recent
جديدنا

أحكي يا شهرزاد الفصل السادس والأربعين



 مرت عدة دقائق عصيبة على شهرزاد مثلها مثل كل أمرأة تبدأها أعراض المخاض حتى خروج طفلها من رحمها، تلك الدقائق التي تزيد وتنقص بعددها و وطئ صعوبتها من امرأة لأخرى لاختلاف مدى الألم والعذاب بتلك اللحظات لدى الجميع.


 يختلف بالألم ولكنه يجتمع بلحظة واحدة وهي سعادة رؤية الأم لطفلها تلك اللحظة الكفيلة بمسح عذاب المخاض من الذاكرة وتحويلها لحب وحنان وعطف وهنا كان السبب بخلق حواء من أدم وهو نائم بينما تعيش حواء لحظة خروج وإحياء طفلها من داخلها وهي مستيقظة ليتحول الألم لديها لحنان وحب ونسيان وعودة لتكرار التجربة عكس آدم الذي ينفر ويكره ويبتعد ان شعر بالألم. 


اجتمع الاحية بداخل غرفة المشفى حول فراش شهرزاد وهم سعداء بسلامتها الكاملة.


دخلت الممرضة وهي تحمل الطفل:

 " حمدالله على السلامة، اطمئن الطبيب عليه وكل شيء على ما يرام تستطيعون ابقائه لديكم لا داعي لاعادته للحضانة من جديد".

 

تحرك شريف بسعادة كبيرة ليحمل طفله من الممرضة متسائلا:

" متى يمكننا الخروج؟".


اجابته الممرضة:

" ساعتين على الأكثر، تبقى تركيب محلول طبي ومن بعده نقيس الضغط لدى الأم وإن كان كل شيء سليم سيتم تخريجهما".


شكرها شريف وتنحى جانبًا لتقترب الممرضة من شهرزاد كي تركب لها آخر محلول طبي موصوف لها من قبل الطبيب.


اقتربت توتة بوجهها الفرح من شريف لتأخذ الطفل منه لتبدأ بتحديثه وتدليله بأجمل الكلمات الحنونة، اقترب البدري بوجهه المبتسم من زوجته قائلا:

 " ماشاء الله ليتربى في عز والديه".


وبحب وحنان كبير تحدثت توته لأختها بصوتها الذي صغر من فرحته:

 " ذكرني بباهي وهادي وهم صغار، ما أجمله سأكل يديه الصغيرتين''.


ضحك البدري على حالتها قائلا:

 " أخشى أن تكون صادقة فيما تقوله وتأكله حقا''.


تحدث شريف من جانب شهرزاد قائلا بنبرة سعادتهم التي امتلأت الغرفة بها:

 " لن اسمح لأحد أن يأكله غيري والله هو من اكل عقلي بجمال صغره".


وبحب ردت أمال:

 " ما شاء الله وجهه اكبر من جسمه وكأني أرى امه بأول ولادتها".


تحدث شريف:

 " وانا ايضا كنت بوجه كبير و وجنتين منفوختين مثله".

 

ردت زيزي باستغراب و وجهه مبتسم لتسأله:  

" هل كنت كذلك؟".


ضحك الجميع على حالة شريف ورفضه ان يشبهوا أميرهُ لأحد غيره.


تحدثت توته قائلة للبدري:

 " بهذا السن كنت احب ان احكي لهم الحكايات واغني بجانب آذانهم بصوت هادئ كي يناموا باسترخاء".


أكملت شهرزاد الحديث للبدري وهي تسخر من حالها قائلة:

  " وكنت أنا أعيب على ما تفعله ونعتها بالمجنونة حتى كنت اسألها هل بعقلك الصغير تعتقدين أنهم يفهمون عليكِ وهم بهذا السن".


قاطعها شريف من الجوار:

 " ولكني اخبرتك بأن طفلي سيفهم علي حين اغني واحكي له الحكايات".


ضحكت شهرزاد مكملة حديثها للبدري:

'' أسمعت ما قاله! ظللت أعيب عليها حتى ابتليت وعلمت حقيقة قول من عيبَ على أحد اُبتلى بعيبه".


اقترب البدري من توته أكثر ليحدثها بصوت لا يسمعه غيرها:

 " غار قلبي الآن وانا ايضا اريد صغيرًا كهذا العب معه ويلعبون الأولاد به''.


نظرت لوجهه القريب بابتسامة ساحرة قائلة:

 " يكفينا ما لدينا وايضا اخشى عليه من الأولاد كما قلت سيلعبون به وليس معه، انظر لصغره سيأكلوه دون تراجع''.


ضحك البدري وهو يسبح منسجما بسعادتها قائلا:

 " نعم أنتِ محقة اقسم أن سلمى ستفعل معه ما تفعله مع فخذ الدجاجة المسكينة ".


صمت الجميع وهم ينظرون نحوهن وهم سابحون بحديثهم الجانبي المفعم بالسعادة.



لم يستمر هذا الانسجام بمجرد رجوعهم لمنزلهم في مدينة نصر حيث وجدوا ناهدة ممسكة بالعصا وجالسة أمام الأولاد بعد أن أجلستهم جميعا على الأريكة الكبيرة قائلة:

 " أقسم بالله من أسمع صوته سأضربه بها".

 


تحدث البدري قائلا:

 " عليكِ أن تعتادي ويطول نفسك معهم كي تستطيعي تحمل اطفالك".

 

ردت ناهدة عليه بضيقها:

 " أن كانوا كهؤلاء فانا لا أريد أطفال، رأسي ألمتني من شجارهم وصراخهم باللعب أتعبوا قلبي وهم يتشاجرون ويتصالحون بكلتا الحالتين متعبين".


تحدثت توته لناهدة:

" اتصلوا بنا من العيادة تم تقديم الموعد عليكِ أن تتجهزي لكي تذهبا دون تأخير'' 


ردت ناهدة متسائلة باستغراب:

  " ألن تأتي معنا؟".


نظرت توته لزوجها ثم عادت ونظرت لناهدة قائلة:

 " ومن سيبقى مع الاولاد من الصعب تركهم لوحدهم، وأمي في منزل شهرزاد وإلا كنت تركتهم لديها، لا تقلقي اذهبي أنتِ مع سيد وكل شيء سيكون على ما يرام".

 

تحرك البدري ليجلس وسط الأولاد وهو يقول لهم بصوت منخفض:

 " ألم تستطيعوا ضبط أنفسكم بغيابنا".


أكملت ناهدة حديثها قائلة:

" البدري ابن عمي يبقى معهم وأنتِ تأتي معنا".


 تحدث البدري بسرعة ليقاطعها قائلا:

" أقسم إن حدث ستجدوني أصل للبلد قبل وصولكم للدكتور، هل فقدت عقلي كي اقبل بشيء كهذا".

 

تحدثت توته لتطمئن ناهدة وتتفق معها على ما ستقوله للطبيب واخبرتها انها مجرد زيارة أولية وعليها القيام بعدها بعدة تحاليل وفحوصات يعني بكل الأحوال لن يحدث شيء بهذه الزيارة.


تجهزت ناهدة وزوجها على عجل وخرجا، تحدث البدري قائلا:

 " من الجيد انهما ذهبا وحدهما لقد علقا بياقتنا".

 


ردت توته بخجل:

 " كان عليك ان تراجعهم برأيهم وتصر على رجعتهم إلى هنا".

 

ضحك قائلا:

 '' هل تريدين أن أكذب وامثل عليهم تطوقي لبقائهم معي، من غير شيء تحملت لأجل ولادة اختك ورعاية ناهدة للأولاد في غيابنا وإلا كنت خيرتهم بأي منزل يريدان البقاء لنذهب نحن في الاخر". 


ابتسمت بجوابها:

 " والله خجلت منهم حين اقترب اظهارك للفرح وهم يخرجون من المنزل".

 

مازحها بضحكه:

 " هل رأوا رقص قلبي؟".


ضحكت واضعة يدها على فمها ليقترب ويقبل هذه اليد مما جعلها تقطع ضحكتها التي ما لبثت وأن تحولت لسعال من المفاجأة.


اقترب بجلسته منها مكملا:

 " ما بكِ هل استكثرتي علينا أن نبقى وحدنا لعدة أيام، وايضا أليست هذه ناهدة أم شخص أخر".


رفعت كتفها ليصل لرأسها التي حُنيت عليه:

 " نعم هي ومع ذلك خجلت".

 

مال على كتفها المرتفعة وطبع قبلة جديدة قائلا بعدها:

 " ألم تسمعي كلامها المعسول الذي قالته للأولاد قبل خروجها من المنزل".

 

تجمعت داخل نفسها محاولة الابتعاد عنه بقامتها العلوية قائلة: " تبقى القليل لتدعو عليهم''.


حاوط خصرها وهو يميل عليها متفوها بكلماته المفعمة بالشوق:

  " تعبت اليوم من الذهاب والعودة بالشمس ما رأيك بأن ننام قليلا".


خجلت متحججة:

 " والأولاد؟".


اجابها بسرعة:

 " فلنغلق الباب وننبه عليهم أن يبقوا هادئين لا تقلقي تعلمين عند الجد لا يستطيعون التنفس أمامي حتى يمكنني أن أطالبهم بالنوم في تلك الساعتين''.


وقبل أن ترد توته وجدا سلمى تركض على أبيها صاعدة عليه بسرعة كبيرة لتختبئ خلف ظهره ومن ورائها الأولاد يقسمون على ضربها والانتقام منها لما فعلت بعلبتهم.


تكالب الأولاد ليصلوا لسلمى خلف والدها كي يضربوها، لتبدأ توته بتدخلها والتحدث معهم لتقليل العقاب على سلمى دون استطاعة.


وبعد يومين من الولادة أصر شريف على أمال أن تذهب لمنزلها بهذا اليوم كي ترتاح وتعود إليهم بالغد.


رفضت أن تترك ابنتها ولكنه اصر اكثر وتحرك لينزل قبلها منتظرها بالسيارة كي يوصلها بعد أن رأى تعبها وسهرها بجانب الطفل طوال اليومين الأولين.


  خضعت أمال لضغطهم عليها وخاصة بعد اتحاد شهرزاد مع زوجها، نزلت اليه وهي توصيه على الطفل وابنتها، وبكل ثقة اخبرها أن طفله سينام اليوم بهدوء ودون هز وطمئنها على الاخير انه سيبقى بجانبهم حتى تعود هي بالغد.


 فرح بغدادي بعودة زوجته التي لم يعتد على غيابها وقبل أي شيء أخذت أمال حمام دافئ فور وصولها خرجت منه تتألم من قدميها وظهرها.


حدثها بغدادي:

 " ما بكِ هل أتيتي لتمرضي عندنا ألم تكوني بخير هناك كلما حدثتك أجد صوتك في أحسن حال ".


_" سامحك الله يابغدادي ماذا كنت تنتظر مني، هل سأشكو أمامهم؟، بارك الله فيه حبيب قلبي شعر بي وأصر على ذهابي و راحتي".


ضحك قائلا:

 " أيا ما فعلنا يظل هو حبيب قلبك".

 

ثم صمت لوهلة اكمل بعدها بشوق كبير:

 " كيف حال صغيرنا هل كل شيء على ما يرام".


تحدثت أمال لتزيد من كيدها به:

 " حبيبي الغالي ابن الغالي والله سأشتاق إليه هذه الليلة ".


رد عليها بضيق:

 " لماذا جئتي يا أمال كنتِ بقيتي هناك أفضل لكِ وارحم لي أم انكِ علمتي براحتي ونومي على الفراش بالعرض فأقسمتي أن تعودي سريعا تخوفا من اعتيادي على هذه الراحة".

 

ابتسمت قائلة:

 " سامحك الله هل أخطأت بعودتي وتفكيري بك يا خسارة طاجن أم علي الذي نويت تحضيره لك و فتة اللحم بالطماطم ودقة الثوم الخاصة بها".

 

ضحك البغدادي قائلا:

" ربح البيع يا آمالي نورتي بيتك ومكانك يا رفيقة دربي، ارتاحي لثواني ومن ثم حضري لي شيء يعوض معدتي جفاف ابتعادك عنا، أصبحت جوارحي تصرخ بمجرد رؤيتها للمكرونة''.


ضحكت أمال ليكمل هو قائلا:

" لا اعرف ما الحكمة بإصراره على أخذ زوجته لمنزله بعد الولادة وكأننا سنأكل الطفل إن أتى إلينا ".


بررت أمال قائلة:

 " من فرحته أنت لم ترى ما يفعله لأجل سعادتهم وراحتها لو بيده لاحضر لهم النجوم لتضيء ليلهم والعصافير لتؤنس صباحهم ولجعل الهواء معبئ برائحة الورود العطرة حولهم".

 

ضحك بغدادي:

 '' لقد قررت انتهى الأمر لن تذهبي إليهم مجددًا بُهت على لسانك حتى أصبحتي تتحدثين مثله، رأسي لن تتحمل نسخة اضافية منه يكفينا هو".


أجابته وهي تبادله الضحك:

 '' والله انه ممتع و لسانه يقطر حليب بالعسل".

 

رد بصوت خفض قليلا:

 " احفظ لنا عقولنا يارب''.

 

مشطت أمال شعرها وتمددت على فراشها وهي تستمع لزوجها قائلا:

" رحمة الله عليك يا مدحت كنت تتمنى ان تعود زوجتك لمنزلك بعد ولادتها دون جدوى".


تحركت أمال على جانبها الأيمن قائلة بوجهها المبتسم:

 " نسيت ان احكي لك على فرحة توته حبيبة أمها بأمير الصغير، لقد طار عقلها من صغره وجماله".

 

و باستغراب رد البغدادي:

 " عن أي جمال تتحدثون لا زال صغيرا دون ملامح ".


أكملت أمال كلامها:

" كان عليك ان ترى جمالهم وأحاديثهم السرية مع بعضهم، لقد اطمئن قلبي اليوم من حالتهم وسعادتهم ".


صمتت ليبتسم وجهها أكثر حين تذكرت رؤيتها للبدري وهو يقتنص قبلة خفية من وجنة زوجته بالممر الخارجي في منزل شهرزاد، ازداد وجه أمال فرحًا بحالة ابنتها الخجلة لدرجة لم تسمعها صوت زوجها الذي ارتفع وهو يطلب منها تحضير العشاء بهذه الساعة.



خرجت شهرزاد من الحمام وهي تغمض عينيها من الإرهاق، دخلت غرفتها مستلقية على الفراش بجانب ابنها، دخل من بعدها شريف وهو يحمل صينية الطعام قائلا:

 " جهزت لكِ طعامك يا سيدتي".


لم ترد عليه بعد غرقها بنومها العميق، قرر أن يتركها نائمة واضعًا الطعام بالمطبخ حتى تستيقظ.


لم يصل لباب المطبخ حتى سمع صوت صغيره يبكي وضع الصينية في المطبخ على عجل وأسرع إليه ليحمله قبل أن يوقظ أمه، هذا ما تحجج به لنفسه أمام تعليماتها بعدم حمله عند بكائه كي لا يعتاد على هذا. 


تحرك به في الغرفة وهو يهزه ليعود الطفل لنومه تكرر الأمر عدة مرات فكلما نجح شريف بتنوميه عاد الطفل بعدها بدقائق ليبكي.


 أخذه وخرج للصالون وهو يحدثه:

" من الواضح أن الدلال سيجعلك تتمادى ببكائك فلنعود لقوانين أمك كي لا نتعاقب".


وقبل أن يضعه على الاريكة شعر بشيء لزج بيده اتسعت عيناه للون الأصفر الذي لطخها هي وملابسه، كاد ان يبكي من صدمته والرائحة القوية التي خرجت بعدها تحرك بابنه الباكي ليعود سريعا لغرفته وهو ينادي على زوجته:

 " شهرزاد، شهرزاد".

 

وبدون رد همهمت في نومها، تحدث شريف على عجل:

 " لا ليس وقت نعاسك الآن، شهرزاد، الطفل يبكي ويريد أن يبدل ملابسه".


ثم نظر لملابسه وحالة الطفل ليعود مناديا بنبرة اكبر: " شهرزاد استيقظي ارجوكِ".


علا رنين الهاتف أقترب لينظر للشاشة من بعيد متحدثا بسره لابن خاله المتصل:

 " ليس وقتك الآن".


 اخفض صوت الهاتف بيده النظيفة ثم أكمل مناداته:

 " شهرزاد هل تسمعيني".



فتحت عينها لتنتبه على بكاء طفلها مدت يدها كي تأخذه منه وهي نائمة، رفض شريف مشيرا لحالتهم.


 استقامت وهي تحاول جاهدة منع نفسها من الضحك على شريف الذي كان متقزز من حالة ملابسه ويده.


اعطاها الطفل وذهب سريعا ليستحم وينسى ما حدث به، ليخرج بعدها ليجدها قد ابدلت ملابس الصغير و أرضعته وأشبعته وهو بين يديها، نظر للملاك النائم قائلا له:

 " هذا فراق بيني وبينك".

 

تحدثت شهرزاد بصوت طفلها:

 " اعتذر منك يا ابتي لن أفعلها مجددًا".

 

اقترب من ابنه قائلا:

 " لا فائدة لن اسامحه بحق ما فعله بي".


 ومال ليقبله ويشتم رائحته الطيبة قائلا:

 " حتى وان تصنع بهذا الجمال".


قبلت شهرزاد وجنته القريبة منها وهي تعتذر منه على نومها وعدم انتباهها على بكاء صغيرها.


 جلس بجانبها قائلا:

" لقد أهدر حقي من اول ايام انظري له ينام في مكاني وأخذ اهتمامك كله، حتى امي وابي نسيا امري وأصبحا لا يتصلا إلا لأجل السؤال عليه" 


ضحكت وهي تضع يدها على وجه زوجها المتذمر الغيران:

 " هل غار قلبك من أميرك الصغير!".

 


تحدث وهو ينظر لوجه صغيره:

" سأغير اسمه الأمراء لا يفعلون ما فعله".

 

ضحكت متسائلة باندهاش:

 " ألم يأكلوا ويشربوا ويدخلوا الحمام مثلنا؟".

 

تحدث شريف بتذمر:

 " ولكنه سينام على فراشه الليلة عقابًا له".


ضحكت شهرزاد متحدثة بنبرة صوت صغيرها: " واهون عليك يا ابتي انظر الي كم انا جميل بثوبي الابيض ورائحة اللافندر التي تفوح مني".


رد عليها بتذمره:

  " ولكني لا اريد غير رائحتك التي يعشقها قلبي".


ابتسمت بوجهه قائلة:

 " من يعشقها قلبك جائعة".


 

بادلها ابتسامتها بحب كبير:

  " لنطعمك إذن ولكن قبل أي شيء ضعي هذا الكائن جانبا وحذريه من سماعي لصوته اليوم".


تحركت شهرزاد لتضع ابنها على الفراش وتخرج خلف زوجها قائلة له:

 " انتظر انا سأحضر لنفسي سأشرب اللبن وساندوتش حلاوة طحينية فقط".


_ " ومن سيأكل اللحم والشوربة التي أرسلته أمي لكِ وأخبرتني أن أبي اهتم بنوع اللحم وخرج مبكرًا ليشتريه طازجًا من الجزار، كان بودي ان تستمعي لها وهي تؤكد على تناولك اللحمة كلها دون التفكير بابنها وكل هذا لأجل من جاء دنياي ليهدر حقي".


اقتربت منه وقبلته من جديد:

 " انت الاصل يا روحي".


حذرها شريف:

 " إياكِ واللعب معي إن كنتي تكذبين عليّ".


نفت بحركة رأسها وهي تمد يدها لتأخذ قطعة خبز مقربة علبة الحلاوة لها قائلة:

 " لا اريد لحوم وأي طعام من هذا القبيل سأتقيأ أن شممت رائحتها لنتركها للغد".



أومأ رأسه واقترب ليحتضنها من الخلف، اغمضت عينيها من ثقل ارهاقها مكملة تناول طعامها قائلة:

" هم محقين الأمر ليس بهين وكأني أشعر بكل عظمة وعضلة صغيرة بجسدي تنغزني لتزيد من تألمي واجهادي".


رد شريف عليها:

 " حَمَلَتْهُ أُمُّهُۥ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍۢ".

 

اجابته بصوتها المرهق:

 " فعلا والله يا شريف تسع أشهر من التعب والألم".


ابتسم مقبلا كتفها من الخلف قائلا:

 " لتأتي النتيجة أجمل مما توقعتها وتخيلتها، اموت على يديه الصغيرتين وشفتاه المختبئة من خديه المنتفخين".



وبخوف قالت:

 " قل أعوذ برب الفلق، سمي الله عليها لا يحسد النعمة إلا صاحبها".

 

_" ماشاء الله حفظه الله هل لي أن أحسد ابني اقولها من حبي".


استدارت لتصبح أمامه وجها لوجه، قائلة:

 " كم هو جميل أمتلك قلوب وعقول من حوله بمجرد تشريفه".


وبثقة كبيرة رد شريف عليها:

 " نعم هو كذلك كأبيه تماما".


دخلت بحضنه مغمضة عينيها قائلة:

 " رغم أنني لا زلت أشك في إعداداتك الخاصة إلا أنني تمنيت أن يكون مثلك في طيب قلبك المحب للجميع ورهيف مشاعرك، اتعجب احيانا حين أرى حبك يملأ قلب كل من يراك ويتعامل معك ولو لمرة واحدة".


مال برأسه ليقترب من وجهها بصده قائلا:

 " استحلفك بالله ماذا تنتظرين مني ان افعل بعد هذه الكلمات".


 تحركت بدلال ليهم بتقبيلها لولا سماعهما لصوت بكاء صغيرهما يصل إليهما، نظرا لبعضهما بعيون باكية قائلين:

 " لم يكمل نومه بعد". 


………



في منزلهم بمدينة نصر أخرج البدري غضبه على أولاده ليناموا دون طلبات او شروط بعد أن أرهقوهم طوال اليوم دون أن يشبعوا من تلبية والديهم لكل ما يقولون.


نجح بالأمر حتى سلمى خشيت من غضبه ونامت بجانب اخوتها، عاد لغرفته منتصرا يزف لها بشارة بقائهم وحدهم دون نداء أو شجار أو متطلبات ليجدها قد نامت على الفراش.


 اتسعت عينيه مقتربًا منها ليوقظها قائلا:

 " فاطمه، فاطمة".


لم ترد عليه مد يده وحرك كتفها:

 " فاطمة ليس وقت نومك الآن هيا استيقظي".

 

فتحت عينيها لتسأله: 

" ماذا حدث؟".


أخذ يفكر بإجابة على سؤالها قائلا:

 " أشعر بالجوع حضري لي شيء ااكله".


جلست على فراشها وهي تحك عينيها لتحرمهم من نومهم مجيبة على زوجها:

 " ألم تأكل جيدا معنا؟".


ابتلع ريقه قائلا:

" انا لا اقتنع بالبيتزا معدتي غير معتادة عليها".


 

رفعت نظرها نحوه قائلة باندهاش:

 " و ماذا عن سندوتشات الكبدة الاسكندراني".

 

جلس بجانبها ليتحدث بضحك:

 " هل تحسبين علي طعامي؟".

 

هزت رأسها بالنفي وهي تقوم من مكانها:

 " لا لم اقصد استغربت فقط، تمام ماذا أحضر لك لتشبع معدتك به".


فكر قليلا ليجيبها بعدها:

 " اريد ان ااكل حمام محمر او بط محشي لا فرق لدي".

 

كانت تعابير وجهها كافية للرد عليه، سحبها نحوه لتميل عليه من مفاجأتها وتعثر قدميها قائلة له: " ماذا تفعل سأسقط". 


ضمها وهو يجيبها:

 " اتركينا من الحمام سأكتفي بكِ أنتِ الوحيدة القادرة على إشباعي".


خفضت عينيها وهو يجلسها على أرجله مستمعة لعتابه:

 " ذهبت لاريحك من صرصرة الأولاد وطلباتهم التي لا تنتهي، ثم عدت لاجدكِ نائمة هل هذا جزائي؟، حزنت منكِ الآن ألم تشتاقي لأحاديثنا؟".


تحركت بخجل كي تقف من جديد قائلة:

 " سأحضر لك طعامك ومن بعدها نتحدث كما تريد".


سألها وهو يرفض قيامها من على قدمه:

" ما بكِ هل صدقتي أنني جائع!". 


وبحركات مدللة اسلبته عقله سألته وهي تعلم الاجابة:

 " هل كنت تكذب علي بجوعك".


 لتأتيها اجابتها حين اخبرها فعليا عن رغبته في إشباع قلبه بها.



مضت الليلة بسعادة كبيرة، سكن الاولاد وغرقوا بنومهم بعد لعب طوال اليوم.


كما نام البدري ضامم زوجته الجميلة بجناحيه ووجه الذي كان كفيلا لشرح سعادته.


……..


 تجمعت عائلة بغدادي والبدري في منزل شريف وشهرزاد مستمتعين بالوقت العائلي الذي جمعهم بشكل كامل لأول مرة من بعد زواج الأختين.


 لم تترك توته أمير الصغير من يدها وهذا ما جعل سلمى تغار من الصغير وتقترب منه لتصدم جبهته بيدها.


 ضمت توته أمير لحضنها وهذا ما أغضب سلمى وجعلها تصدمه بيدها على رأسه، فزع الجميع مقتربا من الطفل بخوف، علا صوت البدري لينهر ابنته على ما فعلته بالطفل.


 اخذت شهرزاد ابنها لتطعمه وتهدئ بكائه بينما أخذت توته سلمى في حضنها لتصمتها هي ايضا قائلة لزوجها:

 " لا يحتاج الأمر لكل هذا أهدأ".


 

تدخلت أمال قائلة للبدري:

 " غارت من اهتمامها بأمير طبيعي ردة فعلها".


 

صفن البدري متذكرا غيرة فارس من أخته وهي رضيعة، استغرب الوضع سائلا نفسه وهو يراقب وضع ابنته التي كانت تدفن وجهها الباكي بصدر فاطمة: 

" هل تعلقت بها لهذه الدرجة".


رن جرس الباب تحرك شريف قائلا:

 " من المؤكد أنها خدمة العمارة".

 

تحركت شهرزاد خلف زوجها متحدثه بصوت منخفض:

 " لا تنسى حقيبة الطعام".


استدار لينظر لها قائلا باستغراب:

 " هل سنعطي الطعام بجانب القمامة، كيف تريدين لهم أن يفرحوا وتفتح شهيتهم بهذا الفعل''.


خجلت من نفسها مراقبة سرعة أخذ شريف لكيس القمامة واقترابه من الباب كي يعطيها لهم، علا صوت أمين:

 " اكثر الله من خيرك يا بني".


ضحك الجميع على شريف الذي تفاجأ بوالديه أمامه.


دخل للمنزل بوجهه الضاحك ناظرًا جهة البدري ليكون أول كلماته له قائلا: 

" تعززت كثيرا علينا فقلت لنفسي لأتي وأمسك بك".


اقترب البدري ليبادر بالسلام والاحضان قائلا بضحك:

 " العفو منك لم تكن مقصودة صادف في المرتين التي اتصلت لتشرفنا بزيارتكم التزامي بمواعيد عمل لا يمكنني تأجيلها".


ردت زيزي من جوارهم:

" رغم ان شكرنا لك لا يجازيك حقك ولكن هذا ما بوسعنا جزاك الله خير الجزاء".

 

تحدث البدري باستنكار مما سمعه:

 " العفو منك ماذا تقولون سأحزن الآن، وايضا كما اخبرتكم شريف اخ غالي علينا وعروسته لا تقل قيمة عنه بجانب معرفتنا وتأكدنا من ظلمه وتحمله ذنب ليس بيده، فعلتها لأجل نصرة مظلوم وانقاذه من مصير غير معلوم".

 

وضع شريف يده من الخلف على كتف البدري قائلا:

" ابن أصول بارك الله فيك وفي عائلتك وحفظك من شر الأقدار اتمنى ان يأتي وقت واستطيع ان اقدم لك معروفا كالذي فعلته معي".


ضحك البدري قائلا 

 " هل تريد أن أدخل السجن كي تخرجني انت ونتعادل ".


بادله شريف الضحك بجوابه:

 " إياك ان تثق لهذه الدرجة وتقول أجرب حظي".


تحدثت شهرزاد بامتنان كبير قائلة:

 " كم كنا حزينين وأدخلت علينا الفرح حتى الشكر لم تسمح لنا بالقيام به ومنعت سفرهم للصعيد بسبب مرض عمي أمين ولكني اعلم كيف اشكرك حتى أنني أفعلها بشكل يومي وشهري".


و باستغراب تساءل البدري:

 " كيف يومي وشهري".


ردت شهرزاد بامتنان:

 " لم ارد أن اقول ولكني سأقولها لأجل تعميم المعلومة وعدم ايقافها لدي بعد خروج شريف بعدة أيام وبالصدفة البحتة حدثتني أستاذة فاضلة غالية على قلبي تكبرني بخمسة عشر سنة تقريبا تبادلنا أطراف الحديث حتى ابلغتها بعجزنا عن شكرك لتقول هي لي ان الرسول كان يقول إن لم تستطع شكر أحد على معروف فقل له 'جزاك الله خيرا' وهكذا نبلغ آفاق الثناء على ذلك الرجل واوصتني ايضا بالتصدق بالنيابة عنك كي يبعد الله عنك البلاء والهم والعسر والمرض ومن يومها وانا جعلت هذا الدعاء دائم بسجودي 'اللهم اجزيه عنا خيرا' وأصبح لك نصيب ثابت من صدقتنا الشهرية".


شكرها البدري قائلا:

 " اقسم انكم اخجلتموني بأخلاقكم و شيمكم حق علي الآن شكركم فانا كما قلت لكم لم أفعل إلا نصرة لمظلوم وأخ لي".

 

شردت زيزي وهي تضع شفتيها على جبهة حفيدها لتقبله قائلة داخلها:

 " الله لا يحرمك من ابيك وامك ويجعلك بارا بهما ".


دخلت أمال المطبخ لتسخن مشروب الموغات

 ( وهو مشروب مرتبط عادةً بالولادة والرضاعة ابرز مكوناته بودرة الحلبة وبودرة الموغات والمكسرات والزبدة البلدي ).


وضعته بالاكواب مضيفة على وجهه المكسرات وتحركت به للخارج قائلة:

 " احضرت لكم مغات أمير سيبهركم طعمه، بصراحة اول مرة يخرج بهذا الجمال الزبدة الفلاحي البلدي تفوح رائحتها من على بعد".

 

مالت لتعطي أمين الذي أخذه منها وهو يشكرها ويُشكر في الرائحة، تحدثت زيزي بخوف:

 " لا تشربه أخشى أن يتعبك ويعود ضيق صدرك ".


تحدث البدري:

 " لا لن يعود حتى أنه علاج لكل شيء كان أهالينا سابقا يحضروه ويضعونه بالعلب و يشربون منه طوال فترة الشتاء دون مناسبة مشددين على فوائده للصحة".

  

أكدت أمال على كلام البدري وهي تخبره بأن أمها كانت تفعل كما يقول.


خجلت زيزي من رفض ضيافة أمال وخاصة بعد إعجاب الجميع به وتشكيرهم بفائدته، أخذت من كوبها رشفة صمتت بعدها حتى لم يلاحظ أحد احتراق طرف لسانها من مشروبها الساخن وتألمها من انجبارها على اكماله وهي بهذه الحالة فكانت كلما همت لتركه نظر لها امين محذرا من فعلها.


اقتربت أمال من شهرزاد لتعطيها نصيبها ولكنها رفضت قائلة:

 " ألم أشرب معكم قبل قليل".


حذرتها أمها بعينيها:

" كان كوبك صغير وايضا عليكِ ان تأكلي وتشربي ضعفنا لتستطيعي اشباع رضيعك".


اخذت شهرزاد الكوب خوفا من نظرات امها، 

كانت جلسة جميلة بكل ما تحمله الكلمة من ترابط وسعادة وحب وتقدير.



عاد البدري لمنزلهم بالقاهرة ليكون أول حديثه به عن رغبته بالانجاب، لم تستطع النطق من صدمتها ناظرة له بعينان ثابتتان.


تراجع عن حديثه قائلا بنبرة ضاحكة:

 " حفظ الله عقلنا يكفي ما لدينا من غير شيء لم نستطع السيطرة عليهم".


طلبت منه بخجل كبير أن تذهب لطبيبتها السابقة كي تقوم باختيار أفضل وسيلة لمنع الحمل.


انتظرت رده الذي طال لتكرر طلبها شارحة له وضع أطفالهم ومسؤولياتهم وعدم استطاعتها ملاحقة كل احتياجاتهم وأخبرته إن كان جاد في رغبته بالحمل فليكن بعد عدة سنوات حتى تكبر سلمى و باهي ويقل عبئهم.

 

تنهد البدري قائلا:

 " رغم عدم حبي لهذه الوسائل التي لا تمنع الحمل فقط بل تمنع الخير ايضا، كان والدي يقول لاخوته دومًا. الله يعطي الولد ويعطي معه الخير والصحة ولكن إن كنتي ترين أنكِ لستِ مستعدة له لأي سبب كان فلنؤجله وعوضنا على الله فليغفر لنا انه هو الغفار".

ردت باستغراب يغلفه استنكار قائلة:

 " هل تظن أننا نغضب الله بهذا؟".


_ " لا أنا لم أقم بشيء يغضب ربي ولكني قلتها لأجل زهدنا في نعمته، ففي حال الناس يسعون بكل ما أوتوا من مال وعلم لينجبوا طفل نأتي نحن ونرفض".


تحدثت لتقنعه بما يقتنع به ويعلمه فهو بجانب محبته للعزوه وكثرة النسل وخاصة لأن إخوته لم يحظوا بهذه النعمة إلا أنه يفهم جيدًا اهمية و قدر مسؤولية الاهتمام بالأطفال واعطائهم الوقت الكافي لتعليمهم والارتقاء بهم ليصبحوا إضافة بالمجتمع.


مرت عدة أيام وأشهر متتالية فرح شريف بنطق أمير الصغير باسمه:

 " با با ".


 أقام الافراح متصلا بالجميع ليخبرهم بهذا الحدث الكبير على حد قوله، حتى أنه ذهب لوالديه ليسمعوها بصوت أميرهُ الجميل دون ان ينجح حين تمرد أمير الصغير ولجأ للنوم طول فترة الزيارة .


أنهت شهرزاد المكالمة وهي فرحة بنجاحهم بأول خطواتهم في الطباعة بعد إعجاب الكتاب من النسخ الجديدة المطبوعة برواياتهم، باركت زيزي لهم وهي فرحة و فخورة بهم.


تحدث أمين قائلا:

 " مبارك يا ابنتي هذا ما كنا ننتظره بعد تدقيقكم وحرصكم على إخراج أفضل ورق وخطوط مطبوعة بصراحة شيء يفتخر به طبعا اقولها نظرًا لخبرتي فأنا أرى أن الورق وحجم الخط ونصاعة اللون له دور كبير في إنجاح الكتاب فهو الرابط الأول الجاذب للقارئ قبل أن يبدأ استمتاعه ".


 تحدث شريف بفرحته الكبيرة 

 " كنت أعارضها بشراء المعدات والآلات العالية والحديثة بشكل زائد ولكن بعد أول طباعة ظهر انها كانت محقة بقولها علينا أن نبدأ اقوياء مميزين ومنفردين كي نكتسب اسم ومكان بالسوق".




كانت الأيام والسنوات تمر واحدة تليها الاخرى حتى رأينا بالصعيد وضع مختلف حين كانت توته تصدم يدها أوسط صدر زوجها قائلة بصوت شبه باكي:

  " انت السبب لن أسامحك على هذا، كيف فعلتها بي هذا ألم تشفق علي؟".


وبقوة ورضا كبير أجابها:

" الشكر لله لقد نصرني الله عليكِ لتعلمي عقوبة من يجبرني على فعل ما لم أريده، ألم تنسي أنني الكبير".


ضمها ليقبلها بحبه الكبير قائلا:

 " ما بها زوجتي غاضبة كل هذا الغضب مني هل استكثرتي علي الفرحة، ألم تري اقترابي من جمع أولادنا و وضعهم بالاصلاحية أن تقبلوهم منا".


ابتسم وجهها ليكمل بسرعة:

 " تعتقدين أنني أمزح، انتظري تبقى القليل لادخلهم مدارس داخلية أما سلمى سأدخلها مدرسة حربية لأني أخشى على طلاب الداخلي منها، ما هذا وكأنهم ينتظرون عودتي حتى يخرجوا مواهبهم في الشجار والصوت العالي، لا وعندما تراجعين أحدهم يقف أمامك وكأنه خريج جامعة حقوق الإنسان أو السفير الرسمي للنوايا الحسنة".


رفعت حاجبها مجيبة عليه:

 " من يسمعك كلامك لا يرى فرحتك قبل قليل، سأجن كيف سأتحمل عبء طفل آخر، من غير شيء انام كالقتيل دون حركة".


_ " ولكنه سيكون مختلفا لا تقلقي، أريده كأمير ابن اختك ماشاء الله وكأنه إصدار خاص لا اعرف كيف خرج من خلف شريف نسخة كهذه!".


ردت باستغراب:

 " وما به شريف؟".

 

ضحك البدري برده:

 " لا يصمت يثرثر بالأحاديث ويأخذك من الحاضر للماضي ومن السياسة للفن ومن أمريكا لافريقيا لحلف الناتو للعراق وسوريا حتى يختمها بمصر أشعر وكأنني سيغمى علي من بين يديه". 


ابتسمت فاطمة قائلة: 

" الحق عليه الرجل يحب التحدث معك".


_ " نحمد الله اننا بمحافظات مختلفة وإلا…. 


رفعت رأسها لتصبح قريبة من وجهه المائل عليه قائلة: " وإلا ماذا؟''.


شرد بجمالها قائلا:

 " وإلا سافقد عقلي من جمال ما أراه أمامي وتعودي لتندمي و تعاتبين عليّ تسرعي وعدم اعطائك فرصة للراحة".


  قُطع صوته دون سماعه بعد أن فقد عقله فعليًا فكيف للقلب أن يرى حبيبته دون غرق وفقد.

author-img
أمل محمد الكاشف

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  • غير معرف28 أكتوبر 2025 في 7:41 م

    الله الله البدري طلع رومانسي اكتر من القياس حظى بطفل رغم معارضة توتة الحلوة العز لك يا الكبير هو ثمرة حبكما
    ولهذا دائما نقول الخير فيما يختاره الله تعالى

    حذف التعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent