recent
جديدنا

رواية حــيـاتــي الفصل الحادي عشر

رواية حــيـاتــي

بقلم أمل محمد الكاشف 

دراما اجتماعية رومانسية 

تقع الاحداث في دولة تركيا حيث مكان وجنسية ابطالها الاتراك



 خجلت أوزجي هاربة من الحمام مغلقة الباب خلفها مصطدمة بوجود والدها أمامها فور إغلاقها للباب.

غضب صالح على ابنته  

" لماذا تركتيه وحده. ماذا ان فقد وعيه وسقط بالداخل"

ارتبكت امام أبيها فكرت قليلا وهي تنظر له بعيون متسعه مجيبة عليه 

" التيشيرت. خرجت لأجلب له تيشيرت نظيفا"

_" حسنا اذهبي لتحضريه بسرعة وأنا سأعتني به "

مرت ساعات إضافية حتى اقتربت الشمس بشروقها،  تحسن عارف وهدأت حرارته نسبيًا 

تقلب على فراشه ليفتح عينيه باحثًا عنها بجانبه ليجدها متقوقعة داخل نفسها بالقرب منه دون لمسه، ابتسم لحالتها تحرك ليعتدل بنومته بعد ان شعر بألم في ظهره ليجد بجانب الفراش طاولة صغيرة يعلوها وعاء بهِ ماء ومنشفة صغيرة.

 رفع نظره منصدمًا بوجود العم صالح والام نعمة الله يجلسان على المقاعد الجانبية وقد غلبهم نومهم.

جلس عارف على الفراش بعقل يسترجع اهتمامهم بهِ طوال الليل وعدم تركه ، قام  متوجه نحوهما لكي يوقظهما ليذهبا ويكملا نومهم على فراشهم.


فرحوا عندما رأوه أمامهم بوضع افضل.  اثلجت الفرحة التي بعيونهم قلب عارف الذي لم يحظى بهذا الحب والاهتمام سوى من جهة أسماء وبشكل مخفي بالسر خوفًا من غضب زوجها والعائلة .


تحرك صالح ليقف قائلا 

" ما دمت بخير سأذهب لأكمل نومي وان حدث أمر معاكس ايقظوني "


تحركت الام نعمة الله مقتربة من عارف لتضع يدها على جبهته  كي تطمئن على حرارته قائلة "الشكر لله اطمأنت الان . عد ونام مرة أخرى يا بني فلقد مررت بوقت صعب ليلًا" 


ثم نظرت باتجاه أوزجي مكملة بصوت حنون وعيون يملئها الحب لدرجة اشعرت عارف بالغيرة من الحب الذي يراه تجاه ابنتها

 " ذعرت حبيبة امها  خوفا عليك حماكم الله لبعض وجعلكم تشيخان على وسادة واحدة" 


نظر عارف نحو أوزجي  " امـيـن" 

......................


كان يوم حافلا بجبر قلب عارف الذي شعر بالسعادة والطمأنينة وسط عائلته الجديدة المحبة له ، لم يذهب صالح لعمله بهذا اليوم لأجل الاطمئنان عليه .

يذهب لغرفتهم بين الحين والاخر للاطمئنان عليه وهو مستلقي على الفراش وبجانبه أوزجي ونعمة الله التي أصرت وضغطت عليه لإكمال الشوربة لأجل ان يأخذ دواء الفيتامينات بعدها.


تدلل عارف بمرضه على الأم نعمة حتى تمنى للحظات ان يستمر مرضه ليستمر اهتمامهم وخوفهم عليه وشعوره بالانتماء لهم .


مر الصباح بهدوء بعدما تحسن مريضهم أكثر وأكثر ، في ظل الاهتمام وإرغامه على الراحة والاسترخاء .


 طلب منهم الخروج ليجلس بالحديقة الخلفية للمنزل لرسم الطبيعة الخلابة بها، فلقد اهتم العم صالح بزراعة زهور متنوعة من النادر وجودها باي مكان اخر فهو من هوايته زراعة كل ما هو جميل ومميز ونادر ومميز داخلها.

اخذته أوزجي لتخرج به وهي على راحتها  بدون ان تضطر للبس الحجاب أو اختيار الملابس الساترة عند خروجها والجلوس بها .

 فكان طرازها مختلف وجميل فهي محاطه بأشجار مثمرة كبيرة بجانب بعضهم البعض اضافة الى سياج مرتفع يمثل أفضل ساتر لهم، 

دخل الحديقة وهو يحمل دفتر رسوماته الكبير الذي كان بالأصل دفتر خاص بأوزجي قبل استيلائه عليه.. 

بحثت عيونه عن حوريته فلم يجدها بجانبه، سمع صوت دندنة من بعيد ابتسم وجهه مكمل سيره متوجه نحو الصوت الخافت .

وجدها سبقته لتصعد أعلى شجرة كبيرة، نظر لها وهو لا يصدق ما يراه ضحكًا بصوت عالي 

 " ماذا تفعلين في الأعلى و السؤال الأهم كيف وصلتي إلى هناك بهذه السرعة، كنتي بجانبي من ثواني معدودة"

 خجلت منه وهو ينظر لغرابة وضعها ، نزلت بهدوء مستندة على طرف السياج ومن بعدها الدرج الخشبي الصغير حتى وصلت إليه. 


 ما زال ينظر لها مندهشا مما رأه صمتت 

 صمتت حتى وصلت بجانبه قائلة

" نحن فتيات البحر الأسود نعشق الجلوس أعالي القمم كالطيور"  

_ " انا اعلم ان حوريات البحر الأسود يستطيعون  السباحة  كما سمعت ولكن منذ متى نبتت اجنحتهم للطيران؟ علماً انني رأيت براعتهم بالتسلق سابقاً"

 تبسمت بخجل أجابت به

"  انه مخبأي المفضل فمن أعلى هذه الشجرة كنت انتظر أبي كل يوم لأكون أول من أراه حال عودته من العمل لأنزل وقتها فرحة راكضة لاستقباله فهو كان يعمل كثيرا وانا صغيرة حتى كانت تأتي علينا ايام متواصلة بدونه "

_" ما اجمل ذكريات طفولتكِ اشعر وكأنها مرت بهدوء وسلام دون حزن او إرهاق "

هزت اوزجي رأسها قائلة

 " نعم هي كذلك فأنا ابنة وحيدة هنا".

وابتسمت مكملة "ومدللة أيضا. طبيعة المكان والتجمعات والحب العائلي جعلنا نحظى بهذا الهدوء  الشكر لله " .

رد عليها عارف وهو ينظر لأعلى الشجرة قائلا " أتمنى أن يظل هذا الهدوء بحياتكِ دائما" 

خرجت كلماته بحزن مما جعلها تسأله قائلة "وأنت. يعني وأنت كيف مرت طفولتك "

صمت عارف لا يعلم  بماذا يجيبها ظل صامتًا متحركًا للطرف قدمه بالرمال ثم ابتلع ريقة مجيبًا عليها " ما عليكِ معرفته أنني الان سعيد لدرجة لا أريد تذكر طفولتي حتى استمر بهذه السعادة" 

نظرت أوزجي لما يحمله في يده مبتسمة بكلامها قائلة " ماذا سترسم لنا "

_ " انتظري لتري " 

تحركا سويًا ليضع ما بيده اعلى طاولة خشبية ناظرا حوله متأملا الطبيعية الجميلة من حوله ،   نزعت رابطة شعرها  وهي تحركه يمينا وشمالا بخفه وجمال ، شرد عارف بانعكاس أشعة الشمس على شعرها  لتزيده لمعان وبريق.

............................ 

في هذه الآونة كان غافر يجلس بمكتب دفنة ليباشر اخر تطورات العمل والخطط الجديدة مع ابنته الخائفة عليه  

 " ان كنت أخبرتني لاتيت للعمل بجانبك من المنزل. ما الداعي لخروجك وأنت مريض". 

 لم يستمع لها كما فعل مع اسماء قبلها مبررًا ملله من كثرة جلوسه في المنزل ومن قبلها لشهور في المستشفى بسويسرا .

دخل فاتح المكتب عليهم بوجه ضاحك قائلا

 " لم اصدق وجودك فجئت للشركة لأرى بنفسي. ولكني علمت صدق الخبر عندما رأيت نور لا يمكنه أن يشع بهذا الجمال إلا وإذا عمي العزيز بداخلها" 

ضحك غافر قائلا

 " لم تتغير من صغرك وأنت تضحك علي بهذه الكلمات المعسولة" 

انحنى ليقبل يد عمه ومن بعده قبل وجنة زوجته. باحثًا بعيونه عن أسماء هانم متسائلا عنها.

أخبروه بذهابها للطابق العلوي كي ترى اخر التصاميم الجديدة لجوتشي. 

صمت فاتح بعد ما سمع اسم جوتشي جالسًا بجانبهم متسائلا على حذر

 " هل هو بالشركة ام مازال بإجازته" 

 

 يعلم أنه عدم وحوده ومع ذلك تعمد التحدث عنه لتعبئة قلب وعقل عمه منه فهذا طبعه الدائم استغلال أي فرصة ليقلب الجميع ضد عارف ويخرجه بشكل السيء وقد جاءته الفرصة الان.

 

تحدث فاتح بعد سماع ما يريد سماعه من زوجته حيث أكدت له غياب جوتشي عن الشركة بإجازته المفتوحة، معقبًا 

 " سررت من أجله. سيحسن هذا منه ويجعله اكثر هدوءً فهو بأخر فتره كان شديد الغضب" 

تحركت دفنة بضيق

 " انا سأترككم سويا لبضعة دقائق سأذهب لأرى بعض المعاملات بقسم المالية واتي على الفور" 

خرجت دفنة مغلقة الباب خلفها واقفة بمكانها  لبضعة دقائق ملتقطة انفاسها بها بعد ان ضاق صدرها من بدأ حديث فاتح ووالدها عن عارف وكأنه ليس فرد من العائلة.


تحركت لتذهب لقسم المالية بحالة غريبة، فبرغم  تسرعها وحماسها وحبها لنفسها إلا أن داخلها قلب ما زال ينبض اتجاه عارف.

فهي اكثر من عاشره واقترب منه بسبب محبة والدتها له لذلك تعلم كم هو ابيض القلب صافي الوجدان لا يحقد ولا يؤذي أحدًا. 

كانت شاهدة على تحمله الكثير من الظلم بطفولته وحياته التي لم تكن سهلة نهائيا ما لم يتحمله احد بسهولة .

..................... 

اندمج عارف بالرسم وهو يراقب أوزجي اندماج أوزجي بتهذيب وتجميل الزهور، تقلع النباتات الضارة  وتزرع بدالا عنها بعض الشتلات الجديدة  .

توقف عن الرسم مقتربًا منها بسر انجذابة لجمالها وهي وسط الزهور ويديها ملطخين ببواقي بأثار الغرس.

 _ " لأول مرة اعلم أنكِ جيدة بهذه الامور، ولكني حزنت الان على نفسي. فانا اعمل وحيدًا أمام عينيكِ بحديقتنا دون مساعدة منكِ "  

ابتسمت بخجل تحدثت به كعادتها حين يطفو على نبرة صوته 

" رأيت حبك لحديقتك و اهتمامك الزائد بها مما جعلني أخشى ان اتدخل كي لا ازعجك" 

هز عارف رأسه وهو ينظر لوردة بيضاء كبيرة اقتطفها مقتربًا منها ليهمس لها

 " لا تخبري والدكِ أنني فعلتها" 

 يمد يده بهذا القرب ليعطيها الوردة ، فرحت وكأنه أهداها العالم أجمع مدت يدها لتأخذها منه شاكرة له لطفه معها، تفاجأت به وهو يرجع شعره الطويل خلف أُذنه مشير لها بيده .

لم تفهم أوزجي ماذا يريد منها كانت تنظر ليده التي تشير لأذنه وعينيه التي تنظر للوردة وهي لا تصدق ما فهمته.

تحدث عارف مؤكد ما فهمت " ضعيها هنا" 

( فضحتنا يا بعيد وربنا فضيحتي على ايدك انا عارفه🙈 حد يناولني 🩴🩴)

خجلت أوزجي ليمسك عارف يدها ويرفعها بجانب أذنه كي تضع له الوردة بجانبها.

لم تستطع السيطرة على ضحكها المفرط حيال ما رأته أمامها ، تحدث بضحك

 " أصبح أكثر رومانسية الان. لما يجب علينا نحن دائمًا من وضعها لكم خلف اذنكم " 

ما زالت تضحك على شكل الوردة بجانب أذنه حتى دمعت عينيها ، فعلها عارف كي يرى ضحكها عوضًا عن خجلها منه.

سحبها من ذراعها وقربها له مقبلها أعلى اذنها ضاممها لصدرها متحدثا مرة أخرى 

 " ارأيتي كم هو رومانسي. ولكن احذري وأنتِ تضحكين من ان تقربي يداكِ المتسختين مني "

ارتفع صوت قهقهة ضحكتها مقربة يديها من ملابسه عنادًا به، أبتعد عنها بسرعة 

" انا مريض لا يمكنكِ فعل هذا سأشتكيكِ لــ..."

قاطع كلماته صوت العم صالح ابتعدت أوزجي  عن عارف فور رؤيتها لابيها الذي أتى ليرى حالتهم المتألفة واقفًا بثبات وصدمة فور سقوط نظرة على الوردة بجانب أذن عارف

( يادي الفضيحة الي بجلاجل 🤦🏻‍♂️ طلعوني طلعوني نزلوني نزلوني 😂😂😂) 

لمحت اوزجي لزوجها كي يزيل الوردة ولكنه لم يفهمها ناسيًا أمرها عند ضحكهم وركضها خلفه.


استمرت بتحريك عينيها مشيره بطرف اناملها نحو أذنها كي يزيلها، ضم حاجبيه متسائلا بعينه وحركة رأسه "ماذا تريدين"

نظرت لأبيها وهي مستسلمة للوضع  ليحدثها والدها "سنذهب لمنزل خالتك ومن بعدها لزيارة السيد حسان فلقد تغيب عن العمل أثر سقوطه أثناء تصليح سطح منزلهم. هو بخير الشكر لله ولكن الزيارة أصبحت واجب علينا"

تحدث عارف وهو ينظر لنظرات زوجته الغريبة قائلا 

" اصبحت افضل الان لنذهب نحن ايضا معكم، فلقد كانت أوزجي متحمسة لمقابلة بنات خالتها بالأمس"  

اقترب صالح بوجهه الحاد وحاجبيه المتشابكين بغضب، رفعًا يده لينزع الوردة من جانب أذنه واضعها بيد  اوزجي وهو يقول

" لا يمكنك المجيء، عليك ان ترتاح كي لا تعود وتتدلل علينا مرة اخرى " 

قالها عائدًا للمنزل، ابتسم عارف بتخفي قائلا 

 " هي من وضعتها بهذا الشكل أنا لا ذنب لي"

 أكمل صالح سيره دون الالتفات لهم ، ولكنه تذكر شيءً مهم استدار متحدثًا لابنته 

 " أمك توصيكِ. لا تدعيه يقترب من المطبخ حتى عودتنا "

وأكمل سيره حتى اختفى عن انظارهم ، أحمر وجه اوزجي لاحتباسها لضحكتها وهي تستمع لصوت زوجها " سأنتقم منكِ. انتظري "

 انفجرت بالضحك 

 " ما ذنبي حاولت ان انبهك ولكنك لا تفهم بالإشارات" 

استمتع بضحكها وسعادتها التي أصبحت مرسومة على وجنتيها بجانب تحررها من خجلها وتحفظها الزائد.

........................... 

 خرج غافر من الشركة وهو يتسند على فاتح وبجانبهم أسماء ودفنة ، فاجأتهم الصحافة أمام البوابة لتسرع أسماء بالتقدم عنهم وهي تحضهم على سرعة السير مشيرة للسيارات خاصتهم كي تقترب منهم.

 تفاجأت بغافر يقف متهيئًا بالتحدث معهم وشكرهم على اهتمامهم بنجاح شركتهم 

" هذا النجاح سيأتي يوما ويتوجه حفيده المنتظر"

 باركوا له وهم يسألونه عن موعد حفل الأزياء القادم متى سيتم تحديده.

صرح غافر " سيقام بعد عشرة ايام من الان، نحن نستعد لكل شيء كي نسعدكم ونفاجئكم  كالعادة". 

توالت الأسئلة لغافر ودفنة وحتى فاتح ليصبح لقاء صحفي عائلي. انسحبت أسماء وجلست بالسيارة تنتظرهم حتى ينتهوا مما يفعلون.. 


وبعد مرور الوقت و وصولهم لمنزلهم الكبير تفاجأت أسماء وهي تحضر اللقاء على صفحات الانترنت  بتصريح زوجها عن موعد الحفل.

 

غضبت ذاهبه إليه في غرفتها مناديه عليه باسمه  ليمثل غافر انه نائم كي يكمل ما تم حياكته. 

........................ 

حضر عارف وأوزجي المائدة بعد ان اخبرتهم ياسمين بقرب وصول العم صالح ونعمة الله بالطريق إليهم .

 أعدا شوربة جميلة بجانب بعض الأطباق الرئيسيه ، اشترطت على زوجها قبول مساعدته على ان لا يخرج الكثير من أدوات المطبخ.

وافق عارف وهو يجيبها

 " من الجيد أن السيدة سوونا هي من ترتب خلفي وإلا لا اعرف ماذا كنتِ ستفعلين بي" 

فرحت الأم بما حضروه لهم تناول صالح شوربته ناظرًا نحوهم بقلب مرتاح هادئ فأخيرا اطمئن باله على ابنته الجميلة.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. جاء اتصال لعارف أسرعت أوزجي لتعطيه الهاتف وهو بالحديقة يشرب الشاي بعد العشاء قائلة 

" أسماء هانم تتصل بك" 


ابتسم عارف قائلا

 " من المؤكد أنها شعرت انني لست بخير فاتصلت لتطمئن عليّ. هي دائما هكذا تشعر بي دون ان أتحدث " 


رد عليها بوجه مبتسم يسألها عن حالها متمنيًا ان تكون معه وترى جمال ما يراه ، جاءه صوت أسماء قلقا مضطربا متلقيًا صدمته الجديدة بقولها

" الوضع كارثي. سقطنا بالشباك مجددًا. يجب عليك أن تعود على الفور " 

حاول تخطي تعبيرها الكارثي بالرد بصوت مفعم بالضحك والسعادة  

" لا يمكنني فعلها. افكر بمد اجازتي لاستمتع بجنة الله في أرضه "

 جاءه صوتها بشكل اقوى قائلة

 " أنا لا أمزح. حجزت لك موعد العودة أمامك ساعتين فقط. جهز نفسك على هذا الاساس الأمر لا يتحمل التأخير" 

امتلأ قلب عارف بالقلق مما ينتظره في اسطنبول فهو يعلم جيدًا ما وراء هذا الصوت ولكنه لم يتركها قبل ان يفهم الوضع.

شرحت أسماء ما جاء في تصريحات غافر ووضعه أمام الأمر الواقع بقصد او دون قصد.

هز رأسه معقبًا على أخر كلماتها

" بقصد أو بدون قصد!؟"

أنهت أسماء المكالمة هاربة من سؤاله 

" أراك باقرب وقت ، انتبه لنفسك أنت أقوى من الجميع "

اغلق الهاتف عائدا لأهل زوجته ناظرًا بعيون من ملكت قلبه قائلا 

" عليّ العودة إلى إسطنبول باقرب وقت"

ثم نظر لوالديها ليبلغهم  بضرورة عودته السريعة لأجل تقديم عمه لموعد حفل عرض الأزياء ولا يملكون سوى عشرة أيام لإتمام كل التصاميم.

حزنت أوزجي عليه فهي تعلم انه غير مستعد لحدث كهذا، تحدث لزوجته 

" اكملي انتِ اجازتكِ ويمكنك العودة بيوم الحفل ان شئتِ"

رفضت عازمة على العودة معه حاول اقناعها بالبقاء رغم حاجته الماسة لها هناك ولكنها تمسكت برغبتها وضرورة عودتها معه.

وقف متكئا على باب الغرفة ينظر نحوها وهي ترتب الحقائب متحدثًا بصوت هزيل

 " حقا لا حاجة لقطع اجازتك والعودة بهذه السرعة، بإمكاني تدبر الامر وحدي لم يبقى سوى بعض الرتوش الأخيرة كما تعلمين يعني نحن بالأصل مستعدون ولكن سنكمل بعض النواقص النهائية فقط" 

نظرت له بحدة تحدثت بها

 " كيف تطلب  مني ان اتركك لتواجه هذا الاضطراب وحدك وايضا، نحن نعمل كفريق واحد استطيع مساعدتك بهذه الرتوش الأخيرة "


تحرك عارف مقتربًا منها كي يشكرها قائلا

" برغم انني لا اريد ان اكون سبب بإنهاء متعتكِ.. إلا انني لا استطيع الذهاب بدون روحي" 

خجلت من كلماته ونظراته المحبة ولكنه اقترب منها اكثر مكملا

" انظري إلي ولا تتهربي مني لا تحرميني من جمال هذه العيون "

اغمض عينيه منحني عليها ليقبل وجنتها الخجلة  بهدوء وحزن خيم عليه من بعد مكالمة أسماء، ابتسمت بحب ناظره لعينيه التي اصبحت بالقرب من عنييها بعد ان اسند جبهته على جبهتها قائلا لها " إياك أن تتركيني وأن طلبت منكِ هذا"


وصلت نعمة الله للغرفة مخفضة عينيها من تقاربهما جاءت لتتراجع ولكنهما تحركا فور شعورهما بها، تحدث عارف قائلا

 "  تفضلي يأمي" 

انصدم عارف مما خرج منه مسرعًا باستكمال حديثة  " اعتذر فلقد خرجت دون قصد

 يعني من الواضح انني تأثرت بزوجتي"

 وابتسم ليظهر عكس ما بقلبه فلقد علمته قسوة الايام كيف يضحك بالوقت الذي عليه أن يبكي به ، ردت الأم الحنونة عليه

 " لا داعي للاعتذار والتبرير فلقد سررت بسماعي لها،  أصبحت فردًا من العائلة ابناً لنا أنت بمثابة أوزجي عندنا "

 مدت يدها لتعطيه مصحف القرآن الكريم وهي تقول اردت ان اعطيك هدية بحثت بغرفتي فلم اجد اغلى من هذا المصحف  لدي فهو بجانب بركته وقدسيته الا أنه خاص بأبي رحمة الله عليه،  أعطاه لي كي يحميني بحملي الصعب بأوزجي في تلك الزمانات. قال لي حينها ان ضاقت بكِ الحياه افتحي هذه الصفحات وأقرئي بها ما تيسر لكِ وبعدها ستجدي العقد قد انحلت والضيق قد ذهب عنكِ وزال مرضكِ. ومن حينها وأنا افعل هذا وما بيوم التجئت لهذه الصفحات إلا وحدث ما قاله لي والدي. وأنت كذلك يا بني حافظ عليه واجعله منجاة لك من كل ضيق ومرض وحزن "

اقتربت أوزجي من امها متسائلة

"هل أنتِ جادة بقرارك؟ لقد تفاجأت  كيف تستغنين عنه بهذه الطريقة " 

ثم نظرت لعارف وهي تعتذر قائلة

" قلت هذا لأنك لا تعلم قدر هذا المصحف لدى امي  لا تذهب لمكان دون اصطحابه معها"

دمعت عيون نعمة الله وهي تنظر لعارف قائلة 

" لقد رأيت عيونك وهي تحتضن ابنتي وتخاف عليها وتحفظها. من الجيد انك موجود بحياتها يمكنني الرحيل الان وأنا مطمئنة عليها " 

رد عارف وأوزجي بنفس الوقت قائلين 

" حفظك الله لنا "

تحرك عارف بعيونه المملؤة بالدموع ليمد يده وياخذ منها المصحف منحني بعدها ليقبل يدها ولأول مره يحتضنها بقوة شاكرا لها .


لم تستطع التحكم بدموعها اقتربت وحضنت امها بعد عارف شاكرة لها على كل شيء.

جاء وقت الرحيل وصلت سيارة سفر أمام منزل العم صالح لينزل منها سفر وهو حزين على هذا الرحيل المفاجئ.

 وضع الحقائب بالسيارة بوجه منكمش من حزنه عكس ما كان عليه في أول لقاء ، اقترب والد أوزجي من عارف قائلا 

" ابنتي امانة لديك حافظ عليها ولا تحزنها "

 احتضانه عارف فجأة مشددًا بيدي  وهو يقول  " اطمئن هي بعيني" 

رفع صالح يده ليربت على ظهر زوج ابنته داعيًا له بالسلامة التامة، ادمعت عيون عارف على مقدار الحب و الحنان الذي حصل عليهما خلال رحلته القصيرة بجانبهم.

حلقا في السماء لنصف ساعة اصبحوا بعدها على أرض اسطنبول ، وصلا للمنزل وهم 

 متعبين وخاصة عارف الذي ظهر على وجهة الإرهاق بشكل كبير، توترت أوزجي خوفًا من عودة ارتفاع حرارته.

دخل مباشرةً للحمام كي يأخذ حمام دافئ قبل نومه كما قالت واصرت أوزجي عليه.

خرج ملقي  بنفسه على فراشه دون الشعور بأحد مبحرًا بنومه من شدة إرهاقه. 

أما هي فظلت تراقبه طوال الليل رغم ارهاقها حتى نامت بالقرب منه رأسها بجانب اكتافه... 

....................... 

مر يوم ثقيل ومرهق ليأتي يوم جديد مليء بالعمل، استيقظت أوزجي بساعة متأخرة من الصباح لتكتشف عدم وجود عارف بجانبها  اتصلت به لتطمئن عليه لتجده بالشركة، حدثها بوجه مبتسم  

 " لقد اشرقت شمسي الان ولكنها كسولة اليوم لهذا اشرقت متأخرة قليلا" 

ابتسمت بخجلها معاتبة على ذهابه للشركة بمفرده دون ايقاظها.

رد عليها عارف وهو يعمل على الأوراق التي بيده قائلا " ان رايتي نفسكِ وانتِ نائمة لا اعتقد انكِ ستقولين هذا. وكأنكِ حرمتي من نومكِ طوال اجازتكِ "

دار حديث جميل بينهم اقنعها عارف خلاله انتهاء اليوم، لتبقى بالمنزل لترتاح وتداوم بالشركة من الغد .

وقبل ان ينهي المكالمة أخبارها تحضيره  شطائر  الجبن والبيض لها ستجدها بانتظارها بالميكروويف .

 ( وانا كمان بحب البيض بالجبنة ممكن اخذ واحد ومش هقول للبنات🙈🙈 ) 

………

 مرت الايام بانشغال عارف بالعمل المكثف على التصاميم وتنفيذهم والاستعداد للحفل، ينتظر قدوم الليل حتى يحتضن حوريته وينام بجانبها بكل حب وراحة. 

قاطع هذا الصفاء والهدوء ما لم يكن بالحسبان فقبل أربعة أيام من يوم عرض الأزياء امتلأت صفحات الانترنت بتصاميم كوتشي الخاصة به و التي كان من المفترض عرضها حصريا بالحفل  والأسوأ أنها نسبت لمصممة ازياء منافسة لشركتهم.

 وقع عارف بمأزق كبير لعدم قدرته على إثبات ملكيته للتصاميم ، بعد أن تمت السرقة بذكاء كبير مستخدمين تغيير صغير بكل تصميم مما جعله يظهر هو بمظهر من سرق التصاميم وليس هم. 


مع الاسف من سرعة انشغاله بإنهاء العمل على التصميمات سهى عليه ان يوثقهم ويجعلهم أكثر سرية ككل مرة.

تحول جوتشي بهذا اليوم إلى بركانا من الغضب يتحدث بصوت عالي  مع المحامين محاول إيجاد أي ثغرة يعيد بها عمله ولكن مع الأسف ليس لديهم قدرة على فعل أي شيء لإثبات أحقيتهم بالتصميمات ليصبح أفضل حل هو إلغاء الحفل.

" لا يوجد حل اذا لم تظهر لديك تصميمات جديدة بشكل سحري، حينها يجب عليك إلغاء "


رفض جوتشي الاقتراح قائلا 

" إلغاء الحفل يعني انتصارهم علينا وانا لا اسمح بهذا ".


 أصبح أكثر غضبًا لا يصدق ما حدث، ان انتصروا عليه ستكون هذه الحادثة نقطة سوداء بتاريخ الشركة  وتاريخ جوتشي ايضا.


................. 


جلس غارف بمكتبة رافعا هاتفه ليجيب على الاتصال بوجه فرح وعين تتنقل على صفحات الإنترنت قائلا

" جميل. مبارك عليك انت تستحق هذا ولكن كما اخبرتك هذا الامر علينا ان نبقيه سري كي لا يتأثر الطرفين"  

أغلق الهاتف وهو فرح أكثر 

" لنرى من منا سيفوز بالاخير "

كانت اعينه وحالته غريبة غير مفسرة فهو أحد شركاء هذه الشركة وخسارتها تعني خسارته هو ايضا .


عجزت أوزجي عن تهدئة جوتشي الذي أصبح يدور ذهابًا وإيابًا لا يعلم ما عليه فعله كي ينقذ ما يمكن إنقاذه .


اقتربت منه وهي تقترح تقليل عدد التصميمات على ان يبدأوا سويا بالعمل على تصميمات جديدة.

رفض بحزم لاستحالة إتمام ما تقوله السهولة،

ما زال عارف يتحرك دون ثبات قائلا بغضب  " ماذا نفعل؟ ستتدمر سمعتي وسمعة الشركة بسبب هفوة صغيرة. لو أن موعد الحفل كان كما هو بعد اسبوعين كان من الممكن أن أنجز تصميمات جديدة لكن اربعة ايام نحتاج إلى معجزة" 

 جاءت فكرة بعقل أوزجي نظرت لجوتشي قائلة 

" لما لا تستخدم تصاميمي. تستطيع اضافة اضافاتك السحرية لتجعلهم أكثر تميزا وجمالًا "


وقف جوتشي ناظرًا لها وهو لا يفهم عليها وكأنها تتحدث بلغة اخرى  تساءل  باستغراب قائلا " تصاميمك ؟" 

_ " نعم هناك تصاميم عملت عليها قبل زواجي الاول، قمت بإضافة تعديلات عليها بعد طلاقي، لم اتوقع انني سأستخدمها ولكني كنت أشغل نفسي بها "


عارض جوتشي الفكرة وداخله غير مقتنع او بمعنى اخر لم يضع امل كبير على تصميماتها قائلا" قد تكون قديمة لا تناسب  المطلوب في الوقت الحالي"


تحركت أوزجي لتصعد الدرج دون ان تجيبه ليغضب جوتشي اكثر لاعتقاده أنه كسرها. لم تغب عدة دقائق عادت بعدها وبيدها اوراق التصاميم الخاصة بها.

فتحها أمامه " انظر لهذا.. وايضا هذا.. ولكن هذا بذات مميز وهادئ.."

 قلبت بتصميماتها وهي تتحدث إليه مما جعله ينساق إليها جالسًا بجانبها ناظرًا للتصاميم بعمق و صمت  تحدث بعده قائلا

 " يمكننا ان نضيف هنا بعض الرتوش الجانبية مع استخدام القماش الأحمر الهندي"

 وامسك الورقة الاخرى وقال "ولكن هذا لا يليق الصدر مع الدوران الوسط سنجعله أكثر انسيابا أفضل "

امسك غيره مكمل حديثه " لديكِ مشكلة في تنسيق الموديل مع الصدر انظري لهنا" .

امسك القلم وأصبح يشير لها نحو التعديلات والاضافات. حتى شاركته أوزجي بهذا لتأخذ منه القلم قائلة

" ولكن عليك ان تضيف هنا تفاصيل اخرى  حتى يبدو أكثر حيوية  فيبدو هكذا بلا طعم " انغمسوا في التعديلات والاضافات لساعتين متواصلتين دون ان يشعروا.

توقف جوتشي لبضع ثواني وتراجع للخلف وهو ينظر للتصاميم  كيف اصبحت بعد التعديلات  حتى انه يدور بعقله اضافات وتعديلات اخرى.

ابتسم وجهه  من جديد أخذًا نفسًا طويلًا ناظرًا بعده  لوجه زوجته مستمع لسعادتها 

 " هل اعجبتك؟"

 لم تكمل كلمتها الأخيرة حتى تفاجأت بتقبيله لها اغلقت عينيها خجلا من قربه.

حرك جوتشي وجهه ليضع رأسه على كتفها وهو يحتضنها بقوة مشاعرة المضطربة مما تزيده قوة بتعامله واقترابه من زوجته.

تحدث لها بصوت مبتهج "ساحتاج لكوب قهوة من يدك "

رفعت راسها مبتعدة عنه وهي تراقب جمعه بدأ جمعه للأوراق صاعدًا بهم للأعلى ، فرحت قافزة من مكانها بحماس  " على الفور "


وما أن صعد لمنتصف الدرج استدار لينظر لها عائدا إليها من جديد تاركًا التصاميم على الطاولة وهو يقترب منها قائلا" حوريتي الجميلة"

سحبها حاملها بعدها مستمتع لصرخة تفاجئها بسرعة في اقترابه منها ، تحرر عارف من وحش الماضي متمسك بحقه في عيش حياته بسعادة غامرة، رفض تركه لها بعد أن ذاق حلاوة المودة والرحمة في قربها .

 ……..

عاشا أجمل اللحظات الرومانسية لبعض الوقت ذهب بعدها لغرفة عمله بالطابق العلوي ليعمل 

على التعديلات المضافة للتصاميم بكل حماس.

جاءته أوزجي وهي لا زالت خجلة منه حاملة بيدها قهوته اقتربت واضعة القهوة بجانبه دون النظر إليه .

اكتفت ان تنظر لقلمه الذي يدور بحماس لإضافة التعديلات على تصميماتها ، تحدث معها دون النظر إليها مندمجًا في عمله انسجمت معه مشيرة  نحو التعديلات والاضافات واللمسات الجديدة مضيفة بعض الإقتراحات. 

ظل الاثنان يعملان معًا طوال الليل بشكل متواصل دون توقف او شعور بالملل او التعب لدرجة جعلتهم لا يلاحظوا شعاع الشمس الذي تسلل للغرفة من بين ثانيات الستائر المغلفة معلنة  شروق شمس يوم جديد.

 تعجبت الشمس من تقاربهم وانسجامهم باستمتاعهم بالعمل الذي لا يخلو من نظرات  عيونهم اللامعة لبعضهم البعض وطبع عارف القبلات على خد ورأس زوجته كلما ابدعت بفكرة جديدة.

 طال عملهم حتى وصل للظهيرة ، فركت أوزجي عينيها بيدها لتقاوم نعساها فبرغم كثرة اكواب القهوة بجانبهم إلا أنها لم تتمكن السيطرة على مقاومة نومها أكثر من هذا.

ابتسم جوتشي واقترب بمقعده المتحرك نحو مقعدها قائلا

 " كنت انتظر ان ارى هذا النعاس بأول ساعات الليل ولكنكِ فاجأتني بصمودكِ حتى الآن" 

ردت بعيون مغمضة قائلة

 " نعم انت محق لو وضعنا التطريز اسفل دورانه سيكون أجمل " 

ضحك عارف وهو يقف من على مقعده قائلا

  " هذا ما سيحدث بعد كل هذه الساعات المتواصلة من العمل، هيا لننام. يمكنني مشاركتكِ النوم لساعة على الأكثر ومن ثم أعود لإكمال ما تبقى "

 لم تجبه بعد ان سبحت بنومها، تسمعه وتريد الإجابة عليه ولكنها اصبحت فارغة من طاقتها لا تستطع حتى فتح اعينها وليس التحدث فقط. 

تحدث عارف مرة اخرى قائلا

 "هذا يعني انه سقط الأمر علينا "

وتحرك باسمًا ليرفعها بين يديه ويحملها بحضنه ليسير بها نحو غرفتهم، لم يفوت فرصة كهذه للهمس بجانب اذنها قائلا 

" هل زاد عن اخر مرة. عليكِ المحافظة على وزنكِ كي لا تصبحي ذنباً علينا"

ابتسمت أوزجي وهي بحضنه لتحرك يدها  متعلقة برقبته ليزداد هو فرحا وابتهاجا.

اقترب من الفراش ليضعها عليه دون حركة مستمتعًا بها وهي لا تزال بحضنه.

انتهت هذه اللحظات الجميلة بتحرك أوزجي على فراشها مبتعدة عنه واعطائه ظهرها وهي تنام نومًا عميقًا. 

نظر عارف لملابسه قائلا

 " هكذا لن يجدي نفعا " 

تحرك ليرتدي شورته القصير المحبب له وفلانه حمالات ذات الفتحات الواسعة من جميع الجهات.

عاد للفراش وهو يتمتم بعيون مغلقة

" هكذا افضل كي نرتاح بنومنا حتى وإن كان لفترة قصيرة " 

 بالأصل كان جوتشي معتاد ان لا يرتدي شيءً بالأعلى عند نومه فقط الشورت الواسع القصير ولكن هذا ما حدث بعد زواجه من أوزجي وخجلها الشديد عند رؤيتها له وهو نصف عاري.

اعتقد سينام ساعة ويعود من بعدها ليكمل عمله ولكنه غرق بنومه العميق دون ان يشعر  بشيء.

 

اقترب المساء عليهم وهم محتضنين فتحت اوزجي عينيها فرحة بقربه منها وتمسكه بها وهي بحضنه ما لبثت إلا ثواني قليلة شعرت بعدها بانفه وهي تغازل شعرها الجميل. 

حاول عارف معرفة كم من الوقت استغرق نومه، نظر جانبه نحو ساعة الحائط لتتسع اعينه ويقفز سريعا دون الانتباه لمن بحضنه .

فزعت أوزجي جالسة في مكانها بعيون تحاول فهم  ما حدث.

كانت الرؤية مشوشة لا تفهم شيء،  اقترب منها مقبل رأسها وهو يعتذر منها لما حدث بعد اصطدامه بالساعة التي أصبحت الساعة الثامنة ليلاً ، قالها وخرج مسرعاً نحو غرفة العمل..

رفعت أوزجي يديها وهي ترجع شعرها للخلف ناظرة للساعة بعيون شبه مفتوحة ملقية بنفسها مرة اخرى على الفراش كي تكمل نومتها وكأنها أغشي عليها.

نامت لساعتين إضافيتين حضرت بعدهم مائدة الطعام وهي مرتدية بنطلونًا أسود لامع وقميص احمر ستان قصير مربوط بعقده عند الخصر. 

امسكت شعرها لتجمعه للأعلى وهي تضع اطباق الطعام على المائدة.

كانت تنظر لأعلى بين الحين والاخر وهي مبتسمه تتذكر نومهم بحضن بعضهم البعض. تأخر عارف بنزوله رغم مناداتها عليه أكثر من مرة إلا أنه تأخر من كثرة اندماجه.

صعدت الدرج وهي ما زالت تدندن دخلت غرفة العمل مندهشة من عدم تواجده استغربت واستدارت لتخرج من الغرفة وهي تنظر نحو غرفتها قائلة "من المؤكد أنه بها " 

 للحظة لم تتوقع خروجه من خلف الباب واحتضانها من ظهرها وهو يقول 

" هل أصبحت الطيور تغني أناشيدها بالمساء" 

ابتسمت أوزجي مغلقة عيونها 

" هل كان مسموعا" .

ادارها جوتشي لتصبح وجهها بوجهه 

 " ليس مسموعاً بشكل واضح لأي أحد ولكن الوضع لدي مختلفًا" 

وامسك يدها ليضعها على قلبه مكملا

 " هو من يستمع لكِ ولستُ انا "

..........

يتبع ..

إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا. 

ومنها احكي يا شهرزاد رواية  قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف .. ستجدونها في قسم الروايات المجمعة .

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

34 تعليقًا
إرسال تعليق
  • أمل محمد الكاشف photo
    أمل محمد الكاشف20 أكتوبر 2024 في 9:47 م

    اتمنى لكم قراءة ممتعة اكتبوا الاسم كي اتعرف عليكم

    حذف التعليق
    • غير معرف20 أكتوبر 2024 في 11:06 م

      روعة تسلم ايدك يا حبيبتي 💖

      حذف التعليق
    • غير معرف20 أكتوبر 2024 في 9:50 م

      روعه تسلم ايدك حبيبتي ابدعتي

      حذف التعليق
    • منال محمد photo
      منال محمد20 أكتوبر 2024 في 9:59 م

      كل حلقه تبهريني اكثر من التي قبلها وسعدت جدا لعارف وتقاربه واعترافه بحبه لاوزجي ومنتظرين بشده الحلقه القادمه وانتصار جوتشي علي عمه واعداء نجاحه الغير مبرر ابدعتي لولو ابدعتي حبيبتي

      حذف التعليق
    • غير معرف20 أكتوبر 2024 في 10:09 م

      سبحان الله محبت الأهل نعمه لاتقدر

      حذف التعليق
    • غير معرف20 أكتوبر 2024 في 10:12 م

      الحلقة جميلة والأجمل هو تعاونهم ومساندتهم لبعض عارف وأوزجى

      حذف التعليق
      • الكاتبة أمل محمد photo
        الكاتبة أمل محمد20 أكتوبر 2024 في 11:10 م

        العائلة سند وضهر قوي نستند عليه وقت الشدة عارف لم يشعر بهذه المشاعر إلا مع عائلة اوزجي وهذا ما جعله يتحمل حدتهم معاه في الاول

        حذف التعليق
      • غير معرف20 أكتوبر 2024 في 10:16 م

        روووووووعه يا لولو

        حذف التعليق
      • غير معرف20 أكتوبر 2024 في 11:04 م

        ياختي ياختي علي العصافير لما تغني
        احسنتي يالولو
        هناء رحال

        حذف التعليق
      • غير معرف20 أكتوبر 2024 في 11:23 م

        تسلم ايدك يالولو حلقه روعه

        حذف التعليق
        • غير معرف21 أكتوبر 2024 في 12:33 ص

          جميله جدا سلمتى ياقمر

          حذف التعليق
          • غير معرف21 أكتوبر 2024 في 12:33 ص

            سلمت عيونك يا جميل

            حذف التعليق
            • غير معرف21 أكتوبر 2024 في 12:38 ص

              روعاتك يا لولو دايما تبهرينه بابداعك 🦋

              حذف التعليق
              • غير معرف21 أكتوبر 2024 في 12:38 ص

                برافووووو وووووووو حبيبتي على الفصل الحلو 😍😍

                حذف التعليق
                • غير معرف21 أكتوبر 2024 في 12:39 ص

                  كالعادة تحفه يا لولو 🥳💐🩵

                  حذف التعليق
                  • غير معرف21 أكتوبر 2024 في 12:39 ص

                    تسلم ايدك على الحلاوه دي

                    حذف التعليق
                    • غير معرف21 أكتوبر 2024 في 1:15 ص

                      روووووووعه

                      حذف التعليق
                      • غير معرف21 أكتوبر 2024 في 1:19 ص

                        تحفة بجد الفصل النهاردة زى السكر انا سميرة يا لولو حقيقى طريقة كتابتك رائعة

                        حذف التعليق
                        • غير معرف21 أكتوبر 2024 في 2:10 ص

                          عظمة علي عظمة يالولو❤❤❤

                          حذف التعليق
                          • غير معرف21 أكتوبر 2024 في 7:36 ص

                            روعه احسنتي حبيبتي تسلم ايديكي

                            حذف التعليق
                            • Rim kalfaoui photo
                              Rim kalfaoui21 أكتوبر 2024 في 2:38 م

                              يعني على رومنسية عارف هههههههه
                              ولكن عمه لازمه عقاب شديد على جال قلبه الاسود مش كفاية عليه أن عارف متعذب بالماضي الذي يسيطر عليه في معظم الوقت

                              حذف التعليق
                              • غير معرف21 أكتوبر 2024 في 4:03 م

                                يختي على عصافير الحب اوزجي وعارف مثال للحب والعوض 😻🩵🩵🫂

                                حذف التعليق
                                • Basma Fakhri photo
                                  Basma Fakhri21 أكتوبر 2024 في 8:10 م

                                  جميلة جدا أحسنتي

                                  حذف التعليق
                                  • Basma Fakhri photo
                                    Basma Fakhri21 أكتوبر 2024 في 8:11 م

                                    روعه فصل رائع جدا

                                    حذف التعليق
                                    • غير معرف23 أكتوبر 2024 في 8:43 ص

                                      صباح الجمال والابداع حبيبتي ❤

                                      حذف التعليق
                                      • غير معرف28 أكتوبر 2024 في 2:10 ص

                                        روعة حبيبتي تسلم ايدك 👏👏👏💖💖💖💖

                                        حذف التعليق
                                        • Saga Emam✨ photo
                                          Saga Emam✨28 أكتوبر 2024 في 9:12 م

                                          حلقة رائعه كالعادة 🩷🩷🩷🩷🩷🩷

                                          حذف التعليق
                                          • Saga Emam✨ photo
                                            Saga Emam✨28 أكتوبر 2024 في 9:14 م

                                            الحلقة كانت عبارة عن جبر خاطر عارف و كيف أهل اوزجي حبوه و معاملتهم الجميلة له و المليئة بالحب و الرحمه أثرت فيه🥹

                                            حذف التعليق
                                            • Saga Emam✨ photo
                                              Saga Emam✨28 أكتوبر 2024 في 9:15 م

                                              كمية حقد في غافر لعارف ايه ذا
                                              ليه كذا هو ابن اخوك يا ابني ابن اخوك 💔😔

                                              حذف التعليق
                                              google-playkhamsatmostaqltradent