رواية قرة عيني
بقلم أمل محمد الكاشف
مزجت بين السرد الفصحى والحوار بالعامية
قصة رومانسية اجتماعية دينية كوميدية
تدور احداثها بين حلمية الزيتون والصعيد اسوان بالتحديد
لتكمل اميرة كلامها قائلة
" بص انا هحط عليها اللبن السخن و بعدها لو معجبتكش متغصبش نفسك تاكل منها "
كانت تكمل حديثها وهي تسخر من وضع المطبخ قائلة
" اوعى تفتكر انه بالحالة دي عشان مش نضيف ، انا والله من الصبح فيه بحاول ارتبه ومش ظاهر عليه ، أصل تحضيرات المحشي بتعمل فيه كده ، و لولا خاطر عمتي جاية بكرا عندنا قررنا نجهزه ليها لانها بتحبه ، وكمان مكناش عارفين بأمر الضيوف وإلا كان زمنا مخلصينه دلوقتي "
وبصمته اخذ حسام طبق من الاعلى و وضع داخله الكنافة ثم نظر نحو اميرة وهي تحضر الحليب و تتحدث معه بعقل لا يصدق انها تركت من بالخارج و اهتمت به فقط ، رفعت الحليب من على الموقد واقتربت منه لتضعه على الكنافة بقدر مناسب وهي تغمض عينيها و تشم رائحتها قائلة
" امممم خرجت ريحتها من جديد يارب تعجبك"
اغمض حسام عينيه مثلما فعلت هي وقرب رأسه ليشم الرائحة مثلها متحدثا بعد طول صمت
" فعلا ريحتها جميلة ، هي زي ما هي من سنين ريحتها متغيرتش "
بدأ يأكل بفرح نسي به حزنه و تعبه وامر العريس الذي ينتظرهم بالصالون فوجودها بجانبها و اهتمامها به كان اشبه بالعلاج و المهدئ لقلبه الحزين ، لم يتوقع انها ستقترب منه ممسكة بمعلقه طعام لتبدأ مشاركتها له بخجل وصوت ضعيف يكاد ان يصل له قائلة
" هاخد معلقة واحدة بس ،بصراحة ريحتها جميلة وانا جعانة "
لم تكن ملعقة واحدة كما قالت بل تشاركوا الأكل مع بعضهما وهي تتحدث من جديد
" يارب تيجي عمتي بدري بكرا عشان نلحق نخلص لف المحشي ، الكمية كبيرة وانا مش هقدر لوحدي و كمان هي ماشاءالله عليها ايديها سريعة وبتخلص بسرعة "
سألها حسام بقلق وقال
" هو انتي تعبانه ؟ "
امتلأت عيونها بالدموع وكأن تعب واضطراب السنين تملك منها وهي تقول
" لا انا متعودة على كده هو مش تعب بالمعنى الحرفي ، بس اليوم تقيل النهاردة من الصبح شغالة وحاسة ان كل حاجة زي ما هي ، والشغل بيزيد مش بيقل و انت شايف حالة المطبخ ولسه الصبح هصحى بدري عشان المحشي "
صمت بعد ان تغيرت نبرة صوتها الذي كاد أن يشبه البكاء من تعبها ، رد مقترحا " طب أجلي المحشي ليوم السبت حتى تكوني ريحتي شوية من تعب النهاردة "
ردت بسرعه وهي تمسح عينيها التي احمرت وامتلئت ببعض القطرات وقالت
" لا انا كويسة متقلقش ، وكمان مقدرش أأجل زيارة عمتي ده احنا بنشتاق لها ونقعد نتحايل عليها كتير عشان تحن علينا وتخرج من بيتها"
رد عليها
" لازم تفكري في نفسك ، انا شايف أنك بتبذلي مجهود كبير عشان ترضي الكل حتى ولو على حساب نفسك"
ابتسمت بحزن خفضت به راسها
" اعتذر عن كلامي ، انت فهمت غلط ، انا مش تعبانه ، مش عارفه مالي يمكن عشان سهرت عن المعتاد "
ابتعدت لتنظر للشاي بهذه اللحظة
دخل عمرو عليهم المطبخ وهو مندهش من حالتهم ، تحدث من الخلف قائلا
" الله يسامحكم بقى انتوا مستمتعين هنا وسايبيني مدبس مع الراجل بره"
اقترب من الموقد واغلق اسفل ابريق الشاي وهو يكمل
" اتأخرتي ليه يا اميرة الراجل قرب يمشي وانتي بتحضري الشاي"
تحركت اميرة بسرعة كي تسكب الشاي بالكؤوس ، تحدث حسام قائلا لها " متعمليش حسابي ، انا هتغدى الاول وبعدها اصب لنفسي، ما هو حرام اضيع نصيبي من طبيخ خالتي ام عمرو "
فرحت اميره وابتسم وجهها ثم تحركت لتخرج بصنيه البسبوسة و الشاي ليخرج عمرو من خلفها بعد أن قال لحسام
" حد يسيب البسبوسة الطازة عشان ياكل كنافة بايتة باللبن ، والله انت واختي ليكم العجب عليكم شوية حاجات غريبة زيكم "
قدمت اميرة الضيافة لأحمد الذي اخفض صوته متحدثا قبل عودة عمرو للصالون
" اتاخرتي ليه كل ده "
خجلت و ردت متحججة بالشاي ليكمل وهو يقول
" طب تعالي قربي شوية ، بلاش تقعدي بعيد كده وبعدين عايز اسمع صوتك كفاياكي خجل " وصل عمرو للصالون لتخجل اميرة أكثر عندما رأه عمرو يتحدث بصوت منخفض ، تعمدت اميرة أن تجلس بجانب أخيها صامته مخفضة الاعين ، تاخر العريس بزيارته الأولى خرج الحاج جمال ليجلس هو ايضا معه ليتعرفوا أكثر عليه كما انضم حسام لهم ممسكا بكوب الشاي الخاص به بعد ما اكل واشبع معدته .
اندمج احمد مع عمرو و الحاج جمال وهو غير راضي على وجود حسام وتحركه بالمنزل براحة كبيرة يتنقل من المطبخ لغرفة التلفاز عائدا للصالون .
نظر الحاج جمال للساعة أكثر من مرة كي يلفت انتباه احمد بتأخر الوقت ولكنه لم يحدث ما ابتغاه ، وقف حسام ليستأذن قائلا
" بالاذن انا بقى زي ما انتوا عارفين لازم اصحى بدري "
رد عمرو وسأله
" مش العمال اجازة الجمعة "
افتكر حسام ان يوم غدا الجمعة ضحك وقال
" تصدق نسيت بس الواضح اني نعست واصبحت اتحجج باي حاجة عشان أروح "
ضحك عمرو وقال
" خدني معاك انام شوية "
ابتسمت اميره بتخفي على حالتهم و وضع احمد الذي لم يستوعب حتى الآن تأخر الوقت واطالته بجلسته .
فتح حسام الباب بضحك و قال
" انا هربت "
و قبل ان يغلق الباب تحدث لخاله جمال " متفطروش الصبح من غيرنا ، انا هجيب الفطار و عمتي واجي افطر معاكم بدري "
رد الحاج جمال وقال
" وليه تجيب معاك الفطار أميرة تحضره لينا دي بتعمل احلى فول وطعمية ممكن تاكله في مصر ، وكمان انتوا هتتأخروا وانا مقدرش اوعدك اني هستناك "
تحدث حسام قائلا
" اوعدك اني مش هتأخر حتى هنام اول ما اوصل عشان اصحى اصلي الفجر و اخد عمتي ونجيب الفطار ونيجي ، انا لاقيت محل جديد بيبع فلافل و حاجات متنوعة للفطار هتعجبكم جدا ان شاء الله"
رد خاله عليه
" وليه تنام يا بني الفجر قرب يأذن خليك صاحي عشان ميروحش عليك "
واخيرا نظر احمد للساعة و ركز انها تعدت منتصف الليل ، ليتحرك واقفا من مكانه وهو يقول
" استأذن انا كمان ونبقى نتقابل مرة تانية ، يمكن يكون لينا حظ نحظى بفطور جميل من ايد عروستنا زي ما قال عمي جمال "
اختنق حسام من كلامه انسحب لينزل الدرج بحالة تشبه حالته عند قدومه إليهم تلك الحالة التي زالت عند اهتمامها به وشعوره أن العريس غير مرغوب به من الجميع.
ولكن حين تحدث احمد وعيونه على اميرة ونعتها بعروسته طوال الجلسة جعلته يعود لحالته واختناق صدره بالضيق من جديد .
اسرع احمد بنزوله على الدرج ليتفاجأ حسام به وهو يقول له من الخلف " تشرفت بمعرفتك "
استدار حسام ونظر له شاكرا
" ده احنا اللي تشرفنا بحضرتك "
رد أحمد وقال
" شكرا ليك ، انا كنت عايز اخد الخطوة دي من زمان والحمدلله ربنا كرمني وحصل اللي انا نفسي فيه ، فأميرة بنت ميختلفش عليها اتنين عشان كده حبيت افوز بيها واكون صاحب السعد والنصيب "
توتر حسام وضاق صدره اكثر قائلا " اتمنى لك السعادة ، بالأذن "
لم يتركه احمد تحدث من جديد و الغيرة ملئت قلبه وعميت عيناه بعد ان رأى قربه من العائلة بالأعلى ليقول له
" اكيد هكون سعيد بس لازم اللي خسر ينسحب عشان نقدر نعيش سعادتنا بهدوء ، اصل انا مش بحب حد يحط عينه على حاجتي "
تفاجأ حسام بجرأته معه وتحدثه بهذه الثقة الكبيرة .
رد عليه بنبرة اختناقة منه
"حاجتي؟ "
وبكل قوة رد أحمد عليه "انا ملاحظ كل حاجة من بدري و قعدتك معانا فوق ونظراتك لعروستي خلتني اتأكد ، احترم مشاعرك السابقة ولكن ما دامت أصبحت عروستي عليك انت كمان تحترم الامر ده وتنسحب بهدوء"
تحرك حسام ليصعد بسيارته وهو يقول
" بصراحه انا مش مستوعب كلامك دا ، اميرة بنت خالي وانا بحترمها جدا وعارف كويس جدا ازاي احافظ عليها من نفسي قبل من حد تاني ، وبعدين لما تبقى عروستك بجد نبقى نتكلم "
هم أحمد مؤكدا على قرب إعلان خطبته على أميرة ولكن حسام لم يعطيه الفرصة حين صعد سيارته وقادها بسرعة دون الاهتمام به.
…………
بمنزل الخالة أم سعاد وبالتحديد في غرفة الضيافة حيث كان حسام مستلقيا على الفراش ناظرا للأعلى بعقل لا زال مندهشًا من تجرأ و وقاحة عريس ابنة خاله ، شعر حسام بالاختناق من تذكر صوت احمد وثقته الكبيرة بعروسته.
اعتدل ليجلس سابحا بحزنه وضيقه من ملاحظة أحمد لما أخفاه عن الجميع لسنوات عديدة.
تحرك و ذهب للمطبخ لكي يحضر لنفسه مشروب النسكافية المركز ليستطيع مقاومة ألم رأسه الذي لم يتغلب عليه المسكن .
علا صوت أذان الفجر وهو يسكب النسكافيه بالكوب ، أوقف عقله عن التفكير مرددًا الأذان ليشربه بعدها بشكل سريع كي يلحق الصلاة في المسجد .
سمع صوت حركة خالته وهي تخرج من غرفتها لتتوضأ للصلاة ، عندها تذكر وعده لخاله و امنيتها بذهاب عمتها لها بوقت مبكر
كان في صراع مع نفسه هل يذهب لمنزل خاله دون أن يستكثر لحديث ذلك الرجل الثقيل على قلبه أم يتراجع ويترك الساحة له ، الاصعب من الخيارين أن يذهب لمنزلها ويراها بالقرب منه دون أن يدق قلبه وترتجف جوارحه فلقد أصبحت من نصيب شخص آخر ولا يحق له الشعور بأي شيء اتجاهها .
كان قرار حسام أشد صعوبة على نفسه حين قرر أن يذهب إليهم وفاءا لوعده لها وإثبات عكس ما قاله احمد للجميع كي لا يظهر حقيقة ما خبأه عن الناس .
ورغم عدم نومه و ضيقه إلا أنه اصطحب خالته و ذهب ليشتري الفطور كامل جاهز كي لا يتعب أميرة بتحضيره ، أكمل طريقة لمنزل خاله جمال بوقت أبكر مما كانوا يتوقعونه
تحدثت أم سعاد وهي تقول لاخيها
" معلش احنا جينا بدري اصل طلعنا نبيع لبن لقينا كل الناس نايمة قولنا نقعد شوية عندكم لحد ما يصحوا "
ضحك الحاج جمال ورد على اخته
" لبن ايه ، ده انتوا لو اتاخرتوا عن كده كنت فطرت وسبتكم ، مع ان لسه أميرة صاحية دلوقتي حتى صلاة الفجر ضاعت عليها وانا قاعد اصحي فيها وهي بسابع نومه "
ضحكت ام سعاد وقالت
" خليها على راحتها ياحج ، عروسة بقى وغرقانه باحلامها ، تلاقيها منمتش طول الليل "
ردت الام سمية وقالت
" بلا وكسة الي يسمعك كده يقول عريس الهنا اللي جاها من دون الرجاله كلها جاي لينا دا"
حذرها الحاج جمال وقال لها بصوت خافت
" جرى ايه يا سمية احنا قولنا ايه امبارح ، سيبي البنت هي الي تقرر بدون ضغوط من حد" و نظر على اخته و حسام بجانبه وقال
" اصل الراجل مفيهوش حاجة تعيبه ، اخلاق وادب ودين و وظيفة هي بس امه صعبه حبتين"
ابتسم حسام لخاله ابتسامة بسيطة بدون أي رد ، دخلت اميرة الغرفة وسحبت الطاولة الجانبية الكبيرة لكي تضعها في منتصف الغرفة .
قام حسام بسرعة وهو خائف عليها قائلا
" استني انتي بتعملي ايه "
ابتسمت أميرة بوجهها الجميل مجيبه عليه
" بعمل اللي بعمله كل يوم ، هسحبها و هحطها بالنص عشان ناكل عليها "
وبعيونه الثابتة على عيونها و حالتها الفرحة تحدث بصوت حزين شبه مسموع ليقول
" تقيلة عليكي لوحدك ، سبيها انا هحركها لوحدي "
أبتسمت اميرة على استحياء قائلة
" بجد اتعودت عليها ، أو اتعودنا على بعض وبعدين هي مش بالتقل ده انا بسحبها مش برفعها يعني حملها على الارض مش عليا "
أمسكها منها وقال بصوت لازال شبه مسموع وكأنه يخرج من عمق قلبه الحزين
" على الاقل مش وانا موجود ، سبيها وانا احطها بمكانها "
رجعت أميرة خطوات كي ترفع المقاعد البلاستيكية و ترتبها حول الطاولة التي رفعها حسام و جعلها بمكانها المعتاد
تساءلت ام سعاد عن عمرو وندى ليرد الحاج جمال وقال
" اتصلت بيه شوية وهيجوا اصلاً مش عارف ايه السبب الي خلاه مُصر ياخدها ويروح بوقت متأخر كده "
ردت سمية وهي تدافع عن ابنها وقالت
" مش ذنبه الواد كان معاده يروح امبارح عشان يجيب هدوم ليه و لبنته بس محدش كان يعرف أن الضيف هيجي ويطول كل ده كان باقي شوية وينام عندنا "
تحركت أميرة ذاهبة للمطبخ كي تنقل أطباق الفطور دون ان تشارك بالحوار الذي دار بين الام سميه و ام سعاد.
نظر حسام نحوها و قلبه يريد الذهاب خلفها ليساعدها بوضع الفطور بالاطباق ونقلها ولكنه تراجع بحزن بعدما تذكر انها اصبحت لاحد اخر وايضا بعد ان تذكر كلام عريسها استاذ احمد الذي لايزال يضغط على قلبه.
و لكنه لا يعلم ان من قال له بتفاخر عروستي و فزت بها كان جالس على فراشه بعصبية وضيق لان عروسته لم ترفع الحظر عن رقمه حتى الآن ، رغم طلبه هذا منها قبل رحيله بالأمس .
فرحت نور بخطبة احمد لأميرة صديقتها حين تلقت رسالة شكر من العريس ، ضحك وجهها من سعادتها ورضاها عن نفسها بانها السبب بقربهم من بعض اتصلت بأميرة كي تبارك لها .
خرجت منها زغرودة طويلة فور فتح ندى لهاتف عمتها لتجيب على المتصل ، خجلت أميرة من صوت الزغرودة الذي سمعها كل من على طاولة الإفطار وبسرعة اخذت هاتفها من يد ندى و قالت
" بتفتحي على اي حد ليه يا ندى ، وريني مين معاكي"
تحركت لتخرج من الغرفة وهي خجلة ليضحك الحاج جمال قائلا لسمية
" مش قولتلك البنت هتفرح وسبيها تعيش حياتها اهو اصحابها عاملين حفله قبل حتى ما نوافق"
نظر عمرو لحسام الذي توقف عن الأكل وقال " خير انت شبعت ولا عشان انا جيت انت هتقوم"
ابتسم حسام بصعوبة شديدة قائلا
" انت اللي جاي متأخر احنا سبقناك بكتير ، وبعدين النهاردة اجازتي عايز ارجع انام براحتي لسه بدري على صلاة الجمعة "
رد جمال على ابن اخته
" ادخل يا ابني بغرفتنا ونام براحتك ، وساعة الصلاة بنصحيك عشان نروح كلنا سوى نصلي"
وقف حسام وقال
" لا انا هستغل هدوء بيت عمتي و اروح انام هناك براحتي ، الاسبوع كان تقيل قوي ومحتاج ارتاح بجد ، بس ان شاء الله هرجع على الصلاة عشان نروح نصلي سوى بالمسجد الكبير "
ردت ام سعاد " اه يا ابني وانا شاهدة على تعبك الايام اللي فاتت روح ونام برحتك نوم العافية يارب "
تحرك حسام و خرج من الغرفة وهو ينظر على أميرة التي خرجت من غرفتها ذاهبة للمطبخ وهي تتحدث بهاتفها
" يا بنتي قولتلك محصلش حاجة كنت هكلمك بس ملحقتش والله "
حزن اكتر و خرج و اغلق الباب خلفه بدون ان يستمع لكلام خالته ، ليتفاجأ بصوتها العالي وهي تحدثه من النافدة
" بقولك ايه يا حسام اتأكد من الغاز قفلته قبل ما انزله وله تركته مفتوح ، لو لسه مفتوح اقفله كويس "
أشار لها بيده و رأسه و هم ليصعد سيارته ولكنها سبقته مرة اخرى وهي تقول
" اه صحيح و اتأكد من وصلة التلفزيون ، بص قبل ما تنام أمن على الشقة كويس "
ضحك حسام و ركب السيارة وهو يتصل على خالته قائلا بنبرة ضحكه
" مش عايزاني اشغل الغسالة كمان لحد ما ترجعي ، وله اخلص المطبخ "
ضحكت ام سعاد وقالت
" ياريت كان فيه مكنتش هرحمك "
……….
بالمطبخ كانت أميرة تتحدث مع نور بصوت غاضب قائلة " إزاي تعملي حاجة زي كده من غير ما تستأذنيني ، انتي عارفة بسبب عملتك ديه انا تعبت وعانيت قد ايه "
ضحكت نور وهي تسخر من كلامها
" تعبتي ن ايه ، يا بنتي انتي ناسية انه بقى خطيبك وله ايه ، طبعا و كل ده بسببي يعني عليكي تشكريني مش تزعلي مني "
غضبت أميرة عليها أكثر و حاولت شرح الخطأ الذي اقترفته نور اتجاهها ولكنها لم تستطع فكانت نور مقتنعة بشكل كبير ان ما فعلته خير كبير نابع من حبها لها وامنيتها ان تراها بالفستان الأبيض قائلة
" ان تكرر الامر سأعطيه رقمك دون تردد لاني واثقة باستاذ احمد جدا "
سمعت أميرة صوت والدها ينادي عليها تذكرت انها تركتهم على الفطور أنهت المكالمة بسرعة وعادت لترد عليه معتذرة منهم لتأخرها بالشاي ، ردت ام سعاد عليها و قالت
" مفيش تأخير يا بنتي المهم تكوني مبسوطة ، وبعدين الكلام خدنا و لسه مخلصين دلوقتي يعني متأخرتيش ولا حاجة "
قدمت لهم الشاي و عينيها تبحث عن ابن عمتها متوقعه انه بالحمام يغسل يده ، وضعت كوب الشاي الخاص به على الطاولة وأخذت الأطباق لتنقلها ، بهذا الوقت كانت ندى تلح على والدها ليسمح لها أن تنزل و تلعب بالشارع ولكنه كان يرفض لأن الوقت مبكر و اليوم اجازة فمن المؤكد ان الجميع لا زال نائمون ، رد الحاج جمال وقال " اه يا ندى اصبري شوية على دوشتكم خلوا الناس الي بتشتغل تريح "
غسلت ام سعاد يديها بعد الفطور ودخلت الى المطبخ وهي تقول أميرة
" وصلتي لفين بالمحشي يا بنتي"
اجابتها أميرة بضيق
" كان نفسي اخلصه كله امبارح بس والله كان اليوم خلص بسرعة "
ابتسمت عمتها وقالت
" امبارح ايه بقى هو في عروسة هتسيب عريسها وتلف محشي ، كويس اني جيت بدري عشان نخلصه بسرعة مع بعضنا ، الواد حسام ده فيه حاجه لله وكأنه حاسس انك عايزة مساعدة"
تذكرت اميرة كلامها مع حسام في الامس و هي تشكو له ارهاقها وتعبها بجانب امنيتها بمجيء عمتها لها بوقت مبكر .
نظرت ام سعاد لصمتها بوجه مبتسم على شرودها بالاحلام قائلة
" يلا يا بنتي نبدأ بسم الله "
ردت ميرا بنفس شرودها متسائلة
" هو حسام مشي بدري ليه "
أجابتها عمتها وهي تنظر لها قائلة
" تعبان يا بنتي طول الاسبوع شغل ومش بيرجع غير بعد نص الليل كل يوم من حقه ينام ويرتاح شوية "
أعطتها الحق فيما قالته وتحركت لتأخذ المحشي وتذهب للغرفة ليبدأ الجميع بمساعدتها به وهي شاردة بزيارة عريسها بالأمس وما قالته أمه و نظرات خالته لها ، حاولت أن تقنع نفسها انها سعيدة وفرحة ولكنها لم تشعر بذلك.
و بعد ان أدوا فريضة صلاة الجمعة تفاجأ الحاج جمال بأستاذ احمد وهو يتقرب منه و يسلم عليه بفرحه كبيرة ، ابتسم وجهه و سلم عليه قائلا
" هو انت بتصلي هنا كل جمعة ولا دي صدفة "
ضحك أحمد وقال
" لا صدفة ايه انا مقيم هنا كل الجمعة وكل صلاة على قد ما اقدر ، يعني اما اكون قريب او فاضي بحرص جدا اصلي فيه "
رد جمال عليه
" بارك الله فيك يا ابني ، بيوت الله كلها خير و نفحات مباركة "
اقترب عمرو وحسام منهما ليسلموا على العريس الذي كان فرح جدا أنه رآهم ، من يرى وجهه يعتقد أنه ربح في من سيربح المليون .
تحرك حسام و اقترب من السيارة ليفتح بابها لخاله الحاج جمال الذي كان يسير وهو يتسند على عمرو ابنه.
فكر احمد ان يبقيهم اكبر وقت ممكن دون أن يذهبوا ويتركوه وحده ، ألتفت الحاج جمال لينظر له قبل صعوده السيارة قائلا
" بالاذن منك يا ابني ، نشوفك على خير باذن الله "
رد أحمد وقال
" مع اني كان نفسي نقعد مع بعض شوية بس مش عايز اضايقك خليكم براحتكم "
نظر عمرو لحسام ثم نظرا للعريس قائلا
" اصل بابا رجله مش بتساعده يقف كتير ، بس ملحوقة بإذن الله اي وقت تحب تقعد معانا فيه هتلاقينا بانتظارك "
صعد الحاج جمال وجلس بالمقعد الامامي وهو يقول بصوت مسموع
" صح يا بني ، احنا بابنا مفتوح للحبايب والجيران بكل وقت "
صعد حسام هو ايضا بدون اي كلام بالأصل كان لا يريد ان يسلم عليه لولا خاطر خاله و ابن خاله ما كان وقف للحظة امامه .
انصدم حسام حين سمع طلب احمد و جرأته بالاستئذان ليذهب معهم للمنزل قائلا
" بما اننا اصبحنا أهل مع بعضينا انا مش هتكسف وهطلب اروح معاكم اشرب كوباية شاي ونكمل تعارفنا ، اصل بصراحة انا مشغول طول الاسبوع دروس من بعد الشغل لحد الساعة عشرة بالليل ومفيش متسع من الوقت عندي "
رحب الحاج جمال بيه وقال
" وماله يا بني اتفضل نتشرف بيك ، بس قولنا الساعة كام هتيجي عشان نكون مستعدين لاستقبالك "
المفاجئ بالأمر رؤيتهم لأحمد وهو يصعد معهم السيارة قبل ان يكمل جمال حديثه ، صمت الجميع كما تفاجئ أهل المنزل به وهو يدخل مع الرجال .
تضايقت الام سميه وقالت لزوجها
" ازاي تستضيفه عندنا بالسرعة ديه هو احنا لسه فكرنا ، وله لحقنا ننسى سهرته امبارح "
أقترب جمال منها وجلس بجانبها وهو يرد عليها بصوت منخفض
" استضيف مين ده هو الي استضاف نفسه ، وبعدين مش هيحصل حاجة لو قعد له ساعة يشرب الشاي و يتوكل على الله بعدها "
أيدت ام سعاد كلام اخوها وقالت
" معاك حق، وبعدين يا سمية مالك كده مش طايقة الولد ، والله شكله حباب و عشري اصبري متحكميش عليه عشان امه او خالته مش يمكن يكون خير للبنت و انتي مش عارفة "
تنهدت سمية بضيق وقالت
" يعني انا المشكلة دلوقتي، خلاص هقعد ساكته اما نشوف الساعة هتوصل لفين "
استأذن حسام من عمرو و احمد وهو يقول
" انا هدخل احضر الماتش مع خالي "
استغرب عمرو وسأله " أي الماتش ده ؟ "
فكر حسام قليلا وهو لا يعلم بماذا يرد على ابن خاله، تحدث أحمد متسائلا
" صحيح انا كمان اتلخبطت هو في ماتش النهاردة وانا معرفش "
رد حسام عليهم وقال
" لا مش مباشر بس عشان كنت مشغول طول الاسبوع بحضر اللي فاتني بوقت اجازتي"
سأله عمرو باهتمام وقال
" صح يا حسام نسيت أسألك على الدرج انت عايز البيت كله مستوى واحد وله نزود درجتين نطلع بيهم للصالون و نخلي السفرة نازلة بدرجتين على شكل بيضاوي "
رد حسام بضيق كبير
" مش فارقه اللي أنت شايفه حلو ارسمه ونفذه "
رد عمرو عليه وقال
" ازاي هو ايه اللي اتغير مش قولت مملكتي وانا هصممها بنفسي "
ابتسم حسام ابتسامة منقوصة
" احنا واحد وبعدين أنا واثق أن رايك هيكون افضل كتير مني ، وخاصة انك مطلع على كل حديث و بتشتغل بالمجال ده "
تدخل أحمد بالنقاش وقال
" عندك حق يا حسام برغم انك مهندس الا ان مزاولة المهنة و الاطلاع على كل جديد فيها مهم جدا "
رد عمرو على احمد و قال
" بالعكس لو شوفت الديكورات و التصميمات الجديدة الي عايز حسام يدخلها بشقته مش هتقول كده "
ابتسم احمد وقال لحسام
" انت بتجهز شقتك انا افتكرت بتبني لشغلك بس"
تحدثت اميرة على خجل وهي تنظر لاخيها
" فعلا الصور الي اتفرجت عليها معاك كانت جميلة جدا بس معجبنيش الدرجات الكتيرة بالبيت كفاية درجتين بالصالون "
تحدث احمد بضحك و قال لعروسته
" لا متتفرجيش على الحاجات ديه مش حلوة لصحتك "
ضحك عمرو وهو يرد على كلام احمد
" لصحتنا كلنا وخصوصا اختيار اميرة لديكور غرفة النوم و السرير الي تطلع له بدرجتين ، بجانب لون الدهان الأحمر دول كانوا شوية و هتدخل هي وندى جوه الصورة "
تحدث أحمد باستنكار
" احمر ايه ؟ "
ثم نظر لعروسته مكملا " متقوليش يا اميرة انه عجبك الاحمر بغرفة النوم "
رد عمرو وقال " هو مش كتير بيحب الالوان دي حتى حسام مش حابب كثرة الألوان بالشقة ، بس بأمانه كانت الصورة جميلة مع الديكورات والانوار حاجة حلوه وفخامه جدا "
ردت أميرة مدافعة عن رأيها بعد الطريقة السيئة التي رد أحمد بها عليها لتقول بضيق
" مينفعش تحكموا من غير ما تشوفوا الصورة ، وزي ما عمرو قال الديكور ومع الانوار و الدرج كان جميل قوي ، ورق حائط عبارة عن ورد احمر صغير بخلفية بيضاء في جانب واحد بضهر السرير و باقي الغرفة بيضة ، وكمان باقي الديكورات والتحف مدخلين فيه الاحمر والابيض "
ضحك احمد مرة اخرى بستهزاء واستنكار وقال " كده هتبقى حفلة مش غرفة نوم ، و نحط فيها دباديب و ورود و بكدة تكون كملت "
نظر حسام على اميرة ليرد برقي و احترام
" شكرا ليكي ورق الحائط فكرة هايلة ، وكمان اختيارك للون جميل اكيد هفكر بالموضوع تاني"
قالها ليتحرك بعدها ليدخل غرفة التلفاز دون ان ينتظر رد من احمد او عمرو ، كان همه فقط أن يأخذ حقها بعد طريقة استهزاء أحمد مما قالته فارضا احترام رأيها على الجميع .
ضحك خاله عندما رآه داخلا عليه تحدث بصوت منخفض ليقول
" أهلا بأول الهاربيين "
وعلى الرغم من أن وجهه الذي يظهر انه بعالم آخر خلاف عالمهم حيث لا يسمع ولا يرى شيء امامه الا انه ابتسم لخاله بصمت وحزن و جلس بمنتصفه هو وخالته ليشاهد معهم مسلسل تركي اسمه " الأوراق المتساقطة "
كانوا يعتقدون انه مندمج معهم بالاحداث مسحت ام سعاد دموعها وهي تقول لحسام
" هما كده يا بني ديما منكدين على امهم و عليا"
رد الحاج جمال بصوت مختنق و قال
" اه والله يا بني انا مش عارف ايه اللي يجبرنا على الهم ده ، بس بقول يمكن يتصلح حال العيال وافرح شوية بس الظاهر مفيش فايدة وصلنا للحلقة ربعمية وخمسين والنكد مكمل معانا اللي ما في حلقة عدت من غير ما ينكدوا على اللي خلفوني كلهم "
ظل حسام ناظرا للتلفزيون بتركيز كبير دون رد معتقدين أنه معهم ولكنه بعالم اخر .
في الصالون تحرك عمرو ليطمئن على ندى من الشرفة لينتهز احمد الفرصة متحدثًا مع اميرة هو يخفض صوته قائلا
" أنا زعلان منك ومفروض متكلمش معاكي و لا اجي كمان ، بس أهو جيت و بتكلم عشان تعرفي قد ايه انا شخص طيب ومسامح "
استغربت اميرة من كلامه ردت عليه متسائلة
" ليه زعلان هو انا عملت حاجه ؟"
ابتسم احمد وقال
" واخيرا سمعت صوتك ، انا ممكن جدا اسامحك عشان خاطر صوتك الجميل ده ولكن قبلها لازم تفتحي الحظر لاني بجد اتضايقت الصبح لما لقيتك لسة رقمي في الحظر"
وبضيق ردت عليه وقالت
" مش هرفع الحظر دلوقتي، عايزه افكر بالموضوع بدون ضغط من حد "
وبعدم رضا أجابها أحمد بسرعة قائلا
" ايه الكلام ده، هي رسايلي كانت بتضغط عليكي "
صمتت قليلا لتقول بعدها
" وبعدين مش من حقك تاخد رقمي من صحبتي، انتوا الاتنين غلطانين انا عاتبت نور كتير على اللي عملته ده "
رد أحمد بوجه مبتسم
" بس احنا متكلمناش و كمان انا قولتلك اني قصدي خير واني مش بلعب والدليل انا اهو بتكلم و قاعد معاكي في بيتكم ، يعني انا مكدبتش عليكي ولا لعبت بيكي "
ردت أميرة بضيق
" ده ميمنعش برضوا ان اللي حصل غلط ومكنش ينفع من الاول "
رجع عمرو الصالون وهو يقول
" معلش اتاخرت عليكم اصل ندى شافتني ، وطبعا مخلصتش بسهولة منها "
وقفت أميرة مستأذنة منهم ليسألها احمد بسرعة
" رايحة فين "
استغرب عمرو من طريقة العريس و راحته بالكلام مع اخته ، ارتبكت اميرة من طريقته و نظرات أخيها لهم لترد بسرعة
" هشرب مية و اشوف حاجة بالمطبخ "
وبالفعل دخلت المطبخ بسرعة وهي خجله ، فتحت غطاء القدر على المحشي لتطمئن على الاكل نضج أم ما زال أمامه وقت .
دخلت العمة ام سعاد المطبخ وهي تقول
" بتعمل ايه عروستنا هنا ، ليه مش قاعدة جنب عريسك "
ابتسمت أميرة لعمتها وقالت
" جيت اشوف الاكل استوى وله لا"
ضحكت ام سعاد وهي بترد عليها
" يبقى جابك الي جابني انا كمان جوعت و جيت اطمن عليه "
اغلقت أميرة اسفل القدر تحت المحشي و قالت
" خلاص استوى اتبقى افتح الفرن على الفراخ عشان يتحمر وشها"
ردت عمتها
" طب ايه ، هو هيتأخر اكتر من كدة ، انتوا عارفين انا بحب الاكل سخن "
دخل الحاج جمال هو ايضا المطبخ ، ضحكت أخته وقالت " وانت كمان جوعت زينا "
اقترحت ام سعاد أن يعرض على العريس أن يشاركهم طعامهم وهو صاحب القرار ليجلس ويأكل او يذهب و يتركهم يستمتعوا بالمحشي وهو ساخن .
خرج جمال ليتحدث مع العريس متوقعًا أنه بهذا الكلام سيخجل و يذهب ليتفاجأ بقبول احمد الدعوة دون أي مراوغة قائلا
" معنديش مانع حتى أنه فرصة ندوق طبخ عروستي "
اتخنق عمرو وضاق صدره من العريس اكتر، فللحظة شعر انه زوج اخته و ليس عريسا لا زال تحت تقييم طلبه بالقبول أو الرفض.
لم يكن عمرو فقط من تضايق و إنما حسام و سمية شعروا بنفس الشعور لدرجة أنهم تناولوا طعامهم دون ان يستمتعوا بطعم الجميل ، فكلام أحمد و ضحكه على مائدة الطعام وكأنه هو صاحب المنزل كان يضغط عليهم كثيرا ، وخاصة عندما قال كلمته الاخيرة بعد ان شبع
" لا كده تمام قوي الواحد اطمن على مستقبله ، تسلم ايدك يا اميرة الاكل جميل اوى ، اعتقد ان ماما هتديكي علاماتك كاملة بعد اول عزومة عندنا ، ده اذا ما نفذتش كلامها و توقفت عن الطبخ بعد جوازي "
لم تتحمل الأم سمية ان تظل صامته بعد سمعها سيرة امه ردت عليه وقالت
" ليه تتوقف عن الطبخ ، هي ناوية تعتزل الحياة بعد الشر "
ضحك أحمد وقال لها " قد ايه كلامك جميل ومضحك يا طنط ، بس انتي فهمتيني غلط انا اقصد ان امي هتعتزل الاكل بعد جوازي وهتعتمد على عروستي ، بتقول كفاية عليا لحد كده كبرتكم و جوزتكم وجه الوقت لتريحوني "
ابتسمت سمية بصعوبة انستها ما يفترض رده ، التزم الجميع الصمت قام احمد ليغسل يده ليقوم عمرو و يسبقه لجانب الحمام وهو يقول له "
اتفضل من هنا "
ردت الام سمية وقالت بصوت واطي
" قال تعتزل الطبخ قال ، عقبال ما تعتزل الحياة قولوا أمين "
ضحكت ام سعاد و اكلت صباع المحشي الذي بيدها قائلة بعدها " تقوليش بتلعب بالدولي و عايزة تعتزل الاحتراف "
ابتسمت اميرة على حديثهم ليتحرك الحاج جمال و هو يحذرهم من أن يسمعهم العريس ، قامت سميه و من خلفها ام سعاد التي كانت تقول
" انا لسه مشبعتش هكمل كمان شويه "
لاحظت اميرة صمت حسام وعدم تحدثه من بداية تناولهم للطعام نظرت على طبقة لتجده كاملا لم ينقص منه إلا القليل ، تحدثت بصوت منخفض وهي تقول
" هو مش عجبك و له ايه "
لم يرد عليها لتكرر كلامها
" لو مش عجبك المحشي ، كمل الفراخ على الأقل " لم يستمع لحديثها من شروده ، تحركت أميرة و جلست بالقرب منه تاركة مقعد فارغ بينهما متحدثه مرة اخرى وهي تميل للأمام قليلة محركة بكف يدها امام عينه بعد ما قلقت على وضعه و قالت " حسام انت كويس ، حسام"
حرك نظره لينتبه على حالتها و قرب يدها منه ، بلع ريقه وقال لها
" اتفضلي ، كنتي عايزه حاجه ؟ "
ردت عليه اميرة وهي تراقب الحمام وقالت
" انت تعبان ؟، مالك فيك ايه؟ "
هز راسه بالنفي أكملت حديثها وهي تشير لطبقه
" كنت بقولك مكلتش ليه المحشي مش عجبك ، حتى الفراخ المحمر اللي انت بتحبها زي ما هي"
اختنق بريقه و هو بيحاول ان يخرج صوته ليرد عليها بصعوبة قائلا
" يا خبر محشي ايه الي وحش ، بس المشكلة ان معدتي اليومين دول تعباني شوية عشان كده مقدرتش اكل"
ردت عليه بسرعة قبل ان يقترب احمد وعمرو منهم وقالت
" منا اخدت بالي قاعد ساكت على غير عادتك ومش بتاكل ولا بتهزر "
سعل حسام ليستطيع بلع ريقه الذي فعلياً اختنق به ، و عندما اقترب اخوها و عريسها تحركت هي واخدت بعض الأطباق من على السفره و اتجهت للمطبخ.
جلس احمد و عيناه على حسام الذي بدأ بمساعدة عروسته في نقل الاطباق و التحرك خلفها ليدخل المطبخ ، قابلته خالته ام سعاد قبل دخوله واخدت منه الأطباق وهي تقول له
" اقعد انت يا بني انا هنقل معاها "
دخل حسام الحمام ليغسل يده على السريع ، وخرج للصالون وهو يستأذن من خاله ان يذهب لمنزل خالته ليرتاح ، رد خاله جمال عليه وقال " مالك يا ابني مش مظبوط النهاردة "
تضايق حسام و نظر على احمد ليتفاجأ بصوتها الجميل وهي ترد من الخلف
" فعلا يا بابا عندك حق ، بس هو تعبان شويه الم معدته رجعله تاني "
واقتربت لتضع صينية الشاي بمنتصف الصالون أعلى الطاولة البيضاوية وهي تتحدث لحسام بصوت اقل نبرة من الطبيعي
" انا عملت ليك شاي بالمرمرية عشان تهدي معدتك اشربه الاول وبعدها امشي "
تضايق احمد من اهتمام عروسته بحسام ابن عمتها الذي رفض أن يشرب الشاي واصر على ذهابه ، تحدث جمال
" طيب يا بني روح انت و انا هطمن عليك بليل ان شاء الله "
خرجت ام سعاد من المطبخ وقالت
" وانا كمان هروح معاك ، كفاية النهاردة كده ونبقى نيجي بيوم تاني "
تحركت اميرة
" طب ثواني وهرجع استنوني "
ردت ام سعاد بوجه مبتسم
" طيب وانا هدخل اسلم على سمية واجيب حاجتي من جوه لحد ما ترجعي "
في داخل الغرفة أمسكت الأم سمية بيد ام سعاد مصره عليها ان تكمل اليوم معهم ولكنها لم تقبل من اجل تعب حسام وتغير حالته منذ الصباح .
ردت سمية بضيق
" لا ما انتوا متمشوش وتسبوني مع الراجل ده في البيت والله اخلص عليه و ارتاح ، قاعد ولا اكنه ببيت اهله شوية و هيقوم يضايفنا في بيتنا "
ضحكت ام سعاد
" طب والله انتي ظالمة الواد طيب وباين عليه انه حنين ، منكرش انه غلس وخفيف شوية بس يتبلع ولا ايه يا طنط "
ردت سمية بغيظ
" طنط في عينه هو و امه "
ضحكت ام سعاد و هي تودعها و توصيها بالصبر ، خرجت من الغرفة لتتفاجأ بأميرة وهي تقترب من حسام لكي تعطيه شنطة ، نظر حسام على يديها وتسائل " ايه الشنطة ديه ؟ "
ردت أميرة عليه
" ده محشي و فراخ عشان انت مكلتش معانا " جاء ليرفض لولا تحدث ام سعاد وهي تقول لأميرة
" عملتي حسابي وله على قد حسام بس "
ضحكت أميرة بخجل ردت به
" وديه تيجي يا عمتي طبعا عملت حسابك "
سألتها " و زودتي الفراخ "
ضحك الجميع على حديث ام سعاد ، رد اخوها الحاج جمال قائلا لابنته
" كنتي اتوصيتي بالوراك يا اميرة "
و نظر للعريس مكملا
" معلش يا بني هي خالتك ام سعاد كده على طبيعتها قوي ، ديما كلامها من قلبها عشان كده كلنا بنحبها "
حطت ام سعاد يديها على ظهر اخوها وهي بتقول" تعيش يا حج ، يعني انا لو مطلبتش من بيت اخويا هطلب من مين "
رد أحمد وقال " ربنا يخليكم لبعض "
أخذ حسام الطعام من يد أميرة ثم أخذ بعدها الحقيبة الكبيرة من يد عمته و نزل كي يسبقها بالأسفل .
تضايق احمد من اميرة وعاتبها كيف تهتم باكل ابن عمتها و تحضر له شاي بالاعشاب لأجل اراحته .
و بتلقائية تحدثت أميرة
" لا انت فهمت غلط ده حسام ، احنا متربين مع بعض ، يعني كان زمان يجي عندنا كتير وكأنه مقيم معنا "
وابتسمت مكملة
" وكان يهرب مني عشان كل ما اشوفه امسك كتاب الرياضيات و ادور وراه عشان يشرح ليا طبعا كنت صغيرة أيامها بالكتير تانيه اعدادي ، بس بصراحة كان شرحه حلو قوي ده حتى مفهمتش الرياضيات ولا حبيتها غير بعد شرحه ليا "
اشتدت غيرته و تضايق اكتر قائلا لها
" ده كان زمان ، دلوقتي لا. انتي كبرتي مفروض تاخدي بالك من كلامك و تصرفاتك وخاصة انك اصبحتي مخطوبة ، يعني انا مش موجود منظر بس ، ده حتى معملتيش اعتبار لوجودي وانتي قاعدة تهتمي بواحد غريب قصادي "
ردت اميرة مدافعة عن نفسها
" ايه اللي انت بتقوله ده معقول الكلام ده ليا انا وبعدين انا اخده بالي كويس قوي من كلامي وتصرفاتي ومش محتاجة من حد يراجعني فيها وخصوصا اني معملتش حاجة غلط ، ده حتى بابا و اهلي موجودين يعني اعتقد لو هعمل حاجة غلط مش هيبقى قصادهم "
تنهد احمد بضيق وقال
" الواضح أننا هنتغلب شوية لحد ما نتعود على بعض بس متخافيش انا عندي قدرة تحمل عالية جدا ، بس مش بحب اللي يعارضني يعني فهمنا صلة القرابة وانكم اخدين على بعض من طفولتكم تمام ، ولكن نقطة ومن أول السطر هنبدأ من جديد انتي تاخدي بالك انك اصبحتي مخطوبة و المفروض تكوني متحفظة اكتر و خاصة ان خطيبك غيور جدا ومش بيحب اللي حصل يتكرر مع أي حد تاني "
وقفت اميرة وقالت
" ولكن قبل كل دا اعتقد اننا لسة مش مخطوبين وانا مقولتش ردي الاخير بالموضوع ده "
وبعدما انهت ردها بقوة وضيق تحركت لتترك الصالون وتدخل للغرفة ولكنه وقف بسرعة وخوف قائلا
" أنتي بتقولي إيه ، وبعدين رايحة فين معقول للدرجة ديه زعلتي مني "
هزت رأسها لتنفي ذلك
" لا مزعلتش بس هدخل اشوف ندى اتأخرت بنومها كل ده ليه "
تحدث احمد بنفس سرعته وقلقه
" ازاي مزعلتيش ده باين عليكي قوي ، طب حقك عليا ممكن اكون زعلتك وانا مضايق ، ولكن صدقيني ده غصبن عني انا غيور جدا وحصل ده بدون ما اقصد حقك عليا بعتذر منك متزعليش انتي غالية عليا و مقدرش اشوفك زعلانة مني "
نظر لها و لصمتها وتهرب عينيها منه ليكمل كلامه وهو يقول لها " قوليلي سامحتك عشان امشي وانا مرتاح "
صمتت اميرة ليكرر ما قاله
" انا مش همشي و احتمال انام هنا لو مقولتيش انك مسمحاني "
ردت اميرة بخجل
" مفيش حاجة تستاهل الزعل انا حبيت اوضحلك اني ماعملتش حاجة غلط وان حسام زي عمرو اخويا بالنسبة ليا "
رد احمد عليها بثقة " هنسيب الموضوع ده لبعدين شوية ، اما تهدي هنتكلم فيه واكيد هقنعك برأي انا واثق انك هتسمعي كلامي بالأخير "
عاد عمرو للصالون وهو ينظر لوقوف العريس قائلا " ايه ده انت كنت هتمشي بدون ما تودعنا وله ايه "
نظر أحمد على مقعده الخلفي ثم نظر لعمرو وهو محرج كان يريد أن يصحح له ما فهمه بالخطأ وأنه ما زال جالسًا معهم ولكنه لم يستطع حين اقترب عمرو منه وسلم عليه وهو يقول
" ربنا معاك ننتظرك مرة تانية انت اصبحت صاحب بيت "
رد احمد وهو يتحرك جهة الباب بعد ان اُجبر على الخروج قائلا
" اكيد اكيد ، انا سعيد بالوقت الي بيمر وانا معاكم "
ونظر لأميرة وقال
" تسلم ايدك على الاكل الجميل "
اومأت رأسها باستحياء
" صحة وعافية "
و بمجرد اغلاق الباب خلف العريس تفاجأوا بامهم سمية تخرج من الغرفة على حذر وهي تقول " اتأكد يا بني مشي وله لسه لازق على الباب والله اتبقى القليل وينام عندنا "
ضحك عمرو ورد على امه
" بعد كدة ابقوا قولوا ليا قبل ما يجي عشان اهرب "
سحبت اميرة نفسها ودخلت غرفتها وهي مختنقة منا تسمعه، غيرت ملابسها ونامت بجانب ندى وهي حزينة و مرهقة من مجهود هذا اليوم الطويل .
……….
مرت عدة أيام كان الحاج جمال منتظر رد ابنته بالموافقة او الرفض على أمر خطبتها من العريس ، كما انشغل حسام خلالهم في عمله بشكل كبير جعله يقطع زياراته اليومية لمنزل خاله بعد ان أغرق نفسه بأعمال أكثر وأثقل كي لا يترك نفسه للتفكير والضياع على يد قلبه الحزين المنكسر ، اتصل به الحاج جمال أكثر من مرة كي يأتي ويتناول العشاء معهم او حتى يأخذ نصيبه من الطعام ولكنه كان يرفض و يتحجج بتعبه و انشغاله ويصر على عدم ذهابه لهم .
كان محق بقراره وعدم ذهابه كي لا يزداد سوءا وخاصة أن معدته ساءت بشكل كبير على أثر سوء حالته النفسية ، عاند روحه وقلبه وهو يقنع عقله انه بخير وانها سنة الحياة كل فرد بها يأخذ نصيبه وقدره المقسم له وانه لا داعي للحزن لهذه الدرجة ، ظل يكرر هذا الكلام لقلبه وعقله الذي لم يصمت عن التفكير حتى اصبح هو و ألم الرأس متلازمين .
تغيرت اميرة كثيراً بهذا الاسبوع لتصبح عصبية لا تتحمل أي كلمة أو حدث طارئ حتى ولو صغير .
أتت أسماء و نور لزيارتها كي يقنعوها ان تقبل العريس وتكف عن دلالها الزائد وخصوصا انه عريس تتمناه كل بنت ، ظلوا يحكوا لها عن مميزاته و وصفهم لها بالمحظوظة ، بهذا الوقت اتصلت زهرة باميرة كي تستأذن عمرو لتذهب لمنزلها لأخذ بعض الملابس التي بحاجة لها بعد ان تحسن الطقس وأصبح مشمسا معتدلا بشكل كبير .
ردت أميرة عليها و قالت
" انا اخدت لك إذن عمرو تقدري تروحي بأي وقت المهم يكون هو مش موجود فيه"
سألتها زهرة
" طيب لو رحت كمان ساعة هيكون مناسب له "
ردت اميرة بعد تفكير ظل لثواني
" اه مناسب جدا ، اصلا هو هيطلع من الشغل على التجمع عند حسام وهيرجعوا مع بعض متأخر "
اقتربت ندى من اميرة بعد ما سمعت اسم والدتها وسحبت التليفون وهي تقول
" انا كلم ماما ، انا كلم ماما "
تحركت اسماء وتحدثت بصوتها المسموع وهي تقول لندى
" عيب يا ندى براحة ماينفعش تاخدي التليفون كده من عمتك "
ركضت ندى بالهاتف ودخلت به غرفة التلفاز بجانب جدها دون ان ترد عليهم مكملة حديثها مع أمها
نظرت اسماء لاميرة وقالت لها
" معلش وحده وحده هتتعلم "
صدتها اميرة وقالت " انتي بتقولي ايه ، هي معملتش حاجة لكل ده البنت مشتاقة لأمها من حقها تاخد التليفون بالشكل ده اصلا . وكمان هي متعودة عليا زيادة وده بيفرحني"
ردت اسماء " ربنا يخليكي ليها ، معلش بكرا هتتعود على بعد امها وتتأقلم على حياتها الجديدة"
تساءلت نور بفضول
" هو صحيح يا أميرة إيه سبب الخلاف الكبير ده كله ، انا مستغربة ازاي بعد حب الجامعة و حوالي اربع سنين جواز يفترقوا بدون سبب واضح "
و قفت أميره وقالت
" الموضوع ده عمرو اخويا مش بيحبنا نتكلم فيه"
ونظرت لاسماء مكملة حديثها
" وكمان الموضوع متقفلش طول ما هما مطلقوش يبقى لسة في امل بالرجوع لان في بنت بالنص مينفعش ننسى امرها "
تحدثت نور وهي تنظر لأميره بإستغراب
" انتي وقفتي ليه لو مش فاضية "
ردت اميرة وقالت
" اه نسيت كنت رايحة اجيب عصير لمون نشربه حضرته ومع الكلام نسيته "
نظرت اسماء لنور بعد خروج اميرة من الغرفة لتسألها " مالها النهاردة دمها تقيل وعصبية ، هو ده شكل عروسة انا لو من احمد اسيبها وأشوف عروسة احسن منها ايه العقد دي "
ردت نور عليها
" ايه ده اسمعوا مين بيتكلم ، مش ديه اميرة إللي هتموتي نفسك عليها وكل يوم زيارات ، حصل ايه يا طير إيه لاقيتي حد تاني غيره"
حركت اسماء فمها بضيق
" و الله عمرو ده خسارة فيهم الواد حتة قمر ماشي على الارض خفة دم واحترام وذوق ويكفي أنه مش معقد زيهم "
رجعت اميرة ومعها العصير قدمته لهم وجلست بجوارهم صامته تتمنى قدوم تلك اللحظة التي يذهبون بها .
……….
فتحت زهرة الباب وهي ترد على التليفون قائلة " معلش يا نرمين مش هاقدر أكلمك دلوقتي هتصل بيكي بوقت تاني "
ردت عليها نرمين
" ولا تاني و لا تالت اصلا زهقت من حالتك اكنك اول ولا اخر واحدة اتخانقت مع جوزها ، ما علينا المهم انا اتصلت اقولك لازم تيجي بكرا عشان تقطعي الاجازة او تجدديها يلا سلام "
أغلقت نرمين الهاتف وهي تنظر بجانبها على الفراش قائلة
" خلاص بلغتها بس والله هتخليني أصدق إن كان بينكم حاجة ، إيه الاهتمام ده كله "
رد سليم عليها وهو يقترب منها
" تغيري ايه ، خليكي عاقلة هو انا حبيتك غير عشان عقلك الكبير ده "
واقترب منها أكثر ليكمل ما تركه ناقص قبل المكالمة بعد ان تزوجا بورقة عرفي متخذين منزل صغير مخبأ لهم.
……..
في حلمية الزيتون جلست زهرة على فراشها من جهة نوم زوجها وهي تبكي بحسرة وحزن قلبها الذي لم يعد يحتمل بُعدها عن ابنتها وعائلتها أكثر من ذلك.
كان صوت بكائها العالي يرج المنزل لدرجة أن عمرو سمعه بمجرد فتحه للباب استغرب بأول الامر وبعدها تفهم الأمر بمجرد رؤيته لحذائها و حقيبة يدها على مقعد الصالون.
اراد ان يعود ويتركها بمفردها دون ان تشعر به ، تغيرت نظرات عينيه كي يظهر بهما غضبه خوفا من ضعفه وزوال حزنه شفقة على بكائها.
وكان هذا خير دليل على أن قلبه لا زال ينبض تجاهها ، وبعد تردد قاتل قرر الخروج من المنزل هاربا من صوت بكائها.
ولكنه صدم الباب ليغلقه بقوة دخل للغرفة بها وهو يصرخ عليها
" انتي بتعيطي ليه لحد دلوقتي ، كان فين عقلك أما اتقربتي من راجل غريب "
فزعت زهرة من وجوده و غضبه وكلامه الذي نزل عليها ليقطع قلبها اكثر ، تحركت ووقفت أمامه " لا يا عمرو ماتقولش كده ، وحياة ندى بنتي ما اتقربت من اي راجل ، ازاي طاوعك قلبك تقول عليا كده ، ماشي انا معاك اني غلطت بس وربنا ما اكررها تاني ، لو عايزني اسيب الشغل هسيبه لو عايزني مخرجش من البيت و مكلمش حد انا راضية بس ارجوك سامحني أرجوك يا عمرو انا بحبك ومش قادرة اعيش من غيرك انت وندى "
رد عمرو عليها بقوة غضبة ورجولته التي كسرت " من امتى منعتك عن الناس ، من امتى قولتك كلمي ده وله متكلميش التاني ، من امتى وانا بتحكم بخروجك ودخولك ، طول الوقت كنت واثق فيكي كنت بعمل كل حاجة اقدر عليها او ما اقدرش حتى عليها عشان خاطرك ، كنت اخاف عليكي حتى من نفسي وبالاخير، وبالاخير"
بكت زهرة وهي تترجاه ان يسامحها ولكنه تحرك ليخرج من المنزل هربا من انفاسها الباكية و قربها منه ، هرب من قلبه وحبه الكبير لها قبل هروبه منها .
وبرغم خروجه من المنزل واغلق الباب خلفه إلا انها لا زالت تبكي وتنادي عليه و تترجاه أن يسامحها وهي منهارة على الارض
يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.
منها "رواية حياتي"
رواية جديدة قيد النشر من ضمن سلسلة روايات الكاتبة أمل محمد الكاشف ..