recent
جديدنا

الليالي المظلمة الفصل التاسع عشر

Wisso

  

       رواية الليالي المظلمة  

                             بقلم أمل محمد الكاشف



لم يشعر يوسف بنفسه إلا وهما ملتصقي الأوجه حرك وجهه للخلف لينظر لها متفاجًئ بما فعله. ووسط عدم إدراكه المشهد اكتشف جموع من المصورين من خلفه.


نظر لمن ظلت ثابتة كلوح الثلج مغمضة الاعين ترتجف من خجلها وما سقطت به. 


اقترب منها مطالبا إياها بفتح عينيها ردت عليه بصمتها وهز راسها بالرفض.


لحسن حظه ان وجهها المختبئ لم يظهر للعامة بسبب قامته العريضة، حاول من جديد معها كي تفتح اعينُها التي دفنت داخل وجهها من قوة إغلاقها لها، لوهلة انتابه الخوف من  أن يسوء الامر فصمتها و ثباتها زاد من تخوفه كثيراً. 

بوسط هذه الحيرة تصرف يوسف بجرأة أكبر حين فتح ذراعه الأيسر ليحاوطها ويدخلها بحضنه ويخفي وجهها أمام الكاميرات وهو يسير بها تجاه سيارته تحرك خطوات أكثر سرعة ممثلاً هروبه و غضبه لأجل تصويرهم. 

أغلق الباب خلفها وتحرك للجهة الأخرى ليبدأ قيادة سيارته مبتعدا عن الكاميرات والمكان كله.

ظل صامتًا حتى وقفت سيارته أمام منزلهم، تحركت لتنزل هاربة منه بادر بمد يده محرك مفتاح المنزل مقابلها لتنتبه له أخذته دون النظر نحوه مكملة هروبها السريع إتجاه غرفتها.

تحرك من خلفها بخطوات هادئة حذرة يتابعها خوفًا عليها، انتظر  أمام باب الغرفة يترقب لحظة انفجار القنبلة وسماع صوت صراخها  بكائها وانهيارها ولكنه لم يتلقى أي صوت من الداخل.


تحرك يوسف نحو غرفته ليبدل ملابسه ويعود ليراقب وضعها بقلق كبير، مرت الليلة على العروسين بشكل مختلف فبينما كان يعاتب ويؤنب نفسه على ما فعله حين فقد عقله وقام بتقبيلها متخذًا من المصورين والاتفاق وضغط فضيلة حجة له.

حدث نفسه بصوت خافت

" كيف فعلتها؟ أهانت عليٌَ لهذه الدرجة؟ ألم تعدها انها ستكون كأمك وأختك؟"


اختنق بلومه وشعوره بالذنب وخاصة حين رأى صمتها وشعوره أنه سبب بعودتها لتذكر لياليها المظلمة مرة اخرى.

تحرك بالغرفة وهو مقطب الحاجبين غاضب على نفسه يصدم كفوف يديه ببعضهم من ضيقه، عاد ليعاتب نفسه مرة أخرى 

"ألم تعدها بحمايتها. ألست أنت من وقف امام

باريش وقال سأجدها واحافظ عليها مني ومن الجميع".  


نسي يوسف المشاعر الجميلة التي مر بها قبل وقت قصير وظل يعاتب نفسه واصفها بمستغلة الفرص  أخذت ما أرادت دون وجه حق. 

كانت هي على فراشها شاردة بما حدث،  لا تصدق انها استطاعت تمالك نفسها أمام قربه حركت يدها المرتجفة و قربتها على شفتيها دون لمسها مسرعة بإنزالها وهي مذعورة خائفة 


تملكها شعور متضارب يظهر عليها الهدوء والصمت والخوف والقلق مما حدث معها، تحركت لتجلس على الفراش بعيون قد بدى عليهم تذكر اللحظات الاولى لدخول زوج امها غرفتها وتقبيلها بغدر وعنف وقوة لدرجة انها لم تستطع الصراخ ولا الإفلات منه. 


تسارعت ضربات قلبها لتظلم الرؤية أمامها وكأن الرعد قد جاء على غير موعد فأصبحت ترتعد خوفًا من ماضيها وشبحها.


اختبأت تحت غطائها وهي ترتجف، تحاول مسح آثار قبلة الوحش من على فمها، ازداد الوضع سوءًا بغرقها في ذكريات لياليها المظلمة التي أنستها قبلتها الأولى مع من تملك قلبها. 


مرت الليلة بنومها على هذه الحالة مختبئة خوفًا من وحش الظلام تحرك رأسها وهي نائمة تحاول الصراخ تحاول الابتعاد عنه ولكنها لم تستطع. 


كان لتناولها المهدئ الدور الأكبر بعدم ارتفاع صراخها عند بكائها ولكنه لم يمنع حالة الذعر التي تملكتها و النار التي اشتعلت داخلها . 


استيقظ يوسف بأول الصباح يترقب باب غرفتها بقلق اتصل  بالطبيبة سيفدا وهو قلق عليها، لم يطمئن قلبه رغم ما حدثته به عن أهمية التقارب بينهما وأنه بمثابة جزء من علاجها، سألها يوسف بتعجب

"كيف علاجها؟ اقول لكِ تغير وجهها وهربت مغلقة على نفسها حتى الان"


ردت الطبيبة عليه 

"لا تقلق عليها أن تستبدل اللحظات المخيفة بلحظات جميلة وذكريات سعيدة، حتى اقول لك. ما رأيك بأن تحضر لها فطورًا جميلًا تأخذه لتذهب به إليها لتوقظها وانت تضحك بوجهها وكأن شيئًا لم يكن أمس"


صمتت سيفدا قليلًا متحدثة بعدها 

"ما رأيك بأن تأتيا إلى عيادتي بوقت الظهيرة أعتقد أنه مناسب لإخراج ما في داخلها ومشاركته معها"

وافق يوسف على الفور أملًا في نجاح سيفدا بإخراج سيلين من حالتها.


سمع صوتا يأتيه من الأعلى استدار ليجدها تنزل الدرج بهدوء وخجل مطأطئة الرأس تنظر لموضع ارجلها وكأنها ستسقط.

حاول ان يتفقد ملامح وجهها دون ان ينجح بذلك لانسدال شعرها الحريري على وجهها واكتافها حتى انه كاد ان يخبئها بصغر حجمها.


سحره شعرها الخيالي كالأساطير و خجلها الذي يزيد من حمرة وجنتيها، كادت عيونه ان تخرج من مكانها وكأنها أرادت ان تفقده عقله بهذا الجمال


(تصدقوا ان سيمبا🦁 صعبان عليا دايما بيقول عكس ما يفعل. وها هو يا سادة يكتب على نفسه عذاب الروح بامتلاكه ما لا يستطيع تملكه. يريدها قلبه بقوة دون إدراك عقله لذلك.) 


نزلت الدرج واقتربت منه وهي تختلس النظرات نحوه بخجل من سيطرة ذلك التقارب.


تحدثت أمام صمته وذهوله لتقول 

"صباح الخير"  

لم يجيبها مما جعلها ترفع عينيها لتنظر له قائلة "اعتذر ان تأخرت بنومي..." 

قطعت أخر كلماتها وهي تنظر لحالته باستغراب انتظرت رده الذي لم يأتيها و اجبرها على إكمال الحديث وحدها

"هل لهذه الدرجة تأخرت باستيقاظي" 


(اصبري يا أخت سيلين على الواد شويه سبيه يفكر في اللي بيترد على صباح الخير🙈) 


"يوسف،  هل أنت بخير" نظرت حولها مكملة "هل هناك أخبار جديدة"

تحرك خطوات للخلف يبتلع ريقه مُبعد نظره  عنها كي لا يتبع شعوره برغبة تكرار ما حدث بينهم أمس.

وكأنه ليس هو من كان ينام ليلته معاتبًا  نفسه على  ما فعله مع أخته. 


وبعد ثواني قليلة اخرج يوسف أنفاسه الحبيسة في صدره ورد عليها دون النظر لها

 "العفو منكِ انا لم افهمكِ. يعني اقصد انني لم استمع لما قلتِ.

 ماذا كنتِ تقولين" 


(😂😂صباح الخير يوسف بيه... ص ب أ ح ا ل خ ي ر... سهلة وربنا هههه. تعالوا يا بنات ظبتوا اعدادات ابنكم مش هينفع كده عايزين نكمل شغل 😂) 


ابتسمت سيلين على استحياء وهي ترفع شعرها بيدها مرجعة طرفه لوراء اذنها بدلع متحدثة بنبرته

 "كنت اظن انني تأخرت باستيقاظي ولكن اتضح انه ليس كذلك" 


( وهنا هرب الأسد من أمام فريسته فليس هناك كاميرات يتحجج بها ولا خطط يأخذها حجاب لما يرغب به. فإن فقد عقله هذه المرة ستكون العواقب كارثية) 


هز رأسه وهو لا يزال يبتعد عنها بخطوات قليلة ناظرًا لأرجاء المنزل قائلا

"علينا أن نخرج سريعا من المنزل ..." 


( يادي الخيبة اجمد يا اسد عيلتك🤣🙈) 


استغربت سيلين مما قاله متسائلة بصوتها الذي أفقده صوابه

 " إلى أين؟ و لماذا سريعًا؟" 


( بلاش اسئلة كتيرة مش وقته الحقي نفسكِ واستغلي شوية العقل الي اتبقوا للراجل 😂اسد بيرقدار من أولها بيهيس 😂) 


رد يوسف عليها دون النظر لها قائلا 

"سنذهب للطبيبة لقد تحدثنا قبل قليلا وهي في انتظارك، لقد رأت انه من الافضل ان تجلسا سويا اليوم وحددت الموعد على الظهيرة" 


نظرت نحوه بترقب لحالته قائلة

  "حسنا بالأصل أنا بحاجة لهذه الجلسة" 

اسرع بسؤاله الفضولي

 "هل تضايقتِ مني؟ اعني ما حدث بالأمس. انظري انا لم اقصد فعل هذا ولكن.." 


قاطعته بخجل قائلة

"سأذهب لأرتدي ملابسي كي لا نتأخر" 


صعدت الدرج مسرعة قليلا بخطواتها تمايل شعرها  على بيجامتها الزهرية اللامعة، وهنا علقت عينيه مجددًا اسرع بخروجه الى الحديقة وهو يحك لحيته وشعره قائلا بغضب على نفسه

" ما بك؟ ما بك؟ تمالك نفسك. ماذا تفعل؟ هل فقدت عقلك؟" 


فتح أزرار القميص العلوية ليستطيع التنفس بعد أن شعر بضيق وارتفاع بحرارته 


غاضبا على نفسه لما يتملكه من مشاعر وهو بجانبها ليبدأ بتذكيره لنفسه

" انها ليست زوجتك. هي أمانة لديك "

في عيادة سيفدا المنزلية وصل العروسان ليتم استقبالهم بالترحيب والاهتمام الكبير من قبل طبيبتهم.

اقترب يوسف من جهة  الصالون وهو يقول لهم "اترككم على راحتكم" 


لترد سيفدا هانم قائلة

 "هناك تغير بسيط بهذه الجلسة" 


ثم نظرت لسيلين مكملة

 "إن سمحتِ لنا اريد ان تكون موجودا معنا بهذه الجلسة، أرى ان وجوده سيفيدكِ كثيرا" 


ارتبكت سيلين وهي لا تعرف بماذا ستجيب لتضع سيفدا يدها على اكتافها وهي تقول لها

"لا تقلقي نحن بجانبكِ ولن يضغط  احد عليكِ. ان وجدت نفسكِ لم تتحملي سنعود للنظام السابق. ولكن علينا ان نجرب "


همَ يوسف ليعترض ولكنه صمت أمام تحدث 

 سيفدا الموجه لكلاهما 

"انا ارى انه سيكون من الجيد حدوث هذا ولكن كما تحبون أنتم"

 وتحركت نحو مكتبها وهي تقول 

" قرروا وانا بانتظاركم" 


وبعد نظرات صامتة بين العروسين وجدا أنفسهم يدخلون المكتب وهم بجانب بعضهما البعض بصمت وذهول  


جلست سيلين اولا ومن بعدها يوسف الذي مازال داخله يرفض أن يسمع ما ستقوله خوفا مما سيخرج منها. 


لتتحدث سفيدا اولا وهي تبارك لهم و تخبرهم انها كانت تتابع كل مقاطع الفيديو التي نشرت على مواقع التواصل وما خصتها بها العروس.  وأكملت متحدثة عن جمال الزفاف و سطوع نجم سيلين وفرحة يوسف المبهجة التي ظهرت بالصور والفيديوهات.


اعتذرت سيفدا عن عدم مجيئها لحفل الزفاف كي تتركهم براحة اكثر دون تقيد او شعور بمساعدة احد لهم مؤكدة على ضرورة فعلها لذلك قائلة 

"كان توقعي بمحله فلقد رأيت بها القوة والصمود والفرحة التي ستساعدها على إتمام هذا الامر وبالفعل انبهرت بها وبقوة ارادتها و فرحتها "


استطاعت سيفدا هانم اخراجهم من حالتهم المتوترة وجعلتهم يتحدثون فرحين بأجواء الحفل، كل منهم يحدثها عن ما حدث وأكثر اللحظات المفرحة لديه 


تغيرت نظراتهما لبعضهما وهما يتذكران أورهان بيه وعدم سماحه لسيلين ان ترقص مع عريسها  

ضحكا بوجه بعضهما متحدثين بتلقائية قائلا 

"لقد أهدر حقنا" وأكمل ضحكه


صدمتهم سيفدا بسؤالها الموجه لسيلين قائلة 

"هل كنتِ مستعدة لهذه الرقصة"


صمتت بخجلها حتى تغيرت ملامح وجهها  واختفت الابتسامة من عليه وهي تفكر بالإجابة 


تحدث يوسف قائلا 

"بالأصل نحن اتفقنا على رقصنا دون تقارب. اعني بهذا أنني سأحاول ان لا ألمسها أثناء رقصنا سأضع يدي لتحاوطها دون لمسها، تظهر امام الناس اننا متقاربين وبنفس الوقت غير متقاربين كي لا تحزن هي" 


نظرت سيفدا نحو يوسف متسائلة باستغراب

 "تحزن؟ كنت اتوقع ان تقول تخجل او تخاف لان شعور الحزن بعيد كثيرا عن قلبين متحابين"


نظر يوسف نحو سيلين ثم نظر للطبيبة وقال

"اعتذر خانني التعبير فقط. نعم انتِ محقة كان مهم لدي ان لا تخاف او تخجل"

عادت سيفدا لتنظر لسيلين منتظرة منها الاجابة، ابتلعت ريقها متحدثة بخجل شديد 

" نعم كنت مستعدة " 


ابتسمت سيفدا وفرحت كثيرا حتى انها سألتها بسرعة دون ان تدعها تفكر او يسيطر عليها خجلها اكثر قائلة

"هل شعرت بخوف ليلة الزفاف بعد التقارب الذي حدث بينكم خلال الزفة أو أثناء الحفل، و عند عودتكم للمنزل وحدكما، يعني هل شعرتِ بخوف. لن اسألكِ عن الخجل لأنه وارد عند جميع الفتيات وخاصة أنه يزيد على جمالك جمال ولكنِي اتسائل عن الخوف هل خفتِ؟"

انتظر يوسف إجابتها بترقب شديد لتهز سيلين رأسها دون النظر لأحد قائلة

"لم أشعر بالخوف كنت ارتجف من خجلي فقط اما شعور الخوف فلم أشعر به" 


اتاها السؤال التالي اسرع واسرع حين قالت سيفدا

"هل حزنتِ؟ يعني للحظة شعرتِ انكِ كنتِ مخطئة بهذا القرار.

 هل تسلل إليكِ شعور الرغبة بالهرب من اجواء الحفل أو التراجع وان كانت للحظات وتغلبتِ عليها"  


نظر يوسف للطبيبة بعيون متسعة متفاجئ بما يسمعه لا يصدق اسئلتها الصريحة القوية الصادمة  


لتجيب سيلين بهدوء قائلة 

" اعتقدت أنني لن اتحمل و سأحزن كثيرا وافكر بالهرب، ولكن ما حدث على عكس ذلك، حسنت أجواء الحفل الجميل وسعادة الجميع من حولي حتى زال الشعور نهائيًا "


ارتاح داخل يوسف حتى ظهرت هذه الراحة بعيونه، ما زالت سيفدا تسأل وتفاجئهم بأسئلتها الجريئة لتقول 

"تقولين لم تخافي. وهذا ما كنت اتابعه معكِ على الهاتف و شعرت به من صوتكِ بسعادتكِ و ابتهاجكِ. لكنِ اريد ان اعرف هل شعرتي بالخوف بعد ليلة امس. يعني هل ندمتِ أو خفتِ بعد التقارب الأخير بحفل أمس"  


وقف يوسف فجأة قائلا

 "اعتقد من الافضل ان تتحدثا بدوني حتى تكون أكثر..." 


قاطعته سيفدا هانم وهي تشير له بالجلوس قائلة

"رجاءً. لا يمكنك الخروج ولا الحديث حتى اسمح لك" 


أدارت سيفدا الجلسة بحزم وقوة جعلت يوسف يجلس صامتا خائفا منتظرا ما سيخرج منها أمامه بقلق

نظرت دكتورة سيفدا لسيلين قائلة

"اريد ان اعرف شعوركِ قبل وبعد هذا التقارب. تفضلي اسمعكِ الان " 


ابتعلت سيلين ريقها وبدأت الدموع التي كان يخاف من رؤيتها بالتجمع في عينيها وهي تجيب قائلة

 "تفاجأت بما أخبرتنا فضيلة هانم به حزنت كثيراً لأنني لم ولن أستطيع فعله. فنحن بأول الطريق ولا زلنا نعتاد على وضعنا الجديد فكيف لي ان اتحمل هذا التقارب وأنا بالكاد تحملت خلع حجابي أمامه. اتصلت بكِ معتقدة انكِ ستعارضين طلبهم لاتفاجئ بحديثك معي الذي اشعرني  بالمسؤولية اتجاه عودة لي لي، لذلك اردت أن افعلها مهما كانت النتيجة" 


صمتت سيلين لتنزل من عيونها بعض الدموع الصامتة مدت سيفدا يدها واعطتها مناديل ورقية كي تمسح دموعها.

اكملت سيلين حديثها وسط صمت وترقب يوسف لها قائلة

"نعم فعلتها وأنا بكامل وعيي حتى  أنا من طلب منه فعلها بعد أن تراجع ورفض طلب خالته كي لا يحزنني، اردت ان احارب  خوفي وحزني وما عايشته في الماضي" 


بكت سيلين أكثر مكملة 

  "فعلتها لأحارب ضعفي و خوفي. وأن تطلب الأمر سأفعلها مجددًا حتى أتخلص من الماضي.  حتى وإن صارعت كوابيسي كل ليلة. حتى وان عدت لخوفي واختبائي سأفعلها وأفعلها وافعلها لأجل محاربته ما دمت اتنفس" 


امتلأت عيون يوسف بالدموع على حالتها وبكائها وإصرارها على شفائها من جراح الماضي  فمن يسمعها وهي تتحدث يعي كم ألمها وحزنها وعذابها الكبير .


وعلى عكس حالتهما تماما ظهرت الراحة والسعادة على وجه الطبيبة  وهي تنظر نحو سيلين تشجعها بكلماتها 

"ممتاز هذا ما كنت انتظره من شخص قوي مثلك، اهنئكِ من الان وأبشرك بأنكِ ستنجحين و ستتخلصين منه وستكونين سعيدة في حياتك مع زوجكِ" 


نظر يوسف نحو سيفدا ليجدها توجه له الحديث 

"وسنفرح بأطفالكم قريبا انا واثقة بهذا" 


اتسعت عينيه بالمفاجأة والذهول اتنقلت نظراته بينهما وهو لا يصدق ما وقع به.

( الحقوني انا بدبس ياجودعان 😂😂وديه حالة يوسف هههههه) 


وقفت سيفدا وهي تكمل حديثها لكليهما

 "امامي نصف ساعة على موعد خروجي من المنزل، وعلي أن اتحضر من الآن" 


وقف يوسف معتذرا عن طول بقائهم، لتقف سيلين هي ايضا قائلة "أكثرت من احاديثي اعتذر منكم"


مازالت مفاجأة سيفدا تتوالى عليهم وهي تقول "الى اين تبقى شيء ناقص عليكما فعله قبل ذهابكم". 

وتحركت لتبتعد قليلًا عن المكتب مكملة 

" اقتربا بجانبي " 


نظرا لبعضهما وهما يتحركان مقتربين من الطبيبة ببطئ 

لتبدأ هي حديثها من جديد

"جميل والآن سأذهب أنا لأنهي تحضيراتي وأنتما ستبقيان هنا حتى تنهيا رقصتكم الأولى"  


نظرا باستغراب وذهول نحو سيفدا التي  

تحركت نحو مشغل الموسيقى و اختارت معزوفة عزفت بزفافهم قائلة

 "عليكما أن تعتادا على التقارب من بعضكما البعض، جربا سويًا هنا حتى تكون سيلين هانم مرتاحة ومطمئنة أكثر، أعني أن وجودي سيقلل من قلقها وتوترها، لتعتبروه جزء مهم من العلاج وتخطي أي مفاجأت مستقبلية"

خرجت سيفدا دون انتظار جوابهم مكملة

 "كما اخبرتكم سابقًا الجلسات مسجلة يمكنني الرجوع لها ومعرفة ان تم الامر ام لا "


(😂 😂انا صعبان عليه الاسد بصراحة هيروح فيها😂😂سيمبا قلبي معك🤣) 


لم يتحمل يوسف شدتها وحديثها الأخير عن التسجيلات لتتفاجأ سيلين بضحكته التي خرجت بغير موعد او سابق انذار لتستعجب من حالته قائلة 

"ماذا حدث؟"

 رد عليها وهو يخفض صوته المفعم بالسخرية باحثا بعينه عن مكان الكاميرات قائلا

" للحظة شعرت اننا بقسم الشرطة " 


ضحكت سيلين وهي تبحث بعينيها عن الكاميرات قائلة بصوت منخفض

 "هل تعرف مكانها" 


ازداد ضحكه هو يرفع يده محدثا الكاميرات باتجاهات مختلفة قائلا

 " انا لم افعل شيئا هي من قالته " 


اسرعت سيلين لتصمته بنظراتها وكلماتها التي بالكاد خرجت من بين شفتيها

" اششش عيييب" 

لم يلاحظ احد منهما انهما اقتربا من بعضهما بتلك اللحظات الجميلة يضحكان ويحدثان بعضهما بأصوات خافتة قادتهم للاستسلام لرقصتهم الأولى حين رفع يوسف يده باتجاهها لتضع يدها بها وهي خجلة تاركة نفسها بين يديه 

تحرك مقتربا اكثر و وضع يدها الأخرى على كتفه ثم انزل يده وبهدوء وخوف وضعها على خصرها، ترقب وجهها وردّة فعلها التي كانت عبارة عن اغلاق العين واحمرار الوجه وطأطأته من شدة خجلها. 


بدأ يوسف التحرك بهدوء و ببطء ليرقص بها وكأنه لا يرقص فهو بحالة ترقب وخوف بشكل كبير، كنت اعتقد انه سينسى نفسه ويتأثر بقربها منه وخاصة بعد ما حدث معه بالأمس و ايضا صباحًا عندما اشرقت بوجهها لتسلب عقله وتركيزه منه.


ولكن ما حدث على العكس تمامًا فها هو يتحرك وينظر لوجهها بترقب وحذر

انتهت الرقصة الجميلة الهادئة لتنتهي بها جلسة مهمة وفاصلة كما وصفتها سيفدا التي لم تتركهم حتى طلبت منهم ان يقوموا بهذه الرقصة كل يوم بأي وقت يريدونه ولو أنه يفضل هذا قبل النوم.


كما طلبت من سيلين ان لا تنام وباب غرفتها مغلق عليها قائلة 

"نتركه مفتوح قليلًا حتى تعتادي انكِ لستِ وحيدة بمنزلك" 


انتهت اجازة العروسين القصيرة وجاء موعد العودة للعمل استيقظت سيلين باكرا لتعد فطور الصباح الجميل وهي مبتسمة سعيدة فكانت أسعد أوقاتها تقضيها بتحضير الطعام له والأسعد من هذا رؤية وجهه السعيد المستمتع وهو يتناول مما أعدته له كسابق عهدهم.


استيقظ يوسف وخرج من غرفته كي يوقظها ليجد باب غرفتها مفتوحًا سمع صوتا بالأسفل ادار رأسه وهو مبتسم ليجدها تضع أطباق الفطور على المائدة 

فرح كثيراً لرؤيتها بهذا النشاط تحرك ونزل الدرج وهو يقول لها 

"اعتقدت انكِ مازلت نائمة "


ابتسمت بخجل "صباح الخير" 


اقترب من مائدة الفطور و عيونه على الطعام قائلا

 "صباح الخير لكِ ايضا"

 ومد يده واخذ قطعة جبن و وضعها بفمه 


تحدثت سيلين متسائلة

"هل أنت جائع لهذه الدرجة " 


هز يوسف رأسه وتناول قطعة اخرى وهو يقول 

"هذا ما يحدث عندما نعتمد عليكِ لا نعرف متى تهربين و تدخلين غرفتكِ ولا تخرجين"  


خجلت سيلين مما قاله ليكمل سريعاً 

"ألستُ محقا؟ أليس هذا ما تفعلينه تخجلين وتسرعين للاختباء" 


اقترب منها اكثر مكملًا

"ما الداعي للاختباء بالغرفة. كان يكفي أن تخبريني انكِ غير مستعدة. لا احد يرغمكِ على فعلها حتى وان كانت الطبيبة. حسنًا سنفعل ما تريد ولكن حينما تكوني انتِ مستعدة لها. 


وايضا رقصنا بمنزلها صباحًا كان هذا كافيا باليوم" 


ردت سيلين بصوت منخفض 

 "اعتذر ان اخطأت ولكنِي عندما أخجل لا اعرف ما عليٌ فعله"

 

ليضحك يوسف ويقول 

 "لنتفق على شيء مختلف عندما تخجلين تنشغلين بشيء آخر خلاف الاختباء يعني يمكنكِ تحضير القهوة لي أو يمكنكِ تحضير حلوى مميزة من يدك اممممممم كما يمكنكِ تحضير طعام شهي"  


ابتسمت وهي ترد عليه

"اشعر وكأنه عقاب على خجلي،  ستجعلني افكر اكثر من مرة قبل ان اخجل"  


(كلنا بنبقى قطط مغمضة سايقين الدلع و الرومانسية والكسوف ولكن اما الموضوع يوصل للمطبخ الرد بيبقى ثابت عندنا كلنا) 


علت ضحكة يوسف وهو يرد عليها

 " لا دخل لي بما تقولين ترجميها كما تريدين ولكن ان استمريتي بالاختباء سأختفي من جوعي أليس مؤسفا علي.

 ام انكِ تقولين أذهب وحضر انت ما تريد لنفسك" 


علا صوت سيلين مجيبه بسرعة

"لا يمكنك دخول المطبخ وحدك. حسنًا اقبل بالاتفاق الاول سأعد انا لك ما تريد، لأني ان فعلت هذا كلما خجلت لن اخرج من المطبخ وانت ايضا سيسوء وضعك"

 ونظرت نحو حجم جسمه 


لينظر يوسف لنفسه وهو يتناول الخيار مجيبًا بضحك

 "علينا أن نفكر بهذا ايضا فلا يمكنني التضحية برشاقتي "


ازداد ضحكهما تحرك  وجلس على المائدة ومن بعده جلست هي ليبدأا تناول طعامهم وهما يكملان حديثهم الممتع المبهج. 


اعتادت سيلين مع الأيام عليه وتحررت قليلا من خجلها أمامه وخاصة من جهة ظهورها بشعرها وملابس المنزل و جلوسها بجانبه لوحدهما على عكس الأيام الأولى. 

ما زالت تخجل عندما ينظر نحوها مطولاً

 ويتحدث ليثني عليها أو يقترب منها


انتهى الفطور الجميل الشهي ليصعدا سويا ليتجهزا للذهاب للعمل. 

وقف يوسف بغرفتها وبالتحديد امام الخزانة يأخذ طقمه من داخلها كي يرتديه، اختار واحدا جميلا باللون النيلي ثم نظر لها قائلا 

"ستأتي اليوم السيدة انيسة كي تداوم بعملها، ان كنتِ لا ترغبين ببقائها ليلاً يمكننا قول هذا لها. تأتي لتحضر الطعام وترى ما يحتاجه المنزل بالصباح وتذهب قبل عودتنا أو بعد العشاء لا اعرف ما يناسبكِ الأمر متروك لكِ" 


فكرت سيلين لتقول بعدها

 "انا احبها كثيرا ولا مانع لدي ببقائها من عدمه، ولكنها تفرح كثيرا بأحفادها وتكون مسرورة ان قضت بجانبهم وقتا اكبر. اعتقد ان تأتي بالصباح وتعود لمنزلها بالمساء كي تكمل يومها مع ابنها و عائلته افضل لها " 


اجابها بعيون معجبة بحديثها 

"ولما لا كلامكِ منطقي حتى لا نجبر على فعل شيء امامها وبوجودها وخاصة عند نومنا" 


اتفقا سويًا على هذا خرج يوسف من الغرفة كي يرتدي ملابسه بالغرفة الاخرى سريعًا بعد ان تأخروا على العمل من كثرة احاديثهم التي لا تنتهي. 


تأخرت سيلين بارتدائها ليتحدث معها من خلف الباب قائلا

"سأنتظركِ بالسيارة عليكِ ان تسرعي تأخرنا على موعد الدوام" 


ونزل  الدرج وهو يقول لنفسه

"مهما اختلفتم تأتون عند هذه النقطة وتتشابهون. يذبُل الإنسان بجانبكم وانتم ترتدون وتتجهزون. الحق يقال هي افضل منهم بكثير" 


بهذا الوقت كانت سيلين قد صعدت  بالسيارة جلست مغلقة الباب خلفها ومن ثم ارتدت نظارتها الشمسية  و وضعت حقيبة يدها على أرجلها ومن ثم نظرت له لتستغرب نظراته المطولة لها وهو يصعد السيارة دون قيادته لها.


تحدثت "ما بك هيا لقد تأخرنا" 


ابتسم  وبدأ قيادته وهو يقول لها

"هل اخترتِ فستانكِ شبيه من لون طقمي يعني هل نحن الان متشابهين" 


نظرت سيلين لطقمه والمنديل الزهري الذي على صدره.

 ثم نظرت لفستانها الزهري المزين بالورود على خصرها واساور يدها قائلة بخجل 

"حدث دون تفكير يعني انا كنت أنوي ارتدائه منذ أمس" 


ضحك يوسف وقال

 "نشكر الله اننا بالسيارة والا كنتِ ذهبت لغرفتك لتبديله ولن تعودي ثانية". 


(هذا ما يحدث عندما تجتمع القلوب تنير العيون لتتحدث بلغة الحب، هذه اللغة التي مهما تجاهلناها ومهما تغاضينا عنها ستتغلب علينا وتظهر بأدق تفاصيل حياتنا، فالقلوب هي من ارادت السعادة وهي من انارت الوجه الجميل بالابتسامة،  تشعر انك سعيد فرح ولا تعرف ما السبب. ترى كل ما يظهر أمامك بالألوان المبهجة. تحب الحياة و الضحك والفرح  وما اجمل هذه المشاعر عندما تتوج برضا الرحمن لتتدخل القدرة الإلهية بخلق المودة والرحمة والرابط القوي الذي لا يمكن قطعه او التخلي عنه بسهولة "وجعلنا بينكم مودة ورحمة" ) 


في شركة أورهان لصناعة الفولاذ 


دخل العروسان ببهجة وسرور متشابكين الايدي بكل فرح اقترب منها ليتحدث ويضحك معها من يراه لا يمكن تصديق أنه زواج اتفاق


وهذا ما حدث لغمزة عند رؤيتها بهذه الحالة ماتت من غيظها و غيرتها ناظرة نحوهم بعيون حزينة و وجه غاضب 

رغم ذلك يتضح انها تجهزت ليوم عودتهم على أكمل وجه فهذا ما يظهر على ملابسها المنتقاة.


رحب اورهان بهم وهو سعيد بلمس فرحتها بعيونها وبعد تبادلهم السلام طلب منها قهوته المحببة على الفور فلقد اشتاق كثيرا لها وبكل حب وسرور وبهجة حضرتها له وجلست لتشاركه شربها وهي تحكي له عن الأماكن التي ذهبت إليها هي وعريسها وعن سحر اسطنبول الجميلة.

 كانت تتحدث بعيونها ويديها وجسدها المهتز من فرحتها ليصل شعورها الصادق لقلب أبيها الروحي.


على عكس يوسف الذي تهرب من غمزة طوال اليوم فما زال غاضباً عليها مما كتبته على صفحات التواصل 


وبآخر اليوم كانت غمزة قد وصلت لذروة الغضب حاولت التقرب منه دون جدوى لتدخل المكتب وهي تحاول معه للمرة الاخيرة لعله يسامحها.


وقف يوسف وتحرك ليخرج عند رؤيته لها قائلا 

 "العفو منكِ تأخر الوقت عليٌ ان اخرج لنؤجل أي شيء للغد"  


تحركت غمزة بحزن مقتربة منه حتى كادت ان تلتصق به وهي تقول له بعيون راجية

"فرصة اخيرة لأثبت لك انني لم اقصد احزانك وافشاء سرك" 

اقتربت اكثر لتكمل 

"حزنت كثيرًا عندما رأيت صورك بجانبها وانتم تتجولون وايضا فرحتك التي أشعلت النار بداخلي" مدت غمرة يدها و قربتها منه لتضعها على صدره  


وجاءت لتكمل حديثها ليتراجع يوسف سريعاً للخلف مانعًا يديها من لمسه، من سوء الحظ دخول سيلين عليهم بهذه اللحظة او دعونا نقول لحظة ابتعاده ليكون من حظها رؤية هذا المشهد كامل أمامها 


صُدمت مما رأته نظرت ليوسف بعين قوية منتظرة توضيحًا منه، تحركت غمزة وهي تقول لها بكل جراءة

"الشكر لله انه انتِ، لا تقلقي لا احد غريب جميعنا نعلم بالأمر، ولكن علي ان اهنئكِ على اجادة التمثيل لم اكن اتوقع هذا منكِ" 


نظرت سيلين ليوسف نظرات تشع منها الغضب والعتاب الصامت همَ ليرد على غمزة متفاجأ بمقاطعة سيلين له حين 

خرجت عن صمتها مقتربة من زوجها قائلة

 "اعتذر منكِ أنا لم افهم ما قصدتهِ بالتمثيل ولكن ليس لدي وقت كافي لمناقشتكِ الان فلقد تأخرنا كثيراً على العودة وأيضا اشتقت لمنزلنا تعلمين هذا يومنا الأول بعيدًا عنه"


ونظرت لعريسها وهي مبتسمة لتقترب منه  اكثر مكملة

 "هيا لنذهب حان موعد العودة ألم تكن جائعا ولم تتحمل البقاء أكثر"  


استغرب يوسف وأومأ برأسه  بإندهاش

 "نعم هذا صحيح اشعر بالجوع كثيرًا" 


ابتسمت سيلين وبادرت بشبك يدها في ذراعه وهي تقول له

 "هيا بنا اذا". 


ارتسمت على وجه يوسف الفرحة وهو ينظر لها حتى كاد أن يصدقها لم تتحرك عينه من على وجهها وابتسامتها بقربه. 


تحركا سوياً بعد أن استأذنا من غمزة وتركوها خلفهم تأكل نفسها غيرة واكتياظًا.


جاءته المفاجأة الأخرى حين تغير وجه سيلين بمجرد قيادته السيارة بعيدًا عن الشركة، التزمت الصمت ممتنعة عن الرد حتى وصلا للمنزل بهذا الشكل 


انتظرت ان يفتح باب المنزل لتدخل قبله متوجهة لغرفتها كي تغلق عليها، اسرع خلفها و امسكها من ذراعها ليوقفها قائلا 

" ما بكِ؟ ماذا حدث ؟ هل هذه الحالة بسبب غمزة" 


تحرك ليقف أمامها مكملًا

 "انظري ليس الأمر كما رأيت" 

سحبت ذراعها بقوة من يده و هي ترد عليه 

 "سأبدل ملابسي" 


وصعدت للأعلى بغضب توقع بعده عدم نزولها، تحرك ليستلقي على الاريكة كي يشاهد التلفاز بضيق لم يطول بقائها بالأعلى حتى عادت لتنزل بقوة ظهرت بصوت خطواتها وهي تنزل الدرج.

 استدار لينظر نحوها قائلا "ما هذه المفاجأة" لم تهتم به أكملت سيرها نحو المطبخ دون النظر نحوه.

 استقام  وجلس على الأريكة و حسن من وضع بيجامته وتحرك ليذهب بجانبها  


حاول التحدث معها دون ان يتلقى إجابة منها فكر قليلا ليعود بعدها للتحدث قائلا

"عليكِ ان تسرعي تأخر الوقت كثيرا. ألستِ انتِ من قلت علينا العودة لأنني جائع" 


كان يتحدث وهو لا يعلم انه يضغط عليها وضعت سيلين الطعام بالأطباق و وضعتهم على طاولة المطبخ الجانبية وجلست لتأكل دون أن تتحدث معه . 

تحرك وجلس امامها ليبدأ بتناول طعامه وهو ينظر نحوها مستغربًا من حالتها الغاضبة  


تحدث ليشكر بطعام انسية ابلة مكمل حديثه عن الشركة والأعمال، لتتذكر هي غمزة وما رأته أمامها لتقف وتأخذ طبقها لتضعه في غسالة الأطباق وهي تقول له

 "ليلة سعيدة لك" 


تحرك سريعا وهو يقول بضيق 

"أي ليلة سعيدة! ما بكِ لما هذا الغضب ولماذا لم تجيبي علي"


صمتت وهي تنظر بعيدا عنه ليكمل هو 

 " لن اترككِ قبل معرفة ما بكِ لا يمكنني ترككِ لتصعدي و تغلقي على نفسكِ وأنتِ بهذه الحالة " 


خرجت عن صمتها متحدثة بغضب

"ما هذه الحالة؟ ما بها حالتي؟" 


لم يتحمل يوسف رؤيتها بهذا الشكل تتعصب وتتحدث بصوت عالي 


ضحك محاولا تهدئتها 

" تفاجأت كثيراً كنت اعتقد ان نغمات صوتكِ لا ترتفع حتى وان اردت ذلك ولكنكِ فاجأتني" 


غضبت من ضحكه لتجيبه بنبرة أكثر حدة  

" هل تسخر مني الان" 


( استهدي يا بت براحه على الواد هو ملوش اهل وله ايه  ) 


رد سريعًا نافيًا ان يكون ضحكة سخرية منها 


لتصدمه بتكملة حديثها

"اعتذر منك فانا لستُ أجيد الوقوف بتمايل والتحدث بلطف وغزل مثلها"  


وتحركت لتبتعد عنه وهو لا يصدق ما سمعه منها اقتربت من الدرج لتجده مسرعًا خلفها يمد يده ليمسكها من ذراعها قائلا 

"انتظري انا جاد لن اترككِ بهذه الحالة. وايضا هل حالتكِ هذه بسبب ما رأيته. اقسم لكِ انه لم يحدث شيء بيننا" 


تحدث سريعا وهو يشرح لها كيف صدها أكثر من مرة طوال اليوم وانه كان خارج من المكتب ليذهب إليها كي يعودوا للمنزل ولكنها وقفت امامه و حدث ما رأته، وابتسم وهو يقول 

" كنت سابتعد قبل دخولك ولكن من سوء حظي تم الإمساك بي متلبسًا ظلمًا" 


لم تتحمل رؤية عينيه تضحك بقربها دون ان يبتسم وجهها وقلبها فهذا ما يحدث عندما يعشق القلب الابيض الطاهر.


فرح يوسف وارتاح عند رؤيتها تتبسم ليكمل حديثه قائلا

 "ولكنِّ لم اكمل طعامي وما زلت جائعًا" 


(يادي الهنا الى احنا فيه قربت اشك انه اتجوزها عشان ياكل مش عشان بنته ههههه) 


ادارت وجهها نحو المطبخ وهي تسأله

"هل اضع لك المزيد"  


ليبتسم لها قائلا بصوت محب وعيون فرحة

 "يكفي ان تجلسي بجانبي" 


لم تستطع رد طلب عينيه تحركت وجلست مرة أخرى بجانبه ومدت يدها لتكمل عشاءها لإعجابها بالفطائر

نظر يوسف نحوها ليكمل حديثه الضاحك

 "اتضح أنني لست الوحيد الجائع هنا" 


ابتسمت مرة اخرى دون النظر له، تناول طعامه وهو يحدثها

 " للحظة شعرت اننا زوجين حقيقيين انتِ غرتِ علي عند تقرب أحدهم مني وانا وقفت أمامك ابرر لكِ انني مظلوم وليس بيدي شيء فوسامتي هي من تجذبهم نحوي" 


حاولت اخفاء ابتسامتها التي أصبحت بصوت ضحك خافت، 

زاد من حديثه لتعود لغيرتها متحدثه بجدية

"لنتكلم بشكل جاد قليلًا. الأمر غير متعلق بالغيرة ولكن لا يمكنك الاقتراب منها وفعل ما كنت تفعله معها قبل الزواج. 

حسنًا اعلم انه زواج متفق ولكنِّي لا اقبل هذا التقارب لأكثر من سبب. أحدهم والاهم ان دخل احد آخر عليكم المكتب و انتشر أمر تقاربكم سيسوء الوضع ومن الممكن أن يؤثر على الهدف الرئيسي وهو عودة لي لي لك. والسبب الاخر…" صمتت مترددة في اكماله

وقفت بحزن سيطر سريعًا عليها 

"عافية لك حقا طعامها مميز" و بدأت برفع الاطباق الفارغة وهي تسأله ان كان يريد المزيد.نفى يوسف بحركة رأسه قائلا

"يكفي لهذا الحد سلمت يداكِ" و وقف ليساعدها بنقل الاطباق.


سألته بضيقها

"هل اسكب لك الشاي أم احضر لك القهوة "


نظر لإبريق الشاي وقال 

"حسنا لنشرب الشاي اولاً "


سكبت سيلين الشاي بالكؤوس وخرجت بها متجهة للصالون ومن خلفها يوسف الذي اغلق الإضاءة وخرج وهو ينظر لها من الخلف مطولاً.


وبعد جلوسهم بالصالون وببداية شربهم للشاي تحدث يوسف متسائلًا 

" والسبب الاخر؟ يعني علمنا وضع لي لي و انتِ محقة به ولكنكِ لم تكملي " 


نظرت سيلين لكأس الشاي بيدها وشربت منه القليل ثم وضعته على الطاولة وبقوة اختناقها تحدثت 

 " اعلم انه زواج متفق واعلم حدودي جيدا،

 ولكنِي حتى وإن كنت زوجتك على الورق فقط لا يسمح هذا لك… أعني انه يتوجب عليك احترام هذا الوضع حتى  لا أظهر بمظهر سيئ أمام الناس ولا امام نفسي…" 


قاطعها وهو يضع كأس الشاي على الطاولة قائلا

 " ماذا تقولين؟ ألم تصدقيني حتى الان اقسم لكِ لم يحدث شيء بيننا. كيف افعل هذا بكِ؟ هل انا شخص سيء بعينيكِ لهذه الدرجة؟ وايضا ان كنت اريد ان افعلها ما الذي منعني من فعلها قبل زواجنا وانتِ تعلمين كم كنت اختنق بجوارها. انا اعلم حقوقي وما عليٌ من واجباتي بشكل جيد يستحيل ان افعل هذا الامر بكِ أو بغيرك لا هذه اخلاقي ولا مبادئي، مستحيل ان اقلل من احترامكِ، كيف فكرتي بذلك و انتِ تعلمين قدركِ لدي، هل تظنين انني استطيع احزانكِ او احراجك و ظهورك بمظهر سيء امام اي احد.  لا يمكنني فعل هذا حتى ولو امام نفسي فكيف بالشركة" 


كانت تستمع له وهي تنظر بصمت ليعود ويسألها 

"هل تصدقين ما اقوله؟ أم لا زالتِ تشكين بالأمر" 


اومأت برأسها قائلة " اصدقك طبعا " 


ابتسم وجهه فجأة وهو يقول

"هذا يعني انه يمكنني الإفلات بسهولة في كل مرة"


يتبع ..

 ‎إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.

الليالي المظلمة الفصل التاسع عشر
Wisso

تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق
  • غير معرف25 يناير 2025 في 10:57 م

    روعه تسلم ايدك حبيبتي

    حذف التعليق
    • Rim kalfaoui photo
      Rim kalfaoui27 يناير 2025 في 3:24 ص

      انا اللي بيجلطني لما يقولها اختي وازوجك لرجل تحبينه ده كله مش فاهمها انها بتحبه حالته صعبه حافظ مش فاهم ههههههههه

      حذف التعليق
      • Amany Ahmed photo
        Amany Ahmed30 يناير 2025 في 4:24 ص

        يعنى يايوسف بك انت عبيط ياواد قاعد يعتذر ويوضح لها برائتة من مصيبة غمزة ويضحك العروسة وأما سيلين تضحك ونروح الدنيا بينهم يرجع يعك الدنيا ويزول لسيلين يعنى ممكن اقدر أفلت كل مرة
        انت ناوى على ايه ياريس الغفىة
        (تت قتل )مثلا 🤣🤣🤣🤣

        حذف التعليق
        • Amany Ahmed photo
          Amany Ahmed30 يناير 2025 في 4:24 ص

          ويزعل سيلين

          حذف التعليق
          google-playkhamsatmostaqltradent