recent
جديدنا

احكي يا شهرزاد الفصل الحادي عشر

 احكي يا شهرزاد 

بقلم أمل محمد الكاشف

الصحة كنز لا يقدر بثمن فلا تبخس بها و تهدرها، السعادة الحقيقية تكمن بثقتنا بقدرتنا وقوتنا المكنونة داخلنا بل بثقتنا وبكل ما ميزنا الله به عن غيرنا من المخلوقات لنستطيع أن نلمس ونخرج سحر الإرادة القوية للنور لنحقق به سعادتنا وأمالنا وننتصر بها على مخاوفنا.


وصل مدحت الصعيد قبل يد أمه واحتضنها بحرارة كبيرة، كما ركض الأطفال لحضن جدهم فرحين  بلقائه ، احتضنت توتة ناهدة وهي تبارك لها قرب فرحتها الكبيرة . 


اطمأنت أمال على وصول ابنتها بسلامة وخير مغلقة الهاتفة وهي تحدث زوجها: 

" الحمد لله ليكتب الله السلامة لهم بكل خطوة ، كان قلبي مرعوب من القطار الحمد لله الحمد لله ارتحت الان ".

 

صمتت تنظر لانشغال زوجها بهاتفه ثم أكملت حديثها:

 " ما بك مع من أتحدث أنا ". 


تحركت لتقترب منه كي ترى ما يشغله، أجابها بغدادي: 

" لا تشتتي انتباهي أريد أن أنهي قراءة المقال بتركيز ".


حركت فمها يمينًا ويسارًا دون رضا قائلة بعدها:  

"أنتبه. انتبه ،  يا حسرة عليّ سأُزوج بناتي وأجلس وحدي اتحدث مع نفسي أنت تنشغل بهاتفك وأصحابك وأنا أحدث الجدران هنا ".


_ " هل ابتعاد توتة عنكِ ليومين انساكِ ما يفعلون أولادها بكِ ، ما شاء الله كقرود يجعلون الشخص يفقد تركيزه  بل و ينسى  اسمه أيضا ، لا تقلقي أين ستذهب بالأخير سينتهي الزفاف و تعود إليكِ حينها  لن تشعري بالوقت الذي يمر حتى ستندمين على هذا التفكير".


وضعت يدها على رأسها لتحكم ربطة ايشارب شعرها و هي ترد عليه: 

 " هانت تبقى القليل على إنهاء شوشو لدراستها ونجلس مع بعضنا نتحدث ونتسلى كالسابق، رغم أني اشك بهذا ".


 و بنبرة مُلئت بالاستغراب أكملت أمال حديثها :

 " لا اعلم من اين أتت بحب الدراسة لحد الهوس،  الفتاة أصبحت تحدث نفسها من كثرة جلوسها وحدها وسط دفاترها وكتبها ". 


ضحك بغدادي وأغلق هاتفه ليجيب بتفاخر:

  " ابنة أبيها صحيح  ".


ضحكت ضحكة استهزائيه تحدثت بعدها:

 " هل تزوجت من دكتور أم مهندس وأنا لا علم لدي". 


_ " هل تسخرين مني يا أمال، رحم الله أيام السلالم  والشرفات أرجع يا زمان وذكرها بمن كانت ستموت على زين شباب المنطقة".


تراجعت أمال بلطف و وجه مبتسم قائلة :

 " أنت صدقت يا حج؟  كنت امزح معك. مللت وانتفخ داخلي، الظاهر أنني اشتقت لتوته  وعفاريتها ".


ضحك بغدادي برده:

 " اثبتي إياكِ أن تحدثيها بهذه النبرة وإلا ستجدينها غدا بجانبك، وأيضا أريد منكِ أن تشددي عليها لترفع رأس زوجها وسط أهله، الرجل طوال عمره محافظ عليها ورافعها للسماء لن تنتهي دنيتها أن شددت من نفسها وتحملت قليلا لأجل إرضاءه  بإرضاء أهله وكسب محبتهم ".


_ " و الله يا حج فهمتها كل هذا وأكثر منه،   ليهديها الله  للرشد والصبر أنت تعلم جيدا شغل بيوت الصعيد ليس سهلا. رغم أن الحداثة غيرت كل شيء، كان الله بعونها وابعد عنهم النفوس المريضة و الضعيفة ".


تنهد بغدادي بحديثه:

" آمين آمين اذهبي وانظري لشهرزاد لم أراها من بعد فطورنا" . 


_" بخير لا تقلق عليها ، تبقى القليل لتفقد عقلها وتجن بشكل كامل، دخلت عليها قبل أن آتيك ووجدتها تحدث نفسها، اكتملا أصبحا الاثنان بدون عقل الحمد لله  ليعوض  الله علينا في أولادهم ".


ضحك بغدادي ضحكة منقوصة لم تصل لقلبه قائلا:

" حفظها  الله وأتم عليها بنعمة الصحة والعافية ولا يحرمنا من وجودها بيننا ". 


ردت أمال بصوت اغلبه نبرة البكاء المحبوس :

" الله لا يذقنا نار فقدانها،  فليجعل الله يومي قبل يومها ".


‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●


مر الوقت بهدوء و سكون لتغرب الشمس وهي تخالط ظلام الليل متجلية عن مكانها للقمر ليشير للعامة بنذور حلوله ،  أنهت توته تنظيف المطبخ وغسل الاطباق بعد انتهاء تناولهم الطعام.


دخلت فهمية عليها وهي تدعو لها بالبركة والخير: 

" رضي الله عنكِ يا بنيتي،   لم تقصري رغم أنكِ لم ترتاحي من تعب الطريق ". 


دخل مدحت خلف أمه المطبخ مجيبًا على أمه: 

" نعم اخبرتها أن تتركهم ليقوم البنات بهم فور عودتهم ولكنها رفضت  ". 


ردت توته  على زوجها: 

"  أنا بخير لا تقلق، نمت بما يكفيني بالقطار وأيضا أمامهم الكثير ليبحثوا عن ما سيشترونه كان الله بعونهم ". 


و بغير رضا نظرت فهمية لابنها قائلة: 

" نعم لديهم الكثير وغيره، على كل حال اذهبا لغرفتكم كي تناموا وترتاحوا حتى لا تعود وتشتكي من ارهاق زوجتك ". 


_ " ماذا تقولين يا أمي أنا لم أقصد هذا، قلتها لأني لا زلت أشعر باهتزاز القطار وصوت محركاته لحد الآن ، أعوذ بالله كان من سوء حظي ان اجلس فوق رأس المحرك وكأني حجزت صف أول فوقه " .


وبصوت هادئ مفعم بأرق ومتاعب الطريق ردت توته: 

" اه والله يا حبيبي صدقت اشعر للان بطبول تطرق برأسي دب دب دب ". 


 رسمت فهمية على وجهها ملامح حنونة عكس ما تشعر به  من ضيق قائلة:

  "أنتم محقون حتى أنني شعرت بذنبك الان. هيا اذهبا لغرفتكم وانا سأحضر الشاي للكبير". 


_ " أنا حضرته باقي فقط صبهُ بالأكواب ". 


نظرت فهمية لابريق الشاي مجيبة على توته:

" اتركيه لي سأتولى صبه، اذهبي مع زوجك لترتاحوا غدا يوم كبير سنذهب لإكمال فرش وتجهيز منزل ناهدة ". 


 اهتزت توته بفرح:

"تحمست لا استطيع أن اصف لكِ كم أنا متشوقة لرؤية السرايا التي ستعيش بها ناهدة من كثرة ما حكت لي عليها ". 


( السرايا قصر كبير يحيطه فدادين من المزارع  والحقول )


تحركت فهمية في مكانها وهي تتحدث بتفاخر: 

" نعم ستعيش بسرايا عمها عرابي الكبير رحمة الله عليه، بالأصل كانت قديمًا بيت كبير ولكن بعد وفاة الحاج عرابي  جاء ابنه بدري بيه وسوا البيت بالأرض ثم بنى السرايا الكبيرة، والحاجة فايزة لم تقصر تربعت على عرشها وأصبح لا أحد يستطيع أن  يطول أنفها حين ذاك ، كان البناء غير مكلف طلبت من كبيرنا فعل ذلك كي نبني لمدحت طابق ثاني ويلتم شملنا ولكنه عاند واختار ان يضع كل ما يملك في الأراضي ".


 تنهدت فهمية بضيق ثم أكملت:

  " على كلًا فليسهل الله للجميع ". 


 تساءلت فاطمة بفضول:

 " هل حماة ناهدة الحاجة فايزة صعبة لهذه الدرجة ؟ ". 


جاء مدحت ليرد و لكن سبقته أمه قائلة: 

 " الذنب ليس ذنبك تتحدثين عن السرايا وأهلها وكأنهم أغراب ، نسي أبني تؤم روحه وأهله منذ ان تزوجك ، اعني ان سافر للعيش بالقاهرة، ومع ذلك سأجيبك نعم كانت كذلك بزمانها لا أحد يستطيع فرض كلمته عليها، تفعل ما تريد دون رابط  ولا عادات ولا تقليد  كباقي أهل البندر ". 


نظرت توته لزوجها ثم نظرت لأمه من جديد لتهم في دفاعها عن أهل البندر والمقصود بهم هي وكل فتاة تأتي إليهم من القاهرة ، قاطع صوت الحاج يسري عرابي الغاضب  حديثها الذي لم يخرج منها: 

" بأي مصيبة سقطتم، ذهبتم جميعًا دون رجعة  ". 


ردت فهمية: 

" ننتظر انتهاء الشاي يا حاج ". 


_ " انتظركم عزرائيل إن شاء الله  على من تضحكون!، هل تصنعوه أم حصدتموه قبل ان تحضروه ؟ ". 


ردت فهمية لتقول لابنها بنبرة ضيقها:

" اقسم انه سينهي عمري قبل ميعاده ".


 وتحركت لتذهب إليه هي وابنها بعد أن اسرعت توتة بإغلاق الموقد أسفل ابريق الشاي و وضعه بصينية الاكواب لتخرج بعدهم مسرعة.


‏●▬▬▬▬▬๑۩۩๑▬▬▬▬▬●


وبنفس جلستها وسط دفاترها والأوراق المتناثرة على المكتب أرسلت شهرزاد  رسالة لأستاذ شريف محتواها: 

" أعتذر لإزعاج حضرتك ولكني أردت أن أسأل عن انطباع الأساتذة بعد إلقائي أمامهم قبل قليل، هل كان جيدًا؟، اقتنعوا حقًا به أم كانوا يسايروني فقط؟،  أعتذر لم أقصد يسايروني يعني ما أردت قوله هل ما اخترته واعددته  يليق بقدر المنتدى أم لا". 


شعر شريف  بتوترها وتخوفها فكر قليلا قبل ان يكتب:

 " هل بدأ قلقك من الان ؟ ". 


لم يرسل ما كتبه مسحه ليكتب من جديد: 

" ألا تثقين بما أخترتي ".


 ترك شريف أمر الكتابة متوقفًا عن إرسال أي رد، مقتربًا من نافذة غرفته صفنًا بذهنه ناظرًا للسماء بعمق .


توترت شهرزاد أكثر حين تأخر بإجابته بعد أنه رأى وقرأ رسائلها، أغلقت هاتفها هامسة لنفسها بحزن كبير:

 " ماذا علي أن أفعل؟ كيف سأختار ما يليق بهذا الجمع وحدي ". 


دخل بغدادي على ابنته الغرفة وهو يتفقد حالة وجهها الشاحب ويدها الموضوعة على جبهتها ، انتبهت شهرزاد لوجوده تحركت على مقعدها ليستقيم ظهرها بجلستها قائلة:

" تفضل يا بابا هل تريد شيئا مني ". 


رد الأب مجيبًا ابنته :

" سلمتي يا ابنتي جئت لأطمئن عليكِ وأسألكِ هل تريدين أي شيء لأشتريه لكِ عند عودتي من صلاة العشاء ". 


اجابته شهرزاد بضيق ونبرة حملت ما يكنه القلب من مخاوف: 

 " أدعي لي بالتوفيق، غدا المنتدى وانا إلى الان لم اتوفق باختيار ما سألقيه ".


 سقطت من عينيها دموع مخاوفها مكملة: 

 " أخشى أن أفشل بتمثيل الجامعة غدًا ". 


رد البغدادي بتساؤل ودهشة: 

 " تفشلين؟! من أين أتيتي بهذه الكلمة، أنا لم أراها في قاموس حياتك من قبل ". 


وبنبرة بكائها المتخوف ردت على أبيها:

 " لا أعرف أشعر أنني سأفشل، لقد رأيتها بوجه اساتذتي اليوم، نعم رأيت عدم رضاهم على ما اخترته، حتى أستاذ شريف كتبت له وسألته عن رأيه ولكنه لم يجبني حتى الان، بالأصل كتب وكتب وبالأخير تردد ولم يرسل لي شيء مما كتبه ". 


أقترب أباها منها قائلا بحزن:

" استهدي بالله يا شهرزاد ، ما كانوا اختاروكِ إن لم يثقوا بنجاحكِ ، نتج هذا الشعور من قرب الموعد وازدياد قلقك ". 


رن هاتف شهرزاد مسحت دموعها  ونظرت للهاتف لترى من المتصل، لينظر بغدادي هو أيضا للهاتف قائلا: 

" ابن حلال أجيبِ عليه من المؤكد أنه اتصل ليخبركِ بما لا يستطيع شرحه بالكتابة". 


توترت شهرزاد وترددت بفتح هاتفها وخاصة أنها لا تثق بما سيقوله شريف في بداية المكالمة ، أعاد أباها كلامه: 

 " أجيبي يا بنتي على هاتفك ".


فتحت الهاتف وهي تبتلع ريقها متحدثة بصوت منخفض:

 " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ". 


رد عليها بلهفة: 

" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، اعتذر لاتصالي المفاجئ ولكني حاولت أن اجيبك على اسئلتك بالكتابة ولكن ما أريد شرحه لا يجدي نفعًا بكلمات تكتب، توجب ان اشرح لكِ بالصوت كي تفهمي عليّ". 


وضعت يدها على رأسها التي دارت من شدة توترها لتجيبه بصوت عاد البكاء ليسيطر عليه:

 " أعلم أنه شيء لا يجدي نفعاً بالكتابة، أعلم أنه كان سيئا بل أكثر من سيئ، لقد خيبتُ أملكم بي ولكن هذا ما بيدي لا أستطيع فعل أفضل منه ". 


سحب أباها منها الهاتف و وضعه على أذنه ليسمع رد شريف: 

" لماذا تبكين الان ، من قال انه سيء. أنا لم أقل شيء كهذا كل ما في الأمر انكِ بحاجة لبعض التعديلات ". 


رد بغدادي ليصدم شريف بصوته:

 " إذًا فلتأتي إلينا إن تكرمت وسمح لك وقتك لهذا كي تساعدها بالتعديلات. ما رأيك؟ ". 


وقف شريف من صدمته:

" أستاذ بغدادي أهلا بك ، لم أكن أعلم أنني أتحدث مع حضرتك، اعتذر أن اتصلت بوقت غير مناسب ". 


رد بغدادي :

" غير مناسب ماذا ؟، أقول لك ان تأتي وتشرفنا ان كان لديك وقت وأنت تقول غير مناسب، لقد أرسلك الله لنا بالوقت المناسب".


نظر البغدادي لابنته التي وقفت وهي تشير له بالنهي والتراجع مكملا : 

" تملكها خوفها وقلقها ودموعها أيضا، لا أعتقد أنها بوضع يستطيع التفكير والاختيار وحدها ان تفضلت علينا وأتيت يكون أفضل لها ولأجل المنتدى ". 


قاطعه صوت شريف مجيبًا:

 " بكل سرور، نصف ساعة واكون عند حضرتك مسافة الطريق فقط ".


رد بغدادي بسعادة :

" شكرا يا ابني هذا عشمنا بك ونعم الأخلاق والتربية أنت كما وصفتك ابنتي تمامًا ".


ابتسم وجهه ونسي نفسه ليرد متسائلا:

 " وبماذا وصفتني تلميذتي ؟ ". 


تغيرت ملامح وجه بغدادي ليجيبه :

" ألم تقل مسافة الطريق نصف ساعة على الأكثر؟ هل ستكثر الكلام الان وتتأخر بقدومك". 


_ " تمام لنكمل حديثنا عند قدومي ". 


 رد بغدادي :

 " والله قلق داخلي الان من قدومك هذا، هيا يا بني لا تطيل الأمر. ستجعلني اندم ". 


طمأنه شريف :

" لا يوجد ندم ، سآتي سريعا سلام ، سلام ".

 

رد عليه بغدادي :

" و عليكم السلام نحن  بانتظارك ".


و قبل أن يرفع الهاتف من على اذنه سمع صوت شريف يأتيه من جديد :

" هل أشتري لكم شيء وانا بطريقي أقصد هل تحتاجون … ". 


قاطعه بغدادي بنبرة شبه  مضحكة:

 " اترك ما نحتاجه جانبا، يكفي أن تأتي لنضمن قدومك أولا ومن بعدها نفكر بأي باب صُدم رأسنا". 


رد شريف بفرح: 

" على الفور يا عمي  لن اتأخر، أعدك أنني سأختار الطرق السريعة الفرعية كي أتي بأقصى سرعة ". 


وقبل أن يرد على شريف أنزل أباها الهاتف مبعده عنه وهو يهمس لابنته: 

" علمت الآن سبب رفضك لدعوته ". 


ورفع الهاتف مكملا:

  " بانتظارك مع السلامة ".


 أنهى المكالمة ليأخذ نفسًا عميقًا مخرجه قائلا بعدها:

" هل أنتِ متأكدة أنه استاذك ، يعني من الممكن أن يكون الأمر اختلط عليكِ أمره".


تساءلت بقلق وخجل:

" هل سيأتي  ؟ ".


  ضحك بغدادي رغبةً في أن يخرج ابنته من حالتها: 

" و الله هذا ما نعلمه حتى الآن  ". 


دخلت أمال عليهم الغرفة وعينيها تراقب وضع ابنتها، أخبرها زوجها بقدوم أستاذ شريف إليهم لمساعدة شهرزاد ، ابتسم و فرح وجه الام لهذا الخبر : 

 " أهلا و سهلا خطوة عزيزة  ". 


رد بغدادي: 

" بالله عليكِ يا أمال اخفي فرحتك قليلا حتى يأتي  ونرى بأي حفرة أسقطت نفسي ". 


ضحكت أمال متحدثة بفرح:

" خير ما فعلت هيا اذهب بسرعة واشتري لنا بسبوسة بالقشطة من أحمد كريمة،  انتظر لا ينجح  الأمر بالبسبوسة اذهب واشتري لنا دونتس و اكلير وبإمكانك إضافة كم قطعة جاتوه معهم ". 


وبنفس نبرة صوته الفكاهية التي قاربت ان تكون بكائية رد بغدادي: 

 " خير يا أمال تطلبين و كأنكِ اغتنمتي الفرصة لاستغلالي وطلب ما تريدين ".

 

 _" اه و الله يا حاج هل تأتي  الفرصة لتحت قدماي و اتركها دون استغلال ". 


 تحدثت شهرزاد بخجل قائلة: 

 " ولكني أخاف أن يفهم طلبنا لحضوره وترحيبنا به ردًا إيجابيًا على طلبه ". 


اتسعت اعينها  وفتح فمها عندما أتتها إجابتهم الصادمة من أمها: 

" فليفهم ما يفهمه اتركينا لنفرح هل ستحرمين علينا فرحتنا بنعمة الله علينا، كنا نتمنى أي عريس وقد أتى أكثر مما نتمناه ". 


رد بغدادي على زوجته :

 " هل أشتري خواتم الخطوبة مع الحلويات أم سيكون عيبا علينا بأول زيارة ".


( 😳😳 خواتم اية يا حج استهدى بالله  ديه لو كانت ذنب عليكم مش هتكفروا عنه بالشكل ده 🤣🤣)


و بعد يوم تسوق شاق ومجهد عادت ناهدة وأختها من التسوق وبأيديهم الكثير من الحقائب والأغراض، تحرك مدحت لاستقبال سيد ابن عمه وخطيب اخته الذي كان يحمل باقي الأغراض، نظر مدحت  للأغراض متحدثًا :

" ما هذا هل أتيتم بجميع ما في الأسواق؟ ". 


ردت عليه أمه من الخلف : 

 " سمي وكبر يا ولدي ، أسعدهم الله وحفظهم ". 


ضحك مدحت وهو يسلم على ابن عمه: 

" هل ترى ما أراه! حماتك تخاف عليك من أن تصيبك عين ابنها  ". 


نظرت فهمية نحو توتة بتخفي قائلة :

" لا يا بني أنا لا أقصد ما فهمته العين علينا حق ولا يحسد الخير إلا صاحبه ".


ردت توتة بحسن نية وفرحة :

" عندك حق يا ماما فهمية ليسعدهم الله ويكمل لهم فرحتهم بخير وسلام ". 


استأذن العريس منهم ليعود لمنزله اوقفته الحجة فهمية: 

 " أين ستذهب دون أن تتناول لقمة تسند بطنك ". 


ثم نظرت لتوتة وهي تكمل: 

 " اجلس لنضع لك طعامك، أشبع بطنك واسترد عافيتك وبعدها اذهب حيث تريد ". 


ردت توتة بخجل :

" أنا سأضع لكم طعامكم بسرعة تفضلوا بالصالون لن أتأخر عليكم ". 


تحرك الجميع للصالون بعد أن شكر سيد زوجة مدحت وهو مخفض نظره احترامًا .


وبعد وقت ليس بكثير وضعت لهم الطعام و استأذنتهم لتدخل غرفتها قائلة: 

" أعتذر منكم سأترككم واذهب لارتاح بغرفتي ، من الواضح أن تعب وارهاق الطريق تغلب عليّ". 


رد عليها زوجها قبل الجميع :

" نعم اذهبي يكفيكِ بهذا القدر وأنا سأتي من خلفك، بالأصل لا أحد غريب جميعنا أهل وأصحاب بيت ". 


ردت فهمية بغير رضا وبضحكة منقوصة:  

 " نعم اذهبوا لترتاحوا غدا يوم كبير  ". 


ثم نظرت لخطيب ناهدة مكملة :

" هل أخبرتهم بمجيئنا غدا ". 


تحركت توتة لتدخل غرفتها وهي متعبة ملقيه بنفسها على الفراش وهي تتألم من ظهرها وألم رأسها :" آآه... آآه ".


أتى إليها باهي الصغير راكضًا :

" ماما جدتي أمال تتصل ".


أخذت منه الهاتف وهي تفتحه متألمة: 

" آآه يا ضهري انتهيت بأول يوم ".


 لم تكمل كلامها حتى نسيت ألمها وجلست على فراشها بسرعة مجيبة بوجه علاه دهشته ومفاجأته :

" أنا لم أفهم ، هل هلوس عقلي بما يهواه قلبي ،نعم هلوس عقلي و طار من ألمي آآه ".


ردت أمها عليها بفرحتها الكبيرة:

" تماسكي قليلا ما بكِ وكأنك حملتي الصعيد كله على ظهرك ، أقول لكِ ذهب أباكِ لشراء الحلوى سيأتي لنا أستاذ شريف بعد قليل انه بالطريق ادعي الله أن يأتي ابوكِ قبل مجيء ضيفنا ".


شهقت مربعة ارجلها على الفراش: 

 " خير؟ ما سبب زيارة أستاذ شريف لنا ، انتظري انتظري أقصد ما سبب دعوة أبي له وأين رآه ليدعوه ، أم أنه استأذن بالمجيء وابي سمح له ، هل سيأتي لطلبها بشكل رسمي".

 وضعت يدها على فمها بفرح مكملة :

" آآآي طبعا سيأتي هو وأهله لطلبها ليس للزيارة  تفسير آخر".


ردت أمها لتنهي الاتصال: 

" تصبحين على خير يا توته من الواضح أنكِ فعلا متعبة ، نامي وانا غدا سأتحدث معكِ ".


وبفضول كبير ردت على أمها:

 " أنام ؟ كيف سيأتي لي نومي الليلة ، ياليتني معكم ، ياليتني أخرت سفري لأشهد هذا الحدث الكبير".


سمعت أمال صوت رنين جرس الباب تحركت و هي تقول لابنتها:

 " سأفتح الباب ادعي ان يكون أباك ِ ".


_ " عليها أن ترتدي الفستان الوردي او النيلي نعم اقترحي عليها النيلي أجمل ".


ردت أمال على ابنتها وهي في طريقها لفتح الباب: 

 " وردي و نيلي! اغلقي يا توته واحمدي الله انك سافرتي قبل رؤيتك لطقمها الأسود، لا لون ولا طعم ولا مظهر ، حجتها انهم يدرسون ولا داعي لتكبير الأمر وإعطائه حجمًا أكبر من حجمه ".


 ردت توتة بضيق اذهب فرحتها:

" عديمة الإحساس ما هذا! الإنسان الطبيعي يهتم قليلا حتى وإن كانوا سيدرسون فقط  ".


" هيا اغلقي وصلت الحلوى، سلام ، سلام ، ادعي لنا ".


أغلقت توته الهاتف وهي تنظر للأعلى داعية: 

" يا رب حرم على قلبه كل النساء لا يحب ولا يرى ولا يسمع ولا ينظر ولا يعجب إلا  بأختي، يا رب ما يشعر بالسعادة إلا وهو عينه بعينها ".                               


جاءها صوت من بعيد: 

" يا ستار يا رب من سيء الحظ هذا  ".     

                                            

 ردت توته بفرح:

" أمين أمين أمين ، استجيب يا رب لا تجعله يحب و لا يرى و لا يفرح إلا و هي معه و أمامه و روحه بروحها ".


تساءل مدحت:

" خير يا قلبي هل جو الصعيد أثر على عقلك ؟".


 صعد على الفراش ممددا جسده عليه وهو يتألم من تعب وإرهاق اليوم مكملا بصوت مجهد :

 " أخرجي ما بداخلك ما بكِ ، ما هذه البهجة التي بغير وقتها ".


 ثم نظر لجلستها وأكمل: 

" وما هذه الحالة أين ذهب تعب ظهرك و رأسك".


_ " لن تصدق ما سأقوله لك ، هل تعلم من سيأتي بعد قليل لزيارة أهلي ". 


و بتعب و عدم اهتمام رد مدحت:

 " من سيأتي يا ترى ؟ ". 


تحركت بجلستها مجيبة بصوت فرح: 

" أستاذ شريف ". 


فزع وقلق منتفض من مكانة وهو يجمع عباءته بين ركبتيه: 

" أعوذ بالله و لماذا سيأتي لهم ، هل مرضت أختك من جديد ". 


(هههههههه منك لله يا شريف 😂😂 )



انتهت حلقتنا بهذا القدر اتمنى تكون نالت اعجابكم


يتبع ..


إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا. 

منها "رواية حياتي" 

رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

5 تعليقات
إرسال تعليق
  • غير معرف23 أكتوبر 2024 في 7:39 م

    عامل لنفسه سمعة زى الزفت شريف

    حذف التعليق
    • غير معرف23 أكتوبر 2024 في 7:40 م

      قربنا على البقرة

      حذف التعليق
      • غير معرف23 أكتوبر 2024 في 7:53 م

        جميلة جدا ومشاوق بجد يا لولو

        حذف التعليق
        • غير معرف23 أكتوبر 2024 في 9:13 م

          توته عقلها فوت خالص ههههههههههه
          شريف مجنون وهيجنن بغدادي معاه

          حذف التعليق
          • Rim kalfaoui photo
            Rim kalfaoui25 أكتوبر 2024 في 12:25 ص

            حلقة رائعة جدا ومبهجة للقلب من طرف البغدادي هههههه

            حذف التعليق
            google-playkhamsatmostaqltradent