recent
جديدنا

انها غيوم الحياة الفصل السادس والعشرون والأخير

Wisso

                          "إنها غيوم الحياة"

                                 بقلم أمل محمد الكاشف


 

أضأت السماء بنور فرحتهم وسعادتهم، علت الابتسامة وجوه المدعوين وهم يشهدون على غيرة الصغيرة من قرب عمها وامها حتى التصقت بهما محاولة لفت انظارهما لها فقط.

تحرك سراج ليرحب بإحدى المدعوين، امسكته آيلا رافضة بعده عنها سحبها ليأخذها معه ولكنها أبت أن تذهب دون أمها.

اقتربوا ورحبوا بالضيف الذي اندمج مع سراج بحديثهم الفرح.

انحنت حياة على ابنتها لتحدثها

"هيا لنذهب بجانب أصدقائنا"

رفضت بحركة رأسها متمسكة بطرف جاكيت عمها، انحنت أكثر حتى اقترب جلوسها قائلة لها 

"هل أنتِ خائفة ممن حولنا"

صمتت ايلا لتحتضنها أمها بقوة مقبلة رأسها 

"أنا بجانبك يا عمري، لا يمكن لأحد أن يأذيكِ وأنا بجانبك"

انتبه سراج من احتضانهم لبعضهم، ابتسم وجهه لينحني  هو أيضا ليصبح بالقرب منهما "هل عليّ أن أغار الآن"

فتحت ايلا يدها لتضعها على كتف عمها بعيون تراقب جميع من حولها، نظرت حياة نحوه بحزن ليحمل هو وردته واقفا بها ممسكا بيد عروسته ليساعدها بالوقوف بجانبه قائلا لصغيرته باذنها عدة كلمات جعلتها تبتهج فرحا وهي تحتضنه بقوة.

تعجبت أمها مما رأته لتسأله بفضولها

"بماذا حدثتها"

نظر لوردته بوجهه الفرح

 "هل نخبرها أم ننتظر لتتفاجئ بنفسها"

اقتربت حياة لتقبل وجه ابنتها الفرحة ممسكة يدها لتقبلها أيضا

"أخبريني بأي نزهة وعدك"

حاوطها بيده الأخرى ليقربها له منحني على اذنها ليهمس بها

"ما أخبرتها به لا يضاهيه اي نزهة او رحلة"

خجلت من قربه ويديه التي تحيط خصرها ملتزمة الصمت تخوفا من تماديه.

لم يطل الحفل كثيرا، استأذنت نجلاء بسبب سوء حالة معدتها لتكون أول من ودعهم اعلن بعدها العريس شكره لكل من شاركوه فرحته رافعا يده ليودعهم جميعا، استغربت حياة خروجهم من المنتجع بعد أن توقعت حجزه غرف متفرقة لهما.

صعدت السيارة بمساعدته واهتمامه بتجميع فستانها حولها مغلقا الباب عليها ليجلس بجوارها وهو ينظر نحو ايلا غامزا لها 

"أصبحنا وحدنا يمكنكِ أن تنامي حتى نصل"

ابتسمت ايلا مغمضة عينيها لتنام بالفعل بعد أن أرهقت طوال اليوم.

اشار لعروسته وهو يهمس بصوت كاد أن لا يخرج منه "نامت"

التفتت حياة للوراء بصعوبة تقيدها بالفستان الكبير قائلة له 

"كانت خائفة من الجمع والأصوات العالية"

امسك يدها ليقربها له وقبلها من جديد 

"لا حزن ولا خوف من بعد الآن، لا تقلقي 

سنداوي قلوبنا  ببعضنا البعض"

سحبت يدها بعد ان خجلت من نظراته الفرحة بها، بدأ قيادته وهو يدندن بالاشعار الرومانسية التي زادتها خجلا فوق خجلها.

كانت تترقب وصولهم لمنطقة منزلها حتى تهرب منه، طال الطريق حتى تفاجأت بوقوفه أمام منزل من طابق واحد.

نظرت له متسائلة 

"لماذا توقفت"

ابتسم وجهه وهو يخبرها عن وصولهم لمنزلهم الجديد، نظرت للمنزل مجددا ثم نظرت إليه "ألم نتفق على…"

قاطعها بسرعة رده 

"طبعا اتفقنا وها انا انفذ ما اتفقنا عليه"

نزل سريعا من السيارة متوجها لبابها كي يفتحه لها بقامته المنحية "تفضلي يا سيدتي"

ابتسم وجهها بقولها "سراج انا لا أمزح، لماذا لم تخبرني"

وقف مندهشا ينظر للمنزل وينظر لها 

 "وماذا أفعل أنا ذاتًا أخبرك به الآن "

لم تستطع تغيير ملامح وجهها المبتهج وهي تلفظ اسمه بتذمر "سراج!!"

اجابها "يا قلب وروح سراج، أؤمريني لأنفذ هل تريديني أن احملك للباب ام ننتظر حتى نصل للباب دون حوادث ومن بعدها أحملك للداخل"

ضحك مازحا 

"لا تطمعي أن أحملك المسافتين من غير شيء متعب ومنهك، لم أنم منذ يومين" 

شبكت ذراعيها على صدرها 

"لا لن انزل وسأذهب لمنزلي كما اتفقنا"

اجابها "فهمت عليكِ تريدين حملك المسافتين ولكنك خجلة بتصريحك عن رغبتك، تمام هيا بسم الله"

أسرعت بقولها "لا ، لا تفعل" ولكنه لم يستمع لها دخل السيارة بنصف قامته العلوية ليحتضنها "هيا ساعديني"

زاد ضحكهم وهو يشتكي من وزنها وعدم استطاعته تحريكها، كان مزاحه يخلق وسط جميل مبهج بينهما فلقد زاد ضحكها واحاديثهما دون أن ينتبها لقربهما.

استيقظت ايلا منادية "أمي"

ابتعد قليلا عن عروسته ملتفتا للخلف نحوها "أمي فقط لا يوجد عمي"

استقام بوقفته ليقترب بعدها من وردته التي فتحت يدها ليحملها.

رفض وهو يقول بصوت مسموع

"لن أحمل أحد منكما هيا تحركا وانزلا من السيارة وحدكما"

نزلت حياة على استحياء لتنزل ابنتها ممسكة بيدها ناظرين للمنزل الذي بجوارهم.

أغلق سراج سيارته وتحرك بجانبهم ليفتح الباب ويسمي الله بدخوله أول خطوات بحياته الجديدة.

سألته حياة "هل هذا ما انتقلت…"

لم تكمل سؤالها حتى أجاب هو 

"لا الآخر صغير وبغرفة واحدة بالاعلى، ما الذي ذكرك به الآن أعوذ بالله منه"

أغلق الباب خلفهم وتحرك مقتربا منهم 

"اشتريته صباح أمس ليكن بداية جديدة لنا، بصراحة كنت قد رأيته قبل شهر وتحدثت مع صاحبه وبعد سرعة ما حدث ذهبت إليه أنهينا الإجراءات القانونية وأصبح ملكا لنا"

نظر لوردته "ها قد وفيت بوعدي لكِ وسننام جميعنا سويا"

مد يده نحوها ليمسك يدها الصغيرة 

"هيا لاريكِ غرفتك تأخر الوقت وعلينا جميعا أن ننام"

رفع نظره على حياة مكملا

"أليس كذلك"

خجلت من غمزة عيونه الفرحة، اخفضت رأسها ليتحرك هو مع وردته 

"لن اتأخر ان اردتي أن تتعرفي على المكان حتى أعود، أو يمكنكِ أن تذهبي لغرفتك لتبدلي الفستان"

سألته 

"هل اشتريت الملابس ايضا"

ضحك بخبث مؤكدا على فعله لذلك، وبعد ابتعاده ودخوله الغرفة بجانب وردته تحركت بخطوات هادئة بطيئة لتتعرف على المكان بوجهها المبتسم.

اقتربت من الغرفة الكبيرة ناظرة للداخل بقلبها الذي ازداد نبضا، سقطت عيناها على الفراش الكبير بتوتر وارتباك.

نظرت من مكانها نحو المرآة لتتمعن بفستانها وحالتها 

"ماذا إن احزنته…."

خطر بعقلها فكرة تبديل ملابسها والخروج بسرعة من الغرفة كي تتحجج بعدها بابنتها او اي شيء يجعلها تكمل باتفاقهم الأول.

 فتحت الخزانة لتتفاجئ بوجود فستان واحد فقط معلق، مدت يدها المرتجفة لأخذه والتمعن بعينيها المتسعة بحالته التي أشبهت حالة فساتين ابنتها بحجمه الصغير وقصر طوله.

وضعته مكانه مبتلعة ريقها وهي تفتح الجهة الأخرى لتجدها أيضا فارغة.

اخذت نفسا عميقا أخرجته 

"لن ارتديه حتى بأحلامه" 

خرجت من الغرفة لتجده قادم إليها، وقفت بجانب الباب تنتظر اقترابه وهي تستمع 

"لا تقولي أنكِ تنتظرين مجيئي حتى اساعدك بتبديله"

ابتسم وجهه أكثر 

"رغم أنني اخذت خبرة عن هذا قبل قليل ولكني متعب، اقسم أنني لم أرى النوم منذ يومين، فلترتدي وحدك اليوم وأعدك أن أساعدك من الغد بذلك"

ردت عليه بوجهها المتذمر

"ألم نتفق على …"

امسك يدها ليدخلها الغرفة بجانبه قائلا 

"أم أن ملابسك لم تعجبك "

رفعت كتف واحد مزيدة بتذمرها، ضحك قائلا "ولكنك تبخسِين حقي لقد اعتنيت كثيرا باختيار….."

ضحك اكثر حتى علت أصوات قهقة قلبه الفرح قائلا 

"حسنا لن اضغط عليكِ من اول يوم، تفضلي هنا ملابسك"

فتح أمامها باب أشبه بالحائط لترى داخله عدة ملابس معلقة لم تكن كثيرة بل كانت معدودة على الأيدي، اشار لها نحو الجانب الخاص به وهو يقول 

"هي اكثر لاني نقلت جميع ملابسي واغراضي مرة واحدة"

وعاد لينظر لجهة ملابسها "اخترت ما يكفيكِ بأول يومين ومن بعدها أنتِ ستشترين ما تحتاجين له"

أعجبت بجمال ولون البيجامة والفستان المجاور لها، رفعت عيناها بعينه قائلة بحب "شكرا لك"

اقترب منها ليساعدها برفع حجابها، خجلت من يده التي كانت تلامس رأسها وكتفيها وهو يزيل طرحة الزفاف ومن ثم حجابها الذي احكمته بكثرة المشابك الفضية، خفضت عينيها خجلا من نظره لشعرها وصوته الحنون 

"أين كنتِ تخبئين كل هذا الجمال" لم يكن غزله الوحيد فلقد أفضى عليها بلسانه المعسول المفعم بأجمل أبيات الشعر الرومانسية، سلم قلبها لصوته الذي سحرها به منذ سنوات، اغمضت عينيها كما كانت تفعل بالقدم حين تنتظر بدأ برنامجه الإذاعي لتغلق عينيها مبحرة بالاحلام، فرح بسعادتها المرسومة على وجهها اغمض عينيه هو ايضا ليغرق بأمواج حبه.

وبهدوء وسكون هذه اللحظات انتفضا مبتعدين عن بعضهم فور تعلق ايلا بهم، وضعت حياة يدها على صدرها لتهدأ من ذعرها ومفاجأتها امسك سراج يد وردته ليبدأ حديثه الذي تلعثم بريقه 

"لماذا استيقظتي؟ أم انك تريدين دخول الحمام"

ابتسمت حياة حين رأت تدلل ورفض وردته أن تنام وحدها، حاول سراج اقناعها أن تنام بغرفتها حتى يشتري لها ما طاب ولكنها رفضت مصرة على نومه معها، تحدثت حياة بخبث

"هل تشتاقين لحضن عمك لهذه الدرجة"

حذرها بعينيه لتكمل موجة حديثها لعريسها

"ماذا ستفعل هل ستحزن وردتك"

كاد ان يفقد عقله اجابها بصوت منخفض

"لا مجال للمزاح ستلتصق بي وراء حديثك هذا"

ابتسمت اكثر مجيبة عليه 

"لتنم بحضنك الليلة لأجلي يا سراج، لا تحزنها فأنت تعلم كم تحب وردتك النوم بحضنك"

أومأ رأسه "هل هو كذلك حسنا ان اردتيها حربا فانا لها"

اقترب منها وكأنه سيقبلها حذرته لوجود الطفلة، أجابها 

"سأمسك بكِ أنت من أراد هذا"

ضحكت هاربة منه لخارج الغرفة 

"لا تفقد عقلك"

ركضت ايلا خلف أمها لتمسك بها دون أن تفهم شيء لإعتقادها انهم يلعبون، كاد ان يمسكها لولا انزلاق قدمه بشكل غريب سقط ليسرعوا باقترابهم منه منصدمين بحالته، ضحكت ايلا "سقط عمي قبل أن يفوز"

تحرك ليسحبها لحضنه ويدغدغها مقبلا  وجهها فرحا بضحكها، لم يكتفي بهذا ليسحب عروسته بحضنه كي يدغدغها هي أيضا صُدمت بأول الأمر محاولة الهرب منه ولكنه لم يتركها تجمع هو وابنتها عليها لتزداد هي ضحكا "اتركوني".

أنهكوا من كثرة الضحك والركض واطاحة كلا منهم للاخر حتى انتهى بهم المطاف للنوم على الفراش الكبير ثلاثتهم.

تحدث سراج قائلا بصوته المتعب

"انتهى الأمر بهذا القدر دون ماء يسكب او زجاج يكسر الشكر لله" ، تذكرت الفيلم الذي شاهده لتخرج اخر ضحكاتها قبل أن تكتشف نومه السريع، نظرت لوجهه المبتسم بنومه العميق من شدة تعبه ومقاطعته للنوم على مدار يومين متتاليين ثم وجهت نظرها نحو ابنتها النائمة بمنتصفهم بقلب شعر بامتلاك العالم بهذه اللحظة.

سبحوا بنومهم العميق عدة ساعات ايقظه قلبه بعدها ليسعد هو أيضا بحالتهم على الفراش.

ابتسم وجهه وهو ينظر لعروسته قائلا

"ما الذي فعلته انا هل هربت للنوم و تركت العروس بفستان زفافها"

ضحك قلبه من جديد حين تذكر سقوطه وضحكهم، تحرك بهدوء ليخلع جاكيته ويفتح اساور قميصه رفع أكمامه للأعلى قليلا متوجها بعدها جهة العروس ليحملها بين ذراعيه بهدوء خرج به من الغرفة، خبئت وجهها بحضنه حين فشلت بتمثيل نومها أكثر من ذلك، مال عليها ليقبل رأسها بسيره حتى وصل لغرفة آيلا، وضعها على الفراش الصغير لتجلس سريعاً ناظرة لعودته ليغلق باب الغرفة وهو يحدثها 

"سيكون عيب علينا ان أشرقت الشمس ورأتك على حالك"

اخفضت رأسها بخجلها مستسلمة لحبه وقلبه الحنون، لم يتوقع أن قطته العنيدة المتذمرة دوما ستتحول لقطة هادئة مسالمة.

سبح ببحور حبه وعشقه فرحا بعوض الله الذي اكرمهم به حين وهبهما المودة والرحمة والمحبة بقلوبهم، فلقد جعلهما الله سندا وقوة لبعضهما البعض في أشد واثقل ايام بحياتهما.

تشابكت وتآلفت قلوبهم بنواياهم الصادقة الطيبة لتكون عوضا لهم وصغيرتهم التي لا ذنب لها بكل ما مرت به.

رأى بها شعاع نور مختلف عن المتعارف عليه، تمناها ورغب بها ليداوي قلبه، تساءل عن حقيقة مشاعرها وما يشعره من حلاوة البدايات، حلم وتأمل وصبر حتى فاز بالأخير لتشرق شمس يوم جديد مليء بالسعادة والبهجة والفرح، فُتحت عينيهم المتسعة بنفس اللحظة ناظرين لبعضهما وهما يستمعان لنداء وردتهم وبكائها على عدم إيجادها لهم، أسرعا منتفضين يضبطون حالهم اقترب منها مغلق سحاب الفستان واتجه نحو الباب ليخرج مناديا على وردته.

حملها وتحرك بها نحو المطبخ قائلا

"كنت ذاهب لشرب الماء أين مكانه هل تعلمين"

تسللت حياة لتذهب لغرفتها، أراد أن يضغط عليها بوجهه المبتسم الفرح وهو يخرج  من المطبخ ليمسك بها  قائلا

 "هيا بدلي فستانك لتأتي وتبحثي معنا عن الماء"

اسرعت مغلقة عليها الباب بوجه مبتسم بعد أن اجابته دون النظر له

"انتظروني لن أتأخر"

خجلت من عيونه الفرحة و وجهه الذي كانت تراه لأول مرة بهذه الحالة.

وبعد وقت ليس بقليل استنفذته العروس  بارتدائها وتعطرها لعريسها خرجت من غرفتها لتجده قد حضر الفطور بجانب وردته الفرحة بحالة منزلها الجديد ووجود عمها بجانبها.

لمعت عينيه برؤيتها تحرك ليقترب منها ليقبل وجنتها هامسا بأذنها سأقبل بهذه الحالة حاليا فقط، خجلت مبتعدة قليلا عنه ليقول بصوت مسموع

"سأذهب لأبدل انا ايضا ملابسي واعود لأفطر معكم" خص زوجته بكلماته

"لا تنسي تحضير الشاي تركت مهمته لكِ كي نستمتع بنكهته المميزة" 

وغمز لوردته الصغيرة

"أليس كذلك"

بهذه اللحظة لم يتوقع سراج ركض ايلا نحوه لتحتضنه بقوة كبيرة، دعى قلبه ان لا يسمع كلماتها التي اعتاد عليها بعد هذا الحضن الكبير.

سعد فور سماعه

"أنا أحبك كثيرا كثيرا كثيرا بقدر جميع الورود والطيور والاسماك"

قبلها بقوة حبه وحنانه ليضمها بقلبه 

"وانا احبك اكثر من ذلك"

ردت عليه بصوتها الصغير 

"لا يوجد أكثر من ذلك"

ضحك مجيب عليها

"احبك كالورود والاسماء والطيور وجميع الفراشات والسماء بنجومها وسحابها وشمسها وقمرها، اااامممم وايضا بقدر كل ال الرمال والجبال والصخور و و و و "

اقترب من بطنها ليأكلها منه لتعلو أصوات ضحكها.

مضت عدة أيام بسعادة ومرح كبير، أعطى  ذهاب أيلا للمدرسة متسع جميل من الوقت ليعيش العروسين اسعد اوقات حياتهم بأريحية دون تقييد او مراعاة لأحد غيرهم.

لم تتنازل صغيرتهم عن حقها بالنوم في منتصفهم وهي ممسكة بأيديهم وكأنهما مأمنها وشفائها بهذه الحياة.

أقترح الطبيب النفسي ان الوقت قد حان لمعرفة آيلا بحقيقة أمها وخاصة بعد أن لمس تحسن حالتها بزواج عمها من أمها وبقائه معهم بنفس المنزل والسعادة التي أضفت عليهم بهذا الجمع. 

لم تتأثر مما يقال لها وخاصة انها علمت القصة بشكل ناقص  للاحتفاظ  بصورة والدها بقلبها وعقلها، بكل الاحوال كان ارتباطهم الروحي الوجداني أكبر بكثير من حقيقة لفظية. 

حاول سراج ان يهنأ بزوجته ليلا بعد نوم وردتهم ولكنها لم تسمح له حين تستيقظ سريعا فور شعورها بتحركهم بجانبها وكأنها تغيير على عمها من امها وتغير من امها على عمها واوقات تتغير ملامح وجهها وكأنها لا تريد أن يهتموا بأحد غيرها كما اعتادت. 

مرت الايام بسعادة كبيرة تغيبوا عن الشركة لقضاء أكبر وقت وهم بجانب بعضهم يتحدثون ويتجولون ويضحكون ويلعبون كأي عروسين يحتفلان بتحقيق حلمهم في الاستقرار والسعادة 

جاء اليوم المرتقب، توترت حياة وقلق قلبها حيال مواجهة ابيها بزواجها، ساندها سراج و وعدها انه سيكون بجانبها و لن يسمح لأحد أن يعكر صفو حياتها من جديد، حتى أنه ذكرها بمعرفة صادق بزواجهم و وقوفه معهم، لم يهدأ لها بال طوال الطريق تقلبت بماضي ذكريات والدها الغاضب الغائب عن وعيه طوال فترة طفولتها لتزداد خوفا وقلقاً كانت محقة به فمن يرى ملامح وجه سالم حين رأى سراج بجانب ابنته يعلم جيدا سبب ما وصلت له من حال.

مد سراج يده ليسلم على والدها الذي رفض أن يبادله السلام قائلا لابنته

"هل تتحديني"

تدخل صادق ليسلم على سراج وهو يقول لأبيه 

"لا يوجد تحدي، انا من دعوته ليأتي ويشاركنا الحفل، حتى اوصيته أن يصطحب اختي معه كي نطمئن عليها برحلة سفرها" 

نظر سالم لابنه بقوة "ولماذا لم تخبرني من قبل"

رد سراج قبل صادق 

"أخبرك أو لم يخبرك لا يغير هذا من حقيقة مجيئي معها بعد أن  أصبحت زوجتي"

واقترب ليمسك ليدها جاهرا بخاتمه في يدها قائلا "لقد أصبحنا زوجان رسميا في مطلع الشهر الجاري"

تحركت حياة لتضم وجه ابنتها داخلها وهي تختبئ خلف زوجها خوفا من عيون ابيها وتحركه نحوها

حاوطهم بيده ليحميهم من خلفه محذرًا الأب من فعل أي شيء يندم عليه، غضب سالم عليه "ممن تحميها أنت"

ونظر لها خلفه "هل تحتمين به مني"

كسرته بعينيها القوية رغم امتلائها بالدموع قائلة بنار قلبها 

"نعم احتمي به، حتى واحذرك أن تقترب 

مني كي اتصل بالشرطة"

صدم واهتز قائلا 

"هل تتصلين بالشرطة لكي تحميكِ مني"

ردت عليه بصوتها المتقطع المختنق بالدموع "نعم سأفعلها، لن اسمح لك أن تكسرني من جديد، لن اسمح لك أن تفعل بي ما كنت تفعله بصغري"

اجابها بقلبه المرتجف من صدمته

"ولكني لم أضربك وانتِ صغيرة"

اجابته بقوة كسرته بها 

"نعم والدليل على ذلك عيشي أصعب واسوء سنوات حياتي وانا بنفق مظلم بسبب عنفك واستعراض قوتك على أمي"

تراجع سالم بخطوات ثقيلة للوراء 

"لم أكن بوعيي انتِ تعلمين انه كان بغير وعيي"

اجابته

"ركضت خلف أهوائك وتركتنا دون أن تفكر بحالتنا، حرمتنا من الطعام والشراب لأجل ما كنت تتجرعه، كسرت أمي وإخوتي حتى ترضي رغباتك واصحابك، نسيتنا ونسيت نفسك، دمرتنا، ألقيت بنا في نفق مظلم دون التفكير بشيء، أهملت تربية إخوتي حتى تشتتنا وعصفنا بمهب الريح، أعلم أني سامحتك  

ولكن هذه المسامحة لا تمحو الأثر الذي تُرك بقلوبنا، كنت اتمنى ان تأتي بعد كل هذه السنوات لتكون علينا وتضمد جروحنا ولكنك عدت لتأمر وتنهي وتقرر وتختار دون التفكير بأحدنا، أنت من أجبرني على فعل ذلك، أنت من أجبرني على حرمناك وحرماني من وجودك بليلة كهذه، لو رأيت بك ولو ذرة حنان حقيقية او لمست بك مأمن ما كنت فعلتها بل كنت أتيت ولجأت لك، لقد اخترت من اشتراني بقلبه الكبير، من سخر حياته لأجل مساعدتي وسعادتي أنا وابنتي، اخترت من وهبني الحب والحنان والعطف والأمن الذي عشت عمري كله أحلم به وألتمسه بعيون كل من يقترب مني دون"

استدار سراج وحمل الصغيرة بحضنه مخبئ رأسها بكتفه وهو يحدث زوجته

"يكفي، لا تحزني نفسك، لأجلها" وأشار بعينه نحو ابنتها

جلس سالم على مقعده وهو يستمع لصوت ابنته التي أبت أن تصمت

"أتيت لأخذي للعيش بجانبك لأجل مصطفى، لا زلت تفكر به رغم كل ما فعله بي، لا زالت تحلم بمسامحتي له ومساعدتكم بإخراج من جاء ليقتلني، نعم هذا اخي الذي تريد مني مسامحته استغل عمى عيناي ليبيعني هو وأمي بالرخيص، حرق فؤادي على ابنتي لسنوات ثم عاد ليحرقني ببيعي لمن ظلمني، كان شاهد على احتراقي بفقد ابنتي وهي بحضني، هرب من محبسه ليقتلني ويحرم ابنتي مني …"

تحدث سالم مدافعا عن حبه لهم و توبته وندمه على ما فعله بهم، اخبرها بحلمه ونيته  بتجميعهم حوله من جديد لينسيهم ما مروا به.

ردت عليه بحزنها الكبير

"هل بالضغط والأوامر والغضب ستنسينا ما مررنا به"

نظر الأب لصادق قائلا 

"هل ارتحت الآن، أخرجت سري وزدت الوضع سوءً كي تخرج أنت الحمل الوديع بيننا، هل أردت بقاء أخيك في السجون لهذه الدرجة"

دافع صادق عن نواياه الطيبة وانه أراد أن يصلح بينهما دون أن يضغط عليها بالمجيء اليهم او فرض عليها ما لا تريده.

تحدثت حياة من جديد  بحزنها الذي غمر قلبها

"هل استصعب عليك أن يقف بجانبي و يساندني"

تحدث سراج 

"أنا من اتصل به ليأخذ موافقته ومباركته لأنني أعلم مدى تفهمه و…."

رد سالم بقوة 

"اصمت أنت ولا تتحدث أمامي، حتى لا اريد رؤيتك، من يخدع ويسلك الطرق الملتوية لدخول البيوت لا يمكن أن استأمنه حتى بالكلام معي،  هل ضحكت عليها برسم الحب والاحتواء كي لا تخسر ثروة العائلة"

دافعت حياة عن زوجها 

"ماذا تقول ألا زلت تردد هذه الكلمات دون اعتبار لي.."

تحرك سراج ليخرج من المنزل ممسك بيد زوجته قائلا لصادق 

"لنلتقي بحفل الزفاف ارسل لي الموقع ونحن سنأتي هناك"

أخبره صادق بأن الحفل سيكون بمنزل العروس المجاور لهم بعد ثلاث ساعات من الان.

رد عليه بقوة 

"لا تقلق سنأتي لحضور الحفل بالموعد المحدد"

خرج من المنزل ليخرج صادق خلفهم وهو يعتذر بالنيابة عن أبيه مختلق له الأعذار وأنه لا يستطيع التحكم بغضبه ولكنه ندم وتاب، استرسل بحديثه مع اخته ليخبرها مدى حب والدها لها وخوفه عليها مدافعا عن عدم استطاعته التعبير عن الحب والخوف إلا بالغضب وسرعة إصدار الأحكام.

لم تجبه حياة ليكون الرد من حظ سراج الذي تحدث 

"لا عليك بكل الأحوال هو والدها له كل التقدير والاحترام من قبلنا"

عاد صادق لمعاتبة أبيه على ما فعله ولكنه اصر على حقه بسماعها لكلامه وعدم زواجها دون رضاه، سقط صادق بينهما ليحزن على وضع ابيه واخته، نغزه قلبه مجددا ظل صامتا متماسك يحاول ان يظهر انه بخير، طلب منه والده عدة طلبات يساعده بهم قبل خروجهم من المنزل وهذا ما زاد من سوء حالته حتى سقط مغشيا عليه قبل زفافه بنصف ساعة فقط.

تم نقله للمشفى ليتم اسعافه سريعا، رفضت حياة ان تتركه خلفها دون الاطمئنان عليه حجزت له وأخذته معها لإسطنبول كي تعرضه على أفضل أطباء هناك ليتفاجأوا بحاجته الملحة لتغيير عدة صمامات بالقلب، لم تقبل معارضته وتأجيل دخوله للعملية حتى انها اسرعت بتحديد وتقديم موعدها.

بكى صادق وهو يقول 

"ظلمتك وكسرت قلبك، لا زال صوتك بأذني يضغط علي ويحرقني، لا عملية ولا شيء سيوقف صوت صراخك ودعائك علينا بأذني"

قبلت رأسه وهي تحنو عليه مهونة حزنه "ولكني سامحتك بحقي، عادت ابنتي لحضني، نحن سعداء، ألم يكفِك هذا"

لم يكفيه ما قاله لتكون اخر كلماته قبل دخوله غرفة العمليات 

"أبي امانة لديك لا تحزني منه ولا تقاطعيه كوني بجانبه دوما ان لم يكن لأجله فليكن لأجل الله"

اقترب والدها منها ليضمها ويبكي بحضنها خوفا على خسارة فلذة كبده.

كان هذا الحضن بداية لعودة الروح لقلب سالم الذي رغم توبته النصوح وتغييره الا انه لا زال قوي يأمر ويينهي ويغضب دون حق، ليظل الوضع بينهم بتوتر كبير، رفضت حياة مسامحة مصطفى ومساعدته بالخروج من السجن لم يقبل سراج الفكرة لذلك التزم الصمت متمنيا عدم التراجع بقرارها، كان ينظر لأمه التي لا حول لها ولا قوة وهو يحدث نفسه

"ماذا كنت سأفعل ان وضعت باختبار مسامحتك وإخراجك من الحبس لتعودي لحياتي وانا اعلم بكل ما اقترفتيه من سوء، هل كنت ساسامحك واستأمنك على عائلتي أم سأفعل كما فعلت هي مع أخيها" 

مسح وجهه ليكمل حديثه الروحي 

"لا يمكنني أن اضحي بسعادتي وعائلتي لأجل أي أحد مهما كان، بكل الاحوال مسامحتي لكِ لا تتعدى الوفاء والإحسان للخير الذي فعلتيه معي منذ صغري"

دخل الطبيب الغرفة ليقترب سراج منه متسائلا

" حركت أصابع يديها كما اخبرتوني، هل هي بداية لطريق التحسن والشفاء" 

رد الطبيب عليه بأسف كبير

" مع الأسف لا يمكن ذلك حتى ولو حركت أطراف اقدامها ورأسها لا يمكنها استعادة الحركة بعد العملية التي قامت بها، حتى النطق أصبح من المستحيل استعادته" 

حزن سراج ناظرا لأمه النائمه قائلا داخله

" يمكنني مسامحتك بحقي ولكني مع الأسف لا يمكنني ضمان مسامحة الله لكِ بحقوق الناس، هذه ضريبة الظلم والطريق الذي سلكتيه"


بعد مرور أكثر من ثمانية سنوات وبمنزلهم السعيد ركضت حياة خلف ابنها الصغير لتأخذ منه هاتفها قبل أن يسقطه بحمام السباحة، ضحك أوزان على أمه 

"ستسقطين قبله بالماء"

خرج سراج من حمام السباحة هاربا من وردته التي كانت تصر على بقائه بجانبها كلما أراد الخروج، ركض الصغير ليلقي بنفسه في حضن أبيه قبل ان تمسكه امه، ضحك سراج ورفعه بحضنه ليأخذ منه الهاتف وهو يقول 

"سيسقط بالماء  ولا يمكن لأحد تهدئة غضبها بعده"

اقتربت لتأخذ هاتفها ولكنه رفض قبل أن تقبله من وجنته، رفضت مصرة على أخذه ليصر هو أيضا على عدم اعطائه لها قبل تقبيله، اقتربت منه بوجهها المبتسم ويدها التي وضعت على ظهره والأخرى خاطفة منه الهاتف هامسة باذنه "باحلامك لن تراها كي تعلم كيف تقف بصف الأولاد امامي"

ضحك وهو يشهد أولاده عليها

"انظروا لخصامها، اقول لكم اصمتوا وأنصتوا لها ولكنكم ترغبون دوما باغضابها علينا"

مدت ايلا يدها صوب والدها 

"امسكني لأخرج"

اقترب ميرت وهو يمد يده 

"وانا ايضا امسكني لأخرج"

ترك سراج ميرت من يده ليمد لهما يديه دون أن يتوقع خيانتهما له، فإن فكر قليلا كان تذكر خداعهم المتكرر له.

سقط بالمسبح وهو يضحك على ضحكهم وفرحتهم بسقوطه، ليتضح بعدها أنه تركهم يخدعوه حتى يرى ضحكهم بنجاحهم بإسقاطه.

مثل عليهم حدوث شد عضلي برجله اليمنى، علا صوته وهو يتألم لتنادي آيلا على أمها التي خرجت مسرعة على اصواتهم.

اقتربت لتمد يدها محاولة مساعدته بالخروج غاضبة على نزولهم المسبح كل صباح، تغيرت ملامحها لترتسم تعابير المفاجأة عليها وهي تسقط بالمسبح جانبهم.

اقترب صغيرها ليلقي بنفسه بينهم، أخذته بحضنها وهي تسبح لتصدمهم بيدها على ما فعلوه بها.

كانت أصوات ضحكاتهم وفرحتهم أكبر دليل على ما وصلوا له من عوض الله.

ذكرهم أوزات بقرب مجيء خالهم،  تذكرت حياة الكيك بالفرن أسرعت لتخرج من المسبح راكضة للداخل تبلل كل ما تدعس عليه.

تحدث سراج لابنائه بجدية 

"نحن نلعب بالنار، يكفيها لهذا الحد لنخرج بصمت، نرتب المكان ونمسح الأرضيات حتى لا نحرم، تعلمون ان اخرجت غضبها لا يمكن لأحد السيطرة عليه"

ضحك ميرت وقال 

''ستهدأ إن قبلتها وضحكت معها"

ابتسم وجهه الفرح مجيبا على ابنه

"وهذا ايضا موجود ولكن علينا أن لا نختبر حظنا كثيرا"

خرجا من المسبح و وقفا ليتصفى الماء منهما، تحدث اوزان مرة أخرى

"ستأخذني معك اليوم، انت وعدتني"

ضحك سراج وقال

 "نعم وعدت بذلك وانا عند وعدي لتأتي معي"

ردت آيلا 

"الأجمل أن أجلس أنا وأمي أمام التلفاز لنشاهدك من خلف الشاشة هكذا ممتع اكثر"

ضحك أوزان وهو يكيد بأخته

"لا تحلمي كثيرا سيأتي قرود خالي بعد قليل…"

حذره ابوه مقاطع حديثه 

"عيب عليك لا تقل ذلك"

ردت آيلا بتذمر 

 "هو محق اتعب كثيرا من الركض خلفهم هم و ميرت"

فكرت قليلا لتقول "هل أتي أنا ايضا معكم"

هرب سراج للداخل وهو يعلن هروبه منهم.

وصل صادق وزوجته وأبنائه الأربعة معه ليبدأوا يومهم الجميل مع عائلة أخته، تفاجأت حياة بهروب آيلا وميرت مع والدهم بحجة استمتاعهم بحضور البرنامج والكواليس عن قرب.

ان كان الأمر بيدها لذهبت هي أيضا معهم، فمن يتعرف على اولاد صادق الذين يتمتعون بفرط حركة كبير يرغب بمقاطعته وليس فقط الهروب منه.

استمتعت مع أخيها وزوجته طوال اليوم حتى جاء موعد ذهابهم، اوصاها صادق أن لا تتأخر  على اجتماع الهيئة العمومية للنادي الخاص بالأولاد.

وعدته أن تكون هناك بالموعد المحدد بشرط أن يقلل هو من طلبات واحتياجات النادي، ضحك صادق وقال 

"لا وساطة بالعمل، لنجلس غدا وتستمعي لنا ومن بعدها نقرر ما سنفعله"

فرحت باستقرار حياة أخيها ونجاحه بعمله كمدير لنادي رياضي أنشأته بمنطقة شبه شعبية خصيصا لتنمية مواهب الأطفال دون تكاليف كبيرة.

رتبت المنزل سريعا وجلست أمام التلفاز على الموعد بالتمام والكمال مستمعة لصوت من سحرها بحنانه وحبه وضحكته التي لا تستطيع مقاومتها 

"سيداتي انساتي سادتي أهلا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا غيوم الحياة

اليوم سنتحدث عن الغيوم المعبأة بالهموم تلك التي تمر علينا مثلما يمر السحاب في السماء، يضيق صدرنا وتظلم سماءنا دون أن نرى البقعة المضيئة المتواجدة في كل سحابة مظلمة، نعلم جميعا ان الشمس تشرق دائما فوق الغيوم مثلما يضيء القمر وسطها، وهنا علينا أن نتعلم انه مهما زادت همومنا وطافت عاليا فوق قمم الجبال علينا أن لا نفقد الأمل أبدا فأحلك السحب تجلب المطر والفرج ليأتيك العوض وينسيك كل ليالي الصبر، حتى اقول لكم ما رأيكم أن نكون قوس قزح في سحابة من نحب، لنكون عوضهم وفرحتهم وسعادتهم، لنخلق بأيدينا السعادة لنفوز بها، فلا يمكنكم الفرح والسعادة الا وان اسعدت غيرك بها. اسعدكم الله واكرمكم بسعادة من تحبون. وبنهاية حديثنا ادعو الله لي ولكم بالعوض الجميل بعد الصبر الطويل، اللهم دربا لا تضيق به الحياة، وقلبا لا يزول منه الأمل، وفرحة لا تذبل ولا تموت أبدا"

استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه 

تمت بحمد الله 

انتظرونا بأعمال جديدة ان شاء الله …


انها غيوم الحياة الفصل السادس والعشرون والأخير
Wisso

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • غير معرف29 ديسمبر 2024 في 11:06 م

    آمين.. أحسنت حبيبتى نهايه القصه التى بدأت بالدموع وانتهت بالسعاده اللهم اسعد قلب أمتك أمل وبشرهابكل خير

    حذف التعليق
    • Rim kalfaoui photo
      Rim kalfaoui30 ديسمبر 2024 في 3:11 ص

      حلقة جميلة وراقية كانت نهاية رائعة تليق بسراج وحياة بعد عذاب وظلم لكل من الطرفين أحسست في هذه الرواية كل إنسان ما يأخذ كان نسيبه وما كتب له القدر

      حذف التعليق
      google-playkhamsatmostaqltradent