الحب الطاهر : ليس حروفاً مذهبة ولا سطوراً معلقة ولا نغمة راقصة
الحب الطاهر إما أبيض أو أسود، ليس هناك وسطية ولا جدل يختلف عليه إثنان ....
الحب الطاهر : ليس قسوة تغلف بمرارة ، ولا فضاء ضيق ، ولا سراب مستحيل تحقيقه ....
الحب الطاهر : سماء صافية ، وبحر هادئ ، وبسمة حانية..
الحب الطاهر : يزلزل الروح والكيان ويفجر ثورة البركان ....
الحب الطاهر : نار تضويناً
الحب الطاهر: نبنيه بأيدينا فماءه يروينا وزاده يكفينا
هـذا هـو الحب الطاهر : فهو لمسـة من الـوفــاء و العـطـــاء ، لــذا يجب أن يُعطـى التقـديــر اللائق بــه ونحن نحرص على ان يكون الحب وديعـة مهذبـة محفوفة برضا الله
📌ملحوظة مهمه ✋👈"تم كتابة حرف 'ج' بدل'ق' في نص سهام ليعبر عن اللهجة الصعيدية بقدر المستطاع.. لو في كلمة مش فاهمينها اقلبوا ال 'ج' إلى 'ق' هترجع لوضعها السليم زي كده (عقل 👈عجِل)وهكذا 🏃♂️ "
القسم الأول
تفاجأ حسام بما خرج من قلبه و سقط به لسانه ،
، تحدث ليكسر الصمت المتبادل وهو أكثر تلبكاً وارتباكاً بلع ريقه الذي أصبح واقف في حلقه لا يبتلع قائلا " كان قصدي ندى بس خاني التعبير أصلها تكفي البلد كلها بالعسل اللي بينقط من لسانها الجميل "
تحرك ليعتدل بجلسته على مقعده ناظرا للامام ليبدأ بإشعال محرك السيارة من جديد وهو يكمل " مينفعش نتأخر عليهم اكتر من كده و كمان عشان تلحقوا تحضروا الشنط "
ظلت نظراتها ثابتة عليه من الخلف تحاول ان تتأكد مما فهمته ، ظل يختلس بضعة نظرات نحوها من مرآة السيارة الأمامية بين الحين والآخر ليتأكد من شعوره بنظرها عليه .
ازداد ارتباكه و تعرقه حتى أصبح يسحب المناديل واحد تلو الاخر ليمسح وجهه الساخن المتعرق فشعوره ان عيونها لا زالت عليه جعلته بحالة غير طبيعهة
عادت أميرة الى منزلها وهي سعيدة ليس لديها تفسير واضح لسبب هذه السعادة الكبيرة التي ملئت داخلها بإحساس مبهج معتقدة ان تجولها خارج منطقة حلمية الزيتون المعتادة عليها هو من حسن منها.
دخل عمرو عليها الغرفة وبدون اي مقدمات معتذرا منها لانه أحزانها لتسرع بردها عليه قائلة " انت بتقول ايه يا عمرو ، ما ينفعش تعتذر دا انا اللي كنت غلطانة ، بالاخير دي بنتك وانا ما ينفعش اعمل كده انا اللي اسفة على اللي حصل "
استغرب عمرو من هدوءها و كلامها ، رد عليها وقال بحزنه الذي تملكه " حصل خير انا كنت خايف تكوني زعلانة مني " و تحرك ليخرج من غرفتها ، لتسأله هي قبل خروجه
" انت هتقول لزهرة اننا مسافرين وله لا "
رد عمرو بضيق " وانا ليه اتصل اقولها اننا مسافرين "
انتبهت اميرة على تغير حالة وجهه بمجرد ذكر سيرة زوجته ، تحدثت بحذر وقالت " انا مش قصدي اضايقك والله ، انا بس عشان هي كانت هتيجي بكرا تشوف ندى وحرام تيجي ومتلاقيش حد "
رد عليها و قال " مش حرام ولا حاجة تستاهل اكتر من كدة ، ولو فارق معاكي قوي ابقي اتصلي انتي و قولي لها ان احنا مسافرين ، انا مش هتصل بحد "
و بسرعة وقبل ما يبتعد عنها ردت عليه وقالت " اكسر الشر يا عمرو وكلمها انت ، والمسامح كريم يا اخويا دي برضو ام ندى و "
استغرب عمرو اكتر و رد بغضب " انتي منتبهة على اللي بتقوليه ، انتي عايزاني مش بس اكلمها لا واسامحها كمان ، بقولك ايه رأيك استأذن منها كمان على السفر لو حبيتي "
ردت أميرة على اخيها
" انا مش قصدي والله انا بس عايزاك تبدأ بأي خطوة تصلح الي بينكم ، بجد هي عرفت غلطها خلاص وكمان يا عمرو انت عارف ان هي عملت ده بدون قصد يعني ماكنتش عارفة انه غلط "
دخل الغرفة من جديد وهو أكثر غضبا مقتربا منها و هو يخفض صوته لاجل ابنته النائمة و ايضا كي لا يستمع والديه لحديثهم قائلا " هي مش صغيرة عشان متعرفش الصح والغلط ولو كان امر عادي ومش غلط ليه ماجتش وقالت ليا ، ليه ماستضفتهوش في بيتنا زي اصحابها وعرفته عليا وعلى اهلها ليه كانت مخبية وبتكلمه بالسر ، الصح والغلط ميختلفش عليه اتنين عقلين يا اميرة وخاصة لو الموضوع وصل ل. " لم يستطع إكمال كلمته الاخيرة تحرك ليخرج من جديد وهو يستمع لأخته
" براحتك يا عمرو انا حبيت اقول لك ان الموضوع اخذ اكبر من حجمه ، وأثر على ندى وعليك "
لم يرد عليها اكمل سيره متوجها للشرفة ليسمع امه تحدث أباه و تقول له
" إيه ؟ احمد مين اللي عايز تقول له اننا مسافرين ؟ هو بقى من بقية اهلنا وانا مش عارفة ده حتى لسة مخدش الجواب ، انا مش عارفة بنتي مترددة في ايه كل ده "
أكمل عمرو سيره و دخل الشرفة وهو ياخد نفسه بقوة كي يبرد النار التي هاجت بصدره عندما تذكر زهرة و تذكر أيضا بكاءها امامه و تحايلها عليه ان يسامحها ، كان عقله لا يستوعب ماذا يحدث حوله و انه بيوم و ليلة تغيرت حياته و انقلبت جميع الموازين حوله
الضيق الذي يشعر به عمرو لم يكن مختلف كثيرًا عن الذي يشعر به الاستاذ أحمد بطبيعته العصبية التي جعلته يصل لحالة عمرو الغاضبة لمجرد أن الفتاة التي تقدم لها ولم يأخذ إجابته على طلبه لم تقبل ان تجيب على رسائلة حتى الان، كان احمد محقا بعض الشيء فهي لم ترفض التحدث معه فقط بل رفضت طلبه لزيارتهم قبل يومين بحجة انها تريد ان تفكر براحة و دون ضغط كما قال والدها له ، صدم و ضاق صدره بهذا الشعور فكان بالسابق يتوقع ان الدنيا لا تسعها من فرحتها حين يذهب لطلب يدها من عائلتها و لكن الآن وبعد ان تحقق حلمهم اصبحت تتهرب منه حتى الشرفة لم تعد تخرج به وقت رجوعه من العمل ، خاطبه قلبه ليقول له ان هناك شيء ما قد حدث وغير مشاعرها تجاهه وأنها لم تعد تحبه مثل الاول و لم تعد متعلقة بلقائهم اليومي وكأن السحر الذي بينهم ضاع واختفى ، كذب شعوره هذا و هو يقول لنفسه " لا هي بتحبني هي عايزاني بس زيها زي اي بنت خايفة ومترددة بخطوة كبيرة زي ديه "
صدم كف يده على المكتب الذي بجانبه عندما تذكر حسام مكملا حديثه لنفسه " ما هو مفيش غيره الي اكل عقلها بعربيته و سهرة كل يوم و اكيد هدايا وكلام معسول من بتاع الشباب الضايع " زادت غيرته لتزيد من غضبه واحتقانه ، مع الاسف كان شعور احمد صحيح انتهى السحر الذي كان بينهم واتضح انه لم يكن حباً وإنما كان فقط اعتياد على رؤية بعضهم البعض ، بالنسبة لشخص كأميرة كان احمد يمثل لها الهروب من ضغوط الحياة والمتطلبات الكثيرة التي تحملتها بمفردها وخاصة بعد فقدانها لأختها و الحزن الذي خيم على المنزل كله بعدها ،
في هذه الليلة كان حسام أكثر شخص سعيد بينهم فعقله لم يستوعب انها كانت معه و بقربه بل لم يصدق تحدثهم بهذا الشكل الجميل وحدهما تحرك على فراشه بوجهه المبتهج وهو يتذكر رده عليها " انتي مش محتاجه خلية نحل يكفي وضع ايدك ليصبح بطعم العسل " احمر وجهه من فرحته التي أصبحت لم يسعها قلبه
سألته روحه قائلة له " معقول هي اللي كانت بتضحك و تتكلم قدامه وله ده حلم "
لم يكن قادرا على استيعاب حقيقة ما حدث بينهم والأكثر لم يكن قادر على النوم من حماسه و كثرة ترديده " هتسافر معايا ، هتسافر بكرا معايا"
حاول أن يغمض عينيه وهو يقول لنفسه
" انا مسافر الصبح ، لازم انام هنسافر الصبح لازم انام ، هو الليل مش راضي يخلص كده ليه"
كان أشبه بطفل صغير لا يستطيع النوم من فرحته وحماسه لارتدائه لثوب العيد الجديد بالصباح
انشغلت اميرة بترتيب الحقائب وهي تتذكر كلامه معها بين الحين و الاخر تحمست كثيرا للسفر والمناظر الطبيعية الجميلة التي سوف تستمتع بها عند عمتها في محافظة أسوان
تذكرت الزهروات لتتحرك ممسكة هاتفها من جانب الحقائب كاتبة لهم
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحشتوني كتير "
ردت شيماء عليها
" وعليكم السلام واخيرا تذكرتينا يا ميرا "
ردت أميرة عليها " حبيبتي يا شوشو أعتذر منكم والله الظروف اللي انا فيها مخلصة على وقتي وعقلي سامحوني ، مش عارفة اقول ايه بس انا هسافر بكرا لعمتي بالصعيد وحبيت اعرفكم "
كتبت اماني " ايه النور ده اخيرا حد عبر الجروب وكتب فيه "
ضحكت شيماء وكتبت ردا على اماني
" متفرحيش كتير دي مسافرة بكرا "
كتبت اميرة لهم بوجهها المبتسم
" اوعدكم ببث مباشر من الصعيد وسط الخضرة والطبيعة الجميلة ايه رأيكم "
كتبت أماني " احنا معاكي في اي مكان بس بالله عليكي يا ميرا مطوليش علينا "
وعدتهم أميرة بحلقة ذكر تلقيها عليهم من الصعيد ليفرحوا ويدعوا لها برحلة ممتعة .
و في الصباح المبكر بدأوا بتنزيل الحقائب بسعادة وفرح ملئ قلب أميرة وكأنها طفلة تبقى القليل على رقصها وغنائها
" احنا مسافرين احنا مسافرين "
تحدث الحج جمال وهو بجانب السيارة قائلا لحسام " لو مافيش مكان ، نخلي اميرة تسافر مع عمرو بالقطار اهو يسلوا بعض بالطريق "
رد حسام بسرعة " ليه يا خالي ، العربية من وراء كبيرة ومريحة متقلقش "
ردت ام سعاد على اخيها من داخل السيارة و قالت " يلا يا جماعه توكلوا على الله المكان فعلا واسع ، وبعدين دي فرصه عشان اريح على كتفها اما انام "
ضحكت أميرة و صعد الجميع السيارة ما عدى عمرو ، الجميل والمبهج حالة حسام وهو سعيد و فرحان بل و غرقان باحلامه السعيدة وكأنه فاز بها وكأنها ليس لها عريس ينتظر ردها عليه ، كان قد نسي كل شيء وتذكر فقط انه فاز بسفرها معه
كان يقود سيارته وهو شارد يختلس النظر لها بين الحين والآخر من المرآة الجانبية تارة والامامية تارة أخرى فمن حسن حظه جلوسها بمنتصف عمتها و أمها حين اختاروا هم الجلوس على جانبي المقعد الخلفي ، و بعد وقت ليس بكثير أخرجت أميرة السندوتشات لتعطي والديها و عمتها منهم و من بعدهم مدت يديها نحوه من خلفه و هي تقول له " ده سندوتش جبنه بطماطم ، لو مش عايز في فول و جبنة بالزعتر "
صمت اذنه عن سماعها حين تفاجئ بيدها بجانب كتفه نظر نحوها بالمرآة محاولا فهم ما يحدث حوله ، انتبه لصوت خاله الذي حدثه
" خد منها يا ابني وافطر معانا الطريق طويل "
فهم حسام انهم كانوا يتحدثون معه وان صوتها الذي سمعه قبل قليل كان موجه له هو وليس لغيره ، اخذ منها السندوتش وهو لا يعلم ما داخله حتى انه بدأ بأكله و انهائه و هو ينتبه على الطريق دون صوت منه
وكأنه أصبح بعالم اخر غير عالمهم لتأتيه مفاجأته الاخرى حين مدت يدها من جديد وهي تحدثه بصوتها " مفيش لبن كنت زودت ليك عليه "
ارتجفت يده وهو يأخذ الكوب الورقي منها لتتساقط قطرات قليلة من الشاي على بنطلونه ،
تحدث الحج جمال وقال " انتبه يا بني بالله عليك ، خلينا نوصل بخير"
ردت سمية وقالت " اقف يا حسام على جنب كمل فطارك و اشرب شايك بروقان و نكمل بعدها ، مفيش حاجة بتجري ورانا "
ابتسم حسام ردا عليهم بحديث ليس له علاقة بحديثهم " لا داعي للبن كده حلو قوي انا محتاج للشاي اكتر "
رد خاله بضحك و قال " وربنا منا مرتاحلك ، انت ناوي على ايه يا حسام ، ركز يا ابني الله يخليك في الطريق احنا اصحاب مرض و مش حمل حد يقولنا بخ "
ضحك حسام بقلبه الذي كان يرفرف من سعادته تحرك على مقعده بحماس فرحته وهو يقول لهم " جمد قلبك يا خال ده طريقنا مفيش اسهل منه "
ضحك جمال برده " ما الطريق التاني برضوا مفيش اسهل منها كلها قلبتين و طاخ و طيخ ونروح احنا بشربة مية "
تحدثت اميرة بوسط ضحكهم و قالت
" تحب تاكل كيك مع الشاي بدل السندوتشات "
( انهدي بقى حرام عليكي والله 😂😂)
اجاب الحج جمال على إبنته وقال بصوته الضاحك " كيك ايه يا بنتي بقولك قلبي مش مرتاحله اجلي الكيك مفيش اكل لحد ما نوصل ، وبعدين انتوا قلبتوها قهوة وقاعدين تعزموا على حسام وانا ماحدش افتكرني غير بنصين فول "
ضحكت ام سعاد وقالت " كفاياك يا حج ، طول نهارك تاكل و تكعبر ارحم نفسك شوية "
رد الحج جمال عليها بضحكه الذي علا " قل اعوذ برب الفلق ، مالك يا بهية فيه ايه كل ده عشان كرشي زاد شوية ، و بعدين ده طالع موضة اليومين دول مش صح يا حسام "
علت أصوات ضحكاتهم بالسيارة لتقول ندى
" انا عايزة ابقى بكرش زي جدو "
خرجت ضحكة عالية من الكل ، ردت سمية وقالت لحفيدتها " وماله كلي كتير وهو يطلع ليكي "
كان الوقت جميل وخفيف لدرجة انهم لم يشعروا بطوله من كثر ضحكهم و كلامهم الجميل وقبل وصولهم ناموا قليلا ، استغلت ندى الوضع و نامت على أرجلهم و كأن ارجلهم فراش خاص لها
.........
في الجامعة
كانت الفتيات يبكون بعدما علموا بخبر وفاة شيماء و ايجاد جثتها بالنيل ، كانت صدمة كبيرة للجميع وخصوصا أهلها الذين انهاروا و حزنوا عليها
مع الاسف اضطر اباها ان يوقع على محضر محتواه ان ابنته مريضة نفسية وانتحرت بعد العلاج الذي لم يأتي بنتيجة معها ، لم يصدق احد من اصدقائها هذه القصة لقد كانوا جميعهم يتحدثون عن شاب غني والده صاحب نفوذ كبير كان يضغط عليها و يحاول أن يقترب منها ،اخذ الشاب ملاذه وما اشتهاه من الفتاة التي فارقت الحياة نتيجة دفاعها عن نفسها و لانه ابن رجل مهم ذو سيادة بالدولة تم التستر على الجريمة و لم يذكر حتى اسم الشاب بالمحضر
( مع الاسف القصة حقيقية ، ومع الاسف اكثر انها تتكرر كثيرا )
...
في محافظة أسوان
كانت ام حسام ترحب باختها و اخيها وعائلته بالاحضان ، أقتربت هويدا من اميرة وهي تحضنها وتقول لها " أهلا بعروستنا الحلوة ، وحشتيني يا بت يا اميرة "
اقتربت سهام واتحضنت خالتها وهي تقول بنبرة صعيدية " وحشتونا والله ، البلد كليتها نورت بيكم وبوجودكم حدانا "
مال حسام على اخته هويدا متحدثا بصوت منخفض قائلا لها " خلي اختك تقلب المحطة مينفعش حدانا ديه خالص معاهم "
ابتسمت هويدا وهي تنظر على اختها مجيبة على اخيها بصوت لا يسمعه غيره " انسى مقدرش أوعدك ديه لو اسوان كلها غيرت الارسال ، سهام هتفضل على نفس المحطة "
اقتربت سمية من هويدا قائلة لها " ما شاء الله على الاولاد ربنا يبارك لكم فيهم "
استغرب حسام وهو ينظر حوله قائلا
" صحيح ، هما فين الولاد "
اشارت هويدا بيدها نحو الاولاد الذين كانوا يجلسون بادب جانبا و قالت
" اخص عليك يا خالو كده مخدتش بالك من عصافير الجنة بتوعنا "
نظر حسام خلف خاله جمال ليتفاجأ بأولاد اخواته جالسين مؤدبين ينظرون عليه ويبتسموا
ضحك مازحا " هما العيال شاربين حاجة وله تعبانين "
نظر عليهم مرة أخرى قائلا لهم " ايه مش مشتاقين لخالو حسام تسلموا عليه "
لم يكمل حسام كلامه حتى وجدهم يركضون نحوه ليقفز واحد عليه كي يحتضنه والآخر يتعلق بكتفه و الاخير يشده من يده كي يتسلق عليه
ضحكت سهام و قالت بالصعيدي
" انت الي جبته لنفسك احنا كنا مقعدينهم بالعافية"
ضحك الحج جمال وقال لهم " ربنا يبارك فيهم هما الاولاد كده بيحبوا اللعب والتنطيط "
اقتربت ندى من اميرة و رفعت يديها للاعلى كي تحملها مالت عليها لتحملها قائلة " ايه غيرتي منهم وله ايه"
كانت الفرحة جميلة مبهجة تحرك البنات مع امهم لكي يحضروا سفرة الطعام
تفاجأت اميرة بندى نامت على كتفها ، استغربت وقالت " غريبة مع انها نامت كتير بس اكيد من الطريق ده حتى انا حاسة اني بهتز لحد دلوقتي "
عادت هويدا للصالون لتتحدث مع حسام لتجده يحدث أميرة قائلا " كده كتفك هيتعبك ، تقدري تنيميها جوه لو عايزه "
نظرت على اخوها وبعدها نظرت على اميرة وقالت " مالك يا اميرة محسساني انك ضيفة ، ادخلي يا حبيبتي نيميها جوه خليها ترتاح على السرير "
تفاجأت من اخيها وهو يكمل حديثه لابنة خالها قائلا " هاتيها عنك انا هدخلها و اريح جنبها شوية لحد ما يخلصوا تحضير السفرة "
تحدثت هويدا وهي تقول له " لا خليها هي تدخلها وانت تعالى معايا ، في حاجة عايزاك تساعدني بتحريكها "
سحبته من يده و عادت به للمطبخ وهي تغمز له و تقول " خير يا طير، انت مالك بكتف البنت و له راحتها "
رد حسام بضيق " بقولك ايه انا مش فاضي ليكي ، خلصي عايزه ايه "
ابتسمت هويدا و قالت " ايوة كدة هو ده حسام اخويا "
دخلت المطبخ و توقفت بجانب برميل كبير لونه ازرق وهي تقول " يا له شيل "
همَ ليرد عليها لولا رؤيته لزوجة خاله تقترب منهم ليغير كلامه و يرد على اخته قائلا
" عايزة ايه يا حبيبتي انا مش فاهم" و نظر لها نظرات تحذيرية
ردت هويدا بصوت منخفض
" ياحلاوة ياولاد شكلنا هننبسط قوي "
و علت صوتها مكملة " معلش يا حسام يا حبيبي افتحه ليا عشان علق ومش راضي يفتح معايا "
و عكس ما أراد فعله ابتسم لها وبدأ يفتح البرميل لتكمل هي كلامها بضحك " ربنا يخليك ليا ياحبيبي ، معرفش من غيرك كنا فتحناه ازاي البرميل "
رفع الغطاء و تركه على الجانب وهو يحدثها بصوت خرج من بين نواجذه " اعيش وافتحلك راسك اقصد البرميل يا حبيبتي "
رجع خطوات ليتفاجأ باميرة خلفه تضحك على ما قاله لاخته ، التفتت هويدا لاميرة وقالت
" شوفتي الحب الكبير بيني وبين اخويا حبيبي بذمتك هو في حب زي كده "
هزت اميره راسها و هي ترد بضحك
" بصراحة حب قوي لدرجة فتح الراس مشفتش"
وضحكت اكثر مكملة " ولا عايزه اشوف "
اقتربت سهام من اختها وهي تحدثها بضيق
" يبعتلك الهنا يا هويدا احنا بنغرف الاكل وانتي واجفة تضحكي ولا على بالك الدنيا "
تحركت هويدا و هي ترد على اختها " كنت بجيب الطرشي من البرميل "
تحدثت اميرة لسهام قائلة " انا ممكن اساعدك قولي لي اعمل ايه معاكم "
ردت سهام وقالت باللهجة الصعيدية
" متشكرين يا عسل اجعدي انتي بالصالون واحنا هنعمل كلتها حاجة ، كفاية عليكم تعب الطريق "
تحدث حسام وهو بيأكد على كلام اخته بعدما ابتعدت عنهم وقال " سهام عندها حق ، ارتاحي انتي وهما هيخلصوا كل حاجة "
ردت عليه بخجل و وجه مبتسم
" انا مش تعبانه ، اقدر اساعدهم كفايه انهم جهزوا كل ده لوحدهم "
اقتربت هويدا منهم مرة اخرى و سحبت اميرة من ذراعها وقالت " اه والله ياحبيبتي تعالي ساعدينا دنا من الصبح وانا متبهدلة بينهم "
اتى حسام ليعترض ولكنه لم يستطيع فكانت هويدا اسرع منه بسحبها لاميرة و كلامها السريع الذي اشتركت فيه امه و خالته ام سعاد
نظرت الام سمية لحسام وسألته
" هو انت كلمت عمرو امتى اخر مرة ، اصل انا بتصل بيه و موبيله مقفول "
أتى صوت صراخ عالي من الخارج تحدثت ام سعاد وقالت " خير يا ولاد وحدوا الله "
حاولت ام سعاد الفصل بين الأولاد وهي تقول
" ميصحش تضرب اخوك كده ، لا يا سيف خليك انت الكبير ومتردش عليه "
اقتربت سهام منهم وهي رافعه معلقة غرف الطعام الكبيرة قائلة للاولاد بحزم
" بتعملوا ايه هنا اطلعوا اتعاركوا بره احسن يقع عليكم الاكل "
استغربت سمية من كلام سهام ، رد حسام وقال " شحن موبايله خلص ، بس متقلقيش ساعة بالكتير و يكون وصل ، ابن عن هينتظره بالمحطة وهيجيبه معاه وهو راجع "
ردت هويدا وقالت " وانا زوجي الغلبان هيرجع امتى "
ردت امها عليها " كلمني من شوي وقال هيتأخر لحد ما يسلم طلبية اللبن كليتها "
علا صوت صراخ الاولاد مرة اخرى ولكن هذه المرة كان مصحوب ببكاء ، تحرك حسام و خرج من المطبخ وهو يقول لاخواته بغضب
" لو أكلوا بعض محدش فيكم هيتحرك "
استغرب جمال من تأخرهم بتحضير السفرة ولكن عند اجتماعهم على سفرة الطعام و رؤيته لتنوع وجمال الأصناف علم السبب متحدثا
" ايه ده كله يا ام حسام ليه التعب والتكاليف دي كلها هو احنا اغراب "
ردت ام حسام وهي توزع اللحمة البلدي عليهم
" تعب ايه يا حاج هو احنا عملنا حاجه ، وبعدين الاغراب احسن منكم وله ايه "
تحدثت سهام لتشارك بالحديث
" والله يا خال ده زارنا النبي النهارده ، ده لو في نار فاضيه كنت عملت ليكم باشاميل وكشك بس ملحوقه ان شاءالله "
ردت هويدا بصوت منخفض " الحمدلله انه مكنش في نار، قطعتوا نفسي من الصبح "
ابتسمت اميره مما سمعته ، ومن الاسفل حرك حسام قدمه ليركل قدم هويدا التي كانت تجلس بجانبه .
ابتسمت هويدا وقالت
" امسك يا حسام يا حبيبي الطبق ده واديه لأيمن عشان ياكل هيفرح قوي اما ياخده من ايدك "
نظر لها بغيظ و أدار رأسه لينادي على الصغير قائلا " تعالى يا ايمن خد طبقك يا خالو "
استغلت هويدا وضع حسام المطيع و الضيوف و ظلت تضغط عليه وتطلب منه ان يهتم بابنها و يعطيه الطعام
تحدثت ام حسام وهي تنظر على طبق اميرة
" انتي مبتكليش ليه يا بنتي ، هو الاكل مش عجبك وله ايه "
ردت اميره بلطف " لا والله يا عمتي الاكل جميل قوي، بس انتوا اللي حاطين كتير قوي قدامي "
ردت سهام وقالت " مش كتير، وبعدين انتي لازم تتغذي وتربربي عشان تعجبي العريس "
خرج رد سميه السريع على سهام
" عجبه عفريت يأكله هو و امه "
ضحك الجميع على ما قالته همت سهام ومدت يديها بطبق اميره لكي تقطع لها اللحمة، رفضت اميرة وهي تخبرها بعدم حبها للحم الأحمر
لم تعجب ام حسام بما قالته تحدثت لترد عليها
" مفيش حاجه اسمها مبتحبيش هتكلي لحمتك يعني هتكليها ، وبعدين ده دبح مزرعتنا يعني هتكون مختلفة متخافيش دي طعمها زي الموز "
شكرت اميرة عمتها وقالت " انا عارفه انها جميلة كفايه انك انت الي طبخاها، بس بجد انا مش بتحمل اكلها "
ضغطت سهام عليها ووضعت قطعة لحم في فمها ، مالت اميرة لتبعد عنها وهي تعتذر من جديد
و بدون ما يشعر تحدث حسام بضيق وقال
" جرى ايه يا سهام خليها براحتها، قالت ليكم مش بتحبها "
شكرت سمية بطبخ البامية كما شكر جمال بالملوخية المجففة وقال " انا كان نفسي فيها قوي "
لتتحدث ام سعاد من بعدهم مبدية إعجابها باللحم البلدي جدا وارجعت سر جمال الطبخ لجمال طعم شوربتها .
وقف جمال حامدا الله على نعمه شاكرا اخته و بناتها على تعبهم و تحرك ليغسل يديه لتقف من بعده الام سميه لتساعدهم بنقل الأطباق ، رفضت ام حسام بشدة وأقسمت عليها هي وام سعاد ان يجلسوا و يرتاحوا قائلة
" البنات موجودين هيجمعوا الاطباق و ينظفوا كل شيء "
قامت اميرة ونقلت معاهم الاطباق ، كانت هويدا تتكلم بصوت عالي وهي تنضف مكان الاولاد و تقول لهم " اغسلوا أيديكم و روحوا اقعدوا جنب خالكم حسام "
طلبت سهام من اميرة بعد انتهائهم من نقل الاطباق أن تذهب هي ايضا لتغسل يديها و تجلس وهم يكملوا البقية ، وبرغم انها رفضت الا انهم استطاعوا إخراجها من المطبخ
و بالممر الصغير امام الحمام المجاور للمطبخ كان من حظ حسام الانفراد بأميرة لدقائق صغيرة سألها بها عن رأيها بالبلد ، ابتسمت بخجل وقالت له " هو انا اول مره اجي البلد وله ايه وبعدين انا قولتلك اني بحبها قوي "
فرح حسام و تحمس قائلا
" وهي كمان بتحبك قوي "
خجلت اميرة من عيونه و همت لتتحرك لولا تحدثه السريع " نامي و ريحي كويس النهاردة عشان بكرا اخدك نلف شوية بالبلد اقصد اخدكم ونلف "
فرحت اميرة وطلبت منه ان يذهبوا لزيارة متحف النوبة و معبد ابو سمبل لانها تريد ان تراهم على الطبيعة
رد عليها بصوت خرج من قلبه وعيون املأت المكان من حولهم بالقلوب قائلا
" انتي بس احلمي و اطلبي واحنا نروح المكان اللي نفسك فيه "
لم تستطع الرد عليه من سرعة دقات قلبها وخجلها من عيونه ونبرة صوته ابتسمت بنفس خجلها وتحركت لتسلب عقله وهي تقول
" شكرا ليك "
ظل بمكانه ينظر لها بعيونه الفرحة وقلبه الذي كان يرقص من فرحته لدرجة اقسم القدر انها لو طالت وقفتها قليلا بجانبه لكان اعترف لها بجمال حبه
و بينما هو غارق بحبه و بسعادته لم ينتبه ممن اقتربت و وقفت بجانبه و هي تنظر لما تنظر عينه قائلة له " احلمي واطلبي و ارتاحي واقعدي ، وعيون مش قاد تبعد عنها "
تفاجأ حسام بهويدا نظر لعيونها التي غمزت له قائلا " خير مالك بتتكلمي كده ليه "
ردت هويدا عليه بثقة وقالت
" تدفع كام و افركش لك الجوازة"
استغرب حسام من كلامها و اصطنع عدم فهمه لما سمعه من اخته قائلا " تبوظي ايه ، واي جوازه تقصدي ، بصي يا هويدا انا تعبان و مش فايق للهزار النهاردة "
ردت هويدا وهي تتحرك لتعود للمطبخ
" طيب براحتك اروح انا احضر النسكافيه والحلويات لزوم السهر أصل سهام حالفة متنمش النهاردة غير وهي مخلصة موضوع العريس والعروسة عشان نفرح ونهيص مش بعيد نصحى الصبح نلاقيه معزوم عندنا "
وضع يده على كتف اخته بقوة صدمته مما سمع " عريس ايه الي يتعزم عندنا والله اهرب بدون رجعه "
غمزت هويدا وقالت " هاااا هتدفع كااام "
تحدث بضيق ليهرب منها
" بجد انا مش فاهم عليكي "
تحركت ملامح وجهها لتشاركها ردها على اخيها " معاك حق انت بجد تعبان روح ريح انت وانا بكرا هفهمك وله اقولك انت هتفهم لوحدك اما تلاقي العريس مشرف عندنا عشان يتفسح هو و اميرة "
رد بقوة " اقسم بالله لو شوفت طرف رجله في البيت لاسيب لكم البلد باللي فيها و اهرب ما حد يعرف لي طريق رجعة "
ضحكت هويدا غامزه له بعينيها
" كل ده شايلة بقلبك وساكت يا حبة عين و قلب اختك "
( وقعنا بالفخ 🤣 واخيرا جه الي يخلص حقنا من حسام و وضعه الصامت 😂😂هرمناااا والله )
صُدم حسام من كلام اخته و غمزاتها له ، تحرك لكي يهرب منها وهو يقول
" انا مش فاهم انتي بتتكلمي على ايه، بس بجد لو حضرتوا العفريت متنادوش عليا عشان اصرفه "
عقدت هويدا حواجبها و ضمت فمها ناحية الشمال وهي تقول " يا ستار يارب للدرجة دي، انا بفتكر خالتي سمية بتقول كده عشان تطفشه "
ابتسم حسام و قال
" ده هي كدة كرماه على الآخر "
هم ليكمل سيره ويتركها لولا تعجبها الذي تحدثت به مجددا " آمال خالتي بهية رافعاه السما و بتقول انه مظلوم بسبب امه وخالته بأول زيارة"
رد حسام عليها بصوت منخفض
" انا تعبان جدا من الطريق ، هروح اقعد مع خالي لحد ما عمرو يوصل مع زوج سهام واسيبهم معاه وانام "
نظرت هويدا لساعة هاتفها وقالت " انا بعمل نسكافية اعملك معانا "
رد وهو يحك عينه بيده " لا نسكافيه ايه اللي بالوقت ده، و بلاش تعملي ليهم عشان يعرفوا يناموا "
ضحكت هويدا وردت عليه
" امال انا بقولك ايه من الصبح ، سهام أختك و خالتي بهية حالفين ما يناموا غير لما يجمعوا اميرة بالعريس و كمان يعزموه حدانا يومين عشان ياخدوا على بعض "
ضاق صدر حسام و ابتعد عن اخته وهو يقول
" انتوا احرار اعملوا الي عايزينه ، وانتي بلاش تقلبي المحطة كتير كفاية سهام اختك "
استغربت هويدا من رده و ضيقه عادت للمطبخ لتحضر النسكافيه وهي تفكر بحالته و وجهه السعيد وهو ينظر لاميره ويحدثها بانسجام وفرح .
عاد حسام للمجلس الكبير وهو يستمع لخاله يتحدث بالهاتف قائلا " لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، الله يرحمك يا حاج صابر والله كان راجل طيب و اصيل رحمة ونور تنزل عليه "
استغرب ونظر لأمه وهو يسألها بصوت منخفض " هو مين اللي اتوفى يامه "
ردت عليه أمه
" ابو زهرة مرات عمرو عطاك عمره "
كان الجميع يستمع للحج جمال وهو يقول لأبنه
" ازاي ترجع وانت لسه واصل ، تعال ارتاح والفجر ابقى ارجع تاني عشان تاخد ندى معاك لامها "
ردت سمية وقالت " اه بلاش يرجع على طول ، كفاية عليه تعب النهاردة يرتاح ويرجع بكرا ، وكمان بلاش حكاية ندى ديه محدش هيكون فايق لرعايتها هناك "
كانت ام سعاد وام حسام يؤيدوا ما قالته سمية ، ولكنهم صمتوا بالنهاية احتراما لرغبة عمرو ا في الوقوف بجانب زوجته بهذا الوقت الصعب
رد والده عليه وقال " انت عندك حق يا ابني مينفعش تسيبها في وقت زي ده ، ربنا يهديكم لبعض روح يا ابني وخد بالك منها وطبطب عليها ، وابقى طمني عليك اما توصل"
نظر الحاج جمال لزوجته بعد ما انهى المكالمة وقال " جت من عند ربنا ، يمكن يكون ده سبب رجوعهم، مع اني زعلت على الراجل الاصيل ده "
سألت أم حسام اخوها جمال قائلة " هو مات من ايه يا خوي ، كان تعبان وله موت فجأة "
رد حسام على امه وقال " كان عمرو قالي مرة انه تعبان وحالته متأخرة من شهور "
اكد خاله جمال على كلامه و قال " ايوه فعلا هو بقاله سنتين تعبان ، من ساعة ما وقع وهو بيتوضى في الحمام و التعب مش سايبه من شكوى لشكوى لحد ما تدهورت حالته "
وصلت هويدا للصالون و معها صينية النسكافية قربتها لزوجة خالها سمية التي رفضت هي والحاج جمال ان يشاركوهم شربه و تحركوا لكي يناموا ، بحثت هويدا بعينيها عن اميرة لتقول بعدها
" امال فين عروستنا ، وفين سهام ، خير يا بهية خليتيني اعمل النسكافيه على الفاضي "
وقف حسام هو الآخر مجيب على هويدا وهو يشمت بها
" اشربيه انتي بقى بالهنا والشفا، وبعدين اسمها خالتي مش بهية اتعدلي بالكلام "
دخلت سهام الصالون ، لتقول ام سعاد
" اهي جت سهام اتبقت اميرة ونبدأ السهرة ، وبعدين يا حسام انا بحب اسمع منها اسمي بالشكل ده اخرج انت منها "
ضحكت ام حسام وقالت " لا سهرة مين مع نفسيكم انا هنام مش بجدر على السهر ولا بحب النسكافية بتاعكم ده ، وانتي يا بت يا هويدا اسمعي كلام اخوكي و اتلمي لالمك آني "
جلست سهام بجانب خالتها و هي ترد على والدتها " روحي يامه نامي وارتاحي واحنا هنسهر مع خالتي و اميرة و ان شاء الله نجدر على عروستنا و نفرح كلياتنا "
ردت سمية وهي تتحرك وراء زوجها
" يا رب ما تعقل ، هي عجباني كده ربنا يكملها بجنونها "
تفرق الجميع وما زال حسام واقفا بمكانه منتظر خروج اميرة من غرفة الضيوف الصغيرة التي كان بابها مفتوح على الصالون وكأنها جزء متفرع منه
نظرت هويدا عليه لتتحدث بلؤم قائلة
" عايز حاجة يا حسام "
هز رأسه و قال لها " لا شكرا انا هروح انام تصبحوا على خير"
رد الجميع عليه " وانت من اهل الخير " لم يتحرك من مكانه ظل صامتا ثابتا لتستغرب سهام من حالته تحدثت لتقول له
" بقولك ايه يا خوي ما تجعد معانا شوية النوم مش هيطير "
انتبه لها متحركا للخارج
" لا انا تعبان و محتاج انام "
حزن حسام و ذهب بالفعل لينام وهو غاضب من تدخل اخواته و اتفاقهم مع خالتهم بإقناع اميرة بالموافقة على العريس و رغبتهم بأستضافته لديهم بالبلد لتتم فرحتهم .
خرجت هويدا من غرفة الضيافة بعد ان دخلت لترى سبب تأخر عروستهم كما ينعتوها قائلة لهم " دي البت ميرا نامت جنب ندى "
ردت خالتها عليها " اوعوا تكونوا قولتوا ليها اننا هنكلمها على العريس "
أنكرت سهام قائلة باللهجة الصعيدية
" متجوليش كده يا خالتي ، هو احنا خرب عجلنا عشان نخبرها ، و زي ما جولتي لينا الموضوع انتي هتفتحيه واحنا نكمل من بعديكي "
رجعت هويدا وجلست معهم قائلة
" ديه حتى مغيرتش هدومها نامت زي ما هي"
ردت ام سعاد " لعله خير بكرا نحاول نزنقها ونقعد معاها فوق ببيت وحدة منكم على روقان "
نظرت هويدا لأختها وقالت
" صحيح يا سهام هو ايمن فين "
ردت سهام وقالت " والله انتي حلال فيكي الدبح ، دلوجيت افتكرتي ولدك "
ضحكت هويدا، لتقول ام سعاد
" الله يكملك بعقلك يا سهام ، معلش يا بنتي اكسبي ثواب بالغلبان ده و خودي بالك انتي منه"
حزنت هويدا وقالت " والله انتوا ظالمني ، مش كنت بوضب المطبخ و بلاحج على الطلبات وبعملكوا النسكافيه "
خجلت سهام من خالتها لتقول لاختها
" خلاص انهدي يا وابور خربان فتح من غير سد ، وبعدين هو طلب ينام مع الاولاد وانا نيمتهم كلياتهم مع بعض ، وإلا كنتي لاجيتيهم فوج راسنا لحد دلوجيت "
قامت ام سعاد وهي تتثاءب من نعسها ، لتقول سهام
" على فين يا خالتي لسه مجعدناش معاكي "
ردت عليها بصوت متعب " اسيبكم تتعاركوا وبكرا نكمل تعبت ، شكل الواحد كبر قبل معاده "
ضحكت هويدا وقالت " يا حلاوتك يا بهية وانتي بتعترفي بسنك قدامنا "
ضربتها خالتها على كتفها وقالت
" سن مين يا بنت انا اصغر منكم كلكم ، بس هو الطريق بتاعكم طويل ومكنش راضي يخلص هلكنا على بال ما وصلنا "
ردت سهام وقالت " معاكي حج يا خالتي ، نامي و ارتاحي و الصباح رباح "
...........
كان عمرو بطريق العودة يفكر بالاتصال على زوجته ولكنه لا يعلم من أين يبدأ حديثه وكيف وماذا سيقول ، وايضا معرفته بمدى حبها لأبيها جعله خائف من سماع صوت بكائها و حزنها الذي سيكون بالتأكيد كبير بقدر محبتها له
مرت ساعات الليل بسكون وهدوء على الجميع ماعدا اميرة التي استيقظت في منتصف الليل على بكاء ندى ، اخذتها بحضنها وهي تحنو عليها وتحاول تهدئتها لتنام مرة أخرى ، طلبت ندى الذهاب الي الحمام اخذتها عمتها و خرجت بها وهي تسير بصعوبة من نعاسها
تقيئت ندى بالحمام واصبحت تبكي أثناء تنظيف عمتها ليدها و وجهها بل و زاد بكاءها عندما تركتها اميرة لتنظف مكان تقيئها
قلق حسام بنومه كان يتقلب وهو يسمع صوتهم الذي تسلل لاحلامه لم ينتبه بأول الأمر و عند وضوح صوتهما وخاصة أن غرفته كانت الاقرب لجهة المطبخ والحمام ، قام وخرج من الغرفة ليتأكد مما سمعه ان كان حقيقي ام خيال ، وجدها بالفعل بالمطبخ تهز ندى النائمة على كتفها وهي تسخن لها الماء
اصدر حسام صوت شبيه بالسعال ليشعرها بوجوده قبل دخوله عليهم ، التفتت اميرة ونظرت عليه قائلة بضيق "
انا اسفه والله اكيد صوتها قلقك "
دخل المطبخ وهو يحك رأسه من ورائه وقال " خير مالها بتبكي كده ليه "
واقترب من رأس ندى ليقول لها " تعالي معايا قوليلي عايزه ايه "
رفضت ندى ترك عمتها وامسكت بها اكثر بصوت زاد بكاءه مرددة " ماما ، ماما "
دمعت عين اميرة واقتربت بسرعة من البتوجاز وأغلقت ناره وهي تقول لها
" حاضر يا ندى ماما هتيجي ، بس اشربي الينسون وبعدها هي هتيجي على طول "
نظر حسام لشاي الينسون و قال " هو انتي ملاقتيش غير البتاع ده تعمليه ليها استني انا هدفي لها كوباية حليب ، ولا اقولك هي متغدتش معانا ممكن تكون بتعيط عشان جعانه "
نظرت اميرة لندى وسألتها
" انتي جعانه احطلك اكل"
لم ترد عليها كانت تبكي مغلقة عينيها ، هزت اميرة رأسها بخوف و قالت لحسام
" كده مينفعش انا هتصل بعمرو يصحى عشان يسكتها وكمان هي رجعت في الحمام من شويه اخاف تكون تعبانة وانا مش بعرف اتصرف بالمواقف دي "
وبصوت منخفض رد حسام عليها و قال بصوت منخفض " عمرو رجع القاهرة تاني ، اصل والدها اتوفى "
فهمت اميرة انه والد زهرة وخاصة أن حسام لم يذكر اسمه و اكتفى ان يشير بعينه على الطفلة
تحركت أميرة و قالت
" لا إله إلا الله ، يبقى كده مفيش غير اصحي ماما عشان تشوفها "
انتبهت اميرة من حركة ندى التي توحي بأنها ستتقيء مرة أخرى ركضت بها نحو الحمام وقبل وصولها إلى الباب تقيأت ندى مرة ثانية وهي تبكي متألمة من معدتها الفارغة .
اتصل حسام بهويدا و أيقظها من نومها وهو يخبرها بوضع ندى وطلب منها ان تأتي إليهم لتساعد اميرة دون ان تصدر صوت حتى لا ينتبه احد ويستيقظ بهذا الوقت
وبالفعل نزلت هويدا ومعها مهدئ للقيء وخافض للحرارة اخذت ندى الدواء بصعوبة كبيرة ، وبعد محاولات كثيرة شربت ندى نصف كوب الينسون الدافئ ونامت بحضن عمتها بعد زن وبكاء متواصل .
عاد حسام اليهم بعد ان صلى الفجر ليجد اخته نائمة على الاريكة و على الجانب الاخر رأى اميرة نائمة وهي نائمة على المقعد و بحضنها الصغيرة
اقترب من اخته و هو يقول لنفسه
" مينفعش اصحيها دلوقتي هتصرخ من الخضة و تصحي البيت كله "
تحرك و اقترب من اميرة قائلا بصوت منخفض " اميرة ، اميرة " تحدثت اميرة بنومتها قائلة
" هتيجي كمان شوية بابا راح يجيبها " و عادت لهز الطفلة بحضنها
ابتسم وهو يستمع لها ، حدثها مجددا
" ده انا يا اميرة ، ماينفعش تنامي هنا قومي نامي في مكانك "
خرج صوتها مجددا ولكن هذه المرة دون كلمات فقط كانت تهز ندى وتقول
" ننننننننن ، اووووووووو، وووووووووو" ضحك وجهه اكثر و هو يتأملها شاردا في جمالها ، ما زال لا يعلم ما يفعله لأجل ايقاظها كي تعود للنوم بمكانها ، و بهذه اللحظة كادت ان تخرج ضحكة عالية من هويدا التي كانت تمثل نومها على أخيها لتراقبه وتشاهد فرحته وطيران عقله أمام حبيبته.
تحركت هويدا وهي مغلقة عينيها ممثلة نعاسها لتستقيم بمكانها ، إقترب حسام منها وقال
" كويس انك صحيتي، يلا قومي اطلعي بيتك كفاية عليكي كده النهاردة و بالمرة صحي اميرة هي كمان عشان تنام في مكانها "
وبضحكة خفية قامت هويدا لتوقظ بنت خالها، اقترب حسام منها و قال لها
" هاتي ندى عنك ادخلها انا جوه "
رفضت أميرة وهي خائفة من أن تستيقظ مجددا
دخلت غرفتها واغلقت الباب خلفها وكان هذا اخر شئ شعرت به قبل أن تغرق بنومها مرة اخرى
وقبل خروج هويدا من باب المنزل مدت يدها بالمفتاح ناحية حسام وقالت
" اخ مش قادرة ، تعالى ياحسام وصلني لفوق اصل المفتاح تقيل على ايدي ومش قادرة احمله"
😂😂😂😂
هويدا دي سكر ههههههه