recent
جديدنا

احكي يا شهرزاد الفصل العاشر

احكي يا شهرزاد 

بقلم أمل محممد الكاشف


ارتبك شريف و توتر أمام نظرات شهرزاد الممتلئة بالتساؤلات عن ما سمعتهُ أُذنها قبل قليل، تحرك أستاذ نديم أمام هذه النظرات فاتحا هاتفه متحدثا: 

" أعتذر تأخرت عليك سأذهب لقسم المحاسبة و أرسل لك الان جميع البيانات".


 ثم نظر لشهرزاد وشريف رافعًا يده ملوحًا لعيونهم الشاهدة على هروبه السريع.


نجى أستاذ نديم من البئر الذي أسقط  صاحبه به ، نظرت شهرزاد من جديد لشهريار عصره متسائلة بغضب: 

 " هل ما فهمته صحيح ؟".

 

ضحك ساخرًا من قدره رفعًا يده ليضعها على جبهته مجيبًا عليها بنبرة ضحكته:  

" نعم صحيح فما رأيتيه منذ قليل هو المعنى الحقيقي لمن أراد الله أن يفضحه على رؤوس الأشهاد".

 

تمنعت عن إظهار تبسم وجهها على حالته، استقامت بجلوسها على مقعدها وهي تعيد إدراج قوتها وحدتها لحالتها الأولى متحدثة:

 " لا يحق لحضرتك فعل هذا وكأن بيننا شيء رسمي  ، أنا لم أنتظر من استاذي التحدث عني وجعل الجميع ينظر لي بهذا الشكل ، اعتذر  حضرتك اظهرتني وكأني على علاقة خاصة بك وهذا ما لا أقبله نهائياً حتى وإن كنت أستاذي وبيدك مستقبلي وحلمي".

 

سألها شريف بنبرة اعتلتها دهشته: 

 " ماذا تقولين؟ ، لم انتظر سماع هذا منكِ.  لقد فهمتيني بشكل خاطئ وأيضا لا داعي لتكرار اخر كلماتك التي تنتظرين أقرب فرصة لتلقيها بوجهي كل مرة ، تمام انا أستاذك ولكن مستقبلك وحلمك ليس بيد أحد فأنا لست من النوع الذي يُدخل حياته الشخصية في العملية، رفضك أو قبولك لي لا دخل له بمستقبلك فإن سمحت لنفسي أن أتحدث بأمور خارج الدراسة فلا يحق لي أن اخلط الأوراق  وأحاسبك كطالب و أستاذ ".


 حرك رأسه لينظر جانبا بضيق محدثا نفسه بصوت مسموع: 

 " و كأني شخص متعصب متصلب ظالم يساومك على مستقبلك ".


ردت شهرزاد بخجل: 

"  العفو منك أنا لم اقصد وصفك بكل هذا ولكني شخص لا اقبل بما تفعله، بالأخير أنت استاذي وانا طالبة لديك كما أننا بجامعة محترمة لها قواعدها وحدودها المنشودة للتعامل بين الطلاب واستاذهم ".

 

وقفت ويديها تجمع دفاترها لتضعها بحقيبتها التي كادت أن تشتكي من قسوة و حدة يديها بفتحها وإغلاقها مكملة بضيق: 

 " عليّ أن أذهب لأرى جدول محاضراتي بالأذن منك".

 

وقف هو أيضا بعينيه التي تراقب حالة وجهها الغاضب الحاد قائلا: 

"  ألقيت نظرة على جدول محاضراتك اليوم وعلمت أنه أمامك نصف ساعة على الأكثر لبدأ محاضرة أستاذ شريف ".

 

 همهمت بقوة:  

" أمممممم ، ممتاز جميعنا ننتظر المحاضرة الأخيرة  لأستاذنا الكريم و الآن اسمح لي كي أكون أول المنتظرين بالقاعة احتراما لأستاذي".


تنهد بضيق تحدث به: 

 " من الواضح أنه لا فائدة معكِ اليوم ، هذا يعني ان عملنا صعب في المستقبل ، صدق اباكِ حين وصفكِ بالعنيدة القوية ولكني لن اشتكي وسأحاول الاعتياد على هذا، والآن سأتركك كي تذهبي لتنهي محاضرتك لتستعدي بعدها لمراجعة ملاحظاتي التي أخبرتك بتدويني لها سابقا، بالطبع بجانب مراجعتك لملاحظات أستاذ نديم اليوم ".


 ابتعد خطوات عن طاولة الاجتماعات  مكملا بعدها بخبث: 

 " لا أريد أي تقصير منك، عليكِ أن تكوني بقدر اختيارنا لكِ ".

 

تقدمت نحوه بخطوات سريعة متسائلة: 

 " كيف اراجعها وأنا لم أحصل عليها حتى الآن".

 

رد بابتسامة لئيمة أكمل بعا سيره دون التفات:

 " ستحصلين عليها اليوم حين أرسلها لكِ على هاتفك ".

 

اقتربت منه أكثر متسائلة : 

" كيف سترسلها عليه ".

 

و بلحظة غير متوقعة توقف شريف  واستدار لتتفاجئ بقربها منه لهذه الدرجة ، تراجع كل منهما للخلف على استحياء وخجل ليبدأ هو حديثه مجددا:

 " استأذنت من أستاذ شرف الدين البغدادي وهو سمح لي وأعطاني رقم أبنته كما أذن لي أن أتواصل معها من خلاله ".

 

ابتلعت ريقها الذي تلعثمت به  ليكمل هو حديثه الذي كان بنبرة العتاب هذه المرة: 

 " نعم هذا يعني انه أصبح بشكل رسمي وأنني لم اسمح لأي أحد كان من يكون ان يتحدث عن طالبتي او دعينا نقول من اختارها قلبي ليكمل معه ما تبقى من حياته ".

 

أنهى حديثه ثم استدار ليكمل سيره قائلا اخر كلماته: 

 " هيا كي لا تتأخري على محاضراتك ".

 

خرج من المكتب تاركها تواجه صدمتها مما قاله فكيف رسمي وكيف أخذ رقم هاتفها من أبيها، هل ذهب وطلب يدها، أم ذهب وتحدث عن مرضها اتسعت عينيها نافية أن يكون قد فعلها وذهب لمصارحتهم .


‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●


هدأ الوضع بمنزل السيد بغدادي  ، تحدث مدحت معتذرًا: 

 " تلجم لساني الان و أصبحت لا اعرف ما سأقوله  حقًا أعتذر منكم حتى هي يحق لها الاعتذار، استغفر الله العظيم وأنا من تذمر وأتى ليشتكي حقًا أخجل من نفسي الآن ".

 

نظر بغدادي  بحزن وألم نحو زوجته الباكية بصمت وهي تسند رأسها على كف يدها بجلستها دون أن يرد .


أكمل مدحت بصوته الذي عبر عن حالتهم: 

" سأتحدث مع عائلتي، لا أعرف هل يمكنني تأجيل الزفاف أم لا و لكني سأحاول ".

 

قاطعه بغدادي ليرد عليه بصوته المثقل:

 " لا يا ابني  لا يمكنك حرمان أهلك من هذه الفرحة، كما أننا لا زلنا لا نعلم  التشخيص الأكيد لها ".

 

و تنهد بنار حزنه مكملًا: 

" كما أخبرتك لا أريد لأختها معرفة مرضها، توتة شخص عاطفي بشكل زائد ان علمت بمرض أختها سننشغل بها وبأبنائها بجانب وجوب رعايتنا لأختها التي تحتاج اهتمام كبير، توكل على الله يا ابني اذهب لزفاف أختك بسلام وانا و أمال سنقنع توتة بالذهاب معك والاستمتاع هي وأبنائها بفرحة عمتهم وعند عودتكم نرى كيف سنتعامل ما الوضع ".

 

تحركت أمال بمكانها قائلة:

" دكتور المنصورة لا يجدي نفعًا عليّ أن ابحث عن دكتور مختص وكبير بالقاهرة كي لا تجهدها في الطريق ".

 

وافق زوجها بصوته المختنق وقلب منكسر حزين على وضع ابنته متخوفًا من ثبوت صحة ما أخبرهم به استاذها.


نظرت الأم لصهرها قائلة:

 "سأنتظر عودتك لمنزلك حتى أتحدث معها كي لا تشك بالأمر وتدخل بعناد".


 أومأ مدحت رأسه موافقا على ما قالته له حماته.


‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●


جلست شهرزاد بمحاضرة أستاذ شريف وهي صامتة شاردة ساكنة لا تصدق ما سمعته منه لا زال عقلها مترددًا بفهم ما ألقي عليه حتى كادت أن تنفصل تماما عن محيطها .


مر أكثر من منتصف المحاضرة وهي على هذا الحال أتاها صوت من بعيد يناديها بإسمها دون أن تستجيب له ، ظلت تنظر نحو مصدر الصوت بعيونها وذهنها الشارد.


وكزتها صديقتها بقدمها كي تنتبه وترد على استاذها الذي نزل من منصته وتقدم خطوات مقتربًا من المدرج: 

 " هل تعلمون أن صديقتكم. أنهت قصتها دون أن ترويها عليكم  ".

 

وقفت شهرزاد صامتة، ليكمل أستاذها  حديثه الذي وجهه لكافة طلابه قائلا: 

" لا أريد حرمانكم من متعة معرفة نهاية القصة، نحن انتهينا من محاضرتنا إن أردتم أن تخرج على المنصة وتلقي عليكم ما تبقى لن اعارض كما أنني سأجلس مكانها كي أستمع للنهاية مرة أخرى وأنا بجانبكم  ".

 

تحدثت شهرزاد بتردد وقلق:

 " ولكني لستُ مهيئة لهذا يعني الأحداث جميعها غير مكتوبة بشكل وافي ".

 

تحرك أستاذ شريف ليصعد الدرج الذي يتوسط المدرج الكبير مجيبًا عليها:

  " لا عليكِ سيكون جيد انا أثق بهذا ".

  

تحدثت مجيبة عليه بسرعة قبل أن يقترب من مقعدها : 

 " لا اعترض ما دمتم ترغبون بهذا ، ولكني سألقيه من مكاني، يصعب عليّ اعتلاء المنصة وإلقاءه عليكم  وانا لستُ مهيئة لهذا" .


اجابها بنفس تقدمه :

 " ليكن اختبار وتمرين صغير ليوم القاءك بالمنتدى، هيا لا تضيعي المزيد من الوقت بالأصل لم يتبقى الكثير ".

 

تحركت شهرزاد بخجل لتخرج من مكانها مقتربة من استاذها بقلب خفق وتسارع ضرباته لمجرد المرور من جانبه.


تخطته بنزولها الدرج لتصعد بعدها منصة الأساتذة ملقية ما تبقى من قصتها على أصدقائها.


‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●


وبينما كانت شهرزاد تصعد على المنصة واقفة أمام الجميع لتقص اخر فصول روايتها ، كان مدحت يعود إلى منزله وبيده حلويات شرقية وغربية جميعها مما تحبهم زوجته والأولاد ، استقبلته توتة بوجه رحب أخذه منه ما بيده وهي تشكره عليهم بقبلة على وجنته قائلة بعدها:

 " سأضع لك وللأولاد منهم ".

 

فرح الأطفال وقفزوا بأماكنهم كل منهم يختار مفضلته من الحلوى، تحرك مدحت خلف أولاده وزوجته ليبدأ بالاختيار هو أيضا مما يحب،  سألها مدحت عن طبقها لترد عليه: 

" ليس الآن سأتناول بوقت لاحق ".

 

أخذ الأولاد اطباقهم لتسرع توتة بقول: 

 " تناولوها على مفرش الطعام بغرفتكم ".

 

نظر مدحت لأولاده قائلا لها:

" سيفعلون إن وصلوا دون اسقاطها بالطريق ".


أجابته وهي تبتسم ابتسامة منقوصة: 

" تمام سأذهب خلفهم كي لا يسقطوها".

 

امسكها من يدها ناظرًا لوجهها المتهرب منه قائلا:  " ألا زلتي غاضبة  مني ".

 

ابتلعت ريقها وهي تهز رأسها بالنفي، ليبتسم مكملا: 

 " ان كان صحيح فانظري لي واخبريني بهذا ".

 

اختنقت أكثر حتى تجمعت دموعها بعيونها ، اقترب منها بحب: 

"أقسم لكِ أنني بحيرة من أمري، لا أعرف ما عليّ فعله من جانب وضع عائلتي ومن جانب اخر لا أريد احزانك ".

 

اجابته لتصدمه :

" لا تتحير كثيرًا سأذهب معك الى الزفاف ، فكرت مرة أخرى أنت محق لا يمكنني التغيب عن زفاف اختك ".

 

قبلها من رأسها بحزن كبير جعله يطيل قبلته  ابتعدت عنه متحدثه بصوت علا نبرة بكاءها عليه:   " سأذهب لأرى الأطفال ".

 

رفض وأبى أن يتركها همسًا لها: 

 " هل تتركين طفلك الكبير لأجل هؤلاء الصغار".

 

ازداد بكائها ليبدأ هو حديثه الجاد معها موضحا لها سبب غضبه وطبيعة تفكير أهله وعائلات الصعيد مثلما تعلم هي هذا، كما انه الأخ الأكبر لناهدة وعدم وجود عائلته بمناسبة كبيرة كهذه ستلفت الانتباه و تكثر الأقاويل حوله ، ظل يشرح لها ما تعلمه وما كرره عليها لعدة أيام حتى انهى حديثه بقوله: 

" ومع هذا كله سأتركك براحتك و لن اغصب عليكِ شيئا لا تريدينه هذا ما وعدتك بهِ بأول زواجنا وانا على وعدي وعهدي طيلة حياتي لن احزنك ولن اكسرك".

 

ساد الصمت ولم يسمع سوى صوت بكائها ، حزن مدحت على حزنها فهي غاليته ابتسم وجهه الممزوج بالحزن والضيق :

" ألم تطلبي مني ان تصبحي أميرتي ووحيدتي واحب النساء لقلبي ".

 

رفعت كتفها بدلال ليكمل:  

" اقسم لكِ. أنكِ بقلبي أكبر وأكثر من هذا ".


تغيرت نبرة مدحت وهو يكمل:

 " يكفيكِ حزنًا. قلبي طفح به الكيل من النكد ، ليس ببعيد والله ان اموت منك ووقتها ستندمين  على فعلتك وحزنك".

 

_ " بعد الشر عليكِ يا حبيبي ".

 

 مسحت دموعها ليبتسم وجهه وهو مكمل:

 " أحسنتي، أعدك سألبي كل ما تقولينه ، استهدي بالله  يا بنت الحلال ، لا تتركي نفسك للحزن والنكد والقهر لأي سبب حتى ولو كنت انا السبب. كوني دائما قوية في وجه الصدمات" .


ردت توته بدلال:

 " لا تحزنني وانا سأكون أقوى من سيدات الكون كله ".

 

ابتسم بحزن و هو يجيبها: 

 " من أنا! و هل أستطيع؟ ألم تري حالتي في الأيام الماضية أقسم وكأنهم سنتين  وليس يومين، هل تعتقدين أني سعيد  وأنا أشهد على دموعك وحزنك، هرب النوم من عيني و لم أعد اتحمل" .


اقتربت منه لتضع رأسها على صدره وهي تتحدث بدلع :

 " وأنا أيضا لم أستطع النوم  ولكنك أنت من تركني وذهب لينام بجانب الأطفال" 

_ "من غلبي وقهري يا فتاة،  انتِ مستسهله ان أرى دموعك الغالية عليّ وهي تغرق عيونك وانام بجانبك".


_ " تمام. تمام. سأذهب معك لزفاف ناهدة لكن عدني سنعود بأقرب وقت كي أطمئن على اختي و هتم بها ".

 

ضمها بقوة لصدره مقبل رأسها: 

" أعدك سنعود فور انتهاء العرس مباشرةً ".

 

فرحت توتة وتورد وجهها بحضن حبيبها  لتتحدث بنفس فرحتها و اهتزازها :

 " لأكل حلوياتي إذا ".


ضحك رافضًا تحركها من حضنه هامسا: 

 " هل تعتقدين أنه بهذه السهولة؟  لن أتركك حتى  اكل انا حلوتي و بأثر رجعي ".

 

و بدلع و صوت منخفض ردت عليه:

 " مدحت الأطفال ، لا تفعل ، سيأتيان فجأة ".


تحرك وأغلق باب المطبخ بالمفتاح مصرًا على أخذ نصيبه من حلوته بأثر رجعي ودون خصومات .


‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●


 صفق الطلاب مهنئين صديقتهم بإنهاء قصتها الساحرة الخيالية المميزة ، وقف شريف وهو يشارك الطلاب الصفقات متحركا للأسفل  قائلا بصوت مسموع للجميع:  " احييكِ ".

 

صعد على المنصة ليقف بجانبها وهو يحث الجميع على الاجتهاد لتحقيق أحلامهم والنجاح بآخر مطافهم الدراسي كي يرتقوا بأنفسهم  وأشار لأكثر من طالب مشيدًا بحسن القاءهم واختيارهم لموضوعات الالقاء باهتمام كبير حتى تميزوا هم أيضا، كما تحدث عن الفئة الغير مهتمة والمتغيبة بشكل شبه مستمر والمقصرة بأداء واجباتها وما يُطلب منهم مشيرًا لوجود فرصة أخيرة أمامهم لدراسة المواد النظرية والاجتهاد للحصول على أعلى درجات كي يعوضوا درجات العملي حتى لا يرسبوا ويهدروا سنة إضافية من عمرهم  ، أخذه الحديث حتى أصبح يضع لهم مخططات يومية عن كيفية تنظيم يومهم ليدرسون أكبر قدر من المواد به بجانب الحصول على أكبر قدر من الاستيعاب و الفهم ، بهذه المحاضرة الأخيرة للمحاضرات العملية بالقسم الخاص به بث أستاذ شريف الامل وحب النجاح والوصول للمراد وحفزهم للدراسة وتكثيف جهدهم كي يتخطوا سنتهم الدراسية دون فشل، وبالأخير شكرهم بحب متمنيًا أن يسمع عنهم كل خير بالمستقبل  و انهى حديثه الذي ادمع عيون طلابه تأثرا بعلو نبرة العاطفة والمحبة به قائلا:

 " رغم أننا لم نحظى بالكثير من الوقت مع بعضنا البعض الا أنني تعلقت وسعدت  كثيرا بكم ،  إياكم أن تروني بأي مكان دون أن تأتوا و تلقوا علي السلام ،  سأكون ممنونًا إن أتيتم يوما ما  للجامعة شوقا لرؤيتنا ، أتمنى لكم كل التوفيق والنجاح ، اعتذر للإطالة وشكرا لكم انتهت المحاضرة تستطيعون الخروج ". 


أسرع الطلاب ملتفين حول أستاذهم يتحدثون معه بحب وهم يشكرونه ويعدوه أن يأتوا لرؤيته ، منهم من أخرج دفتره ليأخذ توقيعا عليه كي يظل ذكرى جميلة خالدة لهم ، ليصبح هذا التوقيع مطمع و رغبة جماعية حين اخرجوا دفاترهم ليكتب لهم: 

" أتمنى لكم حياة سعيدة ناجحة امضاء أستاذ شريف الحلو ".

 

كل هذا أمام نظر شهرزاد التي لم تتحرك من جانب استاذها لا بالإيجاب و بالمشاركة ولا بالامتناع والابتعاد .



و بعد ان انهى شريف واُجهد نظر جانبه لمن لم تزغ عينه عنها متسائلا: 

" ألا ترغب طالبتي المجتهدة بأخذ ذكرى صغيرة من استاذها ".

 

خجلت شهرزاد وتفاجأت بما قاله أمام من تبقى حولهم من الطلاب مدت يدها بدفترها: 

" و هل يمكنني إهدار حقي بهذا ،  لتكن ذكرى جميلة نتذكرك بها كلما رأيناها".

 

لم يعي ما قالته و كأنها بجملة واحدة  قصفت جبهته واجابته على طلبه الذي تقدم بهِ لعائلتها بالصباح . 


نظر لدفترها ثم عاد لينظر لعينيها القوية قائلا :

" ليس الآن سأوقع لكِ بوقت لاحق ".

 

ثم نظر للطلاب وقال:

 " فعملنا معها لم ينتهي بعد عليها أن ترفع رأسنا بالمنتدى أولا ومن ثم تحظى بالتوقيع ".

 

 تحرك ليخرج من القاعة وسط لفيف من طلابه المحبين له، أما هي فظلت على حالتها وسكونها تتحرك خطوات صغيرة بطيئة تراقب بها حالة استاذها وسط طلابه  .


‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●


عادت شهرزاد لمنزلها وهي أكثر سكونا وخجلا من عائلتها بجانب تخوفها من أن يكون استاذها قد اخبرهم عن مرضها ، تناولت طعامها وسط اهتمام كبير من والديها ، سألتهم عن أختها لتخبرها أمها :

"أنها تحضر نفسها للسفر مع مدحت للصعيد".


 فرحت شهرزاد لموافقة أختها دون تدخل أحد منهم  فكانت قد نسيت  اتصال زوج اختها وما طلبه منها، تحدثت أمها لتخبرها بأنها حجزت لها موعد جديد عند دكتور بالقاهرة بدلا من دكتور المنصورة ، استغربت شهرزاد مما سمعته لتسألها بتعجب: 

 " و أين ذهبت مهارة و تميز طبيب المنصورة".

 

 ردت أمال بضحكة مصطنعة على ابنتها: 

" ابنة ابيكِ وكأنكم تحضرون اجابتكم بإناء واحد، لن أجيبكم حجزت وسنذهب يوم الاثنين الساعة الثانية ظهرا حضروا أنفسكم " .


أومأت رأسها مستسلمة لقرار أمها  دون معارضة فقد سئم قلبها من ثقل ما يحمله وتعذبت روحها بحمل ما لا تستطيع عليه صبرا لتفوض أمرها راغبة أن يخبرهم الدكتور بنفسه عوضا عنها فهي لا قدرة لها وحدها على صدمهم و ردة فعلهم المحتملة .


و بعد وقت ليس بكثير تحرك بغدادي قائلا:

 " أشعر أنني  بحاجة كبيرة للنوم  ، سأصلي فرضي و أخلد لنومي ".

 

_" و أنا أيضا سأذهب لأتوضأ وأصلي لأنام ".

 

ردت شهرزاد:

" تقبل الله منكم صالح الأعمال يارب ".

 

نظر لها أباها متسائلا: "  هل صليتي فرضك ".

 

أجابت عليه: " سأبدل ملابسي وأتوضأ لأصلي المغرب و العشاء سويا ".


ردت أمال: 

" هل من جديد ألم انهاكِ عن جمع الصلوات والإهمال بها ".

 

بررت شهرزاد لأمها: 

" والله أذن وأنا بالطريق ونسيت ان اصليه فور وصولي فمن يشتم روائح الاكل الشهية يتوقف عقله عن العمل ".

 

رد الاب على ابنته: 

" حصل خير اذهبي صلي فروضك ، و لا تجهدي نفسك بالدراسة ". 


‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●


أسفل بناية الشاه شهريار كان شريف بداخل سيارة سيف أبن خاله يتحدثان سويًا عن تطورات الأمر وسرعة ذهابه واخبار عائلتها بمرضها وطلب الفتاة للزواج بهذا الوضع الحساس، و بوسط جدية الأحاديث المتداولة بينهم خرجت ضحكة عالية من سيف قائلا:

 " لا أصدق ما فعلته تبقى القليل على إمساك مكبر لتعلن للمنطقة أنك جئت لطلب الفتاة ".


تحدث شريف بضيق: 

" لا تسخر مني احذرك. فالأمر لا يتحمل ضحكك المستفز هذا ، أقول لك فُضحت أمامها لم أتوقع من أستاذ نديم اظهار الأمر بهذه السرعة وأمامها أيضا ".

 

رد سيف عليه: 

" و الله تستحق أكثر من هذا، حتى أقول لك تستحق ردها الأخير عليك ". 


راجعه باندهاش: 

 " انتظر كيف استحق هذا ، أقول لك أرادت أن تأخذ توقيع مني ليكون ذكرى ، هل أرادت بهذا أن تجيب على طلبي دون أن تخجلني ".


ضحك سيف من جديد: 

 " أعتذر منك لا استطيع التحكم بنفسي ، إن كنت مكانها لفعلت أكثر من هذا حتى كنت سارفضك عنادًا بك ، من أين أتيت بكل هذه الثقة تذهب لتخبر أهلها و تساومهم سأخبركم  وستوافقون، و تأتي لتتحدث معي وكأنك أخذت الموافقة ".


رد شريف عليه بنفس نبرته الغاضبة المحذرة:

" لا تهذي ، الواضح أنني أخطأت لن اخبرك بشيء آخر ، وأيضا سترى ان كان تم الموافقة عليّ أم لا ، كما أنه وافق على اعطائي رقم هاتفها دون مراجعة ولا تردد ".

 

ضحك سيف بطريقة هستيرية: 

" بعد الذي قلته للرجل ان طلبت منه هاتفه ذات نفسه كان سيعطيه لك دون تردد ، لقد قضيت عليه من أول لقاء".


 حاول سيف اخفاض ضحكته وهو يكمل حديثه :" تخيل لو أن الرجل صدم ووقع ميتًا بالأرض ، كنت الآن أشتريت لك أول طعام عشاء بالزنزانة".

 

رد شريف بضيق: 

 " أعوذ بالله منك ، توبة اقسم انها اخر مرة افضي لك ما بداخلي  و لن تسمع مني شيء من الان و صاعدًا  ، تركت كل شيء و أمسكت بطريقة ذهابي واخباري لهم حقيقة مرض ابنتهم، ما الذي كنت تنتظره مني هذه أمور لا يمكننا اخفاءها ، عليهم أن يعلموا بها كي نتدخل جميعا لإنقاذ الفتاة ".

 

رد سيف بصوت شبه جاد: 

 " لا تنسى وضع عمتي و أباك ، لا يمكنك تخطيهم بهذا الشكل ".

 

وضع شريف كف يده على جبهته وهو يرجع رأسه ليستند بها على رأس مقعده: 

 " نعم احزنتهم و لكني لا استطيع ارضائهم وترك مساندتي لها بهذا الوقت الحساس  ، إن كان الوضع مختلف كنت سأنتظر حتى أقنعهم برأيي وأخذ رضاهم ولكني وضعت أمام الأمر الواقع و كان علي أن اتخذ قرارا سريعا " .


رد عليه سيف: 

" كان يمكنك مساعدتها دون طلبها للزواج ، بصراحة يا شريف أنا لا أظن أنك ستحصل على موافقة سريعة بهذا الوضع ، ضع نفسك موضع أهلها لقد أظلمت حياتهم فجأة وتريد منهم أن يفكروا بزواج ، يعني من خبرتي القليلة بالحياة أنهم سيفكرون بابنتهم وعلاجها ويؤجلون طلبك  على الأقل حتى يتأكدوا أنه لا علاقة له بالشفقة او التأثر بمرضها ، أعلم كلامي ثقيل عليك ولكني أخاف من ثقتك وفرحتك كما أخشى أن تكسر ".

 

تنهد شريف بحزن: 

 " ألمتني رأسي هيا لنصعد للأعلى ونكمل حديثنا و نحن نشرب القهوة ".

 

_ " انسى هذا الأمر  قلت لك لن اصعد معك ،  لا أريد أن أواجه عمتي وتطلب رأيي وانت تعلم طبعي سأقول رأيي بعقلي متخليا عن كل المشاعر وستحزن انت وعمتي مني ".

 

صغر عينه وهو ينظر لابن خاله باستغراب مستفسرا: 

 " هذا مفروغ منه أعلم رأيك جيدا ولا يمكنني ربط حياتي بحياتها في مرحلة خطرة وأنني استعجلت وما شابه ، و لكني لم أفهم القسم الخاص بأمي  فلماذا ستحزن إن كان رأيك مطابق لرأيها ".

 

رد سيف بجديه :

 " لا انتظر لا تخلط الأمور ببعضها ، تمام قلت لك ان توقيت طلبك للفتاة غير مناسب أضعف الإيمان كنت أخبرتهم بمرضها وبعد فترة ذهبت وطلبتها لك او العكس كنت تأكدت من خطبتها والموافقة عليك وبعدها أخبرتهم بمرضها وحينها ستضمن مساندتك لها ومع ذلك اعطيك الحق فكما أخبرتني الأمر ليس ببسيط و لم تستطع التفكير و قمت بالذهاب و إنهاء الأمر دون تأني و تركيز ".

 

_  " و ماذا عن أمي؟" 


أكمل سيف مجيبًا عليه:

 " أنت تعلم أنا لا أحب النظر الطبقية للزواج وأنه صفقة العمر  ، تمام انا معها بأهمية المستوى التعليمي والاجتماعي وأن لا يكون المستوى المادي منعدم والفارق بينهم كبير وخاصة في حالة العروس يعني ان كانت العروسة أكبر بالمستوى المادي بشكل فارق فبهذا الوقت أعارض وبشدة ولكني لا أرى أن والدتك محقة بهذا الأمر ،  أعتقد مستواها الدراسي والاجتماعي والفكري كما أخبرتني حتى المستوى العائلي كما تحدثت أنت لا يعطي لعمتي الحق بالرفض ".


أومأ شريف رأسه بغضب: 

 " لا أصدق ما تقوله أمي وكأني سأبني مستقبلي على وضع زوجتي المالي ، لا إله إلا الله".

 

حدثه سيف ليهدأ منه: 

" انظر ما حدث حدث وانتهى ، دعنا نفكر بالخطوة القادمة ، عليك ان ترضي امك وأن تأخذها معك للمنتدى فكما أخبرتني أصبح مفتوح للعامة بهذه السنة نعم العدد محدود وخاص و لكنك تستطيع توفير حجوزات حتى أقول لك احجز لي و لوالدي لنذهب نحن أيضا لنلطف الوضع و نخلق وسط عائلي جميل، انتظر انتظر هل تحجز لوالدي شهرزاد كي يأتوا هم أيضا ".

 

رد شريف عليه :

  " بالأصل لكل مشترك بالمنتدى عدد معين من بطاقات الحجز لاحقيتهم بحضور ودعم ذويهم  لهم ".

 

رد سيف:

" انا متفائل. من الممكن أن تغير امك موقفها بعد ان تراها بهذا المستوى الفكري وقوة الحضور والإلقاء وقوتها التي تظهر بخطواتها كما تصفها".

 

ابتسم وجه شريف ليسرع سيف معلقا على حالته: 

 " و أخيرا رأينا بياض اسنانك انتفخ قلبي منك ومن زوجتك المستقبلية ما هذا و كأنكم بدأتم المباراة بشكل مبكر والله ستجعلوني أتوب عن الزواج  توبة لا رجعة بها ".

 

خرج صوت ضحكة خفيفة من شريف تعبيرا عن سعادته و فرحته التي نقصت بفضل المناوشات و الأوضاع الغير مستقرة هذه الضحكة و السعادة التي شجعته بإرسال أول رسالة بينهما عبر تطبيق الواتس اب مضمونها: 

" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".


 أخذ نفسا عميقا وأغلق هاتفه وهو ينظر نحو السيارات والناس بجواره فلم ينتظر شريف صعوده وبقاءه بغرفته بمفرده حتى يرسل رسالته التي كانت لها صدى كبير بقلبه  رغم بساطتها .


 ظل يفتح ويغلق الهاتف منتظرًا رد على رسالته دون أن يصل له  ، صعد للأعلى ودخل منزله متهيأ لخوض حوار جاد وصعب بينه وبين والديه ولكنه وجد عكس ما توقعه حين اخبرته سناء أنهما ناما باكرا هذه الليلة ، ليحزن وجهه لشعوره بتهربهم منه لكي لا يحزنوه. 


شكرها و تحرك ليذهب لغرفته مغلق بابه خلفه وهو لا زال يفتح ويغلق الهاتف دون إجابة منها. 


قلق قلبه عليها لم يتجرأ بالتفكير بالاتصال بها ولكنه قرر أن يكتب لها رسالة أخرى مضمونها: " أنا شريف أردت أن أطمئن عليكِ هل انتِ بخير ".

 

مسح الرسالة قبل إرسالها ليكتب واحدة أخرى:

 " لن اعرفك على نفسي سأكتفي بحزني منك فكيف تريدين أن تأخذي مني ذكرى صغيرة تكتب على ورقة وأنتِ اخذتي قبلها قلبي كله. ألم يكفيكِ قلبي ليصبح ذكرى نابضة باسمك طول العمر ".

 

ابتسم وجهه ليكمل:

 " ام انكِ تقولين أن قلبي ليس كافيًا و ستأخذين عقلي هو أيضا ، بصراحة لا أنكر فبعد الذي قاله سيف تبين انكِ اخذتي عقلي أيضا وتركتيني بدونه اتخبط دون رشاد ".


 فاق شريف على نفسه ليمسح الرسالة بسرعة و قائلا لنفسه:

 " نعم ذهب عقلك حتى أردت أن تخبرها بمعرفة ابن خالك ألا يكفي ما فعله أستاذ نديم بالصباح ".

 

اخذ نفس عميق أخرجه بوجه فرح ليكتب من جديد: 

 " أنا شريف ، اتسأل هل أنتِ متاحة الآن ،  أردت أن أرسل لك صور الملاحظات التي أخبرتك بها سابقا لهذا سألتك ".


 و بالخطأ ضغط على زر الإرسال مما جعله يرتبك ويسرع لإزالة الرسالة قبل رؤيتها لها ولكن حظه لم يحالفه حين فتحت هي بنفس اللحظة التي أرسل لها ليكون من حظها قراءتها.


توتر وارتبك حتى تعرق كفي يده لاحظ انها تكتب له الرد أغلق الهاتف بسرعة كي يمثل عليها الرزانة والهدوء ولكنه لم يتحمل ليفتحه بعد لحظات ليجدها لا زالت تكتب مما زاد توتره و قلقه وندمه على التواصل معها حين شعر بأن اجابتها القوية القاسية على طلبه ستأتيه الآن.


 ترك هاتفه ليتحرك بغرفته نادما على التواصل معها محاولا تحضير الرد المناسب ، وصل له صوت رنة قصيرة من هاتفه أسرع ليفتح بسرعة كي يقرأ رسالتها التي كانت مضمونها: 

" و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اشكرك على اهتمامك، نعم انا مستيقظة حتى أنني قبل قليل كنت افكر حيال هذه الملاحظات فقد انتابني الفضول كثيرا بمعرفة محتواهم ".

 

فرح شريف تحرك ليصعد على فراشه متربعا بأرجله ليكتب: 

 " لا أريد ارهاقك بقراءتهم بهذا الوقت المتأخر لهذا سأؤجلهم للغد كي تنامي وترتاحي يكفيكِ بهذا القدر اليوم ".

 

أغلق هاتفه وهو يكاد يتنفس بصعوبة من شدة حماسه و تسارع ضربات قلبه 

و لكنها كتبت له :

" أستاذ شريف لا تفعل أنت أيضا هذا يكفي أبي عليّ وأيضا لا زال الوقت مبكرًا على نومي،  أمامي على الأقل ساعتين لأدرس بهم ، أم أنك تقول اتركي الملاحظات وانتبهي لشيء اخر تدرسيه ".

 

وبسرعة كتب لها :

" لا لم أقل هذا كيف تتركين الملاحظات وهي مهمة ، تمام سأرسلها لكِ على أن تعديني بأن لا تضغطي على نفسك ".

 

و بابتسامة خبيثة كتبت شهرزاد:

 " تمام شكرا لك انا بانتظارها  ".


  انتصرت مرة أخرى بجعله يرسل لها ملاحظاته التي اهتمت بوصولها والانغماس بقراءتها دون الانتباه لرسالته التي تلتهم.


 بقي ينظر للهاتف منتظرا ردا منها دون أن يأتيه قائلا لنفسه:

  " أممممم لقد اخذتي ما اردتي وتركتيني، من جديد سايرتيني حتى اخذتي ما تريدين ". 


صمت قليلا ليبتسم وجهه أكثر وهو يكمل:

 " و أكثر مما تريدينه ".


انغمست شهرزاد بقراءة الملاحظات ومقارنتها بملاحظات أستاذ نديم وتدوين بعضهم بورقة اقتطعتها من إحدى دفاترها ثم اقتطعت ورقة أخرى لتخطط بها العنوان و البداية والقسم المختار، لم تعجب بها لتقتطع أخرى وتعود لتخطط وتدون بشكل مختلف كررت ما فعلته عدة مرات.


  أمسكت الدفتر الخاص بالقصة وبدأت تقرأ بصوت مسموع لاذنها كي تستطيع تمييز الأفضل ، تشقلب وخرب حال مكتبها لتصبح الأقلام الملونة العريضة مبعثرة على الكتب الكبيرة و المراجع المفتوحة بجانب  الأوراق التي اعتلت كل المكان.


 مر من الوقت أكثر مما توقعت. حصرت الأمر بثلاث اختيارات ظلت تنظر لكل خيار بورقته الخاصة وتقرأها أكثر من مرة ليشعر به قلبها قبل اذنها ، و دون أن تفكر بالوقت المتأخر بحثت عن هاتفها لتجده أسفل كل هذه الفوضى فتحته وهي تقف بمكانها لتبدأ تصوير الثلاث ورقات كلا على حدى دون الاعتبار للمنظر العام بجانب الأوراق، كانت فقط تقول لنفسها :

" من الجيد الوصول لهذه النتيجة ، ياليتني استطيع ارسالها لأستاذ نديم أيضا ".


 و فكرت قليلا قائلة:

 " نعم لأطلب منه رقم أستاذ نديم ".

 

فتحت هاتفها بحماس لتتسع اعينها و تشهق شهقة كبيرة حين وقع نظرها على ساعة مكتبها للتفاجأ انها الساعة الرابعة صباحا .


أسرعت لمسح الرسائل بسرعة منصدمة برسالته: 

" لماذا مسحتي الرسائل انا لم اقرأ بعد ، هل كانت صور ام ماذا " .


جاءه الرد المكتوب بسرعة كبيرة:

" هل ايقظتك الرسائل ، أعتذر و الله أعتذر كثيرا ، لم انتبه على الوقت حقا أعتذر منك لا أعرف ما أقوله ولكني كنت مندمجة بشكل كبير فصلني عن  محيطي والشعور بالوقت ". 


تحرك شريف على فراشه ليرفع اكتافه للأعلى قليلا كي ينظر للهاتف بعينيه التي كانت شبه مغلقة أمام أشعة الهاتف القوية بهذا الظلام .


مد يده و فتح الإضاءة الجانبية الخافتة ليكتب:

 " لا داعي للاعتذار، اعيدي ارسالهم من جديد لأراهم و من ثم اعاقبكِ على سهرك هذا ".

 

كتبت ردها :

" لا بل لا داعي لهذا سأرسلهم لك غدا ".

 

رد عليها كاتبا: 

 " حدث ما حدث واستيقظت ارسليهم على الأقل سيكون هناك عذر لإيقاظي بهذه الساعة". 


خجلت شهرزاد لتعيد اعتذارها من جديد رافضة ارسالهم له كي يعود لنومه .


ضحك كاتبًا :

" ههههه العودة للنوم صعب قليلا سأحتاج لقراءة بعض الصفحات من كتابي المفضل كي اسبح من جديد بالأحلام ".


و بفضول و بدون تركيز سألته:

 " هل تحب قراءة الكتب قبل النوم ؟".


كتب لها :

" ألم أخبرك عن هذا من قبل ، كيف نسيت أمر كهذا ، نعم احب كثيرا قراءة الروايات والكتب الشيقة قبل النوم كي اسبح بالأحلام المريحة بصفاء وببعض الأحيان هناك صفحات تأبى أن اتركها دون إنهائها بشكل كامل ".

 

ردت عليه كاتبة:

 " نعم يحدث هذا حتى أني أتذكر أول رواية لي يومها لم اتركها من يدي حتى انهيتها بل حتى أصبحت اعيني كالزومبي ".

 

 ضاحك كاتبا:

" هههههههه انتابني الفضول لمعرفة الرواية التي اغرقت شهرزاد لهذه الدرجة ، حتى سأرسل لكاتبها جواب شكر وتقدير فمن المؤكد انه ابدع حتى اوصلك لهذه الدرجة ".

 

و بخجل كبير كتبت: 

" شكرا لك هذا من نبل اخلاقك و ذوقك العالي ".

 

و بفرحة كبيرة جلس على فراشه ليكتب:

 " نعم اعلم فلولا ذوقي هذا ما كنت سأختار فتاة كالجوهرة مثلك لتشاركني حياتي وأحلامي".

 

انتبهت على نفسها وما وصلت إليه محادثتهم أرادت أن تنهي حديثهم كاتبة :

" تأخر الوقت أكثر استأذن منك ان استيقظ احد والدي و وجودني جالسة على المكتب سينهون دراستي دون خوضي للامتحانات " .


و بضحك كتب لها:

 " احترم بكِ ذكائك العالي وخبرتك الكبيرة التي تدهشني حين تقررين الهروب من أمر ما".

 

ابتسمت من جديد كاتبة: 

 " لا يستطيع التلميذ التفوق على معلمه ".

 

ضحك ليكتب سريعا:  

" ولكني لا أحب الهروب انا واضح و صريح ، طلبت طلب وقلت أنني أريد أن أكمل ما تبقى من حياتي بجنتك وأنتِ ماذا تفعلين تتهربين مني بمهارة وتكتيك عالي ".

 

كتبت بجدية:

 " أستاذ شريف ارجوك لا تتحدث بهذا الأمر أعلم أنني أخطأت حين راسلتك بهذا الوقت المتأخر ، و هذا يعد خرق مني لإطار الأستاذ والطالبة ، و بما انه حدث الخرق دعني أخبرك دون أن اجرحك  انا لا استطيع قبول طلبك وخاصة بهذه الفترة ". 


توتر و ضاق صدره لما قرأ ليكتب سريعا: 

" رجاءً اسمحي لي أن أتنفس بجوارك ، أشعر بتقارب وتشابه كبير بيننا لنجرب و ان لم نتوافق مع بعضنا سأحترم وقتها قرارك ، لا تظلميني و تتركيني دون وجه حق " .


كتبت بحزن:

 " لن تصدقني أن أخبرتك أنني لا أفكر بالارتباط بهذا الوقت ليس لأجل مرضي فقط بل لأجل أحلامي التي لا زلت أسعى لتحقيقها ، وبصراحة بعد مرضي زادت هذه الرغبة والرفض بالارتباط لا أريد أن تفهم الأمر بشكل شخصي انت شخص مهذب وخلوق وبك مميزات تتمناها بنات كثيرات بالإضافة لذوقك العالي وشهامتك التي ظهرت بخوفك عليّ". 


علق نظام اللمس الخاص بالهاتف أرادت أن تمسح علي وتكتبها على تلميذتك أرسلت الرسالة بهذا الشكل لتتبعها بسرعة برسالة أخرى:

 " على تلميذتك ، الهاتف لم يكمل الكتابة ".

 

و بابتسامة ملأت وجهه كتب لها: 

" هذا يعني ان هاتفك يقف في صفي ليعارضك بما تكتبيه ، كما إنه بعد كل هذا الإطراء لا تتوقعي أن أسمح لكِ بالهروب، سنجرب وستوافقين عليّ لنخوض تجربتنا التي أثق مئة بالمئة انها ناجحة ".

 

كتبت بقوة و جدية أكبر:

 " سأرسل لحضرتك الصور سريعا كي انام تأخر الوقت سيستيقظ أبي وسيصبح الوضع كارثي".

 

أجابها ليصدمها: 

" شكرا انك سمحتي بدخولي جنتك أقسم لكِ أنني سأحاول دوما اسعادك وارضاءك ولن أسمح أن يأتي زمن تندمين به على هذا القرار ، اشكرك من جديد والآن سأتركك تنامين بخير و سلامة " .


اتسعت اعينها لتكتب سريعا:

 " أنا لم أفهم كيف حدث هذا هل قرأت رسالتي بشكل خاطئ ام انك تكتب وانت نائم ".

 

ضحك و هو يكتب: 

" لا لن اضغط عليكِ لتكملي السهرة معي اذهبي انتِ ونامي وانا سأقرأ كتابي بمفردي على أن يتم تعويضي لاحقا بقراءته لي " .



ابتسم وجهها ساخرة من اندهاشها بثقته الكبيرة بنفسه وموافقتها عليه لتكتب:

 " أستاذ شريف من فضلك لا تصعب الأمر أكثر لقد تحدثت معك كي لا يحزنك رد ابي على طلبك ، أردت أن أوضح لك انه ليس بشكل خاص بك رجاءً تفهم الأمر ". 


كتب لها ليصدمها أكثر: 

 " تمام تفهمت وأوافقك الرأي بما تقوليه ، بالأصل لم يتبقى سوى يومين فقط على المنتدى لا أريد أن أشغلكِ بأمور الزيارات العائلية وأمور الخطبة وما شابه ، لنؤجلها لبعد المنتدى لنحتفل بنجاحك وخطبتنا معا ".

 

ردت كاتبة بسخرية :

" صحيح نعم صحيح ما تقوله  ولكن عليك أن تُحضر الورود و الشيكولاتة من الان ".

 

و بضحكته الكبيرة كتب لها: 

" هل ستضعين لي الملح بالقهوة سمعت انها موضة جديدة تفتعل بالخطبة ".

 

تغيرت ملامح وجهها لتكتب بغيظ :

 " لا لقد أصبح الملح قديما ،  يضعون الآن الفلفل الأسود عوضا عنه ".

 

خرجت منه ضحكة كبيرة دوت بأرجاء غرفته وهو يكتب: 

" يناسبني ضعي ما تريدين المهم لدي انكِ من سيضعه ويحضره لي فما أجمل هذا الشعور حين اشرب ما يصنعه قلبك لأجلي ".

 

وضعت شهرزاد يدها على جبهتها وهي تقول لنفسها: 

 "ياربي بأي أمر سقطت انا لا أستطيع الخلاص منه ".


وصلت لها رسالة محتواها: 

" هيا تصبحين على خير أتاني نومي لأذهب للاستمتاع بقهوتي داخل أحلامي ".


 لم ترد عليه ظلت شاردة بما قرأته بوجه تخلى عن حزنه و تعبه ، ظلت شاردة بقلب تمنى أن يعيش هذه السعادة قبل أن يرحل لربه ، لم يطل شرودها حتى انتهى بدموعها التي تساقطت من اعينها وهي ترفع كفيها لتدعو ربها :

" نجني من هذا المرض يارب ، اعفو عني واكرمني بالشفاء ، نجني منه لأكمل حياتي وأحقق أمنياتي ".


 تذكرته وسط دعاءها لتكمل قائلة: 

" يارب ان كان خير فاكتبه لي ويسر الأمور وان كان شر ابعده عني وابعدني عنه دون أن تتأذى قلوبنا، يا رب بعد عنا المعاصي وحب الشهوات ،  اغفر لنا و تب علينا وأرضنا بأقدارك و سامحني فكلنا نعصي وأنت رب الكون تب علينا واحفظنا من شر أنفسنا وما يوسوس لها ".

 

اخفضت يديها لتمسح بها وجهها واثار الدموع لتتحرك بعدها كي تنام على فراشها بسرعة لم تكن تتوقعها فبمجرد أن وضعت رأسها على وسادتها انفصلت عن عالمها لتحلم بأختها توته وهي جالسة بزاوية أشبه بدوار العمدة تبكي بقهر وصمت،  تحركت نحوها لتجلس بجانبها وتهدئ منها ولكنها لم تستطع كل الطرق المؤدية لها كانت مغلقة تتحرك من مكان لمكان كي تصل لها بلا فائدة ،  أصبحت تنادي عليها لتأتي هي إليها دون تلبية صرخت مناديه على باهي وهادي دون أن يصغوا لها فقط ثلاثتهم ينظرون نحوها عن بعد وكأنهم أصبحوا اصنام محنطة تتدفق من اعينهم شلالات الدموع، رأت زوج اختها يجلس بزاوية بعيدة عن أختها أخذت تنادي عليه صارخة كي يذهب لأختها ويمسح دموعها هي وابناءها و لكنه هو أيضا صامت يراقبها ويراقب زوجته وأبناءه بحضنها دون كلام ولا أفعال ولا شيء سوى  بكاءها واستنجادها ومحاولتها الوصول لأختها

……..


استيقظت بالصباح ليكون أول حديثها مع ابيها معارضة فكرة ارتباطها بأستاذها قبل إنهاء دراستها ومعرفتها نتيجتها ، تدخلت أمال قائلة: 

" وماذا ينقصك ان تم الموافقة الان او بعد النتيجة ما دمتي تمدحين بأخلاقه وشخصه وأيضا انتظري حتى نسأل عنه وعن عائلته  ومن ثم اعترضي لا يمكننا رفضه دون سبب مقنع ". 


 جاءت لتعترض ليقاطعها أباها:

 " لن نفرض عليكِ شيء لا ترغبي به ، وأيضا لن نقف و ننظر بصمت وأنتِ ترفضين شخص ذو خلق واحترام كبير يتضح من حالته بغض النظر عن طريقة دخلته علينا ".

 

ابتسم وجهها لتتحدث شهرزاد:

  " لا زلت لا اصدق ما فعله الجيران معه وكأنك هارب من حكم قضائي ".


ردت أمال وهي تضع لابنتها العصير بكأسها :

 " أعطيهم الحق بما فعلوه ،  والله انه يستحقها كان سيتوقف قلبنا بسببه ".


 حذرها بغدادي بعينه لتكمل أمال :

" بغض النظر عن دخلته علينا ولكني احببته ، يدخل القلب ولا يستطيع العقل نسيانه بسهولة ، امانة لله لقد حفر اسمه بقلوبنا وذاكرتنا من اول لقاء معه".



توقف الطعام بحلق شهرزاد حين ضحكت بقوة اثناء ابتلاعها له ، اسرع أباها و أعطاها الماء لتشرب وهو أيضا يضحك بقوله : 

" عليه ان يكون اكثر حرصا بالمرة المقبلة العمر واحد يا ابنتي ، اشعر وكأنه جاء لنا ليصبح تكفير ذنوب وليس صهرا ".



و بسرعة عارضت بها داخلها قبل معارضتها لأهلها قالت مجيبة على أبيها :

" لن يصبح صهر،   انا بحاجة لأخذ وقتي بالتفكير ، و لكني استغرب من حالتكم كيف اقتنعتم بهذه السرعة وكأنكم توافقون عليه وتخشون مصارحتي بهذا ". 


ضحك بغدادي: 

" هل وجدنا غيره يا بنتي ورفضنا، كان امنيتي ان أرى لكِ عريسا و تم الامر الحمدلله ".


ضحكت أمال هي أيضا قائلة :

" اشعر انني سأفرح بكِ قريبا ، امين امين امين".


وقفت شهرزاد و هي تشرب ما تبقى من عصيرها قائلة لهم بعده:  

" ليس لدي وقت لهذه الأحاديث لم يتبقى سوى اليوم والغد عليّ ان اتجهز بشكل كامل ".


وضعت كأس العصير على مائدة الفطور مكملة:  " سأحبس نفسي بسجني الصغير".


 و تحركت نحو غرفتها لتدخل بها ، نظرت أمال لزوجها فور ابتعاد ابنتها وقالت: 

" ألم أقل لك إنهم منجذبين لبعضهما البعض وإلا لماذا اخبرته بمرضها و لم تخبرنا و أيضا لم تعترض ككل مرة و الرجل أتى واثق من نفسه ، إن كانت تريد هذا فلها ما تريد المهم ان نحافظ على حالتها النفسية  وجعلها سعيدة ومتفائلة بشكل كبير ".


و بحزن رد عليها بغدادي:

 " نعم أنتِ محقة اهم شيء الراحة النفسية حتى انها تحسنت قليلا ألم تريها كيف بدى عليها تحسنها ".


جاءت شهرزاد لتخرج من غرفتها من جديد لتستمع لأمها وهي تقول: 

 " امنيتي الأخيرة بهذه الحياة ان أراها بالفستان الأبيض سعيدة وفرحة بجانب عريسها ادعو الله ان لا يضرني بها و أرى أولادها يحومون حولنا".


و برضا خالطه الحزن و الشجن  رد بغدادي: 

" الرجل اصيل ارتاح قلبي له سأسأل عنه وأتقصى عن عائلته و ان كان هناك نصيب لن يهدئ لي بال حتى اطمئن عليها بجواره لا تقلقي سيستجيب الله لنا ".


عادت شهرزاد و دخلت غرفتها قبل خروجها منها و هي تقول لنفسها بحزن: 

" كنت أتمنى تحقيق ما تتمنون، ان كان الامر بيدي لفعلتها وتزوجت منه لأجل سعادتكم هذه ".


جاءها صوت رنين صغير متقطع من هاتفها امسكته سريعا لتفتح الرسائل لتجد ما توقعته فهو من يراسلها ، و بعد تردد و تحضير الإجابات القوية والحادة التي ستراجعه بها عن ما حدث بالأمس وتطلب منه ألا يتكرر الأمر كي لا تضطر لإيقاف الرد عليه.


فتحت المحادثة بقوة لتجده كاتب بها: 

" السلام عليكم كما تعلمين ليس لدينا وقت كافي، أن كان لكِ أي استفسار ارسليه لي وسأجيبك عليه ، نعم أريد أن أخبرك بأمر مهم على تمام الساعة الثالثة سندخل جلسة صوتية على زوم بجانب لفيف من الأساتذة لمناقشة آخر ما توصلتي له، لهذا أردت ان أخبرك وأؤكد على تواجدي للإجابة والمساعدة  دون إضاعة الوقت ركزي وتذكري ليس لديك وقت كثير لإهداره ".


توترت وارتبكت متخوفة،  كتبت له :

" ان كان الوقت متاح سأرسل لحضرتك اخر ما توصلت له لمراجعته ومعرفة رأيك بي ".


ابتسم كتبًا لها :

" أقول لكِ ليس لدينا وقت لإهداره وقول رأي بكِ  لأن هذا سيتطلب مني وقت كبير لأجل شرحه لكِ ، لنترك  الامر الان ونركز بالصور النهائية التي وصلتي لها ارسليها بسرعة لكي اراجعها واعطيكِ رأي بها ".


اتسعت اعينها و هي تنظر لما كتبته  وبضيق كتبت له:

 " استاذ شريف من فضلك دعنا نركز بما سألقيه بالمنتدى  ونؤجل موضوعنا إلى ما بعد هذا، فهناك الكثير يجب علينا أن نتفق عليه وخاصة ما حدث بالأمس اعلم انه خطئي الذي لن اكرره مرة أخرى دعنا نركز بعملنا وبعدها اعدك سنتحدث بشكل واضح وكبير".


كتب لها برضا وراحة كبيرة:

" اتفقنا ولكن هناك تغير بسيط ، ستعديني أن يكون حوارا ديموقراطي خاليا من القرارات التعسفية فشهريار لم يستطع تحمل ما تفعله شهرزاده به فلقد دمرتي أسطورة ذلك الملك القوي أمام عنادك وسرعة غضبك".


ابتسمت لتكتب: 

 " هل يتذمر الملك الأسطورة من الان ".


كتب بسرعة و فرح: 

 " لا ، لا اتذمر ، و لن افتح فمي بأي اعتراض، حتى أقول لكِ تعسفي واصدري القرارات التي تريدينها  فانا اثق انها جميعا من وراء قلبكِ ،  كما انني اثق كثيرا بعمي بغدادي وأمي السيدة أمال لن يتركوني وحيدا و سيقفون بصفي ".


كتبت بوجهها المبتسم: 

 " لا يمكنك الوثوق بهذا الشكل حتى بأحلامك".


 كتب بثقة كبيرة: 

  " سترين سيأتي ذلك اليوم.  والان هل رأيتي من يضيع الوقت ويريد التحدث بالموضوع ، تمام تمام لا داعي لتفاجئك واتساع ملامح وجهك،  لنغلق الموضوع واعدكِ أنني سأعطيكِ مساحة أكبر بالمرة المقبلة ".


تحدثت شهرزاد بعيونها الواسعة و دهشتها لتقول لنفسها بصوت مسموع: 

"ما كل هذه الثقة متعجرف نعم متعجرف ومغتر و  و ".


سمعت صوت أمها تحدثها:

 " شهرزاد هل تكلمين نفسك يا بنتي ؟، عن من تتحدثين ".


 ثم نظرت أمها لهاتفها متسائلة: 

" مع من كنتِ تتحدثين بالهاتف ". 


( امسك حرامي وأخيرا تحققت امنيتها واُمسك بها ههههههه بس الحمدلله انه مكنش في جوف الليل و إلا كانت بقت فضيحة بجلاجل 🤣🤣🤣🤣 )


انتهى الفصل انتظرونا بفصل جديد قريب.


 تذكروني بدعوة طيبة تختصوني بها من صالح دعواتكم 😘😘

يتبع ..


إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا. 

منها "رواية حياتي" 

رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  • غير معرف22 أكتوبر 2024 في 7:33 م

    جميلة جدا تسلم ايدك يا أحلى لولو

    حذف التعليق
    • غير معرف22 أكتوبر 2024 في 11:46 م

      تسلم ايدك حبيبتي

      حذف التعليق
      • Rim kalfaoui photo
        Rim kalfaoui24 أكتوبر 2024 في 10:26 م

        حلقة جميلة وراقية كالعادة اما شريف تحفه ههههههه علاقتهم حلوة مع بعض

        حذف التعليق
        google-playkhamsatmostaqltradent