رواية الليالي المظلمة
ابتسم وجه اورهان عندما رأى فرحتها وابتسامتها الجميلة قائلا لها
"تهدرين الوقت بجلوسك. هيا لنرى حقيقة وعودك"
ابتسمت سيلا هانم بحديثها لسيلين
"تفضلي معي لنبدأ"
وقفت سيلين لتتحرك سيلا نحو الخارج. قاطع أورهان سيرهم قائلا
"الى اين تذهبان؟"
واشار بيده نحو طاولة الاجتماعات أمامه مكملا
"اجلسا هنا امام عينيَّ اريد ان ارى كم هي تلميذة مجتهدة"
وضحك لتستغرب سيلا عليه. نظرت لسيلين محاولة فهم وضعها وقربها من اورهان بيه دون أن يصل لعقلها شيء.
ردت عليه بوجهها المدهش
"حسنا ولكنِّ ساذهب لأحضر اغراضي من مكتبي واتي إليكم"
ابتسمت سيلين مكررة شكرها لأورهان بشدة. اسند ظهره على مقعده براحة قائلا لها
"لا اريد شكرا. بل اريد ان تكوني بقدر ثقتي بكِ. ليروا كم كان اختياري صائبًا"
و بفرح وحماس اجابته بكل جوارحها قائلة بحماس
"سأتعلم وسأفعل ما تأمرني به"
نظر لفرحتها شاردا بوجهها دون ان يصلهُ، كان يرى بها ابنته التي تشبهها كثيرا وخاصة ببراءتها ووجها الخجول.
وبعد يوم مليئ بالفرح والسعادة والعزم على العمل والاجتهاد خرجت سيلين من شركة أورهان وهي تطير من فرحتها لا تصدق ما حدث من شدة فرحتها كانت تنظر للناس بقوة وعيون مفتوحة دون خوف.
نظرت لملابسها ثم نظرت لساعة هاتفها قائلة
"لا زال هناك وقت سأذهب لأشتري شيئا جديدا يليق بأول يوم عمل"
واخيراً بدأت ازهار الربيع تزدهر بقلبها الابيض البريء. استدارت لتنظر خلفها نحو شركة اورهان وهي لا تصدق ما حدث فلأول مرة تحن عليها دنياها وتفرحها بهذا القدر.
(سبحان الله يأتيك الفرج باللحظة التي تُظلم وتطفئ بها نور دنياك لتُصدم من فرحتك وعدم تصديقك أنه قد أتى)
بمكتب اورهان جلست السيدة سيلا والسيد احمد محاولين اقناعه بتغير رأيه واعطاء سيلين اي وظيفة اخرى بالشركة خلاف أن تكون سكرتيرة خاصة له. فهذه الوظيفة تحتاج لشخص اقوى ومؤهلات اعلى.
كثرت الأحاديث المنطقية ليزداد اورهان رفض وتمسك بقراره بشكل أثار دهشتهم وتعجبهم.
تحرك ليخرج من الشركة قائلا
"لا ترهقوا انفسكم قراري نهائي"
ومن شدة تمسكه بها شعر الجميع بشيء غريب مختلف بعلاقتهم. حتى أن البعض اعتقد أنه يريدها لنفسه.
اسرع أورهان بسيره خارج الشركة كي يلحق بها ويطمئن على عودتها لمنزلها بسلام.
صعد سيارته وأشار لفواز أنه سيتولى القيادة بمفرده هذه الليلة.
اعتقد انهُ اضاعها ولم يلحق بها ولكنه تفاجأ بوجهها الضاحك وهي تسير بجانب المتاجر الفاخرة المجاورة للشركة حتى دخلت إحداها.
أوقف سيارته ونزل منها وهو يدخل المتجر خلفها على حذر. اسرع المدير باقترابه من اورهان مرحباً به ففاجأه بحثه على اخفاض صوته والتحرك للخلف كي يختبئ وراء منظم كبير للملابس.
لم تلاحظ وجوده وسرعة التفاف الموظفين حوله فور قدومه. فكانت مبهورة بجمال واناقة الملابس. توقفت أمام مجموعة مميزة من الفساتين بأشكال مختلفة.
امسكت أحدهم كان بحملات رفيعة والوان زاهية متداخله ببعضها. امسكت ورقة السعر بتلقائية منتفضة بعدها لما رأته تركت الورقة من يدها وكأن صاعق كهربائي أصابها.
اقترب المدير منها قائلا
"سيدتي اهلا بكِ. تهانينا لكِ لقد ربحتِ معنا اليوم"
نظرت له متسائلة "كيف ربحت انا لم افهم"
(ولا احنا يأختي هههه 😂بتذكري من ورانا وله ايه هههههه)
ابتسم المدير قائلا
"نحن نحتفل اليوم بحدث مهم بتاريخ المتجر. وانتِ كنتِ الرقم الفائز معنا"
تحركت سيلين وهي تعتذر منه ان هناك خطأ وانها لم تأخذ رقما او شيئا من هذا القبيل.
(هههههه ذكرتني سيلين بنفسي😅 اعتقد ان ده هيكون حالي لو حد قالي كده ههههههه. 😅ده الواحد منا كان اخر أحلامه و امنياته يفتح كيس الشيبسي ويلاقي فيه ربع جنيه مخروم 😂بيضحكوا ههههههه😂 طب والله متعه لا يفهمها غير جيل التمانينات الغلبان هههههه)
رد عليها المدير وهو يشير للكاميرا قائلاً
"سجلت الكاميرات دخولكِ وكنتِ انتِ الزائرة صاحبة الرقم الفائز. والان لكِ اختيار خمس قطع من المتجر بخصم 80%. وايضا لكِ خمس قطع آخرين بخصم 50%. تهانينا اتركك الان لمتعتك"
طار قلبها من مكانه فرحا دمعت اعينها من جمال ما هي به. فلم تفرح المسكينة فرحة كهذه من قبل. بيوم واحد يتم توظيفها وتنال فرصة كهذه من أكبر المتاجر شهرة وقيمة.
(مش قادرة محقدش عليها🙈🙈🙈)
رفرفت بتجولها بين الملابس اختارت اطقم بأشكال جديدة مختلفة كما اختارت جاكيت كلاسيكي قصير من الجلد وآخر طويل. و فساتين جميلة بمقاس معتدل لا واسع كالبحر ولا ضيق يرسم ويصف. كان لديها حس وذوق عالي جدا في اختياراتها حتى ولأول مرة منذ زمن تختار الألوان الفاتحة المبهجة.
كان يوما سعيدا ومختلفا بالنسبة لها عادت لمنزلها بوجه ضحوك حتى استغرب حالتها كل من رآها بمنطقته. فهي دائما تسير ببطء ووجه حزين. ليس هي فقط فكان هناك وجه آخر فرح وسعيد بحالتها استمر بقيادة سيارته خلفها حتى اطمأن على وصولها لبنايتها وصعودها لمنزلها.
اغلقت الابواب امام يوسف حتى انتهى أمل عودتها بشكل كامل. كانت الامور معقدة وصعبة مع أن الدولة اعطت لهؤلاء المتضررين مميزات بالعمل تميزهم عن غيرهم إلا أن البدء من جديد صعب على قلبه. فمجال دنيا الأعمال ليس بسهل وخصوصا البداية من جديد. حاولت فضيلة مساعدته وطرح عدة حلول أمامه ولكنه أحبِط بشكل كبير.
كانت ذكرياته مع ابنته وآخر لقاء له مع زوجته السابقة يراودونه ويعكرون صفائه دائما. لم يتقبل عقله ما رآه حين دخل الحديقة متفاجأ بتقبيلها لعشيقها دون حياء او تحسبا لاحد. ترك كل شيء ولحق حلمه باليوم الذي سيسترجع به ابنته وجعل هوليا تندم على ما فعلته معه شغلت عقله وتركيزه…
عاتب عليها كثيرا..
"كيف نسيتِ بهذه السهولة. كيف ذهب حبنا الكبير بهذه السرعة من قلبك. ام أنكِ لم تبادليني أي مشاعر من البداية. لا يمكن أن يكون كل ما عايشناه تمثيل"
(ما أسوء من ان يعيش الإنسان خيبة امل من اقرب الناس إليه او ممن كان يعتقد أنهم كذلك)
تألم بمشاعر الخزي والخيانة و الخسارة والخوف من فقدان أمه وخسارته لشركة وقصر العائلة وابنته وزوجته التي كان يعتقد انها حب حياته. كان من الصعب على قلبه تحمل كل هذه الطعنات بهذا الوقت القصير.
فقد تحولت حياته كلها بسنة واحدة الى اسوء حال. من بعد عيشة الرغد الهنيئ لشخص ضعيف مكسور الخاطر لا امل ولا حياة بعينيه. تمكن منهُ يأسهُ حتى انه ترك نفسه للضياع عدة أيام بل أسابيع قاربت على شهرين وأكثر. ليفقد الأمل بكل شيء حاول الكثير من المقربين ان يساعدوه ويعيدوا الامل لقلبه ولكنه يئس من كل شيء.
اعتادت سيلين على عملها خلال الشهرين حتى بدأت تثبت نفسها بمجالها ووظيفتها.
كان هناك بعض الاخطاء ولكن ليس كأول الأيام فقد تخطت صعوبات كثيرة باصرارها وعزمها وإرادتها القوية وايضا بدعم اورهان الدائم لها فهو طوال الوقت بجانبها يعلمها ويطور منها. حتى أصبح لا يسمح لها ان تذهب للشركة وتعود للمنزل بمفردها.
يصطحبها بالصباح ويوصلها معه آخر اليوم.
ليتأكد الجميع بهذا ان هناك شيئا خاصا بينهما، فمن يرى التقارب والحب والود الذي أصبح بينهم في فترة قصيرة لا يفكر بغير هذا.
فهما دائماً متقاربين مبتسمين متفاهمين واخيرا وجدت سيلين قلبا حنونا يقف بجانبها ويقويها دون حسابات. شعرت بالقوة في وجوده فأصبحت تضحك بعيون واسعة لا تخاف ولا تخجل وهي بجانبه وكأنها تستمد القوة منه.
جلس اورهان مع صديقه رجل الأعمال عزت بيه يتناولون أطراف الحديث عن السوق ومجريات الأمور حولهم، استرسلوا بحديثهم عما نتج من أضرار إثر مافيا رجال الأعمال وتأثر السوق. عاد عزت بحديثه كي يحكي له عن ذلك الشاب المجتهد القوي بمجاله وشركته و تدهور حاله حتى أصبح دون عمل تتخبطه الحياة، حتى ان زوجته وابنته تركاه وذهبا لأمريكا ليصبح بعدهم دون هدف بعد أن كان ذو شأن ومركز.
حزن اورهان كثيرا عليه وحزن أكثر عند معرفته انه ابن فاتح بيرقدار وقريب فضيلة هانم وهنا استقام بجلسته وهو يتساءل
"هل أنت متأكد انه ابن فاتح بيرقدار الذي نعرفه"
اومأ عزت رأسه قائلا
"ان كنت تتابع مواقع التواصل كنت علمت بذلك من خلال المؤتمرات و التصريحات القوية لفضيلة هانم، ماشاء الله عليها هي كما عهدناها دائما وكأنها ما زالت الطالبة القوية العنيدة التي لا تقبل ان تترك حقها لأحد أيا كان"
رد أورهان بوجه مبتسم وصوت ملأه الحنين
"اااه هل ستخبرني عنها، مع الاسف ابتعدت كثيرا عن مواقع التواصل الاجتماعي لأجل انشغالي بالعلاج"
شرب عزت ما تبقى من قهوته و وضع الفنجان أمامه وهو يقول
"لا عليكِ صحتك أهم من أي شيء آخر. نشكر الله على استقرار وضعك وسلامتك"
تحدث أورهان وهو شارد بالذكريات قائلا
"كان فاتح يتميز بالقوة والشرف بعمله، كنت اسمع عنه ببداية عملي وكنت اتمنى ان يقال عليّ كما يقال عليه بوقتها"
ضحك عزت بيه قائلا
"جميعنا يعلم سبب هذه الغيرة وما وراء حلمك، ولكن انظر كم تغيرت الحياة والاهتمامات ولكنك بالأخير حققت حلمك واكثر حتى أصبحنا لا نستطيع مجابهتك والوصول لك ماشاءالله"
ضحك أورهان "اشكرك كثيرا"
لم يعلم عزت ما فعله باورهان حين ضرب بوجهه الماضي والذكريات، قاد سيارته وذهب للمزرعة البعيدة ليجلس وحيدا يتذكر ابنته التي رزق بها بعد سنوات كثيرة من المحاولات والعمليات، تزوج ذلك الرجل الخلوق لمرة واحدة بحياته لم تكن حبه الأول ولكنها بعد الزواج أصبحت كل شيء لديه، حاربت لتحقق حلمه بالابوة حتى رزقا بابنة توفيت بعد سنوات قليلة من إنجابها.
لتصبح كل شيء لدى أبيها الذي جعل الكون يدور لسعادتها وتلبية أحلامها قبل أن تحلم بها. أصبحت اميرته مثالا للحكمة والخلق والعلم. ويا لثقل الأقدار جاهد وسعى لتميزها وتعلمها وجعلها بأفضل مستوى من الثقافة والعلم ليأتي القدر ويسرق حلمه حين تم الاعتداء على هذه الزهرة الجميلة بشكل سيء مما لا يرحمون أحدا. تكالبت عليها الذئاب لينهشوا بعرضها ويغتصبوها بالتناوب بعد اختطافها من معسكر ترفيهي تابع للجامعة.
كانوا يعتقدون انهم بهذا يعاقبونها لأنها لا تتحدث مع احد ولا تهتم بشباب الجامعة كباقي البنات. فهي راقية وعالية الفكر تحب كثيرا القراءة والتعلم من يراها لا يعطيها سنها. سبقت بقدراتها العلمية والتحصيلية سنها بكثير، ترجموا تفوقها وتميزها بأنها تتعالى وتتكبر عليهم لمركز ابيها ولهذا قرروا ان يعطوها درساً قويا ليكسروا انفها به وتكون بعده خاضعة لهم. ليحدث ما لم يخطر على عقلهم حين تحولت الواقعة لقضية رأي عام بعد ان فضحتهم وابلغت عنهم الشرطة.
لم يخجل أورهان بأخذ ثأر ابنته ممن كسروها ليتدخل بكل نفوذه لمعاقبة هؤلاء الشباب وهذا ما حدث.
ورغم وقوف والدها بجانبها والاقتصاص ممن اظلموا سمائها واقتطفوا براءة وزهرة شبابها إلا أنها دخلت بدوامة أمراض نفسية صعبة كصراخ ليلي متزامن ،وكوابيس تهاجمها دوماً تتذكرهم وهم يتناوبون عليها، كانت تتذكر ايديهم وأرجلهم الممسكة بها حتى وجوههم وأفواههم وعيونهم التي التصقت بها.
تراهم وهم يهجمون عليها ويتصارعون من أجل من سيبدأ ومن عليه الدور حتى أنهم اجتمعوا بالأخير عليها ليشاركوا بالأمر سويا.
ليزيد هذا من كرهها لنفسها وجسدها بل وحياتها. أصبحت كالمصابين بالتوحد لا تتكلم مع احد ولا تريد احدا، كانت هذه الواقعة قادرة على كسر أورهان واصابته بكسور بوظائف القلب والضغط المزمن. لم تفارقه صورة ابنته وخاصة وهي بأواخر ايامها عندما كان القصر كله لا ينام من صراخها ليلاً، يتذكرها وهي تبتعد عنه خائفة منه. تذكر كم كان يبكي امامها يتوسل لها ان تأتي بحضنه كي يؤمنها من العالم ويحنو عليها، ولكنها كانت تغمض عينيها و اذنيها بأيديها صارخة بجسدها المرتجف وهي تقول
"اتركوني. اتركوني"
أصبح القصر حينها مكتظاً بالأطباء المقيمين والغير مقيمين، الا انهم وقفوا جميعاً عاجزين عن اخراجها من بئرها التي سقطت به وهي نائمة وهي مستيقظة حتى قضى الله أمره بالانتحار الغير مقصود. حين تناولت جرعة كبيرة من المنوم لكي تبعدهم عنها ولا تحلم بهم. ولكي تستطيع النوم ايضا فهي دون اكل ودون نوم لشهور، مع الاسف كانت هذه النهاية لوردة البساتين وردة ابيها الحبيبة.
(اعتذر لصعوبة القصة التي تدمي لها القلوب، ولا داعي لذكر انها قصة حقيقية فما يحدث بهذه الايام اصعب وأبشع مما قرأناه)
كان جرح وحزن اورهان عميقا لأبعد حد تأثر مرضياً على اثره وكأنه مات وهو على قيد الحياة. اصبح يساعد الشباب ظنا منه انه بتحقيق احلامهم والحفاظ عليهم يداوي الم قلبه، ولكن هيهات هيهات فلقد فُتر قلبه على زوجته وابنته ولا احد يستطيع تعويضه عنهم. نام ليلته وهو يحترق بالذكريات يراها ويسمع صوتها بأذنه حتى أكرمه الله بالنوم العميق.
استيقظ اورهان وتجهز ليخرج من المزرعة دافنا حزنه والمه وراءه في هذا المخبئ الذي لا يدخله سواه وبعض المسؤولين عن الصدمة ولكنهم لم يأتوا او يتواجدوا أثناء وجوده. سبحان من ذكره بقصة يوسف بيرقدار وجعل قلبه يحزن عليه "وامره ان اراد شيء ان يقول كن فيكون" في هذا اليوم قرر أورهان مساعدته وان يكون يد النجاة له.
امسك هاتفه واخرج رقم ليتصل به، جاءه صوتها وهي تقول
"للحظة ظننت انه حلم"
ضحك اورهان وهو يجيبها
"نعم انتِ محقة فلقد مر على اخر حديث بيننا سنوات عديدة حتى اصبحت لا اعلم عددها"
ضحكت فضيلة قائلة
"اذا علينا ان نشكر الظروف التي جعلت اورهان بيه العظيم يتصل بنا"
حزن وجهه فجأة قائلا
"أنتِ الشخص الوحيد الذي لا يحق له قول ذلك" ابتسمت فضيلة وهي تستمع لتكملة حديثه وعتابه
"كيف لا تخبريني بما حدث لابن امينة وفاتح، حزنت على خسارته للشركة والقصر العائلي".
تحدثت فضيلة بحزن قائلة
"نعم هذا ما حدث معنا يداي مربوطتان
لا أعرف ماذا افعل لا استطيع ترك اختي هنا بهذا الحال واذهب الى جانبه، كما أنه اصبح لا يستمع لي تحدثت معه أكثر من مرة ليبدأ من جديد فهو ليس ضعيفا لهذه الدرجة ولكن همهُ سيطر عليه مع الأسف"
رد اورهان بحزن
"بسلامة رأسكم اتمنى للسيدة امينة هانم الشفاء العاجل ان شاء الله"
تحدثت فضيلة وهي ترد عليه بحزن
"آمين"
ليكمل أورهان كلامه
"اعلم جيداً انكِ لم تتركيه، ولكن على الاقل بهذه الظروف كنت انتظر منكِ الاستعانة بي"
ردت عليه وهي تشكره على مبادرته قائلة
"انت هكذا دائما لم تتغير. اشكرك كثيرا على محاولتك مساعدتنا ولكن لا أعتقد أنه سيحل الامر بهذا النحو، مع الاسف حان الوقت ان اترك اختي هنا تحت الرعاية المشددة وان استقر بجانب ابننا لبضع الوقت حتى يقف على قدميه من جديد، هناك بعض المشاريع فكرت بها ودرستها جيداً حتى انني طرحتهم عليه ولكن ابننا لديه وضع مختلف قليلا فهو محق ما عايشه ليس سهلا على شخص مثله"
قاطعها اورهان وهو يتحرك بمكتبه كي يجلس على مقعده قائلا
"هل مضى من العمر الكثيراً حتى اصبحتِ تتحدثين بهذا الصوت الضعيف"
أخذت نفساً طويلا
"لا ليس الزمن ولكننا نمر بفترة عصيبة. فما اصعب ان تكون مشكلتك بوجدانك. يوسف بالنسبة لي اكبر من كونه ابن اخت ولكنه ابني الذي لم انجبه يحزنني كثيراً وضعه وخسارته للشركة وتشتته بين امه وابنته وزوجته عديمة الأصل"
حزن اورهان على وضعهم
"اشعر جيداً بما تقولينه. ولكن دعيني أجرب حظي معه. ان لم انجح بالأمر سأخبرك لتتدخلي انتِ"
انهى اورهان حديثه معها بسؤالها عن زوجها لتخبره فضيلة انه بخير قالتها بصوت مختلف جاء ليسأل عن سبب اختلاف نبرة صوتها، ولكنه لم يرد أن يضغط عليها اكثر وخاصة عند شعوره بمدى حزنها. وعدها انه سيتواصل معها مرة اخرى ليخبرها بمستجدات الأمور.
وبعد مرور بضعة ساعات قام أورهان بيه باجتماع طارئ مع كبار الموظفين ليخبرهم بقراره الصادم. بدأ التحدث قائلا
"هناك أمر مهم اريد اخباركم به. كما نعلم جميعاً ما حدث إثر احداث شبكة مافيا رجال الأعمال التي سمعنا عنها بالفترة الماضية، ومن ضمن هؤلاء المتضررين شخص يدعى يوسف بيرقدار جمعتكم الان على عجلة كي اخبركم انني قررت مشاركته بحصة كبيرة من أسهم الشركة يعني سأجعله شريكا لي بحصة تناسبه كي يبدأ من جديد"
عارض السيد أحمد والسيدة سيلا هذا القرار فالشركة ليست بحاجة لشريك وخاصة بنسبة ٤٥ في المئة كما قال أورهان بيه.
راجعوه محذرين من التسرع من و وجوب التفكير مجدداً وان ما وصلوا له الان نتاج نجاحه ومشواره لسنوات فكيف يعطيه هكذا بكل سهولة لشخص لا يعرفه.
ضحك اورهان على حديثهم وهو يقول
"ان العمر قد فات منه أكثر بكثير مما سيأتي، اريد ان ارسم البسمة على وجوه الشباب قبل مغادرتي الحياة"
دمعت عين سيلين وارتجف قلبها لتتساقط دموعها هامسة "ليعطيك الله العمر المديد"
ضحك اورهان "امسحي دموعك لن أذهب الآن لأي مكان لن تتخلصي مني بسهولة"
تحدثت غمزة مرحبة بالقرار
"ولما الكذب تفاجأت كثيراً بما تريد ولكني اعرف يوسف بيرقدار جيداً فهو شخص يستحق الوثوق به"
فرح أورهان بقراره وأنهى الاجتماع مؤكدا على الجميع ضرورة سرية القرار.
جمعت غمزة الاوراق وخرجت خلف اورهان وهي تحسن من ملابسها وشعرها فرحة بإلتحاق يوسف للعمل معهم، فهي على صلة قديمة به تجمعوا بعدة حفلات سابقة وفعاليات وتحدثوا أكثر من مرة مع بعضهم البعض بفضل هوليا التي كانت تتقرب من غمزة لتلمع تحت الأضواء المسلطة على عائلتها الثرية. رغم ان غمزة لم تتحمل هوليا بل كانت تتهرب منها وهي تخبر اصدقائها المقربين انها شخص مزعج عكس زوجها.
وبجلسة جميلة تبادل يوسف مع صديقه أطراف الحديث عن الجامعة والدراسة حتى وصلا للأزمة الأخيرة
تحدث يوسف بإحباط كبير
"خسرت كل شيء يا صديقي اضعت كل شيء بعقلي الصغير. اضعت مجهود ابي ومثابرته من اجل نجاح شركتنا"
حاول ديمير ان يرفع من معنوياته و يقنعه بالبدء من جديد ولكن دون جدوى.
نظر ديمير للساعة ثم نظر ليوسف قائلا
"عليّ الذهاب الان. لقد حان موعد متابعة زوجتي عند الطبيب الخاص بها ولكن اعدك بتكرار الزيارة بأقرب وقت فانا لا اسمح لك ان تترك نفسك بهذا الشكل"
وقف يوسف مبتسماً بحزنه قائلا
"لا تقلق فترة وستمر سأجد طريقي قريباً"
ودعا بعضهما وخرج ديمير من باب الحديقة ليتحرك يوسف ويدخل المنزل مغلق باب النافذة خلفه.
جاءت إليه أنيسة ابله قائلة
"بني هل اضع لك الطعام الان"
رفض متحججا بعدم جوعه، ردت عليه بحزن
"لماذا يابني انت تكاد لا تأكل شيئا طوال اليوم لا يمكنك الاستمرار هكذا"
تحرك نحو الصالون وهو يرد عليها
"شكرا لكِ ولكنِّ حقاً لا اشتهي"
وجلس على الأريكة امام التلفاز وبدأ بفتحه والتقليب بقنواته، جاءه صوت من هاتفه إذ به من احدى وسائل التواصل الاجتماعي فتح لينظر ليجد هوليا قد نشرت صوراً جديدة لها هي وابنتها وعشيقها.
كانت الصورة مبهجة بوجوههم الضاحكة حارقة لقب يوسف الذي أطال النظر لابنته فكم كبرت وتغيرت وما زالت تكبر وتتغير ملامحها وهو بعيد عنها حتى اصبحت لا تعرفه. ومن اين لها ان تعرفه وهو تركها مجبراً بعمر الشهرين.
رن جرس باب المنزل ليحرك يوسف رأسه وينظر نحوه أتت انيسة مسرعة
"اعتقد انه محمد ابنى اخبرني انه سيأتي"
هز يوسف رأسه وادارها لينظر نحو ابنته مرة أخرى، فتحت أنيسة الباب وهي مبتسمة لتجد أمامها رجلا غريبا يقول لها
"هل يوسف بيه موجود"
ردت أنيسة قائلة
" نعم موجود من اقول له"
ليرد فواز السائق الخاص لأورهان بيه
"اخبريه ان أورهان بيه صاحب شركة اورهان لصناعة الفولاذ يريد مقابلته"
تحركت انيسة مستغربة من هيئة الشخص وكلامه فهي لم تقتنع انه صاحب شركة ويقف ليتحدث معها بهذا الشكل قائلة له
"انتظرني قليلا"
ذهبت نحو يوسف لتخبره دون ان تتوقع قفزه المفاجئ من مكانه. وقف ليحسن من ملابسه وشعره قائلا لها
"ماذا تقولين. أأنتِ متأكدة من ذلك "
وتحرك مسرعا نحو باب المنزل ولكنه لم يجد احداً. بعد ان عاد فواز لسيارة أورهان ليخبره بوجود يوسف. خرج من منزله ليرى أورهان وهو ينزل من سيارته متوجهاً نحوه
تحرك لاستقباله والترحيب به دون ان يتوقع احتضان اورهان له وقوله
"نفذت القهوة لدينا هل أجد لي فنجان لديك"
ضحك يوسف وزاد من ترحيبه وتحركا ليدخلا المنزل " تفضل تفضل"
جلسا بالصالون جاءت انيسة إليهم ليقول يوسف لها
"ان سمحت حضري لنا افضل فنجان قهوة"
ليرد أورهان قائلا
"كنت امزح معك فأنا اكتفي بالشاي في هذا الوقت المتأخر"
تحركت انيسة وهي تقول
" سأحضره فورا"
ذهبت الى المطبخ وهي سعيدة لسعادة يوسف التي ظهرت على وجهه
نظر أورهان للتلفاز وقال
"ماذا كنت تتابع"
صدم يوسف مما يراه ويسمعه لم يفهم سبب الزيارة وخاصة بساطة وهدوء اورهان بحديثه معه وكأنه يعرفه منذ زمن.
رد يوسف
"نتابع الاخبار فماذا علينا أن نفعل سوى هذا"
تعجب اورهان متحدثا
"بهذا السن تقول ماذا علينا أن نفعل. هل تعلم وانا بنفس عمرك كنت لا استطيع انهاء عملي حتى انني اكمل ما تبقى منه بأحلامي" وضحك ناظرا لانيسه أخذا منها كأس الشاي
"شكرا لك. سلمت يداكِ"
تحركت انيسة متوجهة نحو الخارج كي تضيف سائق أورهان خارج المنزل.
ظل يتابع خروج أنيسه حتى تأكد من ابتعادها قائلا
"لك عندي فنجان قهوة ستشربه وتنسى الدنيا بعده. حتى تعتقد أنك لم تشرب قهوة قبلهُ قط"
(متقلقش يا عمو اورهان هو يعلم مذاقها جيدا🤣🤣اعتقد انها عقدة عندي مش بعرف اعمل القهوة كما احلم فعلمتها لكل بناتي🙈)
ضحك يوسف متسائلا
"من المؤكد انها من نوع خاص حتى يمكننا قول انها تصنع خصيصا لكم"
أجاب اورهان قائلا
"نعم خاصة وأكثر من ذلك ايضا، ولكن السر لدي باليد الذهبية التي تحضرها فتجعل منها قهوة خاصة فريدة"
ابتسم يوسف بحنين
"انت محق هناك أيادي تصنع لك ما لا يمكن لأحد أن يصنعه"
وصمت ليتذكر قهوة سيلين ووجهها الخجول المبتسم وهي تحضرها بجواره .
بدأ أورهان حديثه الجاد قائلا
"لا أطيل عليك سأدخل بالموضوع سريعاً. علمت ما حدث لك وما مررت به من أزمات ولهذا قررت ان اجعلك شريكا معي بالشركة. فهل انت مستعد لعمل كهذا"
لم يصدق ما يسمعه لذلك سأله
"كيف لي أن أصبح شريك بشركة صناعة الفولاذ خاصتك!"
كانت هذه اللحظة بل هذا الخبر بمثابة عودة الروح لقلب يوسف لم يصدق ما سمعه. ولم يصدق ان هناك من يشارك نجاحه مع غيره لأجل المساعدة فقط.
انتهت الزيارة بعد ان تحدثا وتناقشا بالأمر
وقف بجانب السيارة ليودعه بعد أن اتفقا على كل شيء، و قبل صعود اورهان سيارته نظر ليوسف قائلا
"كما اتفقنا موعدنا بعد غد. ولكنك ستأتي غداً كي ترى الشركة وسيكون باستقبالك السيد احمد هو سيساعدك بالتعرف على الشركة لا تقلق. كنت آمل ان اكون انا ايضا متواجدا ولكن.."
قاطعه يوسف
"لا عليك ليكن عملا موفقاَ لك"
تحركت السيارة امام أنظار يوسف وابتعدت وهو ما زال لا يصدق ما سمعه، كان يقول لنفسه
"كما قيل عنه بل اكثر مما قيل وكأنه ملاك "
وتحرك ليدخل للمنزل مكمل حديثه لنفسه قائلا "هل هذا حلم، هل ما أنا به حلم أم أصبحت اهلوس وانا مستيقظ"
معه حق فعرض كهذا لم يأتي ولا بالاحلام حتى، لقد عوضه الله ان يكون بشركة اكبر اضعاف المرات من شركته السابقة.
فتح هاتفه ليتصل بخالته وهو سعيد ليخبرها بما حدث، لتتفاجأ فضيلة بعرض اورهان فلم تتوقع ان تصل مساعدته لهذا الحد. فرحت كثيراً من أجل ابن أختها قائلة
"استوجب علينا الاتصال والشكر"
(قلبي مش مطمن ليهم بس ماشي مدام فضيله قالت استوجب يبقي استوجب😅)
جلست سيلين على طاولة المطبخ لتحتسي الشوربة بمفردها وهي شاردة تفكر باخر مرة حضروا بها هذه الشوربة وطلبه منها تعليمه كيفية طبخها. تذكرت ضحكه وكلامه وعيونه الباسمة لتزداد ابتسامتها على وجهها. تعلقت بقلبه الحنون وروحه الفكاهية واهتمامه بها حتى أصبحت لا تقبل حقيقة ما سمعته.
من كان ينظر لحسن بذلك الوقت ولملابسه ووضع شعره وسوالفه يقول لنفسه من سيعجب أو يهتم به. ولكنها لم تنظر لمظهره اهتمت لداخله ولصوته الحنون ليصل لقلبها مبهورة بطريقة تفكيره وكلامه الكبير يشرح لها وهو يفهمها ويساعدها كثيرا كي ترتقي وتخرج مما هي به.
انهت سيلين تناول طعامها وبدأت كالعادة بوضع الطاولة بجانب الأريكة و وضعت الملفات عليها كي تبدأ بالعمل. قررت ان تشغل نفسها كي لا تفكر بشيء يزعجها او يذكرها بلياليها المظلمة بجانب في محاولة دائمة منها أن تكون بالقدر المناسب لوظيفتها كما وعدت أورهان بيه. فغداً ستذهب معه لاجتماع مهم خارج الشركة وعليها أن تكون مستعدة لكل شيء.
وكالعادة ظلت تعمل حتى نامت على الأريكة المجاورة لطاولة الأوراق.
بصباح يوم جديد توقفت سيارة يوسف امام شركة اورهان بيه وبدأ ينزل منها وهو ينظر نحو الشركة بسعادة وفرح.
بدأ بدخوله المبهج منبهرا بوضع الشركة
كانت سيلين بجانب أورهان متوجهين نحو المخرج وهما يتحدثان عن الاجتماع والأوراق المطلوبة وكيفية التعامل وما يجب عليها فعله هناك.
استمعت له بإنصات كبير، لترد على اسألته "فعلت. كتبت. سأفعل"
اجابها برضا
"جميل هذا يعني أننا مستعدون بشكل كامل، اريد منك الهدوء هناك اي مستجدات أنا سأتولى امرها لا اريدك ان تتوتري قط"
وضع يده بجيوبه كي يخرج هاتفه فلم يجده توقف قائلا
"نسيت هاتفي على المكتب. اكملي انتِ وانتظريني بالسيارة"
رفضت بشدة قائلة
"لا يمكن اذهب انت وانا سأجلبه وأتي على الفور"
ابتسم اورهان وقال "حسنا لا اجادلك ليس لدينا وقت لنهدره. لهذا عليكِ ان تسرعي"
تحركت سيلين مسرعة نحو مكتب أورهان بيه لتحضر هاتفه، ليخرج هو متجهاً نحو سيارته مبتسما فور رؤيته ليوسف أمامه
التقيا أمام مدخل الشركة وتبادلا السلام ليقول أورهان بعدها
"لنا نصيب ان نراك قبل ذهابنا"
تمنى يوسف له عملا موفقا، أكمل اورهان حديثه قائلا
"ولك ايضا اتمنى ان تكون بداية موفقة. بالمناسبة اخترت لك المكتب المجاور لي. ان اردت التغير يمكنك إخبار السيد أحمد بهذا فهو ينتظرك بالداخل"
نظر لساعة يده ثم نظر نحو الداخل، تحرك يوسف قائلا
"دعنا لا نؤخرك لتكن بأمانة الله"
وافترقا ليدخل للشركة و أكمل اورهان سيره نحو سيارته قائلا
"وكأن المكتب ببلدة اخرى"
لم يكن يعلم يوسف ما ينتظره فعند دخوله الشركة اصطدم بفتاة كانت مسرعة بسيرها ليُسقط منها ملف مليء بالأوراق، وبسرعة شديدة انحنت الفتاة للأرض لتحمل الملف وتكمل سيرها بخطوات اسرع من الاول دون كلام ولا النظر خلفها.
استغرب يوسف الامر لم يستطع معرفة ملامح وجهها من سرعتها وانحنائها لأخذ الملف الساقط ارضاً. ورغم انه لم يرى وجه الفتاة إلا أنه شعر بشيء غريب وكأنها نفس الفتاة التي صدم بها قبل شهور. استدار و تحرك خطوتين نحو الخارج ليتأكد هي أم لا، ولكنه سرعان ما قال لنفسه "لا يمكن ان تكون هي، بماذا افكر انا"
جاء ليكمل دخوله ولكن قلبه لم يطاوعه لمجرد شعوره بأمل الوصول لها، أسرع مرة أخرى نحو الخارج ينظر نحو اقتراب الفتاة من سيارة أورهان لتصعد بها وتغلق الباب خلفها.
وهنا أكد لنفسه "لا ليست هي"
جاء صوت من الجوار
"يوسف بيه اهلا بك بشركتنا"
نظر نحو الصوت ليضحك وهو يقول
"غمزة هانم اهلا بكِ"
تبادلا السلام، سألته بعدها قائلة
"كنت تنظر نحو سيارة اورهان بيه اعتقد انك لم تلحق به"
اجابها
"لا بالعكس، تقابلنا وتحدثنا قليلا قبل خروجه ولكن كانت هناك فتاة بجانبه"
ضحكت غمزة وقالت
"نعم نعم انت محق فهي طراز خاص، ولكن لا تقلق فهي مجتهدة ونشيطة بالطبع تتلقى دعما كبيرا من جهة اورهان بيه ولكن هذا لا يمنع ان نعطيها حقها فهي تجتهد كثيراً حتى تكون لائقة بعملها"
دخلا الشركة وهو يفسر لها سبب سؤاله
"أنا لم اقصد هذا ولكني شبهتها بأحدهم "
لترد غمزة قائلة
"لا اعتقد ان سيلين تشبه أحدا تعرفه فهي لها طراز خاص بعيد عن وسطنا تماما"
(وهنا كانت الصدمة المفرحة فلقد ازدهرت عيونه فرحاً بل رقصت الفراشات على انغام اسمها)
اتسعت اعين يوسف في بداية الامر من شده الصدمة ثم بدأ وجههُ بالضحك وهو يقول
"هل لين؟".
لتهز غمزة رأسها بالنفي " لا سيلين"
ضحك بصوت مسموع "نعم لين"
استغربت حالته وخاصة صوت ضحكاته التي بدأت تخرج منه اعلى فاعلى
"لين.. نعم لين"
لم يصدق يوسف ما حدث فلقد شعر بها وتعرف عليها دون رؤية وجهها، عكسها فلقد رأت وجهه ولم تتعرف عليه.
كان يسير بجانب غمزة وهو يحرك يده على وجهه وفمه الضاحك قائلا
"من الواضح أننا سنستمتع قليلا قبل تعارفنا"
صمتت غمزة أمام حالة يوسف الغير مفهومة ليقترب السيد أحمد مرحباً به مصطحبه للبدء بالتعرف على الشركة.
يتبع ..
إلى حين نشر فصل جديد ، لا تنسوا قراءة الروايات والقصص المنشورة منها الكاملة ومنها وقيد النشر حصرية لمدونتنا.