رواية حــيـاتــي
بقلم أمل محمد الكاشف
دراما اجتماعية رومانسية
تقع الاحداث في دولة تركيا حيث مكان وجنسية ابطالها الاتراك
خجلت أوزجي رافعه نظراها نحو يدها التي على قلبه ليرفع هو تلك اليد ومقبلها قائلاً
" ماذا حضرت لنا هذه الايادي الجميلة.."
أسرع يكمل حديثه
" انتظري بالأصل لا يهمني اليوم كثيرا، فداخلي فارغ لدرجة أنه سيأكل كل ما تضعيه لي دون كلام"
دمعت عينيها وهي لا تصدق ما تسمعه منهُ.
حتى وان لم يحدث بينهم سوى هذا القدر من الحب والقرب فكان هذا كافياً بالنسبة لها.
.................
وبينما كانوا يستمتعون بجانب بعضهما كانت دفنة تحاول إثارة انتباه فاتح مثل السابق دون أن تنجح بذلك، لاحظت بعده وعدم اهتمامه بها وتغيره السريع المفاجئ حتى أصبحت كل احاديثهم تبدأ وتنتهي على طفلهم حتى انه بدأ التخطيط لاي مدرسة خاصة سيرسله
علت عبارة وريث العائلة أحاديثه هو أمه بشكل أثار غضبها
زادت من دلالها ودلعها عليه ممثله غيرتها من طفلها قائلة
" كل هذا الاهتمام بالطفل و ماذا عني إذا ؟"
_ " انتِ الأصل فمن غيركِ تنير ايامي وتغمرني بالسعادة، بل من تحمل بوريث عائلتنا، تخيلي أن يكبر ليصبح...
غرق بحديثة لابنه المنتظر وأحلامه المستقبلية دون الانتباه لها ، نظرت له بعيون نادمه فكل يوم كان يمر يثبت فاتح به تغيره وابتعاده لتتأكد هي ان ما ظنت انه حب كبير كان مجرد نزوة وحب عابر أرادوا به أن يعيشوا كلاهما ما كان ينقصهم فقط وانتهى .
......................
انتهى طعام عشاء مفعم بالرومانسية والنظرات اللامعة الممتلئة بالحب ، طلب منها ان تشاركة الرقص على النغمات الهادئة كي يصفي ذهنه ويعود لعمله بطاقة كبيرة.
لم ينتظر جوابها سحبها ليرقص معها وهو يقبلها فوق اذنها هامسًا
" أراكي أمامي بفستانكِ الأبيض المتطاير كحورية بيضاء تتمايل على رمال الشاطئ بأقدامها الناعمة المبللة.. وشعركِ المتطاير على وجهكِ "
فتحت أوزجي عينيها بنظرات استغراب سألتهُ "هل كنت على الشاطئ بشعري"
(ضيعت الرومانسية بنت نعمة الله 😂)
خرجت ضحكة عالية من جوتشي وهو مستمر بالرقص يضمها اكثر إليه، يحدثها بجانب اذنيها أيضا قائلا
" نعم بشعرك. فهناك لا يوجد سوى أنا وأنتِ فقط. ولكن هل اقول لكِ شيءً لا يمكننا ان نتركهُ بالأحلام.. عليّ ان أرى ذلك الفستان وهو يتطاير ويدور حولك"
تغيرت نبرة صوت جوتشي وهو يزيد من اغلاق عينيه مستمر بشرحه و وصفه لجمال تفاصيل الفستان عليها وانعكاس ضوء القمر على جانبيها لتصبح كالملاك المضيء بأخر الوصف.
ظل جوتشي بالأحلام يرقص حتى بعد انتهاء الموسيقى دون أن ينتبه لانتهائها إلا بعد أن أنهى كل حلمه.. فتح عينيه وتحرك برأسه لينظر لها قائلا " انتِ ملهمتي"
ابتسمت أوزجي بخجل تحدثت به
" انتبهت لهذا فدقة وصفك جعلتني اعلم أنك تنسج تصميمًا جديدًا"
سعد جوتشي لفهما ما يدور بعقله قبلها على خدها قبلة مليئة بالحب والرضا ناظرا بعدها لعيونها القريبة منه قائلا " أوزجوتش"
استغربت أوزجي مما قاله ليكمل جوتشي قائلا
" سيكون هذا التصميم بإسم أوزجوتش ليصبح مميزًا ومنفردًا ومتوجا بانسجام أسامينا "
اعجبت بالاسم لدرجة متحركة خلفه لتنظر للرتوش الاولى للتصميم وعيونها تشع بالفرحة.
لم يخلوا التصميم من اضافات قلمها الذي دار على التصميم ليضع بعض الرتوش الإضافية مما برز انعكاس ضوء القمر على الفستان كما كان يصف لها بالتمام.
عاد جوتشي ليكمل تصميمه وعينيه تدور على عود جمالها الممشوق وكأنهُ يستمد منها التصميم، تشعر للحظه أنه يرسم بعيون مغلقة من شدة انسجامه.
مرت ساعات عمل إضافية خرج بعدها تصميم فائق الجمال. انتبه جوتشي بنومها بجانبه على المقعد نظر نحو الساعة ليجدها الثامنة صباحًا.
ترك القلم من يده وحرك ظهره ليستند به على المقعد وهو يتألم حيال طول جلسته. ثم تحرك مقترب منها بوجه متعب قائلا
" لم تتحمل حوريتي أكثر"
رفعها بين يديه وهو متعب ومجهد ثم تحرك بها ليضعها على فراشهم نائمًا بجانبها غارقًا بالاحلام. لم يطول بالنوم هذه المرة فكان لساعتين على الأكثر استيقظ بعدهما بعقله المشغول بالتصميمات فليس لديه وقت للاسترخاء بعد أن تبقى يومين على الحفل.
عاد لغرفة العمل حاملا كوب القهوة بيدة يرتشف منها القليل بين الحين والاخر وهو يدقق ويراجع جميع التصميمات قبل اخذهم والذهاب للشركة للتنفيذ الفوري.
...................
تغيبت دفنة عن العمل بهذا اليوم لتصبح فرصة كبيرة لفاتح كي ينفرد بعمه غافر في مكتبها.
تحدث ممثلًا قلقه
"ماذا يعني عدم إلغاء الحفل إلى الآن ؟"
_ " ها هو يحارب كي يلاحق عجلة الزمان ولكن هيهات هيهات انتهى الوقت حتى وإن أراد هذا لن يستطيع النجاح به"
فكر فاتح بكلام عمة بوجه غير مقتنع متحدثًا
"هل تعتقد انه سينجح بعمل تصميمات جديدة؟ أم أن لديه تصاميم احتياطية يستخدمها بهذه الظروف"
ضحك غافر بسخرية قائلا
" وهل كبر هذا الطفل حتى أصبح يمتلك كل هذا الذكاء "
فرح فاتح بحديث عمه ولكنه غير مطمئن، همس في لحظة شرود دون أن ينتبه قائلا
" انا متأكد انه سينجح خصوصًا مع كل هذه السرية حول ما يقوم به، انا اكثر من يعلم هذا، فهو لا يضع امر بعقله حتى يكمله بل ينجح به"
ابتسم غافر ليجيبه بثقة
" انا اعلم هذا الطفل اكثر من اي شخص اخر، يظهر انه قوي ومنتصر وبالأصل داخله فارغ انتظر قليلاً وستجد أنني محق، سيحاول ويحاول وبعدها سيضعف "
_" اقول لك يعمل على تصاميم جديدة ، عمي سينجح، عندي احساس عالي بهذا انت تعلم ان نجح وعلى نجمه سيحطمنا وينتقم مني على شيء ليس لي ذنب به "
ثم بدأ تمثيل ملامح المظلوم قائلا
" هل الحب بأيدينا أنا لم أكن أنوي فعل هذا، ولكن قلوبنا من أرادت هذا"
ضاق صدر غافر مما سمع قائلا
" لا يمكنه ان يؤذيك بشيء ما دمت حيًا، وأيضا ان لم يحدث ما حدث ما كنت الان اعيش فرحة انتظار الحفيد، لهذا لا تفكر أنك مخطئ، من حسن حظنا أن قلوبكم تألفت وإلا كانت ستبور ابنتي وتذبل وهي معه "
صمت غافر لبرهة قال بعده
" هذه من أجلك"
ثم فتح هاتفه ليتحدث مع شخص
" حان الوقت أريد ان يعلم الجميع ان تصميمات جوتشي قد سرقت منه وانه في مأزق ويحاول تدبير نفسه بتصميمات سريعة تخلوا من الإبداع و التميز كالمعتاد "
اغلق غافر الهاتف ناظرًا لوجه فاتح المصدوم مما سمع ، قائلا
" ما بك! ظننت أنك ستسعد بهذا. بالأصل هذه الضربة ستسقط أي حفل قبل بدأه. يعني حتى وإن نجح بعمل تصميمات جديدة ستكون نسبة استقبالها لدى جمهور المعجبين ضعيف "
تحرك فاتح بذهول تحدث به
" ولكننا بهذا الشكل خسرنا الشركة. هذه ليست ضربة قوية لجوتشي المصمم المشهور فقط ، ولكنها علامة سوداء بسجل نجاحات الشركة "
كان خوف وحرص فاتح على نجاح الشركة أكبر من هم القصاص من جوتشي، خاف أن يضيع حلمه بتملك شركة جوتشي الناجحة مستحوذًا عليها كما استحوذ على كل ما يخصه من قبل.
( فهل ارتبط فاتح بدفنه لأجل الحصول على شركة جوتشي؟ )
ضحك غافر برده
" لا تقلق لقد خططت لكل شيء هل تتوقع أنني لم أجد البديل المنقذ للشركة. حزنت منك الان كيف تفكر في عمك بهذه الطريقة البدائية. أين ذهب ذكائك وعقلك اللذان يشبهونني "
صادف هذا الوقت سير اسماء بطريقها للمكتب بعد أن اطمأنت على سير الأعمال، وعند قربها من الباب وقبل دخولها سمعت صوت زوجها يضحك قائلا
" لا تقلق نحن نسير بالطريق الصحيح سيفشل حفل الأزياء بسبب تقديم الموعد وفضح سر سرقة تصميماته، كله تحت السيطرة ليتعلم كيف يهددك من بعد الان"
تحدث فاتح
" أرى أن ثقتك زائدة هذه المرة. اقول لك هذه المرة مختلفة وأنت لم تصدقني "
لم تتوقع أسماء ان زوجها كان متعمدا بتقديم موعد الحفل والصدمة الأكبر انه وراء سرقة التصميمات.
تحركت مبتعدة عن الباب كي لا يلاحظا سماعها لهم ،وتوجهت لمكتب جوتشي لتختبئ به بعد أن ساءت حالتها واصبحت لا تتحمل هذا الظلم والسوء الكبير الذي بداخلهم تجاهه.
تفاجأ جوتشي بخبر سرقة تصميماته يملئ صفحات النت عندما توالت عليه الاتصالات لمعرفة صحة الخبر من عدمه .
صدم يده على المكتب بقوة غضبة صارخًا بأعلى صوته ، حاولت أوزجي تهدئته ولكنها متوترة غاضبة فهذا الخبر بمثابة الضربة القاتلة بسمعة الشركة.
خرج جوتشي لحديقة منزله يحاول تهدئة نفسه كي يستطيع السيطرة على غضبة والتفكير بكيفية الخروج من هذا المأزق الكبير.
رن جرس الباب لتتحرك أوزجي وهي تقول
" من المؤكد انها السيدة سوونا ، رغم أنني أرسلت إليها رسالة اعتذر عن قدومها "
نظرت من خلف الباب قبل ان تفتحه لتتفاجأ بالضيف فتحت بسرعة وهي تقول
" أسماء هانم اهلا بكِ "
رفعت أسماء النظارة الشمسية من على وجهها قائلة
" اعتذر ان جئت دون موعد ولكني اردت ان أرى..."
لم تكمل حديثها حتى جاء جوتشي من الخلف مرحبًا بها مصطحبها للداخل بقوته الهزيلة وعيونه التي تهربت منها كي لا ترى حزنه وعجزه بهما.
فاجأته بسحبه وضمه داخل حضنها وهي تحن على ظهره بحزن ، كانت عينيه ان تدمع من هذا الحضن الذي تطوق شوقا له وخاصة بهذه اللحظات العصيبة.
ادخلها جوتشي الصالون وجلس بجانبها وهو ما زال ممسك بيدها قائلا
" ما بكِ لما هذا الحزن الذي خيم على عيونكِ "
امتلأت عيون أسماء بالدموع مبتلعة ريقها المختنق بصعوبة رؤيتها محاولة تظاهر صلابته وقوته أمامها.
تحركت أوزجي وجلست بجانبها تراقب لأول مرة قوة العلاقة بينهما
رفعت أسماء يدها لتمسح على شعره وهي تطمئن على سير الأعمال وكيفية خروجة من هذا المأزق .
صُدمت أوزجي عندما وجدت جوتشي يحكي لها عن التصميمات التي يعمل عليها بكل أريحية، فكانت ترغب ان يكون سرًا حتى لا يحدث مكروه. كما اندهشت من حديث أسماء لجوتشي وتقويته " هناك من يسعى لهدم أسطورة جوتشي الكبير. من المؤكد انه قريب منك لحد لم تتوقعه، لهذا أطلب منك ترك منزلك على الفور لتكمل عملك في مكان اخر لا يعلم بهِ أحد.. تبقى يومين فقط علينا ان نشك بانفسنا قبل الغير"
تساءلت أوزجي " إلى اين سنذهب؟ ولماذا؟"
أجاب جوتشي وهو يهز رأسه بحزن
" من المؤكد لبيت المزرعة. وصل لي ما لم تستطيعي إخباري به"
صمتت أسماء والحزن يخيم عليها ، تمالكت نفسها و وقفت لتكمل حديثها بصيغة الامر قائلة " لن اسمح. هذه المرة لم ولن اسمح لاحد ان يقترب من نجاحك. ولكن عليك أن تساعدني لأجل النجاح في هذا "
اقتربت منه واضعة يديها على كتفه وهي تشدد عليه قائلة
" أنت جوتشي أنباي ، وستظل جوتشي أنباي رغمًا عن الجميع. ستجتهد و تنجح بهذا إن لم يكن لأجلك فستفعلها لأجلي أنا. هل تسمعني "
شددت من قبضة يدها لدرجة حركته معها وهي تكمل
" هل تسمعني؟ أنت وعدتني بأن تكون سندي وقوتي بهذه الدنيا، أنت وعدتني أن لا تتركني وحيدة. عليك أن تفي بوعدك، عليك ان لا تتركني ضعيفة"
نظرت لاوزجي وعارف بقوة أكثر وهي تتحدث كأنها تصدر فرمانًا جديدًا
" ستنفذ جميع تصميماتك بسرية تامة ستأخذ، معك عدة عاملين موثوق بهم لديهم خبرة كبيرة في خياطة وتطريز كل ما يلزم لتنفيذ تلك التصميمات بدقة وتميز لنسحق بهم الجميع".
.................
وقد كان ما قالته فبعد عدة ساعات من خروجها كان جوتشي وأوزجي يقفان في منزل المزرعة وحولهما عدة عاملين مخلصين ببيت .
شرح لهم الوضع وأن ليس لديهم وقت كافي ليخسروه فهم يسابقون الزمن لإنجاز مهمتهم الصعبة.
تحدثت أوزجي لتخبره
" وصلت سيارة الشحن "
_ " ممتاز لم أكن اتوقع بهذه السرعة"
قالها جوتشي ناظرًا للبقية وهو يقول
" هيا يا شباب لنضع كل شيء مكانه حتى نبدأ على الفور"
تحرك الجميع ليفرغ الصالون من كل شيء إلا عدة مقاعد وضعت جانبًا ، وتحركوا للخارج كي يدخلوا المكن والمعدات التي سيتم تنفيذ التصميمات بها.
كان جوتشي جاد وسريع فبمجرد وضع كل شيء مكانه بدأ بفرد أطوال الأقمشة الفريدة والمميزة قائلا
" لدينا عشرة تصميمات من المفترض إنهاء خمس منهم اليوم والخمسة الباقية غدًا ولكني اريد إنهاء ثمانية اليوم ونبقي اثنين فقط للغد"
نظر له الجميع بعيون متسعة ليقول هو
" نعم سننهيها لو عملنا سويا بشكل منظم. نحن ثماني أفراد بحد أدني سيأخذ منا التصميم من ساعتين لثلاث على الأكثر حتى يمكننا باقل من هذا ان تركنا التطريز واللمسات النهائية للغد ننهيه سويًا"
مرت الساعات بثقل وجهد ومواصلة بالعمل الجميع يعمل بشكل متواصل وبسرعة كبير ، ليأتي الصباح وتلاه وقت الظهيرة وهم ما زالوا يعملون.
وبعدها بوقت قليل أعلن جوتشي انتهاء تنفيذ جميع التصاميم والبدء في الرتوش النهائية والتطريز.
يعد وصولهم لهذه النقطة انتصارا قويًا واصلوا عملهم دون نوم او توقف حتى انتهى العمل ليلاً بشكل كامل.
شكرهم عارف قائلا لهم
" تستطيعون النوم براحة الان، يجب علينا ان نكون بكامل طاقتنا غدًا"
تحركوا لكي يناموا بعد أن أنهكهم النعاس والعمل المتواصل، لاحظ إثنين من العاملين بدأ جوتشي بتنفيذ تصميم اخر وحده.
عادوا إليه ليسألوه عن ما سيفعله ليقول لهم
" لا اريد ارهاقكم أنا سأنفذه بمفردي بالأصل لن يحدث ضرر إن لم ننهيه فلدينا ما يكفينا لإتمام الحفل يمكنكم ان ترتاحوا "
اصروا على مساعدته ليخرج جوتشي قطعة قماش بيضاء حريرية ليست فقط فريدة ومميزة ولكنها تفوق الخيال، انبهر المساعدين بها كثيرا فحقًا هي كالخيال وكأنه قماش من الأساطير.
اقترح أحدهم ان لا يسرع باستخدامها وينتظر لتستخدم بعرض أقوى لينفذ بها افضل تصميم ليكون تصميم الموسم حينها.
ابتسم جوتشي وقال
"هو كذلك بالنسبة لي بل اكثر بكثير "
وبدأ بقص القماش دون وضع المقاسات اويخطط على القماش كعادتهم، لتتسع أعين المساعدين وهم ينظرون لبعضهم البعض قال أحدهم
"ما هذا هل سننفذه دون وضع المقاسات أولا"
أما الاخر فقال له
" انا اعلم جيدا أنك متعب وليس لديك وقت ولكن أليس مؤسف على القماش".
أبتسم جوتشي مغمض عينيه ليتذكرها بجانبه ، فتح عينيه مرة أخرى مجيبًا عليهم
" لا تقلقوا اعلم جيدا ما افعل ولكن عليكم أن لا تكرروا ما رأيتم وخاصة ان كان القماش من هذا الطراز الفريد"
جاوب عليه احدهم قائلا
"ولكني لا اعتقد انه يوجد شبيه لهذا القماش "
انهى جوتشي قص التصميم مخرج لهم صورته المخبئة ليزدادوا انبهارًا به حتى أنهم اختاروه ليكون هو المروج للحفل.
ضحك جوتشي قائلا
" اعلم هذا ولكن عليكم الأسراع حتى ننهيه ، لا أريد لزوجتي ان تراه او تعلم بأمره. فأنا أفكر بمفاجأة صغيرة لها"
أنهى جوتشي ومساعديه التصميم بوقت قياسي حتى كان لديهم الوقت الكافي للنوم والراحة لاستقبال اليوم الموعود.
....................
جاء اليوم المعلوم والخاص بحفل عرض الأزياء الخاص بشركة جوتشي.
استمتعا فاتح وغافر بإفطارهم الشهي وهم يتابعون اخبار سرقة التصميمات التي زادت الشائعات والأخبار السيئة حولها.
تحدث غافر
" من المستحيل النجاح بهذه الأجواء المضطربة إلا إذا حدثت معجزة"
ضحك فاتح مجيبًا على عمه
" اعترف علي الاعتذار منك لانني شككت بكلامك في لحظة خوف".
تابعتهم أسماء من بعيد بحزن كبير ولكنها ليست حزينة فقط بل كانت متعبة تضع يدها على رأسها وتغمض عينها.
نزلت دفنة الدرج لتتوجه نحوهم كي تشاركهم الفطور بطاقة هزيلة متأثر باعراض الحمل في الأشهر الأولى والتي أثرت على حيويتها وتحركها السريع.
قام فاتح ليهتم بزوجته مقبل يدها ومن ثم اجلسها بجانبه ليضع لها الطعام قائلا
" عليكِ ان تشبعي ابني جيدا...."
استغربت دفنة من هذا الاهتمام الذي ظهر بقوة.
نظر غافر لهم مبتهجا لما يراه أمامه ولكن ياليته كان حقيقي دون تمثيل.
..............
ظهر جوتشي وزوجته وهما يدخل الصالة الكبيرة الخاصة بشركتهم المجهزة من أجل حفلات الأزياء الخاصة بهم بعد غياب طال لأربعة ايام عن الاعلام والشركة وكل شيء.
صعد جوتشي الدرج ويديه تحاوط أوزجي التي كانت ترافقه السير.
توالت الأسئلة التي لم يقف جوتشي للإجابة عن أيًا منها ، مصرحًا لهم أن نجاح الحفل جدير بالرد على كل أسئلتهم ودخل الصالة الكبيرة مشيرًا بعينه نحو الأمن كي لا يدخلوا احد خلفه.
.......................
تم إنهاء جميع التجهيزات ومتابعة جوتشي لمصففي الشعر وخبراء التجميل بإتمام عملهم بالشكل الذي أراده.
نظر جوتشي لساعة يده بوجه مبتسم قائلا
" حان الوقت الان"
تحرك ليبحث عن أوزجي ليجدها قادمة نحوه وبيدها عصير الفواكه، أخذه منها قائلا
" أرى انكِ اصبحتِ تعلمين ما احتاج إليه دون ان أعلم انا"
ابتسمت له بحب كبير
" لا اصدق كيف استطعنا فعل هذا. لقد نجحنا .نجحنا " ورفعت يدها بعلامة النصر
رد عليها قائلا
" ولكن هناك شيء ظل ناقصًا"
استغربت أوزجي مقتربة منه وهي تسأله بصوت منخفض وعيون تراقب الآخرين بجانبها " وما هو هذا النقص؟ "
مد جوتشي يده ليمسك يدها سحبها معه ليسير بها قائلا " ستعلمين الان ما ينقصنا "
اقترب من غرفة صغيرة فارغة ودخلا بها لتتفاجأ اوزجي بفستان فائق الجمال معلق على استند كبير.
نظرت بفرحه للفستان ثم نظرت له قائلة
" كيف حدث هذا...."
اقترب جوتشي منها بوجهه المبتسم وعيونه التي تشع حبا قائلا
" اريد منكِ ان تكوني أنتِ صاحبة هذه الاطلالة بالحفل..."
احتضنها مكملًا حديثه
" اتتذكرين عندما قمتي بتصوير الملابس الرياضية كوجه الماركة للموسم الجديد..."
ابتسمت اوزجي بجوابها
" نعم وهل لي ان أنسى هذا اليوم! فكانت ثريا هانم شاهدة بنفسها على جلسة التصوير... "
ضحك جوتشي قائلا
" جميل ولكنكِ لم تتذكري حينها عندما اخبرتكِ أنه سيأتي يوم واجعلكِ تسيرين على شريط العرض.."
اتسعت عينيها بقولها " مستحيل لا يمكنني فعل هذا "
قبلها جوتشي من خدها قائلا بصوت ترجي
" ولا حتى لأجلي"
ردت بدلع وابتسامة خجولة قائلة
" عارف لا تفعل بي هذا ، حقا لا استطيع اخجل من السير أمام الجمع "
..................
وصلت سيارة غافر أمام صالة الحفل ومن خلفها سيارة فاتح. اسرع الأمن ليفتح لهم أبواب السيارات نزلت أسماء بقوة وثقة مرتدية فستانا خاص جدا من تصميم جوتشي.
انتظرت وصول غافر الذي كان يتحرك بصعوبة وهو متكئًا على العكاز بجانبها ومن ثم اقتراب فاتح ودفنة وهم متشابكي الأيدي ليدخلوا جميعهم تحت أضواء الكاميرات.
شعرت دفنة بتعكر معدتها فور دخول القاعة اصطحبتها أمها نحو الحمامات لتغسل يدها ووجهها قائلة
"لا تقلقي حدث هذا من الزحام والتوتر" ..
سار غافر بصعوبة وهو يتقدم بجانب فاتح الذي انشغل بهاتفه يقرأ رسالة متعلقة بالعمل سقط هاتفه من يده فور اصطدم المفاجئ بفتاة.
رفع رأسه وهو غاضب ليرى من صدمهُ ليجدها فتاة شعرها طويل مدرج بخصل شقراء مموجة فائقة الجمال والرشاقة تلبس فستانًا جميلاً بتصميم واضح انه احد تصميمات جوتشي السابقة.
" اعتذر منك لم أنتبه . فلقد رأيت احد صديقاتي المقربين وأسرعت نحوها دون تركيز"
انحنى ليلتقط هاتفه الذي تأثر من اصطدامه بالأرض رفع رأسه ناظرًا لابتسامتها التي أظهرت غمازتها الجميلة، ورغم أنها مجرد لحظات سريعة إلا أنها ابهرته بحركاتها السريعة وضحكها وتمايلها وهي تتحدث معه
استأذنت منه لتكمل سيرها ، ما زال ينظر لها من الخلف ليدقق بجمال فستانها وحركاتها المليئة بالحيوية والطاقة ، جاء إليه صوت عمه
" لقد خصصت لنا افضل مكان في الحفل كي نكون اول الشهود على هذا الفشل الكبير "
ابتسم بوجهه وعقله شارد بالفتاة الجميلة.
جلس الجميع بأماكنهم ليبدأ الحفل بخروج أوزجي لتكون أول من يفتتح العرض بثوبها الأبيض المبهر الذي أخذ كل الأضواء و استحوذ على اعجاب الجميع. لدرجة انه بنفس اللحظة وقبل انتهاء عرضها استحوذ تصميمها على أعلى نسبة تصويت وحجز عبر اللوح الالكتروني المثبت بمقاعد الضيوف.
انصدم فاتح وغافر وهم ينظرون لنسبة التصويت والحجز على اللوائح الالكترونية بالاعلى التي اظهرت تبقي عدد قليل من الحاضرين لم يصوت عليه .
تم طلب عرضه مرة أخرى ليستجيب جوتشي ولكن تركه لنهاية العرض المميز الذي لاقت به جميع التصميمات فيه على اعجاب جميع الحاضرين.
استمر فاتح بالنظر إلى الفتاة التي كانت تجلس في الجهة المقابلة له وهي تتحدث مع صديقتها بكل حيوية وطاقة هائجة اسرته بابتسامتها وجمالها البارز حيث كانت ملامحها وجهها دائري بملامح كبيره يجمله الغمزات.
لم يلتفت غافر لإبن أخيه بجواره من كثرة اغتياظه من نجاح التصاميم الجديدة، ينظر للمدعوين وهو يسأل فاتح
"هل ترى ما أراه! جميعهم من المميزون"
نظر له فاتح مجيبا " هل تعرفهم جميعا"
ضحك غافر بغضب ساخرًا من سؤاله ليبدأ تعريفه على الحضور حتى وصل لتلك الفتاة الجميلة قائلا
" هذه اوزلام ابنة عدنان بايلان صاحب أكبر سلسلة مدارس خاصة في بلدنا، جدها صاحب شركة كبيرة بمجال المعمار فهي فتاة ولدت للثراء و المال "
بهذا الوقت قاطع كلام غافر ظهور جوتشي بنهاية العرض مع زوجته ليشكر الجميع، أنارت بالأعلى لائحة إلكترونية كبيرة مكتوب عليها
* أوزجوتش *
رفع يده الممسكة بيد زوجته للأعلى واليد الأخرى لوح بها للجميع شاكرًا لهم ثقتهم فيه.
ثم وشكر زوجته التي وضعت أساسيات التصميمات وهو أكملها بلمساته النهائية قائلا لهم " هذا اول عمل مشترك بيننا ولكنه ليس بالأخيرة فلقد استمتعت كثيرا بالعمل المشترك وكأنه اول ديفلي لي.."
قبل يدها رافعها لأعلى بعدها كي يجعلها تدور بين يديه كعرائس الباليه ليرفرف الفستان ويزداد جمالاً بدورانها.
وقف الجميع ليصفق لهم بحرارة انبهارهم بجمال التصميمات .
كانت دفنه شاهده على هذه الكلمات، فمن سوء حظها انها انضمت للعرض متأخرة لتكون شاهده على هذا الحب والنجاح المشترك فقط.
................
بدأ حفل صغير بعد انتهاء العرض في الصالة الجانبية، دار جوتشي وأوزجي بين المدعوين ليرحبوا بهم ويشكرونهم لتواجدهم ودعمهم .
راقبته بعيونها الفرحة بنجاحه من سمته سندها بالحياة رغم إجهادها الشديد.
تحسنت حالة دفنة لتدخل لمشاركتهم الحفل ، خرج فاتح دون ان يلفت الانظار إليه مقتربًا
من اوزلام قائلا
" أنتِ مدينة لي بهاتف جديد"
تلفتت له قائلة
"عذرا هل تحدثني؟ "
ابتسمت اوزلام فور تعرفها عليه قائلة
" معذرةً حقا أعتذر منك. اشعر انه واجب علي تعويض ما حدث"
ابتسم فاتح قائلا " اعرفك على نفسي انا فاتح أنباي الشريك الأول بشركة جوتشي وصاحب سلسلة مطاعم الورود الزهرية "
انبهرت اوزلام
" اهلا بك سررت كثيرا لتعرفي عليك "
مدت يدها للمصافحة مكملة
" وانا اوزلام بايلان مهندسة معمارية اعمل بشركة جدي المعمارية "
نظر فاتح للخارج وقال " لماذا لا تشاركينا حفل النجاح "
_" ارتبط بالتزامات مهمة في الصباح الباكر وعلي النوم مبكرا"
تحدث لها
"حسنًا كوني على راحتك ولكني سأرافقك حتى سيارتك كي اطمئن انه سيمر دون حوادث أخرى "
ضحكا وهم يسيرون بجانب بعضهما البعض بانسجام ، بينما كانت زوجته تبحث عن فاتح بين الضيوف تحدث ابيها
" ذهب ليغسل يده و وجهه "
جلست بجانب ابيها وهي تنظر نحو والدتها التي انشغلت بالترحيب بالضيوف بوجه شاحب .
وفي هذه اللحظة تفاجأت دفنة و الجميع بسقوط أسماء هانم سقوطًا مزريًا.
ذعرت دفنه وقامت سريعا بعدما صرخت
أمــي
جاء صوت صراخها لاذن جوتشي الذي التفت سريعاً نحو دفنة ركضًا بكل سرعته ليصل قبلها.
بالأصل لم يلبث ثواني حتى استوعب جوتشي ما حدث فكان أول المتواجدين بجانب أسماء ،
جلس بجانبها رافعها بين يديها وهو يحاول إعادتها لوعيها مناديًا عليها ولكنها غائبة عن الوعي لا تدري بشيء.
رفعها جوتشي بين يديه ليقف بها ثم تحرك خارج صالة الحفل وهو يهتم بدفنة و يهدئ من ذعرها.
وصل لسيارته بسرعة عالية وضع أسماء على المقعد الخلفي لتصعد دفنة السيارة بجانب امها من الجهة الأخرى.
تحركت أوزجي مسرعة على اخر لحظة لتصعد بجانب جوتشي بالأمام ، قاد سيارته بسرعة فائقة نسي بها كل الحضور والحفل.
كانت كاميرات الصحافة تصور وتوثق هذه اللحظات المتوترة .
أنتهى الحفل الجميل بهذا الشكل، لم يلبث كثيرا حتى تصدر هذا الخبر صفحات الإنترنت.
رأى فاتح الخبر أثناء عودته من ايصال اوزلام بعدما اكتشفوا عطل في أحد دواليب سيارتها دون مبرر فهل هي صدفة يا ترى؟ .
جلس عارف أمام دفنة أرضا ينظر لها ويطمئنها أن أمها ستكون بخير ولا يوجد خطر عليها ، لم تستمع لها من شدة انهيارها وخوفها على امها بل زاد حزنها وبكائها لما رأته من حنان وخوف عارف عليها .
نظرت نحوه بعيون حزينة على ما فقدته، أما هو فقلبه الكبير ومكانة أسماء الفريدة بقلبه جعلته ينسى كل شيء ويقترب منها ليهدئها ويصبرها.
ظلت أوزجي تنظر لهم بعيون تملئها الغيرة فلم تشفع هذه الظروف لرؤيتها لهذا المشهد أمامها..
وصل فاتح المشفى وهو يمثل الذعر والخوف منصدم من قرب دفنة وعارف، اقترب محتضن زوجته وهو يسألها " ماذا حدث؟"
تحرك عارف ليقف جانبا ناظرا للحظة وصول غافر للمكان ، تنحى تاركهم بجانب بعضهم يتحدثون مقتربًا من زوجته بقلب تائه.
نظر غافر لعارف وهو يسأله عن وضعها ، لم يكمل سؤاله حتى وصل الطبيب وطمئنهم عليها قائلا
" تعرضت لضغط عصبي شديد مع عدم الانتظام بتناول الطعام، نتج عن كل ذلك انخفاض شديد بنسبة السكر وقياس الضغط ، ولكنها أصبحت بأفضل حال ويمكنها الخروج بعد ظهور نتائج التحاليل لزيادة الاطمئنان"
ارتاح الجميع وخاصة جوتشي الذي اعتذر منهم بتوجب ذهابه قبل ان يحدث معه ما حدث مع زوجة عمه فهو لم يتناول الطعام ولم يرتاح جسده طوال المدة التي سبقت الحفل.
هنئهم على سلامتها واخذ زوجته وذهب، علقت عيونهم عليهم من الخلف منها من تنظر بغيظ و حقد وأخرى تنظر بندم وحسرة على ما خسرته..
لم يشفع نجاحهم في إخماد نار الغيرة بقلب أوزجي التي لم تتحدث طوال الطريق حتى انها نامت فور وصولهم بحجة التعب .
حاول عارف ان يحدثها عن الحفل والنجاح ويضحكها و لكنها اعتذرت منه ونامت وهي تغلي من غيرتها باكية على فعلته دفنه وفاتح بها.
فظل جوتشي لساعات إضافية يتابع مواقع التواصل الاجتماعي وهو يتناول طعامه مسترخيًا بالحديقة، ومن ثم ذهب ليحتضن زوجته التي ابتعدت عنه فور اقترابه ليتركها براحتها ظنًا منه انها نائمة.
نام بوجه مبتسم فرح بما اجتازه من نجاح، ومع مرور الوقت لم تتحمل أوزجي ما يجول بخيالها واحتمالية خسارته هو أيضا كما خيل لها.
أقتربت منه لتحتضنه بقوه واضعة رأسها على منتصف ظهره ، ابتسم وجهه فور شعورة بيدها ولكنه غطس بنومه العميق منفصلا عن عالمه بعد تعب وسهر متواصل لعدة أيام بخلاف الأصوات الكثيرة المختلطة بين التصفيق والموسيقي التي ما زالت بأذانهم.
بدأ يوم جديد بنكهة الراحة والاسترخاء فما زال جوتشي وأوزجي نائمين بأحضان بعض يتقلبون سويا دون ترك يمينًا ويسارًا ، كان الاستيقاظ الأول من حظ أوزجي لتجد نفسها لا زالت محتضنة زوجها من الخلف وهي تستند برأسها على ظهره.
ابتسمت وبدأت تتحرك ببطء حتى لا يمسك بها قبل هروبها ، توجهت للحمام ناظرة للمراة الداخلية متذكرة إنهيار دفنة وخوفها على أمها.
اخذت نفسًا طويلًا ناظرة لبطنها محركة يدها اسفل بطنها كما كانت تفعل دفنة، غسلت وجهها ويديها وخرجت من الحمام وهي تنظر نحو عارف النائم على فراشه بشرود وكأن الخوف قد عاد إلى قلبها وكأنها تشعر أنه سيتكرر ما حدث معها سابقًا من جديد.
دخلت غرفة تبديل الملابس أخرجت بنطلون جينز وقميص أبيض مطعم بالدانتيل واللؤلؤ الأبيض.
كانت تنظر للقميص وهي ما زالت شاردة
هذه المرة كان شرودها بتذكر حوارها مع ياسمين ونصائحها لها وأهمية الانتباه لملابسها فزوجها ليس كباقي الأزواج تدور حوله اجمل النساء والموديلات.
.................
توترت الأوضاع بمنزل العائلة منهم من يأكل
نفسه غيرة وحقدًا على نجاح جوتشي معاتبًا عمه أنه تهاون بالأمر حتى حدث ما كانوا يخشونه وها هو أزداد قوة.
لم يتهاون غافر مع هزيمته هذه المرة سعل لعدة مرات قائلا
" سأنهي الأمر من جذوره اليوم. هو من أرادها حربًا فليتحمل النتائج إذا"
شاعت عيونه بالشر وهو يتواعد قائلا لفاتح
" انتظر تبقي القليل حتى نستمتع بانهياره. تبقى ساعات فقط على هذا. لم اكن أنا لو لم أشهد على إنهاء هذا العمل قبل سفري و وضعك انت بديلا له "
تفاجأ فاتح وفرح كثيرا بما سمعه.
كان الوضع مختلفًا بغرفة أسماء ، جلست
ابنتها بجانبها وهي تنظر نحوها بحزن شديد ، امتلأت عيونها بالدموع بعد ان علمت قيمتها ومقدارها لديها ، بل علمت جيدا انها القلب الوحيد بهذه الدنيا الذي يحبها ويخاف عليها.
تذكرت أسلوبها القاسي وردودها العنيفة الخارجة عن حد الادب معها وهي تمسح دموعها التي بدأت تنزل من عيونها.
ليس هذا وحسب تذكرت دفنة عارف وخوفه وذعره الذي كان يشع من عيونه على من وضعها مكانة أمه. تذكرت قربه منها وخوفه عليها وعلى طفلها الذي لم تراه من زوجها
بكت نادمة على كل شيء خسرته.
................
استيقظ عارف من نومته الطويلة تحرك من فراشه بصعوبة كبيرة يجاهد النعاس والخمول ، لو وجد حوريته مازالت نائمة لما استيقظ او تحرك من هذا الفراش. أخذ دش دافئ يساعده على إستعادة نشاطه فهو ما زال يشعر بالتعب والخمول من بعد أحداث الأمس.
( كانت هناك مفاجأة كبيرة صادمة في انتظار عارف 😂 و انتظارنا كلنا ههههه 😂)
نزل على الدرج بعيونه التي تبحث عن حوريته بكل مكان ، سمع صوت يأتيه من المطبخ توجه نحوها لينصدم بقوة ما رآه ، كانت اوزجي تحضر الشوربة خاصتها وهي تدندن بانسجام، اتسعت أعين عارف فهو لا يصدق ما يراه أمامه ( طبعا مش الشوربة يا بنات😂😂)
رآها مرتدية فستان قصير باللون الأحمر المورد مفتوح الصدر ضيق من الخصر منفوش قليلا من الأسفل.
اعتقد عارف أنه ما زال غارقًا بأحلامه ، لاحظت أوزجي وجوده توقفت عن غنائها مرتبكة بوقفتها.
تحرك عارف بوجه مبتسم ليقترب منها شيئًا فشيئا ناظرًا للشوربة وهو يغمض عينيه كي يشتم رائحتها الطيبة، فتح عيونه بعدها ناظرًا لها " رائعة ولكن ليست بروعتكِ"
خجلت و خفضت نظرها ليرفع يده ليلامس وجهها المشرق، تحدثت بسرعة وهي تبتعد عنه خطوات "كنت أعلم أنك ستستيقظ جائعا لذا قمت بتحضير الشوربة سأسكب لك فورا "
رد عليها وهو يمد يده ليأخذ كأس العصير خاصتها من الجوار شاربًا منه القليل
" ومن قال لكِ انني جائع بالعكس تمامًا شبعت عيوني على الأخير"
خجلت أوزجي أكثر عندما قَربَ عارف كأس العصير من فمها كي تشرب هي أيضا منه
تحركت قائلة " الشوربة ".
لم تكمل أوزجي كلمتها حتى سقط العصير على صدر فستانها صرخت مبتعدة من شعورها بالعصير الممزوج بالثلج المنعش.
اعتذر جوتشي منها وامسك منديل مقتربًا منها ليمسح ما سقط على صدرها ولكنها تحركت بخجل لتخرج من المطبخ قائلة
" سأصعد لتبديله وأعود لتناول الشوربة قبل ان تبرد"
وقف أمامها ليعيق سيرها وهو يهز رأسه بالنفي. استغربت أوزجي
"لا يمكنني البقاء هكذا"
أبتسم وجهه برده
" ولكنه يناسبني..."
ابتسمت بخجل
"رجاءً سآتي على الفور لن اتأخر"
اقترب منها وهو ينحني بالقرب من اذنها قائلا
" ولكن سيكون من اختياري هذه المرة"
وتحرك لينظر لعيونها المتسائلة ليكمل حديثه وهو يقول لها
" اريد ان اصبح أب. رأيت بعيون والداكِ هذه الرغبة الكبيرة بأن يكونوا أجداد وأنا الان اشعر نفس الشعور "
ضحك بباقي حديثه مشيرا لعيونها
" لا اعرف كيف تفعلينها العيون الثابتة المتسعة هذه. ومع هذا سأكمل لتزداد اتساعًا، هذه المرة انا من يريد ان يكون أب. أريد ان اشعر بهذا ، يعني لا اعرف كيف اشرح لكِ من حماسي ولكني اعدكِ أن أكون أب جيد لا أسيء لهم..."
واقترب اكثر وهو يقول
" وايضا لقد زاد الأمر عن الاحتمال فأنا اشتاق لزوجتي وهي بين يدي أليس مؤسف عليّ"
ضحك عارف بقوة اتساع اعينها وازداد عليهم انقطاع نفسها ليقول لها
" بهدوء بهدوء لن يحدث شيء بدون ارادتكِ..."
تحركت أوزجي محاولة تخبئة دموعها التي بدأت تتجمع بعيونها وهي تجيبه
" سأبدل ملابسي قبل أن تبرد الشوربة "
اوقفها مرة اخرى
" اسمحي لي. اعلم أنني اخطأت عندما عرضت عليكِ ذلك العرض اعتذر منكِ. ولكني الان أطلب منكِ راجيًا. لا اعرف كيف حدث هذا ومتى حتى أنني كنت احاربه كي لا يحدث. انتِ كنتِ شفائي ودوائي. أريد ان أبني معكِ عشنا الصغير نملئهُ بالحب والصدق و التألف، اريد ان يكون لي عائلة مترابطة كما رأيت بعائلتكِ.. أريد ان اشعر بالانتماء لذاتي.. شيءً عائد لي أحارب من أجله... "
ذرفت عيون أوزجي بالدموع المنهمرة ليسرع عارف قائلا
" لا تبكي انا لن افعل شيء دون اردتكِ ان رفضتي سنظل كما نحن ، حتى انني لن أحزن ولن ألومكِ. رجاءً لا تبكي فانا لا اتحمل تلك الدموع "
تحدثت بدموعها
" وماذا إن لم استطع تحقيق حلمك؟ وماذا إن كنت فعلا لا انجب؟"
ابتسم عارف بحبه
" الأهم انه ليس رفض لشخصي مع أني كنت متأكد انكِ لن ترفضيني "
ابتسمت أوزجي وهي مازالت تبكي ليكمل كلامه قائلا " البرونزي "
مسحت اوزجي دموعها متسائلة
"ماذا؟ أي برونزي؟ "
اقترب مكملًا
" بالجانب المخصص لملابسي هناك طقم لي بلون غريب تضحكين دوما عليه افتحيه ستجدين تحتهُ اجابة سؤالكِ"
أعادت سؤالها مرة اخرى قائلة بحزن
" ماذا سيحدث ان لم استطيع تحقيق…"
وضع عارف يده على فمها ليسكتها قبل أن تكمل حديثها قائلا
" يكفيني هذه السعادة التي اشعر بها حتى اقول لكِ من الان أنني ارى جمال البرونزي عليكِ"
خجلت مخفضة عينيها بدلع ليقترب منها كي يقبلها اقترب واقترب ولكنها بأخر لحظه هربت منه " علي ان ابدل ملابسي"
تحركت لتصعد الدرج راكضة هاربة
" كي لا تبرد الشوربة "
أجابها من مكانه
" أن تأخرتِ سأصعد انا إليكِ"
( انا ذات نفسي بهير انبهرت😂😂😂 متتلم يا عارف خلينا نخلص على خير 🩴 )
ضحك مقترب من الشوربة كي يشتم رائحتها مرة اخرى ولكن هذه المرة لم يستطع مقاومتها امسك بملعقة الطعام وبدأ يتناولها من على الموقد باستمتاع.
فتح هاتفه وهو يبتسم بقوله
" اعلم انه سيطول ويطول ولكن علينا ان نكون صبورين فجمال البرونزي عليكِ سيكون صرح وسبق غير مشهود من قبل"
بدأ يقلب بهاتفه وهو مبتسم فرحا بما كتب عليه.
وقفت أوزجي امام مرآتها لا تصدق ما ترتديه فهو قطعه نادره صممت باهتمام كبير.
من الواضح أنه كان لديه بعض المشاكل في طول القماش ومع ذلك خرج رائع لا مثيل له.
وقفت اوزجي لا تعرف كيف ستظهر بهِ امامه كانت تستدير لتنظر لتفاصيله باعجاب كبير.
مسحت وجهها الأحمر المتعرق بيدها، ظلت على هذه الحالة حتى سمعت صوت اصطدام شيء كبير بالأسفل.
ذعرت وانقبض قلبها فاجأه حتى انها نسيت خجلها وخرجت من غرفتها مسرعة لتنظر من الأعلى بتخفي . انصدمت اوزجي بما رأته راكضة على الدرج بنزولها وهي تناديه بإسمه
" عارف. عارف . ساعدنا ياالله
.عارف عارف"
يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.
منها "احكي يا شهرزاد"
رواية قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..