recent
جديدنا

الليالي المظلمة الفصل السابع والعشرين

Wisso

 

     رواية الليالي المظلمة  

                             بقلم أمل محمد الكاشف




بدأ يوم جديد بنكهة الراحة والاسترخاء لا زالت العائلة الجميلة نائمة بجانب بعضهم البعض يتقلبون يمينًا ويسارًا غارقون بعمق وجمال نومهم، تحركت لي لي بمنتصفهم وهي تزن ببكائها  على إثر المخدر.


فتحت سيلين عينيها بعد أن شعرت بأنين بكاء الطفلة وهي نائمة.  لتنصدم حينها لرؤيتها له نائمًا بجانبهم على الفراش.

 

نظرت نحو الباب لتجده مفتوحًا لتتذكر ليلة أمس رفعت يدها ووضعتها على عينيها وهي تغلقهم قائلة 

"اووووف لقد نسيته"  


عادت لتنظر بحزن نحو صغيرتها بحضن ابيها فمن يسمع صوتها يعلم كم تأثرت بالمواد المخدرة وهذا الإجراء الطبي.


أرادت أخذها من حضنه كي تهدئها او توقظها كي تطعمها لعلها تهدأ قليلا، ولكنها تراجعت عن فكرتها خوفًا من استيقاظه. 

لم تدُم حيرتها وترددها حين رأته يضحك بنومه ضامم ابنته اكثر لحضنه مقبل وجنتها وهو مبتسم. 

غارت من حالته. تحولت عيونها  لشعلة نار تهيج من غضبها، اقتربت منه لتيقظه عمدًا كي لا يكمل حلمه مع غيرها، نسيت بتلك اللحظة كل شيء و ركزت فقط بحلمه وضحكه واستمتاعه. 

وبحجم غيرتها مدت يدها لتصدمه بكتفه لتوقظه بقوة جعلته يهتز معها قليلًا 


ذُعر وفتح عينيه سريعًا كي يرى ما يحدث حوله ومن تجرأ على فعل هذا به ليجدها أمامه تنظر له بعيونها الغاضبة، توقع أن تسلله للغرفة ونومه بجانبهم ما أغضبها، ولكنه تفاجأ بحديثها الذي سبق اعتذاره

"تأخرت على عملك يكفيك نوم بهذا القدر. عليك ان تلتزم بمواعيدك في ظل غياب اورهان بيه وتوجب اهتمامك بالأعمال بشكل أكبر حتى عودته"


تحركت واخذت لي لي من حضنه واحتضنتها داخلها،  تحرك للخلف كي يجلس متكأ  بظهره على رأس الفراش مندهشًا من حالتها، رفع يده ليفرك عينيه محاولًا أن يستوعب ما يحدث بجانبه 


نزلت سيلين من على الفراش وهي تمسح رأس لي لي مكان قبلات والدها

" الله عليم بماذا كان يحلم"


اتسعت عينها بعد تلفظها بما قالته لتستدير بعدها سريعاً ناظره نحوه متسائلة دون تفكير 

"بماذا كنت تحلم...؟"


وهنا وبعد أن خرجت الكلمات من فمها استيقظت على نفسها لتتفاجأ بما فعلته و تلفظت به 


استغرب يوسف استغرب بجلسته على الفراش وهو يجيبها

 "لا افهم... اي حلم... عن ماذا تتحدثين؟ " 


 ابتسم فجأة فور تذكره حلمه الجميل معها لتشرد نظراته الصامته بها لثواني معدودة 

جعلتها تشعر بالخجل، خفضت من عينيها  قائلة 

 "لا شيء وما دخلي انا بحلمك. احلم واضحك كما تشاء" 


حركت يدها كي تزيل قبلاته من على رأس صغيرتها  ثم تحركت لتخرج  من الغرفة وهي تقول له

" افعل ما تشاء وكما تشاء" 


(صدق من قال غيرة المرأة كالنار تأكل كل من يأتي أمامها) 


تركته خلفها بحيرة من أمره لا يفهم ما بها تحرك وانزل ارجله وهو يحرك شعره للخلف قائلا

 "ما هذا الصباح عن ماذا تتحدث" 


و وقف ليخرج من الغرفة ولكنه تذكر دفترها وما قرأه ليبتسم ويزدهر وجهه من جديد 


رفع قامته ومد باكتافه على جانبيه واكمل سيره بهما كالسابق  

(الحمدلله خرج بطلنا من مرحلة الاستهبال ودخل بمرحلة عدم الفهم الشكر لله 😂😂😂انعم واكرم علينا ببطل فلة هههههههه، انا مشفقة على احلام البنات والله) 


كان من المفترض أن يدخل للحمام كي يبدأ برحلة استعداده للذهاب للشركة 


ولكن اخذهُ حماسه وتحرك نحو المطبخ وهو يسير بنفس الشكل 


استدارت سيلين لتنظر نحوه بتلقائية ثم عادت لتحضر طعام لي لي، تحدث مغيرًا من نبرة صوته كي يصبح بصوت حسن من جديد قائلا 

"لا تتعبي نفسك انا من سيعد لنفسه الفطور اليوم بالأصل لن احتاج الى الكثير سأكتفي بشطيرة الجبن وكأس شاي" 


لم تجب عليه ولم تستطع النظر نحوه، بعد أن دخلت بصدمه فور سماعها لنبرة صوته التي إعادتها لبداياتهم الجميلة، تسارعت دقات قلبها بمجرد استرجاعها لذكرياتها السابقة.


تحركت وخرجت من المطبخ متوجهة مرة أخرى للغرفة، جلست بالصغيرة على الفراش وباهتمام كبير بدأت بإطعامها.

استجابت لها لي لي المتعبه وكأنها بنصف وعي فظاهرها نائم ولكنها ليست بنائمة تفتح فمها لتأكل بأعينها المغلقة فقط.


وبعد وقت قصير انهت سيلين إطعام لي لي و جعلتها تعود لنومها مرة أخرى على الفراش بهدوء، ثم تحركت وهي ممسكة بطبق الطعام لتخرج من الغرفة 


لتجده امامها يخرج من الحمام وهو ما زال يتحرك بشكله الغريب، لم تتحدث معه تجاهلت ما يفعله وتحركت صامتة لتدخل المطبخ وهي تنظر للإرجاء لتجده كعادته القديمة لم يحضر شيئًا لنفسه يقول "سأفعل أنا ولكنه لم يفعل"


فكرت أن تحضر هي الفطور ولكنه أتى من خلفها ليقول لها بصوت حسن 

" سأذهب أنا كي لا أتأخر على الشركة " 


وغمز لها بعيونه الباسمة كالسابق ليتركها خلفه بحيرة من أمرها، بل ليتركها تتقلب ببحور الذكريات والبدايات وما أجمل من البدايات دائمًا... 


ظلت بحيرة من تصرفاته طوال اليوم تتذكر حركاته وصوته وهي مبتسمة، لم يختلف الحال كثيرا لدى يوسف الذي ظل يبتسم بفرحته كلما تذكر ما قرأه بدفترها 

اغمض عينيه ليتذكرها بجانبه وبحضنه وهما يرقصان ازدادت ابتسامته وهو يفتح اعينه ليكتب بالقلم الذي بيده 

  "جميعها كانت لأجلي"


مر مزيد من الوقت اطمئن يوسف على هوليا واستقرار حالتها بعد نجاح العملية 


لم يمر اليوم بهذا الهدوء فقبل انتهاء موعد الدوام جاء ليوسف اتصال جعله يسرع بخروجه من الشركة وهو قلق يتحدث بالهاتف مع الطبيب قائلا له 

" سأنتظرك رجاءً عليك أن تسرع" 


بمنزل سيلين كان الأمر أكثر توترًا بسبب ارتفاع حرارة لي لي، انتهى الطبيب من الفحص واطمئنانه على مكان العملية لينظر لهم قائلا 

 "ليس هناك خطورة عليها، من الممكن أن يكون المخدر سببًا في إرتفاع حرارتها بجانب بداية التهابات بسيطة مكان الجرح يمكننا السيطرة عليها وخاصة أنها بالبداية" 


اخرج الطبيب روشتة العلاج وكتب بها بعض الادوية المضادة للالتهابات بجانب مسكن أقوى مما كانوا يعطوه لها، كما شدد مرة اخرى على اهمية الحفاظ عليها وعدم اخراجها او اختلاطها مع احد اخر، مع استمرار وضع الكمادات وقت الحاجة لأن ارتفاع الحرارة يؤذيها وخاصة بوجود الالتهاب. 


استمر الطبيب بزيارة لي لي كل يوم كي

يطمئن على وضع الجرح 


كما اهتم الزوجين بصغيرتهم حتى كادوا أن يفارقوا النوم وهم يسهرون بجانبها، نسوا انفسهم وما بينهم في ظل ملاحقتهم على الاعتناء بها والحفاظ عليها 


أصبحوا ينامون بنفس الغرفة يتناوبون بالنوم لأجل نومها الغير مستقر فهي مغمضة الأعين تأن و تزن بشكل مستمر لا يعلمون إن كانت مستيقظة أم لا. 

مرت أربعة أيام على هذا الشكل، ليبدأ الأمر بعدها بالاستقرار الى حد ما بعد هذه الليلة التي نامت فيها الصغيرة بشكل هادئ، نظرت سيلين نحوه  وهي مرهقة تسأله 

"هل تريد مني شيئًا قبل نومي"


طال رده لتكتشف انه نام قبل صغيرته لتبتسم وهي تنظر نحوهم مغمضة عينيها 

لتنام بجانبهم فجميعهم متعبين جراء وضع الصغيرة الطبي والسهر المتواصل والارهاق طوال اليوم خلفها والاكثر حزنهم وخوفهم عليها.


تحسن الوضع بين الزوجين فأصبح يوسف يستيقظ ليودعهم بالصباح كي يذهب للشركة وهو قلق يتصل بها طول فترة الدوام للاطمئنان على ابنته. 

تعمد بتغير نبرة صوته ليذكرها بحسن في اغلب حواراتهم، وبكل مرة يفعلها يجعلها في حيرة من أمرها متسائلة

 "لماذا عاد ليتحدث ويتحرك مثله ويغمز بعينه حين يتحدث" 

ومع ذلك سيطر عليها، تملكها فرحة شعورها بعودة حسن أول من دق قلبها له مما زاد هذا من ارتباكها وخجلها و حيرتها.


عادت لي لي بوضع افضل من السابق ولذلك قررت سيلين حضور اجتماع مهم بالشركة 


اقترح يوسف أن يضع الصغيرة بأمانة السيدة انيسة، وافقت سيلين بشرط أن تأتي هي لهم فلا زالت قلقة بشأن خروج لي لي من منزلها.

أومأ برأسه وهو ينظر لها بعيون راجيه قائلًا "ألم يحين موعد عودتنا لمنزلنا"  


 تجمعت الدموع بعينها  ليسرع هو بحديثه قائلا 

"اعلم أنني أخطأت اعتذر منكِ. ولكنِ بأول الامر. يعني ما أعنيه أنني لم أكن أعلم بجدية ما اشعر به. كانت هناك مشاعر كثيرة داخلي لا اعرف ترجمتها الصحيحة. كنت اخجل من نفسي ان شعرت اتجاهكِ شعور المحب. فأنتِ بالنسبة لي أكبر كثيرا من هذا القدر" 


تحركت مبتعدة عنه كي لا تبكي أمامه، امسكها من ذراعها ووقف امامها وهو ينظر لعينيها مكمل حديثة لها قائلا 

"كنت اشعر انني بحاجة لقربك. عندما تضيق علي دنياي اجدكِ انتِ من يجول بعقلي. اهرب إليكِ وألقي بنفسي بين يديكِ كي تهونين علي ما أنا به. وعندما تغيبين أشعر وكأن شيئا ما ينقصني اظل ابحث عنه حتى اجدكِ امامي حينها فقط يرتاح قلبي و عقلي عن البحث" 


تساقطت دموع سيلين وهي تستمع له ليرفع هو يده ويزيل دموعها بيده الحنونه مكملًا

"اكتشفت انهم كانوا جميعًا لأجلي. عقلي يتحجج بعلاجكِ ولكن اتضح ان قلبي من كان يريد علاجه بحضنك وبجانبكِ" 


( واخيرا قالها💃💃💃... قال احبك قالها 💃💃وربنا هرمنا يا ابن امينة لأجل هذه اللحظة ايه رايكم نسدل الستار ونكتب النهاية🙈 اسمعوا مني دا ابن امينة والماضي يشهد) 


رفع يوسف يده ليلامس شعرها بعد طول غياب واشتياق ليرجعه للخلف ممسكًا بهِ بقوة الاشتياق ناظرا لعيونها مرة اخرى قائلا 

"هو من أسرني. كنت اعتقد انه أثارني من اول يوم عندما تفاجأت بهِ امام خالتي. ولكن اتضح انني اُسرت بهِ منذ اللحظة الأولى التي رأيته بها وانتِ بجانب والدكِ"  


خجلت من نظراته وكلامه وخاصة طريقته بلمس شعرها التي أظهرت صدق مشاعره و كم اشتياقه تحركت مبتعدة عنه وهي تقول

"تأخرنا علينا أن نتجهز " 

استمتع بخجلها ليقترب منها قائلا لها

"ولكن علينا اولًا فعل شيء لم نفعله منذ وقت طووووووويل" 


استغربت من طريقة تحدثه وعيونه التي اصبحت تضحك ومدة لكملة طوووويل بشكل مضحك 


هزت رأسها متسائلة باستغراب

"وما هذا الأمر الذيـــ" 


لم تكمل سؤالها حتى وجدته يحتضنها قائلًا

 "لم اجدد طاقتي منذ لحظة خروجكِ من منزلنا. لقد فرغ شحني واصبحت اتجول ضعيفاً هزيلاً. أليس مؤسف علي" 


(اخ يانه ماله قلب على جوتشي 😂😂 مكنا حلوين و احنا بنستهبل🏃‍♂️🏃‍♂️) 


اغمضت عينيها خجلة تستمع له بوجه قرمزي، ليبدأ رقصه وحركته الهادئه يدور بها في المكان مستمتعًا بقربها وراحته لما أخرجه واعترف به.

 استيقظت لي لي لتجدهم على حالتهم بكت من غيرتها ودلعها، تحرك يوسف ليحتضن ابنته كي يكمل بها رقصهم، ولكنها رفضت ان تذهب لحضنه مقتربة من سيلين رافعة يدها نحوها، رفعتها بحضنها لتجدها تقبلها على خدها عدة قبلات متتالية لتزداد سيلين خجلا على خجلها.

عقد يوسف حاجبيه وهو يمثل دور الحزين بصوته الذي اشبه بالبكاء قائلا

 "أين نصيبي من هذه القبلات" 

تحرك مقتربًا منهم مقربًا وجنته نحو ابنته لتقبله هو أيضا عدة قبلات كما فعلت مع لين،  

ثم قربت رأس ابيها نحو لين كي يقبلها هو ايضا. 

خجلت سيلين وبدأت تتحرك هاربه منهم ولكنها لم تستطع التحرك  بعد أن سبقها القلب العاشق المشتاق وطبع تلك القبلات المطولة على وجنتها الشديدة الاحمرار. 


هربت تاركة الطفلة بحضنه قبل ان تعطي الصغيرة الفرصة كي تطلب منها تقبيل أبيها.


ليبتسم وهو ينظر خلفها قائلا لابنته بصوت منخفض

 "كيف لم الاحظ حالتها من قبل، هل أنا دب لهذه الدرجة" 


لم تفهم لي لي مما قاله أبيها سوى أنا دب ليتصاعد ضحكها وهي تقول " با با دب "


(بصراحة يستاهل ده الدب اهون بكتير منه🤣. احنا ممكن نقول حطب هيبقى لايق اكتر. ولكن عشان اكون محقة هو كان حاسس بيها ولكنه دب مش عارف يترجم احساسه🙈. الدببة الوحيدين من يقتلوا ابنائهم من كثرة حبهم لهم. واسدنا كان هيقتلنا كلنا مجلوطين لولا ستر الله علينا🤣🤣" 


تلفظ بها في لحظة صدق المشاعر ولكنه لا يعلم انه سيندم عليها كثيرا  حين أصبحت لي لي ترددها ككنية جديدة له.

في شركة شاهين لصناعة الفولاذ 


تجمع المدراء والموظفين ليبدأوا اجتماعهم الموسع مع شاهين وعدة رجال أعمال آخرين لمباحثة وتقديم أكثر من عرض وفكرة،  بجانب مناقشة عدة أمور متعلقة بمصلحة الأعمال المشتركة 


انشغلت سيلين بتدوين النقاط الهامة و اعطائهم الأوراق والمستندات التي تخص أحاديثهم، تفاجأوا بها جاهزة لكل شيء مما جعل شاهين يشيد بذكائها ونجاحها بعملها وإتقانه بفترة قصيرة. 


بالأصل لم يكن هذا حديثة الأول لها ولم تكن نظراته طبيعية نحوها ليصبح الأمر زائد عن الحد 


حاول يوسف تمالك أعصابه أمام شاهين ولكنه لم يتحمل تماديه لهذا تدخل بأحاديثه وهو ينعتها بزوجتي العزيزة.

اشتد المد والجزر بين الطرفين حتى أشبه الاجتماع بحرب صغيرة بين شاهين الذي يعتقد أنهم يمثلون أمام الجميع وسينفصلون بناء على حديث غمزة له. وبين يوسف الذي اقتربت الغيرة على انفجاره بوجه الجميع. 


تفاجأت غمزة من موقف شاهين فأخر شيء كانت تتوقعه ان ترى اهتمامه بسيلين وهو من يلتف حوله فتيات الطبقة المخملية والثريه كي يسقطوه دون جدوى.

رأت سبلين بأعين حبيبها غيرته الحارقة المفرحة لقلبها حتى انها بهذه اللحظات شعرت كم هي غالية بقلبه


خرجت غمزة بجانب شاهين كي ترافقه طريقة للخروج  من الشركة لتأتيها صدمتها الاخرى حين أصبح حديثه كله واستفساره عن سيلين لتزداد غيرتها اكثر واكثر.


تقرب يوسف من زوجته فور انتهاء الاجتماع وكأنه يحاول تهدئة داخله واقناع قلبه انها له وحده، أصبح يتدلل عليها بصوت حسن لتزداد هي انسيابًا و غرقًا بحبه 


كان يومًا اكثر من ممتع لم يخلوا من الاحضان المتكررة و الغمز بالأعين و القبل التي تطبع على وجنتها بشكل مفاجئ بمنتصف الممر ليتركها بعدها دون تحرك ولا تنفس من خجلها.


فرح يوسف بهذا الانسجام والتقارب والصلح الجديد حتى أنه قرر الاتصال بالسيدة أنيسة كي تجمع أغراضهم للذهاب لمنزلهم عند عودتهم. 


وقبل اتصاله بأنيسة كان عليه أن يتصل بفضيلة هانم ويشرح لها الامر كي تتحدث مع اورهان ليعطيهم فرصة اخرى وذلك لحرصه الشديد على احترام أورهان بيه وعدم تخطيه بأمر كهذا.


لم يتبقى الكثير على انتهاء الدوام سوى اجتماع صغير مع المسؤولين عن الحسابات الخارجية للشركة.


 تركت سيلين الجميع مجتمع على طاولة الاجتماع وخرجت لتنهي اوراق مهمة بالطابق الأسفل لتكون بهذا قد انهت اخر شيء بعملها اليومي.


وبالفعل نزلت بوجهها المبتسم وعيونها الخجلة تغلقهم من فرحتها بين الحين والآخر، وبعد وقت ليس بكثير انهت سيلين أمر الاوراق وعادت لتصعد للطابق العلوي 


كانت تنتظر المصعد كي يصل ويفتح امامها نظرت للإرجاء حولها لتجده امامها صُدمت واتسعت اعينها من المفاجأة 


حاولت التماسك و استمرار تنفسها بهدوء، بدأت تهتز من سرعة دقات قلبها ومحاولاتها الحفاظ على أنفاسها التي أصبحت تخرج منها بشكل قوي وسريع منبئة عن قرب سقوطها.


تراجعت للخلف خطوات وهي تنظر نحوه نظرات ثابتة حتى صعدت الدرج بهذا الشكل. 


استدارت لتصعد راكضة على الدرج فور اختفائها من امامه، وصلت لغرفة يوسف وهي منفصلة عن محيطه.


فتحت الباب بسرعة واغلقته بقوة واقفه خلفه بعيونها المتسعه وصدرها الذي اصبح يرتفع وينخفض من قوة تنفسها السريع  


سرعان ما نظر يوسف نحوها و سرعان أيضا ما فهم امرها من عيونها المتسعة الثابتة وحالتها أنهى اجتماعه على الفور واخرج الجميع من مكتبه دون تفسير، استغربوا العاملين  حالتها و همهمتها بكلماتها

 " لقد أتى.. لقد رأيته.. أتى" 


أغلق يوسف الباب خلفهم وهو ممسك بيدها قائلا "ماذا حدث هل تخيلتي رؤيته من جديد" 

لم تستطع إجابته من انفاسها السريعه وذعرها سوى "أتى… رأيته". 


تركها مقترب من الباب قائلا 

 "سأتأكد من وجوده وأعود إليكِ"  


تمسكت بجاكيته بقوه وهي تترجاه

"لا تتركني له. لا تذهب وتتركني له"  


اقترب وامسكها من ذراعيها ناظرا لداخل  عيونها قائلا 

" لن اترككِ له لقد اخبرتكِ أكثر من مرة بهذا. اتمنى ان يكون قد جاء بالفعل ليأخذ مني ما يستحقه اتركيني لأنظر للكاميرات واعود " 


تمسكت به بقوة حتى انها دفنت رأسها بداخله كي تختبئ بحضنه وهي تترجاه ان لا يتركها 


لم يستطع تركها وهي بهذه الحالة ضمها أكثر ليهدئها بداخله ثم تحرك بها نحو الاريكة الجانبية كي يستطيع السيطرة على اهتزازها وذعرها 


وبعد فترة من تهدئتها واعطائها دوائها الخاص بها تحدث معها بهدوء كي يفهم أين رأته وماذا كان يفعل 


هذه المرة استطاع يوسف التأكد من صحة ما تقوله بعد أن طلب من موظفي الأمن ارسال مقاطع تسجيلات الكاميرا عبر البريد الإلكتروني الخاص به. 


وبعد دقائق وصلت المقاطع لحسابه  ليتأكد من صحة ما قالته فلقد وصل الوحش فعليًا للشركة، استدعى يوسف موظف الأمن الذي كان يتحدث معه سأله عن الحديث الذي دار بينهما و ماذا كان يريد منه.


تردد وارتبك الموظف فصوت يوسف وحالة سيلين جعلته يشعر بالخوف حيال ما قاله 


لينتج عن هذا الخوف عدم إخبارهم بكل الحقيقة فلقد تراجع وكذب عليهم وهو ينفي اعطائه اي معلومات خاصة بالعاملين أو اي شيء يخص الشركة 


عاد الوحش لغرفته الصغيرة بالفندق القديم وهو منتصر فرح بما حصل عليه من معلومات 


كانت عيونه تلمع كلما رن بإذنه كنيتها الجديدة "سيلين بيرقدار أميرة الفولاذ"  


مع الاسف فهو كما قالت عنه سيء وخطير لا أحد يستطيع مجابهته فبخدعة صغيرة وصل لكل مراده واكثر


ألقى بنفسه على الفراش وهو فاتح يديه وارجله فرحا بوصوله إليها و أيضا لثروتها وأموالها.


كان يقول لنفسه 

"انتِ ملكي انا. وستكونين لي من جديد. سنرى ماذا ستفعلين كي اصمت عن اخبار زوجكِ العزيز بما حدث بيننا" 

ضحك بفرح تحدث به

" لقد اشتقت اليكِ يا بياض الثلج "

في المنزل تحدث أورهان مع يوسف عبر الهاتف ليعلم منه مستجدات الأمور 


طمئنه يوسف بان زوج امها لم يصل لأي معلومة تخص وضعها وبهذا سيكون من المرجح عدم عودته مرة اخرى للشركة و المنطقة. 


أنهى يوسف حديثه مع اورهان بعدما طمئنه عليها وتحرك ليعود لغرفتها كي يطمئن عليها بنومها، اعتصر قلبه حزنًا عليها فهي حتى بنومها وتأثرها بالمهدئ تهتز ذعرًا وخوفًا منه. 


اقترب سريعًا ليتمدد بجانبها ويأخذها بحضنه وهي نائمة كي يضمها بقوة مقبلًا رأسها ليتفاجأ بدموعها وتمسكها به 

"لا تتركني له "


كانت هذه الدموع كفيلة برج يوسف من داخله ليدخلها اكثر الى داخله وكأنه بذلك يريد ان يخبئها من اي شر قائلا لها 

"لن اترككِ لأحد لن اترككِ "


انتهت ليلة شديدة الصعوبة قضاها يوسف بتهدئتها داخل حضنه  


اما لي لي فكانت تحت رعاية أنيسة ابله بغرفتها الخاصة في منزل اورهان 


ظل الوضع بهذا الشكل لمدة يومين حرص يوسف بهم  على تحسين حالتها  

عاد اورهان من سفره خوفا على ابنته الروحية حاول إقناعها بمواجهته للوحش و اخذ حقها منه ولكنها لا زالت مترددة رافضة للأمر برغم انه وعدها بمساعدتها ومساندتها والوقوف بجانبها.


قرر اورهان ويوسف عدم ذهاب سيلين للشركة بالوقت الحالي وممارستها لعملها من المنزل، كما قرر اورهان ان لا تترك منزلها الحالي وتعود مع يوسف لمنزله مبررا انها بجانبه في مأمن أكثر.


استمر الحال على هذا المنوال حتى مر أيام على الحادثة واسبوعين على خروجها من المشفى 


وفي صباح يوم جديد استعد يوسف واورهان للخروج للعمل وهم يدعون سيلين و الصغيرة بأمانه الله 


خرج اورهان من المنزل ليعود يوسف ويخطف قبلة من وجنة اميرته القرمزية وبالطبع اسرع ليضع قبلة مماثلة على رأس طفلته الغيورة. 

عاد لينظر لها وهو يتحدث بصوت منخفض قائلا

 "أرى أنه ليس بالضروري ذهابي اليوم للعمل" 


ردت عليه باستغراب وقلق

 " هل انت متعب" 


اجابها بحب كبير

 " لا ليس تعب. ولكن هناك أحاديث اريد ان اتحدث بها معكِ" 


استغربت من حديثه متسائلة باهتمام 

" عن ماذا سنتحدث" 


ضحك من حالة وجهها ليقترب بحب قائلا لها

"ستهتم انيسة بصغيرتنا. ونحن نتحدث سويا بغرفتنا فلقد اشتقت للحديث بجانبكِ" 

و غمز بعينه وهو يكمل

"ألم تريدين معرفة بماذا كنت احلم. انتظري لا يمكنكِ الكذب بهذا  فلقد ألقيتيه بوجهي لأكثر من مرة حتى آخرها بيوم أمس " 


ارتبكت من خجلها قائلة بسرعه

"لا يمكن التغيب عن العمل. وايضا لقد تأخرت على اورهان بيه لا تجعله ينتظرك اكثر "


ضحك متحدثًا بثقة 

" يمكنني إنهاء الأمر باتصال هاتفي"


مدت يدها وإدارته ليخرج من الباب، لوح بيده ناظراً لابنته ليجدها تقول له 

" با با دب" 


ضحك الجميع على ما قالته، اعتقدت سيلين انها تكررها بالفترة الأخيرة بناء على لعبة لعبوها سويًا، ضحك يوسف بصوت عالي لعمه بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة، فلقد جعلته ابنته يندم على قولها امامها من كثرة ما نادته بها وكأنه ذنب عليه تذكره بكل وقت. 


اخبرها يوسف بتغيب انسية اليوم لانشغالها بظروف خاصة بعائلتها، ليقع الأمر على عاتق سيلين التي ارغمت على الاعتناء بصغيرتها بجانب تأديتها لعملها عن طريق اللاب توب 

قررت ان تعمل بغرفة لي لي كي تنشغل الطفلة بألعابها اثناء عملها وقد اثبتت انها محقة حين انشغلت الصغيرة بترتيب العابها وابتعدت قليلا عنها حتى اندمج كل منهما بما يعمل. 


رن جرس الباب استاءت سيلين فهي اصبحت بوضع لا تستطيع ترك الجهاز قبل تأكيد الطلب، وهذا ما جعلها تتجاهل الصوت لأكثر من مرة، ألحت الصغيرة عليها معتقدة انه الدب عاد ليلعب معها وبرغم نفي سلين وهي تضحك ان يكون ابيها، خرجت لي لي من الغرفة تركض نحو الباب محاولةً فتحه وهي تقول " با با دب" 


تركتها سيلين ثواني معدودة لتأكد الطلب ومن ثم تحركت وهي تقول لها 

" ما زال الوقت مبكرا لا يمكنه العودة الآن" 


و وضعت حجابها على رأسها وفتحت الباب بكل ثقة وهي تعتقد أنه شخص من خدمة السكن 


وبالفعل وجدت امامها احد العاملين بخدمة السكن ولكن الغريب هذه المرة أتاهم رجلا وليس امرأة، نظرت لمن كان منحنيًا للأسفل يرتب معدات النظافة قائلة

"انتظرني حتى أخذ بعض الاغراض من غرفة الصغيرة واترك لك المنزل بعدها كي تنظفه براحتك" 


وتحركت للداخل وهي تقول للطفلة 

"احضري بعض الالعاب معكِ سنذهب لمنزلنا قليلًا ثم نعود" 


اخذت سيلين الاب توب والأوراق و خرجت من غرفتها وهي تنادي على لي لي أن تسرع خلفها، و بمجرد خروجها من الغرفة وجدت زوج أمها يقف أمامها 


لقد حدث ما تهربت منه طوال تلك الفترة. فهو الان امامها و ليس بجانبها من يحميها منه. نظرت نحوه بعيونها المتسعه لتتأكد مما تراه. انه حقا امامها ام انه خيال. ابتلعت ريقها بذعر فهي تعلم جيدا تلك النظرات الخبيثة الصفراء الغادرة و تلك اليد التي تتحرك على شفتيه بطريقة مقززة شهوانية مريضة، سمعت صوته الذي لا زال يردد  تلك الكلمات التي خرجت منه  كما كانت تخرج في الماضي قبل كل اغتصاب 

" انتِ ملكي الآن" 


الليالي المظلمة الفصل السابع  والعشرين
Wisso

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • غير معرف3 فبراير 2025 في 2:35 م

    روعه تسلم ايدك حبيبتي

    حذف التعليق
    • Amany Ahmed photo
      Amany Ahmed8 فبراير 2025 في 11:29 م

      الحلقة كلنت جميلة جدا ماعدا النهاية مرعبة جدا جدا ومؤلمة ده وحش فعلا لا يخاف شيء ولا أى أحد ويمكنه أن يخدع اى أنسان ويصل لما يريد كما أنه يستطيع أن يخرج من اى مشكلة بريء بهذا الخداع

      حذف التعليق
      google-playkhamsatmostaqltradent