recent
جديدنا

الليالي المظلمة الفصل السادس والعشرين

Wisso

  

       رواية الليالي المظلمة  

                             بقلم أمل محمد الكاشف



انتهى يوم العمل بالشركة صادف التقاء اورهان بيوسف وهما يدخلان المصعد بنفس الوقت نظر اورهان للساعة قائلا له

"ان اردت ان تأتي لتأخذها بنفسك ليس لدي مانع. فقد ذهب يفوز لمكان بعيد ومن الممكن ان يتأخر"


وافق يوسف بسرعة متمنيًا ان يراها ويتحدث لها او حتى ينظر لوجهها بعد ان اكله شوقه إليها 

وصلا للمجمع وأمام باب منزل سيلين وقف اورهان كالأسد بعد ان غضب على يوسف لعدم  انتظاره بالأسفل حتى يأتي بالصغيرة له وتحجج أن لا يتركه يجهد بهذا ليجبر اورهان على الصمت أمام ذوق يوسف المعتاد عليه.


( ذوق ايه بس 😂😂اقطع ذراعي لو مكنش زن زن هههههههه☺️) 

ضغط اورهان على الجرس اكثر من مرة دون اجابة لينظر يوسف له قائلا 

"من الممكن أن يكونا بمنزلي فكما تعلم وضع غرفة لي لي الخاصة بألعابها" 


أومأ يوسف برأسه وقال له "انت محق" 


دخل اورهان منزله وهو يرغب ان يغلق بابه بوجه يوسف الذي كاد ان يسبقه للداخل خيم على المنزل الهدوء والصمت حتى كاد أن يصدقا انهما غير متواجدتان 

نظر ليوسف بقوة وأشار بيده نحو الصالون كي يجلس وينتظره به

تحرك اورهان ليجد يوسف يتحرك خلفه استدار ونظر له نظرة حادة جعلت يوسف يتراجع وهو يقول 

" تمام سأنتظرك بالصالون. ولكن ان سمحت لنا من بعد موافقتها ان نجلس ونتحدث لبضع دقائق رجاءً اعطني هذه الفرصة" 


صمت أورهان أمام نظرات عينيه ليقول له

 "سأبلغها وهي صاحبة القرار ولكن عليك ان تجلس ثابتًا بالصالون" 


( انهد بقى وأثبت لنطرد كلنا من وراء تهورك🙈) 


تفاجأ اورهان بوضعهما عندما دخل الغرفة و وجدهما نائمين وهم محتضنين لبعضهم البعض بحب. حزن عليهما وهمه الأكبر كيف سيفرقهم عن بعضهم 


اقترب بحزن اكثر ليجد لي لي تتحرك جانبًا فكانت هذه فرصة لأخذ الصغيرة دون أن يشعرا به، حملها و خرج  بالطفلة ليعطيها لأبيها الذي كانت عيونه تنظر للخلف منتظرا خروجها 

تحدث اورهان " وجدتهما بأحضان بعض نائمين حتى انني اخذت الصغير بصعوبة كي لا أوقظها"

ابتسم يوسف بفرح وقال "هما هكذا دائما تجدهما نائمان مكان لعبهم حتى من المتوقع ان تجدهما أرضا بجانب الالعاب محتضنين بعضهم البعض نائمين و احيانا بأوقات اخرى استيقظ على نفسي لأجدهم جعلوا مني وسادتهم". 

ابتسم اورهان بحزن عليهم ليسرع يوسف أمام هذه الابتسامة وتعاطفه معه بالحديث مترجيا ان يعطيه فرصة ثانية والسماح له ان يتحدث معها و لو وقت قصير.


صمت أورهان قائلا

" لا يمكنني ان امنعك عن حق لك.فلتجلسا  ولتتحدثا. انت تعلم لم يتبقى على عودتها سوى أيام العطلة وهي غدا وبعد الغد ومن ثم ستتقابل طرقكما مرة اخرى بالشركة. ولكنِ لن اسمح لك بالضغط عليها. ان لم ترد التحدث معك فستتركها لراحتها " 


سعد يوسف وفرح بخبر عودتها بعدما تأكدوا انه ليس هناك خطر من جهة الوحش

بعد ان أخبرهم عمر بعودة أهلها لبلدتهم عند نفاد أموالهم. 

كانت تستمع لهم من خلف باب الغرفة بعد ان شعرت باورهان وهو يحمل الطفلة ليخرج بها. ليقودها قلبها ان تتحرك وتسمع صوته وتحاول النظر له حتى ولو من بعيد ولكنها لم تراه فقط كانت تسمع ترجيه لأورهان كي يتحدث اليها.

تفاجأ اورهان بخروجها من الغرفة بعد ذهابه لتجلس بالصالون حزينة تكاد ان تنفجر من بكائها بعد ان تركها قلبها وذهب لجنتها لتجلس دون قلب ولا نبض.

نظرت لساعة هاتفها وهي تقول 

" تأخر الوقت سأذهب لأنام" 

استغرب اورهان ونظر هو ايضا للساعة المعلقة قائلا

 " ما زال الوقت مبكر على النوم. وايضا اريد التحدث معكِ بأمر ترددت كثيرا به ولكنِ أشعر أنه جاء وقته" تلعثم اورهان عند محاولته ايجاد طرف الحديث لا يعلم كيف يبدأ معها 

ردت عليه قائلة

" اعلم ما ستقوله لي ولكنِ اريد بعض الوقت الاضافي قبل التحدث معه او اعطاء قرار اخير. اريد ان افكر اكثر من مرة بالأمر. نعم انا لا اعلم بأي شيء يريد التحدث معي ولكنِ وضعت كل الاحتمالات أمامي. أحتاج فقط لبعض الوقت فانا لست بحال استطيع مجابهة التحدث معه الان" 

حزن اورهان و اخفض رأسه قائلا 

" اعلم ولكن ما اردت التحدث به معكِ ليس له علاقة بيوسف على الأقل في الوقت الحالي"


نظرت لحالته الحزينة و رأسه المخفضة وكلامه الذي يخرج منه بصعوبة باستغراب وترقب ليكمل أورهان حديثه قائلا

" كنت اذهب للساحل واجلس امامه لساعات وساعات شارداً استرجع ما مضى وما افقدتني إياه الحياة. وبيوم مرت أمامي فتاة حزينة تبحث عن مقعد بعيد عن عيون البشر. لم يفاجئني حزنها الذي كان يشع من اعينها اكثر من وجهها وملامحه التي وجدت بها ابنتي. فبدون وجه تشابه بينها و بين ابنتي الا انها بكل مرة أراها فيها اجد صورة ابنتي بوجهها حتى انني اصبحت اذهب كل يوم بترقب انتظر قدوم تلك الفتاة بجسد هزيل حزين منهك تجلس وحيدة  تنظر امامها منقطعة عن عالمنا وكأنها تفعل ما افعله.."


زادت نظرات سيلين المرتقبة والمتفاجئة مما تسمعه وهو يقول 

"حتى جاء يوم وتأخرت بهِ عن موعد قدومي كنت انوي ان لا اذهب بهذا اليوم ولكنِ لم أحتمل فكما كان يحدث لي بكل مرة استمر بمنع نفسي عن الذهاب لمشاهدة هذه الفتاة حتى تتغلب علي نفسي و اجدني هناك بانتظار قدومها. شاءت الاقدار هذه المرة ان اكون المنقذ لهذه الفتاه. بل شاءت الاقدار ان اجد ابنتي بها وهي تحارب من ظلمها و انهى حياتها. نعم لم اصارحكِ بهذا و لم نتحدث من قبل لأني كنت أشعر أنه ليس هناك داعي لتذكيركِ بما لم تستطيعين نسيانه. ولكن كلما كبرت هذه الفتاة بقلبي كلما خفت عليها وعاهدت نفسي ان لا احزنها. رأت ابنتي شابًا جيدًا و تعلقت بيه وتزوجت كنت اريد ان ارفض ولكنِ وجدت بعيونها فرحتها وحبها فلم استطع كسرها.. كنت اريد ان احذرها ولكنِ لم استطع توقعت ان هذا الشاب يعلم الأمر وأنهما سيشفيان جروحهما سويا. ولكنِ لم اكن اتوقع ما حدث وما تم خداعي به "


مسحت دموعها وهي ترد عليه قائلة

" اقسم انني لم ارد خداعك حتى انني كنت احلم بنجاحي في هذه التجربة، كنت اتوقع ان لا تنتهي وان نستمر بهذا الحلم الـ"

صمتت لأنها لم تستطع الاعتراف امامه انها ارادته زوجًا حقيقيًا مع ان كلماتها فضحت و وضحت ما  لم تصرح به 


اكمل اورهان حديثه ليقول لها "حان الوقت لتتحرري من هذا العبئ . حان الوقت كي تقتصي ممن اذاكِ" 

اتسعت اعينها وهي متفاجئة ليكمل اورهان قائلا 

"هل ستكملين حياتكِ وانتِ تنتظرين متى سيخرج لكِ. هل ستعيشين مكسورة بماضيكِ وهو سعيد بحياته. والله اعلم كم فتاة كسرت بسببه "

وقفت سيلين قائلة

" اريد ان انام لقد تأخرت على نومي" وتحركت فعليا نحو الباب 

ليعلو صوت اورهان وهو ما زال مخفض الرأس ينظر امامه قائلا

" فكري جيدا لن اضغط عليكِ بكل الحالات سأكون بجانبكِ "

انتهت العطلة الأسبوعية بكل ما فيها من وحدة وحزن وذكريات ليبدأ اسبوع جديد ببداية جديدة.

وامام شركة أورهان لصناعة الفولاذ نزلت سيلين من سيارة أبيها الروحي كسابق عهدها 

تحركت بجانبه وهي مرتبكة خائفة من المواجهة او بمعنى اخر غير مستعدة للوقوف امامه ومواجهته، فكيف ستواجه قلبها وروحها قد اعلنت انهاء زواجهم وعودتهم كسابق عهدهم كيف ستتحمل تقرب غمزة منه.


دخلت الشركة بخطوات ثابتة من يراها يعتقد انها قوية ولكنها بالحقيقة كانت تظهر عكس ما بداخلها

اقتربت من غرفة اورهان وهي تشكر الله انه ليس بالممر اسرعت قليلا حتى كادت ان تدخل غرفة المكتب قبل صاحبها

دخل أورهان المكتب لتتفاجأ سيلين بصوت من خلفها يضحك قائلا

 " لين لين"

استدارت لترى لي لي تركض نحوها و من فرحتها وسرعتها سقطت قبل وصولها لها، لتسرع سيلين وتمسك بها وهي تطمئن عليها ثم وضعتها بحضنها لتقف بها وهي تقول 

" هل تأذيتِ يا عمري؟" 

عادت مسرعة نحو غرفة اورهان دون النظر بأي اتجاه آخر، وكأنها تتهرب من تلك العيون التي كانت تنظر لها متخفية من خلف باب غرفته، عجز يوسف عن الخروج امامها و مواجهتها خوفا من ان تصدمه بطلبها الافتراق النهائي وتخليها عنه فحينها لن يستطيع إجبارها على الاستمرار أو معارضتها.

وبرغم كل هذا الخوف والحزن إلا ان ضحكته وفرحته ملئت وجهه بمجرد شعوره انها بجانبه تفصله عنها عدة خطوات... 

جاءت غمزة لمكتبه كي تكمل ما ترك ناقصًا تعجبت من امرها فهي بكل مرة تصدمه بجرأتها وكأنها تدافع عن حق مشروع لديها.


ومع مرور الوقت كان لابد من التصادم والمواجهة حتى وان هربا كلاهما من هذا


ليكون لقائهما الاول بعد اسبوع من انفصالهما عند دخول سيلين مكتب يوسف دون طرق الباب كما اعتادت على هذا لتجده يجلس بجانب غمزه على الاريكة يعملان سويا، تحركت للخلف خطوة وهي تعتذر لعدم طرق الباب 

وقف يوسف دون تفكير ناظرا لها بعيون متفاجئة لتسقط الأوراق التي كانت على ارجله بهذه اللحظة 

استغربت غمزة المشهد الذي اكد لها شكوكها حيال حدوث أمر ما بينهما.


تحرك يوسف خطوات نحوها وهو يقول بحب وشوق

" تفضلي" 

بينما كانت غمزة تجمع الاوراق التي سقطت أسفل الطاولة، اقتربت سيلين من المكتب و وضعت عليه عدة أوراق قائلة 

" ننتظر توقيعك لأرسلها لشاهين بيه فهو ينتظرها مني" 


اقترب هو ايضا للمكتب مقتربا منها لتتراجع خطوتين للخلف امام تقربه ونظراته المطولة أمام نظرات الدهشة والترقب التي ملأت وجه غمزة بها .

مد يوسف يده وهو يشير ليدها لتتوتر معتقدة انه يريد ان يمسك يدها، كادت انفاسها ان تقطع لقد ذهبت روح واتت اخرى منها في تلك اللحظة، سحب من يدها القلم و وقع الاوراق وهو يقول لها " يمكنني إرسالها له" 


ولكنها تحدثت بصوت منخفض لتقول 

" هناك اوراق اخرى و صور ننتظرها منه. ابلغني خلال دقائق سيبدأ مداخلة عبر تطبيق اون لاين لانهاء الامر" 

لم تكمل حديثها حتى قاطعها صوت اتصال شاهين على هاتفها لتتحرك بسرعة وهي تقول " لقد بدأ الاجتماع بالأذن منكم "


وخرجت من مكتبه لتغلق الباب خلفها و الغيرة تأكلها بعد ان تركت قلبها خلفها بالداخل 

لم يختلف وضعه كثيرا عنها فبمجرد علمه بأمر شاهين و التواصل بينهما انقلب حاله وخربت اعدادته حتى اصبح لا يركز مع غمزة ولا العمل.

طال اجتماعها مع شاهين الذي كان يتضمنه تدخل اورهان بأحاديثه الضاحكة 

وصل يوسف لمكتب اورهان بحجة الاطمئنان على ابنته ليجدها نائمة على يد زوجته وهي تتحدث مع اورهان بوجه باسم 

وكان صوت شاهين يأتي اليه وهو يقول لزوجته 

" نعمل طوال اليوم ويكون نصيبنا الشطائر بالأخير ..." 


اقترب يوسف ليجده يوجه الشطائر نحو الشاشة وهو يقول لها

 "هل تتناولين معي" 

لتبتسم سيلين وتشكره وهي تقول له

" عافية لك "

شعر يوسف بضيق بصدره تحرك صامتًا مقترب منها ليأخذ طفلته من حضنها دون كلام ولا حتى النظر لها وخرج من المكتب

نظرت له من الخلف وهي مندهشة ،توقعت جلوسه بجانبها و تدخله بالحديث. 

 

ظل أورهان ايضا يراقبه دون تدخل وهو يكمل حديثه على الهاتف

وبعد وقت قصير جاءت غمزة لمكتب أورهان وهي تبحث عن يوسف لتشتعل سيلين من غيرتها وغيظها لدرجة انها لم تنظر لها ولم ترد عليها وكأنها لم تتحدث لها 


تدخل اورهان ورد " اخذ صغيرته منذ قليل وخرج من الغرفة"

وبكل ثقة وقفت غمزة و فتحت هاتفها لتتصل بيوسف لتسأله عن مكانه ليخبرها انه خارج الشركة وسيكملون عملهم غدا. 


استغلت الوضع لتتحدث اكثر وتسأل عن لي لي وماذا سيأكلان حتى خرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها 

اعتقدت سيلين انهما يكملان حديثهما واصبحا اكثر تحررا بدونها ولكنها لا تعلم إغلاق يوسف للمحادثة قبل خروج غمزة من المكتب واستمرارها بتمثيل التحدث معه أمامهم لتنتصر عليها. 


مع الاسف سوء الفهم سيطر عليهما وخاصة على يوسف الذي ظل غاضبا تأكله غيرته كلما تذكر ابتسامتها وكلامها مع شاهين بل كلما تذكر نظرات واعجاب شاهين الدائم بها.


مرت ليلة بجانب انها ثقيلة بالفراق إلا أنها مليئة بالغيرة مما زادت من الأمر ثقل ومشقة بالتحمل.

كل منهما يتوقع عيش الاخر حياته بما يحلو له ليأتي يوم جديد بالعمل مشحون بالغضب والضيق من الطرفين 

يظهر هذا بغضبهمز الذي افرغوه على بعضهما أثناء ذهاب سيلين لمكتبه دون كلام لأخذ لي لي وهو يعمل مع غمزة لأجل موعد طعامها. 

اما هو فكان لا يترك لي لي لها بأريحية فاستمرار حديث سيلين مع شاهين الذي أصبح وكأنه بث مباشر طوال اليوم جعل منه شخص آخر لا يعرف كيف يفكر او يتصرف.

حتى أنه عاد ليقول لنفسه انها اخته وانه اخطأ ونسي وعده بتسليمها لمن يختاره قلبها بيده، شرد يوسف ليتذكر يوم اختيار بدلة الزفاف عندما وعدها ان بدلتها بالمرة المقبلة ستكون هدية منه، صدم يده بقوة وهو يقول

 " ما بك؟ ما بك؟ متى سقطت بهذا الشكل؟ " 

 تخبط واختلطت المشاعر لديه حتى اصبح شخص عصبي غاضب لا يفهم ما يريد وما يشعر وماذا يفعل فقط كان يسير بالمنزل يمينا و يسارا حائرا تائها

بهذا الوقت جاءه اتصال من ام هوليا تخبره بتحديد موعد العملية و سيبدأون بإخضاع هوليا إلى التجهيز للعملية بداية من يوم غد بعد الظهيرة، ولهذا طلبت منه ان يأتي بصغيرتهم كي تراها امها قبل هذا الموعد فمع بداية بدأ تجهيز هوليا يمنع منعاً باتاً لأي شخص ان يقترب منها ويتحدث معها

 ( بسبب الزامية تصفير المناعة كي تستقبل نقي النخاع وعدم مهاجمة الخلايا له)... 


تمنى يوسف لها عملية ناجحة وموفقة و وعدها بإحضار ابنته بالصباح كي تراها كما تشاء 


وفي الصباح و بشركة اورهان تأخر عن موعد قدومه للعمل ليصادف هذا تأخر قدوم غمزة ايضا لانشغالها بجلسة طبية لرعاية البشرة، ترجمت سيلين هذا التأخير بشكل مختلف فأصبحت غاضبة كثيرا عليه بحجة أنه لا يمكنه التلاعب بمشاعر لي لي قبل تأكده من الارتباط غضبت اكثر عند ذكرها  الارتباط متسائلة

 "هل سيرتبطان حقا؟" 

 من سوء حظه تأخرهما سويا ولكن من حسن حظه أنه أتى قبل عودة غمزة 

دخل الشركة وصعد لطابق مكتبه ليسير بعدها في الممر وهو يحمل ابنته النائمة على كتفه، رأته وهي تقترب من غرفة مكتبها لتصبح بحيرة من أمرها هل تذهب وتأخذها منه وتسأله أين كان. ام تدخل المكتب وكأنها لم تراه.

ظلت صامته تقف بجانب باب مكتبها حتى وصل هو بجانبها ينظر نحوها بحزن وينظر لابنته بنفس النظرة قائلا لها

"كانت ساعات صعبة بالنسبة لها ظلت هوليا تبكي وهي تحتضنها حتى تأثرت كثيرا بأمها" 


اقتربت سيلين من لي لي وهي تسأله

 "هل تم تحديد موعد العملية؟" 

اوما يوسف رأسه وقال 

" نعم ان لم يحدث أمر معاكس معاذ الله ستكون العملية بعد سبعة ايام من الان" حزنت سيلين لأجل لي لي كثيرا 

حتى انها اقتربت اكثر ومدت يدها لتأخذها من يده وحتضنتها والدموع بعيونها مقبلة وجهها بحزن شديد لتشعر بالطفلة وتتجاوب معها ذاهبة لحضنها متعلقة بعنقها بقوة لتبكي بصوت ضعيف شاكية لها حزنها 


لتزداد سيلين حزناً عليها اقترب يوسف وهو يحرك يده على شعر ابنته بحزن متأثراً بحالتها


جاءت غمزة للشركة لتنصدم بقربهم وانسجامهم فهما ودون أن يشعرا كانا يقفان ملتصقين ببعضهما ليهونا على صغيرتهم بمنتصفهم.

قررت ان تنهي هذه اللحظات سريعا قبل اعتيادهم والعودة من جديد، اقتربت بصوت ضحكها وهي تقول

 " هل اشتقتم لي وخرجتم لتنتظروني"


نظرا لها بحزن تحركت سيلين وهي تقول 

" سأدخلها لترتاح بنومها"


نظر يوسف نحو غمزة قائلا

 " حمدلله على السلامة " وتحرك نحو مكتبه وهو يتذكر حالة هوليا وكم كانت حزينة باكية وهي تترك ابنتها. 

قارن وضعها بيوم تركها له بقوة لأجل عملها وتركها لها اليوم بضعف مجبرة....

(الله لا يكتبها على بشر 😔) 


لم يخلوا اليوم من تقرب غمزة وشاهين بصورة غير طبيعية من الزوجين.

مرت عدة أيام بهذا التشاحن والغضب و التعامل بحدة اضافة الى بعض اللحظات التي ينسى كل منهما نفسه امام الاخر.

و بيوم كانت لي لي تقبل يوسف وهي بيد سيلين وتسحبه ليقبلها هو كسابق عهدهم 

تراجعت سيلين للخلف رافضة لهذا، لم تكن الاولى او الوحيدة بل كانت لي لي تتعامل كما اعتادت تشابك اياديهم بجلستهم و تنادي على سيلين لتجلس بالجهة الاخرى بجانب يوسف. 


لتقابل هي كل هذا برفض كبير زاد من ضيق يوسف وحزنه وشعوره برغبتها الكبيرة بهذا التباعد  ليعود ليقنع نفسه انه كان مجرد اتفاق

دون أن يعلم ذلك العهد الذي أخذت على نفسها كي لا تجعل احد يعالجها وأنها تستطيع الشفاء بمفردها. 


ازداد الأمر سوءً حين تفاجأوا بوجود شاهين معهم بالشركة بعد ان عاد من سفرته الطويلة  التي استمرت ثلاث شهور بروسيا لتأسيس الشركة.

فلقد جاء الدور على أورهان ليذهب ويرى ما تم عمله وتأسيسه، وفي اليوم الذي أتى به شاهين للشركة كان أورهان يحجز اقرب معاد للسفر هو و السيدة سيلا والسيد احمد. 


لم يلبث شاهين بتركيا سوى يومين فقط. إلا أنه نجح في هذه الفترة القصيرة بالضغط كثيرا على يوسف بسبب تقربه من زوجته وزيادة تحرر نظراته نحوها والتحجج بالعمل لتزيد زياراته واتصالاته المبالغ بها. 


ومع أنه يثق بسيلين ويعلم كم هي انسانة خلوقة إلا أن غيرته لم تفهم هذا الامر 

صبت غمزة الزيت على النار لتشعل الحريق أكثر عندما تقربت من يوسف مستغلة انشغال سيلين بالأعمال وشاهين ولي لي، على اثر هذا التباعد والمشاكل التي بينهم كما اصبح الجميع على علم بها .


ازدادت جرأة شاهين وتقربه من سيلين ليسألها عن سبب المشاكل بينها وبين زوجها عارضا عليها المساعدة للتدخل والإصلاح بينهم.

رفضت التحدث بحياتها الشخصية كما انها شكرته على مبادرته بالخير، تحرك شاهين بمكتبها وهو يقول لها "مع اني الى الان لم استطع استيعاب انفصالكم بهذا الهدوء و السهولة. حتى لا اخفي عليكِ عندما علمت بالأمر من غمزة لم أصدق للحظات ما تقوله. فأنا أرى امامي شخص مميز جدا لدرجة لا يستطيع اي شخص خسارته بهذه السهولة"


لم يكمل شاهين حديثه لمقاطعته بدخول يوسف للمكتب وسماعة آخر كلام بينهم.


نظرت ليوسف الذي كان خلف شاهين قائلة

" تفضل بماذا اساعدك "


قالتها بسرعة وارتباك فهي ايضا تفاجأت بتمادي شاهين بالحديث، ولكنها اخطأت عندما تحدثت معه كأنه شخص غريب أمامها. 


لم ينتظر شاهين الرد من يوسف ليتحرك وهو ينظر لساعة يده قائلا 

" كما تعلمين علي الان ان اكون بالشركة خلال ساعة من الان لأجل عمل هام. ولكن سيظل تناولنا الطعام ديناً لديكِ..."


نظرت نحو يوسف بارتباك اكثر ثم نظرت لشاهين الذي اقترب من باب المكتب قائلة

 " اي دين هذا" 


ضحك شاهين بصوت عالي قائلا وهو يشير لساعة يده بأصبع السبابة

 " تأخرت كثيرا علي ان اذهب ولكن ان اردتي القدوم وحضور الاجتماع معي فلن أمانع نهائياً. بالأصل انا لم انسى حتى الان اننا اضعنا شخص مجتهد مثلك" وغمز لها مكملًا " سنتواصل فيما بعد سأهرب الان"

خرج وهو يسرع بسيره بوجه مبتسم بل ضاحك مبتهج فمن الواضح انه علق الآمال والامنيات.

ثبتت عيون يوسف الغاضبة عليها متحدثا بصوت علا قليلا 

"ما كان هذا الان. عن اي طعام واي تواصل يتحدث. انتظري انتظري بماذا تفسرين حركات العيون والغمز وما شابه" 


جاءت لتبرر له ولكنه لم يعطيها الفرصة واتهمها بعدم احترامها كونها ما زالت زوجته. وعليها احترام هذه الصلة وخاصة اثناء وجوده بمكان عمله. صدمها اكثر بقوله 

"كان عليكِ ان تنتظري انفصالنا لتبدئي  حياتك بعدها كما تريدين"


لم ينتبه من علو صوته الذي ايقظ ابنته من نومها لتبكي، خرج من الغرفة غاضبا تاركا اياها خلفه مصدومة بما قاله لها.

استدعت المسؤولة عن لي لي وخرجت بعدها من الشركة مسرعة وكأنها تهرب قبل ان يرى احد دموعها.

اعتقدت انها ستستطيع الهرب ولكن دموعها سبقتها لتجبرها أن تغير مجرى سيرها نحو الحمامات لتبكي دون ان يراها احد.

بكت بحرقة متذكرة بعده عنها و تقرب غمرة منه و ما قاله لها منذ قليل وكأنه لم يعرفها او يثق بها قط.

راجع يوسف نفسه  ليشعر بالضيق مما فعله وقف من مقعد مكتبه ليذهب إليها ويعتذر منها. 

وقبل أن يفعلها تفاجأ بدخولها المكتب واغلاقها الباب خلفها بقوة لتبدأ حديثها الغاضب وهي تقول 

"كيف تتحدث معي بهذا الشكل. حسنًا سننفصل وبأقرب وقت ولكن ليس لهذا السبب" 

تحرك  ليبرر لها قائلا " اعتذر مــــ" 


ازدادت غضبا عند سماعها هذه الكلمة التي سئمت وهي تتجرع ثقلها لتتحدث بصوت وعيون أضعفهم البكاء قائلة

 " وبماذا سيفيد الاعتذار. اعتذر فانا أخطأت. اعتذر فهو لأجل علاجك. اعتذر فانا لم اقصد احزانكِ. وبالمقابل تتقرب منها وتقضي يومك بجانبها تحت انظاري دون صدور صوت مني " 

اقترب ليبرر ويدافع عن نفسه 

" انتِ تعلمين انه لأجل العمل لا يمكنكِ التفكير بأمر آخر" 


لترد عليه سريعا قائلة

"انت من اجل العمل وانا من اجل اغراض اخرى أليس كذلك ؟"


هز يوسف رأسه بالنفي وقال

" انا لم اقصد هذا لقد خرج مني بلحظة غضب دون تفكير فأنا اثق بكِ.."


ردت عليه بقوة 

" لا اريد ثقتك ولا علاجك ولا تبريرك حتى اقول لك اذهب إليها و تحدث معها اكثر وتجولا سويا حتى يمكنك معالجتها بطرقك الخاصة " 


اقترب  اكثر منها وهو حزين على وضعها ليقول لها " كان من أجلي. لم يكن للعلاج كما كنت اخدع نفسي" 

لم تستمع له تجرأ وامسكها من خصرها ليضمها إليه وهي تحاول الابتعاد عنه مغمضة الاعين مرددة

"اتركني انا لم اعد بحاجة لعلاجك" 

 تساقطت دموعها على وجهها الحزين لينحني هو كي يقبلها ما زالت تتحرك بين يديه ترفض قربه لها ليقبل رأسها وكتفها قبلات اعتذار وندم على خطئه بحقها، 

اخبرها بندمه الشديد لأجل تركه لها بذلك اليوم.  

طرق الباب ليتركها يوسف من بين يده لتتحرك هي فور تركه لها نحو الباب فتحته وخرجت دون النظر من القادم و برغم منادات لي لي لها لم تستطع الالتفات والرد، أكملت السير لغرفة مكتبها كي تهرب قبل بكائها. 

اقترب وامسك يد ابنته بجانبه وهو ينظر لميرفي المسؤولة عنها ليشكرها على اهتمامها بها قائلا " يكفي بهذا القدر اليوم"

تحركت ميرفي وهي تشكره متمنية لهم ليلة سعيدة


دخل  مكتبه وهو حزين أخرج لابنته عصير فراولة واعطاها اياه وهي جالسة بحضنه

ساعدها بشربه وهو شارد يتذكر دموعها بحضنه وكيف كانت تتحدث بين يديه

"لا اريد العلاج منك"  

رد عليها دون صوت "لقد كان من اجلي"  


وضعت سيلين رأسها على ذراعها المستندة على مكتبها ليزداد بكائها و هي تقول 

" لا اريد منك شيء" 


( لم اكن اتوقع تأثرها بكلماته لهذه الدرجة كنت اظن انها حزينة لأجل شعورها بخسارتها في معركتها مع نفسها وحرمانها من سعادتها بجانبه هو وابنته، ولكني اليوم شعرت بالنار المشتعلة داخلها نتيجة أفعاله وتقربه منها بحجة العلاج، تحملت قربه لأكثر من مرة راجية من الله ان يتغير ولكنه ظل بقلبها ليطغى عليها بآخر مرة ويخرج عن حد سيطرتها لتصبح جريحة مكسورة تشعر انها ناقصة لا يحق لها الحب والزواج بل فقط العلاج)


 عاد يوسف بعد وقت ليطمئن عليها ويرضيها ليكتشف خروجها وهروبها بوقت سبق انتهاء الدوام، ازداد ضيقه من نفسه ليستمر بسيره ليخرج هو ايضا من الشركة وهو مصطحب ابنته الراكضة أمامه تلعب وتقفز 

جاءت غمزه من خلفه راكضة لتلحق به وهي تتحدث بوجه مبتسم 

 "امسكت بك، لا يمكنك التهرب مني هذه المرة سنذهب لنتناول طعامنا سويا. هناك مطعم جميل يقدم خدمات إضافية للأطفال كالألعاب والوجبات الخاصة بهم..." 


كانت تتحدث وهي مبتسمة له لتندهش من حزنه الشديد وطريقته بالتحدث معها بل ورفضه اي عرض منها متحججا بابنته وانها عليها ان تنام باكرا كي تستعد لنقل النقي غدا


حزنت غمزه على وضع هوليا كما خافت على لي لي ان تتأثر بهذا الاجراء.


وعلى عكس المنتظر منها جلست سيلين على الاريكة وهي تتحدث مع اورهان بقوة و ثبات تطمئن عليه وعلى صحته بعد ان زاد مرضه قليلاً بآخر فترة 


شكرها  وطمئنها على نفسه ليتفاجأ بها تقول له

 " انت محق حان الوقت لإعادة حساباتي، لا أستطيع إكمال حياتي بهذا الخوف و الهروب من الماضي، اريد ان اتخلص منه اريد ان احرر نفسي منه" 


فرح اورهان كثيراً ورد عليها مبتهجا قائلا

 " مجرد تفكيركِ بفعل هذا يعتبر خطوة كبيرة تجاه النجاح والصمود، احسنتي يا ابنتي لتأخذي وقتك كاملا بالتفكير ولكن عليكِ الا تنسي انني خلفكِ ادعمكِ و اساندكِ دائمًا"


انتهت من مكالمتها الهاتفية وهي أكثر راحة وكأنها بمجرد ان قررت فقط التفكير بأخذ حقها من زوج امها قد رفعت عن كاهلها حمل ثقيل لا يعلمه سوى الله.


تحركت لتجلس بجانب الطاولة الجانبية المخصصة للطعام لتبدأ بتناول طعامها الشهي بواسطة خدمة المجمع العالي المستوى.


جلس بجانب فراش ابنته يحاول ان يقنعها بوجوب نومها ولكنها كعادتها تريد اللعب والحركة. 

نطر للساعة ليجد الوقت تأخر وعليها النوم مبكرا كما طلب الطبيب منه استعدادا للعملية بيوم غد. امسكها  ليرغمها على النوم وبعد عدة محاولات انتهت بغضبه عليها وعلو صوته قليلا وهو يرغمها على نومها..

بدأت لي لي بالبكاء ليس هذا وحسب بل كانت تنادي باسم لين 

احتار  ماذا يفعل معها ولم تكن لديه القوة لبذل الجهد ليرضيها و يهدئها فداخله ممتلئ و لا طاقة ان يلعب و يصبر 

اخذ هاتفه واتصل بسيلين وهو غاضب عليها وكأنها امها الحقيقية و قصرت برعايتها.


ترددت بالرد ولكن مع استمرار الاتصال ردت عليه لتجده يتحدث بصوت عالي قائلا

 "اين انتِ لماذا لم تجيبي على هاتفكِ سريعا" 

استغربت من صوته وكلامه صمتت قليلا كي تستوعب الامر بهذه اللحظات وصل لها صوت بكاء لي لي و مناداتها عليها


 استغربت اكثر حين سمعت يوسف وهو  يغضب على الطفلة قائلا 

" ان لم تصمتي سأغلق الهاتف وستنامين دون لين و بدوني ايضا "


اسرعت سيلين بالرد قائلة

" ماذا حدث لكل هذا. ما زال الوقت مبكرا على نومها انتظر قليلا" 

رد يوسف عليها بنفس الغضب ليخبرها بمعاد المشفى غدا وأنه يتوجب عليها النوم الان 


صمتت وهي تغلق اعينها حزناً على وضعهما لعلمها ان زيادة توتره وغضبه بسبب خوفه الداخلي على ما سيحدث مع ابنته وما سينتج عن هذه العملية.


تحدثت بصوت هادئ قائلة

" هل يمكنني التحدث معها" 

رد عليها بضيق

 " بالأصل اتصلت لأجل هذا. ولكن عليها ان تسمع ما اقوله اولا ان لم تصمت لن اعطيها الهاتف"

اصبحت تفاوض يوسف كي يعطي للصغيرة الهاتف وان لا يخرج غضبه عليها فهي  لا تفهم عليه ويجب المحافظة على حالتها النفسية، اصر على موقفه حتى وصله صوت سيلين الذي ارتفع من غضبها عليه قائلة

" هل تريد ان تعود لخوفها منك مرة اخرى. حسنًا إن أردت هذا دعني اقول لك انك على الطريق الصحيح استمر لتهدم جميع ما بنيناه" 


نظر  نحو ابنته التي زاد بكائها وبعدها عنه ليحرك الهاتف ويحول المكالمة لوضع الفيديو مقربا الشاشة لابنته كي ترى سيلين

لم تأخذ لي لي الهاتف بأول الأمر فزيادة بكائها جعلتها ترفض حتى الهاتف فهي طفلة عنيدة عانت كثيرا وكثيرا من بكائها و وحدتها.

تحدثت سيلين لتراوضها وتطلب منها ان ترى العروسة الجميلة خاصتهم فلقد اشتاقت لها و بدأت تسألها عن القرد الراقص، وهل القطار يعمل جيدا لإيصال الأطعمة للحيوانات في الغابة، ظلت تتحدث وهي تغير نغمات صوتها لتصبح مرة دميتها المفضلة ومرة القرد ومرة صاحب القطار.

تجاوبت لي لي معها وتحركت اخيرا لتجلب لها الالعاب وتضعها أمام شاشة الهاتف نادت سيلين على والدها ليساعدها بجلب اغراضها كي يستطيعوا اللعب بمتعة أكبر. 

استغرقوا ساعة كاملة حتى بدأت ترتخي و تستجيب لصوت غنائهم لها وهم يرددون سويا اغنية التهويدة التي اعتادت ان تنام وهي تستمع لها بحضنهم

نامت لي لي ليحرك يوسف الهاتف كي يصبح وجها لوجه امامها، خجلت من نظراته الصامتة المطولة لها. سألته عن موعد العملية ليخبرها انها بتمام الساعة العاشرة صباحا. واكمل بعدها ليعتذر منها على غضبه فهو لم يرد حدوث هذا ولكنه يشعر بكل شيء قد أتى وضغط عليه بشكل سيء ليفقده صوابه.


هدأت منه وطمأنته ان صغيرته ستكون بخير ولن تتأثر بأي شيء كما اكد لهم الاطباء 


سألته هل سيذهبان بمفردهم يعني هل يريد مساعدتها، صمت عن الإجابة على سؤالها الأخير وهو ينظر لها بحزن لتصمت هي أيضا قائلة 

" لا عليك من المؤكد انك رتبت هذا الأمر" 


رد عليها بصوته الحزين وعيونه المشتاقة قائلا 

" اردت ان اطلبها منكِ اكثر من مرة ولكن بعد ما حدث اليوم وتأكدي انني اصبحت مصدر حزنكِ تراجعت عن هذا الطلب كي لا اثقل عليكِ" 


فرحت سيلين عندما علمت انه فكر بها و لم يتفق مع غيرها ليسانده بهذا الظرف. 


ردت عليه وقالت

" دعك مما حدث اليوم، هي الاهم الان علينا ان نفكر بها فقط"

تحدث  ليخبرها بأنها تحتاج لرعاية خاصة وعدم الاختلاط مع احد على الاقل لمدة اسبوع بعد أخذ النقي منها كما حذره الطبيب وشدد على اهمية هذه الفترة لها.

سألته سيلين بماذا يفكر هو. وكيف ستقضي هذه المدة. ليجيبها

"اتفقت مع ميرفي  والسيدة أنيسة كي يهتما بها ويبقيا بجانبها حتى تتخطى هذه الفترة على خير"


قالها وهو يراقب تعابير وجهها القوية 

اثنت سيلين على رأيه وقالت له

" اتمنى ان تنجح و تتخطى صغيرتنا هذه الفترة على خير، اقصد تخطي صغيرتك هذه المحنة  وان ينعم الله على امها بالشفاء التام" 


ثم تحركت لتستأذن منه انها عليها ان تغلق كي ترسل أوراق مهمة لشاهين بيه، تغيرت ملامح يوسف عند سماعه لاسم شاهين ليرد عليها قائلا 

" اعتذر على الاطالة اتركك لعملك الممتع " واغلق الهاتف 


استغربت سيلين من اغلاقه للهاتف بهذه السرعة وتغيره عند سماع اسم شاهين بل ابتسمت عند تذكرها طريقته وهو يقول لها لعملك الممتع فهي تعلم جيدا متى تصدر هذه الحركة وهذا القول 

تحركت لفتح اللاب توب واخرجت منه ملف الاوراق الهامة وارسلتها لشاهين بيه عبر البريد الإلكتروني... 


ليصلها رسالة سريعة منه يشكرها على اهتمامها بإرسال الأوراق


لم تفتح الرسالة اكتفت فقط بقراءتها من الخارج دون فتحها فهي ما زالت تحت تأثير صوت يوسف وحركة رأسه المملؤة بالغيرة.


تراجعت للخلف لتستند على ظهر الاريكة وهي شاردة تتذكر ما حدث بمكتبه وكيف غار عليها وامسك بها.


ازداد وجهها تبسما عندما تذكرته وهو يخبرها انه كان نابع من قلبه رفعت يدها وهي شاردة.

عاد قلبها ليسرع بضرباته ليزيد خجلها أكثر عند سماحها لنفسها بالتعمق في الذكريات الجميلة. فكان يكفيها اي حرف يخرج منه لتصدقه كما انه ليس بجديد عليها فقلبها كان يعلم به واعينها كانت تراه بأعينه وهو يتقرب منها ويحتضنها.

 رفعت ارجلها لأعلى وهي ما زالت مبحرة بذكرياتها ليأتيها اتصال على هاتفها.. 


من شرودها فتحت الهاتف دون الانتباه على المتصل لترد بصوت هائم قائلة " ألووووو" 


جاء لمسامعه صوتها الهادئ الممتلئ بالفرح لتشتد غيرته وغيظه ليرد عليها سريعا قائلا

 " لمن نحن مدينون بهذا الصوت وهذا الفرح.." 

صمتت خجلة من حديثه وسماعها لصوته، اكمل يوسف حديثه وهو يقول 

" هل كان حديثه مرح لهذه الدرجة" 


ازدادت فرحتها عند تأكدها بغيرته عليها ولمسها ما كانت تبحث عنه بداخله اطالت الصمت قليلا لتجيب بشرودها بعدها

"لم اتحدث مع احد كنت شاردة فقط"

 جاء صوتها الجميل لمسامعه وكأنه يراها أمامه، صمت قليلا لتبدأ البسمة ترتسم على وجهه وهو يقول لها 

" اصابني الفضول حيال ما كنت شاردة به " تحركت سيلين بمكانها وهي اكثر خجلا قائلا " لا شــــيء" مدتها بصوت جميل


ليضحك يوسف بصوت مسموع مردد ما قالته بنفس نبرة صوتها الهائمة الهادئة الممتدة قائلا "تجلسين شاردة وحدكِ تبتسمين وانتِ تضعين يدكِ بين شفتيكِ، تحركين كتفكِ ليقترب من رأسكِ المائلة وبالأخير تقولين لي لا شيء "


انزلت سيلين يدها بسرعة و حركت راسها ليكمل يوسف قائلا

 "نسيت امر العيون الواسعة فقد اتسعت اعينك الان"

 ظلت صامتة تضغط على شفتيها وهي تكاد ان تأكلهم من خجلها.

دخل يوسف غرفتها لينام مكانها وهو يتحدث حزينا قائلا

" اشعر بضيق كلما تذكرت الغد. من جهة ابنتي ومن جهة اخرى امها انا لا اريد لابنتي ان تعيش دون ام بهذا العمر. فقدان الام أمر يصعب على قلبها الصغير تحمله. اتمنى ان تشفى امها و تهتم بها لتشعر بحنانها" 


شاركته سيلين الحديث لتهون عليه متمنية الشفاء لهوليا وتحسنها.

 اتفقا سويا على موعد التقائهم غدا صباحا وانهيا حديثهم ليستعدا للنوم.


تحركت سيلين لتكمل طعامها الذي لا اعرف كيف ستكمله وهي بكل تلك الفرحة والشرود

وبعد اجراء العملية للطفلة والتفافهم حولها وهم يستمعون للطبيب وتحذيره وتشديده على اهمية الحفاظ عليها خلال هذا الاسبوع على الأخص ولمدة ليست بطويلة بشكل عام 

تحدث يوسف ليطمئن على وضع هوليا ليرد عليه الطبيب قائلا 

" ليس هناك اي امر واضح حتى الان. علينا ان ننتظر طبيبها الخاص ليشرح لكم ويطمئنكم ان شاء الله" 


وبعد أن اطمئنوا على وضع لي لي وانها استعادت وعيها بشكل كامل تم اخراجهم من المشفى 

عرضت سيلين ان يبقى بجانب هوليا حتى يطمئن عليها ولكنه رفض قائلا 

" يكفي ان اطمئن عليها عن طريق الهاتف "


طلبت منه ان تأخذ لي لي بمنزلها الجديد لتهتم بها بعد ان ادخل الطبيب الخوف لقلبها من كثرة تشديده على الاهتمام بها.

رفض يوسف وعرض عليها أن تأتي هي إليهم إن ارادت هذا كي تكون بجانبها.


هزت سيلين رأسها بعصبية وقالت له 

" كما تريد انت ولكن عليك ان تشرف بنفسك على اهتمامهم بها" 


سادت حالة من الصمت طوال الطريق ظلت تقبل صغيرتها وتضمها بحضنها وهي نائمة على اثر العملية والمخدر، وصلا للمجمع السكني الكبير توقفت سيارته نزل سريعا ليأخذ ابنته ويضعها بمقعدها الخاص في الخلف، تفاجأ بها تسرع لتدخل البناية حاملة الطفلة بين يديها

ابتسم يوسف لحركتها الطفولية واغلق باب سيارته ثم اغلق أمانها وهو يسير خلفها يحرك رأسه يمينًا و يسارًا بوجه فرح


وصلت امام باب منزلها تعرقلت قليلا بإخراج المفتاح من حقيبة يدها وهي تحمل الصغيرة ومع استمرار المحاولة نجحت بإخراجه و فتح الباب، ولكنها لم تستطع إغلاقه خلفها بعد ان وجدته امامها يحذرها بيده دون كلام.


تحدثت وكأنها طفلة كبيرة قائلة

 "سأسمح لك بالدخول شرط أن تتركها معي" 


زادت ابتسامته ليدخل المنزل ويغلق الباب خلفه وهو ينظر للإرجاء 

تحركت سيلين للداخل كي تضع الصغيرة على فراشها كي تكمل نومها براحة أكثر 


ثم عادت لتجده يجلس بانتظار ها على الأريكة في الصالون  ينظر لها بوجههُ المبتسم، تحدثت قبل ان يبدأ  حديثه 

"لقد استحقيت هذا كيف لك أن تظن تركي لها بعدما سمعت كل تلك التحذيرات من الطبيب" 

رد يوسف عليها ليصدمها

 "ولما الكذب توقعت هذا الامر ولكنِ لم اتوقع تنفيذه بهذا الشكل" 


ابتسمت وهي ترفع يدها ممسكة برأسها قائلة "هل تشرب القهوة معي ام.." 


أومأ برأسه على الفور

 " وهل يمكنني رفضها "

ابلغته ان يتصل بفضيلة كي يطمئنها عليهم ثم تحركت لتعد القهوة، فتح  هاتفه وهو سعيد ليبلغ خالته بخروجهم من المشفى وانهم بخير.

لم تكمل سيلين إعداد القهوة حتى جاءها صوت لي لي وهي تبكي لتبدأ مسيرتها بمحاولة تهدئتها من بكائها و زنها وعدم تقبلها أي شيء

حملتها ودارت بها في الغرفة وهي تحدثها دون فائدة،  كما حاول يوسف ايضا ان يلعبها ويضحكها.

 تغير حال الطفلة بسبب آثار المادة التي تم تخديرها بها. فبتلك العمليات تستخدم أنواع قوية مخصصة ترهق الجسم حتى يتخلص منها وهذا ما جعل الصغيرة تشعر بحالة غريبة تزن دون معرفة السبب أو ما تريده 


ظلا يحاولان سويا حتى نامت بآخر اليوم من كثرة إجهادها بالزن والبكاء 


لم يخلو اليوم من اتصالات اورهان وفضيلة ليطمئنوا على وضع طفلتهم 

طلب منها أن تسمح لهم بالعودة  للمنزل، رفضت سيلين اعطائها له حتى انها ضحكت وهي تدخل غرفتها مغلقة عليها بالمفتاح قائلة

 " هيا لنرى كيف ستأخذها" 


ضحك وهو يقف خلف الباب قائلا 

"حسنًا اعلن استسلامي ولكن عليكِ فتح الباب كي انام انا ايضا"

( عمو عامل نفسه عبيط وبيستعبط😂) 


زادت فرحة سيلين وخجلها لتتحرك بدلع خلف الباب وهي تقول له

 " ليس بهذه السهولة. لا يمكنك خداعي. لن افتح الباب حتى تأخذها وتذهب" 


استمتع يوسف بقربه من روحه حتى وان فصله عنها باب الغرفة


رد عليها ليقول

" وهل أهون عليكم أن أنام على الأريكة وحيدًا.."


صمتت خجلا ليتحرك قائلا 

" وصلتني الاجابة ليس هناك مهرب لنا ولكن عليكِ أن تراقبي درجة حرارتها "

ردت عليه بثقة

" لا تقلق ستكون بحضني طوال الليل" 

لم تتوقع ان تأتيها الإجابة بهذا الوضوح عندما نسي نفسه قائلا

" تمنيت الان ان اكون مكانها"


( ضاع وديع يابنااااات 😂😂😂) 

ازدادت سيلين خجلا ليتحرك يوسف من خلف الباب قائلا

" ليس بيدنا شيء آخر...". 


جاءه صوت سيلبن وهي تخبره من أين يخرج غطاء له، لتزداد فرحته لاهتمامها وخوفها عليه.


جلس على الاريكة وهو يحدث نفسه قائلا 

"كيف كنت أعمى لهذه الدرجة. كيف لم الاحظ وكأنني تحولت لحطب حقيقي"


( احب اقولك بنات الجروب كانوا راح ينجلطوا منك بس جت سليمه الشكر لله. اكتفوا بأدوية الضغط والسكر 😂😂) 


ابتسم مكملا حديثه مع نفسه

 " حتى وإن لم اصارح نفسي فداخلي كان يعلم به ويعيش معه فأنا أيضا كنت اشعر بها" 


وضع يوسف يده على يد الأريكة ليطمئن على نومته وهو يقول

 "من الجيد انها مريحة الواضح أنهم اختاروها بعناية رأفةً بوضعي " 


انحني ليخلع حذائهُ وتحرك ليستلقي عليها بوجههُ الفرح 


اما هي فلقد نامت فور وضع لي لي بحضنها بعد أن اطمأنت وارتاح داخلها بوجوده.

تحرك بمكانه اكثر من  مرة على جهة اليمين و على جهة الشمال دون ان يحضره النوم، فكان حماسه وفرحته طاغية بقوة عليه، حرك يده ليحتضن الوسادة التي اسفل رأسه ليشعر بشيء غليظ يحك بيده حاول التغاضي عنه 

ولكنه لاحظ تحرك هذا الشيء رفع رأسه قليلا ليرفع وسادة الأريكة الثابتة وهو يدخل يده أسفلها ليخرج منها دفتر صغير.


استغرب امره نظر له وعاد ليستند برأسه على الاريكة وهو يضع الدفتر ارضا بجانبه 


اغمض عينه ليأتي إلى ذهنه ذلك الدفتر الذي وجده بأكثر من مرة في حقيبتها و بجانب الفراش بغرفتها.


فتح اعينه ونظر نحوه وهو يجلس بمكانه قائلا " هل هو مهم لهذه الدرجة.."


راجع نفسه وهو يقول

 " من المؤكد انه من اجل المواعيد والشركة فهي دقيقة بهذا الأمر "


وبرغم ما قاله لم يستطع منع فضوله بأن يرى ما بداخل الدفتر، تردد اكثر من مرة وهو يقول

" عيييب عييييب لا يمكنني فعل هذا" 


وكعادته فعل  عكس ما يقوله ليفتح بئر اسرارها لتأتيه صفعته القوية أول ما سقطت عينه على  كلماتها

"اعتدت على سماعها منه، حتى وان تالمت وحزنت هذه الحقيقة، انا بالنسبة له اخت وابنه يردد اختي لانه لا يشعر بغير ذلك، لا حق لي بالغضب والحزن هو ليس بحسن انتِ أحببتِ حسن هو ليس بحسن" 


اندهش لما قرأه ليحرك أوراقه قليلا ليقرأ 

"نعم سأتزوج به حتى وإن لم يشعر بي حتى وان لم نصبح زوجين. يكفيني أن أشعر أنه بجانبي. يكفيني أن أعيش معه ولو لفترة قصيرة استيقظ وانام وانا اشعر بوجوده معي بنفس المكان" 


بصعوبة أدار يوسف صفحة جديدة ليقرأ بها

" لن اتركه لها. لنتزوج ولأساعده بالنجاح بإعادة ابنته وبعدها يقرر هو ما يريد وممن يرتبط" 

كان يقلب بالأوراق وعيونه تتسع أكثر كلما رأى المزيد ليستغرب وهو يقرأ

" أشعر وكأنه عرسي الحقيقي. أشعر وكأنه سعيد. هل يمكن للشخص أن يظهر كل هذه الفرحة بعيونه دون أن يشعر قلبه بها "


حرك يوسف رأسه بالنفي ليصدم مرة اخرى بكلماتها 

"لا اعرف ماذا حدث لي وكأنني صعقت بصاعق كهربائي بمجرد ملامسة يدي بيده. حتى انني لم اسيطر على ضربات قلبي المسرعة حتى الان "


ابتلع ريقه وهو يرفع يده ليقبل موضع يدها وهو يقرأ

" نعم ارتديت ثوبي الأبيض. انا عروسة. انا سعيدة. انا عروس وان كنا مفترقين فهذه الحقيقة"


ظل يقرأ ويقرأ ليصدم بحقيقة مشاعرها، عاد بالصفحات ليقرأ احلامها الجميلة بفترة هروبها منهم ليتفاجأ بحبها الكبير لحسن وكيف كان هذا الحب الصادق والصافي دون مصالح او حسابات 

صُدم بكلماتها

" فعلتها لأجل ان يشعر بي سمحت له وانتصرت على خوفي وانا بين يديه لأجل ام يشعر بقلبي ولكنه غير كافي انا بالنسبة له... احتاج برعايته وعلاجه فقط" 

هز رأسه بالنفي مؤكد على حبه الكبير لها

عاد بالأوراق قليلا للخلف ليقرأ

"لا اعرف لماذا اشعر بهذا الشعور عندما أراه. وكأن روحي تسرق مني. تزداد ضربات قلبي لدرجة انني اخاف ان يشعر بها. أحاول السيطرة على نفسي وعدم الجلوس معه ولكنه يسحرني بأحاديثه حتى أصبح أسيرة له" 


ابتسم وهو يحك بيده لحيته قارءا

 "هربت سريعا من أمامه لا اعرف لماذا. اعلم انني اشتقت إليه فلقد مر يومين على عدم مجيئه. ولكنِ لم اتوقع ارتباكِي وخجلي وهروبي بهذا الشكل "


" نعم احببته. لا اعلم هل هو أمر سيء ام جيد ولكنِ لم استطع مجابهة هذا الشعور بداخلي "


فرح يوسف بما قرأه اراد أن يتعرف عليها اكثر ارجع صفحات الدفتر للبداية حتى لامس اوجاعها وخوفها ولحظات انهيارها و وحدتها قبل لقائه. 


اقتربت الشمس على الشروق لتعلن عن بداية يوم جديد بل عهد جديد، بهذا الوقت كان يوسف يغلق الدفتر وهو يقرأ آخر كلماتها به "لقد عدت من جديد وحيدة. اعلم انه كان سيأتي هذا اليوم. ولكنِ لم اكن اعلم صعوبة ما سأشعر به. عدت وتركته خلفي ليبدأ حياة جديدة. واكتفيت انا بالذكريات، فيا ليتنا بقينا كما نحن بهذه البناية الصغيرة. يا ليتك بقيت حسن" ما زال لا يصدق ما قرأه 

ردد كلماته قائلا 

"انتِ مخطئة لم نكن شخصان ولن نكون. انا وهو نحمل نفس القلب. ولكنِ كنت… كنت فقط "


اغمض يوسف اعينه وهو حزين على نفسه كان يصدم يده على جبهته وهو يقول

" انا وهو شخص واحد"

وضع يوسف الدفتر مكانه وهو ينظر للساعة كي ينام ما تبقى من الوقت 


شعر بقلق حيال ان تلاحظ قراءته للدفتر، تحرك لينام على الجهة المعاكسة لمكانه كي لا تشك بالأمر 

لم يذهب بنومه بعد حتى سمع صوت فتح الباب استمر بتمثيل نومه حتى دخلت المطبخ و أحضرت الماء للصغيرة وعادت لتشربها وهي تهزها بنومها حتى عادا للنوم من جديد


لم تدرك سيلين تركها لباب الغرفة مفتوحا على مصراعيه ليدخل منه شخص كان من حماسه لم يستطع مواجهتها وهي مستيقظة.


دخل متسللا ببطء لينام بالجهة المعاكسة لها وهو ينظر نحوها قائلا لنفسه دون صوت 

"ان اردتي ان يعود حسن فليعود لا فرق لدي بل يناسبني كثيرا بعد ما قرأته عنه" ونام سعيد مبتسم غارق بنومه فهو لم ينم منذ لحظة تركها له.



الليالي المظلمة الفصل السادس والعشرين
Wisso

تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق
  • غير معرف2 فبراير 2025 في 2:07 ص

    روعه تسلم ايدك حبيبتي

    حذف التعليق
    • Amany Ahmed8 فبراير 2025 في 2:23 م

      يخرب بيت سوء الظن بين المحبين والأهل والأصدقاء الطيبين لما يدخل شخص زى غمزة ويوقع بين المحبين وتعمل نفسها بتكلم يوسف علشان تغضب سيلين وتزود الفجوة بين يوسف وسيلين وتقطع اى اما فى رجوعها معا من كذبها على سيلين وتعمل نفسها بتكلم يوسف
      الناس دى لها اسم او صفة يوقع بين الأشخاص المتحابين حسبنا الله ونعم الوكيل

      حذف التعليق
      • غير معرف8 فبراير 2025 في 2:24 م

        لما كل طرف يعذر التانى ويفهم ليه الطرف الآخر متعصب ويعذر البعض بعضهم ونسامح اكيد الحب يكون طريقة أسهل بينهم

        حذف التعليق
        • غير معرف8 فبراير 2025 في 2:25 م

          اعترفت اخيرا يا يوسف بيك انك بتحبها ومتعلق بيها وبالقوى كمااان
          عجبنى قوى إن يوسف يتصل بسيلين متعصب عليها انها تاركة بنتها كده واهملتها كأنها امها الحقيقية

          حذف التعليق
          google-playkhamsatmostaqltradent