها كيس بلاستيكي بدأت تجمع له التوت بصمتها التام. 

تحدث مره اخرى وهو ينظر لعينيها قائلا " هل نحن متخاصمين؟" 

هزت رأسها بالنفي دون النظر له فقط كانت تجمع التوت

ليكمل حديثه متسائلا

 " ما دمنا غير متخاصمين فلماذا تحرميني من صوتكِ الجميل" 

نظرت نحوه نظرات طفل حزين مما جعله يسرع بسؤاله 


 " ما هذه النظرات انا لا استطيع تحملها. انا لم اقصد احزانكِ. فهمتي الأمر خطأ "

قاطع حديث عارف صوت ام أوزجي وهي تحدثهم من الأسفل وهي ممسكة بصينية الشاي

"وانت ايضا اصبحت مثلها"

 لم يأتيها رد منهما عندما انقطعا عن عالمهم ناظرين لبعضهما بصمت.

قاطعت اوزجي هذا الصمت بتحركها كي تنزل هاربة من نظراته الراجية الضعيفة ، فهي حتى وان كانت حزينة منه إلا أنها ما زالت لا تتحمل سحر هذه العيون.

 تعثرت ارجلها لازدحام المكان بوجوده بجانب محاولة النزول دون الاقتراب منه وهذا مستحيل نظرا لضيق المساحة. 

امسكها عارف من خصرها واسند ظهرها على جذع الشجرة خلفها بجزء من جسده قائلا

 " بهدوء ستسقطين. سنسقط سويًا إذا استمريتِ بمحاولاتك. انتظري حتى أنزل اولا ومن بعدها انتِ فلا يمكنكِ  تخطيني بهذه المساحة "

وافقته ما قاله دون كلام.

نزل وهي تتبعه بالنزول لم ينتظر نزولها للأسفل فعندما اقتربت من أسفل الشجرة أمسكها بيديه من خصرها من الخلف وانزلها المسافة المتبقية للأرض .  وقفت وانزلت ملابسها متحركة نحو والدتها بصمت . تحرك خلفها وهو ينفض ملابسه من بقايا تراب الشجرة مقتربين من الطاولة جلس عارف بجانب حماته التي كانت تدقق في وجوههم محاولة فهم سبب تغيرهم.

اعطته الام دواء مسكن الألم والماء ، بينما تحركت أوزجي للداخل قائلة 

"سأغسل التوت وأعود إليكم "

تحدثت الام لتلطف الوضع بينهما

" لم تتغير حتى الان . نخشى احزانها كي لا نقع تحت اثر الصلح فهي عندما تحزن تأخذ وقت كبير حتى نستطيع الفوز بصلحها"

 ضحكت مكملة

 " كانت طفلة جميلة وهادئة. قلبها الحنون لا يجعلها تحزن وتخاصم احد بسرعة. يعني هي لا تحزن بسهولة لهذا عندما تحزن يكون الأمر سيء كما ترى" 

رد عارف نافي ما قالته الأم قائلا

" ولكنها بخير لا يوجد حزن وما شابه هذا. كل ما في الامر انها تتدلل قليلا "

وضحك  ناظرا لأمها التي تنهدت قائلة 

" هل ستخبئ عني ما يلمسه قلبي. اذا كانت هي زوجتك وعاشت معك ما يقارب السنة والنصف فأنا امها كبرتها وعايشتها اعوام عديدة. اعلم جيدا ما بها فهي تحب الاطفال منذ صغرها ولعدم استطاعتها تحقيق حلم الانجاب حزنت وكلما فتح جرحها تعود لحزنها ". 

ابتسم عارف امام وجه الأم الحزين قائلا

 " سيحدث وستكون ام وانتم ستكونون اجداد طيبين ولكن كل شيء بالصبر. اعدكِ لن اترك هذا الامر حتى نبلغ مرادنا ولكن عليكِ ايضا ان تعديني انه سيكون سراً بيننا. سنذهب لأكثر من طبيب وسنرى اين المشكلة ونقوم بحلها. لا تحزني يكفيني حالتها وايضا انتِ تقولين ان امامي جهد كبير لإخراجها من حزنها فلن استطيع مجابهتكم سوياً  "

ضحكت وقالت

" حسنا اهتم انت بها .ولا تقلق عليّ انا بخير"

بهذا الوقت جاء صوت كلاكس قوي يقترب من المنزل حتى وقفت سيارة أمام باب الحديقة .


انزعج عارف قائلا

" لما كل هذه الأصوات وبالمرة السابقة فعل هذا الامر نعلم انكم وحدكم على هذه التلة ولكنه يبالغ به "

ابتسمت وهي تشير لسفر الذي وقف  بعيدا خافض رأسه قائله " تفضل يابني "

ثم خفضت صوتها مجيبة على زوج ابنتها قائلة  " هذه من عاداتنا عندما تقترب سيارة من المنزل عليها أن تخبر أهلها كي يستتروا قبل مجيئها فلا يجرؤ أحد على الاقتراب قبل أن يعطي انذار. فلهذا تخرج أوزجي براحتها خارج الحديقة وكنت انا من قبل افعل هذا ولكن بهذا العمر ربطة الشعر وسم على رؤوسنا من العيب رفعها خارج المنزل"

اقترب سفر منهم وهو مبتسم  قبل يد زوجة عمه وصافح عارف وهو يقول بفرح 

 " لقد أعطاني عمي اليوم اجازة من العمل" 

استغربت نعمة متسائلة

 " كيف حدث هذا. لا يمكن لصالح أن يتخلى عنك وسط البحر". 

ضحك سفر مجيبًا على زوجة عمه

 " نعم ولكنه حدث لأجل الصهر"

 ونظر لعارف مكمل

 " سنتجول اليوم بأرجاء المدينة كي لا تقول اننا قصرنا بضيافتك. وايضا عليك ان تشاهد جمال مدينتنا من المؤسف قدومك كل هذه المسافة دون الاستمتاع بهذا الجمال" 

رحب عارف بالفكرة وقال له 

"سأخبر اوزجي بالأمر اولا"

قاطعة سفر  قائلا 

" من المؤكد أنها تتحدث مع ياسمين الان. هي اخبرتني انها ستحدثها قبل مجيئي". 

ضحك عارف وهو ينظر لحماس وفرحة سفر قائلا " اشعر وكأني انا من سيأخذك للجولة ولست انت ما هذا الحماس و الفرحة الزائدة" 

 

ضحك سفر محدثه عن الأماكن المشهورة بالمدينة حتى يختار أي مكان يريد ان يبدأ 

 " مدينتنا مميزة  بجمالها الخلاب والمعالم الطبيعية الرائعة، فهي تحتوي على ما يقارب الاثني عشر نهرا ، ومن أهم هذه الأنهار نهر السيرا وهو بالقرب منا ان اردت نذهب إليه اولا وايضا هناك  القلعة، بالإضافة إلى أربع بحيرات، أهمّها بحيرة أوزنجول وينتشر على أطرافها سمك السلمون المرقط،  هناك ايضا قلعة مدينة طرابزون فهي من أهم المعالم السياحية الموجودة في مدينتنا  وأكثرها جذباً للسياح مثلك "... 

ضحك عارف وهو ينظر للأم قائلا

" ولكني لست سائح فلقد أصبحت جزءا من هذا البلد"

 أكدت نعمة على ما قاله 

 " بالطبع يابني "

ثم نظرت لسفر قائلة

" هل يقال عن الصهر سائح "

رد سفر مدافعا عن نفسه

" حسنا اردت ان اوضح له وايضا يمكنه التقاط الصور التذكارية والتي ستساعده برسوماته  هناك، فهي توفر إطلالة ساحرة على الطبيعة إضافة إلى معالمها التاريخية الفريدة "

ونظر لعارف مكملا

"لذلك كن جاهزا لالتقاط مجموعة رائعة من الصور عند زيارتك للقلعة ولكننا سنجعل زيارتنا بها بوقت الغروب لتستمتع أكثر بها "

ردت الأم قائلة

"  عليكم ان تبدؤوا بشلالات أوزنجول فهي الاقرب  منا و ستفرح  اوزجي كثيرا بها "

فرح عارف  وقال

" انا لم اعلم بوجود شلالات وايضا ما دامت رؤيتها تسعدها لنبدأ به "

اخبرهم سفر بوجوب ذهابه ليأتي بياسمين  وهم بهذا الوقت يكونوا قد تجهزوا  

........ 

وبينما كان عارف فرح متحمس بالتجول كان  

 فاتح يحتضن دفنه وهو فرح بذهابهم للطبيب واطمئنانهم على الجنين ، دمعت عيون أسماء فرحة بابنتها التي وإن كانت غاضبة عليها فهي قرة عنيها وحيدتها التي خرجت بها من الدنيا. 

اقتربت ثريا من غافر وهي طائرة من فرحتها قائلة " وأخيرًا سيأتي الجوكر" 

ضحك غافر وهو يجيبها " سيكون سلطاناً كجده"


ظلوا يضحكون بغرور وفرح وكأنهم بهذا الطفل سيطروا على القصر .

بالطبع ما يتحدثون عنه غير عقلاني ولكن من يراهم يعتقد هذا  

وبعيدا عن الزيف و حياة الغرور والتمثيل والحقد والمؤامرات، بدأت رحلة العشاق لاستكشاف جمال طبيعة مدينة طرابزون التركية ، وصلوا الى الشلال في البداية ليتضح ان نعمة محقة  بحديثها فلقد تحولت وتغيرت نظرات اوزجي من الحزن للفرح فور رؤيتها الشلال وسط السهول الخضراء فكان حقا مشهد جمالي خلاب سبحان الخالق المصور..


اهتم عارف بتصوير أوزجي مع الشلال وحدها  في محاولة منه لإرضائها ، التقط عدة صور بحركات و زاويا مختلفة وكأنه يصور ديفيلي جديد .

غار قلب سفر مما يفعله ليبدأ هو أيضا بتصوير زوجته بشكل مضحك فهو على طبيعته لا يجيد  الرومانسية كعارف ابن اسطنبول وخاصة ان زوجته ياسمين قويه حاده حتى بدلالها عليه. 


اقترحت أوزجي على سفر ان يذهبوا الى المغارة فلقد اشتاقت كثيرا لزيارتها .

رد سفر عليها " ليس الان سنذهب للبحيرة وبعدها المغارة "

بهذا الوقت اجتمعت أوزجي وياسمين على الذهاب للمغارة أولا ليخضع سفر لرغباتهم قائلا " حسنا اصمتوا سافعل ما تريدون"

انحنى عارف عليه قائلا

 " أرى أن شباب المدينة ما شاء الله لا يسقط لهم كلمة " 

نظر سفر خلفه نحو أوزجي وياسمين قائلا

 "من الواضح انك لم تجرب احزان حورية من حوريات البحر الأسود ولكني لا أتمنى لك هذه التجربة "

رفع عارف حاجبيه ونظر هو ايضا نحوهم بالخلف قائلا

"  بدأت اخاف الان. ولكن الأمر مختلف لدي فحوريتي مختلفة كثيرا عن باقي النساء "

دقق سفر لعيون عارف ونظراته نحو أوزجي باهتمام وكأنه يريد أن يتعرف على ما بداخله هل هو صادق بمشاعره ام يخادعهم كابن عمه .

وفور وصولهم للمغارة تفاجئ عارف بسرعة ركضهما وصعودهما على مرتفعاتها دون خوف.

عارض استمرار صعودهم قائلا من الاسفل

 " هذا يكفي . إلى هنا وحسب لا يمكنكم الصعود اكثر"

 ظل عارف يحذرهم بصوت يعلو بكل مره حتى أصبح منفعلا بحديثه لاوزجي 

" اين ستذهبين انزلي فورا. اوزجي استمعي لي. لا يمكنك الصعود اكثر من ذلك" 

توتر وغضب كثيرا ينظر لوجه سفر الباسم وهو يقول له " أهذا وقت للضحك" 

ثم ينظر لأعلى قائلا

 " لا تصعدي النافذة انا احذرك أوزجي انظري إلي .لا . لا تنظري فقط انزلي بهدوء" 


تحدث سفر لتهدئته  ولكنه فشل بذلك حين 

 انزعج عارف من عدم سماع أوزجي لكلامه 

فكانت  تتسلق جدران المغارة وهي تتسابق مع ياسمين من سيدخل من النافذة أولا وينزل من الجهة الأخرى.


 سخر عارف بالأول من حديثهم فالنافذة عبارة عن ثقب كبير أعلى المغارة ولكنه جن عقله حين رآهم يسرعان نحوها .

ضحكت ياسمين وهي تقفز بنزولها قائلة لاوزجي " ربحت كالعادة " 

 نزلت اوزجي هي ايضا متفاجئها بزوجها  يحتضنها بقوة داخله

 "كيف تفعلين هذا بي. ماذا إن حدث لكِ مكروه" 

قبل رأسها ليهدئ نفسه كان خائف مذعورًا من خطورة الأمر. كان يتنفس بقوة تضاعف دقات قلبه وكأنه هو من كان يتسلق وليست هي.


ابتعدت عنه وهي تلهث قائلة

 "أنت السبب في خسارتي شتت تركيزي بكلامك المخيف جعلها تفوز عليّ "


 لم تكمل حديثها حتى سمعت صوت سفر 

 "الامن الامن اهربوا. اهربوا "

 تحرك الجميع ركضًا تاركين عارف خلفهم لا يفهم شيء. صعدوا السيارة بسرعة كبيرة.

 نظر عارف خلفه ليجد الأمن يسيرون نحوه ابتلع ريقه وهو لا يعرف بما يجيبهم .

…..

مجانين بجد هههههههه معلش يا ابني تعيش وتاخد غيرها 😂😂😂

يا ترى هيحصل إيه مع أسد الاسود ههههه حضروا نفسكم يا بنات عيش وحلاوة بالمكسرات ههههه عندنا زيارة

 يتبع ..

إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا. 


منها "رواية مقرينوس" 


رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة  سميحه رجب..

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

18 تعليقًا
إرسال تعليق
  • غير معرف13 أكتوبر 2024 في 9:08 م

    خوفتينى من الخلقة وطلعت جميلة اهيه

    حذف التعليق
    • غير معرف13 أكتوبر 2024 في 9:34 م

      روعه تسلم ايدك حبيبتي ابدعتي

      حذف التعليق
      • غير معرف13 أكتوبر 2024 في 10:30 م

        جميله جدا جدا

        حذف التعليق
        • Rim kalfaoui photo
          Rim kalfaoui13 أكتوبر 2024 في 11:40 م

          كنت كملتي رجوعهم للبيت على الاقل بعد اليوم الحلوووو ده

          حذف التعليق
          • غير معرف13 أكتوبر 2024 في 11:44 م

            يا جمالوا يا جمالوا...هنحضر العيش والحلاوه

            حذف التعليق
            • فاطمه السعيد14 أكتوبر 2024 في 1:07 ص

              تسلم ايدك يالولو

              حذف التعليق
              • غير معرف14 أكتوبر 2024 في 1:50 ص

                هههههههههه هههههههههه جميل جداً جداً وضحكنا علي البنات وخوف عارف علي اوزجي

                حذف التعليق
                • غير معرف14 أكتوبر 2024 في 1:56 ص

                  يا روحي القفلة الأخيرة شوشت عقلي الشرطة وعارف ولا عارف شيء لي يحصل بس هذا عقابه على طريقة كلامه على الإنجاب بدون ذوق كانه يتفق على صفقة تجارية 😂😂😂

                  حذف التعليق
                  • غير معرف14 أكتوبر 2024 في 4:24 ص

                    حلقه روعه يالولو سلمت اناملك لولو القمر

                    حذف التعليق
                    • غير معرف14 أكتوبر 2024 في 6:49 ص

                      روعه دائما مبدعة

                      حذف التعليق
                      • غير معرف14 أكتوبر 2024 في 6:52 ص

                        في حلقة مفقودة في كلام عارف يعني ايه اتفاق علي الخلفة وهي لما تعوزه تقول
                        ازاي الكلام دا الراجل دايما هو المتقدم في العلاقة
                        وازاي المدة دب كلها مع واحدة جميلةلم ينجذب لها ولو مرة .شئ غريب صح

                        حذف التعليق
                        • غير معرف14 أكتوبر 2024 في 9:13 ص

                          روعه احسنتي حبيبتي تسلم ايديكي

                          حذف التعليق
                          • غير معرف14 أكتوبر 2024 في 12:08 م

                            حلقه روعه روعه يالولو

                            حذف التعليق
                            • Saga Emam✨ photo
                              Saga Emam✨15 أكتوبر 2024 في 10:44 م

                              😍😍😍😍😍😍🩷

                              حذف التعليق
                              • Saga Emam✨ photo
                                Saga Emam✨15 أكتوبر 2024 في 10:45 م

                                مش معقول الجمال ذا كله 😍
                                و الله و الواحد صار بده يروح طرابزون من جمالها 💞أنا بحب كثيرررر منطقة البحر الأسود 🩷 طبيعتها رائعه

                                حذف التعليق
                                • Saga Emam✨ photo
                                  Saga Emam✨15 أكتوبر 2024 في 10:47 م

                                  الله يسعدك يا أمولة كما تسعدينا بجمال حروفك🫂🥰.

                                  حذف التعليق
                                  • Saga Emam✨ photo
                                    Saga Emam✨15 أكتوبر 2024 في 10:48 م

                                    هههههه القفلة 🤣😂 ياريت الشرطة تاخده و تربيه😅 ياخي اتفاق ايه و كلام ايه يلي كنت بتقوله
                                    هو ذا كلام يدخل العقل 😒

                                    حذف التعليق
                                    • غير معرف17 أكتوبر 2024 في 1:58 م

                                      روعه روعه شكرا لك

                                      حذف التعليق
                                      google-playkhamsatmostaqltradent