recent
جديدنا

الليالي المظلمة الفصل الخامس عشر

Wisso

 

       رواية الليالي المظلمة  

                             بقلم أمل محمد الكاشف



ظلا صامتين أثر الصدمة وما يسمعانه استمرت فضيلة بالتحدث عن اهمية زواج  يوسف من غمزة و بأقرب وقت كي تكون هذه الخطوة الضربة القاضية بأول خطواتهم في استرجاع صغيرتهم لي لي.


ظل يوسف صامتًا تاركًا وضع المكبر كما هو ليشارك سيلين ما يحدث معه. انتهت فضيلة من حديثها وهي تنتظر منه الرد ولكنهُ ما زال صامتاً ينظر هو وسيلين لبعضهما بعيون متسعة مصدومة.


تحدثت فضيلة منادية عليه يوسف 

"بني اين انت" 

رد عليها  بصوت خافت 

 "انا هنا لا اعلم بماذا أجيب ما زلت لا اصدق ما تقوليه. وايضا لماذا أنا مضطر لفعل هذا، يمكننا التفكير بأكثر من حل و لكن ما تطلبينه مستحيل اعتذر منكِ"

 قاطعته فضيلة  متحدثة بصوت لآن قليلًا 

"يوسف افهمني ليس أمامنا خيار آخر، سأتي بأقرب حجز وسيتم ما قلته انا لا اسمح لصغيرتي أن تبقى بحوزتهم أكثر من هذا " 


رد بقوة غضبه الواضح على وجهه مما أدخل بعض الخوف بقلب سيلين قائلا  

"لا يمكنني. حقًا لا استطيع خوض تجربة جديدة سريعة. لا يمكن"

صمت لوهلة ملتقط أنفاس جديدة مكملًا بعدها "الآن اهدئي و استرخي حتى يمكنكِ ان تشربي أي شيء يساعدكِ على الاسترخاء ونتحدث بعدها بهدوء. وأنا سأرى ما تم نشره وجعلك بهذه الحالة ومن ثم نتحدث لا تقلقي"

صدمته فضيلة وهي تصف له ما رأته بكل قوة دون تزيين أو تورية ليغضب ويثور قائلا "أنا لا أقبل بترك ابنتي مع هؤلاء"

 ردت فضيلة بصوتها القوي

"لن اتراجع عن قراري. ستتزوج بأقرب  وقت وسيكون حفل زفاف كبير يدوي في أرجاء الطبقة المخملية بل بطبقة رجال الاعمال سأجعلها تندم على ما فعلته بك وما خسرته بتركها لك. سترى هي و والديها ماذا يعني تحدي عائلة بيرقدار سأجعلها تعيش ليالٍ أشد ظلمة مما عايشناها بسببها" 

أغلقت فضيلة الهاتف ليضرب يوسف بيديه على المكتب  قائلا

 "كيف لم أرى وجهها الحقيقي من قبل كيف لم أرى سوءها"

فتح هاتفه ليتأجج من غضبه لما رآه، اتصل أورهان بسيلين كي تأتي له بعدة ملفات مهمة تحركت لتخرج من الكتب وهي قلقة على وضع يوسف المزري دون ان ترى الصور التي يشاهدها.

انهت المطلوب منها بمكتب اورهان وعادت لمكتبها كي تفتح هاتفها لتبحث عن صور هوليا بفضول كبير. لم يستغرق الأمر كثيرا حين أتت بصفحتها من داخل مجموعة الاصدقاء لدى غمزة وهنا اتسعت عينيها منتفضة من مكانها فور فتح يوسف الباب عليها دون إذن.

اغلقته و وقفت ناظرة إلى وجهه الغاضب وحديثه الذي بدأه

"ما زلت لا اصدق ما تريده مني. كيف تقرر بأمر مصيري كهذا دون مناقشتي به، هل وصل بي  الحال ان اتزوج بقول قراري الاخير. كيف تريدون مني الزواج لأجل صور وفيديوهات بذيئة وكأنها لم تكن ترى ما نراه جميعا لعدة شهور سابقة، وايضا ما شأن ما تفعله هوليا بزواجي لتذهب الى الجحيم كيف تتخيل خالتي ان اخوض هذه التجربة بهذه الطريقة التي نهايتها الفشل لا محالة. ألم يكفيني ما مررت به تحت مسمى الزواج"

تحدثت سيلين محاولة تهدئته

"من الممكن أن تكون محقة بوجهة نظرها ثم ان غمزة ليست بسيئة وانت معجب بها وقد يأتي الحب والألفة بالعشرة"


(لم أصدق ما قالته سيلين 🤦‍♀️ اعتقد انها لم تتوقع في يوم ان تكون هي من تشجع يوسف على الزواج بغمزة💔) 

رد عليها بضحكه هزلية

  "أحبها بالعشرة"

وضحك اكثر ساخر من وضعه

"تقولين هذا لأنكِ لا تعرفين بالحب ومن اين لكِ ان تعرفي  بهذه العلاقات. سأقول لكِ نصيحة لحياتكِ 'الحب ليس بشيء يأتي بالعشرة فهو اما ان تحب شخصا أو لا تحبه، لا يوجد شيء اسمه ستحبها بالعشرة خصوصا لشخص مثل غمزة سيريد منك العطاء دوماً بلا مقابل. انا اعلم هذه الشخصيات أكثر منكِ. نصيحة مني 'لا تحبي أحداً وتنتظري منه اهتماماً. لا ترتبطي الا بمن يحبكِ ولا ينتظر منكِ عطاء' "


 حزنت سيلين لما قاله لها ردت بصوتها المنهزم المنكسر 

"اعتذر منك هذه حياتك انت اعلم بها" 

علا صوت رنين هاتفها لتجده أورهان بيه وبدون ان تجيب هربت من المكتب متحججة بأهمية ذهابها، وقبل أن تخرج من الباب رأت غمزه تدخل عليهم دون استئذان وهي تضحك مبتهجة قائلة ليوسف 

"أين أنت كنت أبحث عنك، ماذا تفعلان"

 

نظرت نحوها دون النظر خلفها واكملت سيرها. استغربت غمزه لما فعلته نظرت ليوسف متسائلة  

"ما بها لا سلام ولا كلام وكأنها حزنت عندما رأتني" 

ظل يوسف صامتا ينظر لغمزه شارداً يكرر ما قاله لسيلين مضيفا عليه

"كيف سأفعلها مجدداً"


مر اليوم بصعوبة كبيرة على كليهما هي تشعر بالألم حيال حديثه الأخير الذي اشعرها به وكأنها جماد لا يشعر ولا يعلم معنى الحب. لم يتعمد احزانها او جرحها فلقد خرجت منه بحسن نية فهو دائما ينظر اليها وكأنها قلب ابيض صغير نقي لم يتم تلويثه بالحب من قبل. 

لم تكن ليلة سيلين في بدايتها أفضل من ليلة يوسف عادت لمنزلها بعد ان اوصلها أورهان بيه الذي تساءل عن سبب حزنها لتخبره بأنها مجهدة و مرهقة ليودعها قائلا

 "عليكِ ان تعتني بنفسك مثل ما تعتنين بنا جميعا يا ابنتي فأنا لست مستعدا ان تمرض طبيبتي الشخصية" 

بقي يوسف غاضباً يرفض ما يطلب منه بعقل يعلم ان ما تقوله خالته هو الصواب والاقوى لاسترجاع قلبه لحضنه.

صرخ و كسر كل ما يحيطه وهو يتذكر صور هوليا وملابسها وسط الشباب وحالة السكر الفاحشة التي كانت بها.

أتت بوجه صورة ابنته ليحدثها وهو يقول لها "اعدكِ سأخذكِ من هذا الوسط واعوضكِ عن ما عيشتيه.  اعدكِ ياروح ابيها ابنتي الجميلة غاليتي" رفع يده ليلامس وجهها بصورة الشاشة.

دخلت سيلين الى منزلها هاربة الى غرفتها لتبدل ملابسها وهي باكية مطلقة العنان لقلبها ان يحزن على ما جعلها القدر شاهدة عليه.

 توجهت لفراشها لتتذكر دفتر مذكراتها عادت لتخرجه من حقيبتها فهي بأمس الحاجة للحديث مع احد تشكو له همها متأملة ان تجد الحل بين سطوره او ان يجيبها ناصحا او حتى مواسيا.

لقد حمل دفترها في طياته احزانها وافراحها وما تشعر به على مدار أيامها .

بدأت الكتابة به...

 "يصدمني واقعي من جديد لأجد نفسي أمام الحقائق مجددا.  داخلي وعقلي وقلبي لم يصدق ما سمعناه. كيف سأتحمل زواجه. هل حان وقت تصديق حقيقة أنه ليس حسن. ولكن كيف لي ان افعل هذا؟ كيف لي ان اقف لمجابهة نفسي التي لا تريد تصديق ان من احببته هو حسن وليس يوسف. هو ليس له ذنب بهذا أنا من خالطت بينهم  انا المخطئه و ليس هو "


توقفت لتمسح دموعها المنهمرة منها متذكره حالته وغضبه وحديثه انها لا تعرف ولا تفهم بالحب كاتبة من جديد…

"أن أراد أن يتزوج فليتزوج. أن أراد أن ينقذ ابنته فعليه ان يفعل فهو يستحق أن يجتمع معها"


ثم نظرت امامها وشردت لتتذكر مرة أخرى حديثه عن الحب لتكتب بحزن

 "لا يشعر بي. لا يراني سوى أخت له. كان عليٌ أن ابتعد من البداية كان عليٌ أن أضع الحدود والمسافات الكافية كي لا أكسر وأشعر بما أشعر به، أنا من تهاون وأعطاه الفرصة لكسر قلبي"


أغلقت عينيها مستلقية على الفراش وهي تحتضن دفترها بحزين كبير لعدم شعوره نهائيا بها، لا زال عقلها يفكر ماذا ان تزوج بالفعل؟ ماذا ان ابتعد عني وأصبح يهتم بغيري؟ ماذا سأفعل إن رأيتهم بجانب بعضهما في منزلهم ومع اطفالهم. هل هو نهاية الطريق؟ نضحت عينيها بما حملت من دموع حراقة ساخنة بتلك الأنفاس التي تخرج من داخلها كلهيب البركان الثائر.

ظل يوسف يتأكل غضبًا وضيقًا لا يعرف ماذا يفعل. يريد أن يصل لحل يعيد به ابنته دون الاضطرار للزواج، حاول التحدث مع اكثر من محامي ليؤكدوا جميعًا أن اختلاف الدول والقوانين وصغر سن الطفلة بجانب وضعه كونه اعزب دون وسط عائلي دافئ يصعب عليه كسب حضانتها فمن المستحيل تحقيق ما يتمناه بأي شكل قانوني.


صعد يوسف الى غرفته وألقى بنفسه على الفراش وهو بحالة لا تختلف كثيرًا عن سيلين، فتح هاتفه وأرسل لها رسالة محتواها 

"ضاقت بي دنياي" 

انتظر قليلًا ليأتيه الرد منها ولكن لم يصله شيء  ليكتب مرة أخرى

 "أرأيتي نتيجة الحب والعشرة والمودة. ما رأيكِ بالنتيجة هذا ما حدث عندما اختارنا بصوت قلبنا" 


صمت ليكتب مجددًا

 "دفعت ابنتي الصغيرة ثمن هذا الحب" 


اغلق يوسف هاتفه بعد أن طال انتظاره لردها الذي لم يأتي حين نامت سيلين مختنقة من الم الحب والغيرة والخوف من الفقد..


بالصباح خرجت سيلين من مكتب أورهان حاملة ملفات بيدها متوجهة لمكتب يوسف وقلبها لا يريد الذهاب إليه فلولا الأوراق وضرورة سير العمل ما فعلتها، فكيف تذهب بإرادتها وهي تخشى من فقد السيطرة على نفسها إن رأت أو سمعت خبر جديد يتسبب بحزنها وكسر قلبها أكثر. 


طرقت الباب ودخلت الغرفة ليبتسم وجه يوسف قائلا "أهلا بمحبي النوم "


استغربت مما قاله اقتربت ووضعت الملفات بجانب يده على المكتب وهي تنتظر منه تفسير ليكمل يوسف قائلًا

 "ارسلت اليكِ بالأمس اكثر من رسالة ولكنكِ تركتيني وحيداً دون اجابة ولا مواساة" 


لم تفتح هاتفها ولم ترى الرسائل اعتذرت منه حتى أكدت له أنها نامت مبكراً.

فتح يوسف الأوراق وبدأ بالتدقيق بها وهو يقول 

 "لا يوجد حل اتصلت بأكثر من محامي حتى الزواج ليس بحل كافي. علينا التفاوض مع هوليا و بالطبع لا اعتقد انه سيتم هذا لأنها عنيدة ولا تحب ان تترك أي شيء تملكه لغيرها حتى وإن كانت لا تريده فما بالك بطفلتها" 


أغلق يوسف الأوراق بعد ان وقعها واعطاها لها قائلا

 "مع الاسف كسب حضانتها امر ليس بسهل"


نظرت له قائلة

"اعطيك الحق بحزنك فالأمر معقد وليس سهل كما تقول"


اخذت نفس طويل لتخرجه مكملة

"ولكن إن كان الزواج مصلحة ومكسب سيعيد لك ابنتك ويقربك خطوات تجاهها فعليك ان تتخذ قرار إيجابي سريع ليس أمامك خيار اخر" 


تحركت مبتعدة قليلًا وهي تقول بحزن

"فكرت كثيرًا بعد ما رأيت على صفحة زوجتك السابقة وما سمعت من فضيلة هانم لأجد إنها محقة، نعم اعطيها الحق بل اوافقها الرأي أيضا  فلا يمكنكم ترك طفلة صغيرة مع ام وعائلة بهذا الشكل الذي رأيته، يقشعر بدني كلما تذكرت صورهم و حالتهم المخزية"


صمتت سيلين و وجهها يشرح مدى تأذيها من قباحة ووقاحة الصور

ليقف يوسف مجيبًا عليها

 "يعني انتِ الان تقولين اذهب وتزوج بهذه الطريقة. و أيضاً بغمزة شبيهة هوليا بل اكثر منها يعني وكأنكم جميعاً اجتمعتم على ضرورة خوضي تجربة فاشلة ثابتة النتائج من قبل البدأ بها " 


ابتلعت سيلين ريقها المحتقن بالدموع وتحدثت مرة اخرى وهي تحاول التماسك قائلة

"ولكنها انسب شخص يفقد هوليا صوابها. سيرتفع شأنك بهذا الزواج وأيضاً ستقترب لهدفك. و و وايضا"


صمتت ولم تستطع إكمال الكلام حتى لا يغلبها بكائها.

غضب مما سمعه منها اقترب خطوات وهو يسألها 

"وايضا ماذا قولي وايضا ماذا "


ملأت الدموع عيونها ولأول مره لا ترتبك من قربه لتتحدث بصوت ضعيف لولا قربه ما كان سمعها 

 "لا تفكر بتجربتك السابقة. اترك نفسك لما هو جديد فما يدريك فمن الممكن أن تحبها بل من الممكن ان تشكر الظروف التي جمعتكم و" 

قاطعها يوسف بصوت غاضب غير مرتفع قائلا

 "اقسم لكِ ان هذا الجسد لا يوجد بهِ روح كي يحب" حرك يده ووضعها على قلبه وهو يكمل حديثة 

"اقسم لكِ انني مدمر وحزين لدرجة ان هذا القلب المكلوم لا يستطيع أن يتنفس، لا تضغطي علي انتِ أيضا على الاقل كوني انتِ بصفي على الاقل أشعري انتِ بي. لين انا حقاً لا استطيع قلبي يتألم حزناً. حتى وإن أراد الحب سأقتله قبل أن يفعلها مرة اخرى. فأنا بهذه الحالة بسبب ما يسمى حب وزواج" 


فرت دمعة من عينها مسحتها سريعاً عند سماعها لصوت طرق الباب وفتحه

انصدم يوسف قائلا " خالتي!!! " 


دخلت فضيلة هانم بشكل مفاجئ الى مكتب يوسف وهي تقول " مفاجأة أليس كذلك". 


صُدم يوسف مجيبا عليها  دون تفكير 

 "هذا يعني أنكِ كنتِ جادة بكلامكِ" 


 لترد عليه فضيلة قائلة

 "ومنذ متى لم أكن جادة بما أقوله. انت تعرفني جيداً انا لا امزح ابدا بتلك الامور"

رد يوسف و قد بدأ الغضب يتصاعد بداخله  دون الالتفات لوصولها للتو ولا لوجود سيلين بينهم ليقول لها

 "ما تطلبينه مستحيل فعله انا لن اتزوج بأحد انتهى الأمر" 


نظرت فضيلة نحو سيلين لتقول لها

"بما انه يتحدث بهذه السهولة امامكِ فمن المؤكد انكِ لين او الملاك الأبيض كما يقول عنكِ" 


خجلت من كلام فضيلة لها لتومأ برأسها على استحياء وهي تقول "نعم انا سيلين. أهلا وسهلا بكِ. حمدلله على السلامة "


نظرت فضيلة ليوسف مرة أخرى وهي ترد على سيلين قائلة

 "سلمتي كثيراً. كدت أن أنسى كيف يتم استقبال الضيف"


تحرك بغضب فهو يعلم انهُ المقصود بحديثها من مفاجئته لم يتبقى له عقل كي يرحب بها. 


جاء ليتحدث ولكن سبقته سيلين لتستأذن منهم كي تخرج وهي تقول لفضيلة

 "سررت كثيرا بمقابلتكِ " 


ابتسمت فضيلة وقالت لها

"ولكنها ليست الأخيرة سنجلس سوياً معا قبل عودتي" 


اومأت برأسها وهي تنظر نحو يوسف قائلة "ان شاء الله" 


تحركت لتخرج ولكن مرة اخرى جاءت من جعلت من مكتبه مقراً لها دخلت غمزه دون طرق لتتحدث بصوت عالي قائلة

 " حان وقت القهوة "


ازداد يوسف غضبا عندما رأها تدخل عليهم ليقول بصوت منخفض " كمل العدد "


سمعته سيلين ما قاله نظرت له نظرة قوية كي تصمته عن ما يقوله. صمتت غمزة وهي تنظر نحو فضيلة هانم للحظات متفاجئة بوجودها قائلة 

 "يا لها من مفاجأة جميلة فضيلة هانم بيننا. أضاءت شركتنا بوجودكِ" 

ردت فضيلة وهي تبادلها نفس الابتسامة السعيدة قائلة

"ها قد أتت عروستنا الجميلة" 


و تقدمت لتقبلها من خديها وتسلم عليها.  فرحت غمزة حين سمعت كلماتها لم تستوعب الامر بالأول وعندما تمالكت نفسها وجدت أن ما سمعته حقيقي واعتقدت أن يوسف تحدث مع خالته عنها.


 جاء وقع كلمات فضيلة " عروستنا الجميلة" على أُذن سيلين كالصاعقة لتستأذن منهم مرة أخرى و غادرت المكتب بسرعة

ضج يوسف من غضبه الداخلي لا يصدق ما يحدث بمكتبه يشعر أن خالته قد حشرته في زاوية لا مفر ولا مهرب منها، ضغط على نفسه كثيرًا كي لا يخرج غضبه الكارثي عليهم بعد أن وضعته خالته بموقف محرج، فرحت غمزة معتبرة كلام فضيلة لها كأنهُ عرض لخطبتها


جاء صوت عالي من الخلف يقول 

"أنا لم أصدق حتى رأيت بعيني"


استدارت فضيلة وابتسمت قائلة 

" أورهان بيه اهلا وسهلا" 


ليرد أورهان بفرحة كبيرة قائلا

 "بل انتِ اهلا وسهلا بكِ بشركتنا فلقد زادت بركتنا اليوم" 


ضحكت فضيلة قائلة

 "ماشاءالله انت كما انت دائما. نشكر الله اننا رأيناك بصحة جيدة"


دعا اورهان فضيلة إلى مكتبه كي يكملوا حديثهم فهذا اللقاء الاول بعد سنوات طويلة تزوجت وسافرت فضيلة لفرنسا ولم تتقاطع طرقهم من وقتها الا قليلاً. 


سعدت فضيلة كثيرا بجلستها مع اورهان وخاصة بوجود سيلين و حديث اورهان عنها ونعته لها بأبنته طوال الجلسة حتى جعلها تكرم فضيلة من قهوتها الخاصة كضيافة مميزة لدى اورهان

 اندهشت فضيلة كثيرا باهتمام أورهان وتقديره لسيلين ولكن بالأخير انتهى اللقاء متأملين كلاهما أن يتجدد اللقاء قبل سفر فضيلة التي اخبرته انها من الضروري أن تعود بأقرب وقت فكما  اخبرته ان وضع اختها أمينة لا يتحمل بعدها لفترة طويلة . 


خرجت فضيلة من مكتب أورهان وهي تقول "سأذهب لأرى يوسف" 

تحركت خطوات نحو مكتبه لتغير رأيها باحثة عن مكتب غمزة 

 استغربت سيلين من حالة أورهان وفرحته بلقائها وحديثه عن أيام الشباب وكم كانا متقاربين فهي دائما وابدا مميزة صاحبة كاريزما وشخصية لم يراها بأحد غيرها. 


بينما الجميع كان مشغول بعمله وخاصة يوسف الذي أسرع بإنهاء ملف مهم جدا لا يتحمل التأخير لكي يصطحب خالته بعدها للمنزل ويتحدثا براحة أكثر.


جلست فضيلة بهذا الوقت مع غمزة تشكر بها وتبارك تقاربها هي ويوسف حتى وصل الكلام لما أرادته فضيلة لتدخل بالموضوع مباشرًة قائلة 

"أنا لم أرى انسب منكِ لتكون قسمة ابن اختي. واعتقد انكِ لن تجدي قلبًا أجمل من قلبه"

تبسمت غمزه بخجل دون كلام لتكمل فضيلة وتشرح لها الحكاية ورغبتهم بأسرع الزواج املا باسترجاع صغيرتهم لي لي بأقرب وقت كما يجب عليها العودة بجانب امينة بأسرع وقت.

تفاجأت فضيلة بعدم معارضة غمزه لما تطلبه بل و وافقتها الرأي وتمنت ان يضموا لي لي بأقرب وقت وحكت لها كم هي متعلقة بصغيرتهم الجميلة وأنها متابعة جيدة لكل صورها اول بأول.


وبعد مرور الوقت توجه يوسف  لمكتب سيلين كي يعطيها الملف قبل ذهابه.

سألها عن خالته هل انتهى حديثها مع أورهان بيه ام لا لتخبره سيلين انه انتهى منذ وقت طويل و خرجت  لتذهب اليه.


 لم تكمل سيلين كلامها حتى رأت هي يوسف قدوم  فضيلة هي وغمزة متشابكِي الأيدي يضحكان وهم يتحدثان 


تحدث يوسف بصوت منخفض 

"انظري إليهم سأفقد صوابي اقسم انني لن اتحمل و لن يستطيع احد السيطرة علي" 


ردت عليه بقلق 

"اهدئ لا يمكنك فعل هذا انتظر على الاقل حتى تصلوا لمنزلك.

 ولا تنسى إنها تركت كل شيء وجاءت لأجلك فكن هادئ معها ولا تحزنها "

انتهى اليوم بالشركة ولكنه لم ينتهي بمنزل يوسف الذي بالفعل خرج عن السيطرة غضب وصرخ وهو يحدث خالته قائلا

 "لا أستطيع افهميني انتِ تريدين مني ان التزم بعلاقة زواج ليس يوم أو يومين و مع من مع نسخة محسنة من هوليا هذا ظلم كبير للجميع. لا يمكنني القيام بهذا ما زلت لم اخرج من تحت عبئ وجرح التجربة الاولى"


غضبت خالته عليه متحدثة بصوت أعلى منه وهي تعيد ما قالته بكل مرة

"لا رجعة بقراري انا هنا بمقام والدتك وعلي ان احافظ عليك وعلى ابنتك "


ظل غاضبًا لا يستجيب لكلامها حتى ازداد الامر سوء و غضبًا عندما علم ان فضيلة تحدثت مع غمزة واتفقا على كل شيء ليخرج ويترك المنزل هاربًا من ضغطها عليه وايضا كي لا يخرج منه ما يكسر خالته به.


ذهب للساحل ليجلس مختنقًا كسابق عهده بالحجز فمع أنه كان بمكان واسع وامامه الساحل إلا أنه كان يشعر بالسماء قد سقطت على الارض  و علق هو بالمنتصف يعتصر ويختنق حزنًا وألمًا بينهما كالسابق.


تذكر يوسف حياته مع هوليا و كم تعذب معها ليرضيها ولكنها دائما لم ترضى  وكيف تم بيعه بنهاية الأمر بأرخص الأثمان.


تذكر امه وكم عانت من وراء ما فعلته هوليا بهم حتى انه تذكر سيلين وكيف كانت تحنو عليهم وتحتويهم في أزمتهم


فتح هاتفه وكتب لها

"اعتذر منكِ ان تأخر الوقت ولكني اشعر ان روحي ستخرج مني الان" 


بهذا الوقت كانت سيلين على فراشها شاردة تبكي بوجه حزين يفطر القلب وكأنها  فقدت ابيها للتوه، غلب الحزن والشحوب و الالم على ملامح وجهها ودموعها الهادئة الحارقة قد اغرقت خديها كان المهدئ له يد بهذا الهدوء، استسلمت لفكرة زواجه فبالأخير سواء كانت غمزة او غيرها فمصيره الزواج بأحدهم وبما انه لم يراها كحبيبة او زوجة اذا كل النتائج بعدها متشابهة


لم تسمع سيلين صوت هاتفها من حزنها ليرسلها يوسف مرة أخرى كاتبًا

"على الاقل اليوم لا تتركيني احترق وحيدًا"


اغلق هاتفه بعدما فقد الأمل قائلا 

" هذا جيد علي أن أعتاد على المي من الان. حتى انه سيأتي علي يوم اتمنى هذا الألم  عن ما سأراه "


 اظلمت دنياه امام اعينه حتى جاءته رسالة بها صورة لي لي الجميلة مكتوب أسفلها

"ألم تستحق أن نضحي لأجل حياة أفضل لها" 


لم يتحمل يوسف فتح الهاتف واتصل بها ليشكو لها حاله ووضعه وكيف أن خالته فرضت عليه امراً لا يستطيع تحمله. حتى انه اخبرها بالحوار الذي دار بين غمزة وفضيلة وأنهم على موعد يوم غدا بعد الظهيرة ليذهبوا لأكبر مصمم بدل زفاف.


تفاجأت سيلين قائلة

 "ليس الى هذا الحد لما كل هذا الاستعجال"

شرح لها وجهة نظر خالته التي لم يتقبلها نهائيًا. هونت عليه وهي تعده ان القادم افضل وعندما يحتضن ابنته سينسى كل ألم وحزن 

اقنعته بالأخير أن يعود للمنزل لأجل خاطر خالته وبالصباح سيرون سويًا كيف يديرون الموقف، اغلقت سيلين هاتفها مقاطعة النوم بهذه الليلة ظلت تفكر وتفكر. تتحدث مع نفسها تارة بهدوء و تارة اخرى بغضب وكأنها تتشاجر مع نفسها.

تحركت ذهابًا وايابًا بالغرفة وهي متوترة بمرة تقول هذا هو افضل حل و تتراجع بسرعة لتقول 

"لا مستحيل كيف سأفعلها مستحيل".


ظلت على هذه الحالة حتى اشرقت شمس الصباح حينها جلست على فراشها لتكتب بدفترها وهي مندمجة تشرح وتفسر له بل وتبرر لدفترها قرارها.


أغلقت الدفتر وهي تقول 

"نعم ليس أمامنا سوى هذا الحل" وقامت لتصلي وتحضر فطورها وتتجهز للخروج بعد أن  اتخذت قرارها النهائي.


اتصلت باورهان لتستأذن منه كي تتأخر ساعة عن موعد بدأ العمل.

وبينما كانت سيلين بطريقها للموعد الطارئ الذي طلبته من دكتورة سيفدا، كانت غمزة بطريقها لموعدها الخاص باختيار بدلة الزفاف بعد أن أخبرها المصمم الشهير جوتشي انه سينتظرها بالصباح الباكر لأنه غير متفرغ إلا بهذا الوقت لانشغاله.


ولأجل هذا التغيير بالمواعيد قررت غمزة أن تذهب وحدها لمقابلة جوتشي ورؤية آخر صيحات الموضة في عالم بدلات الزفاف لديه. ومن ثم تذهب بعد الظهيرة مع فضيلة لأماكن اخرى ان لم تستقر على شيء لدى جوتشي.


حدث ما قررته ذهبت للمعرض الرئيسي لتصاميم جوتشي لتستقبلها فتاة جميلة وهي ترحب بها.


ابتسمت لها غمزة وقالت 

"لدي معاد مع جوتشي بيه"

 ردت عليها الفتاه قائلة 

"تفضلي معي هو ينتظرك بالداخل" وتحركت وهي تشير لغمزة لتريها طريقها حلقت عيونها بكل مكان في المعرض الممتلئ بالتصاميم الفريدة من نوعها 

اقتربت غمرة من جوتشي الذي استقبلها بوجه مبتسم وترحيب وبدأ يعرفها على زوجته بجانبه.


وصلت سيلين عيادة دكتورة سيفدا وهي 

تعتذر منها على طلبها لموعد مستعجل وأيضاً بالصباح الباكر.

ردت سيفدا عليها  

"نعم الأختيار الصائب. انا احب العمل المبكر"

استقبلت سيلين استقبالاً جميلاً ورحبت بها لترتاح من عبئ الاحراج أمامها.


تحدثت سيفدا قائلة 

"اشتاق كثيرا لمعرفة السبب الذي جعلكِ تطلبين رؤيتي بهذه السرعة" 


ارتبكت سيلين وقالت

" لا أعرف من أين سأبدأ وايضا لا اعرف هل ما افكر به صحيح ام لا ولكنه يشغل تفكيري كثيراً واريد مشاركته معكِ حتى يرتاح داخلي" 

لترد سيفدا عليها وهي مبتسمة قائلة

 "و ها انا هنا استمع إليكِ بشوق عما ستحدثني عنه هذه العيون الجميلة المشرقة"

تحدثت سيلين 

" لقد اخبرتك سابقاً عن حسن كما تعلمين فحسن هو يوسف بيرقدار حالياً"


هزت سيفدا رأسها وهي تقول

" نعم لقد رويتِ لي من قبل كيفية تعارفكم"


أكملت سيلين بخجل 

" ولكني لم اتحدث معكِ بشكل كامل يعني هناك أمر خاص اريد ان احدثك به ولكنِ اخجل كثيراً"


تبسمت سيفدا وقالت

"ولما الخجل لا شيء يدعو للخجل ولكن ان أردتِ يمكننا فعل هذا انتِ تكتبين ما تريدين بورقة وانا سأقرئها. مع أن هذه العيون أخبرتني بما في القلب "


ازدادت سيلين خجلا لتسألها سيفدا وهي  تنظر لها " هل تحبينه؟"


خفضت رأسها للأسفل بخجل، لتنظر سيفدا نحوها بوجه مبتسم وعيون حنونة قائلة لها

 " ليس هناك شيء لتخجلي منه كوني قوية واخرجي مابداخلك، الحب ليس بعيب ان لم نتعدى حدودنا التي وضعها الله لنا"

بدأت سيلين حديثها عن حسن وهي مخفضة الأعين خجلة بوجه مبتسم تروي لها بداية تعارفهم وارتباطها به وأنه كان أول شخص تتعلق به ويهتم بها بل يخاف عليها بهذا القدر بعد والدها ظلت تحكي حتى وصلت ليوم فراقهم واستمرارها بالتفكير به بل بربط احلامها معه مرورا بلقائهم بالشركة.

اخرجت كل ما في قلبها بالتفاصيل للدكتورة وكأنها تريد ان تزيح حمل ثقيل من على صدرها لترتاح منه.

لتنهي حديثها

"اعلم أن ما أفعله ليس بصحيح، تحدثي مع رجل غريب، وتعلقي به، حتى وذهابي لمنزله، والرسائل النصية بيننا، اعلم انه لا مبرر للخطأ، وأن الحب ليس مبرر حتى وان عاد بي الزمان وجاء أحدهم ليخبرني اني سأتعرف على رجل غريب واجلس معه وأتناول طعامي بجانبه واتحدث له بأريحية كنت تعجبت وخفت من حالي، اعلم ان ما أفعله يحزن الله مني وانه لا مبرر لي امامه حتى ان كانت علاقتنا بريئة خالية من المحرمات حتى وان كانت علاقة سامية قائمة على الدعم والسند"

ردت سيفدا بوجه مبتسم 

"اذًا انتِ تعلمين قوله تعالى ولا متخذات أخدان"

اومأت سيلين برأسها قائلة 

"اعلم وهذا ما يحرق قلبي ويؤنب ضميري بل وأستحضره كلما صليت فرضي وانا اشعر بهذا الذنب"

ردت سيفدا بقلب ام واخت ومعلمة وطبيبه نفسية تخشى على مرضاها من اي سوء قائلة

"هل تعلمين أنني حريصة أشد الحرص على هذه القاعدة مع أبنائي الذين يأتون إلي آملين بالشفاء من أمراضهم النفسية المختلفة، سأتحدث معك بشفافية وأرجو أن لا تحزني مني لم يمنعنا الله عن شيء إلا وكتب لنا الخير الكبير في الامتناع عنه، فأكثر المشاكل والجرائم بل والأمراض النفسية يكون عنوانها الحب الشائع بين الشباب الآن فهم يعتقدون أن لا حدود ولا رقابة ولا اعتبار لأي عادات وأخلاق أمام قلبين اجتمعا على الحب، يزداد هذا الحب ويعلو نحو النهاية فكلما زاد كلما اقتربت نهايته"

قاطعتها سيلين 

"كيف هذا"

لترد الدكتورة سيفدا 

"لأنه إن كان خير لشرعه الله وبارك به، ولكنه اعلم بنا وبتغيراتنا ولا يرضى سبحانه أن نصبح لعبة او مغامرة يتسلى بها الغير ويمل منها بعد ان فعل كل ما يريد فعله ليذهب لغيرها تاركها حزينة غاضبة على نفسها تشعر بالنقص أو الذنب لترى بعده الجميع خادع كاذب ، تشعر بالقلة و إن الحب صعب المنال وانها اقل من ان تحب وتُحب، لقد أكرمنا الله وصان قلوبنا لمن يستحقها ويقرر ان يكمل حياته معها أمام الناس، مع من يقف بجانبنا في الشدة والرخاء الحزن والفرح الصحة والمرض فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة، أعلم أن حديثي مكرر وسمعتي به أكثر من مرة ولكنه نصيحتي لكل الفتيات بعمرك لا تنهكِ روحك وقلبك بعلاقات لا تُجدي ولا تثمر احفظي نفسك وقلبك لمن يستحقها لتكسبي المودة والرحمة التي هي أكبر وأعظم من مشاعر الحب الطائر كما اسميه"

تغيرت ملامح وجه سيلين وعينيها تقول 

"وهذا ما حدث معي، أتألم ويتمزق قلبي حزنا دون صوت ان امتنعت وتراجعت وحفظت الله بنفسي وافعالي ما كنت سأصل لما وصلت له اليوم"

تحدثت سيفدا لتحكي لها عن يوسف بيرقدار وكم هو شخص خلوق وامين. إلا أنه مختلف عنها ولديه تجارب سابقه بجانب انه ينظر إليها كونها اخته او ابنته وهذا ما اخبرها عنه وهو يحكي لها كم هي غالية وبقدر كبير لديه.

سألت سيلين الطبيبة 

"تقولين ان البعد والحد من الكلام هو الحل الأنسب لي وله"

ردت سيفدا قائلة

"ان كان لكم نصيب ستجدين وتري ان القدر اكبر من الجميع سيقربكم ويجمعكم بما يرضي الله ويرضي قلوبكم الجميلة، لعل يا ابنتي بعدك عنه يعلمه ويريه ما لم يراه ويشعر به بقربك، لعل حرمانه من وجودك بجانبه يجعله يفكر ببقائك بجانبه طوال العمر"

دمعت أعين سيلين مُصرحه بالسبب الرئيسي لزيارتها لها اليوم لتتسع أعين سيفدا قائلة 

"هل تسمعين ما تقوليه؟"

 

ما زالت غمزة مع جوتشي يتحدثان وهي تشاهد اكثر من تصميم ولكنها طلبت شيء خاص بها اعتذر جوتشي لانشغاله التام. 

و اخرج لها تصميم جديد ليريه لها وهو يقول "انها قطعة مميزة لم يراها احدٌ من قبل وان تم اختيارها ستكونين أنتِ أول من ينفرد باطلالتها" 


نظرت للتصميم دون اعجاب فهو بأكمام ومنفوخ زيادة وايضا مملوء بالتطريز جاءت لتصوره كي ترسل صورته لفضيلة لتعتذر الفتاة التي بجانبها قائلة

"ممنوع تصوير التصميمات الخاصة التي لم تعرض بعد"


نظرت غمزة لجوتشي واعتذرت ثم عادت لتنظر للتصميم مرة اخرى، سقط نظرها بهذه الاثناء على فستان جميل مبهر وقفت واقتربت له وهي سعيدة وكأنها وجدت ما كانت تبحث عنه فهو أبيض زاهي من  الشيفون مرسوم على الجسم ولا يوجد به تطريز


نظرت غمزه لجوتشي وقالت

"جميل بل جميل جدا" 

ليقف جوتشي ويقترب منها وهو يقول

"وهذا ايضا تصميم جديد لم يتم عرضه  حتى الآن ولكنِي كنت أظن انكِ ترغبين بشيء أكثر صخبًا وظهورًا" ... 


اخذت غمزة الفستان لتجربه بالداخل وهي فرحة حتى أنها اختارت تاج خفيف وقالت "سأجربه أيضا مع الفستان" 


تحركت غمزة مع الفستان لتأتي زوجة جوتشي بهذا الوقت ومعها أوراق التصاميم. كانت تخبره انهم تأخروا كثيرا ولديهم ما هو أهم من هذا، ابتسم جوتشي لزوجته وهو يقول

 "هل تأخرنا على التصاميم ام تأخرت على زوجتي الحبيبة حتى اشتاقت الي" 


عادت سيلين للشركة بوجه مختلف تماماً عن سابق عهدها تسير بقوة وخفة عالية وكأنها فعلياً تخلصت من ثقل كبير كانت تحمله وحدها على اكتافها، دخلت سيلين  الشركة متوجة نحو  مكتب يوسف بقوة فتحت بها الباب مغلقه خلفها 

استغرب يوسف من حالتها، لم يهتم كثيرا متحدثا بغضبه الذي لم يفارقه منذ أمس قائلا "ممتاز لقد اخترتي الوقت المناسب للاختفاء" 

استغربت من حديثه وقوله 

"ها هي تختار فستانها وانا احترق قهرا وحدي، أرأيتي كم هو سهل بوسطنا تذهب العروس لتختار بدلة الزفاف دون أن تتأكد من مشاعر عريسها وكيف ستهتم بهذا، فالاطار العائلي مميز وكما تحلم به"

 لم تعطيه فرصة ليكمل حديثه تمالكت نفسها بقوة وشجاعة لتتحدث بصوت قوي معبراً عن حالتها الداخلية

 قائلة " فلنتزوج!!!!"

ماهي ردة فعل يوسف  اتجاه هذا العرض


يتبع ..

 ‎إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.


الليالي المظلمة الفصل الخامس عشر
Wisso

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • غير معرف20 يناير 2025 في 11:29 م

    روعه تسلم ايدك حبيبتي

    حذف التعليق
    • Amany Ahmed photo
      Amany Ahmed23 يناير 2025 في 2:51 ص

      بجد بجد انة مصدومة ازاااى كيف شاب كبير وعاقل يبقى عريس بدون اخذ رأية وكمان العروس بتجهز للزفاف من غير حتى ماتتكلم مع العريس دى حتى مالبست دبلة ولا أهلها يعرفوا ده حتى ما سمعت منه كلمتين حب ولا نظرة إعجاب منه
      يااامصيبتاااه هى البت دى هبلة وماصدقت تتجو زه
      ده كده اسمه جواز بالإكراه

      حذف التعليق
      google-playkhamsatmostaqltradent