recent
جديدنا

رواية قرة عيني الفصل السادس عشر والاخير

رواية قرة عيني 

بقلم أمل محمد الكاشف 

مزجت بين السرد الفصحى والحوار بالعامية

قصة رومانسية اجتماعية دينية كوميدية

تدور احداثها بين حلمية الزيتون والصعيد اسوان بالتحديد



 خجل حسام من ضحك خاله وخاصة أن الفرحة لم تجعله ينتبه على نبرة المزاح والضحك بالحديث إلا بعد ان قال له 

" قوم يا حسام روح شغلك قبل مرات خالك ما تصحى وتسمع كلامك وخصوصا ان الساعة ستة الفجر ، والله لو قالت عنك مجنون محدش هيعارضها و وقتها مترجعش تعيط ليا انا حذرتك اهو "


وبعد ضحك متبادل من الطرفين اتفقا على ان يكون حفل الخطوبة بعد عشرة أيام  و من  بعدها ينتظروا اكتمال تجهيز منزلهم كي يحددوا  موعد الزفاف بناء على ذلك .


وقبل الخطوبة بأربع ايام وصلت ام حسام لمنزل أختها بهية بوجه مقتطب فرغم فرحتها بأبنها إلا انها حزينة و مكسورة الخاطر لأجل رفضهم لابنها خوفًا منها  ، وهذا ما لاحظته اميرة وضاق صدرها منه  ليلاحظ حسام تغيرها .


ذهبت للبلكون كي تستنشق الهواء وحدها بحث عنها ليجدها واقفة داخلها ابتسم وجهه وذهب ليشاركها وحدتها قائلا 

" هو فينا من كده برضوا مش اللي يهرب ياخد التاني معاه" 


ابتسمت بضيقها و قالت 

" أبدا مفيش هروب ولا حاجة " 

سألها اكتر من مرة

 " مالك فيكي ايه "  استمرت بقول 

" مفيش حاجة ، تعبانه شوية " 


ضغط عليها بأسئلته وشعوره ان هناك خطب اخر ليتفاجئ بعينيها تمتلئ بالدموع محاولة التهرب بطلبها العودة لمنزلهم و قدومها لهم بوقت آخر.

وقف أمامها ليعيق خروجها من البلكون 

 قائلا 

" تروحي فين ده عمتي أم سعاد وامي  هيزعلوا جدا لو مشيتي من غير ما تتغدي معاهم "


نزلت دمعة من عينها مسحتها بسرعة وهي تخفي وجهها عنه ، خاف قلبه من حالتها تحدث بسرعة  

" هي وصلت للدموع كمان ، مش بقولك فيكي حاجة خير يا اميرة مين زعلك مالك "

 

هزت راسها 

 " مفيش بس انا بجد مخنوقة وعايزة اروح "


رد بسرعه خوفه وقلقه عليها

 " تمام مش هضغط عليكي يلا نخرج مع بعض"


 رفضت عرضه 

 "  لا انا هروح لوحدي خليك انت قاعد معاهم "

 ونزلت دمعة اخرى منها جعلته يقف امامها عاجزا لا يعلم ما عليه فعله وخاصة أنها رفضت التحدث معه وإخباره عن سبب حزنها.


انتظر قليلا لتهدأ و تحدث من جديد قائلا

 " يلا نخرج نلف شوية بالعربية ونرجع على الغدى " 


رفعت كتفها رافضة الذهاب معه ، اقترب منها وقال بصوت منخفض يملؤه الحنان

 " منا مستحيل اسيبك تنزلي لوحدك وخصوصا بحالتك دي ، اللي انا مستغربه انك كنتي كويسة وبتضحكي و احنا جايين ايه اللي جد عليكي "


ردت بصوتها الحزين

 " بجد مفيش حاجة كنت مضايقة شوية و دلوقتي بقيت كويسة "


هز راسه وهو غير مصدق لما يسمعه قائلا 

" انا متأكد انك زعلتي من حاجة ، اصل مستحيل توصلي للحالة ديه من فراغ ، طب حد من البنات ضايقك بكلمة معقول ماما زعلتك "

لم تستطيع ان تمسك دموعها هذه المرة وخاصة  امام صوته الحنين و خوفه عليها ، ادارت وجهها وظلت تمسح  دموعها التي أبت الوقوف.  


نظر حسام أمامه وهو أكثر ضيقا قائلا

 " ماما السبب انا كنت حاسس ان ده هيحصل ، طب ليه مقولتيش ، بس معلش انا مكنش لازم اسيبكم لوحدكم " 


ردت عليه بحزن 

 " بجد محصلش حاجة بس انا شعرت انها مضايقة ومش مبسوطة ده حتى سلمت عليا بالعافية وهي بتبعد عينيها عني بدون اي تعابير للفرح ، انا مش بحب ابقى مفروضة على حد وصعب جدا اني ارتبط بحد امه مش راضية عني و عن زواجنا "


ازداد بكائها وقالت 

" بعتذر منك يا حسام انا مش عايزة ازعلك بس ده احساس صعب مقدرتش اتحمله لساعات ازاي هتحمله العمر كله "


كان وجهه الاحمر المتوهج يدل على ضيقه وغضبه وحزنه متحدثًا لها 

" لا احنا مينفعش نستسلم بسرعة كده ، محدش ليه حق يحرمنا من سعادتنا ولو كانت متضايقة دلوقتي بكرا هتنسى وتفرح وتتغير حتى اقولك هي بتحب الهدايا قوي ننزل انا وانتي نشتري ليها حاجة جديدة حتى ولو صغيرة وساعتها هتشوفي فرحتها يمكن خايفة تاخديني منها وابعد وانساها انتي عارفة ديما الامهات بيفكروا بكده ، خلينا نفكر مع بعض و نسخر كل الصعوبات لأجل سعادتنا وفرحتنا "


مسحت دموعها وهي تاخد نفسها و تهز راسها بموافقتها على فكرته ليكمل هو و يقول 

" عايز اطلب منك طلب تاني طبعا كان الأول أنك تثقي بي والتاني النهاردة اوعي تستسلمي و تتخلي عني بسرعة كده"


هزت رأسها مرة اخرى دون رد  ، حاول أن يمزح ليضحكها قائلا 

 " انتي بلعتي لسانك ولا ايه "


ابتسمت بخجل وهم يستمعون لصوت هويدا وهي تنادي عليهم من الداخل  قائلة 

" انتوا فين الأكل جهز"

مسحت وجهها جيدا و تحركت معه ليدخلوا من البلكون ، شعرت سهام بتغير أميرة  وعيونها الحمراء لهذا اهتمت بها و حاولت اضحاكها.


 الغريب بالأمر حالة ام حسام فبرغم حزنها إلا انها كانت تضع لأميرة الطعام في طبقها بدون ان تتحدث  ، شكرتها دون اعتراض ولكنها بالاخير لم تستطع  إكمال كل طبقها ، تحدثت أم حسام بقوة وقالت

 " مش هتقومي غير لما تاكلي كل الطبق "

اعتذرت اميرة منها وطلبت تأجيله بعد وقت قصير حتى تهضم ما أكلته وتعود لتكمل ، ولكن ام حسام  رفضت و أصرت انها تاكله بشكل كامل أمامها كي تتغذى و تقوى .


تدخل حسام وطلب من امه ان تتركها براحتها، ومع ضغط عمتها عليها عادت أميرة لبكائها مرة اخرى همت لتقوم هاربة بدموعها لتمسكها سهام من يدها قائلة

 " وه بتعيطي ليه دلوجيت أمي عايزة مصلحتك تجومي تعيطي " 

زاد بكائها لتقترب هويدا من اختها قائلة 

" سبيها يا سهام تروح تغلس يدها و وجهها " 


عاندت سهام و  اكملت كلامها

 " لا يا اميرة انتي هتكوني وحدة منا مينفعش تزعلي على اقلها حاجة "

 

وقف حسام بغضب مقتربا به من سهام ليقول بنبرة عصبيته 

 " اسمعي كلام اختك يا سهام وسبيها "


تدخلت بهية 

" أخذوا الشيطان يا ولاد، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم مالكم جرى ايه مين باصص لينا في فرحتنا "


بكت ام حسام لتصدم الجميع ببكائها الذي كان أشبه بالانفجار وهي تقول

" إني إني السبب ، مكنش ينفع اجي ، كلكم اضايقتم من وجودي ومحدش أصبح عايزني ولا اخويا ولا ابني و لا عروسته "

 كانت تبكي بحرقة و قوة جعلت الجميع يصمت متفاجأ حتى اميرة مسحت دموعها منصدمة مما تراه امامها ، اكملت ام حسام وهي تتحرك من مكانها قائلة " بس انا هسيبكم هتفرحوا لوحديكم وهعاود البلد الليلة  "


بكت هويدا و سهام وهم يقولون لها 

 " متعيطيش يامه امانة عليكي ما تعيطي "


أقترب حسام من أمه بسرعة قائلا باللهجة الصعيدية 

 " وحدي الله يامه بلد ايه الي تعاوديها الليلة ، وبعدين منين جه العياط دلوجيت ومين جالك ان الفرحة هتبجى فرحة من غيرك ، انتي ست الكل و وجودك على راسنا كليتنا ومفيش فرحة انتي مش فيها ولا راضية عنيها "

مسح حسام دموع امه بيده وهو يحنو على ظهرها و يقبل على راسها و يدها متأثرا ببكائها  فهي بالنسبة لهم كالجبل الكبير الذي تحمل الكثير من أجل خاطرهم دون ان يشتكي أو يطلب مقابل .

اقتربت اميرة هي أيضا بحذر وقالت 

" لا يا عمتو مين قال اننا مش عايزينك معانا ، انتي عارفة انا قد ايه بحبك ومستحيل فرحتنا تكمل غير برضاكي "

 

ردت بقهر و بكاء عليها وقالت 

" انتوا اللي جولتم انكم مش عايزين ولدي عشان خاطري أنا ، اخويا خاف على بنته لأكلها بس معليش انا هبعد عشان ترتاحوا الله لا يحوجني 

لأحد فيكم ابدا وافضل بصحتي لحد ما اموت "


تاثرت اميرة و نزلت دموعها وهي تحضن عمتها و تقولها " بعد الشر عليكي متقوليش كده والله انا بحبك جدا ، ولو مش عايزاني انا خلاص هنهي الموضوع وانتي اختاري العروسة اللي تناسبك و ترضيكي ومش هكون زعلانة المهم انك تبقي مبسوطة  "


اخدتها ام حسام بحضنها اكتر و هي تضربها بقوة هزت جسمها الضعيف قائلة

 " عروسة مين اللي هتكون احسن منك ولا هترضي جلبي اكتر من بت خوي "


وقف حسام امامهم وهو يحاول يلطف الوسط بمزاحه قائلا " هو انا ليه حاسس اني قلبت على قفص مانجا محلاوي الكل بيتاعزم عليها هي تقولك روحي اختاري عروسة تانية له ، وانتي تقوليلها لا مش عايزة عروسة غيرك يعني اتصلحتوا واحنا اللي طلعنا غلطانين لا وكمان الاكل برد يعني موته وخراب ديار "


رجعت الضحكة ليهم من جديد ضمتها عمتها بحضنها اكتر وهي لا زلت تعاتبها وتقول لها

 " كده يا اميرة ترفضي تعيشي مع عمتك حبيبتك كده خوفتي مني "


ردت ام سعاد وهي تمسح باقي دموعها 

 " ما خلاص يا ثنية فكيها سيرة ونواح انتي جايه تنكدي على الي خلفونا ولا ايه ، والله اسيب ليكم البيت واروح عند اخويا على الاقل هناك كنا بناكل ونضحك " 


المضحك أكثر عدم تراجع ام حسام رغم كل ما حدث لتظل فوق رأسها حتى جعلتها تكمل طبقها بشكل كامل قائلة 

 " لازم تاكلي كتير اليومين دول و تربربي عشان الفستان يطلع حلو عليكي ومتبقيش بتلقي فيه زي العصايا الناش "

ردت بهية وقالت 

" ما تستهدي بقى يا ثنية والله هتخليني انسى انك الكبيرة واعمل حاجات متصحش قصاد الولاد " 


ضحكت اميرة وخاصة حين تحدث حسام بلهجه صعيدية وهو بيوصلها بالسيارة  لمنزلها 

" سيبك من كلام امي ، بلا تربربي بلا كلام فاضي انتي كده اكويسه و مليحة على الاخير "


ردت عليه بنفس لهجته الصعيدية وقالت

 " اكويسه و مليحة منفوخة على الاخير  "

لم يصدق انها تتحدث صعيدي بشكل جيد  ضحك من قلبه وهو يقول لها 

" له له يا بت خالي وبجينا نعرف نتريق "

 ابتسمت و هي ترد عليه بخجل

 " لا يا ولد عمتي مسمهاش نتريق ايسمها نتريج شكل بنت البندر اثرت عليك كتير " 

خرجت ضحكة كبيرة عالية منه وهو يحدثها بعيونه التي اقفلت من ضحكته

 " كده جبرت شكلنا هنشوف ايام بيضة ان شاء الله "

……….


بالصباح استيقظت أميرة على صوت رسائل متتالية تصل هاتفها فتحته ليسعد وجهها مما قرأته همت بكتابتها 

" مبروك يا أماني الف مبروك يا حبيبتي ربنا يكمل لك على خير " 

توالت التهنئة لاماني من أصدقائها الذين كانوا يطيقون لجمعتهم كثيرا ، تحدثت شيماء طالبة من اميرة تحديد موعد جلسة ذكر قريبة أيد الجميع ما طلبته شيماء لتكتب أميرة 

" حبايبي وانتوا كمان وحشتوني بس والله ظروفي كانت صعبة  بالبيت و جه بعدها سفرنا والضيوف اللي عندنا كل ده أثر على وقتي بس لو مشتاقين للدرجة دي ممكن نبدأ دلوقتي بجلسة صغيرة نأخد بها الثواب والأجر " 

كتبت سارة ردًا عليها

 "  انا موافقة ولو عشر دقايق كل يوم،  احسن من مفيش خالص انا مخنوقة ومحتاجة جدًا  للراحة النفسية الي بشعر بيها بعد جلسات الذكر"


فكرت أميرة قليلا لتكتب بعدها

 " اتفقنا ولكني لم احضر شيء بعينه هتكون الجلسة ارتجالية ان شاءالله هيا لنبدأ انتظروني اغسل وجهي لنبدأ بعدها اتصالنا الجماعي " 

وبالفعل ذهبت أميرة للحمام مسرعة وعادت بعده ملبية مطلب أصدقائها قائلة فور بدأ تجمعهم بمكالمة هاتفية واحدة

 " الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده استغفر الله استغفر الله استغفر الله " 

تحدثت سارة قائلة " عايزة اسألك عن حاجة مضيقاني جدا قبل ما نبدأ " 

ردت اميرة " تفضلي يا قلبي قولي " 

تحدثت سارة بضيق " انا بزعل من نفسي قوي اما بعصي ربنا وبقول مش هعملها تاني و ببقى نفسي فعلا معملش ده بس بالأخير بقع في اخطاء بخرج من ذنب اقع بذنب تاني وذنب يجر ذنب ومعصية تجر معصية لدرجة اوقات اقول لنفسي خلاص ما ربنا مش هيصدقني ومش هيغفر لي تاني " 

قاطعتها اميرة بقول " استغفر الله العظيم اوعي تقولي كده ربنا غفور رحيم ومهما كثرت ذنوبك ربنا بيغفرها بمجرد احساسك بالذنب وصدقك بالاستغفار وبعدين يا سارة احساسك ده أكبر دليل على ندمك "

ردت سارة على اميرة " طب اعمل ايه عشان ربنا يغفر لي والله انا بحاول معصيش ربنا بس غصبن عني "

تحدثت اميرة وقالت 

" كلنا نتمنى أن الله يغفر لنا صح يا بنات " أجمعت الزهروات على هذا التمني لتكمل أميرة " بصوا ربنا خلقنا ضعفاء الانفس وعارف اننا هنخطأ عشان كده سمى نفسه الغفار ليغفر لعبادة ، بس قصاد ده مينفعش نخطأ ونترك نفسنا لطريق الشيطان يسحبنا خطوة خطوة حتى يسقطنا بالكبائر حفظنا وحفظكم الله من شرها " 


أمن الجميع على دعائها لتكمل من بعدها 

" في الحالة دي احنا محتاجين الملائكة تدعي وتستغفر لينا كي لا تكثر ذنوبنا وسقوطنا  لو اتكلمنا عن دعاء الملائكة فهو ثابت شرعا لقول الله عز وجل " ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِۦ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ " هنا دليل ثابت على دعاء الملائكة للمؤمنين ، الي نفسه يا بنات ربنا يغفر له ذنوبه ويرفع عنه كل اخطاءه يعمل حاجتين أتنين مفيهموش جهد لو عملتوهم هتكسبوا كتير و هيتغفر لكم بإذن الله اول حاجة نعملها نقعد بعد صلاة الفريضة على سجادة الصلاة نستغفر الله و نقول تسابيح ما بعد الصلاة الي هي " سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله اكبر مكرره عشر مرات وفي احاديث تقول ثلاثة وثلاثين مرة غفر لنا ذنوبنا  كما ذكرنا من قبل فهذه التسابيح تعتبر غسيل للذنوب اول بأول فلا تتراكم ولا تأثر على القلوب يعني بالعامية كده وكأنها عملية تنضيف وتطهير للقلب والنفس بعد كل صلاة خمس مرات باليوم ، كل تسبيحة حسنة وكل حسنة تمحو عشر سيئات احسبوا كم تسبيحة بعد كل صلاة ترفع كم سيئة اقترفناها طوال اليوم ومن زاد ازاد طبعا و ارتقى عند الله وتقرب و نال ليس فقط الاستغفار بل و نال درجات عالية بجنة الله والجميل بقى ان الملائكة في الوقت ده هتدعو لك وتستغفر الله لنا بلسان لم يعصى ابدا "

سألت شيماء " يعني تقصدي لو جلسنا بعد الصلاة في نفس المكان وقعدنا نقول التسابيح دي هيغفر ربنا لينا والملائكة تستغفر لنا وتدعي لنا  " 

أكدت أميرة على ما قالته شيماء قائلة " بظبط كده 

الملائكة هتدعي ليكي وتستغفر ربها كي يغفر لكي ، حتى في حديث تاني فيما معناه انك اما تصلي في جماعة والإمام ينتهي من الفاتحة ويأمن بآخرها " ولا الضالين أمين " واحنا نرد من بعده ونقول أمين هنا لو توافق دعاء المؤمن مع دعاء الملائكة غفر الله لكِ عشان كده مدوا امييين و متقطعوهاش بسرعة لعلها توافق لحظة دعاء الملائكة لكم فتفوزوا  بالمغفرة و دي جميلة قوي ياريت نتعلمها ونعلمها لاولادنا بالمستقبل واخواتنا واصحابنا حتى يعم الخير وناخد ثواب كل مستغفر غفر الله له " 

تحدثت أماني وهي تكتب بدفترها 

" استني يا اميرة عشان اقول لك الي انا كتبته اول حاجة هنجلس على سجادة الصلاة ونقول تسبيحنا و التاني التأمين خلف الإمام "

ردت أميرة و قالت لاماني

 " برافو عليكي صح كده بمناسبة الجلوس على سجادة الصلاة تذكرت حاجة مرة سمعتها من شيخ مش عارفة يمكن قولتها من قبل بس هقولها تاني لعلها تذكره لنا ولكم ، بعد الصلاه ابقوا جالسين كما أنتم دون حركة وانتظروا كرم الله وخيراته التي تتساقط عليكم وانتم بهذه الحالة وارفعوا أيديكم وادعوا وانتم تستشعرون بقربكم لله والمنزلة اللي اصبحتم فيها ادعوا بكل ما تتمنوه وانتم بتشعروها ان الخير والعطاء واستجابة الدعاء ينزلون من السماء ويوضعون بين كفينا المرفوعة وده لتأكيد ان ما رفعت يد للسماء وردت خائبة لازم ولابد ان يعطينا الله الكريم من كرمه وخير احنا نرفعها طالبين حاجة واحدة وهو سبحانه وتعالى يعطينا العشرات بل المئات والالاف من الخيرات والبركات والنعم " 

تحدثت شيماء 

" الله يا اميرة ربنا يفتح عليكي ريحتي قلبي دنا كنت قربت اكتئب " 

ردت اماني على شيماء 

" اه والله يا شوشو حتى عندي احساس دلوقتي اني عايزه اقوم اصلي وقعد بين أيدين ربنا استغفر وأبكي وارفع ايدي و ادعي لماما ربنا يشفيها ولبابا ربنا يوسع رزقه ويخرجه من ضيقته "

أمن الجميع على دعاء أماني لتحدث أميرة قائلة " متنسوش ان الدعاء في جلسة الذكر مقبول ارفعوا ايدكم وادعوا بكل أمنياتكم والملائكة ستأمن عليكم وترفع أمنياتكم لربنا الكريم " 

ردت سارة

 " ادعي يا اميرة واحنا نأمن وراكي محتاجين نريح قلوبنا بالدعاء " 

رفعت اميرة كفيها بعد ان ثبتت الهاتف أمامها وبدأت بالحمد والثناء على الله والصلاة والسلام على أشرف الخلق ومن بعدها بدأت دعائها اللهم اغفر لنا وتوب علينا ونقي قلوبنا من الماضي والفتن اللهم أتنا سؤلنا اللهم اغفر لنا واجعلنا ممن تحبهم وترضى عنهم يارب العالمين .


اطالت اميرة دعائها الذي كان حفوف ببكائها و بكاء البنات تمنيا بالفوز بالمغفرة والرحمة واستجابة الدعاء أنهت اميرة بالصلاة على النبي كما بدأت وقبل أن تنهي الاتصال أخبرت الزهروات  .


استيقظت الام سمية من قيلولتها متفاجأة بتناول أميرة المكرونة استغربت من حالها وخاصة انها تناولت منها بالصباح وقبل أن تنام أمس فلقد اصبحت المكرونة الطبق الرئيسي لها كي  يزيد وزنها قبل الخطوبة التي تبقى عليها يومين

ظلت اميرة بهذه الحالة تأكل وتصعد فوق الميزان لتقيس وزنها أكثر من ثلاث لأربع مرات في اليوم ، اختنقت امها مما تفعل قائلة لها " براحة يا بنتي مش للدرجة دي و بعدين انا قولت ليكي هنلبسك فستان تاني تحت فستانك و نملي قطن في الاماكن الفاضية والحمدلله ان ربنا سترك بالحجاب يعني مش هنتفضح استهدي بقى عشان انتي روشتيني معاكي و لو شوفت طرف رجلك على الميزان تاني و الله لرميه في الشارع وارتاح منه انتي عارفه انا مش بكره قده في ام الدنيا ديه "


ضحك جمال من مكانه وقال

 " يخريبته هو ده يتحب دنا محدش في الدنيا ديه بيصدمني قده "


ضحكت سمية على ضحك زوجها من داخل الغرفة وقالت " هي ودانك جاية الصالون تعمل ايه لوحدها يا حج "


رد بنفس ضحكه وقال" زهقت مني قالت تتمشى في البيت شوية  "

………

 


تجمعت العائلة في يوم الخطوبة بمنزل الحاج جمال كانت اصوات ضحكاتهم  تصل للجيران من حولهم


 و خصوصا عندما  كانت سهام تتحدث عن اختها هويدا وكيف رائها زوجها اول مرة بشعرها ، تفاجأت اميرة وكل الجالسين  بحسام و هو ينفجر من الضحك غضبت هويدا عليهم وأقسمت على فضحهم  

رد عليها خالها جمال وقال " فضيحة ليه هو انتي عملتي ايه يا هويدا في عريسك " 


اكملت سهام ضحك وقالت " كانت عايزه تعمل زي مبتتفرج بالتركي الي اكل عجلها، و قررت تفرد شعرها و تلبس فستان الخطوبة من تاني و تخرج بيه قصاده تاني يوم كتب الكتاب" 

كان الجميع يستمع لسهام وهو ينظر على حسام الذي اصبح يسعل من كثرة ضحكه ، اكملت هويدا وقالت " ما هو حصل اللي حصل  من وراء عيونكم الحمرة ، حبيت اعمل مفاجأة للراجل وبفضل الله نجحت لدرجة كان هيروح من ايدينا "


اصبح الجميع لا يستمع لبعضهم البعض  من كتر ضحكهم عيونهم التي أصبحت تسقط الدموع وحدها ، اكمل حسام من بعد هويدا ليقول

 " كنت داخل بالعريس في أمان الله و فجأة لاقيت البنت هويدا خارجة قصادنا بتجري بشعرها المنكوش مترين فوقيها ومن وره سهام اللي كانت حطه حاجة غريبة ببقها و ايديها و في الاخر عرفنا  أنه كان استشوار و فرشة خاصة بيه "


كادوا ان يقطوا النفس ويموتوا من ضحكهم عندما قالت هويدا 

" بس ايه كانت ليله بالعمر كله ، من الصدمة لحد دلوجيت مبيتكلمش ولا يعارض أقل حاجة بتفرحه وبيرضا بيها "

 

مسحت هويدا دموع ضحكها وأكملت

 " حظنا الابيض طلعنا لأهل ابويا بالشعر، و حسام كان حظه زي ذكر البط طلع لأهل أمي بالشعر والبياض " 


رد حسام على اخته 

 " قل أعوذ برب الفلق هو انتي رحمتيه ، ديه يا جماعة كانت كل ما تزعل مني او من اي حد تطلعه على شعري " 


نظرت سمية للساعة وانتبهت انهم تأخروا على الكوافير و باقي تجهيزات الخطوبة ، أسرعت أميرة و هويدا  ليتجهزوا و يخرجوا بسرعة كي يوصلهم بطريقه ثم يذهب من بعدهم ليكمل باقي النواقص


غمرته السعادة بأجمل يوم كان ينتظره في حياته ورغم انها كانت بدون مساحيق مكياج زيادة مجرد رتوش لا تُذكر إلا انها اصبحت اسم على مسمى أميرة وهي أميرة بجمالها وعفتها و حجابها الجميل بحفل خطوبتها .


انبهر الجميع بفستانها الجميل البسيط الذي اشتراه عريسها  لها من أكبر متاجر القاهرة ، ولكن لم  يتوقع احد انه لم ينتبه لفستانها فعيونه الجميلة الضاحكة كانت لم ترى غير عيناها  و ضحكتها وخجلها الذي داب بهم اكتر واكتر .


 علت الزغاريد وهما يلبسان خواتم الخطوبة و من شدة فرحته و علو صوت الزغاريد التي لم تتوقف وجدوه يتقرب منها  ليحتضنها هي بدل امه ، من صدمتها رجعت بسرعة للخلف هاربة  منه خلف  اخيها عمرو الذي وقف أمامه وهو مصدوم من جرأته .

مسح حسام عرق جبينه ووجهه وهو يعتذر منها و يوضح اللبس الذي حدث  ، وهذا ما جعل الامور اكثر سوءا في خجلهم الذي زاد من بعضهم و جعلهم منفصلين عن العالم حولهم وكأن لا احد  في القاعة غيرهم.


فرحت اميره بأول مكالمة لهما بعد رجوعهم من الخطوبة كانت خجلة وخاص انه من شدة فرحته لم يتحدث سوى بكلمتين 

" ازيك دلوقتي، اتمنى تكوني مبسوطة "

 كررهم اكثر من مرة بشكل منفصل و هذا  ما جعلها تضحك وهي تجاوبه بخجل

تحرر قليلا من حالته قائلا لها 

" بصراحة انا مش بعرف اتكلم في الأوقات دي ، ولكني اوعدك اني اتعلم اتكلم بس لازم كمان انتي لازم  توعديني تقللي من سحرك شوية  بجد انا قدامك بتحول لطفل صغير دنا قربت اتهته وانا بنطق الكلام بالحفلة حتى خفت من امي ليحصلها حاجة من ورايا  "


 ردت بخجل 

 " خدت بالي بصراحة كانت حالتك صعبة جدا ، حتى انا خفت منها الست كل شوية تخبطتك وتقولك بتقول ايه صوتك مش طالع ليه " 


فرح و رجع يتلخبط مرة اخرى بلع ريقه وقال لها " بصي يا اميرة احنا لازم نتجوز بسرعة انا مش عايز نطول لو الموضوع بأيدي كنت أجرت غرفة بفندق اتجوزنا فيها لحد ما نخلص شقتنا على مهل "


( كتير والله ههههههه فندق ايه يا مجانين ) 


رفضت أميرة 

 " انت اكيد بتهزر، بص يا حسام انت لازم تنام دلوقتي اعتقد هو ده العلاج الوحيد ليك "

رد عليها وقال  

" استني استني هو انتي قولتي ايه؟ " 


استغربت و عادت كلامها 

" انت لازم تنام تاني" 


رد طالبا منها ان تكمل جملتها وتعيد نطق اسمه خجلت منه واسرعت بإنهاء الاتصال متحججة بوالديها

……….


ذهبت اميرة مع عائلتها ليروا منزل ابنتهم في التجمع للتفاجئ أنه صمم كل شيء كما كانت تقترح وتحلم  


فرحت كثيرا مقتربة  قائلة 

" انت عملت كده ليه"


 ابتسم لها وهو يرد عليها بصوته المنخفض

 " انتي لسة مشوفتيش غرفة النوم عملتها خلفية بيضة بورد احمر صغير و السرير مرتفع زي ما حلمتي "

 تحرك بها ليدخل الغرفه كي يريها ما حلمت به ؛  فرحت جدا وهي تقول 

 " الله يا حسام انا بحب اللون ده قوي "


اقترب منها و بصوت بالكاد خرج منه قال

 " بس كده هغير منه واحتمال اغيره "


رفعت كتفها بخجل و لم ترد عليه وتركته ملبية نداء الام سمية التي بدأت حديثها وهي تحذرهم من درجتي الصالون وأنه لم يعجبها مكانها  بعد ان كانت ستقع عليهم من كثر نعومة بورسلين  الارضيات.

 

نظر لاميرة وهو يجاوب زوجة خاله

 " والله المهندس حذرني برضوا، بس محدش يقدر ينكر انه جميل "


اقترح جمال ان يركبوا عليه شرايط جلد لكي لا يقع احد ابتسم حسام وقال له

 " هنشوف يا خالي هنحاول نحلها" 


ارتاح قلب سمية  وهي ترى حسام طائر بابنتها  متوجها اميرة بقلبه فنظراته لعروسته كانت تكفي عن اي كلام و أي وعود  ، و هذا الذي قالته  له وهي تبدي  اعجابها باهتمامه بابنتها وطلبت منه أن لا يسمح للحياة انها تغير وتنقص من فرحتهم.

  

لم يقم حسام بعمل شيء اضافي عن من حبه و اهتمامه وحفاظه عليها بخلاف طبعا عيونه التي كانت تضحك لوحدها بمجرد ان تراها او يفكر بها ، وهذا ما جعل  الحاج جمال و سمية يرضون عنه أكثر و يشعرون ان قرارهم بالموافقة  كان صحيح .


حدثت ثنية ابنها حسام بعين العقل والحكمة والنظرة المستقبلية قائلة له

 " انت لازم تكون قد كلمتك وأما تعطي وعد لا يمكن ترجع فيه انا ربيتكم على ده ومش هقبل تغيروا وعودكم او تخلوا بيها قصاد حد "


رد حسام على امه باستغراب

 " طبعا يا امي وانا عارف قيمة الوعد وأهمية الوفاء بيه" 


تحدثت امه مكملة

" ولكن أنت أعطيت خالك وعد اكبر منك " 


تدخلت ام سعاد بحديثهم وقالت لاختها

 " اي وعد ده يا ثنيه اتكلمي دغري خلينا نفهمك" 


ردت ام حسام وقالت

 " دلوجيت انت جولت لخالك هعيش بالتجمع ،طب افرض حصل ظروف السنة الجاية او اللي بعديها مثلا اراضيك احتجت لك او في يوم وليلة تغيرت حالتي و اصبحت طريحة الفراش ، لأي ظرف انتهى عملك بالقاهرة وملقتش مأوى غير بلدك وارضك وقتها هتقول ايه لخالك ولا للبنت الي كل الي في عجلها هتعيش هنا "


تضايقت ام سعاد وقالت 

" يا ستار يارب خير يا اختي اتفائلي خير تلاقيه يا ثنية "


فكر حسام بكلام امه قليلا مجيبا عليها

" ان شاء الله مش هيحصل حاجة و هوفي بوعدي "


سألته أمه " انت ضامن أقدار ربك يا ابني"


تحدث بقلق وقال

" انا مصدقت يوافق مستحيل ارجع اقول له وخصوصا دلوقتي هيحس اني برجع بكلامي" 


ردت امه على كلامه

" محدش بياخد غير الي مكتوب له يا بني و بعدين خالك لازم يشتريك و يثق فيك زي ما انت مشتري بنتهم ومقدرها، لازم الثقة الي بينكم مشتركة و تبقى عارف قيمة نفسك وانك مش قليل حبك لبنتهم و تقديرك ليها مش ضعف منك ده تقدير واحترام ورجولة "


تحدثت ام سعاد لتشارك اختها حديثها وتؤكد على صحة ما تقول

" بصراحة يا حسام امك عندها حق، هما الاتنين اخواتي بس الحق ميزعلش زي ما انا خايفة على بنت اخويا برضوا عايزة ابن اختي يبدأ حياته مرتاح بدون ضغوط وقلق وتبقى متأكد انه شاريك و مش هيبيعك ولا هيقف قصادك بحياتك يعني هي غالية علينا وانت برضوا غالي علينا لازم يشتريك زي ما انت شاري بنته"


اختنق حسام و ضاق صدره وخاصة انه اقتنع بكلام خالته و امه بعد ان تساءل مع نفسه عن قدره لدى اهل زوجته المستقبلية ظل يوما كاملا بحيرة من أمره لا يعرف هل يذهب ويتحدث معه ام يصمت تخوفا من النتيجة  ، استجمع قوته و ذهب  ليحدث خاله في الموضوع قائلا له " انا عايز افتح معاك موضوع مهم يا خال بس مش حابب تفهمني غلط هو مش تراجع عن وعدي بس انا اقتنعت بكلام امي و قلت لازم اجي و اقولك عشان متزعلوش مني بعد كده " 


استغرب جمال و رد عليه بقلق قائلا

 " خير يا ابني اتكلم انا سامعك "

تحدث حسام بجدية 

 " بص يا خالي انا لما جيت طلبت اميرة وعدتكم اننا هنعيش بالتجمع وده كان غلط مني لأني حتى لو كانت دي نيتي و حتى لو كنت متأكد منها دلوقتي فانا معرفش الزمن فيه ايه و مخبي لينا ايه ، و زي ما امي قالت ياعالم يدور الزمن علينا و ملقيش غير داري وارضي تأوني  و هنا هكون خلفت بوعدي ليكم عشان كدة انا جيت اصحح النقطة ديه واقول انه وعد مني نعيش هنا طول ما الحياة مستقرة و سامحة لينا وان كان الله كاتب علينا نرجع بلدنا محدش وقتها هيقدر يقف قصاد القدر ، ولكني يا خال لسة بوعدك قدامك و قدام ربنا اني احافظ عليها وما افرضش عليها حياة غير اللي اتربت وكبرت عليها و اعززها و أكرمها واسعدها واديها حياتي ان لزم الامر "

وضع جمال يده على ظهر حسام وقال له 

" احنا اشترينا راجل يا بني ، هتعيش هنا او تعيش بأسوان انا واثق انك مش هتظلم بنتي و هتحافظ عليها " 

فرح حسام وطار من سعادته بمعرفته قدره الحقيقي لديهم  ، و  رغم أن زهرة وعدتهم أنها ستقوم بمسؤولية اهل عمرو إلا أن الحاج جمال كان حكيم وقال لسمية أنه لا يرغب ان يكون ثقيل على احد ، لذلك قرروا ان يستأجروا شخص بمقابل مادي يأتي لينظف ويرتب و سمية تقوم بعمل الطبخ على قد استطاعتها و زهرة  و أميرة يساعدوها بتجهيز الأطعمة و وضعها بالبراد وكان هذا الحل الأمثل لهم جميعا


استغربت أم سعاد من سرعة مرور الأيام الجميلة قائلة لهم

 " سبحان من ألف القلوب  كانوا زمان يقولوا ايام الفرح بتجري ومش بتحسوا بيها وده اللي حصل فعلا والله يا اولاد من فرحتكم الشهر جري ما شعرنا بيه "


 لم تكمل العروس تجهيز نفسها بشكل كامل رغم مرور شهرين كاملين لذلك طلبت أميرة من عريسها شهر ايضافي  لكي تأخذ راحتها بالتجهيزات وخاصة ان الشقة لا زالت تحتاج مفروشات كثيرة .


رفض وعارض محاولا اقناعهم برأيه ولكنهم كانوا على حق هذه  المرة لهذا اضطر على الخضوع لرغباتهم و وافق مجبروا بعد أن وعدوه أنه سيكتب كتابه الاسبوع القادم 

وباليوم المتفق عليه جلس حسام امام المأذون وهو عاجز عن النطق من شدة فرحته وارتباكه  ، تم كتب الكتاب وعلت الزغاريد المكان لتتفاجئ أميرة أنها داخل  حضنه يضمها بقوة  فرحته رغم انهم كانوا متفقين ان لا توجد قبلات ولا حضن مثل الذي خرج موضة في هذه الأيام.  


خجلت و لم تستطع ان  ترفع عينيها في عين اي احد من الحضور وخاصة هو الذي خاصمته و جلست بعيدا عنه لا تريد ان تحدثه  ولا تمسك يده 


رقصت اخواته البنات وهم بيزغرطوا و فرحانين شاركهم بالرقص الزهروات و بنات الجيران ما عدا مريم التي كانت حزينة جدا ان صديقتها ستتزوج و تبتعد عنها .


اختلف الجميع على مكان اقامة الزفاف كل واحد من العائلتين كان له رأي مختلف منهم من أراده بمركب في النيل ومنهم من أراده بفندق كبير والآخر يريده بنادي مميز .


ولكن العروسة اقترحت ان يكون فرحا بسيطا بزفة كبيرة فقط وبعدها يطيروا هي وعريسها ليقضوا شهر العسسل بالساحل الشمالي كما كان يحلم هو .

عارضت ام حسام الفكرة وقالت ان اهل زوجها و حبايبها يريدون ان  يحضروا الزفاف  وافقتها سميه الرأي و رفضت هي ايضا وقالت لابنتها أنها لن تضيع حقها في هذه الفرحة.


وبناء على طلب الأهالي تم حجز قاعة كبيرة مقسمة الى قسمين للرجال والنساء كلا على حدا ، كانت القاعة بفندق مميز بالقرب من التجمع ليتجهز الجميع بعدها لهذا اليوم الموعود ، وبعد ان ارتدت فستانها الابيض الجميل وقفت بمنتصف غرفة الفندق بتوتر وخجل ممن فتحه الباب و دخوله و هو حامل بيده باقة من الورود البيضاء ببياض ايامهم المفرحة .


ومن الخلف اقترب منها و هو يتجنب ديل الفستان ليقف امامها بعينه الواسعة التي لاتصدق  جمالها بالأبيض  ؛ أخفت وجهها بيدها  من كتر خجلها متحدثة بدلال

 " بطل بقى متعملش كده اتبقى شوية صغيرين و ااقع من طولي " 


اقترب منها و مد يده  لتاخد منه باقة الورد ؛ و في هذه اللحظة لم يستطيع ان يوقف نفسه ليضمها اكثر بحضنه و هو يقبلها من جبهتها و وجنتها 


ضحكت هويدا وقالت 

" يلا نخرج احسن اتبقى القليل واخويا يلغي الفرح ويبلط في غرفة الفندق " 


خجلت اميرة و ابتعدت عنه وهي لا تستطيع رفع عينها بمن كانوا يضحكون حولها  


بدأ الفرح بأجواء رومانسية هادئة  كان عريسنا قد غرق وسقط باحلامه من شدة جمالها ، استمر الحفل كلا على حدا حتى جاء الوقت لتلبيس الشبكة ومن بعدها يصطحب العريس لعروسته لقبلتهم.

 دخل حسام بجانب عمه الكبير وزوجي اخوته وعمرو ابن خاله ، دخل من بعدهم قالب الكيك الكبير وقف الجميع أمامه وهم ينظرون للعروسين وهم ممسكين السكين بيد بعضهم البعض ناظرين للكاميرا التي كانت توثق فرحتهم الكبيرة، اخد قطعة من الكيك بالشوكة و قربها لها  لتأكلها كي يلتقط  المصور صورة تذكارية أتتهم عكس ما توقعوا حين أعاد الشوكة بآخر لحظة ليأكل ما بها وهي تضحك بجانبه لتخرج الصورة اجمل مما خطط لها ، اقتربت أم حسام من اخيها جمال وقالت له

 " عليه العوض ومنه العوض الواد فقد عقله علي الاخر يا جمال " 

ضحك اخوها وهو ينظر على العريس الذي كان كل دقيقة يرفع عروسته ويدور بها قائلا 

" بصراحة قلبي عندك يا اختي ، انا اول مرة اشوف عريس مسخرة زي ابنك " 

ضحكت ام سعاد من جانبهم وقالت 

" والله لو مكنتش العروسة عروستنا كنت قولت البنت ساحرة له "


و فجأة برقت أعين جمال وهو ينادي على ابنه

 " خد بالك يا عمرو من اختك "  

لا إياكم والخوف  لم يحدث شيء فقط كان مجنون ليلى قد تحمس زيادة حتى كاد أن يقع هو والعروسة بدوارانهم  ، نحمد الله ان زهرة و عمرو كانوا بجانبهم .

انتهى حفل الزفاف  ليودع الجميع العروسين الذي من المقرر سفرهم للساحل بعد الفرح مباشرة ، حمد الاخوات ربهم على ان الليلة انتهت بدون فضائح أو خسائر فمن كان يرى  العريس وحركته السريعة و فرحته التي أفقدته عقله سيخاف ويقلق من أي فكرة مجنونة تطرأ برأسه و ينفذها دون تفكير .


تغامزت هويدا و سهام و زهره بخبث و هم يصعدون السيارات ليطيروا خلف العرسان للساحل حتى لا يتركوهم وحدهم  ، كانت هويدا و سهام يضحكون طول الطريق وهما يتخيلوا صدمة اخوهم عندما يراهم  ، توقعوا مفاجأته دون ان يعلموا مع من يلعبون فكان حسام اذكى منهم حين غير مساره وعاد لمنزله بالتجمع ليُسطر بها اجمل  ايام العمر  .


من فرحته تعثرت قدمه بفستانها عدة مرات بكل مرة كان يسقطا سويا من أعلى درج الصالون وهم يضحكون على انفسهم وحالتهم و هم بالأرض محتضنين بعضهم .


لم يتخيل أحد أن ضحكهم و حضنهم سيكتب ان تكون ليلتهم الاولى بالصالون ليس بغرفتهم الخاصة لتصبح هذه ايضا بطعم جمال سعادتهم وتلقائيتهم وحبهم  .


 في الصبح ترك حسام الغرفة لعروسته  لتستخدم حمامها الخاص وترتدي براحتها ، وتوجه هو لحمام الضيوف ليأخذ دش دافئ جميل مرتديا بعده بنطلون و تيشيرت  .

وبعد وقت صغير وجدته يقف على طرف درج الصالون  وهو يفتح هاتفه و يرسل رسائل نصية لأخواته ولعمرو مكتوب بها 

" اكلتوا الهوى كان غيركم اشطر الى اللقاء بعد أسبوع  "

 اغلق هاتفه و أكمل ضحكه الذي قطعه خروجها من الغرفة على هيئة ملاك ابيض يضيء بجماله  ، ثبتت عيناه عليها وهو لا يصدق ما يراه  أمامه 

خجلت كتيرا من نظراته لها اغلقت روب ثوبها  وهي تخفض عينيها ، بهذه اللحظة  لم تتوقع انها سلبت عقله لدرجة اسقطته من اعلى الدرجتين مرة أخرى 


(😂😂😂😂 هو اللي فوق ده مين يخربيتيتوووو ضيعتوا هيبة العرسان اعتقد اننا هنقرر نرفع الدرجتين دول حفاظاً علي عريسنا و كمان هيبة ابطالي اللي بقت في الارض 😂😂😂😂 ) 


ركضت نحوه و هي تضحك لا تصدق  أنه وقع مرة اخرى وبنفس المكان ، مدت يدها  لتساعده بالوقوف الذي لم يحدث حين وجدت نفسها أرضا بجانبه  ليس بجانبه كثيرا  فمن المؤكد أنه لم يتركها  تسقط على الأرض ،  تأخروا بمكانهم كثيرا من الواضح انهم اعجبوا بسجادة  الصالون وقرروا استبدالها بفراشهم .


(🏃‍♂️🏃‍♂️🏃‍♂️انا هربت ههههههه هيجننوني المجانين دول😂😂 ، ضاعت الهيبة والله هههههه محدش يلوم عليا انا مليش دعوة انا بس بكتب الي هما بيعملوه ☺️☺️ طبعا بغمض عيني متخفوش 😁😁 )


انتظري يا لولو وحدي الله وطمنينا على حبايبنا وحياتهم بعد الزواج ، لعيونكم تكرموا يا غوالي هيا بنا لنرى لمحة صغيرة سريعة عن حياتهم قبل أن نغلق الباب ونتركهم يسعدون بحياتهم وحدهم .


بعد مرور ثلاثة أشهر و في محافظة الصعيد 

استيقظ حسام بوجهه البشوش صباح إحدى الأيام الساطعة بأشعة الشمس الذهبية  باحثا عن زوجته بجواره دون أن يجدها استدار متقلبا على فراشه باحثا عنها بارجاء الغرفة و لم يجدها ايضا ، إبتسم أكثر و هو يتحرك ليقف مرتديا خف قدميه ليخرج من الغرفة بأعين سبقته شوقا لرؤية عروسته فهذه هي زيارته الاولى لمنزل والدته بعد زواجه  ،رأته أمه لتبادره بالصباح قائلة بفرح " واخيرا أشرق نور قلبي "

ابتسم وهو يرد عليها

 " صباح الخير يا أمي أيه أخبارك النهاردة " كان يحدثها وعيونه لا زالت تبحث عنها ، فهمت أمه عليه لتقول له بفرح

  " لو كنت بدور عليها فبلاش تتعب روحك مش حتلاقيها حواليك ، حبت تتعلم  خبز العيش الشمسي و هويدا لم تقصر أخدتها من باكر لتعلمها بالفسحة " 

نظر حسام للساعة لتتسع عينيه متسائلا 

" معقول خرجوا لخبز العيش بالساعة دي  "

و بتفاخر ردت أمه عليه

 " حتى أنهم تأخروا على تحضير الفطور ولكن ملحوقة أنا بثق ببناتي ، المرة الجاية هيكون  اسرع و أبكر من هيك "

تحرك ليذهب إليهم نادته أمه

 " على فين بالحالة دي ، اغسل وجهك و شيل عماص عينك لحد ما يرجعوا"

نظر لباب المنزل و هو يحك عينيه بيده متواعدا لهوايدا ما فعلته بسره ، وكما قالت أمه لم يكملوا دقائق حتى وجدوهم يدخلون المنزل وبيدهم العيش الشمسي الجميل عاتبها حسام على ما فعلته وتركها له اقترب منها وهو يتدلل عليها  في هذه اللحظة دخلت أمه عليهم المطبخ قائلة

 " اتحشم يا ولدي عيب عليك اخواتك والأولاد موجودين"

رد عليها مدافعا عن نفسه 

" فين العيب لما أقرب  من زوجتي " 

خجلت اميرة وهي تستمع لعمتها التي لم تصمت أمام دفاع ابنها وظلت تذكره بامساكها له اكثر من مرة وهو على هذه الحالة .

تهربت اميرة منه وخاصة بوجود أمه كي لا يخجلها وايضا كي لا يفقدها عقلها فهي لم تتوقف عن قول " والله يا بنت اخوي كأنك سحراله " مرت الأيام بسعادة كبيرة تؤكد لمن حولهم أن الحب الحلال هو زينة الحياة الدنيا و الدين والأخلاق هو سواره وحصنه الحصين فاظفروا بذات الدين تربت يداكم ويستمر حبكم وسعادتكم والرباط الوثيق بالمودة والرحمة .


انتهت حلقتنا ومعها انتهت حكايتي الصغيرة اتمنى تكون عجبتكم 


إلى لقاء متجدد أترككم بأمان الله وحفظه لا تنسونا من صالح دعائكم 

لو اعجبتكم القصة تابعوا معانا باقي قصصنا الجميلة و الواقعية والاكشن والرومانسية و العائلية وطبعا كما اعتدنا جميعهم بنكهة كوميدية هادفة


1.💙. قصة واجعل لي من قلبك موطنا وهي أسم على مسمى، فكل مشهد وكل حدث هو خليط من مشاعر الفقد والحزن والندالة و الخيانة و الزواج الاضطراري ، قصة قوية من جنسيات مختلفة تدور أحداثها على أرض تركيا بعد انتقال البطلة هروباً من أجواء الظلم والحرب ببلدها لتواجهه مصير مظلم بطفلة أوشكت على انتهاء حياتها


2.🖤.قصة الليالي المظلمة وأي ليالي اظلم و اصعب من التي ملئت بالعذاب النفسي ، ابطال القصة تم تعرض إحداهم للا.غتصاب. والآخر تم التحايل عليه وظلمه بشكل سيء ، تتوالى الاحداث و تضطر الفتاة مواجهة وحشها البشري الذي أظلم حياتها بالمقابل كان هو يحارب من ظلموه و افقدوه امه و طفلته 


3.💛. قصة قلوب ارهقها القدر ، ذلك الذي لم يرد ان يصبح بطل بحياة الآخرين ، ولكن الحياة أجبرته على تقبل أب و حياة لا يريدها ، هي خليط من الاكشن و الكوميدي و الرومانسية والدراما الاجتماعية


4.💙. قصة لم أكن أنتوية حبا فأصبح بالحلال عشقا 


قصه حب نشئت بين زوجين قد ارغمتهم الحياة على الزواج من بعضهما..... وبعد مشاجرات وتحديات وتخطي الكثير من الصعوبات والمؤمرات ، تحول هذا الزواج لقصة حب قوية وكبيرة.ولكن هل يستطيع هذا الحب في الاستمرار ام أن أعاصير الحياة ستعصف به بعيدا لينسى 


5.🧡.  حياتي و هي قصة جميلة نشأت بين زوجين تعرضوا للخيانة  في تجربتهم الأولى بالزواج ، اجتماعا للانتقام ممن خانوهم وهم لا يعلموا أن هذا الانتقام سيولد اكبر واجمل قصة حب رومانسية كوميدية

ولكنها غير منشورة بأي مكان لانها قيد التعديل حاليا


6.💜. شهرزاد : رواية مزجت بين الماضي والحاضر جعلتنا نبحر في الخيال ونرقص على أنغام الجمال مزيج رائع في الأحداث تسرده شهرزاد لنتعرف على شخصيات ونعيش حياتهم أفراحهم وأحزانهم ولكنها لازالت تحتفظ بأسرارها تكشف غموضها شيئا فشيئا ولكنها لم تفصح عن أي سر بالكامل ،أما الشاه شهريار فقد وقع في حب أميرة الأميرات وجاهد كثيرا للحصول عليها فهل ستكون هي سهلة المنال أم ان عليه الصبر حتى ينال المراد بعد ان ترضى وتكمل ما تخفي في جعبتها من قول نفيس لم تقله بعد أم أنها ستسكت عن الكلام المباح .

7.  "ومَا مَلَكَت أَيمَانُهُم"🐎

سحر العصور الملكية حيث الرومانسية في أبهى حالتها مش قادرة اوصفها ولكن ممكن اقول ان كل حلقة بغرق وابحر بجمالها و عيوني بتبقى كدة👈 😍و وجهي👈 😃 وقلبي 👈🥰 أنصحكم تقرأوها

8 . 💖رواية انها غيوم الحياة

قصة حياة فتاة شابة تم بيعها من قبل أهلها بالرخيص البخيث طمعًا وحلمًا بالحياة المرفهه المنعمه الرغيدة أرادوا ان يهربوا من الفقر ويتخذون منها جسرًا لتحقيق أحلامهم أيًا كانت الخسارة النفسية والروحية 

أنصحكم بقرائتها من الأول والغرق في  تفاصيلها واحداثها السريعة والحماسية لتعيشي داخلها  بكل جوارحك

9 . رواية عروس بغداد

دكتورة ناجحة ومتفوقة هتنجبر تتزوج من راجل متزوج يكبرها سنًا  بناء على احكام واعراف العشيرة بحجة وقف الدم بين عشيرتين ، الاحداث تمت اثناء الحرب والعدوان على العراق تم خذلانها وبيعها في صفقة خزي وعار من قبل اهلها وعشيرتها لتجد نفسها في غرفة بمنزل رجل غريب يقال عنه زوجها ،  الاحداث كتيرة وصعب تتحصر.  فما اصعب ما مرت بيه عزيزة وقرة عين امها ونابغة العراق

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • غير معرف13 أكتوبر 2024 في 11:05 م

    قرة عينى من اجمل ما قرأت ضحك وفرفشة وأخلاق وتعليم ونصائح دينية ومسيرة العريس حسام هههههه
    جميلة جدا بالتوفيق ان شاء الله حبيبتي
    منال ❤

    حذف التعليق
    • غير معرف14 أكتوبر 2024 في 8:06 ص

      رواية جميلة خفيفة ع القلب

      حذف التعليق
      google-playkhamsatmostaqltradent