رواية قرة عيني
بقلم أمل محمد الكاشف
مزجت بين السرد الفصحى والحوار بالعامية
قصة رومانسية اجتماعية دينية كوميدية
تدور احداثها بين حلمية الزيتون والصعيد اسوان بالتحديد
حزن عمرو و انكسر أكثر ، لم يستطع أن يتحرك من أمام الباب حتى تأكد أنها توقفت عن بكائها الصارخ . ذهب لمنزل ابيه وهو يتذكر وجهها وحالتها الحزينة بجانب خسارتها لوزن كبير من وزنها حتى إنها كادت ان تصبح بوزن الستين .
أصبح عمرو عصبي وغاضب وكثير الصراخ على ابنته وأخته التي كانت هي الأخرى بنفس حالته غير قادرة على تحمل ضغط اي أحد عليها وخاصة ان من المفروض اعطائها ردها و قرارها الأخير بأمر مصيري خائفة منه.
مر اسبوع مليء بالمشاحنات و التوتر والغضب في منزل الحاج جمال ، كانت سمية تقول لاخت زوجها أم حسام
" دي عين وصابتنا والله في حاجة غلط انا مش فاهماها ، من يوم ما دخل اللي اسمه احمد ده بيتنا و انقلبت الأحوال والاولاد بقوا مش مستحملين اي كلمة صغيره من بعض ، اميرة تعيط و عمرو يتعصب و يخرج حتى اخر فتره بقى يقعد في بيته اكتر من عندنا"
حزنت أم حسام على حالهم والتمست لعمرو العذر وقالت " براحة على الولد يا سمية اكيد عشان خاطر مشاكله مع مراته ، و كمان البنت اميرة اكيد في حيرة من أمرها نفسها توافق وبنفس الوقت مش عايزه تسيبكم انتي نسيتي انها أجلت دراستها عشان نفس السبب ، اكيد خايفة عليكم "
بكت الام سمية وقالت
" نصيبها معانا كده ، بس انا بقيت كويسة ومش محتاجة مساعدة زي الاول وهي من حقها تعيش حياتها "
ردت ام حسام على سمية
" منا جولت ليكم تعالوا اجعدوا معايا ، والله البيت كبير و هويدا و دعاء كل واحده فوق في بيتها وانا بقعد زهجانة طول اليوم "
ردت عليها سمية و هي تحاول أن تهدي نفسها قائلة
" لوحدك ايه امال الاصوات الي جنبك ديه ايه "
ضحكت ام حسام وقالت
" وحياة ربنا قاعدة لوحدي️ ، مافيش حد معايا ديه أصوات القرود ولاد البنات قفلت الباب وحلفت يمين عظيم ما حد يدخل الشجه عندي النهاردة عقابا للمزبلة اللي عملوها امبارح ، ومن ساعتها وهما قاعدين ينادوا من الشبابيك و يخبطوا على الباب عشان افتح ليهم "
ضحكت سمية من قلبها مجيبة
" يوه جتك الهنا يا ام حسام والله ضحكتيني ، ازاي جالك قلب تسبيهم ينادوا عليكي و يترجوكي كده "
ردت ام حسام عليها وقالت
" اسيب مين هو انا هبله ، دنا حلفت ليهم لو ما بطلوش صريخ بره هطلع ليهم بالخرزانه اعلقهم واضربهم هما واللي خلفوهم ، ابتلاء ايه ده يا اختي اللي انا فيه كل وحده رمية عيالها عليا وقاعدة براحتها فوق "
ضحكت ام عمرو و قالت
" انتي الحضن الكبير هما بيعملوا كده عشان انتي حبيبتهم "
ردت ام حسام على زوجة اخوها
" حبهم عفريت اعمى ، دول جرود مش طبيعين حيلي انهد امبارح وانا بوضب وراهم ، وربنا ما افتح ليهم النهارده ولا هما ولا اللي خلفوهم عشان يعرفوا يخلفوا عيال زي دول "
في منزلهم الجديد الصغير كانت نرمين ترتب سفرة الغداء وهي تنظر للساعة وتقول لنفسها
" اتأخر قوي المرة دي "
اتصلت على سليم أكثر من مرة ولم يرد عليها ، استغربت الأمر حاولت الاتصال به كثيراً ولم يرد ، اضطرت بالأخير ان ترتدي عباءتها لتذهب لبيت اهلها .
استمرت طول الليل ترسل له رسائل ولم يجب عليها ، عكس ما يحدث مع اميرة التي كان أحمد هو من يرسل لها رسائل كثيرة ولم ترد عليها او تفتحها من الأصل وكأنها لا زالت تحظر رقمه .
…………
و في يوم جديد بالجامعة انصدموا البنات بخبر اختفاء صديقتهم شيماء و بحث أهلها عنها ، بكت نور على حالة أم صديقتهم التي تدمي القلب بحزنها وسؤالها البنات باحثة عن أي معلومة صغيرة يستطيعون من خلالها الوصول الى ابنتها.
كان الجميع حزين على اختفاء شيماء يحاولون الوصول لأي معلومة تساعد اهل البنت للوصول لها .
تحركت زينة قائلة لهم
" متزعلوش نفسكم قوي كده يومين وتظهر تلاقيها راحت مع حبيبها رحلة ، وله اتجوزوا عشان يجبروا اهلهم وهيعشوا يومين عسل ويرجعوا "
انصدموا البنات من حديثها منهم من صدقها ومنهم من شد معها بالكلام وقال لها
" حرام عليكي ازاي تقولي كده احنا كلنا عارفين شيماء البنت محترمة ومش بتاعت الحاجات ديه "
ضحكت زينة بسخرية قائلة
" بكرا تعرفوا أني معايا حق "
………..
في حلمية الزيتون بكت اميرة على شيماء طول اليوم وطلبت من مامتها و باباها يدعوا لها ، اتصلت ام سعاد لتطمئن عليهم ليرد عليها اخوها بحزن قائلا
" الحمدلله يا اختي كل الي يجيبه ربنا حلو معندناش اعتراض على حكمه "
طلبت منه أن يذهبوا إليها غدا لقضاء اليوم بطوله معها قائلة لأخيها " يمكن اما يخرجوا من البيت يهدوا الولاد ويغيروا جو "
كان الحاج جمال معترض بأول الامر حتى لا يرهق اخته بضيافتهم ، ولكنها اصرت عليه وقالت
" متقلقش تعالوا بدري عشان اميرة تساعدني و إيد على إيد كله بيخلص مفيش حد غريب المهم نتجمع ونقضي يوم جميل زي زمان "
أقتنع جمال و وافق على الذهاب لها ، تفاجأ حسام عند عودته من عمله بموضوع العزومه تضايق لأنه سيلتقي مع من يهرب منها ، فكيف يحتمل رؤيتها غدا بجواره وهو يحاول البعد عنها وعدم التفكير بها ، كيف سيحتمل اهتمامها به و خوفها عليه وكأنه عمرو اخاها ، فهذا الاحساس القاتل الذي شعر به اخر مرة وهي تحضر له الطعام قبل ذهابه كان كفيلا ان يقسم قلبه على الاخير ، ولهذا قرر أن يبتعد من يومها ضاغطا على قلبه المجروح .
أقترح حسام انه يشتري الاكل جاهز من الخارج ليجلسوا ويستمتعوا بدون جهد ولكن أم سعاد رفضت وقالت
" ازاي اكل جاهز مش ممكن طبعا دنا اتصلت و وصيت على دكرين بط هيجوا بكرا الصبح هنضفهم واحشيهم ونتغدى بيهم وهعمل كمان جنبهم ملوخية تاكلوا صوابعكم وراها "
رد حسام وقال
" صحة وهنا ليكم بس انا مش هبقى معاكم سامحوني ، اصل بفكر بكرا اروح البلد اطمن على امي والبنات وارجع بعد يومين ان شاء الله"
رفضت خالته سفره واتصلت بأختها و شكت لها من ابنها وأقسمت عليه
"والله لو سافر قبل ان ياكل معانا البط مش هتكلم معاه تاني"
اضطر أن يبقى لأجل خاطر امه و خالته على أن يسافر بسرعة بعد تناوله الطعام معهم .
استيقظت أم سعاد مبكرا نظفت البط و رفعته على النار لطهوه ثم جلست لتقطف الملوخية بسرعة قبل وصول أخيها وعائلته ، حاولت انهاء كل شيء قبل قدومهم لتستطيع الجلوس معهم دون انشغال
وبعد صلاة الجمعة و تهرب من الصلاة بأي مسجد قريب من المنطقة حتى لا يتقابلون مع عريس إبنتهم و يخجلون أمامه وخاصة انه اتصل اكثر من مرة لكي يأتي إليهم او يعرف ردهم على طلبه دون ان يحظى بذلك عندما تهربوا بكل مرة من الاجابة عليه.
…...
وصل الجميع لمنزل ام سعاد التي فرحت كثيرا بهم ، تناولوا طعامهم بعد وصولهم بوقت قليل جدا وقبل ان يشربوا الشاي اسكبت ندى من الشوربة على ملابسها وبحركة سريعة قام عمرو وصرخ على ٱبنته و لأول مره ضربها على يدها بقوة و هو يأخذ منها كوب الشوربة عقاباً لها. وفي هذا الوقت لم يستطع أحد مراجعة عمرو على ما فعله مع إبنته منصدمين بردة فعل اميرة التي رفعت صوتها على أخيها متحدثه بعصبية
" لو سمحت متضربهاش تاني هي معملتش حاجة تستحق كل دا ، مش كفاية انها متحملة عصبيتك المفرطة عليها "
وقف جمال متحدث لابنته " اخفضي صوتك يا بنتي ، خدي البنت وغيري لها هدومها وانت يا عمرو اخزي الشيطان وتعالى يا ابني اقعد جنبي"
تفاجأ الجميع بصوت بكائها العالي وهي تبدل لندى ملابسها ، تحرك عمرو ليذهب إليها مي يرد عليها بنفس غضبه
" وكمان بتعيطي ، وبعدين انتي مالك انتي اضربها وله اعمل فيها الي انا عايزه " ، أمسكه حسام من يده ليعيده للغرفة وهو ينظر له ويحذره بصوت واطي
" براحه يا عمرو هو انت مش شايف حالتها وصوت عياطها ، انت عارف هي بتحب ندى قد ايه واكيد اللي حصل من حبها ليها مش اكتر "
رد عمرو وقال بغضب
" يرضيك اللي هي قالته ده ، وبعدين دي بنتي وانا حر فيها "
نظرت سمية لأم سعاد وقالت بحزن
" شايفة وصلنا لفين ، اهو هما كده مبقوش متحملين بعض" و رفعت أيدها وضعتها على رأسها متألمة منها .
خافت ام سعاد وقالت
" لا يا سمية براحة يا اختي لتتعبي تاني " ثم نظرت لعمرو بقوة تحدثت بها
" جرى ايه يا عمرو ما تهدى بقى امكم تعبت منكم "
رجعت اميرة و دخلت الغرفة عليهم وهي تحدث والدها " لو سمحت يا بابا انا عايزه اروح "
ردت ام سعاد عليها
" تروحي ايه يا اميرة ده انتوا لسة جايين "
رد الحاج جمال وقال لأخته
" سبيها على راحتها " ونظر لأبنته واكمل حديثه قائلا
" زي ما تحبي يا بنتي يلاه نروح "
مسحت اميرة دموعها الي نزلت من جديد وقالت " لا انا همشي لوحدي معلش يا بابا انا محتاجة اتمشى انا و ندى شوية "
جاء ليرفض تخوفا عليها وهي بهذه الحالة ليتحدث حسام قائلا
" اميرة عندها حق يا خالي انتوا إقعدوا لسة اليوم بأوله وانا هوصلهم للبيت "
رفضت اميرة
" لأ انا هروح لوحدي مش عايزه حد يوصلني"
رد ابوها عليها وقال
" خدي راحتك يا بنتي اصلا البيت مش بعيد وانتي مش صغيرة "
تحركت اميرة بنفس حزنها وعصبيتها كي تخرج من المنزل ، تحدث عمرو لأخته
" ليه كل ده ، حتى ولو غلطان دي بنتي وانا حر فيها مش محتاجة العياط والزعل ده كله انا اقدر اخد ندى منك واخليكي تروحي لوحدك "
لم ترد اميرة على اخيها مغلقة الباب بدون ان تنتبه انه يوجه كلامه لها ، تحدث حسام وقال لعمرو " لم تسمعك صدقني مستحيل تسمعك وتقفل الباب وتخرج "
أومأ عمر برأسه
" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
تنهدت ام سعاد بحزن وقالت لحسام
" انزل يا بني واعرض عليها مرة تانية ، بلاش تمشي في الشارع وهي بتعيط "
نظر حسام لخاله ليأخذ منه الإذن لترد الام سمية وتقول " روح يا ابني وطمنا عليها ، يارب ترضى تركب معاك ، على رأي عمتها بلاش تعيط في الشارع "
تحرك حسام بهدوء وكأنه يلبي طلبهم منه فقط ، ولكن من يراه وهو يسرع على الدرج كي يلحق بها يعلم مدى تأثره بحالتها وخوفه عليها نظر يمينا ويسارا باحثا عنها ليجدها تقف بجانب بقالة تشتري منها عصير وحلوى لندى
تحرك بهدوء وقطع الطريق وهو يقترب منها قائلا
" اسمحيلي اوصلك مش هتكلم هقعد ساكت طول الطريق ، عارف ان المكان قريب بس عشان خاطري متكسرنيش ده اول طلب ليا "
عادت دموعها لتتساقط من عينيها مجددا اخذ حسام ندى من حضنها وتحرك وهو يقول
" مافيش داعي للرفض ، ماينفعش حد يشوفك بالشكل ده "
واقترب من السيارة وهو يفتح الأمان و بعدها فتح الباب الامامي لها ولكنها اختارت أن تجلس بالخلف مع ندى لم يعترض كان اهم شيء لديه ان تسمح له بايصالها للمنزل ، اتصل بخاله قبل صعوده هو ايضا السيارة خلفهم وطمئنه أنهم معه .
صمت حسام قليلا متحدثا بعدها ليستأذن من خاله قائلا " لدي عمل صغير خارج المنطقة لو تسمح لي اخدهم معايا ، فرصة يغيروا جو بدل ما تقعد تعيط لوحدها في البيت "
وافق الحاج جمال و قال له
" اعمل اللي شايفه صح يا ابني ، المهم تكون كويسة "
صعد حسام سيارته وتحرك بها خارج المنطقة وهو يستأذن منها أن يذهب لقضاء بعض المشاوير ومن ثم يوصلها الى منزلها
لم يكذب عليها ذهب بالفعل لقضاء بعض الأعمال التي قرر تأجيلها لوقت لاحق مستغلا وجودها معه و تحررها من محيط منطقتها .
كانت اميرة مستمتعة وهي تشير لندى على الطرق و الأماكن لتعرفها عليهم نامت ندى بحضن عمتها وهما ينتظران حسام الذي رجع و صعد سيارته وهو يستدير نحوها معتذرا عن تأخره عليهم.
سألته اميرة وهي تنظر للكيس الذي مده بيده نحوهم
" هو ايه ده ؟"
ابتسم وقال
" افتحي وانتي تعرفي بنفسك " ، فتحت الكيس لتجد كيك الشيكولاته المفضل لديها نظرت له قائلة " تعبت نفسك ليه ، وكمان انت متأخرتش ولا حاجة ، هي ندى مش متعودة على اللف بالعربية "
رد عليها وهو فرح بحالتها التي تحسنت وقال
" بس لمعلوماتك مش كلهم ليكي، عشان ابقى صريح معاكي"
خجلت اميرة ومدت يدها لتعيد له الكيس وهي تسمعه يكمل
" انا وندى لينا فيهم بس نصيبي هأجله لحد ما ارجع البيت عند خالتي عشان اكله مع الشاي بلبن "
و بتلقائية ردت اميرة وقالت
" انا لحد دلوقتي مش مصدقة قصة حبك للشاي بلبن ، ازاي بعد ما كنت بتتريق عليا و تتهرب من بابا عشان متشربهوش ودلوقتي بقى مشروبك المفضل "
من جديد لم يستطع حسام الاجابة على سؤالها
ولكن عينه هي التي جاوبت هذه المرة وفضحت ما بقلبه لأول مرة ، نعم كانت نظرات عيونه تتحدث وتحكي لها عن حبه و لأول مرة تنتبه اميرة لحديث عيونه الصامتة وهي تقول لها انتِ سبب عشقي له ، انتِ سبب تعلق قلبي به ، فكيف لا أحبه ولا اعشقه و كلما تذكرتكِ ببعدي هربت إليه لأداوي شوقي به ، فلم تكن قصة حب لكونه هو ولكنني احبتتهُ لكوني اشعر بقربك حين الجأ إليه ، فلا تتعجبي ان زاد تعلقي وحبي له فقلبي هو من يريده ولست أنا .
و في نفس مكانهم و بنفس نظرات حسام وحالته التي تغيرت لدرجة توقعت انه سيخبرها بكل ما يحمله في قلبه لها ، ثواني قليلة فصلته عن اعتراف عينيه الباسمة و دقات قلبه الراقصة التي اوشكت على فضحه وافقاده السيطرة على نفسه لولا سمعه لصوتها الجميل من جديد وهي تسأله
" صحيح انت هتسافر النهاردة زي ما عمتي قالت؟ "
رد عليها بسعادة قائلا
" ده حقيقي هروح اشوف ماما والبنات وكمان اطمن على الشغل وشوية حاجات كدة ، وارجع بإذن الله "
صمتت أميرة بحزن ، ليكمل حسام كلامه قائلا
" ليه بتسألي كنتي محتاجة حاجة من البلد "
رفعت أميرة عينيها بعينه مرة اخرى لتجيبه وهي تحرك يديها على شعر ندى النائمة بحضنها قائلة
" أنا ؟، لا شكرا بس اتأخر الوقت على سفرك عشان كده سألتك "
رد عليها قبل ما تكمل وقال
" بسيطة انا ممكن ااجله للصبح مفيش ورايا حاجة ضرورية ، حتى ممكن ااجله للأسبوع الجاي ، يعني لو عايزة حاجة انا ممكن… "
لم يستطع ان يكمل جملته من شدة ارتباكه بحديثه ومحاولته السيطرة على جوارحه المبتهجة و سرعة دقات قلبه التي جعلته ليس قادرًا على التركيز بكلامه ولا بكلامها فكونها جالسة معه تحدثه كان بالنسبة له حلم كبير .
هزت رأسها بخجل وقالت
" ده بابا اتحمس قوي للكرنب اللي هتجيبه معاك وكمان انت نسيت الفراولة اللي وعدت بيها ندى "
ضحك حسام بفرح و رد عليها وهو ينظر لندى " أنسى ازاي دنا بعد كلمة فراولة الي طلعت من بوقها زي السكر هجبلها كل المحصول معايا وانا راجع "
ضحكت و قالت " والأولاد عندكم هيسيبوا المحصول بالسهولة دي "
فرح حسام بضحكها تحرك على مقعده وهو يرد " لا اصل اللي عندنا مختلفين شوية ، دول قرود ينفع معاهم الموز لكن الفراولة متمشيش معاهم خالص "
ضحكت اكثر واضعة يدها على فمها من خجلها ، تحدث هو مرة اخرى قائلا لها بعيونه الباسمة و وجهه الضاحك من شدة فرحه
" انا بتكلم بجد انتي مش محتاجة حاجة من البلد ، انا فاكر انك بتحبي الفطير المشلتت بتاعنا لو نفسك فيه اجبلك معايا وانا راجع "
ردت بسرعة وقالت " الله ، تصدق كنت ناسياه و جنبه كمان العسل الابيض "
ابتسم وقالها
" مع ان الي عندنا بيكلوه بالعسل الأسود والمش الي بدودة ، بس هعدي ليكي العسل الأبيض "
ضحكت اكثر لتلمع عيونه لدرجة من يراه يتوقع انه سيعرض عليها الزواج دون تردد
تحدث بفرحه " ممكن اطلب منك حاجة "
( ايوة بقى اطلب يا معلم 💃💃💃)
ردت بسرعة وقالت " اه طبعا تفضل "
تحدث بصوته المرتبك من هيجان قلبه الراقص عليه
" اوعي تزعلي تاني او تتعصبي خليكي بتضحكي كده على طول علشان الدنيا تضحك معاكي "
خجلت أميرة و تذكرت صوتها وما حدث بمنزل عمتها ، ردت عليه بصوت حزين
" انا اسفة عارفه انه مكنش يصح اللي عملته بس والله غصب عني انت متعرفش ندى مهمة عندي قد ايه ، و كمان بعدها عن أمها وسؤالها عنها طول اليوم خلاني مضغوطة ومضايقة لدرجة متحملتش فوق اللي هي فيه ده كله حد يزعق لها و كمان بيضربها "
نزلت دمعة منها و هي تقول
" تصدق ديه اول مرة عمرو يضربها "
ألتفت حسام لندى وقال
" عندك حق ندى عندكم مختلفة هادية ورقيقة ، بس حتى لو عمرو غلط دي بنته بالأخير ومفيش حد هيكون حنين عليها قده، لازم نعذره هو برضو مضغوط و حياته متلخبطة موضوع زهرة ده مش سهل عليه وخاصة انه بيحبها وكلامه الكتير عليها معايا بالشغل حتى لو بالسلب دليل حبه ليها ، وأن عقله لسه بيحن لحياته معاها"
تنهدت أميرة بحزن وهي ترد عليه
" حاضر اما ارجع البيت هعتذر له "
تحدث بسرعة وقال " لا مش قصدي والله انا حبيت اوضح ليكي عشان متزعليش منه ، وكمان معتقدش أن عمرو مستني منك اعتذار"
ردت اميرة عليه بحزن
" ومع ذلك انا غلطانة "
أراد ان يخرجها من حزنها ابتسم قائلا
" اقولك على سر" وضحك اكتر وهو يكمل
" القرود الي عندنا بالبلد مش بيناموا غير اما ينضربوا "
ضحك اكتر لتضحك اميرة على ضحكه وكلامه ، أكمل من جديد وقال
" و ربنا بكلمك بجد ، القرد منهم يقعد يحوم يحوم لحد ما يفوز بالضرب وبعدها ينام كأنه منمش من عشر سنين "
ردت بضحكها
" حرام عليك اوعى تكون بتضربهم " و بينما هم يضحكون رن هاتفه رد عليها وهو يخرجه من جيبه وقال
" اضرب مين هو انا بقدر عليهم، دنا يتبني ليا تمثال والله على صبري "
نظر حسام على هاتفه وقال لها " ده خالي "
فتح ليجيب وهو يقول
" انا اسف يا خالي على تأخيري هتحرك دلوقتي و اوصلها الشقة "
رد عليه الحاج جمال عليه باستغراب متسائلا
" هو انت لسة موصلتش اميرة ؟ كنت بفكر هتوصلها قبل شغلك "
رد حسام وهو مرتبك " ما انا اتصلت علشان اقولك انها هتكون معايا وانا بخلص الشغل "
ضحك خاله وقال
" و الله يا بني ما سمعت سيرة اميرة بالمكالمة هما خلو فيا عقل يركز انا توقعت انك بتقول علشان هتتاخر علينا بس كويس انك أخدتها معاك عشان تغير جو قبل ما ترجع البيت "
تحدث حسام وقال
" اهو هتحرك بطريق الرجعة دلوقتي ، كنت عايز مني حاجة اجيبها معايا "
تذكر الحاج جمال سبب اتصاله به ليقول
" صح نسيت انا كنت بتصل لأسالك هتسافر امتى "
ضحك حسام و نظر لاميرة مرة اخرى قائلا
" من الواضح أن الكل كان منتظر يخلص مني"
ضحك خاله على طريقته بالرد مجيب عليه
" لا نخلص ايه، دا احنا هنخليك تحلم باليوم ده ومش هطوله "
ضحك حسام بفرح ليكمل الحاج جمال وقال
" بص بقي امك مسكت فينا نروح نقعد عندها بالبلد كام يوم وخالتك ومرات خالك ماصدقوا حد يقولهم تعالوا ، قاموا شبطوا بالعزومة "
فرح حسام لدرجة انه كان سيطير من فرحته اكمل خاله وقال " بس لو هتسافر قبل الفجر مش هينفع ، عشان لازم نظبط الشنط وكمان هنشوف اميرة يمكن ترفض وهي متضايقة كدة "
رد حسام بسرعة
" الوقت المناسب ليكم هسافر فيه خدوا راحتكم انا مفيش ورايا حاجة ضرورية "
ضحك جمال وقال له " طب يلا تعالى انت عشان نتفق علي باقي التفاصيل ، احتمال نبعت اميرة وعمرو بالقطار ، واحنا هنركب معاك انت عارف الشباب هيتحملوا التنطيط و تعب المواصلات غيرنا احنا "
رد حسام وقال
" العربية واسعة من وره وتكفي تلاتة بالمرتاح ، اقصد هيكون افضل لو …. "
قاطعه خاله وقال " طيب تعال ونكمل كلامنا ونظبط الدنيا، بس متتأخرش علينا "
اغلق حسام المكالمة مع خاله وهو سعيد سألته أميرة وقالت " هو بابا هيروح فين ، هو انا فهمت صح وله ايه "
هز راسه بفرح وضحك وسعادة تحدث بها
" هتسافري معايا ، قصدي هتسافروا معايا للبلد"
ردت وهي خجله من حالته
" اللي يشوف فرحتك هيقول انت اللي جاي معانا مش احنا وبعدين ازي حصل ده ، ديه عمتي بقالها كتير بتحايل ماما وبابا يزوروها وهم بيرفضوا السفر "
رد عليها بفرحة كبيرة
" افهم من كدا مفيش معارضة ، هتسافري معايا اقصد معاهم "
خجلت اميرة من فرحته و عيونه قائلة
" والله يا حسام انا قربت اشك فيك ايه الفرحة ديه كلها " اتسعت عينه من كلامها و ابتلع ريقه و هو يستمع لحديثها الذي اكملته بخجل قائلة
" الي يشوف فرحتك يقول انت اللي بقالك زمان مرحتش البلد مش احنا "
رد حسام وهو لا يستطيع أن يخفي فرحته التي تملكته بشكل كامل محاولا تبرير حالته وهو يقول
" عشان تغيرو جو وكمان هناك هتتبسطوا بالهدوء ، و ندى تلعب بالجنينة الكبيرة ، حتى هخليها تقطع الفراولة بايدها ، وتأكل الحمام الدرة ، وتتصور وسط الورد ، حتى هتتبسط قوي اما تشوف البقر الصغير الي لسه مكملش اسبوع على مولده "
تحدثت اميرة و هي تقاطع كلامه
" انت هتخلينى كده اغير من ندى ، اما هي هتعمل كل ده وانا هعمل ايه "
تلعثم بكلامه و انفاسه و هو ينظر لها قائلا بشرود كبير و صوت شبه مسموع
" انتي تعملي اللي نفسك فيه يكفي انك تطلبي وتأمري وانا انفذ ، صدقيني هيكونوا اجمل يومين يمروا على البلد كلها وكمان هخلي ماما تعلمك الفطير بنفسها وهجبلك خلية نحل كاملة مع انك مش محتاجة ليها كفاية تحطي ايدك فيه"
خرجت آخر كلماته بدون حساب فنظراتها له وفرحته الكبيرة جعلته يتحدث بدون تركيز في ما يقوله ، و يا ليت الامر توقف على ما قيل بل ازداد سوءا توقفت آلة الزمان والدنيا كلها بهذه اللحظة ليصبح لا يرى و لا يسمع غير صوت قلبه الذي أعلن عصيانه على صمته أمامها
………
استهدى بالله يا اخ حسام احنا داخلين على رمضان بالراحة علينا ههههههههه
يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.
منها "رواية حياتي"
رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..