recent
جديدنا

الليالي المظلمة الفصل الحادي عشر

Wisso

 

        رواية الليالي المظلمة  

                             بقلم أمل محمد الكاشف


تراجع يوسف برأسه للخلف قليلاً موجه نظره لسيلين قائلا

 "أرأيتِ ما فعلته غمزة بي"

كررت غمزه اعتذارها بحزن "اعتذر حقا أعتذر منك، لا أعرف كيف تعثرت قدماي" 

عادت لتمسح قطرات القهوة ولكنه ابتعد عنها وهو يقول 

"لا عليكِ انا سأحل الباقي" 

بخجل وصدمة من تقاربهم خفضت سيلين نظرها قائلة بسرعة

"اعتذر كثيراً لعدم استئذاني قبل الدخول. ولكن لن اكررها بالمرات المقبلة. جئت لكي أبلغ  حضرتك بأن أورهان بيه ينتظرك بالمكتب"

أنهت حديثها وخرجت بنفس السرعة دون النظر لهما او إعطاء يوسف فرصة للتحدث مما أثار استغرابه،  تحرك ليلحق بها ولكنها اغلقت الباب خلفها بقوة كبيرة.

تحركت لتدخل مكتبها مختفية عن الانظار لا تريد لأحد أن يراها بهذا الشكل، وضعت يدها على فمها وهي تتألم من غصة قلبها التي لا تستطيع ترجمتها، بدأت الدموع تتجمع بعيونها وهي تبتلع ريقها لا تصدق قربهما وحديثه براحةوهو بهذا الوضع.

ذهب يوسف لمكتب أورهان وعيونه تبحث عنها جلس وبدأ باجتماعه المهم والثقيل للغاية فأورهان شخص جاد جداً وصارم فيما يخص العمل كما أنه يحب إتمام العمل على أكمل وجه. انتظر دخولها عليهم المكتب بأي لحظة دون أن يحدث ذلك،  كلفه اورهان بعدة مهام ومسؤوليات الأقسام التي ستكون تحت رقابته ومتابعته، وعده يوسف باعتياده السريع على العمل وأن لا يجعله يندم على قراره ابدا. 


رد أورهان بوجه مبتسم

 "رغم أنني لم أفعلها قبل التأكد من ذلك إلا أنني سأنتظر اداء أعلى من نجاحاتك السابقة"


 نظر يوسف لساعة يده بعقل يفكر في مجيئها لكنّ الوقت تأخر  وقف ليخرج من المكتب لمداومة عمله، استغرب أورهان هو ايضا من اختفائها  لذلك فتح هاتفه ليتصل بها متسائلاً 

"أين انتِ؟ أشتقت لقهوتي" 

سمع يوسف ما قاله اورهان قبل إغلاقه الباب ليغضب ويضيق صدره.

(أتعجب من حالته هل غضب لأنه يعتقد أنها تضيع شبابها مع رجل بضعف عمرها؟ ام انه يغار عليها دون ان يشعر بما يجول بقلبه)


تحرك لمكتبه ليجدها قادمة من بعيد تبسم بوجهها وابطئ خطواته ليتحدث معها مندهشا من تجاهلها له وتخطيه لتدخل مكتب اورهان وتغلق الباب كما اغلقه هو قبل قليل.

تحدث أورهان بضيق "ما بكم. وكأن بابي اذاكم بشيء"

بينما كانت تتآكل من غيرتها كان هو يتساءل "ما بها وكأننا أغراب"

لم يشعر يوسف بغيرتها فكيف له أن يشعر وهو لا ينظر لها كحبيبة. 


دخل مكتبه وهو مندهش من تغيرها وطريقتها الرسمية معه.

حدث نفسه قائلا 

"من المؤكد أنها ما زالت غاضبة علي لعدم مصارحتها، علينا ان نجلس ونتحدث بكل شيء" 

وضع الملفات التي بيده على المكتب ومن ثم جلس ليترأسه وهو يؤكد لنفسه ضرورة التحدث معها….

 "نعم علينا فعل هذا" 

فتح الملفات التي أمامه ليبدأ العمل عليها. أتى لمسامعه صوت رنين هاتفه نظر نحوه ليجد باريش المتصل ابتسم وفتح ليجيب 

 "كنت اعلم ان ازمير جميلة ولكن لم اتوقع انها ستأخذك منا لهذه الدرجة" 

ضحك باريش وهو يطمئن عليه ويخبره "اشتقت لك كثيرا.

 أعدك بزيارة قريبة لنجلس ونعيد ذكريات ليالينا من جديد"

ضحك يوسف وقال 

"اتفقنا ورحبنا بالزيارة، ولكني لن اقبل بالحديث عن ليالينا يكفيني ما رأيته وعايشته بها"

ضحك باريش وقال 

"أتيتك بخبر سيفرحك ويسعدك، تم توقيف زوج ام سيلين بقسم الشرطة التابع لبلدتهم وبهذا الوضع لن يستطيع الوصول لها"


تحدث يوسف بإهتمام 

"وما السبب في توقيفه. هل كرر نفس الشيء مع أحدهم" 


ليجيب باريش بالنفي 

 "لا ليس كذلك ولكنه أثناء شربه بأحد المطاعم ليلاً تهجم على شخص وضربه ضرباً مبرحاً نتج عنه كسور بجسد الطرف الآخر" 


حزن يوسف وقال

"هذا يعني أن خروجه مسألة وقت قصير" 

اجابه باريش بثقة

"عيب عليك وما فائدتي أنا. سأبذل قصار جهدي كي يبقى أطول مدة ممكنة بالحجز. ومن ثم نجد له شيئاً اخر حتى يسقط تماماً بيدينا. اخبرتك سابقاً تخليت عن ايجادها دون ان اتخلى عن حمايتها من هذا الوحش ما دمت حياً" 


شكره يوسف قائلا بوجه تبسم فور تذكره 

"لدي لك مفاجأة لن تصدقها" 

حكى له ما حدث معه بآخر يومين وكيف إصطدم بها مرة أخرى أمام مدخل الشركة وكيف جعلها تتعرف عليه.

فرح باريش لهذا الخبر ليكمل يوسف 

"ولكنها حزينة منا لدرجة لا تتخيلها، لا تصدق كيف تتحدث معي وكأنني غريب عنها. قررت أن أجلس معها واشرح لها الوضع"

صدق باريش على ما سيفعله يوسف طالبا منه رقم هاتفها كي يحدثها ويبارك لها وظيفتها بنفسه


ليرد عليه يوسف 

"ليس معي  الآن انتظر سأرسله لك لاحقاً" 


مر الوقت بإنخراط الجميع وانشغالهم بالعمل 

تنقلت سيلين من مكتب لأخر حتى تنهي عملها بنشاط تنتظر قدوم الأوراق إليها وتذهب حتى تعمل عليها وتنهيها بوقت قصير لتصبح تنهي أضعاف ما يُطلب منها.

حان وقت استراحة الظهيرة. لم تنتبه لها من كثرة اندماجها بعملها.

فُتح باب غرفة مكتبها فجأة لتجد يوسف يدخل ويقف أمامها  دون استئذان، تقدم  خطوات مقترب من مكتبها 

 "هل استغربتِ" 


نظرت نحو الباب ثم نظرت لطريقة دخوله وهي صامته، ليكمل يوسف قائلا  

"حتى اني سأكررها بالمرة المقبلة" 


وقفت سيلين وهي تنظر له وتنظر للباب قائلة

"انا لم افهم ماذا تعني بحديثك هذا. تفضل يوسف بيه بماذا أستطيع مساعدتك"


ضحك يوسف وقال ساخرا 

"كرري ما قلتِ مرة اخرى انا لم استمع جيدا هل يوسف بيه" 


كانت غاضبة منه ولم تريد التحدث كي لا تخطئ، نظرت للأوراق التي أمامها ثم استجمعت قواها قائلة

 "تفضل يوسف بــيــه بماذا أستطيع مساعدتك" مدت لقبه الجديد بغضب وضيق


ليرد عليها رافعا حاجبه

"أداء ممتاز حتى نبرة الصوت خرجت أقوى هذه المرة. 

ولكني لم افقد عقلي بعد حتى اطلب إعادتها مرة اخرى يعني اخاف على شبابي وكيفية خروجها منكِ بالمرة الثالثة" ورفع  يده ليُحسن من وضع شعره ويرجعه للخلف.

خبئت عينيها وهي تحاول التحكم بإبتسامتها التي تمردت عليها كالعادة. 

فرح يوسف وقال 

"وأخيرًا. اشتقنا لهذه الابتسامة" 


خجلت وتسارعت دقات قلبها من كلامه


ليضحك مكملا 

"الآن تم الأمر يا قرمزية " 

 

(أخبرته بالسابق مناداة ابيها لها بالقرمزية حين تخجل وتتحول بشرتها للون الأحمر دون أن تستطيع التحكم بذلك. وهنا استغل يوسف الوضع وأراد أن يتبادل الأدوار مع ابيها كي يلطف الوسط بينهما)

تحرك يوسف وهو ينظر لساعة يده 

 "هيا بنا" 


نظرت له باستغراب متسائلة بصوت منخفض"إلى أين " 

ضحك باجابته "سأخطفكِ" 


 (ليه كده يا بابا يوسف 🤣هتوقعنا في شر أعمالنا والجروب كله يقولي عايز اتخطف😂) 


ابتسمت مرة أخرى وهي تخفض نظرها قائلة "لا يمكن حدوث ذلك. وايضا لدي عمل" 

رفض بشدة حتى إنه استعجلها لتسرع كي لا ينتهي وقت استراحة العمل.

ومع إصرار يوسف على الجلوس بمكان مختلف والتحدث مع بعضهم. و رفض سيلين الخروج من الشركة توصلا لحل وسط وهو أن يذهبا سوياً لشرب الشاي بمطعم الشركة. 


فتح يوسف باب المكتب وظل ممسكاً به وهو ينظر لها قائلا "هيا"


تحركت على استحياء وخرجت من المكتب ليخرج هو خلفها. استمر يوسف بالتحدث ومحاولة اضحاكها ورؤية وجهها القرمزي.

جلس بالمطعم وهو يشرح لها وضعه وكيف اراد ان يصارحها بأمره لولا خطورة الوضع  وخوفه على أمه.

 اتى الموضوع للسيدة امينة لتسأله عنها "كيف اصبحت. هل تحسنت صحتها؟" 

فاجأها برد عليها 

 "تأخرتِ بسؤالك كثيراً كنت اظن انكِ ستسألين عنها في أول لقاء لنا"

ردت سيلين بخجل

 "انت محق ولكنِ اطمأنيت عليها من أورهان بيه. فعندما شرحت له ما حدث من قبل سألته عن السيدة امينة وقال لي انها بحالة مستقرة حتى إنها بفرنسا على ما اتذكر"


اومأ برأسه وهو غير راضٍ ليقول لها

"بصراحة لن اخبئ ما بقلبي. يعني استغرب كثيراً وضعكم. 

من أين تعرفتي على أورهان بيه وكيف تم تعيينك هنا. 

وما سر هذا القرب بينكما. أعلم أنكِ لستِ مجبرة على التوضيح ولكن انتابني الفضول حول ذلك"

وبحزن بدأت سيلين تحدثها وهي تروي له ما عايشته من وقت تركها لهم إلى أن تقاطعت طرقها مع اورهان وكيف أرسله الله منقذاً لها من هؤلاء الاشخاص حتى وإنه كان منفذاً لها من حياتها المظلمة.

حزن يوسف واعتذر لها انهُ ذكرها بهذه الحادثة بعد تغير صوتها وسقوط الدموع من عينيها. 

 تحدث بحزنها 

"حدث ما كنت أخشاه. بحثت عنكِ كثيراً لأجل هذا السبب. 

كيف لكِ ان تتركينا وتذهبي دون خبر. كيف هانت عليكِ نفسكِ. ماذا إن لم يأتي اورهان بيه بهذه اللحظة. ماذا إن تكرر الأمر معكِ مرة أخرى. قولي لي ماذا كنتِ ستفعلين. ألا يكفيكِ وحشاً واحد لتزيدي عليهم هذه الوحوش" 

نسي يوسف نفسه وغضب خوفا من تكرارها المعاناة مجددا. سقط بلسانه أمامها وكأنهُ يصرح لها بمعرفته كل شيء عنها.


نظرت له بعيونها المتسعة المصدومة عندما أيقن بإخراج كل شيء من داخله، تمالكت سيلين نفسها بصعوبة لتتحدث بجسد يرتعش وعيون ممتلئة بالدموع وصوت مختنق يخرج منها بصعوبة لتقول له 

 "هل كنت تعلم؟ أكان واضح لهذا الحد ام ان باريش نعم لابد انهم اخبروا باريش عما يحدث" 

وصمتت وهي تبتلع ريقها وتأخذ انفاسها بصعوبة ناظره لكأس الشاي  وقفت لتذهب دون انتظار الرد منه،  صمت من صدمته وهو يراقب وضعها ينتظر لحظة انفجار القنبلة حتى انه كان يفكر ماذا سيفعل ان حدث. كيف سيتصرف أمام كل هؤلاء العاملين. بماذا سيفسر لهم حالتها وصراخها. كان خائف عليها وعلى خروجها عن السيطرة امام الجميع كي لا تفضح.

و قف هو ايضا واصبح يسير خلفها بهدوء وترقب. 

اسرعت سيلين نحو مكتبها اغلقت عليها الباب جيداً ووقفت خلفه تبكي من جديد قائلة لنفسها "متى سينتهي هذا العذاب؟ متى سينتهي من ملاحقتي بكل مكان؟"

وقف يوسف امام باب مكتبها و هو ينظر نحو الباب بحزن لا يعرف ماذا يفعل.


جاء إليه السيد احمد كي يطلب منه بعض الاوراق المتعلقة بالعمل فتحرك معه لمكتبه وقلبه وعيونه ظلت أمام بابها.

خرجت سيلين من مكتبها مسرعة بسيرها،عاد أورهان للشركة هو وصديقه  ليتفاجأ بها تخرج من الشركة وهي بهذه الحالة.

نادى عليها أكثر من مرة ولم ترد عليه 

شعر أن بها شيء غريب ولكنه اضطر لإكمال سيره مع صديقه متوجهاً لمكتبه 

وصلت سيلين لمنزلها وهي بحالة مزرية 

دخلت مخبئها لتجهش بالبكاء القوي، مع الاسف عادت لنقطة الصفر مجددا بعد تحسنها الملموس.لا يمكننا القول أنها نسيت ما حدث لها بالسابق ولكنها نجحت بالهروب منه باللجوء لله  ومحاولة انشغالها بالعمل كل ليلة مع وجود سند قوي كأورهان بجانبها جعلها تعيش ليالي الشهور الماضية بشكل اهدئ.

بكت مناجية ربها 

 "كفى يا رب كفى لم أعد أتحمل"


خبأت وجهها في وسادتها وهي تكمل 

"كانوا يشفقون علي. اهتمامه وحديثه معي كان  شفقة لما حدث لي"

بدأت تعتب على خالتها

"لماذا قالوا لهم؟ لماذا أرادوا تجريدي أمامهم؟ ما الذي سيعود عليهم من فضحي" 

علا صوت بكائها

"انا اكرهكم جميعا. اكرهكم جميعا. اكرهك يا امي. اكرهك"  

للأسف عاد صوت بكائها الصارخ يرج  جدران المنزل ويهزها لحزنها حتى كادت أصوات بكاء كل مكان حولها ان يصل لها ليشاركها ألمها وقهرها. فإن استطاع الجماد التحرك لكان تحرك نحوها جميع ما حولها ليضموها كي يهونوا عليها قسوة الاقدار. بل ليهونوا عليها تحجر قلب أم تجردت من الحنان والأمومة والإنسانية.

 حاول يوسف الحصول على رقم هاتفها وعنوانها من قسم الأدارة  ولكنه تفاجأ بالتعليمات حازمة من اورهان بعدم اطلاع احد غيره على المعلومات الخاص بالسيدة سيلين. غضب يوسف من سيطرة اورهان عليها وكأنها حقاً خاصته.


تحرك نحو مكتب أورهان ليتحدث معه ليجده يخرج من الباب وبجانب صديقه. اقترب منه وهو يعتذر على مقاطعتهم وتكلم معه جانباَ بصوتٍ منخفض طالبا رقم هاتفها فهناك أمر يريد ان يحدثها به.

أتته الصدمة الجديدة برفض أورهان اعطائه الرقم وهو يضحك قائلا 

"كان عليك أن تأخذه من صاحبة الشأن"


وتحرك ليكمل سيره مع صديقه قائلا اخر كلماته

 "لن تطير الدنيا غدا نتقابل جميعاً بالشركة. يوم سعيد لك"

ازداد غضب يوسف لم يعرف ما عليه فعله من شدة قلقه عليها يعلم وضعها ولكنه لم يستطع توضيح الأمر لأحد.

 ظل يفكر ويفكر طوال اليوم ويعاتب على  نفسه كيف لم ينتبه لحديثه، بينما كان يريد أن يصلح الماضي أفسد الحاضر.


مرت ليلة ثقيلة على سيلين عادت ذكرياتها الأليمة مع امها وعدم تصديقها لها وتخليها عنها حتى  اختيارها لزوجها بالأخير، تذكرت اليوم الذي لجأت لخالتها لتغيثها من الوحش وسماعها حديث زوج خالتها وهو يقول…

 "لا يمكننا أن نتبناها بمنزلنا ستلحق بينا العار. ماذا إن جاء خطابها. ماذا ان اعجبها ما يفعله زوج امها وارادت الإكمال بهذا الطريق. أنا لن أتحمل مسؤوليتها. ان امها لم تتحمل وتركتها فكيف لي ان اتحمل" 

زاد بكاءها وهي تتذكر رد خالتها على زوجها بهذا اليوم  حين قالت…

 "اتركها لتجلس معنا لتساعدني بالتنظيف واعداد الطعام. حتى أنها تساعدك بجلب الطلبات من الخارج. انت متعب وانا لا استطيع وحدي. لنتركها كي تكون عوناً لنا. وايضا من سيأتي لخطبة فتاة ناقصة من سيقبل بالارتباط بشخص كهذا. لا تخف هي لا تقبل بهذا ونحن لا نقبل وينتهي الأمر حتى نقول انها لا ترغب بالزواج"


لا زالت تبكي وهي تتذكر خروجها من منزل خالتها ليلاً متخفية مرعوبة من مواجهة المجهول تصعد حافلة السفر لتبدا طريق رحلة مجهولة الهوية وهي تستمع لتهديد خالتها بعدم عودتها مرة اخرى وان عادت فلن تساعدها ولن تقف بجانبها بل وستتركها لزوج أمها كما فعلت أمها بالآونة الأخيرة.

انهارت تماما وهي تقول

"لماذا فضحتوني؟ لماذا أخرجتم سري؟" 


بامريكا تكرر المشهد مع هوليا وهي تحلق فوق النجوم بليلة مليئة بالإنجازات فبفضل علاقات والدها حققت نجاح منقطع النظير مما جعلها نجمة متألقة تنطلق مسرعة نحو قمة السلم الاجتماعي بعد ان تمكنت من صيد عشيق مناسب لطمعها الذي لا ينتهي فهو ذو  مال وجاه وسلطة بجانب وسامته. أعجب بدلالها وجمالها حتى أصبح متيماً بها.

بهذا اليوم تألقت بفستانها المكشوف المرصع بالخيوط الذهبية جعلتها تشبه قرص شمس مضيئ، تتحرك وتتمايل راقصة بين ذراعي عشيقها جان. التهيا والديها بلهو الحياة المخملية فوالدها كان يقف جانباً يراقب صيده الجديد متمثل بفتاة في عمر هوليا ترتدي فستانا احمر قصير ذات جمال خارق.

ووالدتها تقف وسط صديقاتها من صفوة المجتمع الراقي  يتفقن على الرحلات  والسفر 

كانت هوليا بذروة تألقها شابة جميلة كالفراشة اللامعة التي سلطت عليها الأضواء

انتهت ليلة نسيت هوليا بها كل شيء حتى ابنتها التي كانت تصارع المرض والحمى فها هي لي لي كالعادة تأن من ألمها. تبكي منادية على أبيها بوجهها المتوهج من احمراره.

عادت هوليا للمنزل وهي تترنح بسبب الشرب الذي أكثرت منه حتى وصلت حد الثمالة، ابتسم وجهها حين تذكرت مفاجأة جان التي طار عقلها وعقل اصدقائها بها. فلقد اهداها عشيقها سيارة سبور مكشوفة بنفس لون فستانها كهدية خاصة بنجاحها. 


تحركت هوليا لتصعد الدرج متنحة  تتذكر رقصها بين يدي جان بفرح كبير وكأنها حصلت على منجم الذهب خاصتها.


دخلت غرفتها وبدأت بتبديل فستانها  بطاقة منتهية . سقطت عيونها على صورة ابنتها لتتغير ملامح وجهها  وهي تضم حاجبيها بحزن قائلة

"لقد نسيت امر افتتاح معرض نادين غدا. اوووف كيف حدث هذا. لم يتبقى الا ساعات قليلة ماذا سأرتدي"

التفتت على خزانتها لتبتسم  قائلة

" كيف نسيت. نعم سأرتديه لنرى ماذا سيفعلون عندما يروني به". 

 ألقت بنفسها علي الفراش بعدما نزعت فستانها دون ان ترتدي شيئاً مكانه، فكيف لها ان تتذكر هذا وهي تنظر لابنتها فلذة كبدها دون تذكرها فقط عقلها يطير نحو الأضواء اللامعة. 

انتهت الليلة لدى هوليا بنومها ولكنها لم تنتهي لدى سيلين التي ظلت مستيقظة طوال الليل باكية حتى خرجت شمس الصباح وهي جالسة على فراشها تكتب بصديقها الحافظ لأسرارها ….

 "أرأيت ما حدث كانت شفقة. اعتقدت انهُ حب ولكنه ظهر انهُ شفقة" 


نامت سيلين بعد كتابتها هذه الكلمات منهكة من سهرها وحزن الماضي. غرقت بنومها العميق حتى جاء موعد نزولها لمن كان ينتظر قدومها للذهاب للعمل. اتصل اورهان بهاتفها أكثر من مرة دون ان ترد أو تظهر. 


نزل من سيارته وهو يقول لنفسه

"ليست من عوائدها التأخر لهذا الوقت. ولماذا لم تجب علي حتى بالأمس لم ترد"

صعد درج البناية وطرق بابها مكرر رن الجرس دون إجابة. بدأ الخوف يتسلل لقلبه حتى بدأ الباب يفتح بهدوء ليتفاجأ بحالة وجهها وعيونها. تغيرت ملامح وجه أورهان للخوف والحزن قائلا

"ماذا حدث لكِ؟ لما انتِ بهذه الحالة؟"


لم تحتمل صوته الحنون والخوف الذي يظهر بملامح وجهه لتبدأ دموعها بالتساقط من قلبها المكسور. 


وصل يوسف مكتبه بوقت مبكر كي يطمئن عليها. ترقب لحظة وصولها متعجب من تأخرها فلقد اقترب وقت الظهيرة ولم تصل سيلين للشركة بعد. 

ذهب لمكتب اورهان إذ به لم يأتي بعد، اختنق بضيقه والأفكار الغريبة التي طرأت على عقله.

نظر للساعة قائلا لنفسه

"تبقى القليل على مجيئهم فلا يمكنهم التأخر على موعد الاجتماعات وخاصة اجتماع اليوم"

تحرك متجه لمكتب غمزة مكمل حديثه مع نفسه

"اقترب وصول شاهين بيه علينا ان نكون باستقباله حتى يأتي اورهان بيه"   

وصل لمكتبها ليجدها تتحدث بهاتفها  

نظرت له واشارت بيدها كي يدخل ويجلس وبدأت تنهي حديثها بالهاتف وهي تتوعد بتكرار الاتصال. 


أغلقت وهي تنظر نحو يوسف باسمة 

 "هل اشتقت الي" 


وضحكت ليبتسم يوسف وهو يجيبها

 "ما شاء الله الكل مرتاح اليوم ولا أحد يتذكر الاجتماع" 


استغربت غمزة  

"هل اجتماع؟ الم تصلك رسالة بإلغاء الاجتماع"

اغلق عينيه قائلا

"امممم من الممكن ان تكون وصلت ولم أراها" 


تحدثت غمزة متسائلة

 "ما بك؟ ارى ان هناك ما يزعجك. لم انتظر الإجابة فانا اعلم ما وراء هذا الوجه" 


نفى ما تقول "لااااا لا يوجد بي شيء"


لتقول له غمزة "يعني انت تقول ان صورها لا تعنيني" 


لم يفهم ما تقصده متسائلا

"اي صور؟" 


فتحت غمزه هاتفها واخرجت صور هوليا و وجهتها نحوه ليرى جديدها مع عشيقها بالحفل على صفحات التواصل. 


تغير لون وجه يوسف لتكمل غمزه كلامها 

"اعتقد انك رأيت الكثير منها بعد أن خرج الكثير بالآونة الأخيرة. بصراحة لا أعلم من أين تأتي بكل هذا الوقت للتجول وكأنها تنام بالخارج" 

تحرك يوسف ليخرج من المكتب وهو يرد عليها 

  "لا شأن لي بها. حتى أنني لم أرى ما نشر بالآونة الأخيرة لانشغالي الكبير. لا وقت لدي كما ترين لم انتبه لوصول رسالة إلغاء الاجتماع فكيف سأنتبه لصورها"

 

وبدأ يخرج من المكتب مكملا

"سأذهب لأتابع عملي تأخرت كثيرا عليه" 


حاول أن يتمالك غضبه حتى دخل مكتبه وأغلق الباب ليقف خلفه ليفتح هاتفه ناظرا لصور هوليا بعيون متسعة وصدر مختنق مما يراه بالصور والرقص بحضن جان ولكن الأكثر والأصعب هو رأيته لأبنته لي لي وهي تضحك بحضن جان، احترق قلبه بهذه الصورة. مر اليوم بمرارة وضيق كبير حاول اورهان اخراج سيلين مما هي فيه دون أن يسألها او يضغط عليها بشيء.


تحدث يوسف مع خالته فضيلة لأكثر من مرة يلومها على فكرة طلاقهم، هددها بقرب خروجه عن السيطرة وفقده لعقله كلما تذكر ابنته.

انتهى اليوم بثقله ليأتي يوم جديد بشركة أورهان للفولاذ

 وبالتحديد في غرفة الاجتماعات  حيث كان  اجتماعاً خاصاً مع شاهين بيه لبدأ العمل بين الشركتين. 

تحدث شاهين بيه "انا ممتن لحضرتكم لمنحنا هذه الفرصة الكبيرة بالعمل مع شركتكم. أشعر وكأننا بصدد طفرة جديدة بمجال صناعة الفولاذ. فما اجمل اتحاد عملنا نحو انتاج افضل"

طال الاجتماع اكثر من المتوقع له، تحملت سيلين الأجواء محاولة القيام بعملها على أكمل وجه، وزعت أوراق بنود الشراكة على الجميع ومن ثم وزعت اوراق المشاريع المشتركة المخطط بدأ العمل بها واخيرا قامت بتوزيع اوراق إتمام الشراكة كي يوقع عليهم المُدراء كل ذلك وهي تظهر القوة والحدة والصلابة بحركتها وأداء عملها.

لم تفارقها عيون يوسف طوال الاجتماع انتهى الامر باتفاق المدراء وتم التوقيع على كافة الاوراق.

ذهب الجميع لعمله ومكتبه الا سيلين بقيت لتحضر القهوة لأورهان وهي شاردة تتذكر ما حدث لها بشركة شاهين وكيف استهان واستهزأ المسؤول عن التوظيف بأحلامها وآمالها

أنهت تحضير القهوة ثم سكبتها في الفنجان لتتحرك به كي تضعه أمام أورهان مستأذنه منه للخروج 


نظر اورهان بحزن تحدث به 

"هل من جديد يا ابنتي إلا يكفيكِ حزناً. أنا لا أستطيع رؤيتكِ هكذا "

ظلت صامتة دون اجابة ليقف أورهان ويأخذ فنجان القهوة وليتحرك بهِ متوجهاً نحو الأريكة ليجلس عليها وهو يقول لها "تعالي انت ايضا اجلسي معي قليلا حتى انهي قهوتي"

لم ترفض او تتهرب تحركت بصوتها لتجلس بجانبه راغبة بإخراج ما في قلبها لترتاح منه.

تحدث أورهان بسعادة عن شراكته مع شركة شاهين وحكى لها كم أنهم أناس جيدين و منضبطين كما أن إنتاجهم يعد من افضل انتاجات الفولاذ بالبلد


تذكرت سيلين حديث حسن عن حجم الشركة 

وتحذيره لها من ان تضع امال حول العمل بها. لم تستطع سماع المزيد من الإطراء على هذه الشركة لتخرج عن صمتها قائلة بضيق كبير

"ليس كل الأمور كما ترى من الخارج"  

وبدأت تقص له ما حدث معها وكيف سخر منها هذا الرجل ولعب بأحلامها ذلك اليوم.


تفاجأ اورهان مما قالته عاتبها على عدم اخباره بذلك من قبل. 

تأثر بدموعها وهو يحدث نفسه دون صوت 

"ألا يكفي لهذا القلب المتألم ما أصابه ليأتوا ويزيدوا عليه"

لم يطلب منها الكف عن البكاء أملا منه أن تخرج ما بداخلها لتهدأ بعدها.

طرق الباب ودخل يوسف المكتب وهو ينظر نحوهم وبالأخص نحو سيلين التي مسحت  دموعها بسرعة فور رؤيتها له. 

بعدما قررت أن تصبح قوية أمامه كي لا يشفق عليها مجددا.

وقفت مستأذنه من اورهان وخرجت من المكتب وهي مخفضة الأعين دون ان تعطي اتجاه يوسف أي ردة فعل وكأنه غير موجود.  تمالك نفسه وصمت كي لا  يضغط عليها في وجود أورهان بينهما ليمر اليوم بتجاهلها المتعمد له.

من المؤلم استمراره بعمله وتمالك اعصابه وغضبه 

رغم رؤيته صور إبنته وهي تضحك بحضن رجل غريب.  

صمت وتحمل حتى أصبح قنبلة غضب موقوتة لا يستطيع التركيز بالعمل ولا بإبنته ولا بوضع أمه المريضة وحالة سيلين المتجاهلة له اجتمع عليه همه ليعصف بقلبه الممزق.

بهذا الوقت انهت سيلين توقيع عدة أوراق من أورهان بيه وخرجت حاملة بيدها الاوراق  الخاصة بيوسف متجهة بها نحو غرفته لتأخذ توقيعه هو ايضا.

 طرقت الباب ودخلت بعد أن سمح لها اقتربت من المكتب قائلة

  "هناك اوراق تحتاج توقيع حضرتكم" 

نظر لها بمجرد سماعه حضرتكم ليجدها تتعمد عدم النظر له، 

اخذ منها الأوراق و وقع عليها جميعا دون النظر لمحتواهم ثم اغلق الملف وأعطاه إليها دون النظر لها أيضا كما فعلت هي.


كان المشهد اسوء من السيء. امسكت سيلين الملف شاكرة له 

وخرجت مغلقة الباب خلفها ليعتصر قلبها متألمه مما وصلا إليه.

اغلق يوسف عينيه بغضب قائلا لنفسه 

"وكأن الجميع اتفق على اثارة غضبي" 


فتح هاتفه وظل يقلب به كي يتأكد من نزول صور جديدة من عدمه. سقط نظره على احدى صور ابنته بحضن جان كبر الصور ليرى ضحكة ابنته وعيونها المغلقة من فرحتها مدقق النظر اليها ليرى كم كبرت وزينت أسنانها الصغيرة ضحكتها.

ابتسم بحزن محرك أنامل اصابعه على فمها وهو يحدثها 

"هل نبتت أسنانك. هل كبرت ابنتي الجميلة حتى أصبح لها أسنان" صمت مغمض عينيه بحزن 


لا زالت حزينة من قرارها وتجاهلها له قائلة "عليكِ أن تعتادي على حالتكم الجديدة، أنه مختلف وغريب عنكِ، انتهى حسن لم يعد له وجود، لا داعي لحزنك الوجه الجديد مختلف عنه" كادت أن تبكي مما قالته تجمعت الدموع بعينها وهي تحدث قلبها وتعاتب على حزنه عليه "ألم ترى كم ارتاح و تأقلم على حالتنا الجديدة وكأنه كان ينتظر ابتعادي وصمتي ليتخلص من مسؤوليتي".

مسحت عينيها قبل ان تفر الدمعة منها مبتسمة لتتحدث بقوة 

"انا لستُ مسؤولة من احد. استطيع حماية نفسي. هذا ما توجب حدوثه منذ البداية ما كان علي أن أنتظر شفقة من أحد" 


 لم تكمل سيلين حديثها مع نفسها حتى تفاجأت بفتح باب مكتبها ودخول يوسف القوي بوجه الغاضب مغلق الباب خلفه وهو يقول لها دون مقدمات

 "ماذا تريدين انتِ؟ قولي لي ماذا تريدين؟ أاتفقتم علي جميعا؟ هل أنا شخص سيء لهذه الدرجة؟ لماذا لم يفهمني احد؟ لماذا الجميع ضدي؟"


وقفت سيلين مندهشة من صوته العالي الغاضب وحالته الحزينة دون ان تجيبه.

اقترب يوسف من مكتبها وهو يقول بصوت رغم خفض حدته إلا أنه ملأ بالألم والقهر متسائلا

"هل احزنكِ شعور الشفقة؟ هل قتل قلبك هذا الشعور؟". 


اخذت نفسا طويل واخرجته بصعوبة ناظرة له بعيون حمراء امتلأت بالدموع.

ليكمل يوسف حديثة المؤلم 

"أتعلمين؟ أنا من عليه أن يحزن. نعم أنا من ظُلمت وقُهرت حتى اصبح الجميع يشفق علي. حتى كنتِ انتِ أيضاً شاهدة على قسم من هذه الشفقة"

نظر لعينيها التي تتهرب منه متسائل بقهر

"ألم تشفقي على حالتي بأول يوم أتيت به لزيارة أمي. ألم تشفقي على قلة حيلتي وهواني على الناس بدون معرفتكِ همي. 

أما زلت تتذكرين حالي أم أُذكرك بذلك الرجل الذي كان يكفي النظر إليه حتى يحظى بالشفقة والتحسر عليه. كنت استمع  لشفقتكِ على حالتي وانتِ تتحدثين مع آسيا وتراجعيها بأفعالها ونظراتها. رأيت بخجلك وأخلاقك ما يمنعك من التحدث والجلوس مع رجل غريب وضعيف ولا شيء مثلي حين ذلك ولكنكِ فعلتي كل ذلك ويزيد لأجل الشفقة والفوز بالثواب والأجر من الله"

تساقطت دموعها وهي تهز رأسها بالنفي ليكمل يوسف مخرج ما بقلبه من حزن وألم ومرارة حرمانه من ابنته.

صمت أمام حالتها بدأيدور بالمكتب محاولا تهدئة النار المشتعلة بصدره عائدا لجوار المكتب من  جديد قائلا

"اتعلمين انني استحق تلك الشفقة؟ نعم استحقيتها ولا زلت استحقها. فأنا من أحب وأعطى قيمة لمن لا قيمة لهم.

 نعم أستحق الشفقة لأنني بالوقت الذي احتاج فيه لابنتي كي اضمها بين ذراعي وأرى ضحكة أسنانها. اسمع كلمة أبي شاهدا على أولى  خطوات سيرها إذ بي أجد شخصاً اخر يسمى عشيق أمها يحظى بكل ما حرمت انا منه.

انا فعلا استحق الشفقة بعد ان أصبحت دون روح ودون حياة لا ام ولا ابنة و لا اي شيء مما حلمت"

ادمعت عيونه امامها لتسقط دون إرادة منه حاول السيطرة على تساقط المزيد بضحكته الساخرة وهو يرفع يديه قائلا 

"انظري إلي لتعلمي أن  لولا هذه  الشفقة ما كنت أنا هنا الآن. هل تصدقين ذلك؟ نعم حتى الشفقة لحقت بي إلى هنا. أحزنتي يا اختي  من شعور خاطئ أصابك حين اختلط مفهوم الشفقة بالاهتمام والتقدير لروحك الطيبة ولم تحزني على من  أصبح يشفق على نفسه من نفسه، أقسم أنني اصبحت اؤمن بأننا نحتاج لشفقة من حولنا كي نستطيع العيش والتنفس دون قهر يميت قلوبنا"


ساءت حالته مما جعله يصمت ويتحرك نحو الباب ليخرج قبل أن ينهار تماما امامها.

مسح دمعته وابتلع ريقه المختنق المجتمع بحلقه أخذ نفسا طويلا  أطلقه بارتجاف وقف ليستدير ناظرا لها ليتحدث بصوت ضعيف مختنق 

 "اعتذر منكِ جعلتك تعيشين هذا الشعور بسببي. ولكنِي لم أتعمد جرحكِ أو احزانكِ. لذلك اعتذر منكِ كثيرا فلم يكن شفقة بل كان اهتمام وتقدير ورد للمعروف الكبير الذي قدمتيه إلينا بأصعب وأشد أوقات مررنا بها"

يتبع ..

 ‎إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.


الليالي المظلمة الفصل الحادي عشر
Wisso

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • غير معرف17 يناير 2025 في 1:10 ص

    جميل جدا تسلم ايدك حبيبتي

    حذف التعليق
    • Amany Ahmed photo
      Amany Ahmed18 يناير 2025 في 12:27 ص

      الحلقة صعبة قوى قوى كلها حزن ووجع سيلين ويوسف موجوعين قوى وقلوبهم مكسورة وكل واحد فيهم بيظن إن الآخر بيشفق عليه وانهم انهم ناسيين بعض او إن مش حاسين ببعض

      حذف التعليق
      google-playkhamsatmostaqltradent