رواية الليالي المظلمة
بقلم أمل محمد الكاشف
يا دفوف الفرح هلي وعلى أحلى عرسان طُلي عروستنا قمر وعريسنا متهني.
ما زلت أجواء الفرح بحفل الحناء مستمرة و الجميع يرقصون وهم سعداء بهذا الحفل ..
اقترب يوسف من سيلين ليقنعها بالهروب. دون أن تستجيب له مبتعدة عنه بوجهها الاحمر ودلالها الذي سلبه عقله أكثر واكثر.
ظل يدور حولها برقصه مكررا ما يريده بوجهه الضاحك حتى انتابها الفضول عن المكان من كثرة إلحاحه عليها لتسأله
" إلى أين؟ "
ضحك بكل تلقائية وفرح قائلا
" إلى الأعلى"
نظرت له متفاجئة من إجابته ليضحك على تعابير وجهها الصادمة التي ظهرت عليها اقترب قليلا منها لينحني عليها وهو حريص على عدم لمسها قائلا
"لا اصدق انكِ فهمتي شيئا آخر"
خجلت سيلين اكثر نافية بهز رأسها دون اجابة ليقول لها
"اردت ان اصعد للأعلى فوق القصر حيث المجسم الفولاذي الضخم، بالسابق كنت حين أبحر أمامه اتمنى الصعود فوقه لأرى هذا المنظر الجميل بالقرب منه"
خافت سيلين لتعارضه قائلة "هل سنصعد الى سطح القصر، مستحيل هذا خطر كبير، من الواضح أنه سيظل بأحلامك"...
تعالت اصوات ضحكات يوسف المرتفعة لتزيد من فرح وخجل عروسته
تم توثيق حالتهما وقربه وحديثه وخجلها من قبل المصورين الذين استمتعوا كثيرا بجمال السبق، ادهش يوسف الجميع بسعادته وتحركه بين الضيوف وهو يضحك بصوتٍ عالٍ وعيون متلألئة من السعادة.
لم تصدق فضيلة حالته فهي لم تراه هكذا قط حتى في زواجه الأول الذي كان زواجا عن حب دام أكثر من سنة، اطمئن قلبها لتحدث اورهان بمشاعرها السعيدة
"منذ متى تعلق هذا الشاب بقلب أميرتكم. اقسم إني لو لم أرى بعيني لما صدقت حالته"
ابتسم أورهان وهو ينظر لها بعيونه التي رغبت بتأملها لأكبر وقت قائلا
"القلوب ليست ملكًا لأحد يأسرها العشق ولا نستطيع استعادتها حتى لو مضت السنوات أو العمر كله"
تفاجأت فضيلة بكلامه الذي تعلم صدق كل حرف جاء به، ظلت عينيهما تنظران لبعضهما وكأن كلا منهما عاد إلى عصر ما قبل ثلاثين سنة، اقترب يوسف و قرمزيته ليشتكي لهما عدم سماعها لأوامره من اول ليلة ليضحكوا على ما يسمعونه منه وخاصة انه قالها كطفل يشكو ويتذمر بضحك وسعادة، ضحكت فضيلة ونظرت للعروس قائلة
"احسنتِ يا بنيتي من البداية لا تسمحي له ان يفرض عليكِ شيئًا لم ترغبي به"
ضحك أورهان قائلا
"لن تتغير فضيلة هانم ستظل كما هي وان مر الزمان"
أمسكت فضيلة سيلين وهي تضحك
"دعينا لنتركه وحيداً قليلاً حتى لا يتذمر مرة أخرى، هيا معي أريد أن اعرفكِ على أحد أفراد عائلتنا"
رفع يوسف يديه قليلا
"ليس إلى هذا الحد. يعني ماذا حدث لكم ألا يمكن للشخص أن يمزح معكم بكلمتين"
تحركت فضيلة وهي تجيبه
"نعم لأجل ان تفكر بكلماتك قبل ان تخرج منك"
اصطحبت سيلين مبتعدة عنهم، نظر يوسف لوجه اورهان الضاحك وشكره على هذا اليوم السعيد، تغيرت ملامح وجه أورهان الذي نظر جهة العروس ليتأكد من ابتعادها قائلا" بني أردت أن أُحدثك بأمر مهم. وارى انه الوقت المناسب لهذا الحديث
استقام يوسف بوقفته و نظر باهتمام ليستمع له وهو يقول " تفضل استمع إليك"
تحدث اورهان ممهداً بقوله "احسنت الاختيار يا بني، ان درت العالم باحثا عن عروس لن تجد قلب صافي وجمال كالذي تملكه ابنتي فالبشر كالمعادن إن وجدت معدنك الاصيل لا تتركه و لا تتخلى عنه فالأصيل لا يصدأ ولا يبور ولا يؤذي صاحبه بل يعليه و يقويه دائما. لقد رأيت النور الذي بداخلها من اول يوم فرغم ثقل لقائنا الأول إلا انها حفرت بقلبي وقلت لنفسي هذه العيون وهذا الوجه الطفولي وايضا هذا القلب النقي النظيف من سيعوضني عن زهرتي الجميلة، وقد كان انظر الي فأنا لم افرح منذ زمن بعيد بهذا القدر، حتى أنني أصبحت انتظر ابتسامتها ليبتهج داخلي ودنياي"
تحدث يوسف بجب ورضا كبير قائلا
"ادامك الله لنا. صدقت خالتي فيما قالته"
سأله عن ما قالته فضيلة بفضول كبير ليرد يوسف مكملا حديثه "تظهر فرحتك بعينيك لدرجة ظننا انها ابنتك الحقيقية"
ليرد اورهان بنبرة بها قليل من القوة
"هي كذلك وأكثر من حد خيالكم. انبهك من الان لا يمكنني رؤيتها حزينة او مكسورة. ما أردت قوله انني أعطيك جوهرتي الثمينة التي لن اسمح لاحد بخدشها. اعلم قدرها لديك، لقد رأيت هذا من يومك الأول بشركتنا فعيونك ونظراتك لها كانت تبوح بما يحويه قلبك إتجاهها، ولذلك قبلت بسهولة أن اعطيها لك، كن رحيما بها فالحب وحده لا يكفي لاستمرار الحياة، علينا بجانب الحب ان نكون رحماء، الجميع يعيش أقدار مختلفة لا يعلم أحد منا بماذا مر وعايش الآخر. لهذا أأمنك على ابنتي واوصيك بالرفق بقلبها النقي"
أدرك يوسف الرسالة المبطنة التي وصلته من حديث أورهان وهو يأمنه عليها فهذه هي المرة الثانية التي يتحدث معه ولم يستطع اكمال حديثه او الشرح عن ما بداخله أكثر من هذا الحد.
تحدث يوسف ليطمئنه
"لا يمكنني احزانها. لا تقلق فهي بعيني "
صمت وحزن فبرغم أنه يعلم مدى صدقه بعدم احزانها وانها غاليته وانها بقدر كبير لديه الا انه يحزن لأجل الزواج المتفق واضطراره فعل ما هم عليه وإن كان برغبتها.
انتهت ليلة الحناء بشكل يفوق الوصف ليبقى العروسان بالقصر الفولاذي هم و بعض المقربين الذين أتوا من مدن اخرى لمشاركتهم فرحتهم. بعد ان اصر اورهان بيه و فضيلة هانم عليهم أن يقضوا ليلتهم معهم فلا يمكنهم الذهاب للفنادق والقصر موجود.
أصبح القصر يتلألأ بأضواء الفرح طوال الليل لاكتظاظه بالضيوف مثل باريش و عائلته و ديمير و زوجته و غيرهم من ضيوف عائلة بيرقدار وايضا ضيوف دعاهم أورهان الذي كان سعيد بامتلاء القصر مرة اخرى بعد ان ظل فارغا مظلماً لسنوات عديدة.
نجح يوسف بإقناع عروسته للصعود للأعلى لتوافق من كثرة توسله وإلحاحه لرؤية هذا المجسم عن قرب. تسلقا للأعلى وهو يحدثها بعيون تتراقص فرحاً ووعدها برؤية اجمل منظر وقعت عيناها عليه من الأعلى. تبقى القليل على الوصول استدار ونظر لوجهها قائلا
"أتراجع عما قلته قبل قليل، نعم سترين منظراً جميلا ولكنه ليس بجمال وجهك الذي اراه امامي الان"
زاد احمرار وجنتي القرمزية لتخفض نظرها قائلة بصوت منخفض يملئهُ الخجل والدلع قائلة "لا تبالغ كثيرا هيا لنكمل"
تحركا بمضيق ضيق وهي ترفع فستانها بأيديها قليلا كي لا تتعثر. وصلا لممر صغير عليهم المرور به حتى يصلوا لسطح القصر....
نظرت لفستانها ثم نظرت ليوسف قائلة
"لنتراجع. لقد ازداد الأمر صعوبة كما ازداد خوفي من المخاطرة، السطح مائل كيف سأتحرك وأتحكم بخطواتي بهذا الثوب" صمتت قليلا لتعود وتقترح عليه ان يصعدا صباحاً كي تكون السماء منيرة ولتستعد بثوب يليق بهذه التجربة.
لم يقتنع بما قالته ظل يلح عليها ان تكمل الصعود وتحقيق حلمه راجياً منها ان لا تحزنه، لم تستطع سيلين رد عينيه الراجية تحركت لتكمل سيرها على حذر.
مد يوسف يده لمساعدتها بالصعود بعد ان تعثرت بفستانها كلما ازداد الممر ضيقاً ، نظرت ليده مطولا ثم نظرت له قائلة
" سأصعد بمفردي"
نظر يوسف ليده ثم نظر لها صامتا وصعد خلفها بل صعد وهو يحيطها بأجنحته من الجانبين كي يكون مستعدًا في حال سقوطها.
وصلا الى القاعدة الفولاذية بجانب المجسم فرح يوسف بمشاهدته بهذا القرب اخرج هاتفه و اقترب قليلا من سيلين ليلتقط الصور وهما بجانب بعضهما وخلفهما هذا المجسم الضخم.
خافت سيلين للحظة شعرت بقرب سقوطها بها مالت للخلف قليلا وهي تقول "اووو "
امسكها يوسف ولأول مرة من خصرها كي يسندها قبل سقوطها، ليحدث ما لم يتوقعه حين اختارت سيلين ان تسقط ارضاً على أن يمسكها بهذا الشكل. تحركت مبتعدة بسرعة كبيرة عن يده التي مدها لمساعدتها لتسقط ارضا على ركبتيها بسبب حركتها المفاجئة وغير المتوقعة.
استقام يوسف ورفع يده للأعلى
"لا تخافي فعلتها لأجل مساعدتكِ"
اخفضت عينيها حزنا لعدم قدرتها على تحمل لمسة يده لقد عادت لحقيقة خوفها وأزمتها بعد ان نسيتهم بالحفل.
تحرك وجلس بجانبها وهو مستند على مجسمات فولاذية صغيرة خلفه ناظرا
لها "اقتربي انت ايضا واستندي على إحداهما" وأشار لمجسم بعيد قليلا عنه
خفضت نظرها مرة أخرى وتحركت وهي أرضا لتجلس بجانب مجسم قريب منها تاركة مسافة قصيرة لا تذكر بينهم.
نظر يوسف لقربها بجانبه ثم نظر امامه ليشاهد جمال المنظر الرائع من الاعلى
لازالت صامتة حزينة تنظر مثله للأمام بعقل شارد بتساؤلاتها لنفسها
"هل استعجلت ياترى؟ هل كانت خطوة اكبر مني؟"
صمتت ليسود المكان السكون مرة اخرى، خيم عليها حزنها لاعتقادها أنها ليست بقدر مسؤولية القرار الذي اتخذته وأنها خذلته عند أول اختبار صغير لهما، زاد صمت يوسف من حزنها رفعت يدها ومسحت دموع عينيها التي بدأت تتساقط بهدوء.
نظر إليها ليتفاجأ بدموعها اتسعت عيونه وقال "ما الذي ابكاكِ الآن. هل يستدعي هذا للبكاء. لقد امسكتكِ خشية سقوطكِ فقط"
تحدثت بصوت مختنق
"من الواضح انني لن اخرج من تحت هذا العبئ ابدا"
حزن على حالتها و تحرك قليلا بجلسته كي يصبح أمامها بجلوسه قائلا لها
"لا يحق لكِ البكاء بليلة الحناء، اليس مؤسف علي أن أرى الدموع من عيون قرمزيتي بيوم كهذا"
ابتسمت سيلين عند سماعها لكلمة قرمزية، أسرع بحديثه قائلا
"هذا هو. اضحكي لتضحك دنياي. لا اريدكِ أن تحزني، كنت اعلم ان كل هذا سيشكل عليكِ ضغطًا كبيراً لذلك رفضته من البداية"
ثم تحرك مرة اخرى ليقترب قليلا منها وهو يقول "لين انظري إلي"
حركت رأسها ونظرت له بحزن مستمعة لكلماته التي خرجت من قلبه الكبير
"اخبرتكِ سابقا كم انتِ غالية ومميزة لدي. راحتكِ وسعادتكِ هي غايتي. إن شعرتي الآن أن هذا الامر زائد عليكِ يمكنني أن اتراجع و ارفع عنكِ عبئ ما أنتِ به. الاهم لدي أن تكوني براحة وسكون. اعلم انكِ فعلتيها لأجلي ولكني حقا لا يمكنني أن أبني سعادتي على..."
قاطعته بحزنها
"لا، لا اريد التراجع بالعكس أرى اني فعلت الصواب ولكن ماذا سأفعل بخوفي ماذا إن ظهر غدا أمام الناس"
فكر يوسف قليلا ثم اجابها
"امممم أذا لنفعل كالاتي انا لن اضغط عليكِ غدا بأي شيء، وعند الرقص يمكنني ان اقول انكِ تخجلين. وايضا يمكننا ان نكون متباعدين قليلا ونحن ندور بين الضيوف. حتى وان اقتربت لا تخافي سيكون اقتراب دون لمس يعني يعتقد الجميع اننا ملتصقين ولكننا متباعدين. انظري لنتفق على شيء إن شعرتي بخوف أو أنني فعلت شيئا ازعجك دون قصد عليكِ تنبهيني على الفور، سترفعين يدكِ وتشيري للأنوار عالياً لا أحد سيفهم او يلفت انتباهه انا فقط من سيفهم عليكِ"
وافقته على ما قاله، ليعود ويكمل حديثه
"ولكن لا مفر من تشابك الأيدي وخاصة بالزفة. انظري الامر حقاً بسيط لا داعي لخوفك مني"
نظر لعيونها أكثر و مد يده نحوها مكملا
"ضعي يدكِ بيدي"
نظرت سيلين ليده الممتدة نحوها بخجل، ثم نظرت لعيونه التي تنتظر ردة فعلها بثبات
ليعود بالتحدث وهو يقول
"هيا. سيكون بمثابة تدريب لكِ "
وبعيونها المليئة بخجلها نظرت ليده الممدودة لها مطولا، أغلق يوسف عينيه قائلا " هكذا افضل هيا "
و حرك يده ليقربها منها أكثر قائلا
"هيا يا قرمزيتي الجميلة. ستفعليها"
حركت يدها لتضعها على يده وهي تغلق عيونها سريعاً محاولة تهدئة قلبها الذي ارتجف جراء الشعور الجديد عليها
فتح يوسف عينيه مبتسما وهو ينظر ليدها التي لامست قلبه قبل ان تلامس يده ليقول لها بصوت يملئهُ الفرح
"أرأيتي. لقد نجحتي"
هزت سيلين رأسها بصمت وخجل، ليغلق هو يده على يدها قائلا
"وهذه اشارة اخرى تستطيعين استخدامها، ولكن عليكِ ان تكوني حنونة على يدي"
ما زالت مغلقة الأعين دون رد، ليقول لها
"لا يحتاج الامر أن تبقي عينيكِ مغلقة كل هذا الوقت يا لين. افتحي عينيكِ انا بجانبكِ. ألستِ انتِ من قال اننا سنكون عونا لبعضنا البعض، ألم تخبريني انها فرصتكِ لتعتادي وتخرجي من هذا الخوف"
فتحت عيونها شيئا فشيئا لتنظر له بعيون متأملة
"وهل سيحدث هذا. هل سيأتي هذا اليوم؟"
رفع يوسف يده الممسكة بيدها للأعلى قليلا وهو يقول "انظري هذه البداية فقط"
(هههه😂😂😂مش عارفة ليه قلبي مش مطمن ليك ههههه حاسة انها البداية والنهاية)
خجلت أكثر ليكمل يوسف حديثه قائلا
"لنتحدث بشكل جاد علينا أن نتفق كيف سنتعامل غدا. كما تعلمين علينا أن نظهر كعروسين حقيقين أمام الجميع. كما وعدتكِ سأحاول بقدر الإمكان على ان لا تلمسك يدي. ولكن من الممكن ليدي ان تحاوط خصرك من بعيد لأجل التصوير وايضا الأيدي المتشابكة بالزفة. وهناك عادة تقبيل العروس بعد إعلان كاتب العدل اننا زوجين"
اتسعت اعين سيلين ليسرع بقوله
"اهدئي سأقبل جبهتكِ فقط ان سمحتي لي. أنتِ اغمضي عينيكِ حينها. وانا سأحاول ان اقبلكِ دون لمسك. اعدك انني سأتخطاها إن لم تطلب أو يصر الجميع عليها. كما تعلمين الكاميرات موجودة ويجب ان يكون كل شيء كامل"
أومأت رأسها وقالت "اتمنى ان اغمض عيني وافتحها لأجد هذا الحمل قد انتهى سريعا. سأحزن كثيرا ان حدث أي أمر عكسي غدا فأنا لا اريد أحزانك"
ابتسم يوسف وبصوته الحنون قال لها
"حينها تذكري انني بجانبكِ ولن اترككِ ولن أحزن منكِ حتى وان حدث اي عارض"
ارتاحت سيلين بعد حديثه الحنون لها، ظل يوسف ممسك بيدها و يشد قليلا عليها بسعادة. عاد ليحرك رأسه وينظر للبسفور أمامهم قائلا
"اشعر وكأن السماء تشع نوراً ابتهاجاً وفرحاً بنا".
ثم نظر إليها بفرح وحماس مرة اخرى قائلا بصوت عالي قليلا
"حقا انا سعيد اليوم وكأني عريس حقيقي"
ارتسمت على وجه سيلين ابتسامة سعيدة دمعت عينها لأجل ما سمعته منه لتقول له
"وانا أيضاً فحتى وإن كانت غير حقيقية الا انني من شدة فرحتي تمنيت ان يكون ابي بجانبي يضحك بوجهي ويفرح معي"
ضحك يوسف ضحكة عالية اراد بها ان يخرجها من حالتها قائلا
"ولكنكِ تهدرين حقه كثيرا. فلقد رأيت الليلة بعينيه فرحة لا يمكن أن تكون نابعة الا من قلب ابً حنون فهو حقاً يراكِ ابنته الحقيقية. ولكن ان اردتى ان تتذكري والدكِ وانا اتذكر امي فلا مانع لدي. لنبكي سوياً حتى نهدأ من حماسنا لأني اشعر أنه تبقى القليل و احلق بالسماء من فرحتي"
تراجعت سيلين سريعا وقالت
"لا يمكن هذا. دعنا من البكاء الليلة. لنستمتع بتحليقك بالسماء فقط" وضحكت ساخرة منه
ليقول لها أرى هذه الضحكة اخرجيها صراحة،ترك يدها و وقف بمفرده وهو يقول لها
"سأريكِ كيف سأحلق لتعلمي أنني جاد بالأمر"
خافت عليه فأمسكته من يده سريعا قائلا
"لا تتحرك كي لا يصيبك أذى"
قالتها سريعا وهي لا تشعر بنفسها وبيدها التي امسكت يده بسرعة.
ليبتسم يوسف ويجلس بجانبها مرة اخرى محتضن يدها بداخل يده وقلبه "هل خافت قرمزيتي علي"
لم ينتظر ردها اكتفى بعينيها و وجهها الخجول ليبدا حديثهم المطول بهذا القرب كل منهما يداوي الاخر.
ومع مرور الوقت وكثرة الحكايات بدأت اعينها تغلق وتفتح بعد ان غلبها النعاس
ليقول لها بوجه مبتسم
"حسنا سننزل لننام. عليكِ ان تنامي جيدا كي تستعدي لما ينتظركِ فغداً يوم ممتلئ"
وقف و هو متمسك بيدها رفعها للاعلى ليساعدها بالوقوف و بدأا بالسير بجانب بعضهما البعض و الايادي مازالت متشابكة.
وصلا أمام غرفة سيلين ليقول لها
"اعتقد انها هي فنحن بجانب بعضنا بالغرف"
واقترب منها وبصوت منخفض قال
"أنا من وضع هذه الطاولة الصغيرة بجانب الباب كي استطيع معرفته عند عودتي"
ضحكت قائلة
"ماشاء الله الأبواب كثيرة ومتشابهة. من حسن الحظ انك اقنعت فضيلة هانم بالمكوث بمنزلك"
ليرد عليها يوسف قائلا
"كنتِ محقة بالأمر وايضا انا لا ارتاح خارج منزلي فليس هناك داعي للبقاء هنا. فكما قلتي انتِ انه كبير علينا"
ابتسمت سيلين وهي تتحرك بمكانها فرحاً وقالت " هذا جيد فرحت كثيرا"
لينظر لعيونها الباسمة و لجمالها بالبندالي الأحمر الذي طغى على لون وجنتيها الجميلة قائلا "هل من الممكن أن تكوني طمعتي بالغرفة العلوية. انتظري انتظري نعم هذا ما حدث. كيف نسيت أمرها. لقد تزوجتي بي كي تحظي بالغرفة العلوية"
( ابقوا اترحموا عليا لأن اخرتي على ايد ابن امينة😂 بيقولها طمعتي بالغرفة اه ياقلبي😂)
ضحكت سيلين و وضعت يدها على عينيها
" لقد تم الامساك بنا "
(الواضح اننا هنتروق على الاخر 😂)
مرت ليلة جميلة لم تنام العروس بها من فرحتها وحماسها وخوفها من حدوث أي أمر عكسي ظلت تتقلب و تتقلب بفراشها حتى نامت قرب شروق الشمس أما يوسف فنام سريعا و هو مبتسم و فرح دون التفكير بشيء.
(لو حصل غير كده كنت هستغرب ههههه)
اشرقت شمس الصباح مصرحة ببدأ يوم جديد تحلق العصافير في سماء الكون لتملئه بالأناشيد الجميلة، اختلفت انشودتها بهذا اليوم فعندما رأت العصافير الفرح يدق باب قلب عروستنا الجميلة ارادت بشدة مشاركتها هذه الفرحة بأنشودة تليق بجمال قلبها الفرح وعيونها المبتهجة بسعادة زفافها من عريسها المصون.
أعلنت العصافير بكل مكان قدوم اليوم الموعود. استعد الجميع ليشاركوا هذه القلوب فرحتهم بيوم سمي بجبر الخواطر. بل يوم سمي وبشر بهِ الصابرين. فحتى وإن كان اتفاق وإن كان منقوصاً. ففرحتهم وسعادتهم تعدت كل هذا. فإن كانوا أرادوه بداية لطريق الشفاء فليكن شفاءً اسطورياً يحكي به الجميع.
مر الوقت سريعاً وبالموعد المحدد لبداية ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة. بأكبر قصور اسطنبول التاريخية تجمع المدعوون بالقاعة الكبيرة الفخمة منتظرين وصول العروسين.
وها قد جاءت اللحظة المرتقبة بوصول سيارة لموزين سوداء امام باب القصر الاثري الكبير لينزل منها اميرها بمفرده .
وهنا تحرك المصورون لالتقاط أجمل الصور والفيديوهات، أكمل يوسف سيره بوجهه المبتسم ليصعد الدرج المؤدي لمدخل القصر المزين هو و حافات الدرج بشلالات الورود البيضاء الكثيفة، نظر على جانبي الدرج نحو فتيات بلباس الباليه الابيض على رؤوسهم تيجان جميلة تحاكي قدر جمالهم.
اشار له منظم الحفل من بعيد كي يقف بمنتصف المدخل لانتظار العروس.
رفع يده ملوحاً بالسلام للمدعوين الذين خرجوا من نوافذ القاعة العلوية المطلة على الدرج ليرحبوا بالعريس.
وبوسط الأجواء المفعمة بالفرح و الضحك و السعادة وبوقت لم يتعدى الدقائق والثواني أُعلن عن وصول سيارة العروس الليموزين الكبيرة امام القصر ونزول سيلين و والدها أورهان منها
بهذا الوقت بدأت موسيقى جميلة على لحن طلي بالأبيض نظر يوسف اتجاه مدخل القصر ليجدها كالملاك الأبيض تدخل هي وابيها متشابكي الأذرع.
بهذه اللحظة تحول وجه يوسف المبتسم لوجه ضاحك مبتهجا يتحرك قليلا بمكانه من فرحته، بدأت العروس و والدها بصعود الدرج وبجانبهم عرائس الباليه يدورون ويرقصون على الانغام وهم يصعدون خلفها وأمامها وبجانبها، التقط الجميع الصور لهم فهو حقا كما قال أورهان اسطوري.
نظرت القرمزية ليوسف بعيون لامعة مليئة بالفرح، اقترب أورهان منه وبادله السلام واحتضنه وهو يشدّ على أكتافه ليقول له بعيون دامعة " هي بأمانتك الان"
اوما يوسف رأسه وقبل يده قائلا
"بل هي بعيوني الآن"
دمعت اعين سيلين من فرحتها اقترب منها وهو لا يصدق ما يراه كان ينظر لفستانها الجميل وتاجها المضيء وعيونها المتلألئة بفرح، مد ذراعه نحوها كي تشابك يدها بذراعه اخفضت وجهها قليلا بخجل ثم رفعته وهي تشبك يدها بذراع اميرها وسلطان قلبها.
من فرحته بها وبجمالها نسي اميرُنا أول اتفاق بينهم. فبمجرد ان وضعت يدها بذراعه حرك يوسف يده الأخرى ووضعها على يدها المشبكة بذرعه وامسكها بقوة قلبه الفرح.
اقترب من اذنها ليقول لها
"اشعر وكأني بصحبة ملاك حقيقي"
نظر لوجهها مكملا "ولكن ملاكي مختلف فبرغم كل هذا البياض إلا أن وجنتيه تلونت بالأحمر"
خجلت مما يقول حركت رأسها بدلع نحو كتفها المرتفع وهي تنظر لجمال العرائس البيضاء التي تدور حولهم.
ليزداد يوسف فرحة وانبهار امام هذا الجمال فحركاتها الخجولة وفرحتها بعرائس الباليه كانت فرصة مثمرة للمصورين كي يلتقطوا أجمل الصور لانسجام وحب العروسين.
دخلا القاعة ببطئ يحيطهم عرائس الباليه من كل مكان وسط ترحيب وتصفيق كبير من كل الضيوف، لوح يوسف للمدعوين فرحا كما اكتفت العروس بالنظر بعيونها الفرحة الخجلة.
اقترب العروسان لطاولة عقد الزواج رحب يوسف بكاتب العدل الذي سيعقد زواجهم
تحرك ليقف بجانبه وهو يساعد عروسته بالوقوف بمكانها جانبه فهي تتحرك ببطء عائد لضخامة فستانها المنفوش المدرج والمزين.
اقتربت فضيلة بفستانها الاحمر الانيق هي و أورهان ليكونا شاهدين على هذا الزواج.
ليبدأ كاتب العدل بعقد الزفاف أخذ ً موافقة العروسين ومن بعدهم الشهود ليعلنهم بعدها زوج وزوجة
كان عليكم حينها رؤية ذلك الشاب الذي صفق بقوة بعد إعلان زواجهم ليندهش الجميع منه. فعيونه الفرحة اللامعة الدامعة و تصفيقه الحار كان محض تفاجأ وانبهار واندهاش الحاضرين بل المصورين والمشاهدين على صفحات التواصل الاجتماعي، وكأنه يتزوج لأول مرة ليس هذا فقط بل و كأنه يتزوج من حلم عمره فمن يرى تصفيقه النابع من قلبه متحررا من عقله لن يقول غير ذلك.
(نعم ياسادة لقد تحرر قلب حسن من عقله بهذا اليوم فأصبح يتحرك ويفعل ما يشعر به فقط)
اخذت سيلين من المأمور دفتر العائلة من فرحته وحركته المبتهجة لم ينتبه ليد المأمور التي إمتدت نحوه لتمد هي يدها وتأخذه عوضا عنه
( ديه اول القصيدة 😂😂طار عقل الواد يا حبة عين أمه)
جاءهم صوت زوجة باريش و زوجة ديمير وهما يقولان لها
" ادعسي ادعسي" ويشيرون للأرجل
ضحكت سيلين خجلة ليقول لها اورهان بصوت ضاحك
" هل تخافين على ارجله ادعسي يا ابنتي فهو ليس افضل منا"
لتضحك فضيلة نظر يوسف نحوها ليجدها ترفع طرف فستانها وتدعس على رجله رفع صوته عاليا وهو يقول للجميع
"نعم فعلتها. ولكن قلبها الحنون لم يستطع ايذائي فبالكاد لمستها فقط"
ضحك الجميع عليهما و وبدون ان يطلب منه أحد اقترب يوسف من عروسته وقبل رأسها مطولا وهو مغمض العين
تفاجأت سيلين بالقبلة أغلقت عينيها وهي تقف ثابتة.
يا ترى ما ردة فعل سيلين من هذا التقارب والتلامس المفاجئ؟
هل ستتحمل ام انها…..
نسي يوسف نفسه وهو يطبع قبلته التي طالت على جبهتها بعد ان غلبت فرحته وعوده.
حاولت تمالك نفسها والتحلي بالهدوء وسط هذا الجمع الكبير، تظهر بوجه ثابت وعيون مغلقة عكس داخلها المرتجف والمرتعد متمنياً انتهاء القبلة قبل فقد سيطرتها على خوفها.
تحرك يوسف للوراء قليلا ناظرا للمدعوين المصفقين لهم بفرحة كبيرة
بهذه اللحظة شوهدت غمزة وهي تخرج من قاعة الحفل بخطوات مسرعة قليلا من شدة غيرتها وعدم تحملها لفرحتهم وتقاربهم.
بالأصل حاولت وتحملت الزفة الاسطورية وهي لا تصدق فرحة يوسف وما فعله أثناء عقد الزواج حين أعلن للجميع تغيير اسم سلطانة قلبه من سيلين إلى لين رافضا ان ينعتها أي احد من الان وصاعدا بغير ذلك، حفاظا على رغبة قلبه وسمعه الذين لا يقبلان سوى نعتها بها من اللحظة الأولى بتعارفهم.
لتأتيها صدمتها وهي تراه غارقا بجمال قبلته على جبهتها ليظن الجميع انها لن تنتهي بهذه الليلة. وهنا أسرعت بالخروج والهروب
من هذه البهجة والفرحة وهذا الفرح الأسطوري الذي أضاء سماء اسطنبول
تجاوز غضب هوليا و غيرتها الحدود لتخرج تصرفاتها عن المعقول كالمعتاد، بعد ان أثار خبر زواج يوسف الاسطوري بأميرة الفولاذ لديها رغبة بالتصرف الجامح و القيام بنقل حفلاتها على الهواء ليتم بث ما لا يتوقعه احد و لم تره عين الغريب
كان اشد ما يغضبها ويثير غيرتها هو استمراره بحياته بدون النظر للوراء، وارتفاعه وارتقائه بعدها ليصبح من صفوة الصفوة.
اقامت حفل لم ينتهي منذ ليلة البارحة في منزل أبيها الكبير مع العديد من الشباب و الفتيات من مختلف المستويات.
نسيت هوليا نفسها لدرجة جعلتها ترتدي ملابس فاضحة لكل ستر دون الاهتمام لا لتصويرهم بتلك الملابس ولا بحالتهم أثناء شربهم الكحول بكميات كبيرة وتناول حتى الحبوب المهدئة و المخدرة و كل ما هو مدرج تحت مسمى الممنوعات.
تم تصوير كل شيء و بثه على موقعها ببث مشابه لمسلسلات الواقع وهي تتنقل بين ايدي الشباب. ترقص و تشرب حد الثمالة و تتناول المخدر مع الشرب مما سبب ذلك أن تكون دون وعيها بأغلب الأحيان.
بالعرس الاسطوري
وقفت فضيلة تارهون وسط هذا الجمع الاسطوري بكل قوتها وقدرها لتتحدث مع يوسف عن تجهيزات العروس وهي تقول "اتعبنا كثيرا حتى استطعنا تدبير أمره بالنهاية"
نظرت لسيلين قائلة
"ما شاء الله حفظها الله، يجب علينا أن ندق الخشب ونحن ننظر إليها ما هذا الحسن و الجمال يا ابنتي"
أكملت حديثها الذي وجه ليوسف
"ولكنِ اعطيتها الحق في لبس الحجاب"
استغرب من حديث خالته متسائلا عن سبب ما قالته
( مش بقولكم اخرتنا على ايده 🤦♀️ردوا انتوا عليه انا استويت خياااص ههههههه)
اكملت فضيلة حديثها بوجهها المبتهج فرحاً وهي تنظر للعروسين قائلة
"لقد عانت مصففة الشعر كي تثبت شعرها للاعلى، ليثبت بعدها ان عروستنا محقة بوجوب اخفائه تحت ملابسها. لا اعرف كيف تستطيع حمله ما شاء الله تخيل يا بني إن المصففة لم تستطع رفعه اعلى رأسها كلما فعلتها سقط وكأنه شلال من الحرير الاسود ما شاء الله"
لمعت عيون يوسف وهو يتخيل شعرها، لم يلبث تخيله كثيرا حتى تبدلت هذه اللمعة وشبت النار بمكانها حين سمع صوت شاهين يأتي من الخلف وهو يقترب منهم قائلا
"اوهووو يوسف بيرقدار بيه هذا يعني انه يجب عليك الإسراع بالإنجاب سريعاً حتى تنقل مورثات الجمال لأولادك ليكون لدينا إمكانية لإلقاء النظر عن ما يخبئه الحجاب"
تملك يوسف غضبه حيال سماع تغزل شاهين بزوجته لتأتيه الصفعة الاخرى حين سمع خالته وهي تكمل حديثها بكل اريحية مع شاهين دون أي اعتبار للخصوصية.
تضايقت سيلين كثيرا من الحديث وخاصة من عيون شاهين التي كانت شبه ثابتة عليها.
اقترب منهم أحد أفراد عائلة بيرقدار لينادي على فضيلة ويصطحبها كي يرحبوا بضيوف جدد قد أتوا لتوهم، ليتحرك شاهين بعدها وهو يتمنى لهم السعادة.
هم ليتحدث مع عروسته معبر عن ضيقه مما جرى دون ان يفعلها حين اقتراب اورهان منه قائلا "ما هذا الثبات هيا لنفرح قليلا"
واشار بيده نحو يافوز لتبدأ موسيقى الدبكة ضحك يوسف وهو يقول
"بكل سرور" خلع جاكت الطقم ليضعه على الطاولة اقتربت سيلين لتأخذه منه ليبتسم لها فرحاً مبتهجا لما فعلته.
بدأت رقصة اورهان ويوسف الفخمة وسط تصفيق وفرحة من الجميع ، لم تسقط العروس عينيها عنهم وهي تحتضن جاكيت عريسها بفرح وشرود كبير ليتم تصويرها على هذا النحو.
تحركت فضيلة مقتربة منها وعيونها على الجاكيت الذي سحبته منها لتضعه على الطاولة كي تقربها بعدها من عريسها كي تشاركهم الرقص.
لا اعرف كيف ستشاركهم ولكن من الواضح أن لفضيلة نوايا اخرى حين دخلت بمنتصفهم ورقصت معهم.
(هي الست ديه فين جوزها سايبها كده دايره على حل شعرها☺️)
انتهت الرقصة لتبدأ رقصة اخرى اجمل واجمل شارك بها الجميع، حاول العريس الاقتراب من عروسته الثابتة بمكانها وجعلها تشاركه الرقص ولكنها كانت تكتفي بالتمايل بخجل امامه. ومع أنها تتمايل فقط الا ان هذا التمايل أثار فرحته وبهجته اكثر واكثر.
لتنتهي اجواء الفرح الاسطوري بكل حب وفرحة، نعم انتهى فعليا ولكنه لم ينتهي بصفحات الإنترنت التي كانت معظمها تبث مشاهد مختلفة من داخل القاعة.
في منزل المصمم جوتشي اقتربت زوجته منه لتشاهد ما يشاهده على الصفحات وهي تستمع لحديثه
"انظري كيف تم الترويج للفستان اعتقد اننا سننتج منه أعداد كثيرة لمدة سنة قادمة"
اختار جوتشي مشهد الزفة وفتحه وهو يشاهد مع زوجته صعود العروس الدرج بشكل رائع وسط شلالات الورود البيضاء وعرائس البالية الراقصة.
انبهر جوتشي لما رآه امامه قائلا
"تفاجأت كثيرا ما كل هذا وكأنه حفل ملكي"
ابتسمت اوزجي بردها
"نعم وهذا ما شعرته انا ايضا"
اخذت الهاتف واختارت مقطع آخر وهي تقول " انظر لجمال هذا"
فتحت مقطع الفيديو بحماس قالت به
"ياليتنا قبلنا دعوتهم لمشاركتهم الحفل "
ابتسم جوتشي ليبدأ الفيديو امامه بموسيقى هادئة جميلة اقترب العروسين من بعضهم ليرقصا سويا بعالم الخيال، اقترب والد العروس واختطف ابنته من عريسها ليحظى هو بأول رقصة معها وسط ضحك الجميع ومحاولة العريس بأخذ عروسته لإكمال الرقصة ولكن أباها كان يرفض تماما أن يضيع حقه في الرقصة كاملة
تحدثت اوزجي وهي تشير بأصبعها قائلة
"انظر للعروسة هي ايضا تتدلل على العريس وترفض الذهاب إليه أليس مؤسف عليه ستبقى بحلقه
ضحك جوتشي قائلا وهو يشير للفيديو
"انظري لفضيلة هانم لم تفرط بإبن أختها وجاءت لترقص هي معه"
وبوسط مشاهدتهم لأجواء الحفل الجميل
اغلق جوتشي الهاتف وهو يقول
" لقد غار داخلي الآن"
نظرت له اوزجي وهي تضحك متسائلة
" ولما الغيرة الآن ظلم العريس وضاع حقه "
تحرك نحو جهاز الاسطوانات الموسيقية وهو يرد عليها قائلا
"اشتهيت الرقص مع حوريتي" وفتح نفس الموسيقى الهادئة التي كانت بحفل الزفاف الاسطوري واقترب من اوزجي وهو يمد يده نحوها قائلا
"هل تسمح حوريتي بمشاركتي هذه الرقصة"
سحبها وضمها اليه لتقول له
" كيف ونحن بالبيجامات "
ضحك جوتشي وهو يقول
"ان اشتهيتي ارتداء الابيض انا لا امانع. حتى يمكنني أن أقترح عليكِ ارتداء اخر ما صممت لكِ"
خجلت اوزجي مبتسمة ليكمل جوتشي قائلا
"وصلني جوابي حسنا لنكتفي بالرقص هكذا وانا سأغمض عيني واتخيل انكِ ترتدين ذلك التصميم الفريد من نوعه"
(نجنا يارب من تخيلات جوتشي 🏃♂️🏃♂️استرها يا رب علينا🤣🤣الي بيسأل عن عارف الشهير بجوتشي هو مين احب اقولكم ده بطل احد رواياتي تم معاقبته ونفيه من الجروب رغبة وطمعا بالجنة🤣🤣)
قبل ذهاب العروسين من قاعة الحفل اقترب أورهان من يوسف ليوصيه للمرة الثالثة على ابنته الروحية بعيون راجية شبه دامعة طالبا منه ان لا يحزنها ولا يضغط عليها، وتعثر اورهان بكلماته وهو يقول له "انها شديدة الخجل ومن الممكن ان ترفض أي تقارب من الاول"
اشفق يوسف عليه نظر بجانبه ثم تحرك مصطحبه للوراء قليلا ليحدثه بعيدا عن سيلين و خالته قائلا
"وعدتك أنني سأحافظ عليها لا تخف هي بعيوني. وايضا سأعطيك سراً ولكن سيكون بيننا"
استغرب اورهان من حديثه اقترب منه ليستمع له بترقب وتركيز اكثر ليقول له يوسف
"اتفقنا أن لا يحدث شيء بيننا حتى تعتاد هي على وجودي بجانبها، وشيئًا فشيئًا سنحاول سويا حتى تعتاد علي و يصبح الأمر طبيعي، يعني هي اخبرتني بهذا الخجل وانا احترمت رغبتها لذلك لا أريد أن تحزن أو تقلق"
ارتاح اورهان بما سمعه من يوسف ليرفع يده و يضعها على اكتافه قائلا
"كل يوم تجعلني أتأكد أنني محق بنظرتي لك اشكرك يا بني. من حسن الحظ انك موجود"
وصل العروسان لمنزلهم فتح يوسف الباب وهو يساعدها برفع فستانها كي تستطيع الدخول، تفاجأت بعدها وهو يوقفها
قائلا " انتظري انتظري"
توقفت القرمزية و نظرت له قائلة
" ماذا حدث".
ليبتسم يوسف
" لا يمكنكِ دخول المنزل بهذا الشكل لقد جعلتي مني ثور حقيقي "
استغربت مما قال متسائلة
" و كيف سأدخل إذا "
لتزداد ابتسامته وهو يقول لها
" سأحملك وادخلك بنفسي هذه هي العادة "
ابتسمت واسرعت بدخولها خجلة منه، ليعلو من الخلف صوت ضحكاته قائلا
" الحق على من يريد تنفيذ العادات "
زين المنزل بالورود الحمراء بالصالون و على جانبي الدرج العلوي اقترب يوسف منها وهو يقول " من المؤكد انه من تدبير خالتي"
ورغم جمال الليلة الا انها ختمت بحدث جلل انهارت فضيلة من البكاء اثر معرفتها به فلقد ساءت حالة اختها امينة حتى وصلت للموت الإكلينيكي عندما توقفت بعض الأجهزة الاخرى عن العمل.
بكت بحرقة وهي تقول
" انتهى يا حبيبتي، انتهى كل شيء حتى وان أردنا وتمنينا لن نستطيع العودة للوراء"
اتصلت فضيلة لتحجز موعد العودة سريعاً حتى تكون بجانب أختها في آخر أيامها
وصل العروسين للطابق العلوي وهما يشاهدان جمال التجهيزات، تحدث يوسف واقفا في الممر بمنتصف الغرف من المؤكد ان اغراضنا جميعها بالغرفة الكبيرة وفتح باب الغرفة ليتفاجأ بها مجهزة تجهيزًا يليق بالعروس
دخل وهو ينادي عليها كي تدخل هي ايضا اقتربت سيلين بخجل منصدمة بحلة الفراش الأبيض المطعم بالورود الحمراء.
نظرت للإرجاء لتتسع عيناها بشكل قوي، نظر يوسف لها وسريعا وجه نظره لمكان ما كانت تنظر له ليرى ثوب نوم تلي جميل باللون الابيض قد علق على استند جانبي وبجانبه بيجامة العريس.
تحدث ليمتص ذعرها قائلا
"هل يحتاج لكل هذه النظرات لقد ارتعب داخلي عندما رأيت تلك النظرات وكأنكِ رأيتِ وحشا"
اخفضت نظرها ليقول لها
"من الطبيعي ما رأيتيه. وهذا وإن دل ليدل أننا نجحنا باقناعهم بزواجنا الطبيعي يعني ان حدث العكس سيكون سيء"
اومات سيلين برأسها لتعطيه الحق بما قاله.
تحرك وهو ينظر لأرجاء الغرفة ليطمئن انه لا يوجد مفاجئات اخرى، اخذ بيجامته قائلا
"دعيني ان لا أضيع حقي بارتدائها الليلة"
(مهو لعبيط لبيستعبط هههه مفيش حل عاشر)
وتوجه للباب مكملا
"اترككِ كي تبدلي ملابسك براحتك"
(يا فرحة أهليكم بيكم يوم ما تتلاقوا )
تحركت سيلين وهي تقول له
"لا هذه غرفتك، أبقى أنت وانا سأخذ ملابسي واذهب للغرفة خاصتي"
رفض يوسف وبشدة وقائلا
"انها الوحيدة المستقلة بحمام خاص، ستكونين براحتكِ اكثر، وانا سأتدبر امري بالصغيرة"
يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.