رواية حــيـاتــي
بقلم أمل محمد الكاشف
دراما اجتماعية رومانسية
تقع الاحداث في دولة تركيا حيث مكان وجنسية ابطالها الاتراك
امسكته نعمة الله من ذراعه لتخرجه وهي تقول
" لا تجعله يثور علينا جميعا . اكسر الشر واسرع بخروجك إليه "
فتح الباب ليخرج وهو يحدثهم بضحك
" تذكروني بالخير "
سمعا صوت انطلاق السيارة بسرعة كبيرة فور صعود عارف بها ، تحدثت ياسمين قائلة بضحك
" من أين أتيتِ به .. انتظري لا تجيبي سانام أنا والأولاد في غرفة الضيوف وسنكمل حديثنا حين نستيقظ "
تحركت اوزجي متوجهة نحو غرفتها بعد ذهاب ياسمين لتكمل نومها تنظر لنفسها وهي تقول
" ما بها بيجامتي على الاقل انام براحة اكثر"
دخلت الغرفة واقتربت من الفراش لتتذكر كيفية استيقاظهم. نامت على الفراش بوجه يهيمن عليه الخجل والدلال ، ظلت تنظر لوسادته متذكره كلامه الجميل حتى عادت لنومها مرة اخرى.
.............
وصل الرجال للميناء البحري ، أيقظ سفر صهرهم الذي نام أثناء الطريق ليعلمه انهم وصلوا.
نزل عارف من السيارة و عيونه تتمتع بجمال ما يرى امامه . صيادون بكل مكان يستعدون للأبحار ، وهناك عدة سفن كبيره ومراكب تتهيء للإبحار ، كما ان اشعة الشمس بدأت بالتسلل شئيا فشيء لتزيد من جمال المشهد أمامه وكأنهم يتلألؤون بسيرهم على الرمال تحت اشعتها الذهبية .
ارتدي سفر و باقي الصيادين جاكيتات واحذية خاصة بالصيد على المركب الكبير خاصتهم ، كما ارتدى عارف مثلهم وهو ينظر نحوهم تارة و لكل الإرجاء تارة أخرى كمن يريد نحت ما يره بعقله.
بدء سفر شرح للصهر ما عليه فعله وكيف سيعملون كفريق واحد للحصول على افضل صيد .
...........................
مرت عدة ساعات استيقظت أوزجي و ياسمين وبدأوا بتحضير الفطور كي يتناوله في الحديقة، طلبت نعمة الله من ياسمين تحضير البيض على طريقتها الخاصة ، فرحت أوزجي مادحة في جميع ما تعده ياسمين من أطعمة.
كان فطورًا جميلًا اهتمت ياسمين خلاله بإطعام ابنتها الصغيرة أما اوزجي تولت اطعام الطفل الأكبر سليمان.
أكملت أوزجي و ياسمين إطعام الأطفال بالحديقة ناظرين نحو الأطفال وهم يلعبون بالقرب منهم
تحركت أم اوزجي قائلة
" اشعر أنني بحاجة للراحة سأدخل لأنام ساعة إضافية واعود اليكم لنكمل يومنا ونرى ماذا سنعد للعشاء" .
ردت ياسمين وقالت " نحن سنتناول عشائنا عند أمي لقد وعدناها وستأتي أسما وسيما أيضا".
ردت أوزجي قائلة
" كم اشتقت إليهم، لم أراهم منذ وقت بعيد"
_ " انت محقة يابنتي وانا ايضا اشتقت إليهم .. تذكرت الان …
نظرت الأم لياسمين وقالت
"أخبرتني امك أنهم سيصلون بوقت متأخر.... ان كان هناك نصيب سآتي أنا وأوزجي لزياتهم صباح الغد "
هزت اوزجي رأسها قائلة بفرح
" كم هو جميل ان نجتمع كسابق عهدنا "
تركتهم نعمة الله وهي تقول
" سأدخل انا قبل ان يذهب نومي فكما تعلمون ان لم اخذ حصتي الكافية من النوم لن استطيع اكمال يومي بنشاط "
انتظرت ياسمين دخول خالتها المنزل لتنظر لاوزجي وهي مبتسمه غامزة بعيونها قائلة
" أخبريني ما الأمر. ما هذه الحالة التي انتم عليها. وكأنكم متزوجون حديثًا. لا حتى هذا كثير عليكما. اعتقدت أنكما مخطوبين للتو هكذا اقرب لحالتكم "
دافعت أوزجي عن ملابسها
" كل هذا لأنكِ رأيتني بالبيجامة. وايضا ما بها بجامتي البيضاء خفيفة و قطنية و مريحة "
حدثتها وهي تتجنب النظر بعيونها كي لا تفهم ما بداخلها كعادة ياسمين التي ردت قائلة
" يعني تريدي ان تقنعيني انكِ تنامين بجانب جوتشي مصمم الازياء المشهور و الذي يتعامل مع نساء فائقات الجمال بالبيجامة القطنية المريحة "
صمتت ياسمين وهي تنظر للأطفال ثم حركت مقعدها لتقربه من ابنة خالتها مكملة
" عليكِ ان تأخذي حذركِ فرجل كهذا تحوم النساء حوله كالنحل حول العسل ليكسبوا رضاه، ستجدين نفسكِ فاجأة بدونه كما حدث مع.. "
نظرت اوزجي نحوها بعيون متسعه لتسرع ياسمين باعتذارها لها وهي تخبرها انها لم تقصد احزانها وأنها تريد مصلحتها .
ضاق صدر أوزجي وخاصة عندما تذكرت ذلك
الدنيء مجيبة عليها بصوت مختنق قائلة
" ولكني لم اقصر بالمرة السابقة ، فعلت كل شيء لأجله خارج وداخل المنزل . تحملت كل شيء لأجل ما كنت اسميه حب، أسامح و اعطي بلا حدود ولكن بالأخير النتيجة واحدة من يريد غيركِ سيترككِ وان كنتي ملكة.... "
نزلت دمعه من عيون أوزجي وهي تكمل
" لا اقول أنني كاملة وأنني لم اقصر ولكنني كنت اعطي كل شيء بدون مقابل. كنت اتحمل كل شيء سيء من عائلته دون انتظار أي اعتذار منه. لستُ انا المخطئة ان كان هناك نقص كان أتى كالرجال ووقف بوجهي وقال انا اريدكِ هكذا ولا اريد هذا ولكنه اختار طريقه مبتذلة ورحل وكأن شيءً لم يكن وكأننا كنا نعيش بلعبه عندما قدمت ذهب للبحث عن غيرها"
حزنت ياسمين لشعورها بتالم ابنة خالتها
بنار الخيانة ولكن حزنت اكثر انها السبب بتذكرها هذا ، وقفت اوزجي وهي تقول
" سادخل لأسكب لي الشاي هل اضع لكِ ايضا "
وافقت ياسمين
" ولكن لا تتأخري لا استطيع ترك الاطفال والقدوم إليكِ"
...........................
وقف جانبًا ممسكًا بهاتفه مندمج بكتابة رسالة
محتواها
" صباح الخير يا نورس قلبي العاشق لعيناكِ"
نادت ياسمين على أوزجي لتعلمها بوصول رسائل لهاتفها، عادت بالشاي وهي تجيب ابنة خالتها
" لم أتأخر سكبت الشاي بالكؤوس وأتيت"
نظرت ياسمين لاوزجي وهي تشرب الشاي غامزة بعينيها، استغربت مما تفعله متسائلة
" ما بكِ"
لتنظر ياسمين نحو الهاتف قائلة
" أتتكِ عدة رسائل متتالية "
ردت عليها بلا اهتمام
"غير مهم سأنظر لهم بوقت اخر لا اريد الان "
مكملة شرب الشاي
_ " اعتقد انها مهمه ام انكِ تقولين انا لم اشتاق إليه كما اشتاق هو"
نظرت أوزجي لوجه ياسمين ثم نظرت للهاتف واضعه كأس الشاي على الطاولة، لترى الرسائل التي بدلت حال وجهها واملاته بالفرح.
اغلقت الهاتف وحاولت ان تتمالك ضحكتها أمام ياسمين التي وضعت رأسها على يدها ناظرة نحوها بهيام
" ماذا كتب ليجعل هذا الوجه يزهر فاجأة"
رفعت أوزجي كتفها قائلة
" لا شيء صباح الخير و..."
بهذا الوقت جاءت رسالة أخرى لهاتفها نظرت نحو ياسمين بخجل " غير مهم "
اسرعت ياسمين بردها الفضولي
"كيف غير مهم! افتحي افتحي وكأني غير موجودة كوني براحتك".
تأخرت أوزجي بفتح الرسالة لتتحدث ياسمين التي أكلها الفضول من جديد
" عيب افتحي لنرى ما كتب اقصد يعني لتري ماذا كتب"
( هههههه ياسمين تمثلنا 😂😂 افتحي بقى خليهم ينبسطوا هههههه )
تحركت ياسمين لتقف خلف أوزجي فور فتحها هاتفها بخجل لتقرأ الرسالة بصوت مسموع قائلة " أنا هنا اخاطر بحياتي كي ارسل لكِ صباح الخير وانتِ لم تردي عليّ"
علقت عين ياسمين على الاشعار التي كتبها عارف بالأعلى لتستقيم بوقفتها قائلة
" من المؤكد أن خاصتي يغازل الأسماك الان. اين هاتفي. أين تركته "
وتحركت لتدخل المنزل كي تبحث عن هاتفها وهي ما زالت تتحدث عن زوجها
" حطب حطب ليس بعقله سوى الأسماك"
(جت على رأس سفر ياحرام هههه😂)
دخلت ياسمين ونسيت أمر أطفالها لتبتسم أوزجي وهي تنظر نحو الأطفال مطمئنة على وضعهم قبل ان تكتب " صباح الخير لك ايضا"
فتح عارف هاتفه مبتسما بقوله
" حوريتي الخجولة"
كتب ما قاله في رسالة
"حوريتي الخجولة. يا ليتكِ بجانبي الان".
ابتسمت بخجل اكثر كاتبة
" هل اعجبك الوسط"
كتب في نفس الوقت الذي كانت تكتب به
"اراكِ الان وانتِ تخرجين من وسط البحر بفستانكِ الأبيض وشعركِ المبلل كالحورية جميلة"
قرأت رسالته وهي ترفرف عاليا من فرحتها،
ليكمل عارف كاتبًا
" لن انتظر جواب منك فأنا أرى الان عيونك المنغلقة خجلا و وجهكِ الجميل بملمسه الناعم "
بالفعل كانت أوزجي مغمضة الأعين تكز بأسنانها على شفتيها من كثرة الخجل
جاء عارف ليكتب مرة أخرى لولا انتفاضه بذعر من صوت سفر وهو يقول
" ماذا فعلت أنت "
كاد الهاتف ان يسقط من يده وهو يقف ناظرا له
" ما بك لماذا تصرخ هكذا بالقرب مني. هل تحتاج لكل هذا الصوت وأنت بجانبي "
أكمل سفر كلامه قائلا
" نحن نعمل و يأتي لنا عقابنا بسببك"
لم يفهم عارف ما يقصده سفر بكلامه ولكنه فهم عندما وجده يقول
" لقد سقط علينا العقاب. إن كنت أخبرتني كنت ارسلت انا ايضا بعض الرسائل فأنت تعلم انهم بجانب بعضهما، وايضا اظهرتني كحطب الشتاء المبلل"
ضحك عارف قائلا
" هل كل هذا الصوت والغضب لأجل الرسائل.. اعتقدت أننا نغرق بعرض البحر"
..................
شردت أوزجي وهي واضعة يدها على شفتيها تبتسم بخجل متذكرة تقاربهم ليلا خارج المنزل
اتتها ياسمين بوجه مرهق
" واخيرا ناموا. طلعت روحي وانا امثل عليهم النوم حتى ناموا "
نظرت لشرود أوزجي وضحكتها التي ملأت وجهها قائلة " الووووو... من أتحدث أنا"
جلست ياسمين بجانبها وهي تكمل
" اخرجي ما بداخلكِ لنرى نحن ما بكِ"
صمتت أوزجي وهي تهز راسها وتحرك كتفها الايمن للأعلى قائلة
" لا شيء. لا يوجد شيء بداخلي "
ابتسمت ياسمين غامزة
" هذه الحركات والدلال اتركيها لزوجكِ الهيمان، اما انا ستقولين لي كل ما بداخلك. او انتظري لاختصر عليكِ الطريق و اقولها لكِ صراحتًا.. زواجكم ليس حقيقيًا.. يعني انتِ وهو لستم زوجين حقيقين"
لم تصدق أوزجي ما سمعته مستنكرة بقولها
"كيف يعني غير حقيقي! هل فقدتي عقلك! ألم تري الرسائل""
أصرت ياسمين على ما قالته
" لا تكثري الكلام واعترفي بما تخفيه "
..............
استمتع الجميع بسطوع الشمس الحارة على متن المركب الكبير ، لم يتوقف عارف عن مناكفة العم صالح وإخراجه عن صوابه، كما كان سفر له نصيب من هذا النقار فهما لا يتفقان على كل شيء.
جلسا عارف وسفر على رأس المركب وهما ينظران لبعضهما البعض مبتسمين ، تحدث عارف متسائلا "هل تم الامر؟"
ضحك سفر قائلا
" تم اشكر الله انه تم وإلا ستكون العواقب وخيمة وغير مرضية بالنسبة لي "
ضحك عارف وقال
" نعم نشكر الله كثيرا فنحن لا نقبل ان نكون سبب بعقابك. ولكنك مخطئ كيف لا تتذكرها اثناء عملك وتراسلها كي تطمئن عليها"
قاطع حديثهم صوت رسالة من ياسمين ليزداد وجه سفر فرحا وسرورًا ، ضحك عارف
قائلا لنفسه " اعتقد انه تم على أكمل وجه"
اهتز سفر بكل جوارحه وهو يحرك يده ليحك شاربه بقراءته للرسائل.
.................
حكت أوزجي لابنة خالتها وضع زواجهم وكيف يعيشان مع بعضهما حتى وصل الحديث لما حدث بينهم من تقارب بالامس وحديثه قبل نومه طالبًا منها ان تتحمله .
تعجبت من شرود ياسمين بوجهها المبتسم طوال حديثها قائلة " اكملي وماذا بعد...
عاتبت عليها " ماذا تفعلين هل تسخرين مني"
أخذت ياسمين نفساً طويلاً تنهدت بعده قائلة
" ماذا قال بعد ذلك "
تحركت أوزجي على مقعدها قائلة
" الحق على من يحكي لكِ"
ما زالت هائمه بجمال ما وصفته وحكته أوزجي عن عارف وكلامه معها وتعامله وضحكه وحركاته وكيف يجعلها دائما فوق الجميع.
(مش بقولكم ياسمين تمثل بنات الجروب كله 😂😂)
وقفت أوزجي بضيقها قائلة
" سأذهب لأيقاظ اطفالكِ"
امسكتها ياسمين بسرعة
" ليس إلى هذا الحد. ما هذا لا يستطيع المرء أن يضحك معك قليلاً"
جلست أوزجي متحدثه بضيك
" انتظرت ان تغضبي وتعارضي ما فعلتهُ ولكن انظري إلى حالك "
ضحكت ياسمين وهي تغمز بعيونها قائلة
" هذا ما تم خداعكِ بهِ ولكن أنا لدي احساسي الخاص فهذه العيون عندما تنظر لكِ و هذا الوجه المبتسم عندما يضحك بوجهكِ لا يقول انه زواج اتفاق. بالإضافة الى ما قاله بالأمس عن كونكِ مميزه لديه من أول يوم. وما حدث بينكم بالأمس مرورًا بما حدث أمام عيني وهو يكتب لكِ شمسي وليلي ونهاري لهذا يا صديقتي اقول لكِ لقد تم خداعكِ بشكل جميل. حتى اسمعي مني أعجب هذا الرجل بكِ من اول نظره ولكنه تراجع عن ذلك بعد تفاجأة بقرار زواجكِ انتِ وهذا اللعين "
ابتسمت أوزجي بفرحتها فهذا ما شعرت به حقا من حديثه بالأمس، كانت بحاجة لمن يتحدث معها ويساعدها لأضاءه طريقها.
..................
ورغم جمال التجربة الجديدة بالنسبة لعارف إلا انه أرهق وتعب من اشعة الشمس القوية بهذا اليوم. استمرت الأحاديث بين عارف وسفر وصالح الذي اتضح له كم هو أب حنون ورجل حكيم ذو رؤية وحنكة في ادارة أمور حياته.
اكتشف عارف ان صالح و سفر يمتلكان عقليات واسعة النطاق في نقاشاتهم عن الاقتصاد والسوق التجاري توضح مدى اطلاعهم وخبرتهم بالتجارة خصوصا فيما يخص الاسماك، بالاضافة لسعادة بسماع أحاديثهم عن ذكريات أوزجي منذ صغرها محاولا التعرف عليها بعيون اناس نشأت وعاشت معهم اسعد ايام حياتها.
استرسل سفر بحديثه عن الذكريات ليخبره قوة أوزجي المكمونة داخلها من يراها يعتقد انها ضعيفة تكسر بسهولة ولكنها عكس ذلك، كانت تناديني وتصر على اخذ حقها ممن تعرض لها او لأصحابها
ابتسم سفر متذكر ياسمين قائلا
" اما زوجتي فكانت المدرسة كلها تستنجد بها لحل امورها فعقلها الحكيم وقوة وشخصيتها الفردية كانت تجعل الجميع يخاف ان يقترب منها فبمحرد ان تتدخل بالأمر تنتهي المشكلة".
ضحك عارف قائلا
" الان علمت لما كل هذا الذعر من العقاب".
تعالت ضحكاتهم واستمرت أحاديثهم ..
........................
نظرت ياسمين للبيجامة البيضاء بالخزانة قائلة
" وما كل هذا الشوق لهذه البيجامة ألم تجدي غيرها لترتديها أمامه. انصدمت لرؤيتي لها لم أتوقع انكِ ما زلتي تحتفظين بها"
وضعت أوزجي ملابسها التي تم غسلها وطيها بالخزانة مغلقة عليهم وهي تجيب ابنة خالتها
" لم اكن اعلم انه سيأتي خلفي. لذلك لم أجلب معي ملابس للنوم. كنت أرغب بالارتداء من خاصتي "
تحركت لتجلس بجانب ياسمين على الفراش
مستمعة لسؤالها
" هل تلبسين بيجامات هناك أعني بمنزلكم "
صمتت أوزجي وهي تنظر لياسمين
التي أكملت " وتعودين لقول نحن ما زلنا متباعدين. هنا مربط الفرس! كيف يتقرب لكِ وانتِ بهذا الشكل ".
ردت أوزجي
" الأمر ليس بهذه السهولة وأيضا بيجاماتي هناك مختلفة تمامًا عن ما رايناهم من قبل . فهم من اختياره شيء مميز وجميل حتى انا لم أرى بجمالهم من قبل "
لم تقتنع ياسمين بما سمعته قائلة
" استمعي لي جيدا. ليس معنى انكِ خضتي تجربة سيئة ان كل ما يليها سيكون مثلها. د هذا ليس بصحيح فالرجال يختلفون عن بعضهما إلا بهذه النقطة "
استغربت أوزجي لتقترب ياسمين منها اكثر مكملة " الجميع يحب المرأة المهتمة بنفسها. وخاصة ان كان جوتشي الذي يفهم كثيرا بهذه الامور. لا يمكنكِ تخطي شيء مهم بالنسبة له بهذه الطريقة. عليكِ ان تلبسي شيئا مفتوحا وقصيرة بألوان مختلفة واشكال مختلفة، عليكِ ان تكوني بكامل زينتكِ حتى عند النوم. عليه أن يرى بكِ ما يتمنى. ويحلم "
استمرت ياسمين في النصح دون توقف تحاول أوزجي تغيير الموضوع وعدم الإنصات لها فهي لم تقتنع بكلامها لشعورها ان العلاقة بينهما مختلفة وأن لا مجال لكلام ياسمين وما تنصحها به بهذا الوقت.
.................
عاد الرجال في المساء وهم متعبين توجه صالح نحو الحمام كعادته مسرعة نعمة الله بتحضير ملابسه له .
تحدث عارف لزوجته قائلا
" كان يومًا جميلًا ولكني ما زلتُ أشعر بأشعة الشمس وكأنها تخترق جسدي "
_ "هذا واضح من لون بشرتك الأحمر. هيا تحرك لتأخذ حماما دافئ يحسن منك وانا سأساعد امي بتحضير مائدة الطعام"
وبالفعل دخل عارف الحمام ليأخذ حماما باردا يخرج من جسده الحرارة التي يشعر بها.
خرج صالح للصالون ناظرا لابنته وزوجته وهم يضعون الطعام على المائدة قائلا
" ماشاءالله ما هذا وكأننا بوليمة"
لم ينتظر جوابها متسائلا
" أين زوجكِ عليه أن يسرع فبطوننا فارغة"
نظرت اوزجي تجاه غرفتها قائلة
" سأذهب لأناديه سريعاً"
تأكدت من عدم وجوده بالحمام ذاهبه لغرفتها متفاجئة بنومه على الفراش وفي بيده المنشفة.
استغربت من وضعه اقتربت منه على استحياء قائلة " عارف. عارف. حضرنا المائدة والجميع بانتظارك "
فتح عينيه بصعوبة تحرك بها ليجلس وهو متعب ومجهد قائلا " هل يمكنني ان اعتذر عن الانضمام إليكم . اشعر بنفسي متعب ولا شهية لي. اريد ان انام فقط"
سبق ردها صوت صالح من الخارج وهو ينادي " اين انتم عارف. أوزجي. سيبرد طعامنا"
كانت المائدة غنية بالأطعمة المختلفة والشهية التي أعدتها كل من السيدة نعمة الله وأوزجي وياسمين ، وكان الجو العائلي الدافئ المملوء بالحب والحنان موضع اندهاش لعارف الذي لم يعش شعوراً كهذا من قبل
تحدث صالح ليشكر بعارف امام نعمة الله وانه وجده عكس ما كان يظنه ففي داخله رجل حقيقي يعتمد عليه حقا.
ضحك عارف وشكر صالح وهو يقول
" اتمنى ان يستمر رأيك هذا حتى بعد ذهابي".
ثم نظر لاوزجي مكملا
" من يراهم وهم ينادون عليّ وسط البحر يقول اننا سنغرق او أننا نواجه حوتاً كبيراً"
ضحك صالح معقبا على ضحكه
" لا تقل هذا. حتى أننا كنا نخفض منه كي نراعي انك ضيف على مركبنا "
نظر صالح لزوجته مكملا
" لو انكِ رأيتيه وهو يسحب الشبك مع الرجال لم تصدقي انه يقوم بهذا لأول مرة بحياته. فلقد ظننت للحظه انه يعمل معنا منذ سنوات"
انسجموا بضحكم واحاديثهم بشكل غير عادي، فمن المستحيل صالح ان يكون بهذا الانسجام مع اي شخص غريب بسهوله وكأن عارف اصبح فرداً حقيقياً من عائلتهم.
زاد الم رأس عارف وهو يتحدث و يضحك معهم، قام الجميع بعد انتهاء وجبة العشاء الجميل تحرك صالح قائلا
"سأذهب لأجلب دواء الضغط واتصل بأحد التجار"
اهتمت أوزجي بنقل الأطباق الفارغة للمطبخ ، بينما اقتربت امها من عارف وبيدها مشروب دافئ أعطته له قائلة
" هذا سيحسن منك ياولدي"
تفاجأ عارف باهتمامها به وخاصة كلمة 'والدي' التي اشعرته بحبها له، شكرها على اهتمامها لترد عليه بتلقائية دون ان تفكر قائلة
" ماذا تقول انت! لا تشكرني على شيء فهل يوجد شكر بين الأهل. لقد أصبحت بقدر أوزجي عندي لا تنسى هذا الامر فكما تضعها انت بقلبك نضعك نحن بقلوبنا وفوق رؤوسنا "
نظرت نعمة الله بجانبها لتتأكد أن الوسط فارغ لتخفض صوتها قائلة
" لن أكذب عليك كنت بأول الامر لا ارغب برؤيتك ولا الحديث معك توقعتك مثله. أعني مثل هذا الدنيء ولكن اتضح انك مختلف عنه اعتذر كثيرا ولكني كلما تذكرت ما فعله لم استطع وصفه سوى بهذه الصفة "
تردد عارف بسؤاله الذي لم يستطع منع نفسه من طرحه عليها هذه المرة قائلا
" هل كنتم تحبونه و تتحدثون معه مثلما..." وصمت خوفًا من الإجابة
اخفضت نعمة الله صوتها اكثر وهي تجيبه
"عن أي معاملة تتحدث. بالأصل هو لم يأتي إلينا خلال سنوات زواجهم سوى مرة او مرتين، ولم تستغرق رحلتهم سوى يوم واحد وبعدها يعود لاسطنبول راكضًا ، ناهيك عن غروره ونظراته التي كنا نختنق بها، نصمت فقط لأجل ان لا نحزن ابنتنا "
ونظرت بجانبها مرة أخرى لتكمل
" لا اخفيك سرًا أنت لا تشبه ابن عمك في أي شيء لقد صدقت أوزجي حين قالت انك مختلف عنهم يا بني "
( هتتعلقي يا حاجه لو اتمسكتي 😂😂 انا بحذرك)
ظهرت فرحة عارف بعينيه التي نورًا ولامعًا بالرغم من احمرارها، اطمئن قلبه حيال اكتسابه لقلوبهم والصدق الذي لمسه في صوت واهتمام الجميع به.
مرت الليلة بشكل جميل على الجميع إلا عارف الذي تزايد ألم راسه واحمرار وجهه وعينه بشكل ملحوظ .
انتبه عليه العم صالح قائلا
" يبدو انك تعبت من أشعة الشمس ولكنك محق فاليوم الشمس كانت حارقه"
ثم نظر صالح نحو ابنته مكملا
" هيا يا ابنتي اصطحبي زوجك لينام ويرتاح يكفيه اليوم بهذا القدر "
...........
جلست ياسمين بجانب زوجها بعدما نجحت في تنويم اطفالها مقتربة منه على الفراش قائلة بسعادة " سعدت اليوم بكتاباتك الجميلة وخاصة انك اخبرتني انها جاءت لمخيلتك عندما كنت تفكر بي، ولكن اردت ان اسألك ماذا كنت تقصد بقولك لينسدل شعرك الطويل الناعم كي يغمر أنفي المشتاق"
نظر لها سفر وهو سعيد دون تفكير قائلا
" أي شعر طويل! عن أي شيء تتحدثين! "
نظرت له بعيون قوية قائلة
" ألم تكن انت من يكتب لي الرسائل".
ارتبك سفر وأجاب بسرعة قائلا
" طبعا ومن سيكون غيري؟"
وأكمل بصوت منخفض التقطته أُذن ياسمين القوية قائلا
" كيف له أن يعرف طول شعرك.. هل كان علي أن تعديلها قبل إرسالها "
وقع سفر بلسانه لتكتشف ياسمين ان عارف هو من ارسل لها الرسائل بالنيابة عن زوجها
خرجت من الغرفة بغضبها مسرعا سفر خلفها يتودد إليها ويدللها راغبًا في كسب رضاها ومسامحتها ولكن كان الوقت قد فات و نزل عليه العقاب حين ذهبت لتنام بجانب أبنائها.
غضب سفر على عارف متوعد له بالقصاص
وخاصة حين تمسكت ياسمين بقرارها. كان مرهق من يوم عمل طويل يحك عينه قائلا لنفسه " موضوع طول شعرها وفهمناها ولكن ما دخل أنفي بالأمر"
و بهذه اللحظة لم يتوقع سفر اصطدام رأسه بوساده طائره لتسجل ياسمين هدفها قائله
" اذهب ونام لا تجعلني أغضب أكثر "
(راح السبع ببلاش😂😂)
نظر سفر بنصف عين لياسمين وهو يضع يده على عينه والاخرى على رأسه قائلا
" اااه. ماذا فعلتي انتِ كانت عيني ستذهب "
وتأوه متألمًا ذاهبًا لغرفته وهو يقول
" نامي حيث يحلو لكِ الحق على من يريدك بجانبه ولا يستطيع النوم بدونك اااااه "
دخل سفر لغرفته وهو يضحك منتظرًا نتيجة تمثيله أمامها. ولكنها لم تأتي خلفه كما توقع ليتحرك متجهًا نحو فراشه لينام من شدة ارهاقه.
وبعد قليل من الوقت شعر سفر بها تقترب منه لتأتي بجانبه وتحتضنه
" وانا ايضا لا استطيع النوم بدونك"
ابتسم سفر وقبلها من رأسها وهو يهمس بنومه قائلا " ماذا اذا تلقيت المساعدة منه فمن اين لي ان اعرف كيف يكتب هذا الكلام كالشعراء" جاءت ياسمين لتحدثه ولكنه سرعان ما ذهب بنوم عميق، لتقول في نفسها بعد رؤيته نائما وهو محتضنها " يكفيني ان هذا القلب ملكًا لي وحدي"
...................
وقف عارف و تحرك بصعوبة بجانب أوزجي وهو يقول لهم "ليلة سعيدة لكم "
راقبت وجهه لشعورها انه بهِ شيء غريب، لم يستمر صموده كثيرًا فقدرته على تحمل الألم وتمثيل انه بخير انتهت حال وصولهم الى الممر الخاص بجناح غرفتهم .
وضع عارف يده على الحائط لتسرع أوزجي بوضع يدها على ذراعه لمساعدته
متسائلة بخوف " ما بك؟ "
تفاجأت بحرارة جسده العالية همست قائلة
" عارف هل حرارتك مرتفعة؟ "
اسكتها بسرعة
" ششششش لا أريد لاحد ان يقلق علي سأكون بخير"
امسكت ذراعه مرة أخرى كي تساعده بدخول غرفتها والنوم على الفراش، قائلة بعدها
" هل اضع على رأسك منشفة مبللة بماء بارد اعتقد انها ستحسن منك"
رفض عارف اي شيء
"اريد ان انام وارتاح وبعدها صدقيني سأكون بخير".
_" حسنًا كن براحتك سأذهب انا لأبدل ملابسي وأعود"
ليبتسم وهو مغمض عينيه قائلا
" وهل هناك داعي لذهبكِ للحمام كي تبدلي ملابسكِ"
استدار ليعطيها ظهره مكمل حديثه وهو نائم قائلا" يمكنكِ الان تبديل ملابسك على راحتكِ "
خجلت وهي تبدأ بتبديل ملابسها بهدوء وعينين تنظر نحوه ، تحدث بصوت يظهر عليه التعب قائلا " اعتقد عليكِ تجربة اللون الأحمر سيكون أجمل بكثير عليكِ "
اتسعت اعين أوزجي ووضعت بنطلون البيجامة على صدرها لتخبئ جسدها مراقبة وضعه دون ان تعلم انها اخر كلماته قبل أن يسبح بنومه. ابتسمت ناظرة للبنطلون الاحمر في يدها بخجل كبير..
اكملت ارتدائها وصعدت هي ايضا علي الفراش دون لمسة مستلقية بجانبه تنظر له بوجه مبتسم حتى نامت على وضعها .
وبعد مرور ساعات قليلة استيقظت أوزجي على صوت غريب بجانبها، انصدمت من تألم عارف وهلوسته بكلمات غير مفهومة.
وضعت يدها على جبهته لتذعر أكثر لزيادة ارتفاع حرارته .
حدثته بنومه
"عارف عليك أن تأخذ حماما باردا لننزل حرارتك"
ولكنه تذمر بنومه رافضا لأي شيء ماعدا النوم.
تحيرت كيف تقنعه لتاتيها فكرتها قائلة بخبث
" عارف اذا لم تقم سأنادي على والدي ليحملك ويدخلك الحمام غصبًا عنك"
ولكنه لم يرد عليها فلقد ساءت حالته أكثر هاذيًا
بكلمات غير مفهومة متألما من حرارته مما أخاف اوزجي وجعلها تذهب حقًا إلى والديها لظنها أنهم يحتاجون لنقله إلى المستشفى فورا.
ركض صالح نحو غرفة ابنته عندما رأى وجهها المذعور وطريقة تحدثها السريعة المرتبكة وهي تقول لهم
" ارتفعت حرارته. علينا نقله للمشفى"
وصل صالح الغرفة ومن بعده نعمة الله ليتأكدوا أن ابنتهم محقة فحالته سيئة للغاية
نظر صالح لابنته قائلا بغضبه
" ولماذا صمتي كل هذا الوقت هل كنتي تنتظرين حتى يذهب منا"
اجلسه صالح على الفراش
" تحرك معي بني تحرك معي"
لم يستجيب لهم مما جعل صالح يضطر لنزع التيشيرت من عليه وأسنده بقوة كي يوقفه وهو يقول للباقية
" علينا أن نضعه تحت الماء البارد"
اقتربت أوزجي بخوف وخجل من حالته النص عارية. مضطرة ان تساعد ابيها في إسناد زوجها أثناء سيره.
امسكته من الجهة الأخرى وأجلسوه بالحمام فاتحين عليه الماء البارد، حدثهُ صالح كي يتأكد عودته لوعيه أم لا زال يجاهد ارتفاع حرارته من ضربة الشمس القوية فهو غير معتاد على الوقوف تحت الشمس كل هذه الساعات بدون مظلات .
بدأ عارف بالاستجابة لهم، حرك رأسها وهو يتمتم " انا بخير"
ارتاح صالح عند استجابة عارف له ناظرًا لابنته وهو يتحرك قائلا
" ساعديه بتبديل ملابسه بينما اجعل امك تعد له خليط العسل بالليمون سيريحه ويهدأ من ألمه"
خرج صالح تاركاً ابنته خلفه بعيون متسعه امام لا تعرف ماذا ستفعل، أغلق باب الحمام خلفه لتقترب اوزجي من زوجها وهي تقول
"عليك ان تستعيد وعيك كي ترتدي، عارف هل تسمعني؟ "
وضعت يدها على كتفه بخجل وهي تكمل
"عارف عليك ان تستجمع نفسك لا يمكن هكذا"
ابتسم وجهه في ظل تعبه قائلا
" اتركيني لأتدلل قليلا "
عادت الروح لاوزجي مرة أخرى أسرعت لتعطيه ملابسه وهي تقول هيا ارتدي سريعا قبل عودة أبي. ابتسم اكثر ناظرا لها بعيون شبه مغمضة قائلا
" ولكنه قال انكِ ستساعدينني هذا ما امركِ بهِ والدكِ وعليكِ تنفيذه"
استدارت أوزجي خجلة لتعطيه ظهرها مجيبة بقلق " هيا بسرعه قبل ان يعود "
بدل ملابسه بصعوبة متحدث معها رغم تعبه كي لا يضيع الفرصة قائلا
" هل لكِ عيون في الخلف كابيكِ"
(يا بني اتلم واستر نفسك مش وقت ضحك البنت هتروح فيها😂 ارحمونا وخرجونا من الحمام بقى ههههههههه مش بقولكم عايز تربايه
............
يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا
رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..